عاد كلاً من آن وچيك للوطن, وهما الأن في السيارة متجهان لقصر روز بعد أن أصرت آن على أن يذهبا لها أولاً, وقالت أن هذا سيُسعدها كثيراً, عندما وصلا القصر دخلا مُباشرةً لغرفة المعيشة ليجدا روز جالسة في مكانها المُعتاد تحتسي القهوة وتقرأ الجريدة الصباحية, لذا قالت آن بصوت عالي
-مُفاجأة
رفعت روز رأسها وما إن وقعت عيناها عليهما حتى إبتسمت بإتساع وقامت سريعاً وقالت وهى تُعانق آن
-يا إلهي, لقد إشتقتُ لكما بشدة , كيف حالكما ؟
ثم إنتقلت لتعانق چيك لتقول لها آن
-نحن بخير, ولقد أصر چيك على أن نأتي هُنا أولاً
إبتعدت روز عن چيك لتنظر لهُ ثم قالت بنبرة فرِحة
-حقاً ؟
أومأت آن لهُ من خلف روز أي أن يقول نعم, فإبتسم ثم قال لروز
-نعم, حقاً
إحتضنتهُ روز مجدداً ليحرك شفتاه ويقول لـ آن بدون صوت
-شكراً لكِ
فحركت هى شفتاها بـ
-أنا أحبك
إبتعدت روز ثم أمسكت يد كلاً منهُما وأجلستهُما وجلست في المنتصف ثم قالت
-هيا, إحكيا لي كل شِئ
قال لها چيك وهو ينظر لـ آن
-آن ستحكي لكِ كل شِئ, أنا واثق أنها لن تستطيع وقف ثرثرتها هذه
ضحكت روز وتمتمت آن بـ
-أحمق
إلفتت لها روز ثم قالت
-هل كنتِ سعيدة معهُ أم لا , إذا كان الجواب لا, قولي وأنا سأُريكِ ما سأفعلهُ به
قالت روز هذا بمزاح فقررت آن أن تعبث معها قليلاً لذا تصنعت الحزن ثم قالت
-لقد كان يُجبرني على الإستيقاظ باكراً, وإعداد الطعام, وترتيب المنزل, ولم يكن يأخذني خارجاً, كان فقط يجبرني على الجلوس في المنزل
كتمت آن ضحكتها وحافظت على الوجه الحزين, فردة فعل روز تدعوا للضحك, إذ أنها فتحت فمها بصدمة كذلك توسعت عيناها وإلتفتت لچيك بحاجبان معقودان وقالت
-أهذا صحيح چيك ؟
قرر چيك أيضاً أن يُشارك آن في تمثيلها وقال بحدة مُتظاهراً بالقسوة
-أنا لا أحب الخروج من المنزل, وأيضاً يجب عليها فعل هذه الأشياء, وإلا لماذا تزوجتها إذاً
شقهقت روز بصدمة ثم أمسكت أذنهُ وقرصتها لتقول
-وهل أنت متزوج بخادمة أيها الفتىَ
تأوه چيك بألم من قرصتها فأخذت آن تضحك, لتترك روز أذن چيك وتلتفت لها وتقول
-هل تضحكين الأن !
