ظهيرة اليوم التالي, هاتفت آن چيك لترىَ سير العمل, إذ أن عملية البناء قد بدأت لأن چيك قال بما أن الموارد متوفرة فلما التأخير, رد عليها چيك بعد رنتان
-مساءُ الخير أيتُها الجميلة
-مساءُ الخير أيُها الوسيم
-أعلم أنكِ تُريدين الإطمئنان علىَ سير العمل
-بالضبط, إذاً هل بدأ العُمال ؟, أم لم يأتوا في الموعد ؟, چيك أنا لا أُحب خلف المواعيد, وأُريد أن أستلم المكتبة في الوقت الذي إتفقنا عليه, لا أُريد تأخير ولا تبريرات, وأريد
قاطعها چيك
-مهلاً مهلاً, من قال أن هُناك تأخير !؟, كل شِئ علىَ ما يُرام, لقد بدأوا بالفعل في صُنع أساس المبنىَ, وقُمنا بنقل محتويات المكتبة القديمة لمكان أمن, حتىَ لا تتضرر عندما يوصلونها بالمبنىَ الجديد
قالت آن بقليل من الإنزعاج, وقد عقدت حاجباها
-و لكن نقل مُحتويات المكتبة كان يجب أن يتم تحت إشرافي, ماذا إن حدث لهُم ضرر وهُم ينقلوهم !, چيك, إن أصاب كتاب ما حتىَ ولو خدش بسيط ستكون أنت المسؤل أمامي, وربما سأُقاضيك أيضاً أُيها الأحمق المُتهور
وقع فك چيك أرضاً من الصدمة, هو كان يعلم أنها تُحب الكتب, ولكنهُ لم يعلم أنها مهوسة بها لهذه الدرجة, لذا قال
-لا تقلقي سيدة مهوسة بالكُتب, كل شِئ تم نقلهُ بعناية فائقة, ولن تجدي و لو خدش بسيط علىَ أي شِئ, لا أُصدق أنكِ قُلتِ أنكِ ستُقاضيني
أخذت آن تضحك بصوت عالً, ففسر چيك هذا بمعنىَ واحد ليُردف
-آن, هل جُننتِ ؟!
-لا, ولكني أتخيل وجهك عندما قُلت لك أني سأُقاضيك, چيك, الكتب لي أهم من نفسي حسناً ؟, لذا لن أُسامح نفسي إن حدث لها شِئ, هل من الممكن أن أذهب لأرىَ ماذا يحدث ؟
-آن, أنتِ تُثرثرين كثيراً اليوم, علىَ كل حال كُنتُ سأُهاتفكِ لتذهبِ هُناك, فدانييل بنفسهُ من يُشرف علىَ البناء,لذا هو يُريد أن يعرف كيف تُريدين تصميم المبنىَ, ولكني أعرف أنكِ لن تذهبي بدوني صحيح ؟
وقفت آن سريعاً من علىَ الأريكة, ثم صعدت للأعلىَ وقالت
-و لكن أنا أريد الذهاب الأن, سأنتظر هُناك حسناً ؟
تمتم چيك بنبرة مُنزعجة
-إذاً أنتِ لا تُريدين الذهاب معي ؟
أخذت آن تُقلب في خزانة ملابسها, وقالت
-الأمر ليس كذلك, ولكني لا أُريد تضييع الوقت
وقبل أن يرد عليها چيك, صاحت في حماس كبير
-چيك, أنا مُتحمسة كثيراً لهذا الأمر, أشعر بسعادة بالغة
-حسناً سيدة مهوسة بالكُتُب, سأراكِ هُناك, لن أتأخر عليكِ, أحبك
-أحبك أكثر بكثير من الكثير
..
قادت آن بإتجاه المكتبة, بعد أن وضعت الطعام لكاتي, وقبلتها, وصلت بعد نصف ساعة, وكانت الشمس حارة قليلاً اليوم, لذا وقفت أمام سيارتها وطلبت من مقهىَ قريب أن يُرسل للعمال مشروبات مُرطبة .
