(6)

2.7K 176 11
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

ابتسمت ابتسامة عاشقة وتنهدت قائلة: طبعًا فاكرة....

تعود بذاكرتها ذات يوم كانت لا تزال طالبة بكليتها إذ دخلت إحدى المكتبات المجاورة للكلية لتشتري بعض الخامات الورقية (أنواع مختلفة من الأوراق، ألوان، أقلام، لاصقات،...)

كانت تحمل مفكرة صغيرة قد كتبت قائمة بما تريده حتى لا تنسى شيء، وبعد أن طلبت ما تريد ورغم كونه كمًّا هائلًا من الخامات المختلفة، لكنها وقفت تراجع ربما تكون نسيت شيئًا، لكنها لم تكن منتبهة تمامًا لوجود ثمة عينان تتابعاها بدقة!

ثم بدأت بحمل كل ذلك لتنصرف وقد نسيت أنها في الأصل كانت تحمل على كاتفها حقيبة لوحات كبيرة وبينما هي تحاول حملها بعد حقيبة المشتروات انسكبت المشتروات وتبعثرت أرضًا!

بالطبع قد تأففت، تذمرت وانحنت دون أن تدري من أين تجمع أشياءها! من هنا أم من هناك؟

لكن بمجرد انحناءها وهبوطها قرفصاء ساندة بإحدى ركبتيها على الأرض، هبطت خصلات شعرها على إحدى وجنتيها؛ فلم تكن وقتها قد ارتدت الحجاب.

وهاهي شرعت بجمع أشياءها وما أن مدت يدها حتى تلامست مع يد أحدهم فرفعت عينيها مع إرجاع تلك الخصلات خلف أذنها لتجده هو، ذلك اللص الخاطف، خاطف القلوب في غمضة عين، خطف قلبها في لحظة وتسارعت أنفاسها ودقاتها.

و رغم أنه كان مجرد لحظات صامتة، لكن كأنما توقف الزمن وقتئذ خاصةً تقابل تلك النظرات الخاطفة وبعض تلامسات الأنامل، وكأنما قد مر أمدًا بعيدًا.

وأخيرًا انتهيا ونهضت لمياء تشكر هذا الشاب بهدوء وترسم على وجهها ابتسامة ممتنة.

وما أن خرجت من المكتبة حتى وجدت نفسها تطوي الأرض وتركب الريح لتعود مسرعة لبيتها، وأول مافعلت أمسكت بالهاتف لتخبر كارما وسمر، واللتان بدورهما انهالتا عليها بالسخريات!

ورغم غضبها من سخريتهما إلا أن هناك نبتة تشعر بها قد غُرست بقلبها، وصارت لا تذهب إلا لتلك المكتبة ربما تراه لتروي نبتتها حتى إذا أقبل الربيع أزهر القلب وتفتح.

ورغم أن كل لقاءاتهما صامتة لكنها كانت تحفظ ملامحه عن ظهر قلب، وما أن تلمحه تتهللت أساريرها ويرتسم العشق على كل إنشٍ في وجهها.

ذات يوم وقد كان يومًا طويلًا بالكلية، عادت البيت في التاسعة مساءً منهكة بكل ما تحمله الكلمة من معنى و تتمنى أن تصل فقط لترتمي بفراشها.

وما أن أدارت مفاتحها في الباب حتى بدأت تشتم رائحة عطر رجالي غريبة لم تعهدها، لم تلقي بالًا وفتحت الباب ودخلت، فلاحظت عدة أحذية موجودة عند مدخل البيت من الداخل شكلها غير مألوف، وذلك إن دل فإنما يدل على وجود ضيوف.

(هات و خد)       By : Noonazad Where stories live. Discover now