شاركها چيك الضحك بينما روز بينهُما لا تفهم شيئاً فقالت لها آن مُفسرة
-أسفة روز, كنت أعبث معكِ قليلاً, فليس لكلامي أساس من الصحة, وأيضاً چيك هو من كان يستيقظ مبكراً ويُعد لي الإفطار وكان يُدللني كثيراً, وكنا كل يوم في الخارج وكل يوم بمُفاجأة مختلفة
رفعت روز حاجباً ثم قالت
-أتعلمان أنكما تليقان لبعضكما, أنتما الأثنان حمقىَ
ثم تظاهرت بالغضب, أحاط چيك كتفيها بزراعهُ ثم قال
-هيا أمي كنا نمزح معكِ فقط
إبتسمت روز فور سماعها لكلمة أمي, ثم قالت
-حسناً سأسامحكُما هذه المرة فقط
ثم إلفتت لـ آن وقالت
-أنتِ ممثلة بارعة
-أنا كنت دائماً أشترك في مسرحيات المدرسة وكان چيك يُمثل معي فيها أيضاً, ولدي شرائط فيديو لهذه المسرحيات
إبتسمت روز ثم قالت
-إذاً لنشاهدها معاً يوماً ما
قضىَ آن وچيك اليوم مع روز وتناولا معها الغداء والعشاء وتحدثا كثيراً ثم ذهبا لمنزلهما, كانت روز قد أرسلت خادمتان لتُنظفا المنزل قبل ذهابهما حتى يجداه نظيفاً, شكراها على ذلك وشكرا الخادمتان كذلك, وهُناك في منزل آن وچيك , جلست آن أمام چيك على السرير ثم قالت
-چيك, هل علينا حقاً أن نذهب غداً للعمل ؟
أومأ چيك ثم قال
-نعم, فغداً يوم مهم, سيأتي السيد فرانسواه وزوجتهُ لإتمام صفقة الأراضي والفنادق التي سنُقيمها في باريس
جعدت آن أنفها بإنزعاج ثم قالت
-وهل زوجتهُ هذه تُشاركهُ العمل؟
-نعم, فهو كان يملك شركة بناء كبيرة, أكبر شركة بناء في فرنسا, ولكن عندما تزوجها دمجا الشركتان , خاصتها وخاصته وأصبحت شركة بناء وبيع أراضي معاً
أومأت آن في شرود ثم قالت
-أتمنىَ أن يمر كل شِئ على ما يرام
..
في اليوم التالي, ذهبا آن وچيك للشركة ليجدا أن هُناك في مكتبيهُما العديد من باقات الورود التي تُهنأهُما بالزواج, وكذلك هنأهُما جميع موظفين الشركة وبالطبع أصدقائهُما .
وفي وقت ما بعد الظهيرة كان كلاً من آن وچيك وإد ودانا, يجلسون في مكتب چيك, منتظرين السيد والسيدة فرانسواه, فقالت آن وهى تنظر لساعة يدها
-متى من المفترض أن يكونا هُنا ؟
سألت هذا السؤال وهى تنظر لچيك, فأجابها بـ
-الساعة الثانية
نظرت آن لساعتها مجدداً ثم قالت
-والأن الثانية ودقيقتان, إنهُما لا يحترمان المواعيد, إنطباع جيد لرئيس أكبر شركة في فرنسا
وقالت الجملة الأخيرة بسخرية ليقول لها إد
-ليس بالأمر المهم آن, فهُما لم يتأخرا كثيراً
نظرت لهُ آن ثم قالت
-من المفترض أن ميعادهُما الثانية ظهراً, أي عليهما القدوم في الثانية, من الممكن قبلها ولكن ليس بعدها حتى ولو بدقيقة
في هذه اللحظة طرق الباب ثم دخلت لورا لتعلن عن وصولهما وتقول
-السيد والسيدة فرانسواه بالخارج
أشار لها چيك بأن تُدخلهُما فأومأت لورا وذهبت لتُنفذ الأمر, نظرت آن لساعتها للمرة الثالثة وقالت
-الثانية وخمس دقائق, رائع
إبتسم ثلاثتهُم على تشبُثها بالمواعيد هكذا, ولكنهُم يعلمون أن عندها حق, فلا يجب أن يتأخر شخص مثل فرانسواه على ميعاد, لأنهُ معروف عنهُ الدقة في المواعيد, هذا غير أن آن تُحب كل شِئ في ميعاده المحدد, ولا تُحب تأخير الأشياء ولا خلف المواعيد .
بعد دقيقة طرق الباب مجدداً ثم فتحت لورا الباب ليدخل منهُ رجل يبدوا في أواخر الأربعينات, ويدل على هذا شعره أبيض اللون على الجانبين, وملامح وجههُ التي تدل على سنهُ , وكانت مُتأبطة زراعهُ فتاة تبدوا في أوائل الثلاثينات , ترتدي تنورة قصيرة وقميص يكاد يتمزق من على جسدها وتضع أحمر شفاه صارخ, كذلك مُحدد عيون كثيف .
وقف چيك ومعهُ الجميع لإستقبالهما ثم جلسوا جميعاً بعد التحايا وما الى ذلك على طاولة الإجتماعات, ترأس چيك الطاولة, ثم على يساره إد وبعدهُ آن ثم دانا, وعلى يمينه سيد فرانسواه ثم زوجتهُ التي إتضح أن إسُمها إفرونيكا, مالت دانا على آن ثم همست لها
-هل ترين كيف تنظر هذه الإفرونيكا لچيك وإد
همست لها آن بالمُقابل وقالت
-يبدوا أنها مُفتقدة لعنصر الرجولة في حياتها
كانت آن تقول هذه الجملة بغيظ, ولكن ضحكت دانا بإنكتام عليها ثم وجهتا نظرهما لچيك الذي يُناقش فرانسواه في شِئ ما
-سيد فرانسواه, هذا كثير للغاية
فرد عليه فرانسواه بنبرة واثقة تدل على مدى خبرته في هذا المجال وقال
-سيد أندرسون, خُمسمائة مليون دولار ليس كثيراً على بناء فندقين وفي باريس أيضاً
رد عليه چيك بثقة مُماثلة
-سيد فرانسواه, أنا قمت بعمل دراسة جدوة للمشروع ووجدتُ أنهُ سيُقام بمائتي مليون ونصف دولار فقط, أي أنك تزيد على السعر النصف
قال لهُ فرانسوه في مُحاولة لإقناعه
-نعم, ولكن لا تنسىَ أن الأراضي التي ستُقام عليها الفنادق من أفضل الأراضي في باريس, كذلك نحن مواد بنائنا ليست مثل أي أحد, وعليك أن تُقدر ذلك جيداً
نظرت إفرونيكا لچيك, وقالت في مُحاولة لإقناعه بالمتلُق
-أنا متأكدة فرانسواه أن سيد أندرسون يعلم هذا جيداً, ويعرف كيف يُقدر عملنا, فرغم صغير سنهُ إلا أنهُ نجح في أن يكون من أكبر رجال الأعمال مؤخراً
ردت عليها آن هذه المرة بنبرة واثقة وكانت تكبح غضبها من تجاه إفرونيكا هذه
-أسفة, ولكني لن أقبل هذه الصفقة
نظر لها جميع, ينما آن تكاد تُقسم أنها رأت إفرونيكا تُقلب عيناها, ولكن تجاهلتها وإنتبهت الى فرانسواه الذي قال
-سيدة أندرسون, هل تعي ما تقولين ؟
أومأت آن ثم قالت
-بالطبع, أنا في كامل وعيي, شكراً لسؤالك
ثم أنهت حديثها بإبتسامة مُتكلفة ليقول لها فرانسواه ومازال مدهوش من رفضها
-هل من الممكن أن أعرف ما السبب وراء رفضكِ ؟
-في الحقيقة, لقد عرضت علينا شركة مايرون عرض سعر جيد, وأعتقد أن مستوىَ شركة مايرون لا يقل عن مستوى شركتكُما
إرتبك فرانسواه عندما ذكرت آن إسم شركة مايرون, ثم قال وهو يحاول أن يُرجع نبرة الثقة لصوته مجدداً
-ولكن شركتي لا تُقارن بأي شركة أخرىَ, أنتِ تعلمين أن لها شهرة كبيرة في العالم أجمع
تحدثت آن بنفس الثقة
-لا أقصد الإهانة, ولكن مايهمني هو موقع الأراضي ومواد البناء, لا شهرة الشركة التي سأتفق معها, وأيضاً شركة مايرون لها سمعة جيدة وأنت تعلم ذلك
فرك فرانسواه كفيه معاً ونظرت إفرونيكا لـ آن بحقد, ثم قال الأول
-هل من الممكن أن أعرف عرض السعر الخاص بشركة مايرون ؟
إبتسمت آن بإنتصار بداخلها على توتر فرانسواه أمامها وسقوط الثقة التي كان يتحدث بها منذ قليل, وقررت مراوغتهُ قليلاً, فهى لا تعجبها جشاعتهُ ولا تملق زوجتهُ , فقالت
-أسفة ولكن هذه معلومات خاصة
حاول فرانسواه معها مجدداً وبطريقة أخرىَ, ربما ما سيقولهُ سيُغريها
-أنا أريد أن أعرف، ربما أقدم عرض سعر أفضل
زادت بسمة الإنتصار التي بداخل آن, فهو الأن يتوقع أنه يقود الحوار وأنهُ يستخدم ذكائه حتى يحصل على مايريد, وهذا ما تُريدهُ هي بالضبط, لذا قالت
-مئاتي مليون دولا فقط
إنفعل فرانسواه قليلاً وقال
-ماذا؟ كيف سيستطيعون بناء فندقان بمواصفات ممتازة أو حتى جيدة بهذا المبلغ, لابد وأن هُناك شِئ خاطئ
إحتدت نبرة آن قليلاً ثم قالت
-هل تُشكك في إختياراتي سيد فرانسواه ؟
إبتلع هذا الأخير ريقهُ بصعوبة ثم قال
-لا أقصد هذا, ولكن فقط ..
