IMMORTAL LOVE

By inestwila

197K 8.4K 35.4K

هذا الكتاب عبارة عن الجزء الثاني لرواية A SACRED PIECE ~♡ بدأ في : 13/3/2022 إنتهى بـ : 9/3/2024 More

INTRO
CHAPTER 1
CHAPTER 2.
CHAPTER 3.
CHAPTER 4.
CHAPTER 5.
CHAPTER 6 .
CHAPTER 7
CHAPTER 8.
CHAPTER 9.
CHAPTER 10.
CHAPTER 11.
CHAPTER 12 .
CHAPTER 13 .
CHAPTER 14.
CHAPTER 15.
CHAPTER 16 .
CHAPTER 17.
CHAPTER 18.
CHAPTER 19
CHAPTER 20 .
CHAPTER 21
CHAPTER 22.
CHAPTER 23.
CHAPTER 24.
CHAPTER 25 .
CHAPTER 26.
CHAPTER 27.
CHAPTER 28.
CHAPTER 29 .
CHAPTER 30.
CHAPTER 31.
CHAPTER 32 .
CHAPTER 33.
CHAPTER 34 .
CHAPTER 35.
CHAPTER 36 .
CHAPTER 37 .
CHAPTER 38 (M)
CHAPTER 39.

THE END .

4.2K 155 1K
By inestwila

Enjoy the last Chapter lovs💕

___

قصرٌ يحمل جميع أنواع الذكريات المفعمة بالحب و الألم عبر مراحل متفرقة من الزمن حيث إنطلق ذلك الشعور البائس مؤخرًا ليكشر أنيابه على الجميع كوحشٍ ضارٍ دون رحمة، لوحة ، ثم ريشةٌ وخربشات و أنامل ملطخةٌ بالألوان ثم تلك النظرة إلى يديه حين عايش لحظة إدراك ..

" ما هذه الفوضى التي رسمتها بيكهيون ؟"

تذمرَ من صنيعِ يديه محدقاً بتمعنٍ إلى اللوحة التي كانت بيضاء لولاه أجرمَ بها و جعل عليها رسومات إحتار لأمرها حتى هو رغم أن عقله أملى عليه ذلك ، حسناً ذلك لا يُسمى إجراماً إن كان قد عبَّر عمّا يشعر به فتشانيول لطالما أخبرهُ أن الفن فن و أنه تجسيدٌ لما يريد عقله عكسه على تلك الورقة سواء كان متقناً أو لا ، المهم أن يكون مرتاحاً و هو يفعل ذلك و يشعر أنه عبَّر قليلاً عن ما بداخله ..

لكنه لا يصدقهُ تماماً لأنه يخصص له زاويةً من غرفة فنونه الكبيرة يعلق فيها هناك جميع الكوارث التي رسمها هو تحت عنوان " خربشات قطط" ، هو حاول أن يرسمه  في الكثير من المرات و في كل واحدة منها كان يشوه وجه زوجه لكنه يمدحه لذا لابأس في ذلك ، على الأقل يخبره بأنني أبدو أوسم من الحقيقة ..

" سخيفٌ "

تلك الكلمة يقولها في كل مرةٍ تقع عينيه هناك حرفياً رغم أنه يجد أن ذلك لطيفاً بداخله لكنه يحب قول ذلك لأنه لا يوفر فرصة في وضع كل رسمة منه هناك حتى أنه يحتفظ بورقة فيها دائرة مليئة بالإنعراجات و بالنسبة له هو بالية محرجة لأنه لم يستطع رسمها بطريقة متقنة بتحريك يده مرة واحدة عكس تشانيول الذي يتقن ذلك و كأنه مدور ..

" أبله"

أضاف و تركيزه جميعه صب بعدها على لوحتهِ تلك ينظر إلى خربشات لكن ذات معنى فهناكَ قلبٌ مكسور ثم واحدٌ كاملّ سعيد و صحي ثم آخرٌ مكسور يليهِ واحدٌ به بعض التصدعات التي لم يتقن رسمها لكنه حاول جعل بعض اللون الأحمر يفِ بالغرض كي يجسد النزيف كأنه لكن أهم ما هناك أنه يشعر بالراحة بعد فعله لهذا ..

طبيبه النفسي قال ذات ما قاله زوجه تماماً ، أخبره مؤخراً أنه يستطيع أن يعبر عن مشاعره بجميع الطرق دون الخوف من ذلك و أن يحرص ألّا يأكل كلماته إلى داخله ثانيةً فيما يتعلق بمكنونات تؤذيه من الغير فالكتمان يولّد الإنفجار و هو لا يستطيع فعل ذلك بعد الآن و لما عليه كتمها أصلاً !؟ لذا هو شعر أن تلك هي حياته بإختصار أو بالاحرى حالات قلبه عبر حياته جميعها ..

كان ذو قلبٍٍ مكسورٍ بسبب والده الذي هجرهم في سن صغير و رمى عليه مسؤولية أسرته فيجد أنه يتخبط وحيداً في تلك الحياة القاسية ثم جاءت مرحلة قُدرَ فيها أن يلتقيّ ببارك بعدها فيترمم فؤاده بسببه لأنه إحتواه بشكلٍ كان يحتاجه و أشعره بجميع الحب الذي كان يفتقده و السند ، و كتجاوزٍ للمرحلةِ التي إختفى فيها زوجه عنوةً هو لم يرد أن يتخذ ذلك كـ مرحلةٍ كسرت قلبه رغم أنها فعلت ، لكن مقارنةً بـ ما حدث بعد جميع ذلك هي كانت نقطة من بحر ..

أخبره كذلك أن يحاول التعافي في بيئة أبعد عن أين كُسر قلبه في المرة الأولى ، في أول مرة أحس بالضغط و الخذلان لكنه هنا يجلس في قصر بارك الذي يحمل الكثير من الذكريات السلبية السيئة قبل أن يتم اختطافه كذلك يحمل الملايين من لحظات الحب و الوله بينهما ..

يظل هذا المكان بالذات ما يعيده لنقطة الصفر فهنا رأى صورته اول مرة و هاهو اليوم يجلس وسط المئات المعلقة منها على الجدران من كل جانب فزوجهُ المهووس لا يتوقف عن فعل ذلك مخبراً إياه  أنه سيوسع الغرفة في المرة القادمة ليتمكن من تعليق المزيد و المزيد حتى تنفجر ..

البسمة الدافئة تمكنت منه ليضع الريشة في مكانها مشابكاً انامله فشعور الحب يتغلب عليه في كل مرة يفكر به ، هو لا يتراجع عن كلماته أن بارك عليه أن يعامله كالسراب الذي سيختفي من حياته من اول خطأ يشابه الأخطاء السابقة لكنه في الهيام مع هذا الرجل و لا يستطيع أن ينكر ذلك يوماً بداخله ..

إبتسمَ حين إستنشق عبق الألوان الترابية فهاهو هنا بين أحضان هذا القصر الدافئ بعد جميع العواصف الضارية ، أخبرته والدته مراراً أن " إن كان الحب حقيقي فهو يستحق بعض التنازل " و العنصر الأخير بدر من كليهما فهاته العلاقة لم تكن لتستمر دون ذلك بطبيعة الحال هو يعلم ..

" حسناً توقف عن التفكير بذلك"

ربت على كتفه مواسياً فمادام أوجاتسيف على وشك أن يموت هم في أمان ، كذلك لا يستهين بحقيقة أنه يجد عقله يفكر بأحداث أرقته مؤخراً في كل مرة و نصيحة طبيبه النفسي كانت كخاصة والدته ذات يوم أن إمنح أي شعور وقته حتى لو كان مؤلماً لكنه كذلك تعب من التفاعل مع بعض افكاره السوداوية بشكل خاص ، تلك التي لازالت تحاول السيطرة على عقله و جعله يعود إلى نقطة الصفر ..

نظر إلى المفتاح الذي كان على المنضدة بجانبه فتتخلل أفكاره التي تحاول أن تتعالج بعض الحسرة لكم أن ذلك المطعم لم يمتلك حظاً أن يُباشرَ العمل فيه ، في كل مرة يخطط ليفعل كان يحدث ما لا في الحسبان لكنه مستعد كي يفعل ذلك بعد أيام حين يجد نفسه مستعداً لأنه لن يتخلى عن حلمه و لا عن المكان الذي بناه لأجله زوجه بشغف بعد الكثير من محاولات الإقناع في السنوات السابقة أن يفعل ، هو لن يسمح لذلِك أن يُدمرَ بسبب مشاكلٍ إفتعلها أوجاتسيف ..

هو لن يفوت منظر بارك الذي عليه تحمل إحتكاكه بزبائنه إنتقاماً ، فكر بخبث ليرفرف أهدابه ضاحكاً بإستمتاع قبل أن يخاطب ذاته بما يناقض ذلك التفكير تماماً حين شعر بأنه من يجلب المشاكل لنفسه ..

"لا تشتكي أن مؤخرتكَ
محطمة لاحقاً أيها الوغد"

بذكره ؛ هو لا زال لا يعلم مالذي قد يقرره تشانيول بشأنه حين يعود إلى القصر بعد إجتماعه مع يوجا الذي زف له خبرَ القبض عليه بمجرد أن سمعه و بما أنهم لم يفعلوا و يبلغوهم بالأمر سوى بعد مدة هل ذلك يعني ان ذلك اللعين كان يخضع للعلاج أم ماذا ؟ هو سمع تشانيول يتحدث مراراً عن كم أن ذلك الأوجاتسيف لازال مقدساً في البلاد بسبب والده لكن تقديس مجرم بعد جميع أفعاله غريب اوليس ؟ حسناً تلك تبقى أفكاره الخاصة و تحليلاته ..

" لما كنت غبياً و لم أطلقْ على قلبه يومها لما ؟"

ضرب رأسه بخفة متذمراً لكن حقيقة أنه كان جد قويٌ حين قرر أن ينفذ تلك الخطة أسفل جميع ذلك الضغط الذي كاد يفتك به لأنه لم يعش يوماً ضغطاً مماثلاً، هو كان ليتخلص منه و من جميع شروره منتقماً منه عن كل ما فعله مع الجميع من كيونغسو وصولاً إلى محاولة تدمير حياته هو و بارك مؤخراً فمهما فعلت رايتشيل و مارتن به ؛ أوجاتسيف كان العقل المدبر لجميع ذلك و الشرارة الاولى منذ لقاء الفندق حين عاد و بعقله ملايين الأفكار لكي يشتت شمل الجميع ، كان يجيد خلق المشاكل بين كل الأطراف ثم يقف متفرجاً مستمتعاً بنتائج مكائده و خططه الدنيئة ..

كاي و سيهون مع بارك و يوجا اذاً هو يتخيل كم الحقد المُلقى ضد الألماني في ذلك الاجتماع و كم من طريقة وضعت لِيُقتل بها، تشانيول غادر القصر منذ خمس ساعات و لازال لم يعد لكن هل التفكير في الشخص يسحبه إلى هنا لأنه يسمع بعض الضجيج في الخارج و هاهو متأكد أنه عاد في الدقيقة التي فكر بها في ذلك ..

لكن هل يعتقد ذلك العملاق الأحمق أنه لا يستطيع الشعور به لأنه قرأ أن زوجه يحاول أن لا يبدو واضحاً إلى ذلك الحد ، لم يتغير به شيء لازال يحاول أن يتملص عن انتباهه أنه على وشك أن يكون خلفه في أي لحظة ..

لكن هل يظن بارك أنه الوحيد الذي يخطو على قلبه؟ هو كذلك يحمل ذات المشاعر له بعد جميع تلك السنوات لازال يستطيعُ الشعور به و بألمه ، بوجوده و ببهجته ..

" لا تحاول لأننيّ لازلت أستطيع الشعور بك بارك !"

ذلك تضّمن معناً آخر كذلك لكن المعنيُ توقف عن الطل برأسه ببلاهة عبر شق البابِ ليحدق إلى صغيره الذي كان يجلس هناك يخربش مجدداً فيبتلع متمنياً بأعماقه أن لا يجد وجهه مشوهاً مرةً أخرى هناك ..

ناهيك عن أنه تمكن من لمح المفتاح الذي منحه إياه صباحاً و تحدثا كثيراً على مائدة الإفطار حول مطعمه ليشعر بالحرج مجدداً فهو لا يستطيع التوقف عن لوم نفسه في كل مرة ، صغيره لم يهنأ بمطعمه حتى و يفعل به ما يشاء بسبب ما حدث و لجميع ذلك هو متحمس كي يقابل أوجاتسيف، لجميع ما حدث في حياته و المشاعر الذي خاض الويلات عبرها في فترة خطفه منه و تحريضه ضده ، لأجل اصدقائه و عائلته ، لأجل حب حياته الذي كان على وشك أن يفقده للأبد هو مستعد كي يلاقي ذلك الدنيء بكل ذرة حقد به نحوه ..

" حسناً أنا لم أحاول أن أفعل ذلك
لما الإتهام حبيبي !!"

عاد إلى رشده من غياهب التفكير حول أوجاتسيف كاذباً بذلك ليقف خلفه مباشرة ،  ينزل رأسه محدقاً إلى خصلات صغيره التي تحجب ملامحه من هته الزاوية ليرفع هذا الأخير رأسه إليه مبتسماً بمكر فإنحنى هو كي يقبّل ذلك المبسم اللطيف بعمق قبل أن يقول بيكهيون أي شيء ، خمس ثوانٍ و فصلها ليتنهدَ هامساً بإفتقدتكَ ما إن رأى وجنتيه تتصبغان وردياً و أبعد عينيه عنه فهو لازال يملك ذات ردات الفعل رغم كل شيء ..

عندما إعتدل في جلسته أقحم أنامله بين خصلاته السوداء ليبعد الأصغر يده عن هناك لأنه لا يريد أن يشعر بالنعاس و هو أطاع و أحاط كتفيهِ بعدها لِيطلعَ إلى ما خربشَهُ على بياض اللوحة فتُسرق الإبتسامة منه و إثر التنهيدة بيكهيون علمَ أنه شعر بذلك ..

" مالذي رسمتهُ صغيريّ ؟"

بيكهيون شعر به يرفعه عن الكرسي ليجلس هو و يضعه بحضنه محدقاً إليه تارة و إلى القلوب على اللوحة تارةً أخرى رامياً التحدث عن أوجاتسيف إلى بعد شرح صغيره رغم أنه إستنتج ما ذلك بالفعل ، لكنه سيحرص على جعله يخبره بكل شيء حتى لو كان مؤلماً و سيواصل في زيادة شعوره بالذنب في كل مرة ..

"حسناً أنتَ اخبرتني أنهُ لا يهم الشكل النهائي
لِما ترسمه بل المهم هو أنه يعبر عنك"

" صغيريّ أنا لم أنتقد الرسمة أنا فقط أريدُ
شرحاً لها ! إن لم تكن مرتاحاً لإخباريّ لابأس"

نفى الفكرة الخاطئة التي أخذها عن سؤاله فيلاحظ أنه صمت لثوانٍ يحاول فيها أن يجد شرحاً مناسباً ..

" ثم تعلم أنه ليس عليك ترتيب كلماتك حبيبي، أخبرني بما تريد و إن كنت تريد بعثرة حروفك كما تشاء أنا هنا لأرتبها و افهمها و جميع وقتي لك ، مالذي على نايتمر و بارك فعله سوى التركيز على حب حياته طوال الوقت ؟ لم يتوقف الأمر منذ دلفت الى هذا الجناح عند بعثرة الحروف فقط لأنك بعثرتني ككل و أعدت ترميميّ كما تشاء كفيكَ المقدسة ، أنت تأكل عقليّ حلويّ"

همس يضعُ قبلةً على عنقه من الخلف ليرتجف بين احضانه كالسكير لتلك الكلمات العميقة و الشفاه الشغوفة .. ثم همهمته بعدها يحثه على فعل ذلك اعادت إليه رشده ليلعق سفليته مشيراً إلى أول قلبٍ فتنتقل عينيّ بارك من وجهه الجميل إلى اللوحة ..

"هذا قلبي قديماً ، أقصد حين هجرنا والدي أنت تعلم عن جميع ما شعرت به حينها أخبرتك عن ذلك مثل آلاف المرات"

تشانيول همهم له ليكمل ، شعور أن صغيرهُ وضعه في خانة الرجال الذين الحقو به الأذى في حياته ، وضعه يوماً بنفس خانة دور والده المريع في حياته تخيفه و عقب ذلك بيكهيون شعر به يشد حول خصره بذراعيه ليدرك أن المشاعر السيئة تجوب داخله كالزوبعة ، هو يحفظ جميع تصرفات رجله و إيمائات جسده لذا يستطيع قراءة متى يتفاقم شعوره بالذنب مثل الآن ..

" و هذا قلبي حينما إختَفيتَ فجأة من حياتي ، حين سرقوك منيّ حيث كان الجميع على علمٍ سواي المستغفل في المكان ، و الثالث يخص حقيقة أنك عدت لي بعدها ، أنا كنت جد سعيد أنني تمكنت من رؤيتكَ مجدداً ، و الأخير .. حسناً أنت تعلم عن سبب هذا لا داعي لأقول فالأمر لازال طازجاً"

بارك وسع عينيه لوصفه الأخير فينظر إليه بمعنى ماذا هناك حين طال صمته فزوجهُ حدق إليه طويلاً بذات الاعين حين عدَّل طريقة جلوسه بحيث أصبح يقابله ليبتسم له بطريقة في غاية البراءة ، هو يعلم ما أحدث بداخله ..

" ألا تعلم السبب؟"

لاحظ ملامح الإرهاق على وجهه ليأكل الذنب قلبه ، هو لا يستحق أن يحسسه بذنبه في كل مرة أم يستحق فبين كل لحظة و لحظة يحدث اليه فيها يسأل ذاته ذلك ؟ حسناً هو لا يستحق ، فكر و أعاد خصلاته الرماديةِ إلى الخلف ليضع قبلة دافئة على جبينه  ..

" أعلم صغيريّ ، أعلم و--"

رده جاء متأخراً و ناقصاً ليفكر أن ذكرى زواجهما لم يتبقى لها الكثير و هو يخطط لعشرات الأشياء و الطرق التي يستطيع أن يعتذر بها في كل مرة لذا إبتلع كلماته في الوقت الحالي ،  بيكهيون قاوم فضوله للتكملةِ و إحتوى وجه زوجه بين كفيه ضاغطاً على وجنتيه فيفكر هذا الأخير أن هل يتوقع منه أن يجيب على سؤاله بعدها و هو يفعل هذا بوجهه الذي تحول لعجينه الخاص ؟

" تبدو متعباً تشانيوري ، هل كان الإجتماع طويلاً و مرهقاً إلى ذلك الحد ! ثم مالذي قررته بشأن ذلك
المنحط اللعين ؟"

في خضم إنتظاره للإجابة منه عادت إلى ذاكرته كلمات من طبيبه النفسي بعدما أخبره هو أنه فكر كثيراً في ان ينهي حياته في تلك اللحظة التي شعر بها في الخذلان و الإنكسار ،و قرر في حالة النجاة
أنه عليه أن يتجاوز بارك كذلك حين كان يغسل أوجاتسيف عقله بكلمات كأن زوجك لا يهتم ، لا يبحث عنك ولا يريدك بعد الأن  ..

