إنّ أرقّ الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأمّ.
(منقول)
_________________________________________
كان كلاً من آن وچيك يجلسان بغرفة المعيشة ويتحدثان في أشياء عدة, دخلت ڤايول في هذه اللحظة تبكي بشدة وهيَ تفرك في عينها, وخلفها رون وآني, إقتربت من آن وچيك اللذان إنتفضا قلقلاً وقالت
-أمي, لقد أكلت النملة يدي
ثم رفعت يدها في وجه آن حتىَ تراها, لتجد بقعة صغيرة حمراء, أمسكت آن يدها ثم قالت
-إنها نملة سيئة, چيك هل من الممكن أن تُحضر قعطة ثلج
أومأ چيك ثم ذهب سريعاً تجاه المطبخ, جاء بعد لحظات, فوضعت آن الثلجة علىَ يد ڤايول, قال رون بجدية
-لقد أعلن النمل علينا الحرب
قالت ڤايول وهيَ مازالت تفرك في عينها وقد هدأ بُكائها قليلاً
-يجب أن قتُلهُم
هز رون رأسهُ نافياً
-لا, هم صغار, لا يجب أن نقتُلهُم, أبي قال لا يجب أن نؤذي من هم أضعف ومن أصغر منا
أومأ چيك مُبتسماً علىَ حديثهما الذي يبدوا في قمة جديته, فقالت ڤايول بنبرة مهزوزة من أثر البُكاء
-ولكنها أكلت يدي
قبلت آن مقدمة رأسها ثم قالت
-هيَ لم تأكُها حبيبتي, هيَ فقط قرصتها قرصة صغيرة ولم تكن تقصد ذلك
نظرت ڤايول ليدها, ثم لآن وقالت
-لابُد وأن النمل إعتقد أن يدي قطعة سكر لهذا أكلها
قال رون وهو يجلس بجانبها
-فقط لنقول للنمل أن يدكِ ليست قطعة سكر ولن يأكلها مجددا
وقفت آن ثم قالت
-هيا لنُكمل اللعب
هزت ڤايول رأسها نافية
-لا, انا سأجلس هُنا
أومأ كلاً من رون وآني, ثم خرجا .
..
صباح اليوم التالي كانت آن تُعد الإفطار وكانت تجلس معها روز التي أتت بالأمس وأصروا عليها أن تبيت لديهم لليوم, كانت تحكي لروز عن موضوع المكتبة, وكم هيَ مُتحمسة لها, وكيف أنها في قمة سعادتها لهذا الأمر .
قالت لها روز بعض النصائح, ثم أضافت
-عليكِ أن تضعي بها بضعة أشياء مُميزة عن باقي المكتبات
-مثل ماذا ؟
-من الممكن أن تُحضري كتب نادرة الوجود, وأيضاً سأرسل لكِ بعض اللوحات عالية التقليد كذلك بعض التحف لن تُفرقيها عن الحقيقية, كذلك من الممكن أن تضعي جهاز في كل حائط يُساعد القارئ علىَ أن يجد ما يبحث عنه, مثل في اي مكان بالمكتبة او في اي ركن بها, وهكذا
-فكرة رائعة روز, شكراً كثيراً لكِ
-لا تشكريني علىَ شِئ من الواجب أن أفعلهُ
دخل چيك وقبل كلا وجنتاهما, ثم جلس وأخذ يتصفح الجريدة, بينما بعد دقائق دخلت آني ورون, فسألتهما روز
-أين ڤايول ؟
ردت عليها آني
-هيَ تقول أنها لن تنزل اليوم من الأعلىَ لأنها خائفة من أن يهجم النمل علينا
إلتفت آن لهم, ثم قالت
-چيك, هل من الممكن أن تُكمل إعداد الإفطار الىَ أن آتي ؟
أومأ چيك, فخرجت آن من المطبخ سريعاً وإتجهت للأعلىَ, دخلت غرفة ڤايول فلم تجدها هُناك, لذا تفقدت بقية الغرف لتجدها في غرفتها هيَ وچيك مُستلقية علىَ السرير وقامت بتغطية نفسها جيداً .
إبتسمت آن, ثم إتجهت لها لتجد أن عيناها فقط الظاهرة وتنظر هُنا وهُناك بقلق, أزالت الغطاء ثم قالت
-لماذا لم تقومي بالنزول مع إخوتكِ حبيبتي ؟
-أنا خائفة لأن النمل يعتقد أن يدي قطعة سكر وسيأكلها مجدداً, وجأت الىَ هُنا لأنهُ سيخاف أن يدخل غرفة الكبار
كانت ڤايول تتحدث بجدية وقناعة شديدة, فحملتها آن وأجلستها علىَ قدميها, ثم قالت
-ڤايول صغيرتي, لا يوجد شِئ يُسمىَ هجوم النمل, لذا لا تخافي
هزت الصغيرة رأسها نافية بعدم إقتناع, فحاولت آن معها بطريقة أخرىَ
-هل تعلمين, لقد قرصت يدي نملة عندما كنت في الثامنة, هُنا
ثم أشار علىَ ظهر يدها, فنظرت لها ڤايول وقد أنتبهت لها, فأردفت
-أنا أيضاً كنت خائفة من النمل حينها, ولكن چيك قال لي أن لا أخاف وأن النمل لن يفعلها مجدداً, وبالفعل لم يقرصني النمل مجدداً أبداً
قالت هذا وهيَ تبتسم لتذكر هذه الذكرىَ مع چيك, فبعد أن حدث هذا قال لها أنهُ سيخفي الألم, ثم قبل مكان القرصة, وقال أن والدتهُ قبل أن تتركهُ كانت تفعل ذلك معهُ عندما يتألم من شيئاً ما .
رمشت ڤايول عدة مرات, ثم سألت آن وهيَ مازالت تنظر ليدها
-ألم يهجم عليكِ النمل بعدها ؟
-لا, لم يحدث أبداً أبداً, وأيضاً حينها لم أعد خائفة منه
نظرت لها ڤايول للحظات وهيَ تُفكر في كلام آن, ثم بعد ذلك أتت لها فكرة
-أمي, هل من الممكن أن تقولي للنمل أن يدي ليست قطعة سكر وأن لا يأكلها مجدداً
أومأت آن بدون تردد, فربما إن فعلت ذلك, فلن تقلق ڤايول أو تخاف من النزول مجدداً, لذا حملتها ثم نزلتا للأسفل, ومن ثم الىَ الحديقة .
جلست آن نصف جلسة, ثم قالت
-يا شعب النمل الكريم, يد ڤايول ليست قطعة سكر, لذا من فضلكم لا تأكلوها مجدداً ولا تهجموا علينا لأننا نحبكم
نظرت ڤايول للأرض, ثم لآن, وهمست
-ماذا يقولون أمي؟
وضعت آن يدها خلف أذنها ومالت للأسفل قليلاً كأنها تسمع ما يقولون , ثم ردت عليها
-يقولون أنهم لن يفعلوها مجدداً, وأنهم أسفون, وأنهم لن يؤذوننا طالما نحن لا نؤذيهم
إتسعت إبتسامة ڤايول وقد تبدد خوفها في لحظات, ثم إحتضنت آن بشدة, وقالت بحماس
-أمي, أنتِ جميلة
بادلتها آن العناق بشكل أقوىَ, ثم بعد ذلك توجهتا للداخل مجدداً, فلأم هيَ ملاكنا الحارس, ونحن بدونه لن يكون لنا قيمة, ولن يكون لنا صدر أفضل من صدرها حتىَ نرتمي به عند لحظات الكرب التي تعصف بنا بلا رحمة .
بعد أن دخلتا للمطبخ إتجه رون وآني سريعاً لڤايول وهما متحمسان لتحكي لهما ما حدث بالخارج, فرون وآني وچيك كذلك روز كانوا يُشاهدون ما يحدث من النافذة .
إبتسم چيك بفخر لأنهُ يمتلك أكثر زوجة رائعة وأكثر أم حنونة علىَ الإطلاق, بينما قالت روز وهيَ تربُت علىَ يد آن
-أحستني صُنعاً
صمتت آن قليلاً, فقد مر علىَ ذاكرتها موقف مُشابه لها مع والدتها, نزلت دمعة منها لتذكر والدتها, فقامت سريعاً وإتجهت للخارج, وقفت خلف الحائط لتنزل بقية دموعها التي تتدفق دائماً عن تذكر والداها .
خرج چيك خلفها بعد لحظات ليجدها تبكي كما توقع, لذا وبدون مقدمات أخذها في عناق قوي, وحاول تهدأتها
-هيا حبيبتي, لا تبكي
-لا أستطيع چيك, لقد أخذهما القدر مني بلا رحمة
ضمها چيك أكثر ثم قال
-هذه إرادة الله, لا نستطيع فعل شِئ بها, ولقد عوضكِ بأسرة أخرىَ بثلاث أطفال رائعين, وقد أصبحتي لهم أعظم أم علىَ الإطلاق
إبتعد عنها وسمح دموعها, ثم أردف مازحاً
-كنتِ تبدين رائعة وأنتِ تتحدثين مع النمل
-كان يجب أن أفعل ذلك وإلا ستظل ڤايول خائفة طوال الوقت
-آن حبيبتي, أنا لا أريد رؤيتكِ حزينة مجدداً, أنظري حولكِ ثلاثة أطفال رائعين, وأم تحبكِ بشدة, وأصدقاء بل عائلة, ولديكِ المكتبة التي ستكون اكثر من رائعة أيضاً, ألا يستحق كل ذلك أن تكوني سعيدة دائماً
-لقد نسيت أحدهم
ضيق چيك عيناه تجاهها, ثم قال بمزاح
-دانييل ؟, كنت أعلم أنكِ معجبة به
ضحكت آن, ثم هزت رأسها نافية, وهمست
-أنت, أنت أساس كل شِئ وأفضل من كل شِئ في جميع الأكوان التي خلقها الله
____________________________________________________________________