تقدمت من المكتبة لتجد بالفعل أن العمال يعملون في الأرض التي بجانبها, و يقف دانييل وهو يرتدي خوذة ويمسك بيدهُ بعض الأوراق الكبيرة مع شخصاً ما, إقتربت منهُ ثم قالت بإبتسامة
-مرحباً
إلتفت لها دانييل فتوسعت إبتسامتهُ عندما رأها, وقال وهو يُصافحُها
-مرحباً, كيف حالكِ ؟
عقدت آن يديها علىَ صدرها وقالت
-إن كُنت تُريد أن تعلم كيف حالي حقاً, كنت قد هاتفتني أنت والحمقاء إيميلي, ولكنكما منذ تصالحتما ولا أسمع عنكما شيئاً
قهقه دانييل, ثم قال
-أسف لذلك, فأنا كنت في قمة إنشغالي بالعمل, وإيميلي لديها اسبوع موضة أنا نفسي لا أراها إلا مرة واحدة باليوم
-حسناً, لا بأس المهم أنكما بخير
-بخير, شكراً لكِ
أومأت آن كرد, ثم قالت بعد أن تذكرت لما هيَ هُنا
-چيك قال لي أن أخبرك عن تصميم المبنىَ الذي أريد
أومأ دانييل كرد, فأردفت آن
-أُريد المبنىَ بتصميم قديم, خليط بين مباني العصر الروماني, والعصر الفرعوني, بطابقان, لا, لنجعلهُ بأربعة طوابق, أريد أيضاً مُتسع لحديقة خارج المبنىً, باقي ما أريد علىَ شركة الديكور
أومأ دانييل, وأخذ يكتب كل ما قالت في ورقة صغيرة, ثم بعد ذلك نظر لها وقال
-رائع, أنا واثق من أن المكان سيكون رائع, كما الفكرة جميلة مثل صاحبتها
ضحكت آن ثم قالت
-إن سمعك چيك, سيدفنُك تحت الأنقاض ويقوم ببناء المبنىَ عليك
-هل مازال يغار مني ؟
ثم رفع ياقتهُ الوهمية مُتفاخراً, ضربتهُ آن علىَ كتفه بشدة وقالت ساخرة
-وهل يغار الأسد من الفأر !!
نظر لها دانييل بإنزعاج, ثم ضحك كلاهما, بعد قليل, أتىَ چيك, وتحدث مع دانييل في بعض الأشياء, قالت آن بحماس
-سيكون المكان رائع مثل ما تصورت
ثم إلتفتت لدانييل وقالت
-متىَ سيكون موعد التسليم ؟
رفع دانييل كتفيه وأنزلهما, ثم قال
-رُبما شهران
صرخت آن في وجهه
-ربما ؟!
نظر لها دانييل بإنزعاج, بينما نظر چيك لهُ نظرة كأنهُ يودعهُ, وهمس
-لقد ضغطت علىَ الوتر الحساس
رفعت آن سبابتها في وجه دانييل مُحذرة
-لا يوجد ربما, أريد ميعاد مُحدد, بالدقيقة والثانية, إن قُلت لي أني سأستلمهُ في الثالثة, فيجب أن أستلمهُ في الثالثة, الثالثة ودقيقة, ستكون في عداد الموتىَ, لا يوجد ربما في قاموسي, هل فهمت ؟
إبتسم چيك بشدة لملامح دانييل المصدومة, بينما قال لهُ
-أنت من جلبت هذا لنفسك
أفاق دانييل من صدمته, ثم قال
-ربما شهر, ربما شهران, مازلتُ لا أعلم بعد, أنتِ تُريدين مني مبنىَ بمواصفات خاصة, لذا سيأخذ بعض الوقت
عقدت يداها علىَ صدرها, ثم قالت بحزم
-حدد لي موعد حتىَ إن كان بعد عام, المهم أن أعرف الموعد بالساعة والدقيقة, لا أريد كلمة ربما, سأنتظرك حتىَ بعد غد لتُعطي لي الموعد النهائي, وإحرص علىَ أن يكون التسليم في الموعد الذي قُلت لي
نظر دانييل لچيك ثم قال بغير تصديق
-إنها مهوسة بالنظام
-إنها مهوسة بأشياء كثيرة صدقني, وإن لم تُنفذ ما قالت ستكون في عداد الموتىَ حقاً, وأنا لستُ مسئول عما ستفعل بك
نظر دانييل لآن, ثم قال
-حسناً, سأُعلمكِ غداً بميعاد التسليم, باليتني لم أعمل معكِ
قال الجملة الأخيرة وهو يذهب بعيداً عنهم ويُحرك رأسهُ في الجهتان, غير مُصدق أن هُناك شخص يهتم بالنظام بهذه الطريقة كما آن .
..
ليلاً كان الجميع نائم بسلام, و لكن فجأة صوت صُراخ صدع في المنزل, إستيقظ كلاً من چيك و آن في فزع, وهرولا تجاه الصوت ليصلا لغرفة آني .