فقاطعتهُ آن قائلة
-سيد فرانسواه, الحديث في هذا الموضوع مُنتهي بالفعل, فأنا قررتُ أن أوافق على عرض السعر الخاص بشركة مايرون
نظر فرانسواه لإفرونيكا ثم نظر لهم وقال
-هل من الممكن أن تمهلونا بعض الوقت لنتشاور؟
أومأ چيك, فقامت آن وإستدعت لورا وقالت لها
-قودي, سيد وسيدة فرانسواه لقاعة الإجتماعات الصغيرة من فضلك لورا
أومأت لورا ثم قالت لهُما بعد أن وقفا وإتجها لها
-تفضلا معي
أغلقت آن الباب خلفهم, ثم عادت لتجلس مكانها, وقالت بمزاح
-لقد نسيتُ أنكم هُنا
ولكن قال چيك لها وهو عاقداً الحاجبين
-آن لما قُلتِ لهُ ذلك؟ , أنا لم أتلقي أية عروض سعر من شركة مايرون
نظرت آن لـ إد ليتحدث قائلاً
-أنا تلقيت صباح اليوم, ثم ذهبتُ لـ آن وأخبرتها لأنك كنت مشغول, وأيضاً إكتشفنا أن فرانسواه كان يُريد خداعنا
أكملت آن ما كان سيقول إد
-كما قُلت أنت لهُ چيك, من المفترض أن يكون المبلغ مئاتان ونصف المئة دولار, ولكنهُ جشع وطلب الضعف على حس شهرة شركتهُ وسمعتها الجيدة, وظن اننا حمقىَ وسنوافق على أي شِئ يريد
قالت لها دانا
-إذاً, لماذا لا نوقع مع شركة مايرون وننتهي من كل ذلك ؟
أجابها إد
-أراضي شركة مايرون وأدوات البناء الخاصة بها جيدة, ولكن الخاصة بشركة فرانسواه ممتازة, ولكن أتفقنا أنا وآن أن نُعطيه قرصة أّذن صغيرة حتى يعلم مع من يتعامل, وحتى لا يستخف بأحد مجدداً
أومأت آن موافقة لهُ ودانا مُتفهمة فقال چيك بعدم إقتناع
-هو لن يوافق على عرض السعر الذي قالت عليه آن
قالت آن بثقة
-بل سيوافق, سيوافق لأننا ضغطنا على الوتر الحساس, فشركة مايرون من أكبر مُنافسي شركة فرانسواه في السنوات الأخيرة, وفرانسواه سيفعل أي شِئ حتى يأخذ منها الصفقة, ولا تنسىَ أننا لسنا أي شركة, وهو لن يسمح لشركة مايرون بأن تشتهر على حِسنا
مازال چيك لا يُصدق أنهُ سيوافق فقال وهو ينقل بصرهُ بين إد وآن
-هل تعتقدان أن بخدعتكما هذه سيوافق ويخسر ثلاثُمائة مليون دولار ؟ لا أعتقد
أومأت آن ثم قالت
-هو من خدعنا أولاً لذا على السحر أن ينقلب على الساحر
طرق الباب ثم دخلت لورا لتُعلن عن عودة فرانسواه وإفرونيكا من جلسة مشاورتهما لبعضهما البعض, أدخلتهما ثم عادت لمكتبها, جلسا ثم قال فرانسواه
-سيد وسيدة أندرسون, نحن نوافق على أن نخفض المبلغ لربعُمائة مليون
ردت عليه آن وقالت
-سيد فرانسواه, أنا بالفعل لدي عرض سعر بمئاتي مليون, لماذا سأوافق على الضعف !
-ثلاثُمائة مليون
-أسفة
-مئتان ونصف مليون
-سيد فرانسواه نحن لسنا في مُناقصة هُنا
تنهد فرانسواه في إستسلام ثم قال
-حسناً, لنُتمم الصفقة على مئاتي, كما تُريدون
ولكن آن لم تكتفي بذلك لذا قالت
-ولماذا سأقبل عرضك وأرفض عرض شركة مايرون ؟
-لقد تعاملنا مع سيد چيمس من قبل عدة مرات, ألا تعتقدين أن هذا كافي ؟!
صمتت آن ثم نظرت لچيك فقال
-حسناً, أنا موافق
إبتسم فرانسواه إبتسامة إنتصار ظناً منهُ أنهُ إستطاع أن يتغلب عليهم وأن يأخذ الصفقة من شركة مايرون, وهو هكذا لن يخسر أي شِئ ولكنهُ فقط كان يُريد أن يزيد نسبة الربح لذا طلب الضعف من بادئ الأمر .
تم توقيع العقود والإتفاق على مواعيد البناء والتسليم وهذه الأشياء ثم غادر كلاً من فرانسواه وزوجتهُ أخيراً, أوصلهُما چيك الى المصعد ثم عاد لهم, فقالت دانا
-هل كنا سنُخدع للتو ؟
قالت آن ساخرة
-هو أحمق وظن أننا حمقىَ مثلهُ
ضحكت دانا ثم قالت
-هل رأيتم كيف إبتسم بإنتصار عندما وافق چيك على الصفقة ؟ لققد إعتقد أنهُ تغلب علينا
ضحك أربعتهم, وضربت آن كفها بكف دانا, ثم قالت لچيك
-چيك, عليك أن تشكر إد على هذا, فلولاه لما إكتشفنا خدعة فرانسواه
نظر لهُ چيك بإبتسامة ثم قال
-ولماذا سأشكرهُ, إنها شركتهُ أيضاً
إبتسم إد ثم قال برسمية
-لا تشكروني, فقط أعطوني عمولة مئتان مليار دولار وبعض مناجم الألماس والذهب وسأكون جيد
ضحكوا جميعاً ثم قالت آن لهُ
-أنا من أتممتُ الصفقة ليس أنت
قلب إد عيناه بينما قالت آن بحماس فجأة
-ما رأيك أن نحتفل بعدم خداعنا, غداً الغداء سيكون عندنا في المنزل وسأدعوا الجميع
أومأ چيك موافقاً لها ثم قال
-لنا فترة طويلة لم نجتمع معاً
وقف إد ورتب الأوراق التي كانت أمامهُ ثم قال
-هل ستطهين الطعام ؟
أومأت آن فقال
-سأكون في منزلكم منذ الصباح, الأن سأذهب لدي بعض الأعمال لأنجزها
ضحكوا بخفة فقالت دانا وهى تقف
-خذني معك, أنا أيضاً يجب أن انجز بعض الأعمال
إتجها للباب فصاحت آن ليسمعانها
-سأهاتف الجميع ولا تنسوا أن تأتوا في الغد
أومئا لها ثم خرجا, فقال چيك وهو ينظر للفراغ
-هل يوحي مظهري أني سهل الخداع آن ؟
قربت آن مقعدها منهُ ثم أمسكت يداه وقالت
-لا حبيبي, لست كذلك, إنهم فقط لم يعرفوك بعد, ولكن ما حدث اليوم أعلمهُما أنهُما مجرد أغبياء
عقد حاجباه ثم قال
-أنتِ مُحقة في قولكِ أن عالم الأغنياء هذا بشع
إبتسمت آن ثم قالت
-إذاً, علينا تعليمهُم بعض دروس الأخلاق
إبتسم چيك ثم قال
-بدوتِ كسيدة أعمال حقيقة اليوم
قالت آن بغرور وهى ترفع رأسها للأعلى
-بدوت؟! أنا بالفعل سيدة أعمال رائعة وناجحة كثيراً أن كنت لا ترىَ هذا
-بالطبع, أجمل وأفضل سيدة أعمال في العالم
..
