(32)

1.9K 143 37
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

توقف مروان بسيارته في مكانٍ ما على جانب الطريق ثم قال: إنزلي.

فتلفتت حولها وأجابت بفجأة: أنزل فين؟!

- مش قُلنا حياة جديدة وصفحة جديدة، من هنا هنبدأ صفحتنا الجديدة.

- مش فاهمة حاجة! إنت جايبني فين؟!

- مش واثقة فيّ ولا إيه؟!

فتنهدت وهي تنظر لخارج نافذة السيارة ولم تعقب، فأمسك يدها وتابع: بصيلي هنا...

فالتفتت إليه، فأكمل: أنا بحبك يعني بخاف عليكِ حتى من نفسي، يعني عمري ما أفكر ءأذيكي.

- طب قول لي إنت جايبني هنا ليه وفين؟!

- إنزلي وهتعرفي كل حاجة، ويلا عشان ما تتأخريش.

فتنهدت بقلة حيلة ونزلت بغير طيب نفسٍ ظاهر، فلم يعقب مروان ولم ينطق بكلمة أخرى، لكنه تحرك نحو بناية ليصعدها وتبعته وهي تسير بتخوف وريبة.

أشار مروان لرجال الأمن الجالسين فوقفوا له يحيونه واتجه نحو المصعد و وقف دون أن يلتفت إليها رغم متابعته لقلقها وتوترها بطرف عينه.

وصل المصعد ودلف بداخله ثم تبعته، حتى توقف المصعد وخرجا منه ولا زالت مرتابة منه.

تحرك نحو واتجه نحو شقة بعينها ثم أدار المفتاح ودلف بداخلها وأنار الشقة والتفت إليها ينتظر تحركها ويشير إليها قائلًا: إتفضلي يا كارما عيب كده.

- إيه الشقة دي!

- خشي وإنتِ تشوفي، والله ما تخافي!

فتحركت بتباطؤ وشفتيها تتمتمان يبدو أنها تحصن نفسها ببعض الأذكار! فاستدار مروان بوجهه محاولًا كبت رغبة في الانفجار في الضحك.

دلفت كارما داخل الشقة، كانت تبدو شقة مفروشة لكنها مغلقة أو بالأحرى مهجورة من تلك الغطاءات التي تغطى بها قطع الأثاث.

فخمّنت المكان وتشنّجت ملامحها وإزدادت عيناها قتامة ثم انفجرت فيه بغضب: لا ده إنت كده قاصد ترفع ضغطي! إنت متخيل إني هقبل أسكن في المكان اللي مليان بذكريات حبكم مع بعض في كل ركن ده!  وأنا بأه إيه! أباجورة!

وهمّت بالانصراف فأسرع بإمساكها قائلًا: هو مين اللي قالك إنك هتسكني هنا؟! ولا أنا كنت طلبت منك الجواز أساسًا!

فجزت كارما على أسنانها بغضب أشد وهي تنزع يديها بقوة من يديه وانطلقت مسرعة بغضب خارج الشقة، فلحقها وأمسك بهما مجددًا وتابع قائلًا: يا حبيبتي بالله عليكِ إديني فرصة أقول الكلمتين اللي عندي! بلاش استنتجاتك النيرة دي، وبلاش تسبقي الأحداث.

فتأففت واستدارت بعينيها ولم تعقب، فأكمل: فعلًا دي كانت شقتنا، وفعلًا في كل ركن ذكريات كتير، ذكريات كام شهر سعادة عشناهم مع بعض، بس اللي عايز أقوله إن ده كان مكاني اللي باجي أفضفض فيه، باجي أرمي همومي وأشتكي لها وكأنها سمعاني وهتقوم تطبطب علي وتاخدني في حضنها، ولما ظهرتِ في حياتي وبدأتِ تتسربي جوايا وتشغليني بشكل ما كنتش قادر أواكب سرعته، كنت باجي عشان أثبت لنفسي إني لسه على وعدي ليها إنها تكون الحب الأول والأخير، وكأني كنت باجي أشحن أحزاني وهمومي، لأني في الحقيقة كنت بعاند مع نفسي، كنت حاسس بيكِ وإنتِ بتقتحمي كياني وبتزلزليني وتخطفيني من أقل حاجة، عارف إنك إنتِ كمان كنتِ بتبعدي وبتعندي، ويمكن لنفس السبب كمان؛ كنت حاسة بحجم الصراعات اللي بعاني منها عشان بتسكني قلبي وأنا كنت شايفها خيانة وآجي أشتكيلها إنه غصب عني، كل ما أقاوم وأهرب منك بلاقيني بهرب ليكِ.

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن