رواية *الدخيلة *

By bashaer1234

405K 7.2K 144

تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة (Lossil) الملخص : *الدخيلة * هي: عاشت طوال حياتها في كنف جدها لأمه... More

الشخصيات
المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون والاخير

الفصل التاسع

12.4K 276 2
By bashaer1234

وقف عماد وزوجته يحدقان بالمنظرأمامهما بدهشة وحزن ،
كانت كريمة جالسة على الأريكة في الحديقة ومحمد بين أحظانها تضمه بقوة لصدرها كأنها تخشى أن يأخذه أحد منها ،...
ثم وكأنها أحست بمراقبتهما لها رفعت وجهها إليهما ليتفاجأ بالدموع تبلله وللحظة ظلوا يحدقون لبعضهم البعض حتى كسرت هي الصمت قائلة بإرتباك واضح :_ شهد خرجت مع أميرة وخالد لرؤية المغارة وإقترحت أن أعتني بمحمد لحين عودتها وأنا أسفة وآه أجل حمدا لله على سلامتكما.
(قال عماد بهدوء :_ لطف منك أن تعتني به من أجلنا أمي ولا تتأسفي فهوحفيدك .
(إزدادت دموعها مما جعل خديجة تتقدم منها لتقول برقة :_أرجوك لا تبكي.(مدت يدها لتحمل إبنها لتظيف بهدوء :_ سأخذه لفوق وأنت يا عماد إجلس مع والدتك.
(قالت كريمة بسرعة :_أنت حامل وهو ثقيل دعيه يحمله هوعنك.
(أحست خديجة بالسعادة لإهتمام حماتها المفاجئ بها مما جعلها ترفض مساعدة عماد الذي كان يهم بحمل محمد عنها قائلة :_ سأكون بخيرلا تقلقي .(بدون أن تنتظرردهما أسرعت بالمغادرة تاركة المجال لهما للحديث بمفردهما.
(نظرعماد لوالدته بحزن ليقول أول شيئ خطرعلى باله :_ أنا أسف لموت عمي عبد الرحمان.
(نظرت إليه كريمة بدهشة لتتساءل بلهفة :_أحقا أنت أسف ؟؟.
(قال بصدق :_ربما لم أوافق أبدا على ما فعلته بنا من أجله لكنه عمي وزوجك في النهاية وحتما ما كان ليكون هذا هوحالك لو كان لايزال حيا .
(هزت رأسها موافقة لتقول بحزن :_ أنا لم أكن يوما سعيدة في حياتي مثلما كنت معه.
(هزرأسه موافقا ليقول بألم :_أعلم هذا والجميع يعلمه ويلومك عليه.
(قالت بصوت متهدج :_أنا أسفة أنا..
(قاطعها بهدوء :_ لا تتأسفي أمي فما حصل قد حصل وأنا ما عدت ألومك منذ أن وقعت في حب خديجة ،وبصراحة لوكنت في مكانك ربما كنت فعلت نفس الشيئ من يدري؟؟
(نظرت خديجة لإبنها بدهشة لكنه لم يكن ينظرإليها كان غارقا في أفكاره ووجهه غامض لا يصرح عن مشاعره مما جعلها تأخذ نفسا طويلا لتسرح بدورها في أفكارها . 

(نظرت أميرة للرجل الذي نادته شهد بإسم حازم وهي مقطوعة الأنفاس ،...كان رجلا طويلا أنيقا وجذابا عرفته شهد على أنه صديقها لكن النظرات التي كان يرمقها بها كانت تدل على شيئ أخركأنه لا يرى أحدا غيرها وفعلا لم يكن يرى أحدا غيرها فبعد أن عرفتهم به لم ينظرإليها أو إلى خالد الذي بدا على وشك الإنفجار،
إستأذنا ليبتعدا قليلا لكنهما لم يختفيا كليا عن مرمى نظراتهما ،
كانا يتحدثان بحميمية واضحة و..._ هل ستبقين فاغرة الفاه فيهما هكاذا كثيراا ؟؟.
(نظرت إلى شقيقها بدهشة لتتفاجأ بالغضب الأسود الذي يحتل عينيه ،والذي كان موجها حتما لشهد وصديقها ،...إستيقظت على أفكارها على صوت شهد التي عادت بمفردها إليهما والتي قالت بهدوء :_ حازم يبلغكما تحياته ويقول أنه مرتبط بموعد عشاء مهم.
(حدجها خالد بنظرة متعالية ليقول ببرود وهو يتحرك مبتعدا عنهما :_ هذا جيد له.
(تبادلت شهد وأميرة النظرات بحيرة لتتساءل شهد بصوت منخفض :_ ماذا به ؟؟
(هزت أميرة كتفيها بحركة من لا يعلم لتقول بهدوء :_ كنا نراقبكما وفجأة صرخ علي والأن عليك.
(هزت شهد كتفيها بدورها لتتأبط ذراع شقيقتها قائلة :_ أنا جائعة جدا ماذا عنك ؟؟
(وافقتها أميرة لتقول بمرح :_ أنا أيضا أكاد أموت جوعا ،دعينا نلحق بخالد ونرفرف له بأهدابنا حتي يأخذنا للعشاء.
(نظرتا لبعضهما البعض لتنفجرا في الضحك مما لفت الأنظارإليهما وهذا جعل خالد يزداد حنقا ليصرخ بهما بحدة :_ كفا عن الثرثرة الفارغة التي تجذب إليكما الأنظار وتحركا.
(توقفتا عن الضحك وهما تهمسان خلسة بطريقة زادت من غضبه.

كانت متوترة جدا وخائفة أيضا فهذه هي المرة الأولى التي تتهور فيها وتخرج لمطعم عام برفقة وليد ، لكن رؤية السعادة على وجهه حين أخبرته أنها موافقة على الإحتفال معه بعيد ميلادها جعلها تغامر،
نظرت إليه لتجده يتأملها بعينين مشرقتين مما جعلها تبتسم له قائلة :_ هل أنت سعيد؟؟؟
(قال برقة وعينيه لا تفارقانها :_سعيد جدا حبيبتي لكن سعادتي الكبرى ستكون عندما تكونين معي للأبد.
(تأملته بحب لتقول بصوت منخفض خجول :_ لن أكون إلا لك يا وليد .
(تنفس الصعداء ليقول براحة :_ يالله هذه الجملة وحدها تكفيني لأكون أسعد رجل .
(أخفضت فاتن بصرها وهي تحس بالدموع تلسع عينيها ،لتفكربمرارة إلى متى سيصبران على أمها بل إلى متى سيتحمل وليد معها ؟؟،إنه في الثلاثين من عمره ويحبها منذ سنوات عديدة كما أنه وحيد ويحتاج إليها بجانبه و...أحست بيده تضغط برقة على يدها لتسمعه يقول بنعومة كأنه أحس بما يدوربأعماقها :_ سأنتظرك دائما مادمت لن تكوني لغيري أبدا وأمك ستقتنع بنا يوم...
(قاطعته بحزن :_ لن تفعل أبدا أبدا ياوليد وهذا ما يؤلمني يؤلمني جدا .
(قال بحنان :_ لا تيأسي حبيبت...
(قاطعته مجددا وهذه المرة كان الألم يطل من عينيها :_ أنت لا تفهم يا وليد لا تفهم أبدا أمي لن يردعها شيئ عن تنفيذ ما تريده وقد بدأت تضيق الخناق على سوسن وما إن يعود عماد وزوجته من رحلة هروبهما حتى تبدأ معي وت....
(هذه المرة هو من قاطعها بحزم :_ فاتن لقد ألغيت وجودنا معا ولا تتحدثين إلا عن أمك فهل نسيت أننا شخصين ناضجين نستطيع تقريرمصيرنا بمفردنا أن نعتمد أونلتجأ إلى أحد ،(سكت ليتأملها بنظرات عاشقة ليتابعة بحنان :_حبيبتي أنت تحبينني وأنا مجنون بك وهذا ما نحتاجه لنكون معا ،(سكت ليرفع يديها إلى شفتيه مقبلا إياهما برقة ليظيف بتصميم :_سأذهب إلى الفيلا لديكم وهذه المرة سأطلب رؤية خالد وعماد وسأخطبك منهما رسميا ....

(كان خالد لا يزال غاضبا رغم أنه رضي بأخذهما للعشاء مما جعل شهد تستغرب غضبه وبروده خاصة أنه كان هادئا ومرحا وهو يحدثها عن المغارة والمدينة إلى أن ظهر حازم إنقلب كليا ،.....
تجهم وجهها وهي تراقبه يتقدمهما بين الطاولات لتنظرلأميرة التي شهقت فجأة ،
تتبعت نظرات أختها لتتفاجأ بفاتن جالسة مع رجل وسيم على طاولة منزوية وحيدين ويديها في يديه ،كانا يبدوان رائعين معا مما جعلها تبتسم لكن إبتسامتها سرعان ما ماتت على شفتيها عندما لمست أميرة ذراعها بخوف وهي تشير لخالد الذي كان قد شاهدهما بدوره وبدأ بالتحرك إليهما وعينيه تلمعان بغضب مجنون .

(أبعدت يد أميرة عنها لتمسك بذراعه بقوة وهي تقول بصوت منخفض :_ ليس هنا ياخالد لا تنسى أننا في مطعم.
(ضغط على ذراعها بشدة ألمتها ليقول من بين أسنانه :_ لا تتجرئي على التدخل ،ولا تنسي أنها ليست أنت مع أنني بدأت أشك أنكن جميعا من صنف واحد.(شهقت أميرة على إثركلماته الجارحة لكن شهد لم تتأثر بل ضلت متمسكة بذراعه رغم أنها أحست بيدها تتخدرمن الألم بسبب قسوة أصابعه ،ليتركها فجأة بإشمئزازكأنه لا يطيق لمسها ليستدير نحوأميرة قائلا :_ غادرا إلى السيارة وإنتظراني هناك.
(إبتعد بسرعة بعد أن تحرر منها مما جعلها تقول لأميرة بسرعة :_ إذهبي للسيارة عزيزتي وسألحق بك بعد قليل.
_لكن...
(قاطعتها بحزم :_ لن أدع فاتن بمفردها في موقف كهذا .(..ودون أن تنتظرردها أسرعت تلحق بخالد الذي كان يقف أمام طاولتهما وأدركت من وجه فاتن الشاحب والمرعوب ومن وجه رفيقها الغاضب أن خالد حتما أطلق عليهما النيران من بين شفتيه كما سبق وفعل معها وهذا دفعها لأن تقول ببرود :_ لا داعي لتقوما بعرض عضلتكما هنا تحدثا كرجلين ناضجين إفعلا من أجل فاتن التي يكاد يغمى عليها على الأقل (سكتت لتنظرللرجل الغاضب لتسترد بهدوء متجاهلة خالد الذي كان يشتعل بجانبها كليا :_ أنا شهد صديقة العائلة ولبد أنك تحب فاتن وتريد الزواج منها أليس كذالك؟؟(نظرت لفاتن التي كانت تنظرإليها بذهول ،ساعدتها على الوقوف ثم أظافت بتصميم :_ خالد قريبها تحدث معه و...
(قاطعها خالد وهو يقول من بين أسنانه :_ أسكتي حبا بالسماء أسكتي ولا تتدخلي أنسيت نفسك ؟،ثم من أنت لتقرري وتحددي لنا ما نفعله ،أنت مجرد دخيلة غير مرغوب بوجودها لا هنا ولا في المنزل لذا لا تقولي أبدا صديقة العائلة أبدا هل هذا واضحا أيتها المتطفلة ؟؟؟
(كان كلامه قاسيا مؤلما جارحا دفع بالدموع إلى عينيها بسرعة البرق لكنها جمدتهما ورفعت رأسها بشموخ لتقول ببرود :_ لا تقلق يا أستاد خالد فأنا لا تشرفني صداقة شخص بارد مثلك لا يفهم شيئا في المشاعرأعمى لا يرى أبعد من أنفه ،أما عائلتك شئت أم أبيت فهي جزء مني وعلاقتي بها لا تخصك ،وآه نعم أنا مجرد دخيلة ربما لكنني لست بلا قلب مثلك كي لا أرى حب هاذين الإثنين.(سكتت تبعد نظراتها عنه لتركزهما على فاتن التي كانت تنظرإليها بحزن وإمتنان لتظيف موجهة كلامها لها :_أنا أسفة من أجلك لكنني أتمنى أن تدافعي عم هو من حقك .
(وبدون أن تنتظرردها خرجت من المطعم وهي لا تعرف ماذا تفعل أو إلى أين تذهب .