أخبره أن أول خطوة كي يتجاوزه هو أن يسقط في نظره إلى أن لا يراه حتى و هو أمامه و هو قرر أنه سيفعل في اللحظة التي كان يتعرض فيها للأوهام من قبل مايكل ..

أن يسقط إعتماده عليه و حاجته إليه و باللحظة الذي أظطر فيها التخلص من أوجاتسيف بنفسه و إن ينقذ نفسه منه وحيداً .. اخبره بالكثير مثل أن ذلك الشعور طبيعي في حالة الخذلان ، حيث كان يعتبر أن تحذيرات زوجه له دائماً مجرد مبالغة و ان لا وجود لأشرار كهؤلاء كونه عاش دائما على غيمة الأمان بسببه و حين قرر أن يخرج عن طوع تحذيراته هو واجه الكثير ممّا يشابه الأفكار بالأعلى ..

" من السماء إلى سُكر ، هل تستطيع سماعي ؟ أتحدث إليك منذ دقيقة"

بيكهيون جفل بسبب أنه فرقع أنامله أمام عينيه ليبتسم كون الجملة قد أعجبته ، هو يستطيع أن يتغزل جيداً و يبدع حتى أثناء تعبه ..

" كـُنتَ سارحاً بكم أنا وسيم ؟ أعلم "

غمز بثقةٍ ليهز بيكهيون رأسه له نافياً ..

" لا كُنتُ أفكر في مرحلةِ تجاوزك"

ذلك الجواب سرق البسمة الواثقة من بارك ، كلمات كـ لا تبتلع كلماتك و أخبرني بأيٍ تريد دون تردد عادت عليه بقسوة في نقطة أنه مهووس ففكرة أن هوسه يفكر في تجاوزه لا تعجبه ..

" هل تريد أن تتجاوزنيّ حقاً ؟"

صوته باهت مترجٍ كطفل صغير و حتى لو كان يفكر في تجاوزه هو كان ليتراجع بسبب ذلك ، عيون لامعةٌ قلقة و ملامحه إصفرّت بشعور هلع فظيع، بيكهيون لاحظ جميع ذلك و بقدر ما تأذى هو لا يستطيع أن لا يعانق الطفل العملاق الخائف من تلك الكلمات العابثة ..

" لا أنا أمزح معك ، إلهي وجهك كلونِ
الليمونة الآن"

تشانيول تنهدَ حاشراً وجهه بعنقه ، هل عضه بقوة إنتقاماً من ذلك المزاح الغليظ صائب !!

" إذاً مالذي كنت تقوله عن إجتماعك ؟"

"أهم ما تريد سماعه هو أنني على وشك الطيران نحو ألمانيا بعد ساعةٍ من الآن لا أملك الكثير من الوقت لأضيعه "

نظر إلى ساعة يده بينما ذلك جعل بيكهيون يتوقف عن العبث بشعره و يحدق إليه بعينين واسعة و كأن هذا ليس بطبيعي و هو يعلم أنه عليه ذلك في الأصل لكن بما يشعر بالثقل الآن ، تلك البلاد المشؤومة تحمل المئات من الذكريات الملعونة ، هو لن يدوس تلك البلاد ثانيةً ..

" أنتَ لن تطلب مني أن آتي معك أوليس ؟
لأنني لن أفعل تشانيول"

تشانيول كان سيسأله عن ذلك لتوه كي يعرف رغبة فتاه لكنه وجد الإجابة التي بعثت الراحة لقلبه ، صحيح أن أوجاتسيف تحت حراسة مشددة لكنه لا يضمن أفعاله حتى و هو بذلك وضع لذا أبقاء صغيره بعيداً أفضل ، هو سيقضي عليه و يعود ليعيش حياته مع حب حياته بسلام إلى الأبد بعد التخلص من الكوبرا الأخير الذي عاد ليتسلط عليه منذ عام ..

"في الحقيقة أنا كذلك لا أريد أن اعرضك للخطر و لا جعلك تتذكر ما حدث هناك لكنني فضلت أن أعطيك الخيار في بداية الأمر ، حسناً إذاً أبقى بمنزل والدتك أنت و لوهان و كيونغسو إلى أن نعود لأن صديقيَّ ذاهبين كذلك حسناً ؟"

بيكهيون أماء و قرر أن يبدأ في إعطاء بعض التعليمات ..

"عِدنيّ أن لا تدخل معه في صراع جسديّ
، فقط أقتله برصاصة من بعد عشر أمتار و عُد أرجوك
لا تقاتله و لا تقترب منه هو مختل"

إن كان يريد فعل ذلك لما قد يكلف نفسه عناء الذهاب إلى تلك البلاد التي يكرهها هو أيضا و يكره من جاء منها ، قد يكلف آخراً ليقتله بسهولة !

" ما رأيك أن أقتله من الفضاء ؟ أم هل
مسموحٌ لي إن أقتله عن بعد مرتين سُكر؟"

همسَ بشكل ليّن يضع عبوسا مزيفاً على ثخينتيهِ و رغم ذلك بيكهيون فهمَ أنه يسخر منه يلعبس مبعداً وجهه عنه لكنه لم يسمح له بالنهوض واضعاً قبلة على عنقه كإعتذارٍ أذاب قلبه ..

" لئيمٌ تشانيوريّ أنت تسخر مني !"

تشانيول نفى بأكثر الطرق براءة و بيكهيون كان
على وشك الرحيل لولا يديه الشديدة حوله ..

" هل تستهين بـِرجلكَ حلويّ ؟"

" لا لكن من يعلم مالذي قد يفعله ذلك الخبيث ؟ هو لا موثوق و تعلم أنه لن يستسلم و يتحدى أياً
كان حتى في لحظاته الأخيرة "

" أعدكَ أن رغم جميع الأحقاد بداخلي نحوه إلى أنني لم أخذ معه أكثر من ربع ساعة ، المهم هو أن أقضي عليه حسناً سكر هكذا تريد ؟"

كان ذلك الوعد الحقيقي الذي يستطيع تطبيقه أما بالنسبة لما طلبه بيكهيون هو لا يظن ذلك و هناك رأى أنه نفى له يركز على أن يقطع له وعداً و هنا فوراً ...

" لا تقلق عليَّ حُلوي ! أنا --"

رنين هاتف بارك قطع كلماته ليحدق إلى الشاشة رفقة بيكهيون الذي لم يهدأ و لن يهدأ حتى يعود تشانيول من تلك البلاد اللعينة حتى و هو أمامه و لازال لم يقلع حتى هو يشعر بالقلق من الآن ..

" بارك اللئيم الأخرق الأبله هل تخطط لأخذ
سيهوني معك اليوم كذلك ؟"

بيكهيون كتم ضحكته و تشانيول إبتسمَ مهمهماً للوهان رغم صف الشتائم ذاك إلا أنه معتاد قبل أن يبعد الهاتف عن أذنه لأن طبلته كانت على وشك أن تُفقعَ بسبب صراخه المتذمر ..

" يا إلهي متى سينتهي كل هذا بارك الطويل الأخرق ؟ متى سنتخلص من نتائج مشاكل عصبيتك و غباء ذلك الغبي أمامك و نعيش بسلام و تعود العصافير التي تزقزق و السماء الصافية ؟"

لوهان كان الوحيد بجانب جونغ إن اللذان يستطيعان أن يسميا الأحداث و الأشياء بمسمياتها الحقيقية دون ان يظطرا إلى الكذب على الجميع و في كل مرة يكونان صادقين ..

بيكهيون فكر بعبوس مخفضاً بصره إلى الأرض مستذكراً جميع توبيخات لوهان له قبل سنة حين كان في بداية تمرده ، فضوله و خطواته اللامدروسة هو كان يحذره بالفعل من أن يوصل إلى مواصل كتلك لكنه لم يكن يستمع إليه ..

" و القرود لتناول الموز دون ثرثرة"

تشانيول قال و بيكهيون عاد لكتم فمه كي لا يسمع لوهان ضحكته بسبب سخرية بارك الواضحة منه لكن الشتيمة التي تلقاها زوجه اكبر من رأسه ذو شكل البندقة  ..

" أتناول من موز زوجي لا أحد يتناول
من خيراتك الخاصة "

" أي الموز تقصد بالضبط لوهان لأن لا أحد طلب منك ذلك إن كنت تقصد ما أفكرُ به"

بيكهيون حصل على خدود حمراء لأن القذرين لا يتوقفان عن التحدث بالتلميحات اللاشريفة ليركل ركبة بارك يجعله يتحمحم ..

" هو أراد الذهاب معي أيها القرد انا لم أجبر أحداً ! لما لم يتذمر كيونغسو من حقيقة أن جونغ إن كذلك ذاهب مثلك ؟"

" هو يشعر بذات المشاعر لكن كيونغسو لا
يستطيع قول ذلك لك ! هو تقريبا أخرق"

لوهان يشتم الجميع دون توفير أحد سوى والدة بيكهيون يكن لها الإحترام الكامل ، و هناك صرخ حين ركله الشخص الذي يتحدث عنه على مؤخرته بقوة حتى شعر أنه يخلعها عن هناك .. هل هو لا يستطيع قول لك لبارك ما هذا الإتهام ؟ كيونغسو فكر حاملاً خفه المنزلي بيدهِ ينتظر أي شتيمة أخرى منه كي يطبعهُ بوجهه ..

بيكهيون طلب الهاتف من تشانيول ليتحدث هو حين إكتشف انهما معاً بدونه ما هذه الخيانة!

" ياه أين أنتما يا رفاق ؟"

" نحن في منزل أمي الذي سيكون فندقنا لليومين القادمين ، كلاً من سيهون و كاي قاما برمينا هنا و بارك على وشك أن يفعل كذلك ، ثم أسرع لدي ما أقوله لك دعنا منهم هم مملون من يريد أن يعيش في صراع طوال الوقت ؟"

تشانيول وضع بيكهيون على الكرسي ممسداً صدغه دون أي حيلة كي يجاري لسانه الاطول منه و لن يتوقف أبداً في حياته عن فعل هذا ، يتحدث عنه و عن زوجه و كاي بشكل لئيم حتى و هو يستمع ذلك القرد الصغير حقاً !! بيكهيون نظر إلى ظهره حين قاد قدميه إلى خارج غرفة الرسم حيث بدأ في وضع ما يريد بحقيبته الصغيرة التي سيأخذها معه لحقيقة أنه لن يبقى هناك لأكثر من يومين ..هو لا يريد أن يبقى بعيداً عن حب حياته أكثر من ذلك بعد جميع الأيام التي تمددت في غيابه إلى مئة سنة لليوم الواحد ، شبع فراقاً حتى فرغت روحه و تجرع مرار ذلك كفاية ..

أخذ ما يريد و أهم ما هناك هو زجاجة عطر صغيره ليضعها هناك تحت عيني بيكهيون الذي كان يطل عبر شق الباب خلسةً بعدما أقفل بوجه لوهان ، لازال فعل ذلك يرجف قلبه كأنها المرة الأولى ليراه يغلق الحقيبة بوجه شارد يفكر فيما قد يحدث في ألمانيا لكن و فوق جميع تلك الهموم الذي لن يتخلص منها سوى برؤية دماء أوجاتسيف تسيل امامه ، هاهو بيكاتشو هنا ليقول ما يريد ..

" هل تحبني تشانيول ؟"

سؤالٌ كذلك يبدو لتشانيول عابثاً لكن لبيكهيون نوايا أخرى حين تذكر ما فعل في هاته الغرفة قبل سنوات ، ذلك الموقف حينها كان محرجاً لكنه اليوم مستعد ليفعله مجدداً بجانبٍ آخر من قناعاته ..

" لا"

قال يهز رأسه بفقدان للأمل منه حين رآه يغلق باب الغرفة ما إن همس بحسناً له ليتكئ ضده و يحدق إليه بصمتٍ مغري لاعقاً سفليته تارةً يعبث بأنامله و يحدق إليه بأكثر النظرات إغواءاً و كل ما به كان منادياً بصمت ،كان أكثر لطافةً من أن يضع عليه يديه و اكثر إثارةً من أن يقاومه ..تنهده المثقل بالحب ملء المكان فيبتسم بيكهيون بنصرٍ حين رآى ذلك لتحمر وجنتيه رغماً عنه ..

" أنت تعلم ذلك ؟ تعلم دائماً تماماً أنكَ
تستطيعُ جريَّ للجحيمِ لو أردت !"

رمى ما كان بيده على السرير ليبتسم الأصغر لذلك و كونه كان يلتصق به في غضون ثانيتين دون الكثير من الجهد ليسحق خصره بين يديه و قبل أن يفعل المثل بشفاهه هو أبعد وجهه عنه ثم وضع خصره فوق ثخينتيهِ متغنجاً ..

" ماذا تريد ؟"

بارك قرأ ما يعنيه ليحاول تقبيله مجدداً مجارياً الاعيبه لكنه لم يسمح له مكرراً ما قاله ..

" أريدك أنت ،مالذي يريده نايتمر في حياته سوى أميرته ؟كم من مرةٍ علي أن أكرر هذا ؟"

هو يظن أنه سيتوه بين عينيه و شفتيه للأبد ، التفاصيل الوحيدة التي يجب أن تسحبه دائماً ، تلفته في كل مرة و كأنها الأولى و تأخذه منه إلى حب اللاعودة ، يستطيع تجديد ذلك الشعور المغري و ذلك سر هوسه به ، هو لا يعلم كيف لكنه يعلم أنه اخطر ما واجه في حياته و أغلى ما يملك في حياته ، ليس من السهل لبارك في السابق أو نايتمر كليهما ذوي الغرور و الغربةِ في الحب أن يعترفا بهذا لكنه يقول اليوم للمرة الامعدودة أن ملاكهُ هنا هوَ محور كونهِ ..

" لكنكَ قلت لتوكَ أنك لا تحبني لذا
أغرب عن هنا بارك !!"

هو دفع معدته بنبرةٍ غلب عليها الدلال لكنه رفع
يديه و ثبتها ضد الجدار فيهز رأسه نفياً ..

"و الرب أنكَ ستكون فَناء بارك يوماً ما ، و الرب ~"

إعترافٌ آخر يفاقم الفراشات بداخله فترتجف شفتيه بقلة حيلة ، هو لا يستطيع أن يقاومه بدوره فاللعنة التي أُلقيت بداخل كليهما لا تزول و لن تُفك كليهما مؤمنٌ بهذا بداخله و هذا ما يجعلهما هنا و بوضع مماثلٍ بعد جميع تلك الحرب الضارية ..

" حسناً هل تريد سماع إعترافٍ لفظي أمْ قبلة ؟"

" و من قال أننيّ أموتُ لأجل قبلاتكَ ؟"

بيكهيون كانَ يعبثُ بياقته ليفكر الأطول أن هذا الصغير هنا يعلم جيداً أثار ما يفعله به في كل مرة و بأبسط تفصيل و أصغر فعل ، تنهد يجبر نفسه على فعل ذلك ليستقيمَ عن ذلك الإنحناء البسيط  ..

" حسناً إذاً ! أنا ذاهب--

هو يحب مبادرات صغيره و هذه واحدةٌ من المرات الإستثنائية التي شعر بها أنه يلامس النعيم حين جذبه ياقته و دمج شفتيهما معاً يحاول الحصول على خاصته بالكامل رامياً عبثه هو إلى الخلف فما يهم ان يتفنن في تقبيل رجله كما يشاء ليبتسم الأخير وسط القبلة ثم يندم سريعاً لأن الشرس خاصته قضم سفليته محذراً بحدة ثم يكمل تقبيله
كما شاء ..

حالة من اللاوعي ، الوان القوس قزح جميعها بين عينيه و كل ذرة بجسده ترتجف.. جميع ذلك و أكثر كان الشعور المماثل الذي شعر به قبل سنوات عدة حين قبله هو أول مرةٍ أمام شقتهم و لازال يشعر بذلك حين مبادرات صغيره الحلوة اليوم ..

كان ذلك الشعور الذي يراوده في كل مرة يلمسه فيها ، يقبله و يعانقه خيالياً لأنه يدرك بعد العودة أنه إستعاد حب حياته و أن جميع ما مر كان كابوساً بشعاً يستيقظ منه في كل مرةٍ يرى فيها أن الحياة عادت إليه و لحياته و لجناحه الكئيب .

" صغيريّ ؟!!!"

هتفَ متفاجئاً حين شعر بصفعة طفيفة الوقع لكنها تحذير كافٍ على وجنته ليضع يده هناك يحدق إلى بيكهيون بعيون واسعة تطلبُ تفسيراً ، كان في النعيم ليصْفعَ فجأة !

" لما أنتَ شاردٌ وسط القبلة تشانيول ؟
بمن كنت تفكر و أنت تقبلنيّ أنا ؟"

مالذي يهذي به الآن ؟! هو شعر بالإتهام يستمر في النظر إليه بعيون واسعة فتشانيول فقط كان يمنحه التحكم الكامل في تلك القبلة لكي يفعل ما يشاء لأنه يدرك أنه يفضل أن يفعل في كل مرة يبادر فيها هو، لتوه انتبه أن جميع تلك الأفكار التي كانت تدور بعقله حوله فقط جعلته يشعر أنه مهمل

" إلى أين أنت ذاهبْ!!"

سحبه من يده حين كان سيغادر يعيده إلى ذات مكانهِ ثم يحتوي وجهه العابس بين يديه ، إن كان ذلك دلالاً فهو فعل ذلك بنفسهِ و مستعد كي يزيد منه و يتحمله إلى الأبد ..

" كنت أفكر بكم أنني محظوظ في كل مرة أشعر بك فيها ، حقيقة أنك عدت لي و أنني لم اخسرك كما كانت الكوابيس تخبرني بكُل ثانيةٍ في غيابك"

همسهُ كان أدفئَ من أن يقاومه ليدمج شفتيهما معاً قبل أن يقول صغيره اي حرف متحكماً بكامل القبلة هو هاته المرة حتى أفقده أنفاسه ليجد بيكهيون نفسه نادماً لأن شفتيه حصلت على عقاب لا مـُصرحٌ به لكنه قضمها بعنف حتى إنتفخت ..

" تريد قول أي شيءٍ آخر حُـبيّ ؟"

قال لأنه يدرك أن صغيره خسر جميع انفاسه بعد خمس دقائق كاملة لينفي له لاهثاً متكئاً ضد الجدار بإرهاق ينظر اليه يبتعد عنه بفخر نحو فنجانه العزيز المر كي يقضي على حلاوته و يفيق هو من سكرتهِ لأنه لا يريد أن يبقى هنا و يواصل تقبيله حتى الغد ..

بينما بيكهيون كان ينظر إليه لاهثاً ، هو بصراحة لا يريد قول شيء فينتقمُ ثانيةً من إتهاماته الغيورة من شفتيه فهو بدأ يشعر بطعم الحديد في فمه لينتبه أنها تنزف و تتوسع عينيه ، هل يشرب قهوته براحة بعدما أدمى نسيجها الرقيق هذا المعتوه !؟

تشانيول شعر بركلةٍ على مؤخرته ليغص في قهوتهِ يدرك بعدها أنه مظطرٌ كي يغير ملابسه حين إندلق السائل الأسود عليها ثم صوت ركض إلى الحمام و صراخ عالٍ بـ أنت لئيمٌ قاسٍ ، شرير و متخلف ..

جميع ذلك يصفه هو ؟ نظر إلى الباب بعيون متسعة يفكر أن السناجب الصغيرة لم تقصر في شتمه اليوم بمختلف الألفاظ !!

_____

-- 12: 15 PM --

" الوداع دائماً مر هل يمكنك ألا تذهب !!"

كيونغسو همس يحيط خصر زوجه بمنزل والدة بيكهيون تحت نظرات جونغ مي التي تشعر بأنها وحيدة بائسة و أمها التي كانت تبتسم و تحشي حقائب الرجلين بالكثير من علب الحلوى و الكعك لكي يتناولوا منه طوال الرحلة ، هي فكرت بحب ..

" لما تحسسنيّ أنه ذاهبٌ دون عودةٍ
كيونغسو توقف عن دلالكَ !"

لوهان تذمر و الجميع أراد ضرب مؤخرته لأنه كان يقول ذلك بينما يحيط خصر سيهون بقدميه و الأخير كان يحمله و يهزه كالأطفال الباكية ، كاي لم يجد ما يرد به على ذلك القرد لذا اخرج له لسانه ليقلب لوهان عينيه بوجهه ..

"  كل ذلك قضية يومان و سيعود لكي يضاج--"

سيهون وضع كفه فوق ثغره يخرسه عن الإكمال مبتسماً ببلاهة نحو الوالدة التي مثلت الطرش و عدم الإنتباه و جميع ما تبقى من حل أن يمشي به أبعد عن الزوجين كي يصمت و يحل عن وداعهما العاطفي ..

" توقف عن إحراجهما لولو ثم ماذا
عنها هي سمعتكَ ؛ أين الأخلاق !!"

" توقف عن نعتي بـ لولو !! غريب منك
ذلك ثمَ أمي معتادة على ذلك مني ! و أي اخلاق تتحدث عنها فلا أحد يستطيع الحفاظ على أخلاقه
و هو يعرفك سيهوني !"

سيهون تنهد بيأس منه ، جميع تلك السنوات معه و لا يتذكر أنه هزم لوهان في حرب الكلام يوماً ، يا صاح
هو و في أول ليلة لهما معاً بعد ثلاث أيام زار فيها الصغير الملهى دفعه إلى الغرفة و كان متحكماً حد اللعنة ليجد سيهون نفسه ينصاع لشخصٍ من الليلة الاولى و يسمح له بفعل ذلك به جميعه دون أن يتذمر حتى ..

في البداية قبَّل تشانيول ثم دفعه عنه ليخبره أنه هنا لأجل مالك الملهى بشكلٍ صريح إذ يتذكر كيف ربط تشانيول العلاقة بينهما بشكل وثيق و كان تقريبا الحمام الزاجل بينهما في كل مرة ..

حين حاول سيهون أن يكرر ذات الليلة معه بعدما أتى الفتى فجأة إلى الملهى ثانيةً بعد آخر ليلة بينهما و التي كانت قبل سبع أيام بذلك الوقت ، لوهان تمنّع عنه و كان على وشك أن يشارك غيره السرير ليجد سيهون نفسه في حربٍ مع ذلك الرجل الذي حاول الحصول على ذلك الفتى المميز الذي شغل حيزا كبيرا من تفكيره طوال الأيام المنصرمة فكان يحاول البحث عنه في كل مرة لكن لا أحد علم أين يقيم و من هو حتى ..

فقط حين ضرب الرجل بقسوة على وجهه لكي يمنع تلك الليلة بينهما ، سيهون هناك أدرك أنه في مأزق من الغيرة و الإنجذاب و الوقوع لهذا الكائن الذي يحدق إليه الآن بصمت يحاول أن يقرأ افكاره بوجهه الابله الشارد بوجهه ..

" هل أدركت أنني جميل للمرة
اللامعدودة سيهوني !؟"

الشاحب انزله ليهمس بلولو ثلاث مرات فجأة مغيضاً كونه يعلم أن لوهان يكره أن يدلعه بذلك لأنه يعتبر أنه خاص ببيكهيون فقط بقداسة  ..

" أيها الوغد أخبرتك أن ذلك يخرجُ
بشعاً من شفتيك إخرس !"

لوهان جهز قبضته القاسية و سيهون كان يضحك ببلاهة في الأرجاء بصوت عالٍ و بمجرد أن اندفع كي يهرب هو شعر بوجهه يصطدم بجسدٍ يعرفه جيداً و ذلك ليسَ مبشراً ..

" بعض الصبر أيها الرب ، بعض الصبر !!"

تشانيول قال يحدق إلى كأس قهوته الذي طلبه و شرب نصفه فقط و الذي كان كذلك يحمله بكف و بكفه الأخرى يمسك بيد صغيره يندلق ثانيةً على ملابسه ليضرب الأرض بسخط تحت قهقهات بيكهيون العالية ، توتر سيهون ثم هناك لوهان الذي ركض لأخيه كي يعانقه متجاهلاً معركةَ الفيلة
التي على وشك أن تقام ..

" ألا ترى أمامكَ حقاً سيهون هل عليَّ
الآن تغيير ملابسي مجدداً ؟"

بيكهيون تذكر تشانيول الذي كان يغير ملابسه بكل سعادة ضاحكاً حين سكب هو على ملابسه القهوة ليشفق على سيهون فهو يتسلط عليه ، ثم هناك هذا الأخير الذي خرج مناديل مبللة يحملها دائماً معه فيشرع في تنظيف ملابس بارك يكتم ضحكته بصعوبة بينما جميع مسامع تشانيول و إنتباهه كان على لوهان المتسلط على صغيره ككل مرة ..

ذلك القرد في الحقيقة يتسلط على الجميع دون إستثناء و في الكفة الأخرى من تفكيره السليم نحوهُ ؛ هو من أقوى الأشخاص اللذين قابلهم في حياتهم فحقيقة أنه كان يدافع عن أخيه بإستماته في كل مرة ضده لا يستطيع نسيانها ؛ هو يحبه و يعزّهُ فرغم لسانه البذيء و أخلاقه المتدهورة و صراحته التي تفوق عنان السماء إلى أن تصل إلى حد الوقاحة ، هو يحبه كثيراً لأنه ذو قلبٍ جميل في وقت واحد ، مواقف شجاعة و لأنه يجيد الإعتناء و إعطاء الحب الكافي لصديقه و لجميع العائلة دون إستثناء حتى لو تخلل ذلك الكثير من التنمر ..

" لم نكن لنرى وجهك دون رحتلهم بيكهيون ؟
يا إلهي مؤخرتك عادت لتنتفخ أرني !"

هذا ما يتحدث عنه تماماً ، فكر يرى أن لوهان لف جسد صغيره ليحدق إلى الأسفل بإعجاب ثم يرفع إبهامه له هو معجباً بعمله و فخوراً ليغمز نحوه تشانيول بذات الشعور ثم يتذكر أنه كان يلومه فقال بصوت متذمر هو كذلك يجعل لوهان ينزل إبهامه فوراً ساخطاً ..

" أغلق فاهك أيها القرد لما تريد من صغيري أن يبقى معك طوال الوقت هو يملك زوجاً كيّ يهتم به ؟"

" و لما تتحدث أنتَ إلى صغيري بهذه الطريقة تشانيول أتعتقد أننيّ لست زوجاً مؤهلاً كي يهتم به لوهان لأنه اكثر من يزور المنزل حتى أكثر من بيكهيون الذي تحبسه جانبك طوال الوقت ؟"

سيهون قال ينظر إليهِ بسخطو تقريبا هو نسي الأحداث الاخيرة التي فرقت الثنائي عن بعضهم البعض ليخفض بارك بصره نحوه يرفع لكمته في الهواء فيفكر بيكهيون إن كان هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون التفاهم بالكلام كأي إنسان طبيعي ، هم حرفياً مجموعة من الديناصورات المتصارعة طوال الوقت و لم يشهد لهم نقاشاً سوى اللكمات و الركلات و الدماء التي تتطاير ثم يجدون ذلك ممتعاً هذا هو الغريب في الأمر !

سيهون و تشانيول حرفياً يخرجان الطاقة السلبية بالملاكمة بينما يضحكان أثناء إفسادهما وجوه بعضهما البعض و بعدها هما سيتعانقان و يعالجا الجروح البسيطة التي إفتعلها كلٌ بالأخر ثم يعودان لحياتهما الطبيعية تحت شعارهما المشهور

( أنا أستطيع أن أفسد وجه صديقي بإستعمال جميع أطرافيّ الأربعة، لكنني سأرسل إلى درب التبانة أياً يفكر في وضع إصبعٍ عليهِ )

أفاق من تفكيره ذاك ليجدهما مستمرين
في الشجار ..

" إخرس أنت ! "

" لا أنت من ستخرس أيها المعتوه !!"

لوهان كان من بدأ ذلك الشجار ثم سحب أخاهُ إلى الداخل مرتاحاً ، بينما بيكهيون كان يدير رأسه يحدق إلى معركة زوجه و سيهون الذي فر ضاحكاً بطريقة شريرة للغاية أرعبته حين أدرك أنه يستطيع إصدار صوت كذلك مستمتعاً بنشر شره ضد بارك ، هو متأكدٌ أنه أخبره بكلمة ثقيلة لأن زوجه لم يكن ليركض خلفه كذلك لولا أنه لم يفعل ..

"الشمس أشرقت علينا اليوم ما سرُ
الزيارة بيكهيونيّ ؟"

لما الجميع لئيم ، هو فكر و هناك والدته حدقت إلى جونغ مي التي قالت بتأنيب تقف اعلى الدرج بسخط لتعانق طفلها بجميع مشاعر الحب اللامحدودة بداخلها ، ثم يشعر بأخته تركض و ترمي بجسدها عليه كذلك ثم هناك كيونغسو الذي فعل المثل و لوهان ليصبح المنظر أشبه بكومةِ بشرية وافرةُ الودِ و الـحب بعينيّ كاي المبتسم لكم أن السلام عاد ليتخلل اجواء هذه العائلة ..

سماعه للصراخ في الخارج جعله يمسد صدغه فكان مظطراً كي يبحث عن المختلين يتبع مصدر الشجار كذلك كي ينوه انهم يجب أن يذهبو لكن ما رآه جعله يتكئ على جذع الشجرة هازاً رأسه بيأس ..

هل كان يتكِّل يوما على سيهون كي يصلَح
العلاقة بين بيكهيون و تشانيول حقاً ؟؟

" أترك شعري و سأتركُ خاصتك أقسمُ لكْ"

" لا بل أنت أترك شعري أولاً ما اللعنة
أنتَ من بدأ في شد شعريّ سيهون!!"

" تشانيول أنا اختنق انهض عني يا صاح
أنت ثقيل ، أذنيكَ وحدها تزنُ طناً !!"

بارك العنيف كان يجثو بركبته فوق صدره و يمسك شعره في ذات الوقت ليشعر بالموت يلوح بين عينيه لوهلة ..

" من يهتم إن إختنقتَ أم لا !"

سيهون رغم الألم الذي يفيض من قبضة صديقه حول شعره و الأنفاس التي يجرها بصعوبة إبتسم بخبث أسفله ..

" لما تلقيتَ رصاصةً عني قبل سنواتٍ
إن كنتَ لا تهتمُ تشانيوريّ ؟"

ما تلك التشانيوري منه !! بارك تقزز بوجهه بسبب ذلك الإسم الذي لا يليق سوى من شفتي صغيرهِ ثم لملامح سيهون البلهاء فيصرخ ..

" لم أكن لأفعل إن كنت أعلم أنك ستصبح مزعجاً أكثر هكذا حين تكبر ، أترك شعري سيهون هذا التحذير الأخير أنت تقتلعه أيها اللعنة !!"

" أنت متسلطٌ و متحكمٌ مدلل منذ كنا صغاراً تشانيول لما تتصرف و كأنني لا أدافع عن نفسي المسكينة ضدك إلى الآن ؟"

كاي سئم من حالتهما المستعصية ، و فقط حين إنتهى من توثيق تلك المهزلة صوتاً و صورة شرع يبحث حوله عن أي شيء يفِ بالغرض ليجد عصاً ملقية على الأرض و هناك هو إقترب من الأطفال العمالقة اللذان يرتميان على الأرض يلتصقان ببعضهما ليضرب ركبة سيهون بالعصا تارةً ثم ضربة أخرى على مؤخرة بارك البارزة أمام عينيه ..

" اللعنة عليكما علينا الإقلاع بعد وقت قليل
و هذا ما تقومان بفعله !! إنهضا و أكملا شجاركما
في الطائرة "

سيهون عبس يحك ركبتهُ بألم ليترك شعر بارك حين تخلص من قبضته حول شعره الأشقر أولاً لكن سبب ذلك و ما لم يتوقعه جونغ إن أن يسحبهُ تشانيول من شعره عوضاً عن الشاحب ليوقعه ارضاً لأن ضربة العصا ألمته حقاً و مؤخرته تنبض ..

حسناً هو يفهم شعور بيكهيون حين
يصفع مؤخرته الأن و هو جد آسف !!!

..

" جولة ثانية من الوداع "

" لوهان هلا أسديتَ خدمة و رحمتَ الجميع من تعليقاتك؟ ثم ما رأيك أن تملئَ فمك بالموز الذي كنت تتحدث عنه صباحاً فالسيارة فارغة هناك أنظر "

تشانيول أشار إلى الخارج نحو سيهون الذي كان وحيداً في السيارة ينتظر قدوم صديقيه ليرى لوهان يرفع له أوسطه فيختنق بيكهيون في لعابه لأن كمية القذارة إرتفعت في المكان و والدته و أخته قد تنزلان مجدداً في أي لحظة ..

لوهان هذه المرة كان يركز على تشانيول الذي انتهى من شعر كاي و غير ملابسه ثانيةً و هناك بيكهيون الذي يحيط خصره بينما يحملق نحو أخيه الذي لم يسكت بسخط ،  و كأنه لم يقبل سيهون قبل أن يدخل إلى السيارة حتى إنتفخت شفتيهما !

" ألم يكفيكما أسبوع كامل حجزته به في--"

تشانيول ضرب لوهان الذي فر ضاحكاً بشرٍ بكأس قهوته البلاستيكي الموضوع هناك في المكان يتأسف للخادمة التي ستظطر إلى تنظيف ذلك لكن ذلك الصغير يعبث بأعصابه ، و هناك لم يكن له حلاً و مهرباً من قرد ديزني كما يسميه سوى سحبَ صغيره عنهم إلى الغرفة تحت صراخ كاي بأسرع هَلعاً خوفاً من أنه قد يفعل ما بعقله ..

لكن بارك لم يكن ينوي سوى تقبيله و معانقته كثيراً ليشعر بيكهيون أن أضلاعه تُسحق في اللحظة التي دفعه بها بعمق إليه يحتويه بجميع روحه ليس ذراعيه فقط ، هو يجيد إحتواء جسده منذ عناق الزقاق الأول بينهما و لازال ذلك الدفئ إلى اليوم ..

" توقف عن فعلِ هذا إنه يدغدغ"

تذمر بسبب قبلاته السطحية التي تذيبه بين عنقه و كتفه أكثر من العميقة ليستنشق عطره بقوةٍ يشعر انه سحب جلده معه فتصبح ساقيه هلامية لولا يديه حوله لسقطَ أرضاً ..

" أُصمت سكر لا تمنعني عن نعيميّ إياك ! صحيحٌ أنني أخذت عطرك لكن ذلك لا يضاهي شحنَ
رئتيّ بك هكذا "

حاول أن يحيط ظهر زوجه بيديه مبتسماً بحب لأن طفله العملاق يحب العناق لذا تركه يفعل ذلك بالقدر الذي يريد و ذلك دام لدقيقةٍ أخرى شحن فيها ما يريد ليفصل العناق و يحتوي وجهه بين كفيه هاتفاً بحماسٍ ..

" و الآن حان وقت شحن الطاقة بالقبل "

بيكهيون مط شفتيه كي يفعل له لكنه راح يطبع القبل الكثيرة على جميع انحاء وجهه ليشعر بالدغدغة أكثر فتخرج قهقهاته عالية حين حصل على شفتيهِ فوق جفونه و أنفه و خدوده التي يحب ثم شفتيه و عنقه ثم يعود لرفيعتيهِ مصنع السكاكر ..

" سأشتاق اليكَ كثيراً ، كثيراً كثيراً"

فصل القبلة الأولى معترفاً ليعود و يضع أخرى
دامت ثلاث ثوانٍ لكنها عميقةٌ كفاية كي تروي الأقصر ..

" أحبك كثيراً "

كان يبدو كمن حصل عليه أول مرة بذات الشغف و لو دخل إلى عقله لوجد أن زوجه قد تذكر الليلة التي قرأ فيها تلك الرسالة التي كان عليها جميع حروف الوداع المر ليشعر أنه يتيم مرة أخرى ، هو لم يعرف مدى بشاعة المشاعر التي أحس بها و الخطر الذي إقترب من روحه ، هو لا يستطيع أن تخيل فقدانه لحب حياته بأي شكل من الأشكال و الشغف في القبلات زاد ليشعر بيكهيون بظهرهِ يُسحق ضد الباب ..

" أنا أختنق ، حُبُـك الكثير يخنقنِي"

قال عفوياً لكن ما فهمه تشانيول كان القصد المؤذي من ذلك..  و هناك ضرب ضهره محاولاً أن ينجد ذاته من إندفاعه و لهفته فيفصلها ملبياً ينظر الى وجهه المحمر يشهق و يزفر بعلو ليبعد بارك عنه كونه كان يتغذى من ذلك و كأن روحه ستموت ..

" توقف، هذا ثاني أكسيد الكربون أيها المعتوه
دعني أتنفس و عُـد لتقبيليّ تشانيوريّ أنا لن أهرب منك"

ثلاث كلمات نبسها آخر جملته بشكلٍ عفوي غافل عن كيف إرتج قلب بارك برعب بين اضلعه ثانيةً فالحساسية لديه اصبحت عالية من أيٍ يربط الفقد في ذات الجملة مع حلوهِ ، بيكهيون ذكر سابقاً أنه يستطيع الشعور به و عينيه الآن لا تقول أي شيء سوى الخوف من تلاشيه عن حياته مرة أخرى ليقربه إليه حتى شعر بأن قلبيهما ينبضان في جسد واحد ..

" أنا سأشتاقُ إليك و أنت لن تهربَ مني
مرة أخرى لا أحد سيأخذك مني ثانيةً حسناً ؟"

ازاح خصلاته عن عينيه ليومئ بيكهيون بذعر من هوسه و لغة جسده ثم هناك قبلاته التي تنهش وجهه بذعر فإظطر إلى أن يعانقه ثانيةً و هو أستجابَ بسرعة و رفعه من مؤخرته فيحيط وسطه بساقيه ..