دخلا سريعاً ليجداها تبكي وهيَ جالسة علىَ السرير, ذهبت لها آن سريعاً و أخذتها في عناق بينما أنار چيك الضوء وذهب لهما, دخل أيضاً كلاً من رون و ڤايول وإتجها لهم, قالت آن وهيَ تضم جسد آني المُرتعش
-ماذا حدث حبيبتي ؟
قالت آني بتقطُع, ونظرات رُعب تُخيم علىَ وجهها
-لقد كان هُناك وحش يُريد أخذي من هُنا, وإبعادي عنكم
ضمتها آن أكثر, وأخذ چيك يربت علىَ ظهرها, وقال
-حبيبتي, ليس هُناك وحوش هُنا, لا تخافي
هزت آني رأسها نافية, ثم قالت
-لا, لقد كان هُنا وكان يُريد أن يأخذني, أنا خائفة
إقترب منها رون, ثم قال وهو يمسك يدها لتنظر لهُ
-لا وجود للوحوش آني
بينما قالت ڤايول وقد قوست شفتاها خوفاً عليها
-لا تخافي آني
قال لها چيك
-لا يجرأ أي شِئ أن يقترب منكِ وأنتِ معي, صحيح ؟
نظرت لهُ آني بتردد, كأنها تُريد تصديقه, ولكن خوفها مُسيطر عليها, لذا قال چيك محاولاً أن يُشتتها عن التفكير في ذلك الكابوس
-ألا تعلمين أن رون لديه قوة خارقة وسيقتل أي شِئ يقترب منكِ
أومأ رون, ثم قال بثقة
-نعم, لن يجرء أي أحد أن يقترب منكِ أنتِ و ڤايول, أنا سأحميكما
إبتسمت آن, ثم سألت
-و أنا من سيحميني ؟
نظر لها رون, ثم أشار علىَ چيك, و قال
-أبي
ضمهم چيك جميعاً, ثم قال
-بل أنا هُنا لأحميكم جميعاً, لا شِئ يجرأ علىَ الإقتراب من عائلتي
كان چيك يحاول أن يجعلها تشعر بالأمان, كذلك رون و ڤايول, فأكثر شِئ يُريدهُ الأطفال من الأب, هو الشعور بالأمان, وبأنهُ سيحميهم دائماً, وأنهُ الظهر الذي من الممكن أن يستندون عليه في أي وقت .
تبددد بعض خوف آني, فنظرت لآن و قالت
-ماما آن, هل من الممكن أن تنامين بجانبي اليوم ؟
رفعت ڤايول يدها عالياً, ثم قالت
-وأنا
لذا قالت آن
-ستنامون جميعاً معنا اليوم
..
صباحاً, إستيقظت آن لتجد أن آني فقط مازالت نائمة بجانبها, قبلت مُقدمة رأسها, ثم أخذت تُمرر يدها في خُصلات شعرها القصير الىَ أن إستيقظت هيَ الأخرىَ, فتحت عيناها و قالت بإبتسامة وهيَ تدخل في أحضان آن أكثر
-ماما آن, أنا أُحبكِ كثيراً لأنكِ لم تتركيني وحدي بالأمس
-بالطبع لن أترك أميرتي الصغيرة وحدها
بعد ذلك بقليل, نزلتا لتجدا صوت ضحكات يأتي من المطبخ, إتجهتا لهُ, لتجد أن چيك يُعد الإفطار, بينما رون و ڤايول يجلسان علىَ البار الرُخامي, بعدما دخلتا قال چيك
-وها قد إستيقظت الأميرتان
أخذ كلاً من رون و ڤايول يضحكان بشدة, فقالت آن بإستغراب بعد أن رفعت آني لتجلس بجانبهما
-لماذا تضحكون هكذا ؟, عن ماذا كنتم تتحدثون ؟
قالت ڤايول بحماس
-كنا نقول, ماذا إن كانت أمي وآني أميرات في ديزني
ضحكت آن, ثم قالت
-وماذا إخترتُم لي ؟
-ريبونزل
أمسكت آن شعرها, ثم قالت
-ولكن أنا شعري قصير الأن
أومأ رون, ثم قال
-أنتِ ريبونزل ولكن في نهاية الفيلم
ضحكوا جميعاً, بينما قال چيك
-و أنتِ آني, من تُريدين أن تكوني ؟
أريد أن أكون سندريلا وأقابل الأمير الوسيم
صاحت ڤايول
-وأنا
ضحكت آن بصوت عالً ثم قالت
-ستُقابلن الأمير الوسيم عندما تكبرن
نظرت لها ڤايول وهيَ ترمش عدة مرات, و قالت
-و لماذا ليس الأن ؟
إلتفت لهم چيك, ثم قال بنبرة بها بعض الحدة
-لأنكِ مازلتِ صغيرة
نظرت آن لچيك لتجد شرارات غضب تخرج من عيناه, لذا وقفت سرعاً أمام ڤايول و قالت
-لأن الأُمراء يكونون أُمراء فقط عندما يكبرون, لذا عليكِ الإنتظار
ردت عليها ڤايول بعدم إقتناع
-حسناً
غيرت آن الموضوع سريعاً
-هل وضعتم لكاتي الطعام ؟
أومأ لها رون بمعنىَ نعم, في هذه اللحظة أعلن چيك إنتهاءهُ من إعداد الطعام .
..
بعد قليل, كانت آن تقوم بغسل أطباق الإفطار, عندما دخل چيك وقد عقد يداه علىَ صدره ببعض الغضب, إلتفتت آن لهُ عندما شعرت به, فقالت بإبتسامة
-هات ما عندك
قال چيك بحدة, وقد أشار بسبابته في وجه آن
-فتياتي لن يواعدن أحد
________________________________________________________________________
اخباركوا ايه يا جماعة , كل سنة وانتوا طيبين وعيد سعيد عليكوا .
______________________________________
اشوفكوا بخير في الفصل القادم .
أمل