في نفس اليوم ليلاً كان چيك جالساً بجانب المسبح, يُفكر كيف يعترف لـ آن أنهُ يُدخن, فهو لا يطيق فكرة أنهُ يُخبئ عنها شِئ, ولكن الغريب في الأمر أنها لم تكتشف ذلك الى الأن, فهى دائماً ذكية وتكتشف الأشياء المدفونة وتُفتش عنها حتى تُخرجها, وأحياناً تكتشف أشياء في الشخص هو لا يعرفها عن نفسهُ, لذا تجنُباً لإكتشافها للأمر بفسها سيُصارحها هو بذلك, ولكنهُ قرر أن يقول لها الموضوع بطريقة أخرىَ أولاً ليرىَ ردة فعلها .
وضعت آن الصيبنية التي بيدها على الأرض بجانب چيك ثم جلست أمامهُ وقالت وهى تلوح بيدها أمام وجهه لتلفت إنتباههُ
-چيك, الى أين ذهبت ؟
نظر لها ثم قال بإبتسامة صغيرة
-لم أذهب لأي مكان
أمسكت آن كوب العصير ثم قالت
-هذا أفضل عصير بُرتقال على الإطلاق
أمسك چيك منها الكوب ونظر لهُ لثوانِ ثم قال بتردد بعد أن نظر لها
-آن, أُريد أن أأخُذ رأيكِ في أمرً ما
-كلي أذان مُصغية
صمت چيك مجدداً لبُرهة ثم قال
-لقد علِمتُ منذ فترة أن چايد يُدخن, ماذا تعتقدين أن تفعل إيمي عندما تعلم ؟
فهمت آن على الفور أنهُ يتحدث عن نفسه, ويسألها عن الأمر بطريقة غير مُباشرة , لذا قررت مُجاراته فيما يفعل فهى تُريد أن يعترف هو بذلك أولاً , فقالت
-لا أعلم حقاً, ولكن أعتقد أنها ستغضب منهُ
نظر چيك للكوب مجدداً فهو لم يُرد النظر لها ليسألها
-وماذا كنتِ ستفعلين أنتِ إن كنتُ أنا مكان چايد ؟
-لا أعتقد أنك ستكون في مكانهُ يوماً
أزعج چيك ثقتها به هكذا وهو فعل العكس تماماً لذا قال
-أنا أقول, إذا كنتُ في مكانه آن ؟
ردت عليه آن
-كنتُ سأغضب في بادئ الأمر, ثم سأحاول معك الى أن تُقلع عن هذه العادة السخيفة, چيك, هل تُريدني أن اتحدث مع چايد أو إيمي عن الأمر؟
قال چيك سريعاً
-لا
نظرت لهُ آن بشك ليعترف أخيراً
-حسناً, إليكِ الحقيقة, أنا من أُدخن ليس چايد, الفترة الماضية كان علي ضغط كبير لذا إعتقدتُ أن التدخين سيُقلل هذا الضغط قليلاً
سألتهُ آن بهدوء عكس ما توقع تماماً
-وهل قللت الضغط ؟
هز چيك رأسهُ نافياً ثم قال
-في الحقيقة, لا
ثم نظر لها وقال
-ولكن لماذا أنتِ هادئة هكذا ؟
-لأني أعلم أنك تُدخن چيك
نظر لها بصدمة ثم قال
ماذا ؟ منذ متىَ ؟
-منذ ليلة زفافنا, چيك, ولكني لم أكن أريد أن أغضب منك حينها أو أن نتشاجر في يوم كهذا, لذا أجلت الحديث في الأمر الى أن تعترف لي أنت بذلك
-إذاً, والأن ؟ ألستِ غاضبة ؟
جلست آن بجانبهُ ثم قالت
-چيك, إن أردتني أن أُسامحك من تجاه هذا الأمر, عليك أن تعدني أنك ستُحاول الإقلاع عن التدخين أنت تعلم أنها عادة سيئة وأني أكرهها بشدة
أومأ چيك ثم قال
-حسناً, سأحاول, آن, هل من الممكن أن لا تخبري أمي ؟
ضحكت آن ثم قالت
-ماذا ؟ , هل تخاف أن توبخك ؟
عقد چيك حاجباه في إنزعاج ثم قال
-لا, ولكن لا أُريدها أن تعلم فحسب
-حسناً, لن أخبرها لا تقلق حبيب قلب آن