"أنت تزفرُ ثاني أكسيدْ السكر لذا ذلك لن يضرني"

لا أمل حتى لو كان يعايش ذكريات ذهابه و الرسالة المريرة في هذه الغرفة عاد ليتغزل به بجنون ، هو فكر مبتسماً قبل أن يعود بارك لتقبيل ملامحه فيندم لأنه إبتسم لأن زوجه المهووس ظن بذلك أنه استعاد أنفاسه ، لكن إختناقه لم يكن فعلياً بقدر ما شعر بالمشاعر تضيق الخناق على صدره فقلبه على وشك أن ينفجر حباً يرتجف كأول مرة قبله فيها عند باب شقتهم..

لازال زوجه اليوم يحمل ذات حب ، إنبهار
، هوس و شغف رئيسهِ بالأمس ~

" أنا لا أحبكَ فقط ، انا سأتناولك
فأنت لذيذ كيف علي الذهاب الأن؟"

" توقف عن عضي هذا مؤلم ثم هل إكتشفت الطعمَ الحلو لتوكَ رجُليّ أنا لذيذٌ منذ اليوم الأول الذي كدت تتناولني فيه أمام شقتنا ثم ألقيت اللوم علي ما الجديد ؟"

هو تذكر كيف كان تشانيول يحاول إخفاء
مشاعره و التفكير بذلك ممتع في الحقيقة، تصرفاته و وجهه المتجهم طوال الوقت ثم كيف كان يشيح عينيه بتوتر كلما وجده يحدق إليه ، جميع ذلك مضحك للغاية ..

"كنت تقول أن لا تتخطى حدودك معي بيون في كل فرصة تسنح لك ! بصراحة لا أعلم كيف كنت من أتخطى الحدود و أنت كنت على وشك إلتهامي هل القبلات العميقة لديك تخرج عن تخطي الحدود سيد بارك اللئيم ؟!"

تشانيول أسند جبينه ضد خاصته و بحة ضحكاته روت روح الصغير حتى عادت لتزهرَ فإبتسم وسط عبوسه المتذمر لؤم بارك يومها ..

" من الجيد أنك تمكنت من فهم و فك تلك الإحجية إذاً سكر ، أحجيةُ أنني كنت أحاول الصمود و التصرف كذلك حين شعرت بأني في طريق اللاعودة من الهوس بكَ و الذي كان يذيب الجدران التي كنت أحاول أن أوهم نفسيّ بها، أيرضيك حاليَّ الآن ؟"

رفقة كل حرف كان يلقيه على مسامعه كان يلاحظ أن أعين صغيره تلمعان فيشعر أنه يريد تقبيل النجوم بالداخل و بالفعل هو وضع قبلتين على كلا جفونه ..

"يرضيني أجل ، بارك أنت لا تستطيع الهرب منيّ ثم أنا فهمت الأحجية منذ اللحظات الاولى لكنني حاولت ألا أنساق خلفها كثيراً رغم أن حدساً قوياً بداخلي كان يستمر في إخباريَّ أن هذا سيحدث ، حسناً أنا لا أريد الإعتراف بهذا لكن--"

أوقف كلماته في المنتصف مبتسماً بوجنتين حمراء عابثاً بأنامله حول وجه رجله الوسيم ، هو يستطيع الشعور بأنفاسه تختل عقب ذلك ليدرك بارك للمرة المليون أنه أقوى مخدرٍ واجهه في حياته ؛ حسناً هو لم يواجه و لا ينوي أن يواجهه فجميع ما يفعله أمام هذا الصغير هنا هو إلقاء شخصيته الصارمة مع جميع البشر في الخارج و الخضوع إليه ..

" لكن ؟!"

قال يطلبُ التكملة لأن الفضول يقتله ، هو توسل الرب كثيراً كي لا يحرمه من فتاهّ و في طريقه لتقديس أي حرف يخرج منه حتى لو كان شتائماً
حين إستجاب الرب لدعائه و أعاده إليه ..

" لكن من يحتاج لبيكاتشو لطيف أن يحرسهُ
و هو رئيس مخابرات صحيح ؟"

التنهيدة التي غادرته جعلته يدرك إلى أي مدى هو أصابه بذلك ، هو طمس جانبة الشرير في الإكمالِ بإنه من أنقذ بارك مراراً فعلياً رغم أن له الإحقية في قول ذلك لكنه إبتلع بسبب لمعة عينيه الواسعة ..

" عليَّ الذهاب حُلوِي أنتَ ستجعلني أبقى هنا بهذا"

شكى منه أكثر من إخباره لأنه يزيد ألمَ قلبه فقط و الرغبة في تناوله عادت إلى الواجهة أما الأصغر فكر أن لما يخبرهُ بذلك بينما هو من يحجزه و يضيق عليه الخناق ؟!

" لا تذهب إذاً أنا في الأصل قلقٌ بشأنِك ،  أنت لن تدخل في صراع معه أوليس تشانيوريّ أنت لم تعدني بذلك !! تعلم أنني أخاف عليك و أنتظرك لكي تعود لذا لا تكن متهوراً و تفعل ذلك حسناً ؟"

لازال تقبيله للهواء اثناء تحدثه يغيضه و يديه التي لم تتوقف عن العبث حول إنشات عنقه بمهارة قصد جعله يهلوس جعلته يبتلع بغزارةٍ فيضع قبلة اخرى قاسية رغم قصرها شعر أنه إبتلع حروفه بها ثم همسَ مترجياً أكثر ..

" لا تفعل بيّ هذا أتوسل اليك، عليَّ الذهاب حقاً !! "

لازال يقول أن الصبر أمام هذا الصغير أقوى من
أي إختبارات و تمارين قاسية واجهها في تدريباته بعمله ..

" إذهب اذاً فـأنت من تحجزنيّ هنا سيد بارك !!"

رفع عينيه إليهِ بعبث ثم عاد ينزلها محدقاً إلى يديه التي تجيد إحتواء وسطه يقربه منه حتى كاد يلتحم به ينوهه على أنه يحجزه خوفاً من هربه و كأنها خُلقت فقط لفعل ذلك ، كان يقول ذلك بينما سبابته التي سافرت من ذقنه نحو تفاحة آدم التي يحب وصولا الى الزر الاول ليفتحه عبثاً نفى جميع ذلك يجعل الأكبر يزدرد بغزارة و الحرارة تصاعدت بداخله ليدرك للمرة المليون بعد المليون أن هذا المخلوق هنا سيكون السبب في وفاته المحتومة ..

" يا إلهي الرحمة !"

لم يكن ليقبله ثانيةً حيث فقط إحتكت شفتيهما بشكل بسيط معا تختلط انفاسهما الساخنة المتضجرة بالحب حتى جفل كليهما بسبب الباب الذي أخذ يُطرقَ بقوة فيحشر بيكهيون وجهه بعنق رجله مبتسماً فقد بدى الأمر لوهلة فقط كمن تم القبض على عاشقين سريين يمارسان مجونهما خفية عن الانظار التي لن تبارك ذلك الحب ..

بينما تشانيول لعن كثيراً كفاية لكي يسمعه الأسمر الذي لن يتوقف عن الطرق بالخارج يطالب خروجه ..

" أخرج بارك ، أيها الأخرق هذا ليس يومَ
زفافك علينا الاقلاع !! "

" ثانيةٌ أخرى فقط كاي لا تكن دود علق"

صرخ ليضع قبلتين سريعة على شفتي صغيره ، هو يود أن يأخذه معه لكنه يخاف عليه ، بيكهيون دفعه في القبلة الثالثة عنه لكنه أصّر على وضعها و بالفعل حدث ذلك ..

بحكم أن الأقصر من كان يتكئ على الباب أو محتجزٌ بينه و بين جسد رجله هو شعر أن عموده الفقري يرقص بسبب طرقات كاي التي لم تتوقف للحظة و لا ينوي التوقف حتى يُفتح الباب ..

" اذهب هو سيقتلع الباب تشانيول و
سيقتلع عمودي الفقري معه أشعر به بدأ
في التفكك آه !!"

قال مغيضاً يحافظ على إبتسامتهِ لكم الهوس الذي لازال يلقيه على وجهه ، هو أشفق على حال بارك الذي لم يصدق إلى الآن أنه أمام عينيه مجدداً و كان سيقول أن خذني معك لكن يظل عدم رغبته في إستعادة ذكريات تلك البلاد البائسة أقوى ..

" أخرى فقط؛ لما يبدو و كأنك تقوم بطردي حلوي !"

وضع أربعة بدل أخرى بعدما تذمر كطفل مدلل ليشعر بيكهيون بأن الرجل في الخارج ضرب الباب بقدمه لأن مؤخرته إهتزت فدفع تشانيول إلى الخلف يفتح هو الباب و هناك رأى كاي وجه بارك فأخفض يده التي كانت على وشك أن تطرقَ مجدداً ..

في اللحظة التي رمى فيها صديقه الأسمر له منديله تشانيول أدرك أن بقايا مرطب فتاه اللذيذ الوردي لازال فوق شفتيهِ بوضوح ..

" لما سأزيلهُ بينما يمكنني لعقه جونغ إن أبقِ منديلكَ لنفسك ؟ ثم سأتركه هكذا طوال الرحلة لأتناول القليل كل دقيقة"

خدود المعنيّ بالمرطب إحمرت فيضرب كاي وجههُ يائساً لأن والدة بيكهيون تحمحمت و تشانيول الذي لم ينتبه أنها كانت تجلسُ هناك شعر بالحرج ليهرولَ مباشرةً إلى الخارج ثم يركب السيارة دون أن ينظر حتى إلى بيكهيون الذي عبس لذلك ، هل اقلع السائق بهم دون أن يلف رأسه إليه لأخر مرةٍ حتى ما هذا ؟!

فكر بعبوس حقيقي و يدين مثنية إلى صدره ينظر إلى الطريق ليس و كأنه لم يكن يطرده بنفسه قبل لحظة ، لكن الرسالة التي وصلته بعد عشر ثوانٍ بالضبط جعلت قلبه يذوب  ..

" لم أرد التحديق بك أكثر من ذلك لأنني أعلم أنني لن اغادر اليوم إن فعلت ، توقف عن العبوس اميرة، نايتمر في الحب مع سكَر ~"

نايتمر في الحب مع سكر بدت مميزةً أكثر بشكلٍ ما ، هو مسح على معدته المسكينة يبتسم بالأحمق نحو هاتفه حتى جاء صوت أخته من خلفه يقطع ذلك ..

" همم هذا رومانسي متى سأحصل أنا على هذا كذلك و أجرب هذا الشعور الغريب الذي يجعل الجميع يبتسم كالأبله في الجوار ؟! "

تقريباً قالت تقصد الجميع بينما هو من فرط الحب لم ينتبه أن جونغ مي كانت خلفه ، هي اطول منه لذا كانت تستطيع أن تقرأ ما على هاتفه بسهولة ليخفيه عنها إلى صدره برد فعل لطيف ، هي لم تستطع مقاومة سحب وجنتيّه ..

هو قلب عينيه لإصرارها ثم يثني ذراعيه يكمل التحديق بها فتردف ما جعله يضحك على حالها البائس ، فتاة الاربعة سنوات الباكية كبرت سريعاً ..

" ماذا لما تحدقُ إليَّ هكذا بيكهيون ، أنا كذلك أريد أن أشعر بأن ينعتك أحد بـ سُكر !! أم هل أنا من الموالحِ و لا أستحق ذلك ربما ؟"

" أنتي لست من الموالح ، أنا انجب فقط السكاكر "

بيكهيون رفع رأسه إلى مصدر الصوت ليجد أن والدته كانت تحدق إليهما من الشرفة بصمت ببسمة واسعة مستطيلة تشابه خاصته و هناك هو لف يده حول كتف جونغ مي يحدقان إليها معاً بحب ، هي لا تريد شيئاً في حياتها سوى رؤية هذا إلى الأبد حيث  أطفالها بأمان ، يعتنيان و يحبان بعضهما البعض كثيراً ..

"الغبية جونغي تريد الحصول على حبيب !! أخبريها أنها لن تحصل على ذلك في سنها الصغير هذا أمي!"

الأم هزت كتفيها دون تعليق لكنه يعلم ما معنى ذلك  ليفغر فاههُ يتذكر حقيقة أن والدته وقعت في حب والده بسن السادسة عشر و تزوجته في التاسعة عشر من عمرها بعد قصة حب مزيفة من طرف واحد حيث كانت هي الطرف الأكثر حباً ، لكن ما حدث لها بسبب والده الشرير يكفي أن يجعلها تمنع جونغ مي حتى في التفكير في الخوض و الوقوع في الحب في هذا السن الصغير الذي يجب عليها أن تركز فيها على بناء نفسها و شخصيتها أولاً أوليس هذا صحيحاً !!

" كم عليّ أن أكرر هذا من مرةٍ جونغي ! الخوض في الحب ليس سهلاً كما تعتقدين يجب عليَّ أن اعطيكِ بعض الدروس الخصوصية أولاً حسب تجربتي ثم هل مازلتي معجبةً بذلك الفرنسي الذي يدرس معكِ بالمناسبة ؟"

هي أرادت أن تقول شيئاً عن الدروس الخصوصية التي ينوي أن يعطيها إياها لكنها أدركت أنه سيكون لئيماً على كل حال فإبتلعت الكلمات تلك و أردفت ..

" بصراحة أنا لا أحبه هو بالذات لأنني أُعجبُ كل يوم بشخصٍ جديد ، كلما رأيت شخصا وسيماً و ذو أخلاق عالية أشعر بقلبيّ يخفقُ مجدداً هل هذا طبيعي ؟"

يا إلهي ، أنا على وشك أن ألقي نفسي من الشرفة هل تملكينَ قلباً أم فندقاً جونغي ! هل سمعتي ما قالته هذه الصغيرة أُ--"

رفع رأسه كي يشكو حالتها إلى والدته لكنه وجد أنها غادرت الشرفة إلى الداخل حين إكتفت من التحديق إلى شجارهما اللطيف ليعيد نظره على هاته النخلة اللعوب ..

"أجل أملك فندق خمس نجومٍ بين أضلعيّ ثم محظوظ من سيقيم بقلبيّ "

أعادت شعرها الطويل إلى الخلف بدراميةٍ و كانت على وشك أن تذهب كي تصنع مشهدها الأسطوري الخاص في المكان تحت نظراته الواسعة لكنها قررت أن تطرح تلك الكلمات التي تراجعت عن قولها في الأعلى على كل حال ..

" ثم يمكنك أن تكرر ذلك بالقدر الذي تريده بيكهيوني إلى أن أقع في الحب و يصبح الأمر ممتعاً أكثر حين سنشترك كلينا في ذلك ، حيث ستقول أنت و لو اللئيم حينها ما تريدان و أنا أفعل ما أريد بعدها ،ثم أي دروس خصوصية و أنت جميع ما تفعله هو البكاء و الدلال طوال الوقت أنا لا أستطيع فعل ذلك في كل مرة ، أضمن لك أنني كنت لأضرب تشانيول بالمقلاة على رأسه من أول خطأ و العكس صحيح كذلك كي يستعيد كليكما وعيه ، بصراحة لا أعلم كيف تستطيعان مسايرة بعضكما البعض إلى ذلك الحد في الحب أنتما يارفاق تملكان الكثير من الوقت !!"

طبعت قبلة على خدهِ تتركه يفسر ذلك و ثغره مفتوح ببلاهة ، هل هي تقول أولاً أنها لا تهتم برأيه و ستسايره إلى أن تجد حبيباً ثم تقول أنه مدلل و صبور بشكلٍ غبي هو و تشانيول و يملكان الكثير من الوقت ؟!!

تتحدث عن ذلك و كأن وراءها هي بالذات الكثير من الاشغال لتلتفت إليها ! هي حتى لا تقوم بالأشغال المنزلية فسوى الاكل و النوم و ممارسة هوايتها المحببة هو لم يرها يوما تحمل كأساً عن المائدة ؟

" أنا سأحطم وجه حبيبكِ جونغي ، لا حبيبَ في سنك هذا أنا لن اكرر ذلك هل فهمتي؟  "

صرخ يحاول أن يبدو صارماً لتطل من خلف الباب تقول ما جعله يشعر بالدوار للحظة ..

" أنت فقط إمنع تشانيول من تحطيم مؤخرتك
و ستكون عظيماً ثم حطم وجه الحبيب الوهمي الذي تتحدث عنه ، ألا تلاحظ أنك تمشي كالبطريق منذ أتيتَ بيكهيونيّ "

قهقهت بصوت عالي بعد كلماتها ليغطي وجهه بحرج حين ركضت إلى الأعلى تهرب منه، هل يمشي حقاً كالبطريق الآن؟ هذا الصغيرة تصبح بلا اخلاق هو سيجن علاوةً على أنه إنتبه أن الألم لازال جاداً قليلاً أسفل ظهره ليدرك أنه يمشي بطريقة غريبة حقاً ..

' ذلك الشاحنة اللئيم القاسي قام بفضحيّ "

عبس يقصد تشانيول ويستذكر كلمات جونغ مي يدرك أن الصغيرة هاته حقاً عنيفة ولا تعرف معنى التنازل و الصبر في الحب و المشكلة لو بقيت فعلاً هكذا حتى و إن وقعت في الحب ، هو متأكد انها ستحطم شريك حياتها من أول خطأ و ذلك ليس سوى كلام فارغ تتفوه به ..

" إذاً متى ستفتتح المطعم بيكهيوني ؟"

هو تقريباً صرخ رعباً بدل شعور الحيرة الذي وضعته به جونغ مي و قبلهُ حب زوجتي و هناك الآن كيونغسو الذي قفز أمام انظاره فجأة يحيط كتفيه بشعور إتقاد واضح فهو كان يحمل جميع انواع النجوم بعينيه معجباً بتلك الفكرة ..

هما تجاهلا الصراخ القادم من الأعلى و القهقهات العالية ليبتسم بيكهيون بخبث فعلى الأغلب لوهان سمع ما كانت تقوله جونغ مي و هاهو يلاحقها في جميع أرجاء المنزل كي يعطيها الدرس رقم إثنين حول الحصول على حبيب ..

" كيونغسو اللطيف ~"

بيكهيون إبتسم يجذب خدوده اللذيذة ليطبع قبلةً على كلٍ منهما ثم يمسك بيديه و يدحرجها مع خاصته بذات الحماس رغم أنه يعلم أنه سيحصل على ضربة لكنه لم يحصل عليها ، في الحقيقة كيونغسو قررَ عدمَ فعل ذلك بعد الآن لهم و له بالخصوص ..

بل كان يبتسم عوضاً لأنه تذكر أنه ضربهُ حين حاول تقبيله يوم كان يخطط للذهاب و الإختفاء من حياتهم فجأة لذا هو سيتركه يفعل هذا بقدر ما يريد الآن ..

" هل تريد العمل معي كيونغي ؟ لكن يا معتوه لما رفضت عرض جونغ إن في أن يفتح لك مخبزاً إن كنت مهووساً بالخبز إلى ذلك الحد ألا تريد أن يكون لك محلك الخاص و إسمك الخاص !؟"

" لا ، يكفي أنني أساعد أمي احياناً و أمارس هوايتي وقت ما أشاء ، صحيح أنني أحب الخبز لكنني لا أريد إفتتاح محليّ لأننيّ لن أستطيع الإلتزام "

مهلاً ما هذا التفكير الغريب ، هل يعني ذلك أنه و إن إفتتح هو مطعماً ؛ يظنه كيونغسو سيقضي يومه جميعه فيه إن حتى و إن إزدهر شغفه ؟ هذا المعتوه يحاول أن يجد عذراً لكسلهِ فقط و الأن أصبح متأكداً أن لوهان نقل عدوى الكسل لكيونغسو لأنهُ لا يصدق أن شخصاً مهووساً بالخبز و صناعة الحلوى رفض عرض زوجه ولا يملك مخبزه الخاص إلى الآن ..

تجاهل ذلك حين تذكر أنه لم يجب كيونغسو بعد عن متى يخطط البدأ في عمله المحبب ..

" هذا الأسبوع ربما ؟ أجل هذا الأسبوع سأفتتح خاصتيّ و أنا جد متحمس ، تخيل كيونغي أنني سأشرع في العمل بما درست لأجله لمدة عامين و تحقيق شغفي اخيراً ؟تحدثنا أنا و تشانيولي عنه صباحاً فقط و هو يشعر بالذنب لأنني لم اتمكن من تحقيق حلمي في العمل به بعد"

تشانيولي منه غمرت قلب كيونغسو بالدفئ لأنه كذلك كان يحمل ذات أراء كاي في كل شيء يخصهما ، هما فقط مهووسين معتوهين في الحب ..

" أتتذكر حين كنت تخبرني قبل أيام أنك ستتخطاه ؟ أرى أن تشانيولي اللطيفة عادت إلى الواجهة "

سؤال كيونغسو خرج منه كصفعةٍ سرقت حتى البسمة من شفتيهِ لأنه تذكر كيف كان يحاوره في موضوع التخطي التدريجي بينما الآن ينظر إليه ببسمة راضية ..

" قبل أن تقول أي كلمةٍ أنا لا ألومك فأنا لست لوهان اللئيم المتسلط أنا أمزح معك فقط ، بالمناسبة أنت لم ترى كيف كان لوهان يدافع عنك ضد تشانيول ؛ هو كان قريباً من قتله بسببك "

كيونغسو سحبه من يده الى الأرجوحتين في الحديقة ليجلس على واحدة و يفعل بيكهيون المثل يكمل النظر إليه بفضول ، هو سيحب الإستماع إلى ما حدث للجميع في غيابه عقب فعله الأناني خصوصا بوالدته التي تراه جميع حياتها ..

" بمن تريد أن أبدأ إذاً لوهان أم تشانيول ؟"

" ماذا عن البقية ، أمي ، جوجو , أنت و الجميع ؟"

بيكهيون أشار بيده لأقرب عاملةٍ رآتها عينيه ليتفاجئ كيونغسو من حقيقة أنه طلب منها أن تحضر لهما نبيذاً فيضربه على ركبته بقدمه متذمراً ..

" أيـها الأخرق هل تريد أن تشرب و تستمتع بسماع
احزاننا عقب فعلتك المتهورة الأنانية ؟"

كلمة متهورة لازالت تستفزه احياناً لكنه يعلم أنه كان ليفقد عقله أكثر من تشانيول إن رآى شخصا ما يقبله في ذات مكان قبلتهما المقدس الأول لذا إبتلع كلماته بمجرد أن وصل طلبه فوراً مع كأسين و بعد أن أفرغت لكليهما ؛ كيونغسو بدأ في إسترجاع ثاني أسوء ما حدث في حياته بعد جحيم أوجاتسيف ..

هو مزال يتذكر إجرامه به ,  جانبه الوحشي و المختل المظلم الذي أخفاه عن بيكهيون و ممتن أنه لم يفعل بهذا الأخير ذات ما فعل معه ..

بيكهيون كان يعيش شعور الخذلان المزيف من تشانيول و ظن أنه تخلى عنه لذلك هو كان متأكداً أنه كان لينهي حياته تحت الضغوط و الاوهام و تحت وطأة إنكسار روحه التي لم تجد قشةً حتى لتتشبت بها عكسه هو الذي لم يتمكن أوجاتسيف من جعله يصدق اكاذيبه و لا السيطرة عليه فإظطر إلى التعامل معه بالخطة باء و هي أن ينتقم من كاي عبره ثأراً لأخته المقتولة ، و بناءاً عن ذلك هو شرع يتحدث عن جميع ما يريد قوله له ..

" هل يمكنني التحدث عن أوجاتسيف مجدداً ؟"

بيكهيون تقريباً توقف عن التنفس حتى ليس فقط إحتساء مشروبه ، هو يكره ذلك الإسم و ما حدث له بسببه و بسبب من معه لكن لم يكن يملك شيئاً ليفعل سوى أن يومئ لكيونغسو لأنه يعلم أنه و بعد جميع تلك السنوات ، هذا الأخير ذو العيون الواسعة لازال يكرهه بذات القدر و لا يمانع أن يتخلص من ذكرياته السيئة التي عاشها معه لي كل فرصة تسمح له عبر الثرثرة عنه ..

" يمكنك قول جميع ما تشاء كيونغسو عزيزي"

و بذلك هو أدرك أن الضحية الحديث أصبح يواسي الضحية القديم لذات الشخص الأناني المختل ..

⚜️

ألمانيا ، برلين..

~ 20:23 PM ~

--

" إنها اللعنة مجدداً"

همس رافعاً رأسه إلى السماء بملامح ممتعضة و قلب قلق حين عاد يراوده ذلك الشعور المخيف كلما تذكر ما حدث يهلوس بأنه فقد صغيره ثانيةً ، تذكر آخر رحلة حملته إلى تلك الأراضي المشؤومة ..

كانت أكثر الرحلات بؤساً في حياته فهو لم يدرك أن الجثة قد تستمر في السعي حتى و إن بهتتْ الروح كي يستعيد روحه ، كان يقف في مكانهِ يسترجع جميع تلك الأحداث الاخيرة التي ذكرته بها هذه البلاد يتشبع بالشعور الآن كي لا يشتته لاحقاً يعطي لكلٍ حقه و وقته لكنه في الحقيقة كره ذلك إلى درجةٍ أنه عاد كي يذكر نفسه في اللحظة التي إستعاد فيها صغيره كي يصبر على ما هو عليه و
على ما هو وشيك على فعله ..

كان صامتاً و هو يمشي نحو السيارة التي أرسلها لهم آكسل دون حتى أن يرتاح لكن يرتاح من ماذا فطائرته فارهة و لا وقت ليضيعه حتى و إن كان متعباً !!

" أقلع "

تلك الكلمة جعلت سيهون و كاي اللذان كانا يأخذان وقتهما في الطائرة يهرولان إلى السيارة لأن بارك لم ينطق ذلك بنبرة عالية سوى كي ينوه كليهما بالإستعجال دون كثير من الحديث و كليهما يعلمان أنه كان ليقلع لو تأخرا أكثر ، هما حرفياً كانا يتشاجران ليس و كأن جونغ إن يدعي الوعي أكثر منهما و يمكن للأمور أن تحلَ بالنقاش الهادئ ،هم جميعاً يتشاركون ذات الخلايا لما يحاول كاي جعل نفسه يبدو أكثر نضجاً و تايجو زمانهم هذا ؟

تشانيول رآه يشد شعر سيهون من المرآة الخارجية للسيارة ليهز رأسه يائساً محرجاً من الرجل الذي كان ينظر إليهما بصمت عبر المرآة كذلك ، هو تأكد أن رئيسه آكسل كان محقاً حين قرر أن يمنع سوى بارك من الدخول إلى ذلك المجرم لأن هؤلاء الأخرقين هنا غير مؤهلين ..

" أسرع هذا اللعين يحاول القضاء عليه بدوني"

في كلتا الحالتين ذلك سيحدث ، حسناً تشانيول أبلغ سيهون بمالذي ينوي فعله مع أوجاتسيف و لم يخبر كاي الذي كان متحمساً أن يشارك ولا يعلم رد فعله بصراحة كيف ستكون لحظاتٍ من الآن لذا هما ركضا نحو السيارة ليتدافعا على من سيركب أولاً ثم تنازل كاي بسبب نظرات السائق المستغربة تصرفاتهم ، هو لف نصف دائرة كي يفتح الباب الآخر يركب يجعل السائق يمسد صدغه .. 

" الرئيس آكسل قال أنه يجب عليك
القدوم وحيداً كما إتفقتما سيدي "

همسَ يذّكر تشانيول و يجعل كاي يتوقف فجأة عن تفقد هاتفه ليرفع عينيه إليه كشخص تلقى صفعةً ما ،  عكس سيهون الذي كان صامتاً دون اي رد فعلٍ يراسل لوهان انهم وصلوا متجاهلاً عيني الأسمر الذي طلب منه تفسيراً بعدها لأنه يجلس معه في المقاعد الخلفية عكس تشانيول الذي كان في الأمام يتبادل التمتمات مع الرجل ..

حاول كثيراً التملص و إيجاد أي إجابة من تشانيول بعدها و الذي كان صامتاً لأنه يعلم القوانين أكثر من أي شخص و يعلم كيف يجب عليك أن تلتزم بها حين تكون رئيس مخابرات مثله و مثل آكسل الذي كان ذو فضل عليه حين فعل هذا من أجله منذ الوهلة الأولى في الأصل ، ناهيك عن نفوذ أوجاتسيف و صده له وحيداً في هذا البلاد هو كان يعلمه انهم حاولو مراراً الوصول إلى مكان رئيسهم حتى بإستعمال شخصيات سياسية إلا أن جميع المحاولات أُحبطت و الأمن مشدد حوله حتى يصل إليه هو ؛ آكسل يكره ذلك الألماني المجرم و يكره حقيقة أنه لم يكن مسموح لهم بمحاربته فقط بسبب والده الراحل و زبانيته المخلصون حتى من بعده ..

..

" كاي الأمر في الحقيقة معقد أنت أفقه مني في أمور المخابرات و الجيوش و السياسة أنا رجل أعمال فلا تحسسني أنني أستطيع فهم ذلك أكثر منك بسبب إندفاعك ! لا تضغط عليهم و تتمرد ضد رئيس مخابراتهم في بلادهم هذه دع تشانيول يفعل ما يريد مادام سيتخلص منه بطريقته على كل حال و غليلنا سيشفى في النهاية منه فالمهم هو أن يختفي من حياتنا و نعيش بسلام من شروره و مكائده بعدها "

رغم منطقيته و الحقيقة التي يتفوه بها و التي يجب أن تحدث ، ذلك جميعه لم يقنع جونغ إن فهو لازال يحمل له ثأر كيونغسو لذا ذلك مؤلم أن لا يرى وجهه حتى ، يديه تأكله و تحرقه كي يسدد له و لو بعض اللكلمات لما لا يمكنه ذلك !!

صرخ بقهر يلكم الجدار بتلك الغرفة الباردة و العازلة للصوت فيتنهد سيهون بعمق لحاله لكن خفية هو كان يصوره ليضحك عليه لاحقاً ..

بعدها ، الشاحب أدرك إلى أي مدىً هو متعلق بتوثيق كل شيء يحدث لكاي صوتاً و صورةً لأنه وجد نفسه يرسل ذلك للأسمر نفسه فيرى نظرته الحاقدة حين رفع عينيه إليه بتوتر يجده ينظر نحو الرسالة التي وصلته للتو ثم نحوه بحقد فيبتلع سيهون ، لما فتحها قبل أن يكون له الفرصة في حذفها حتى ؟؟! يالا غبائه احياناً ..

" أترى أنني أقوم بالتهريج هنا كي تصورنيّ ؟"

ليزلي كانت تحدق إليهما بصمت تلاحظ أنهما لازالا كالقط و الفأر منذ أيام الدراسة كتفكيرً ثانوي تشتت به ذاتها المتذمرة المستنكرة من عدم حصولها على ما هي هنا لأجله ، لازال سيهون خبيث هو و ضحكته الشريرة و إستمتاعه بإغاضة غيره ..

" انا أُوثقُ لك ذلك كي ترى كيف كنت تبدو
لاحقاً لا تفهمني بشكلٍ خاطئٍ كاي!"

برر بحماقةٍ ليحصل على شتيمة ثقيلة منه أمام المرأة التي قلبت عينيها هما لازالا بصفر إحترام .. حسناً ذلك بدا افضل لسيهون على الأقل لأنه لم يلكمه بدل الجدار المسكين و لاحظ كذلك نظراتها نحو صديقه لأنه قال ذلك أمامها لكن كاي لن يمانع تذكيرها بما فعلته في السابق إن فتحت فاهها و تذمرت منه و هو لا يريد مشاكل معها في وقت كهذا ..

إلتهى بعدها في مراسلة لوهان الذي أرسل له صورة مؤخرته فجأة يجعله يغص في هوائه ، تلك الصورة كانت مرفقة ببعض الكلمات التي تحمل ملايين المشاعر في رسالة واحدة ، وسط جميع ذلك القلق الجحيمي و اللحظات الموترة هو كان يحاول جر الاكسجين بالشكل الصحيح ..

" أعلم أنكَ تحصلُ على وقت عصيبٍ موترٍ سيهوني لهذا هاتين أجمل stress balls يمكنك رؤيتها و الحصول عليها في حياتك كي تخفف ذلك ، ثم لا تقترب من ذلك الألماني المختل سأقتلك حسناً؟ قبلاتي في جميع انحاء وجهك الوسيم ؛ عُـد إليَّ بسلام D: ♡ "

ذات كلمات بيكهيون كررها لوهان القلق و بصراحة سيهون يستطيع أن يوافقه الرأي فقط في الشطر الاول من الرسالة بينما في الجهة الأخرى هو لا يستطيع المساس بأوجاتسيف أصلاً فهو هنا معزول رفقة صديقه و ليزلي بيكر عكس بارك المتواجد في الطابق العلوي مع آكسل و عشرات الرجال ..

كاي رآه يلتقط شيئاً من الهاتف ثم يطبعه حول وجهه بحب و بسمة غبية واسعة بلهاء ، هل ذلك المعتوه الشاحب يلتقط القبلات الوهمية من رسالة لوهان و هم في هكذا وضع قبيح ؟؟

" حُباً بـالرب جونغ إن ، توقف عن الدوران
في الغرفة هذا يصيبني بالدوار "

سيهون تذمر بصدق بعدما شعر بالصداع ، أن يجد كاي نفسه في غرفة منعزلة بمكان آكسل الخاص و هناك تلك المرأة التي أُجبرت على البقاء معهم حين حاولت أن ترى وجه مايكل في وضع كذلك ، هو قتل شقيقها أمام عينيها دون شفقة و هي لم تكن لتنتظر كي تتخلص منه في كل مرة لكنها وجدت أنها في ذات موقف الرجل الاسمر المحبط و سيهون الذي يثق ببارك في الجهة الأخرى ، الجميع يريد قطعة من أوجاتسيف لكن نايتمر كان الوحيد المسوح له الحصول عليه جميعه هي إستوعبت ذلك ..

كعبها كان يطرق ضد الأرض بقلق و غضب ليمسد سيهون صدغه فذلك الإزعاج كثير على أن يتحمله لكنه لم يقل شيئاً لها و فقط كان يكبت ذلك محدقاً إلى الصورة التي أرسلها لوهان كمقاوم للتوتر كما ذكرَ صغيره و وافق هو باصماً بجميع أصابع قدميه قبل يديه ..

" هذا لا يصح سيهون أنا لا أستطيع البقاء
هنا دون أعرف ما الذي يحدث على الأقل !!"

كاي قال ثانيةً و سيهون فقد الأمل من أن يفهم
لذا لم يرد عليه لكنها فعلت ..

" جميعنا تريد الانتقام منه سيد جونغ إن
لكن هذه قوانين الرئيس آكسل "

" لم يحدثك أحد أغلقِ فاهك آنسة ليزلي "

ذلك خرج تذمراً من قوانين رئيسها أكثر منها
و سيهون نظر إليه بفاه مفتوح بعدها ..

" ما رأيك أن تحترمَ نفسكَ و تتحلى
ببعض الأسلوب مع النساء ؟"

هي وقفت عن الكرسي تقترب منه تراه منفذاً جيداً لتصب غضبها أيا كانت النتائج و كاي لم يعرها إهتمام لأنه لا يريد ضرب إمرأة الآن و يخرج فيها جميع الغضب مما يحدث ثم هناك سيهون الذي هرول كي يقف وسطهما يبعدها عنه ..

" أنا أعتذر نيابة عنه ، نحن لا نريد مشاكلَ
في المكان حسناً أنسة ليزلي ؟ "

هي أرادت أن تقول أن صديقه من يريد مشاكلاً بسبب ألفاظه الهجومية تلك لكنها فضلت أن تسكت فقط و تجلس على كرسيها تحدق نحو الباب بسكون عكس كاي الذي لم يتوقف عن اللف و الدوران في المكان ثم سيهون الذي عاد يضع الساق فوق الساق مكملاً العبث بهاتفه ..

~~

كشخصٍ مغيب عن الواقع مليء بالأفكار مزدحمٌ بالذكريات السيئة يحدق فقط نحو الباب و كأنه ينظر إلى ما يظم خلفه حتى و هو لم يصل بعد ، ذلك كان المنظر الذي يراه آكسل و هو يمشي بجانب تشانيول ينظر إلى وجهه ..

" إفتح الباب "

قال حين قضى على تلك المسافة ليستعيد وعيه ، تنهد آكسل العميق ثم الباب الذي فُتحَ ليرى بارك وجهه اخيراً أمامه ..

كان مقيداً لكن يبدو بصحة جيدة لأنه حصل على علاج لإصابته بسبب بيكهيون ، لم يتغير به شيء ولا حتى تلك الإبتسامة الخبيثة التي لطالما إستفزته لكنها لن تفعل اليوم لأنه يدرك أنه اليوم الأخير الذي سيمسح فيه لأوجاتسيف أن يتنفس .. هو ان يبقي هذا الأفعى حياً يعكر صفو حياتهم بعد الآن ..

" الوصول إلى جميع أطراف عصابتهِ أمر يخص بلدنا نايتمر ، مشكلتك الشخصية معه لذا لا تفكر في ذلك كثيراً ، إستجوابه لا يأتي بفائدة ولا وضعه تحت التعذيب العسير يفيد هو لا يهتز و أنت تعلم أي الأشخاص يكون من لا يملك شيئاً ليخسره ولا نقطة ضعف بعد الآن حسناً؟"

آخر ما قاله آكسل ينوه على أن جميع ما عليه أن يركز عليه هو القضاء على هذا المجرم دون أن يستجوبه حول ما لا يخصه ، مايكل أوجاتسيف المشكلة فقط فهو من حاول تدمير حياته مع صغيره ، خطف حب حياته و ملئه بالأكاذيب ثم حرمانه منه فيأتي جميع ما فعل بأصدقائه بعد ذلك ..

" كنت أنتظر وصولك نايتم--"

لكمةٌ قويةٌ قاطعت كلماته المستفزة بمجرد أن رأى تشانيول الشارد بوجهه يقترب منه ليبصق الدم من فمه ، كانت لكمة خرجت بعد تفكيره بجميع ما في الأعلى خصوصاً فيما بيكهيون ..

" هل ترى أنه من المجديّ قدومك لإستجوابي إن جئت لغرض كذلك ؟ الموت أهون من أن تحصل مني على حرفٍ واحدٍ مني حولهم نايتمر "

لكمة أخرى على خده الأيمن أوقفت كلماته ليحدق إليه تشانيول رافعاً ذقنه إليه بخشونة يلاحظ علامات المقاومة التي بدأ في إظهارها له ، هو لن يستسلم بالعنف الجسدي و طريقته الثانية أفضل ما قد يعذب هكذا اشخاص ، هو يعرف كيفية التعامل مع هكذا بشر فماذا حين يصل إلى شخصٍ خرج
و هو من رحمٍ واحد  ؟

" أنت سقطت اخيراً أوجاتسيف ، حلقت كفايةً ، تغطرستَ و تشبعت بالشر و الأحقاد لكنك بين يديَّ في النهاية ذليلٌ منهكٌ و لا حيلة بيدكَ كي تنقذ نفسك"

ضحكةٌ مستهزأة غادرت أعماق المعنيّ حيث جميع ذلك يعرفه تشانيول ، يتوقع ما سيقوله عقب ذلك و بالفعل ، هو أصاب التوقع فأوجاتسيف لن يتوانى عن ذكر بيكهيون يظن بذلك أنه سيؤثر به ..

" ما دمتُ سقطت بعدما حصلت على فتاك
و لو لأيام فمرحباً بهذا السقوط ، هل كان الشعور
جد بشع تشانيول ؟ بكيت كثيراً لأجله همم ؟"

مختل مليء بالحقد ، صوته يعكس ذلك الجنون الذي يجبره على ملاحقة شخص لا ذنب له فقط كي ينتقم منه ، تشانيول نظر إليه بهدوء لم يتوقعه أوجاتسيف فهو كان يعمل على إستفزازه لأنه يعرف مصيره في كلتا الحالتين و لن يموت ذليلاً صامتاً لنايتمر ..

" تقبل نصيحتيّ و لا تحاول أوجاتسيف ، عِش واقعك و توقف عن بناء الأوهام و أنت مُقيد هكذا فأنظر إلى ما أنت عليه ، حالكَ مزريّ ؛ خسرت كل شيء و ها أنت على وشك أن تخسر روحك ، لما كلفت نفسك جميع هذا منذ البداية ؟ لما لم تستسلم لواقعك ؟"

ترك ذقنه ليسحب كرسياً و يجلس مقابلاً للرجل المقيد الصامت بعيون زرقاء مركزة على وجه نايتمر فيهمسُ له ..

" لن أدلي بشيء ، أخبرتك أنك ستتكلف عناءً
دون أي نتائج لذا متى ستبدأ في تعذيبي ؟"

فقط هو و عدوه في غرفة خافتةٌ أنوارها ، مقيدٌ كما قال و من أمامه يملك جميع السلطة عليه بدنياً فقط ، ذلك ما يعتقده أوجاتسيف لكن تفكير بارك كان يستطيعُ جعله يسيطر عليه فكرياً كذلك ..

" أنا لست هنا لأستجوبكَ عن عصابتكَ فذلك عمل آكسل أن يلاحق ما تبقى منهم في بلادكم اللعينة هذه , أنا هنا لتخبرني عمّا شعرت أنك جنيته بعد كل ذلك العناء ؟ هل ربحت شيئاً بعد جميع محاولاتك و مكائدك ضديّ ؟ هل بقي بيكهيون معك و عشتما حياة وردية ؟ إستعدت جايسون مني أم تزوجت بمن تحب ؟ "

هل ربح شيئاً ؟ هل ربح شيئاً ؟ نبرته كانت هادئة لكن تلك الكلمات و ذلك السؤال لم يستطع أن يجد له جواباً ربما فتشانيول سرق منه كل شيء ، سرق تقدير والده هو منذ البداية فكان يقارنه به ، كان المحبوب المتسلط في المعهد .. سرق من أحبها أولاً منه ، سرق طفله حتى و يملك من أحبه بشدة ، قتل أخته و بسببه ماتت والدته و اختفت السند الوحيد الذي كان بحياته .. ذلك جميعه جعل عروقه تبرز لكنه لم يتفوه بأي حرف ..

" أهم ما هناك ، هل شعرت أن بيكهيون
بادلك الغرام حقاً أيها المغفل ؟ مالذي فعله صغيري في النهاية ؟ حاول قتلك و عاد لي لما تكلفت و جعلت نفسك أضحوكةً بذلك بحق الرب ؟"

تشانيول خرج عن طوع خطته و سمح لنفسه أن يذكر فتاه و لو لمرة فيرى أوجاتسيف شارداً كما تركه منذ السؤال في الأعلى ، هو لا يعلم إن كان بيكهبون قد شعر نحوه و لو بالقليل رغم أن محاولة قتله بالرصاص تكفي لتنفي له وهمه المسكين لكنه إستمتع بجعل تشانيول يحس بذلك الألم بسبب سرقة فتاه منه و لو لأيام ، أن يجعله كالمجنون يركض خلفه و يبحث عنه ..

عقله يزدحم عقب كل سؤال من تشانيول لكنه لا يجيبه مقرراً إلتزام الصمت فقط و ذلك ما قابل بارك فقط عينيه التي تحدق إليه هو لا يقوف شيئاً ليبدأ في تطبيق خطته عليه ..

" خسرتَ الكثير مايكل ، الكثير .."

أضاف بصوت بارد ليعقد أنامله مع بعضها يلاحظ اللهيب الذي شب بداخل زرقاوتيه يكتم شيئاً بداخله فبارك يعرف كيف يفجره دون المساس به و ربما لا ينوي حتى تعذيبهُ بدنياً بل نفسياً إلى أن يجعله كالمجنون أكثر مما هو عليه ..

" بدأ الأمر بكونك لم تتوقف عن محاربتي حتى بعدما حاولت التوصل معك لهدنة لكن إحزر ما فعلته أنت ؟"

تشانيول لا يجد الإعتراف بذنبه و بذنب أصدقائه فترة المراهقة بالأمر الشائك فقال يعقد ذراعيه إلى صدره ، التنفس العالي كان جميع ما يسمعه بعد كل مرة يرمي فيها جملةً لم يكن وقعها هيناً بقلب و كيان الألماني ، نتائج ذلك ظهرت في لغة جسده على كل حال ..

"أصريتَ على المواصلة في إجرامكَ الى أن وصل الأمر بكَ أن تقحمها في معركةٍ لا ذنب لها بها "

ذلك ما أصابه عميقاً في وجدانه و هزه بعنف ليتحرك على الكرسي الخشبي يجعل تشانيول يبتسم فخطته تنجح بل متأكد من هذا.. لا شيء يمس الإنسان عميقاً سوى نقطة ضعفه.. لا شيء اخرج منه هذا العنف سواها

" أنتَ القاتل المجرم تشانيول ، أنت الذي تدعِّي الفضيلة و الملائكية لا سواك لذا توقف عن التصرف كذلك أمام اكثر من يعرف حقيقتك "

هسهس بصوت عميق إهتز تأثراً يرفع عينيه إليه بحقد تمكن تشانيول من إخراجه منه قبل أن يبدأ أوجاتسيف في ألاعيب الاستفزاز الفارغ فهو لن يؤثر فيه لأنه يعلم أنه بيكهيون ملكه ، صغيره عاد إليه بعدما أطلق الرصاص على هذا المجرم لذا لما عليه أن يتأثر بكلمات أوجاتسيف المستفزة حول قضائه أيام معه في حالةٍ كهذه ؟

لذلك قضى على محاولته في ذلك بذكاء لكي يربح الوقت و يصل إلى مبتغاه بذكر أكثر ما يخشى مايكل سماعه ..

" لا تحب سماع الحقيقة عنها ؟يؤلمكَ ذلك
و يعذبك كثيراً !"

" إخرس بارك ، اغلق فاهكَ اللعين"

قال محذراً و لا يعلم إن كان التحذير في حالته تلك مجدياً ، هو مقيد القدمين و اليدين لكنه يعلم أن الغضب الذي يتطاير منه نحو نايتمر فضيع ، هو لا يمكنك التحدث عن نقطة ضعفهِ على لسانه اللعين ، هو لا يمكنه التحدث عن ليليان بعدما قتلها بنفسه ...

" أنت قتلتها أيها المجرم النجس،  قتلتَ أختك بيديك و هذا الذنب لن يحل عنك و لو تناسيَت و أكملت حياتك كأن ما حدث لم يحدث اذا لا تتحدث عنها"

صراخه كان يصل إلى الرجال في الخارج ليحدقوا عبر النافذة الزجاجية الصغيرة في الباب عما يحدث ، يرونه يهز الكرسي بعنف و هناك بارك ذو البسمة المستفزة يعقد ذراعيه و يتكئ على الجدار خلفه يفكر في من هو النجس المجرم حقاً ؟ هل يقول عنه هذا و يعتبر نفسه الملاك البتول ؟ أوجاتسيف حقاً يعاني الإختلال لذا هو سيريحه من نفسه بعد لحظات و يلحقه بأحبابهِ في الجحيم كي تكتمل العائلة السعيدة هناك ..

" أتخشى سماع ذلك أوجاتسيف ؟"

لم يحصل على إجابة سوى حقد عينيه فيضيف ..

" لو لم تقحمها في ما لا ذنب لها به ، هي
لم تكن لتموت تحت يديّ هاتين "

حقيقة أنه قتل أخته تظل جارحة له و إن كذب فهو لم يتمنى يوماً أن يفعل ذلك بها ، هو لا يملك صخرةً مهما كان بين أضلعه و بسبب تفكيره ذاك اندفع يلكم أوجاتسيف بقوة فهو المذنب بسبب ما حدث لها ليشد شعره رافعاً رأسه إليه و اللهب الذي تلتقي به اعينهما كان ليحرق المكان ...

" أنت قتلتها، لا تمثل التأثر أنت قتلتها نايتمر؛ قتلتها بأبشع الطرق أيها المجرمْ، طريقة قتلها تبيّن أنكَ كنت تحقدُ عليها حتى هي لا تحاول جعلي أُفكر بغير ذلك ، كنتَ تستطيع انهاء حياتها برصاصةٍ إن أشفقت عليها قليلاً بحجة أنها أختك لكنك فعلت ما فعلت ايها اللعين ، رأيتها أنا و أخرجت جميع أحقادك المريضة بها "

صرخ غاضباً يستعيد منظر جثتها بأعلى صوتٍ يملكه ليصرخ بارك في المقابل يرمي خطته إلى مؤخرة عقله لوهلة فما يقوله أعاد شعور الذنب إليه حتى و إن كان يعلم الحقيقية الذي هو على وشك طرحها أخيرا على مسامع المجرم هذا فهو السبب الأول في مصيرها .

" لم أكن لأفعل إن حميتها منك قبل أن تقوم بحمايتها مني و من مرضي كما تقول، لو أبقيتها بعيدةً عن مشاكلنا لكانت على قيد الحياة إلى اليوم ، أنت من سرقتها إلى هذه البلاد و برمجتها ضدي ثم ارسلتها كي تقتلني و الرب وحده يعلم مالذي كانت على وشك فعله وسط مركز صديقي إن لم يُكتشف امرها، وحده يعلم كم الأكاذيب و الأمراض التي وسوست لها بها ، أنت حتى جعلتها عاهرةً تضاجع الجنود كي تحقق لك مبتغاك فهل تصرفك طبيعي كي تجعل أختك رخيصةً إلى ذلك الحد أيها الدنيء العفن ؟ هل هكذا من يحب أخته ايها المنحط
العاهر !!!!"

لكمةٌ ثانيةً حطت على فكه ليبصق الدم مرة أخرى فيصرخ بارك بأعصاب تالفةٍ ، يكره حقيقة أنه دفعها لفعل جميع تلك القذارة لما يظن حتى أنه يملك الحق كي يحزن عليها و يعتبرها نقطة ضعفه بينما قد جعلها جاسوسة معرضة للأذية ...

" لا احد يحب أخته يفعل ذلك و يجعلها جاسوسةً رغم أنه يعلم العواقب ، لا أحد يحب شخصاً يفعل به ذلك و يعرضه للخطر و أنت تعلم من أكون ، تعلم أنني لا أشفق على أياً كان بداخل غرفتي و حين يصل الأمر إلى وفائيّ لعمليّ ، كنت تستطيع أن تبعدها عن جميع اللعنة بيننا مايكل لكنك خسرت "

كان يقول الواقع الذي يؤمن به يتفاجئ من حقيقة أن مايكل لم يتوقف عن الإبتسام بإستفزاز نحوه بعدما إنتهى من الصراخ ..

إعتدل في وقفتهِ مرجعاً خصلاته إلى الخلف و اصبح كليهما يلهثان في المكان ، ليليان كانت الموضوع الأبرز في المكان فلا هو يريد التحدث عن بيكهيون الذي عاد إليه ولا أحد يستطيع أن ينكر تلك الحقيقة لكن لأوجاتسيف رأي أخر ، رأي سيجعله ينفذ الطريقة التي أخبر بها سيهون فعدوه هذا إستثناء و لن يقتله بالطرق التقليدية لديه ...

" لا أحد يحب شخصاً و يعرضه للخطر إذاً نايتمر ؟ هل هذا يعني انك كذلك لا تحب بيكهيون فهل نسيت أنك عرضته للخطر بوضوح يوم أرسلته كطعم كي تقبض عليّ يوم إكتشفت أمر الرقم بجيبه و سيطر الشك عليك أيها البطل ، لولاه الذي أنقذ نفسه من خطة رايتشيل بمسدسهِ يومها لكان جثة كذلك ، لكنت شعرت بشعوريّ جيداً، لكنت توقفت عن كونك مغروراً متسلطاً "

القهقهة المنتصرة المليئة بالشر عقب تلك الكلمات جعلت تشانيول يتيبس فهو ذكر ما يكره سماعه ، غبي إن فكر أنه يستطيع حتى أن يغلبه تماماً في حربه النفسية دون أن يتمكن أوجاتسيف من قلب الطاولة عليه تارةً كذلك و يذكره بذلك ، كليهما يملكان نقاط ضعف ولا لا أحد يتهاون في ذكرها في كل مرة ..

تشانيول لف جسده ينظر إليه بعمق يرى نظرات التحدي بوجهه كدائماً فهو لك يكف و لن يكف عن تحديه حتى في هكذا وضع لذلك فعل ما سيرضي ضميره كي لا يشعر بالجبن ، هو لا يريد أن يقضي على أوجاتسيف دون أن يستحق ذلك الفوز و يرضي ضميره تجاهه ، يريد فوزاً عادلاً يستحق أن يقول عنه أنني الأقوى في الساحة  ..

" ما الذي يفعله هذا المجنون ؟"

فجأة ، صرخ آكسل الذي كان يراقب ما يحدث من كاميرا مكتبه الخاص يوسع عينيه باصقاً قهوته خارج فمه ينتفض من مكانه يركض إلى الأسفل بسرعة لأن ما يفعله بارك أجبره على ذلك ..

" ماذا هناك رئيس ؟"

الحارس قال يحدق إلى آكسل الذي كان ينظر عبر الزجاج الذي لا يسمح لمن بداخل تلك الغرفة رؤية ما يوجد خارجاً ..

" ما الذي تفعله نايتمر ، مالذي تفعله يا صاح !!"

هسهسَ يراقب عن كثب تشانيول الذي فك يديّ و قدميّ أوجاتسيف الذي كان مندهشاً بدوره من خطوته تلك فهو لم يتوقعها بل توقع أنه قد يشرع في تطبيق اساليب تعذيب نايتمر الجحيمية لكن أهناك ما سيفيد معه و هو لا يملك نقطة ضعف ؟

بارك وقف أمامه كجبلٍ ثابت و فرقع أنامله ليقول بصوتٍ جاد كي يسمع هو و آكسل لأنه يعلم أنه يراقب ما يحدث متعجباً تلك الخطوة ..

" قاتلني ، أمنحك الفرصة لتقاوم كي لا تقول أنني قضيت عليك و أنت مقيد لا حول لك ولا قوة و ترى أن إنتصاريّ لا مستحق .. أبدع في إخراج حقدك كذلك أوجاتسيف"

قال ذلك يشرع في شحن ما يريد في أنامله ليفعل ما يريد ، تشانيول جهز قبضته في الهواء ليستدعي آكسل بيديه خمس رجال و أمرهم أن يقفوا تأهباً أمام الباب ففي أي حالة تنوه أن مايكل على وشك أذيته هو سيأمرهم بالتدخل مهما كان الامر بالنسبة لتشانيول الذي لن يريد منهم ذلك هو يعلم كبريائه العالي كيف هو ..

" هذا العنيد لا يخضغ ولا يستطيع
سوى تنفيذ ما برأسه "

قال عن تشانيول الذي كان يفكر في الكثير فيتراكم حقده و غضبه ليصل إلى عنان السماء و هو يحدق إليه ، والدة هذا النجس الخائنة حرمته من والده الذي يحب و إغتالته وسط قصره ..

هذا اللعين أذى صديقيه و جعل جونغ إن يعايش الجحيم بسبب ما فعله بكيونغسو ، هذا العقرب كان على وشك أن يقضي على حب حياته و يسرقه منه ..

الأفكار حول أنه حام حول بيكهيون و كان على وشك أن يفرقه عنه الى الأبد لكي يحصل عليه هو جعلته مجنوناً فتحمر عينيه و عروقه برزت ،ماذا إن لم يفعل بيكهيون ذلك و رماه بالرصاص هو لم يكن ليستعيده إلى الأبد ؟ هو كان سيأخذه منه الى الأبد!! كان ليبعد عنه هوسه و حب حياته !!

بعد جميع تفكيره حول بيكهيون الذي يأكل عقله طوال الوقت كان  أهم ما هناك هو الصوت الذي تردد الى عقله و هو يحدق إلى وجه أوجاتسيف الذي جهز قبضتيه في الهواء كذلك يستعدان لتفريغ تلك الأحقاد صراعاً و هناك هو إنتبه أن مايكل إستغل الفرصة يظنه شارداً فإقترب منه كي يضربه أولاً ..