بعد أن طلب خالد من فاتن أن تخرج لتنتظره في السيارة مع أميرة وشهد وجد نفسه يجلس أمام وليد وبعد أن تحدثا قليلا إكتشف أنه رجل محترم وفعلا يرغب بالزواج من إبنة عمته ليتفاجأ أنه إبن عمها وسبق وطلبها للزواج لكن عمته رفضت ،
كان حديثه مقنعا وحكيما وبدا صادقا وهذا دفعه لأن يعده بالمساعدة شريطة أن يبتعد عن فاتن حتى يجد حلا يرضي الجميع ،
تودعا بهدوء ليدخل لسيارته التي كانت غارقة في الظلام والصمت لكن ما إن هم بتحريكها حتى أحس بغيابها ليسأل ببرود :_ أين شهد ؟؟
(قالت فاتن بصوت مرتجف :_ عن..عندما..خر..خرجت ..ك.كانت ترك ...تركب سيارة أج..أجرة.
(ضرب المقود بحركة غاضبة ليشتم بصوت منخفض ثم إنطلق بسرعة وهو يغلي بأعماقه .
(عندما وصلا أسرعت فاتن وأميرة بالخروج لكنه أوقفهما بصوت أمر:_ لا أريد لما حدث أن يعرف به أحد خاصة أمك يا فاتن هل هذا واضح؟؟
(كانت فاتن أكثرمن ممتنة مما جعلها تحرك رأسها موافقة لتسرع بعدها هربا منه لغرفتها أما أميرة فقد وقفت تواجهه لأول مرة في حياتها وعينيها مليئتين بالدموع ليسمعها تقول بحزن :_ إنها لا تعرف شيئا عن تقاليدنا ولم تدرك أن ما فعلته فاتن خطأ وحتما هي لم تقصد التدخل ،لقد أرادت فقط المساعدة .
(قال ببرود :_أنت لا تعرفين شيئا عنها لذا لا تدافعي عنها.
(قالت تجيبه بألم :_أنت محق أنا دائما لا أعرف شيئا ،لا أعرف لماذا كنا نعيش بعيدا عنكم ،لا أعرف لماذا لم تحب يوما والدي أوأنا ولا أعرف لماذا تكره أمك ولماذا عائلتنا قاسية وباردة أنا لا أعرف شيئا أبدا ولا أريد أن أعرف لأنني أكرهكم جميعا ،أكرهكم وأتمنى الموت لأرتاح ..أتمنى الم...(سكتت وقد أصبح صوتها نحيبا مما جعل خالد يلعن بصوت مرتفع قبل أن يجذبها إليه ليضمها بحنان إلى صدره وهو يمسد رأسها كطفلة صغيرة إلى أن قطعهما رنين هاتفه فجأة .