وضع چيك الكوب على الصينية ثم إستلقىَ ووضع رأسهُ على ساق آن ثم قال
-هل تُريدن أن آتي بأحدً يُساعدكِ غداً في الطهو ؟
-لا, انا أستطيع فعلها وحدي, أنا ومُساعدي
نظر لها چيك بإستغراب فقالت
-أنت مُساعدي
ثم نظرت لهُ ببراءة ليبتسم ويقول
-أنا لا أقبل بهذه الوظيفة
أشارت آن بيداها في الهواء وهى تقول
-هذا أمر, ليس طلب, أنسيت أني الأميرة آن
قام چيك سريعاً ثم سحبها إليه وأخذ يُدغدغها وهو يقول
-حسناً, سنرىَ من سيُخلص الأميرة آن من قبضتي
أخذت آن تضحك وتقول
-كفىَ چيك, سأموت
توقف چيك عن دغدغتها ثم عقد حاجباه وقال
-آن, لا تقولي هذا
-چيك, أنا أمزح
-أعلم, ولكن لا تأتين بذكر الموت على لسانكِ حتى لو كان على سبيل المُزاح
صنعت آن التحية العسكرية ثم قالت
-أمرُك سيادة الفارس
إبتسم چيك ثم قال
-سيادة الفارس ؟!
أومأت آن ثم أمسكت بمُقدمة قميصهُ القطني وسحبتهُ إليها وقالت
-نعم, ألست فارسي ؟
قبلها چيك بجانب شفتاها ثم قال
-وهل هُناك غيري ؟!
..
-چيك, إستيقظ
همست آن بإُذن چيك ولكنها لم تتلقىَ رد, لذا قالت بصوت أعلىَ قليلاً
-چيك
همهم چيك لها فقالت
-هيا إستيقظ
قال لها بصوت ناعس
-كم الساعة الأن ؟
-العاشرة صباحاً
-مازال الوقت مُبكراً, أُريد تكملة نومي
ثم تقلب للجهة الأخرىَ ليُعطي لها ظهرهُ, فقالت آن
-هل تُعطي لي ظهرك چيك؟ إذاً إنها الحرب
لم يرد عليها , لذا وقفت على السرير وأخذت تقفز عليه وتقول
-چيك, چيك, إستيقظ, إستيقظ
وكانت نبرة صوتها تعلوا شيئاً فشيئاً, فتح چيك عيناه بإنزعاج كبير ثم رفع نفسهُ وأمسك يدها وسحبها إليه وقال
-لماذا تُريدين إزعاجي في يوم عُطلتي وفي ساعة مُبكرة مثل هذه ؟
-هذا سؤال طويل حقاً, ولكن الإجابة هى, عليك أن تستيقظ لأننا سنفطر معاً ثم سنذهب للسوق التجاري حتى نأتي بالخضراوات ومكونات الغداء حتى نطهوا أنا وأنت, نعم أنا وأنت لأن جميعهُم سيكونون هُنا في الثالثة عصراً
قالت كل هذا دُفعة واحدة وما إن إنتهت حتى أخذت نفس عميق, فقال چيك
-ولكن مازال الوقت مُبكراً
هزت آن رأسها نافية ثم قالت وهى تعد على أصابعها
-لا, فنحن سنأخذ ساعة في إعداد وتناول الإفطار, وساعة حتى نتجهز ونذهب للسوق, وساعة للتسوق, ستكون حينها الواحدة ظهراً, وسنأتي في خمسة عشر دقيقة, ثم سنبدأ في الطهو, وسننتهي في الثالثة والنصف عصيراً بالضبط
رفع چيك حاجباً بتعجب ثم قال
-لماذا عليكِ أن تكوني بهذه الدقة دائماً ؟
قامت آن واقفة ثم قالت وهى تسحب الغطاء من عليه
-الدقة هى أساس الحياة الناجحة عزيزي, والأن هيا
أمسك چيك منها الغطاء قبل أن تسحبهُ كُلياً ثم قال
-أُريد قُبلة أولاً
إنحنت آن ثم أعطتهُ قبلة سريعة علىَ وجنته فقال بتذمر
-لا أريدها هكذا
-ربما إن قُمت الأن سأُعطيك قُبلتان
-عشرة قبلات
-قُبلتان
-ثماني
-لن أوافق إلا على إثنتان
-أربع قُبلات
-ثلاثة
قام چيك سريعاً ثم صافحها قائلاً
-موافق
..