" فقط أقتله برصاصةٍ عن بعد خمس أمتار و عدُ إلي بسلام تشانيوريّ ، أنت تعلم أنني أنتظرك "

تقريباً بعد تلك الجملة التي رنت بعقل تشانيول صوتاً و صورة ، فك أوجاتسيف الذي هجم عليه أولاً تحرك عن مكانه لأن القبضة التي صد بها بارك ذلك الإندفاع و وجهها نحوه كانت أشبه بالحديدية لا يعلم أن تلك اللكمة جمع بها بارك جميع ذكرياته السيئة بسببه ليسقط أرضاً ، جمع بها خوفه من فقدان حب حياته كأهم سببٍ بسببه هو فتلقى جزاء محاولته تلك و عانق جسده الأرض بينما ظل هو شامخاً بقبضة مليئة بالدماء إلى أن قرر أن يقضي عليه فهو ينتصر عن إستحقاق ، هو يقضي عليه أخيراً ..

" اللعنة عليك "

تشانيول لعن بعلو يجثو فوق جسده بركبته يخنق محاولته في التنفس مكملاً تسديد ما يماثل قوة تلك اللكمة مراراً على وجهه حتى أفسد ملامحه جميعها يرى سكونه مرةً واحدة لكنه لن يتوقف عن ضربه بأقسى ما يملك رفقة كل ذكرى سيئة تنساب إلى عقله ، هو منحه فرصة كي يقاوم لكنه الأقوى لأنه لم يستطع صد تلك اللكمة و هاهو اسفله ساكن الجسد يتلقى اللكمات الجحيمية حتى طمس ملامحه جميعها ..

" لعين ، لعين لعين أنت حاولت سرقة
أغلى ما أملكه في حياتي مني"

لكمه على فم مرتين صارخاً يكمل ضربه بأقسى ما لديه إلى أن شعر أن جسده سُحب إلى الخلف لكنه أُكمل يركل جسده بقدميه بعدما وجه لكمةً نحو قلبه ..

" أنت تخليت عن اختك و جعلتها تموت لأنك خاطرت بها لكنني لم أتخلى عن صغيري بل أنت
من كنت تحاول سرقته منيّ دائماً "

لكمةٌ عنيفة واحدة أسكتت ذلك الفؤاد المليئ بالحقد نحوه إلى الأبد و قضت على مصدر الشر بحياتهم و المدبر الأبرز لمكائدَ خلطت حياته و شتتها رفقة صغيره ..

" قاوم الأن أوجاتسيف !! أنت لا تستطيع ذلك
لأنك ضعيفٌ حين تواجهني اخبر والدتك اللعينة بهذا حين تلتقيها في الجحيم ، اخبرها أن إبنكِ المنبوذ الذي لطالما كرهتيه و وصفتيه بالضعيف أرسلني إليكِ"

ذكريات معاملة والدته السيئة المهملة له و كلماتها السامة نحوه و هو طفل حتى في كبرهِ جعلته يسدد لكمات أكثر عنفاً لجثة و لذلك توسعت أعين الجميع، ذلك ما رآه جونغ إن و سيهون اللذان تم إستدعائهما من طرف آكسل فجأة ليحدقا إلى حال تشانيول العنيف و الجثة المشوهة أسفله بينما لم يتوقف عن ضربها لولا أنهما لم يسحباه إلى الخلف يهمسان بكفى لأجل صحته هو فقد كان يرتجف كالمجنون ..

كاي من ذلك المنظر نسي حتى أنه أراد أن يشارك في قتله لأن وجه أوجاتسيف مُحي و طُمسَ تماماً و لم يبقى ما يستطيع تمييزه به سوى وشوم يده و ذراعه ليحدقا إلى تشانيول الذي لم يتلقى أي ضربة منه كونه قضى عليه من أول ثوانٍ حاول إستغفاله و تحديه بها بعدما شحن نفسه كفاية بالأفكار حول فقد صغيره كأول سبب ..

" تشانيول يكفي، هو مات "

سيهون قال يحاول سحبه لينفض يديه يحدق إليه ببسمة مختلة ، هو فك يديه و قدميه كي يتنازل معه بشكل عادل فلم يرد قتله و هو مقيد لكي لا يشعر أنه ذو سلطة على مجرم لا يملك حيلة لكي يقاومه بل منحه الفرصة لفعل ذلك لكنه لم يستطع أن يفعل لأنه ببساطة أقوى منه و إنتهى به الأمر جثةّ أسفل قدمه ..

كانت والدتهما السامة لترى هذا و ترى من الأقوى فهي لطالما نعتته بالحمل الخطأ في حياتها، المنبوذ
و أنها لا تحبه ولا تريد أن ترعاه و لن ترعاه يوماً ، اخبرته أنها لم ترد حتى أن تنظر في وجهه حين كان طفلاً ، جعلته مُهملاً يعيش فقط مع الخدم يحاول أن يقتات بعضاً من شعور أن يكون لديك والدة تحبك من هذا و ذاك كاليتيم و هي على قيد الحياة ..

جعلته يشعر دائماً أن مايكل افضل ، أذكى و أقوى منه و سينتصر عليه مهما فعل في قلبها و في حياتهما لكن أين هي لترى هذا المنظر و تتأكد من المنتصر في الأخير بنفسها ؟أين هي عن جثة ابنها المشوه أسفل قدميه؟

" أنا قتلته عن إستحقاق ، انا إنتصرت
عن إستحقاق أيتها اللعينة السامة "

سقطت دمعة من عينهِ ترعب سيهون و كاي ، الوحيدين اللذان كانا يفهمان مالذي يتحدث عنه و عن من ..

تشانيول كرر ذلك ينظر إلى يديه المليئة بالدماء بجنون ليبتلع الشاحب برعب ، هل هو حقاً كان يلاكم هذا المختل ؟ ماذا إن وجه له تشانيول مثل هذه اللكمات التي قضى بها على أوجاتسيف منذ اللحظات الأولى في تلك المعركة و حول عدوهم اللدود الخبيث إلى خبر كان اخيراً حيث لا مزيد من مشاكله و شروره في حياتهم أخيراً ؟

هم لن يعيشوا شعور الخوف على صغارهم الثلاثة بعد الآن لأنه ينتقم عبرهم في كل مرة .. سيهون فكر مرتاحاً فبشكل شخصي كان يخاف أن يحول أوجاتسيف فوهة المدفع إلى لوهان بعدما انتهى من كيونغسو ثم بيكهيون ليجعله كذلك يعيش ذات الشعور المرعب الذي عاشه صديقيهِ ..

' حسناً تشانيول يكفي ، هو مات أخيراً ،فعلتها و تخلصت منه و من شرورهِ ، تنفس ولا تفعل بنفسك هذا"

كاي نسي حقده على الألماني الذي تم إنتشال جسده فوراً من المكان حين رأى تشانيول يحاول تحسس نبضاته ثم عاد كي يلكم جثته يتأكد أنه مات حتى إظطر كاي بنفسه و الحاقد على أوجاتسيف كاللعنة أن يخرجه من تلك الغرفة تحت صمت رهيب من الرجال في الخارج و حتى آكسل و ليزلي التي كانت تحدق إلى حال نايتمر المبعثر بعيون واسعة ..

" لا أحد سيتحداني في ما هو ملكي و يبقى على قيد الحياة ثم أين تلك اللعينة لترى ما الذي فعلته بإبنها المفضل ؟ أين هي لترى أن من لطالما وصفته بالمنبوذ سحق طفلها المفضل الملعون عن إستحقاق و أرسله إليها؟"

كاي بصق على الجثة بشعور منتعش أكثر من رائع ليترك الغرفة لاحقاً بسيهون الذي كان يساير جنون بارك و يهمهم له موافقاً تملكه المجنون ..

يدرك أن كلمات والدته العاهرة عادت لتشعره باليتم الذي كان يعيشه و هي على قيد الحياة المليئة بالذكريات السيئة معها ، سند جسده هو و كاي يتجهان به إلى الأعلى كي ينظفا حاله المبعثر المليء بالدم و الدموع كانت لازالت تنزل من عينيه ...

" لعين، إلحق بوالدتكَ السامة أيها
الإبن المفضل المبارك"

هو لم يتوقف عن تكرار تلك الجملة الأخيرة حتى أُغلق باب الغرفة يترك آكسل يحدق إلى جثة أوجاتسيف الهامدة و بجانبه تلك المرأة التي شفي غليلها من كون من أطلق رصاصة على شقيقها أمام عينيها مات اخيراً لكن ما سبب بكاء نايتمر !! هي تقسم انها لمحت بعض الدموع تغادر عينيه أم تتوهم ؟

هي فكرت ترفع حاجبيها لآكسل الذي فهم مالذي تريد قوله فهز كتفيه لها يجيب بما جعلها لا تنوي نبس السؤال الذي سيأكد لها حتى ..

" لا تسألي أنسة بيكر، تبقى تلك مشاكله و أسبابه الشخصية لا صلاحية لك لتتحدثي عنها "

همهمت لرئيسها موافقةً لكن كلمات تشانيول في الشطر الأول من جملته قبل مدة لازالت ترن بعقلها ، هو ذاته الشخص الذي عبث بها لأيام قديماً و اخبرها يوم إنفصل عنها أنه لا يحب ، ذاته من أصبح بهذا الإختلال و الجنون لأجل ذلكَ البيكهيون أخيراً الصغير ذاك كان محقاً يوماً أنه حصل على النسخة الناضجة من كليهما ..

⚜️

~~ 20:24 PM ~~

- كوريا-

" و هكذا , و بسبب ذكائه العالي تمكن القزم الصغير من إنقاذ اخوته السبعة جميعهم من الوحش الضخم"

في ليلةٍ باردة ، جايسون لم يكن يستطيع الصمود و الإستماع لخاتمة القصة التي يقصها له الماما خاصته لأن عالم الاحلام سرقهُ بالفعل ، تنفسه الهادئ و إحتضانه لدبه بإحكامٍ كان يخبر بيكهيون أنه نائم بالفعل لكنه من أصر على أن يكمل القصة بفضول ..

والدته و جونغ مي نائمتين و هو كان يرسل جوجو إلى النوم ثم يخطط ليصعد إلى كيونغسو و لوهان الذي لا يعلم مالذي يفعلانه في الأعلى فحسهما منقطع ..

" تمكن القزم الصغير من القضاء على الوحش لكن هل تظن أن بابا خاصتك قضى على ذلك الشرير أوجاتسيف بالفعل أم لازال الكابوس سيستمر في حياتنا ، حيث لن نعيش حياةً وردية و نعود إلى ما كنا عليه بعد ؟"

قال مفكراً بتشانيول الذي اخبره أنه وصل بأمان ليلة أمس و من وقتها لم يتحدث إليه لأنه لا يرد و هو قرر أن لا يضغط عليه ..

" لو تدري يا حبيبي كم كنت أشعر بالرعب بسبب ظهور تلك الشمطاء رايتشل مجدداً ، هي كانت تريد أخذك مني جوجو هل تعلم ذلك حتى ! رغم أنها والدتك لكن هي لا تستحقك صدقني أنت فتىً لطيف و محبوب و ذكي لا تستحق أن تتلقى ذات تربية داي هي لمايكل ، أنت لا يمكنك أن تكون مؤذياً كذلك عزيزي"

حدق إلى ملامحه الوديعة التي يحب رغم أنه يتحول إلى نسخة من والده الحقيقي يوماً بعد يوم فجيناته القوية لا تمزح بتاتاً لكنه لن ينظر إليه يوماً سوى جوجو طفله الصغير الذي رباه منذ كان في سنته الثانية حتى لو أصبح توأماً لمايكل في المستقبل هو لن يراه سوى ذلك ..

" أنت فقط لا تعلم كم عانيتُ بسببها ، كم أنا محظوظ بعدها لأنني حصلت على فرصة كي أراك فيها مجدداً، أنا أحبك بقدرٍ لا يمكنك تصوره جوجو، أحلام سعيدة طفلي الجميل ~"

همس مشاعره بخفوت يعبث بخصلاته الذهبية لثوانٍ يغرقه بنظرات الحب قبل أن يقرر الإنسحاب بعد وضعهِ لقبلةٍ محشوةٍ بالحب على خده الناعم ، يطفئ الانوار و يغادر الغرفة ، هو أراد أن يبقى مع جايسون في ذات السرير لكي ينام لكنه ينمو بشكل جيد و المكان أصبحَ لا يكفي لذا سيطلب من تشانيول أن يغير سريره هذا لاحقاً ..

زفر ينوي أخذ خطواته إلى غرفة لوهان في الأعلى
لكن المنظر الذي رآه بمجرد أن أغلق الباب و لفَ جسده تقريباً جعله يقفز في مكانه خوفاً و ضرباته التي تزايدت تستطيع قول ذلك ، بسبب تشانيول الذي كان يقفُ منتصف الدرج في المكان ذو الأضواء الخافتة فقط يحدق إليه بصمت كأحد القتلة المتسلسين ..

" ماذا ؟"

سأل نفسه ذلك بصوت منخفض لا زوجه ، شفاه بيكهيون إرتعشت و لا يدري لما ينظر إليه كذلكَ دون أن يتحرك إليه و لو بخطوة ، بعد ثلاث ثوان كافية لإستوعاب أنه أمامه رغم أن زوجه لم يخبره انهم سيعودون في هذا الساعة و بعد يومٍ فقط من مغادرتهم ، هل قضى على أوجاتسيف و عاد بهذه السرعة دون حتى أن يرتاح حتى !! هو يرجحُ فعله هذا مئةً بالمئة لأن زوجه مجنون هو يعلم ...

" تشانيول !"

بادر يأخذ خطواته إليه يبقي عينيه على خاصة رجله الواسعتين ، هو كان لازال ينظر إليه بصمت لكنه لم يهتم كثيراً فنزل الدرجتين التي تفصلهما ، التصق به و ارتفع على أطراف قدميه كي يعانقه بعمق كما يريد يتشبت بعنقه كطفل يحتوي رجله الذي يبدو مشتتا وليس على ما يرام بتاتاً ، ليلةٌ واحدة مليئة بالضغط بدت لكليهما عاماً ..

" سكَر ~"

لفظ ذلك الهمس من أعمق نقطة حب و فقد بداخله بمجرد شعوره بتلك اللمسات الحنونة ، بالياسمين الفتّان و بوجود ملجأة اللطيف اخيراً..

اليدين اللتان قربتا بيكهيون ليلتحم بجسده جعلته يدرك أن رجله يواجه شيئاً عصيباً لكن قبل أن يسأل عن ما هو حتى ، بارك حملهُ أقرب لا يفصل ذلك العناق و إتجه به إلى غرفته في الأعلى بمنزل والدته هذا دون أن يصدر الكثير من الضجيج حتى لو صعدا المجنونين بالأسفل كي يفاجئ كلٌ منهما صغيرهُ فالجميع يعتقد انهم سيعودون بعد يومين ليس اليوم ، لكن بارك أصر أن يعود فوراً و مالهما سوى أن يلبيا ذلك يتجاهلان اصرارهما في أن يرتاح من حاله ذاك ..

هو بصراحة لا يريد أن يستيقظَ جايسون
بالأخص و يراه بهذه الحالة المشتتة ..

" راحتي صغيري ، حلوي هو راحتي نننن و نحن الآن مظطرين كي نمشي هكذا ، انا إنسان و لست نملة كي لا أصدر صوتاً!!"

سيهون تذمر من كلمات بارك الذي أصر على العودة لبيكهيون فوراً بينما هو كان يشعر أنه يشتاق للوهان و ذلك التناقض بداخله كي يذم بارك عاد إلى الواجهة فقط لأن تشانيول لكمه البارحة حين كان يحاول جعله يشرب منوماً و فكه لازال يؤلمه لذا هو حاقد على محاولته في تشويه وسامته ..

" بارك لطالما كان المتسلط اللعين"

كان يتذمر بينما يصعد الدرج إلى الأعلى بحذر يحاولان تجنب إفتعال الضجيج حتى تلقى ضربة من كاي على رأسه قطعت كلماته و من يرى حالهما يجزم أنهما لصيّن يتسللانِ إلى الأعلى ..

" إخرس سيهون فالطفلين نائمين , اصدر صوتاً بأقدامك البشعة و لا تثرثر لديهما مدرسة ليذهبا إليها صباحاً و سيستيقظان بسبب ثرثرتكَ اللعينة، ثم أنت تعلم أن جايسون ليس من النوع الذي سيعود إلى النوم بسهولة إن أفاق"

لما الجميع يتسلط عليه بهذا الشكل ؟! سيهون فكر راكلاً الدرج مقهوراً و كاي تقريباً كان سيحصل على نوبة قلبية جراء غبائه..

بيكهيون رأى تشانيول يغلق الباب بقدمه خلفهما فينظر إليه بدون فهم ما إن وضعه على سريرهِ مكملاً إغراقه بالنظرات، نزع معطفه ثم إقترب منه يجعل شفتيه ترتعش يراقب خطوته التالية لأن عيني تشانيول كانتا تحدقان اليه بشغف رغم أن الإجهاد واضحٌ بهما فهو لم ينم ذلك واضح من تلك الهالات أسفلها ..

" هل أنت بخير حبيبي ؟"

قال بقلق ، زوجه وضع رأسه على فخذيه و ضم جسده كجنينٍ ليحشر بيكهيون أنامله بين خصلاته الرمادية تلقائياً عابثاً بها فصمته وتره و أخافه ..

" صغيريّ أنا إنتقمت لكَ ، لي و لهم جميعاً "

تلك الجملة كانت المؤشر أن أوجاتسيف مات اخيراً لكن المشكلة هو ما قاله زوجه الذي يبدو طفلاً تالياً ..

" أنا قتلتُ إخوتي ، لكن هما كانا مجرمين ولا أحد يستطيع نعتي بالسيئ أوليس كذلك بيكهيون ؟ هما لا يستحقان فرصاً صحيح ! فعلُ ذلك لا يعني أنني كنت أريد ذلك لو أنهما لم يصبحا بذلك السوء و يكملا في طريق الإجرام، صحيح أنني لم اعطي فرصاً لكن صدقني كنت لأعطي فرصةً لأختي إن لم يسرقها فجأة ، يبرمجها و يسمم عقلها ضدي ليجعلها كذلك ، يجعلها تعود لتقتلني دون أن أقترف بها ذنباً ، هو فشل في حمايتها مني في اليوم الذي أقحمها فيه في عالمٍ لا ذنب لها به"

لا يعلم مالذي سمعه من مايكل لكنه متأكد أنه اخبره بالكثير ذلك المتلاعب و ذكره بأمر ليليان بأكثر الطرق سوءاً حتى ألقى الذنب على نفسه و عاد ليقول هذا ، فذلك الكلام الخافت جعل بيكهيون يتوقف عن العبث بشعره ليبتلع مستغرباً !! ما كان ذلك و هل يشعر أنه سيئ لأنه قتل .. مهلاً هو قتله اخيراً ؟ مات !! ذلك اللعين إختفى من حياتهم بشكلٍ أبدي و هو ليس يحلم فصعب إستوعاب موت حرباء كذلك !!

" لما تقول هذا رجُليّ هل أنتَ بخير !"

