(30)

2K 143 11
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

خرجت كارما من باب المسرح ورأت بالفعل سيارة أخيها واقفة على الصف الآخر وبدأت تعبر الطريق، لكنها لا زالت ترى وجهه تسمع كلماته ترن في أذنيها تشعر بأنفاسه الدافئة تذيبها، لقد كان قريبًا للغاية! قريبًا لدرجة أشعرتها أنه ربما...
يقبلها!

لكن فجأة!

كان عمرو جالسًا في السيارة بعد أن أغلق الخط مع مكالمته لأخته، كان يتفقد سمر قائلًا بحنان: حاسة بإيه دلوقتي يا حبيبي؟

فأجابت بهدوء: لا أحسن كتير الحمد لله! هي الزحمة والكاتمة جوة تعبوني، مع إن كارما والله شايلاني أنا ولميا عشان الحمل، هي اللي خلصانة بجد وشكلها كان خارج نطاق الخدمة!

- دلوقتي نروّح على طول.

وفجأة صوت احتكاك شديد لعجلات سيارة مصاحبًا لصوت ضجة، فالتفت عمرو يساره ينظر من نافذة السيارة فوجد عددًا من الناس يتجمعون حول شخص ممدد أرضًا، وسائق السيارة يترجل مسرعًا ويصيح: والله هي اللي وقعت فجأة أدامي! كانت خارجة م المسرح اللي هنا ده.

وما أن سمع عمرو تلك الكلمات حتى توتر فجأة وترجل من السيارة مسرعًا، عبر الطريق ركضًا وتوغل بين الناس المتجمهرة فلمح جزء من ملابس المصابة، إنها كارما!

فدفع من أمامه وهو يصيح مناديًا باسمها « كارما! كارما !»

فتقدم ذلك الرجل الذي صدمها بسيارته وهو يتوسل لعمرو: والله يا فندم هي اللي وقعت فجأة أدامي! مالحقتش أدوس فرامل، أقسملك هو ده اللي حصل!

فحملها عمرو متجهًا نحو السيارة دون رد، فتبعه ذلك الرجل مسرعًا خلفه وهو يقول له: هحصل حضرتك وهتكفل بعلاجها.

فوضعها عمرو داخل السيارة وأجاب باقتضاب: خلاص خلاص.

- لا والله! هلف بالعربية وهحصل حضرتك، إن شاء الله سليمة.

فأسرع الرجل ليركب سيارته بينما أدار عمرو سيارته وسمر قد جلست في الكرسي الخلفي تسند كارما وهي قلقة بشدة.

ظل مروان جالسًا مكانه واجمًا ينظر إلى اللاشيء لايفهم ردة فعلها، ذهب تفكيره إن نجح ذلك الرجل واستطاع التقدم لخطبتها لابنه كما يتمنى ويصرّح بذلك دائمًا فيحترق من داخله ويضرب رأسه في الحائط الذي يستند عليه ثم يفرك وجهه بشدة وهو يزفر الهواء بغضب.

لكن فجأة شعر بضيقٍ شديد ينتابه، بل وصل لحد الاختناق، فتح فمه ليسعفه على التنفس ففتحتا أنفه كأنهما لا تسمحان بمرور الهواء!

نهض واقفًا متجهًا لباب الخروج، فركب سيارته وانطلق بها فاتحًا النافذة، لكن ذلك الضيق لا زال يلازمه بشدة مع ضغطة على صدره.

وفجأة ربط شعوره الجياش بكارما، كانت تبدو أنها ليست على ما يرام، هل أصابها مكروه؟

وبسرعة اختطف هاتفه وطلب رقمها وهو يتمنى من داخله أن تكف عن عنادها وتجيبه.

(هات و خد)       By : Noonazad Where stories live. Discover now