بعد ساعة كانا قد خرجا من المنزل وإتجها لسيارة چيك, وكلعادة فتح لها چيك الباب ثم ركب هو في جهتهُ, فقالت لهُ آن بعد أن جلسا بداخل السيارة
-چيك, دعني أقود
بدأ چيك في إدارة السيارة ثم قال
-شكراً حبيبتي, ولكني لا أريد الموت اليوم
قوست آن شفتاها ثم قالت
-لماذا ؟
-هل تعرفين كيفية القيادة آن ؟
هزت آن رأسها نافية بإبتسامة كبيرة ثم قالت
-لا, ولكن لما لا تُعلمني القيادة ؟
-هل حقاً تُريدين تعلم القيادة ؟
أومأت آن في حماس ثم قالت
-نعم
إبتسم چيك ونظر لها ثم نظر للطريق مجدداً وقال
-حسناً, سنبدأ أول درس في أقرب وقت
صفقت آن بيداها ثم قالت
-نعم, هذا هو چيك حبيبي
بعد خمسة عشر دقيقة, نزلا من السيارة ثم دخلا للسوق, ثم أخذا ينتقيان المكونات المطلوبة للغداء, أخذت آن تتلفت حولها ثم قالت وهى تضع يدها على شفتاها مُفكرة
-ماذا ينقُصنا أيضاً ؟ ماذا ؟ ماذا ؟
قال چيك بسخرية وهو ينظر للعربة التي إمتلئت
-لما لا تشترين السوق جميعهُ ؟
نظرت لهُ آن بإنزعاج ثم عادت لتفكيرها مجدداً ليقول
-تنقصنا اللحوم آن, نحن لم نشتري أية لحوم بعد
ضربت آن مُقدمة رأسها بيدها ثم قالت
-نعم بالطبع اللحوم, يالي من حمقاء, كيف أنسىَ ذلك, علينا أن نحضر اللحوم والدجاج, فليس للجميع نفس الذوق
توجها لقسم اللحوم ثم إشتريا ما يُريدان, وهُما في طريقهما للمُحاسبة وقفت آن أمام رف به دُمىَ صفيرة فأشارت لچيك عليه وقالت
-چيك, أريد بعضاً من هذه
حرك چيك رأسهُ في الجهتين ثم قال وهو ينتقي بعضهم
-طفلة
ثم أعطاها الدمى لتحتضنهم ثم تقول
-ليس من شأنك
كانا على وشك الوصول لمكان المُحاسبة ولكن سمعت آن صوت ينادي عليها جعلها تقف ويلتفت كلاهُما لهُ, وإذا به دانييل يقف بإبتسامة كبيرة .
*-*-*-*-*-*
دانييل ظهر تاني، مين فاكره ؟
ايه رأيكوا في افرونيكا وفرانسواه ؟
وايه رأيكوا في خدعة آن وإد ؟
وايه رأيكوا في شخصية إد ؟
انا بحب شخصيته بصراحة .
تفتكروا ايه هتكون رد فعل آن وجيك لما شافوا دانييل ؟