(جلست شهد في مقهى الفندق تشرب قهوتها وعينيها زائغتين وكلمات خالد ترن في رأسها كالرصاص، لتفكربألم :
يالله أهذا ما هي عليه حقا بنظرهم "دخيلة " ؟؟،
دخيلة ... كم تؤلمها الكلمة وكم جرحتها عندما نطق بها خالد ،...يالله يا خالد لما كنت قاسيا لتلك الدرجة و لماذا إخترقت كلماتك قلبي كالسهم ؟؟؟
لقد أرادت من كل قلبها أن تصرخ فيه أنها ليست كذالك ،ليست تلك المتطفلة الدخيلة التي يظنها بل هي منهم ،لحمهم ودمهم ولا تريد منهم سوى حبهم وإهتمامهم بل أن يدعوها هي تحبهم وتهتم بهم أن تتقرب منهم أن تحاول إسعادهم وإعادة تماسكهم ببعضهم البعض والذي مزقه الماضي وشتته الأيام ،
أرادت أن تعلمه أنها ليست أبدا تلك المنحلة التي يعتقدها وأنها رغم جهلها بدينهم وتقاليدهم إلا أنها لم تفرط يوما في نفسها وأن ضعفها يصيبها فقط أمامه وأن...
_ شهد هل أنت بخير ؟؟؟
(إستيقظت من بؤس أفكارها على صوت حازم الذي جلس بجانبها والذي تابع قائلا بقلق :_ لقد أقلقني موظف الإستعلامات عندما أخبرني أن الأنسة شهد بإنتظاري في مقهى الفندق.
(أجابته شهد وهي تحاول أن تبتسم :_ لقد أخبرتك عندما إلتقينا أنني أرغب برؤيتك قبل أن تعود لفرنسا.
(تمعن فيها متفحصا ليقول بهدوء :_ لكنك لم تقولي الليلة كما أنك كنت تبدين سعيدة بعكس الأن.
_أنت محق جد في الأمورأمور.(سكتت قليلا ثم نظرت إليه تبادله نظراته لتسأله بحيرة :_ كيف جئت للمغرب ياحازم وإلى طنجة بالذات هل هي الأعمال حقا من أتت بك أم أنك لحقت بي ؟؟
(قال بصدق أجفلها :_ لم أستطيع إبعادك عن تفكيري لهذا أشفقت علي ياسمين فأخبرتني بخطتكما كما أنها قلقت عليك كثيرا فأنت لم تتصلي بها منذ سفرك .
(غامت عينيها بحزن بعد أن ذكرها حازم بالطريقة التي جاءت بها للمغرب وكيف كانت شجاعة بقرارها وخائفة في نفس الوقت منه لتنظرلحازم الذي كان يتأملها وعينيه تفيضان بالحب مما جعلها تقول بصوت باك :_ أنا أسفة ،أسفة جدا ياحازم لن أستطيع أبدا النظرإليك بالطريقة التي تنظر إلي بها الأن أبدا.
(أجابها بصوت هادئ حزين :_ لحدود الأمس كنت أمل وأحلم لكن عندما تبعتك للمغارة وقفت أراقبكم من بعيد قبل أن أقترب منكم ليسترعي إنتباهي الطريقة التي تنظرين بها لإبن عمك ،كنت تبدين مخطوفة اللب مسحورة وعينيك كانتا تلمعان بطريقة غريبة وعندما إقتربت منكم وعرفتني على أنني صديقك تعمدت الإستئثاربك وتجاهله هو وأختك فكاد أن يمزقني بنظراته لا بل إنني أكاد أقسم لو أن النظرات تقتل لكنت مت وهناك أدركت يا شهد أن دوري إنتهى وأنه حان لي أن أنسحب نهائيا من حياتك.
(كانت عينيها متسعتين على أخرهما كأنها لا تصدق ما تسمعه أوتخشى أن تصدقه ،ففي لحظة عندما بدأ كلامه كان قلبها يتمزق حزنا عليه لكن عندما أنهاه كان نفس القلب بداخلها يرقص ،فهل هوواثق حقا مما قاله أيكون خالد غيور حقا عليها ؟؟،أتكون الغيرة هي سبب إنقلاب ميزاجه في المغارة ؟؟...لكن لا كيف تكون حمقاء هكاذا لتصدق حازم المسكين ؟؟،كيف تصدق أنه يغار عليها بعد كل ما قاله عنها ولها؟؟
(تنهدت بصوت مرتفع لتقول بقسوة وألم :_أنت مخطئ يا حازم فخالد يراني مستهترة أشكل خطرا على أخته التي لا أجرؤ على الإعتراف بأنها أختي أنا أيضا ،يعتبرني دخيلة متطفلة لا يحق لها التواجد بينهم، وإذا حدث وعرف أنني أكون إبنة عمه فلن يتوان عن إتهامي بأنني فعلت كل ما فعلته فقط من أجل الثروة التي تركها لي والدي ،سيظيف إلى سجلي الأسود إهانات جديدة مثل منتهزة فرص والباحثة عن الثروات وربما مخادعة وكاذبة فما رأيك يا حازم هل هكذا يكون رأي رجل في إمرأة قد يكون مهتما لأمرها حقا كما تقول ؟؟. 
(نظرإليها حازم بحيرة ليقول بصدق :_ هل هو أعمى ليعتقدك هكاذا ؟؟؟،...مع ذالك لازلت مصرا يا شهد نظرات خالد إليك وإلي كانت مخيفة .
(أجابته بسخرية :_بالتأكيد ستكون كذالك فظهورك وحديثك معي ثم إنسجامنا معا بعيدا عنهما أكدا له أنني سيئة وقد أفسد أخلاق أميرة .
(حرك رأسه رافضا حديثها ليقول بإصرار:_ أنا لا أعرفه لكنني أستطيع التعرف على الغيرة عندما أراها.
(أشارت شهد بيدها في الهواء لتقول بحدة :_ دعنا منه لا أريد الحديث عنه .
(إبتسم لها ثم غيرالموضوع وبعد عدة دقائق إستأذنت منه مغادرة في حين بقي هو جالسا يفكرفيها وقد إقتنع أخيرا أنها ضاعت منه لصالح إبن عمها خالد المالكي ليتساءل بألم :
ترى مالذي وجدته فيه ولم تجديه في ياشهد؟؟بما فضلته علي؟؟ .
تنهد بحرقة ثم وقف بغية الصعود لغرفته ليتوقف مصدوما عندما لمح غريمه وسيدة فاتنة تتأبط ذراعه بتملك ،
عقد حاجبيه بتفكيره ونظراته لا تزال عليهما وفي تلك اللحظة إبتعد خالد ليتحدث مع موظف الإستقبال في حين إستدارت رفيقته لتلتقي نظراتها بنظراته تفحصا بعضهما برهة من الزمن لتغمزه بوقاحة قبل أن تلتفت عائدة إليه.

Continue Reading

You'll Also Like

7.1M 351K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
10.7K 258 10
في قبضة الاقدار الكاتبة : مارغريت روم العنوان الاصلي للرواية The Marriage of Caroline Lindsay by Margaret Rome الملخص كانت حياة كارولين ليندسي سلسلة...
683K 20.3K 37
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...