(34)

1.9K 136 22
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

دلفت هدى وكارما لداخل الغرفة المتواجد فيها سمر، كانت نائمة في الفراش موصل بيدها المحلول المغذي وجوارها أمها تجفف عنها عرقها كلما تألمت.

سلمت عليها هدى وكارما وجلست الثانية جوارها تربت عليها وتدلك يدها، كانت سمر تنتفض من حينٍ لآخر تعاني من شدة آلام المخاض.

أما عمرو فبعد انصراف مروان دلف للغرفة منضمًا إليهم يتمتم بالأذكار والأدعية حينًا ويقترب من زوجته مقبلًا رأسها حينًا أخرى.

كانت الطبيبة تأتي من حينٍ لآخر تتفقد حالة سمر ولأين وصلت حتى جاءت اللحظة الحاسمة فأمرت بأخذ سمر إلى غرفة الولادة.

جلست هدى ووالدة سمر تمسك كل واحدة منهما بمصحفها وتتلو ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، بينما تبع عمرو وكارما سمر ووقفا ينتظران أمام غرفة الولادة.

مر بعض الوقت وبعدها خرجت إليهم إحدى الممرضات تحمل كائنًا صغيرًا ملفوفًا وتهدر مبتسمة: ألف مبروك، ولد زي القمر يتربى في عزكم! المدام زي الفل هتخرج على طول.

فابتسم عمرو وأخرج ورقة نقدية ودسها في يدها، بينما تبعتها كارما كالمغيبة وكأنها قد نومها مغناطيسيًا ذلك الساحر الصغير.

كانت الممرضة متجهة بسرعة نحو غرفة المواليد، فأعطتها كارما هاتفها لتلتقط لها بعض الصور ومقاطع الفيديو أثناء استحمامه بينما هي تقف تشاهدهم من الخارج عن مسافة ليست بالقريبة لكنها يمكنها متابعة ما يحدث لا يفصلهم إلا جدار من الزجاج الشفاف.

بينما ظل عمرو واقفًا ينتظر خروج زوجته التي خرجت بعد مرور بعض الوقت، ثم تبعها حتى وصلت لغرفتها وحملوها ووضعوها في فراشها.

كانت سمر تبدو منهكة كثيرًا وشاحبة الوجه تفتح عينيها قليلًا اقترب عمرو مربتًا عليها وقبّل جبهتها مبتسمًا وهو يقول: حمد الله على سلامتك!

فهمست سمر بضعف وانهاك: شوفته!

- لا كارما هي اللي هناك معاه، هه هتسمي إيه؟ زي ما اتفقنا!

فأومأت بعينيها ثم أغمضتهما، اقتربت أمها وهدى تسلمان عليها لكنها ظلت مغمضة العينين وتبدو أنها غفلت في سِنةٍ من نوم.

اتجه عمرو إلى الغرفة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة فوجد أخته تحمل صغيره بسعادة كبيرة، فأومأت له قائلة: تشيل شوية!

فأومأ أن لا وهو يقول: أخاف ده صغير أوي!

ثم عبث بيده الصغيرة جدًا التي بالكاد أمسكت بعقلتين من إصبعه فاتسعت ابتسامته وانحنى مقبلًا تلك اليد الصغيرة ثم مسح برفق على شعره الضئيل المرصوص ومتجهًا نحو جبهته الصغيرة، ثم أذّن في إحدى أذنيه وأقام الصلاة في الأخرى، فطلبت منه كارما أن يلتقط لهما صورة أخرى وهي تحمله بوجهها الوضّاء بابتسامة تعلن عن سعادة كبيرة تغمرها كليًا.

(هات و خد)       By : Noonazad Where stories live. Discover now