كرر يرفع وجه رجلهِ ليحدق إليه عميقاً كأنه بذلك يحاورُ روحهُ المشتتة الذي لا يعلم مالذي تضمه بداخلها الآن فسوى عينيه اللتان كانتا تحدقان إليه هو بلمعةٍ و التعب بادٍ عليه ثم هناك الطريقة التي يتشبت فيها به تجعل قلبه يذوب ، هو لا يعلم أي شيء أخر فلم يتوقع أن يعود تشانيول و صديقيه اليوم ، على لى حسب علمه أنهم كانوا على وشك البقاء ليومان كما ذكر لوهان !

" هو أخبرني أنني لا أحبك لأنني استعملتكَ كطعم في ذلك اليوم و قارن فعلتي أنا بما فعله هو بليليان ، هل تجد أن ذلك صحيح صغيري !"

دمعةٌ غادرت عينيه لينفي له بيكهيون فوراً فهو لا يتحمل رؤية ذلك ..

" لا ليس صحيحاً لا تفكر بذلك أرجوك و لست مظطراً لتخبرني بما حدث اليوم لانني أرى أنك مرهق"

تشانيول عاد ليضع رأسه بحضنهِ مكملاً ..

" أعلم أنني فعلت ذلك لأنني لطالما كرهت ما يفعله بعائلتي ، بأصدقائي و بك بشكل خاص مؤخراً لكنني لا أستطيع أن أمنع ذات الشعور الذي شعرت به ليلة قتلت ليليان من التفشي بصدريّ، لا أستطيع منعه بيكهيون "

حقيقة أنه توجه إليه مباشرةً بمجرد وصوله أذابت قلبه لينظر إلى عينيه المجهدة بحب رغم أن الشعور معقد مهما حاول فهمه و تحدث كثيراً حول أن أوجاتسيف يستحق ، فالمشكلة لا تكمن في أن زوجه الذي يكرهه كرها جماً لا يعلم أنه يستحق و لا في تلك الكلمات التي سيخبره بها بل في أن ذلك الشعور جاء دون قدرة له على السيطرة عليه أو حتى منعه و عليه أن يعايشه و يواجهه كي يستطيع أن يتجاوزه ..

جعله ينزع قميصه الرسمي حين تأكد من أن حرارة الغرفة معتدلة و النوافذ موصدة كذلك شرفته مغلقة لكي لا يمرض ثم أخذ يمسح على صدره برفقٍ ..

" لتبتعد جميع المشاعر السيئة الشريرة عن قلبِ تشانيوريّ الآن و تدعه ينام بسلام،هو شخص جيد و لا يستحق أن تؤذيه"

همسه الناعم كان جد لطيف و مريح ، ألطف من أن يقاومه حتى في تلك الحالة فإبتسمَ يزيد من شده حول خصر صغيره يجعل الأخير كذلك يفعل فهو لن يندم يوماً في اللجوء إلى هذا النعيم مهما كان الوضع بينهما ملاكه الطف من النرجس .. كان همساً أجمل من أن يستطيع بارك مقاومة تلك الأفكار التي جاءت عقبهُ من التسلل له تزيد ما عليه ، أفكارَ حول أنه كان على وشك أن يخسر جميع هذه اللطافة و الجانب المقدس من حياته ، ملجأه المريح و شمسه المشرقة ..

" أنا شعرت أنني قمت بإثبات ما كانت تقول والدتي أنني لن أستطيع فعله ، هي من دفعتني لأن أكرهها بيكهيون ، انا لم أرد أن اكره والدتي ولا اختي ولا اخي، هي من زرعت الفتنة بيننا بالتفريق في طريقة المعاملة و حتى الطريقة التي تتحدث بها إلي لم تكن يوماً لطيفة ، ذلك فقط جعلني اكرهها و اكره ما جاء منها و أمقت الطريقة التي تحاول أن تحطمني و تستغلني بها في كل مرة "

بيكهيون همهم له متفهماً بينما قلبه كان يعتصر ألماً للمشاعر السامة التي لازلت تستطيع جعله يشعر بها فقط جراء ذكرياته الكئيبة معها ، كان ينظر إليه بشفقة ينتظره كي يكمل لكنه لم يفعل فمسح الدمعة عن وجنتيّه بحب ..

" تشانيولي توقف عن إستذكار ذلك فهي لا تستحقك دعني اخبرك هذا مجدداً رجليّ ، أنت الفتى الجيد في صغرك و الرجل الجيد حين كبرت و هي لا تستحق كليكما ، لا يجب أن تفكر في ذلك حبيبي بل جميع ما تفكر به أن والدك لطالما كان و سيظل يحبك و يفتخر بكْ، هو رعاك بشكل جيد و وهبك وقته و جميع ما لديه لذا فكر به فقط حتى و إن كان نجمةً لامعة في السماء الآن، أنظر هو هناك يحدق إليكْ بسعادة "

أشار إلى زجاج النافذة المغلق حيث كانت السماء المليئة بالنجوم تلوح بين عيني بارك المبتلة ليبتسم كون اللطف يحيط به من كل جانب ، هل والده فخور به حقاً ؟ بيمهيون قال هذا و هو سيدصق صغيره هو كذلك يعلم أن والده يحبها كثيرةاً ، كان يفكر كطفل صغير و يقبض على يدي حب حياته بقوة كي لا يغادره فيفهم بيكهيون ذلك ...

" لن أغادرك تشانيولي، أنا هنا لأجلك لا تقلق ، كيف يمكنني أن اتركك و أنت لجأت إليَ بهذا الشكل طفليّ ؟"

طفلي دغدغت قلب بارك فوضع قبلة محبة على كفه الناعم و هو أكمل رغم أنه تشانيول يدرك أنه شعور سينساه في اليوم الموالي لكنه لا يستطيع أن يتجاهل النغز بصدره بينما بيكهيون كان يفكر بكيف قتل أوجاتسيف و هل تم دفنه حتى ؟ و هل تأكد من قتله و لم يكرر ذات غلط جيرمي ؟؟

" أنت قمت بما أردت أن تفعله منذ مدة حبيبي و ذلك ما يستحقه أوجاتسيف لأنه قام بأذية الكثير من البشر الذين نحبهم و الذين لا نعلم عنهم ايضاً فهو في النهاية رئيس عصابة و سليل داي هي الحقيقي بأخلاقها و لؤمها ، و من جهة أخرى أعلم أنك تكرهه و الجميع يفعل لكنني لا أستطيع أن أقول أن ما تشعر به الآن شعور غير سليم فهذا طبيعي لأنه يظل أخاك في النهاية حتى و إن كان يستحق الموت بأي طريقة قتلته بها و فعل ما فعل الدم لا يستطيع أن يتحول إلى ماءٍ بسهولة ، أنت لا يمكنك صد ذلك الشعور لذا إعطه حقه كي تتخلص منه غداً و تستيقظ بحالٍ أفضل "

لا يعلم إن كانت تلك هي الكلمات الدقيقة التي يريد أن يسمعها زوجه كي تريحه لكنه قال على الأقل ما يؤمن به هو و ما تعلمه من طبييه النفسي مؤخراً فالتهرب من أي إحساس هو أكبر خطأ قد يفعله الإنسان لنفسه ، لا شيء سوى مواجهة مشاعره أياً كانت سيأتي بنتيجة ..

كان ينظر إلى سكون تشانيول يفكر أن إحساس
الذنب و الأخوة إستيقظ فقط حينما قضى على أوجاتسيف ..

بينما لم يكن تماماً إحساس إخوة بل حقيقة أنه إظطر إلى إثبات نفسه من ناحية مشاعر طفولته المعقدة بعيداً عن الإنتقام الذي يدور حوله ، حتى و لو كانت والدته ميتة هو لازال يتأثر بحقيقة أنها عاملته كمنبوذ و فضلت الآخر عنه إلى درجة الأذية التي إمتدت إلى سنه هذا ، إلى درجة عاد ليفكر فيها بجميع ما فعلته له يجعل قلبه يتأذى كذلك لحاله ..

" لا أحد سيأخذكَ مني بيكهيون ، أنا قتلته من أجلك و من أجل الجميع و هذا لا يجعلني سيئاً ، انا أردت أن أحميكم فقط هو يستحق "

فجأة مخيفاً صغيره لذلك الإنتفاض ، بارك إعتدل عن وضعيته تلك و قرب وجه صغيره يحيط وجنتيه قائلاً ذلك ثم يضع قبلةً صغيرة على شفتيّ بيكهيون الذي أماء له مؤكداً رغم أن ملامح رجله المرهقة فطرت قلبه ..

" لا أحد سيأخذني منك بتاتاً و أنتَ
فعلت ذلك لأنه يستحق حسناً ؟ إهدأ "

همسَ يؤكد منزلاً يدي رجله عن وجهه كي
يمسك بها بقوة يخلل أناملهما معاً ..

" حسناً "

تشانيول قال بصوت منخفض و أكتاف كذلك يغوص بعينيّ صغيره مسترجعاً كل حرف أخبره به ذلك اللعين قبل أن يعود إلى الوضعية التي كان عليها و يعود بيكهيون لفعل ذلك بشعره يعبث به يأمل أنه سينام و يرتاح ..

" أغمض عينيك كي تنام تشانيول و توقف عن التفكير به فذلك الكابوس البشع إنتهى هل تصدق ذلك حبيبي ، لا مَزيد من أوجاتسيف لكي يفتعِل تلك المشاكل بيننا في كل مرة و لا مزيد من القلق حول أخذ جايسون منا كذلك "

قال ليومئ له الرجل الذي ارتفع قليلاً يسند رأسه على معدة صغيره فيحيطه بذراعيه ، هو لوهلة شعر أنه أمه و عليه حمايته من الكوابيس التي لجأ إليه هارباً منها كي يطردها عنه ..

لا أعلم ما قاله لك لكنه لا يستحق أن تفكر به هو يحاول جعلك تبدو كشخصٍ ظالم حتى في اخر لحظاته لازال سيئاً "

قال يزيح عن جبينه غرته الرمادية ثم يشرع في رسم دوائر وهمية هناك و على جفونه المغمضة يبعث له الكثير و الكثير من الراحة و النعاس و أهم ما هناك أنه يشعر بالحب ، هو لم يتوقف يوماً عن الشعور به منه أو نحوه ..

" لا ترهق نفسك في التفكير بذلك لأن ما فعلته سيجعل الجميع يعيش في أمان أنت تعلم ذلك حبيبي ، عينيك بالفعل مرهقتان لذا أغمض جفونك و إحظى بقسط من الراحة"

كان سيخبره أن لما أتيت فوراً فقط بغية راحته فقط لأنه متأكد أنه لم يحظى بنومٍ هانئ حتى لكنه سيظن أنه لم يرد قدومه لذا إبتلع تلك الكلمات ثانيةً .. تشانيول عقب ذلك لا يعلم كيف أغمض عينيه و رحل إلى عالم الأحلام بأجمل الأماكن التي يريد البقاء فيها إلى الأبد ..

بيكهيون شعر به يتنهد حين حشر وجهه بمعدته ليقشعر ، ربما بسبب رغبته في الهرب من هذا الشعور الذي خالجه قسراً و كرهه أم بسبب عبث صغيره بشعره بذلك الشكل المريح و التهويدة اللطيفة التي أخذ يغنيها من أجله ..

" أحبك ، لا تتركني مجدداً ، لا تترك
يدايَّ أبداً حلويّ ~"

قال يفتح عينيه فجأة و من شدة فزع بيكهيون الذي ظنه نام هو أماء له فوراً ليبتسم له ، ارسل له قبلة طائرة و عاد ليغمض عينيه كي ينام فعلياً بين أحضان جنته الذي لا يعلم كيف سينام اليوم بهاته الطريقة لكن إن لم يتحرك تشانيول هو لم يفعل لما أن رجلهُ سينام بعمق و راحة على هذه الوضعية ..

" لن أفعل ، عمتَ مساءاً رجُليّ~"

⚜️

~ اليوم الموالي ~

" يا إلهي هل لازلتَ نائماً تشا--"

سيهون توقف عن الصراخ بمجرد أن رأى ماراى بعدما
إقتحم الغرفة صارخاً رغم أن بيكهيون حذره أن يترك تشانيول ينام إلى أن يستقيظ هو و يشبع من النوم حتى لو أخذ ذلك منه يومين لكن سيهون هو سيهون ..

" كاي أسرع لترى ما أرى !!!"

تشانيول أفاق على صوت إزعاج و صراخ و ركض في الجوار ليرى كاي الذي أتى بسرعة يحدق إلى ما رآه سيهون و فوراً بمجرد أن فتح عينيه بشكلٍ جيد هما شرعا في الضحك بصوتٍ عالٍ كأنه مهرجٌ ما ..

" ما اللعنة معكما تضحكانِ منذ الصباح الباكر ؟"

صباح باكر و ذلك المنظر ، سيهون شعر انه على وشك لفظ معدته خارجاً .. بارك تذمر يرميهما بالمخدة يشعر أن جسده يؤلمه فيحدق إلى الساعة ...

" السادسة مساءاً !!!"

صرخ يستقيم عن مضجعه و هما كانا مستمرين
في التحديق إليه بذات الضحكة الغريبة ، إلى شعره تحديداً ..

" سيهون ألم أخبر-- آوه أنت إستيقظت
بالفعل تشانيولي ؟"

بيكهيون هرول إلى الأعلى بمجرد أن سمع الصراخ و علم أن سيهون اللئيم هناك بالفعل لكن بمجرد أن رأى حالهما هو فهم لما يضحكان فيعبس مخفضاً رأسه عابثاً بأنامله بصمت فوجه تشانيول أبلهاً لا يركز جيداً بعد

" تشانيول يا صاح من فعل بشعرك هذا ؟"

سيهون قال يحاول أن يقترب منه لكن
بيكهيون دفعه إلى الخلف هامساً بعبوس ..

" لا تسخر منه ذلك يعني انك تسخر من مواهبي ، غادرا الغرفة سيهون اللئيم و كاي الشرير "

هو قال لينتبه بارك إلى كاي الذي التقط
صورة له ثم هرب من الغرفة فوراً مع سيهون
حين نهض من الفراش فوراً يظنان أنه يتوجه نحوهما لكنه ركض نحو المرآة ليرى على ما يضحكان و هناك هو وسع عينيه بأوسع ما يمكنه تحت صمت تام من بيكهيون الذي إستمر يعبث بأنامله..

" من صنع لي هذه الظفائر جميعها ؟"

سأل بصوتٍ عميق بدى لبيكهيون الذي ظن أنه سيغضب مستهجناً متناسياً أن تلك هي بحته الصباحية المعتادة فإلتزم الصمت ليلف تشانيول وجهه إليه ..

الكثير من الظفائر كانت على شعره الرمادي ، تقريباً جميعه كان مظفوراً و هناك الكثير من الألوان على شعره ، هل تلك ربطات شعر جونغ مي؟

" صغيريّ هل بقيت الليل جميعه تفعل بي هذا ؟"

حسناً تلك النبرة مطمنة و هو لذلك أماء يبتسم مستلطفاً شكله أكثر هكذا ..

" أجل ، أنا حصلت على أرق بل لم أستطع النوم بسبب وضعيتيّ اللامريحة و لم أرد أن أوقظكَ
كي تعدلّ طريقة نومك لذا قررت أن أفعل هذا إلى أن تتحرك أنت و حين قلبت جسدك إلى الجهة الاخرى أنا ركضت إلى غرفة أختي كي احضر ربطات الشعر و أكمل فعل هذا بشعرك ، هل أعجبك ؟"

هل يذوب قلبه لحقيقة أنه لم يرد حتى أن يتحرك كي يرتاح هو في نومه أم يتعجب سؤاله بهل أعجبك !! يسأله ذلك حقاً و منظره يشبه المهرج الآن ؟ لكن بمجرد أن كان ينوي هز رأسه نفياً سفليةُ بيكهيون إرتعشت لذا هو لعن ذاته كفاية فيجد أنه يهز رأسه بالإيجاب يرى إبتسامته الواسعة مصفقاً يقول ما جعله يبتلع برعب ..

" عظيمٌ أنه اعجبك تشانيوريّ ، إذاً أنا سأفعل هذا بشعرك كلما شعرت أنني أريد فعل ذلك ثم أعرف الكثير من التسريحات رغم أن خصلاتك قصيرة ولا تساعد كثيراً إلا أنني أستطيع حل المشكلة لا تقلق ، كذلك اعرف ظفائر رائعة تستطيع حتى أن تعملَ بها "

لا تقلق و ماذا !!! ظفائر رائعة يستطيع أن يعمل بها !!!!!! فغر فاهه يطلب منه أن يخبره أنه يمزح فقط لكن حماس بيكهيون و هو يغادر الغرفة كان أكبر من أن يجيبه ..

" يا إلهي أنا ورطتُ نفسي !"

همس يتجه إلى الحمام , هو لاحظ أن هناك ملابسه المطوية بعناية بمجرد أن دخل و جميع اغراض إستحمامه ليمتلئ قلبهه دفئاً ، هو فقط يحبه..

بيكهيون تجاهل حقيقة أن كاي كان لازال ينشر صورة تشانيول بين الجميع حتى جايسون الذي ضحك من أعماق قلبه على شكل بابا خاصته ليصرف عينيه عن مجمعهم الشرير الساخر من ظفائره في المقام الأول إلى الباب الزجاجي الواسع الذي كان يمكنه من رؤية السماء المظلمة ، حقيقة أن المطر توقف عن الهطول مزعجة ، هو يحب المطر لكن يظل المنظر بعد هطوله لطيفاً كذلك ..

إقترب أكثر و راح يحدق بشرود إلى الخارج يلثم أنفاساً أكثر من رائحة التراب المبلل الجميلة ، لم ينتظر كيَّ فضوله كي ينقص قليلاً ولا طمسه لذا طلب صباحاً من سيهون أن يخبره كل ما حدث في ألمانيا خلال ذلك اليوم الواحد و حسناً ، بقدر ما كان ذلك مريحاً بقدر أنه لن يستطع بتاتاً تخيل شكل زوجه و هو ينفذ ما يريد و ينتهي من مصدر الشر في حياتهم اخيراً .

سيهون أخبره حتى بما كان يردده تشانيول طوال الوقت بعدما انتهى من من مايكل ، عمّا يخص ذكره لوالدته الشريرة بتلك الطريقة لذا قام بتآويل جميع تصرفات بارك البارحة بالفعل هو كذلك يقرر عدم تذكير تشانيول عما كان يخبره به ليلاً كي لا تعود له ذات المشاعر الثقيلة ..

اما بالنسبة لكلماته حوله هو فذلك ما جعل معدته تتقلص مجدداً ليبتسم رغم أنه شعر بالفيلة تركض بداخلها صباحاً كذلك ..

شرد لوقتٍ طويل مسترجعاً حتى الذكريات السيئة التي جعله الراحل اخيراً عن عالمهم يعيشها حتى شعر بأنامل والدتهِ اللينة فوق كتفه ..

" بُنيّ ، أنا حضَّرتُ لكَ أنت و تشانيول وجبة العشاء في صينية و سأرسلها لكما إلى الغرفة في الأعلى، أعلم أنه لازال مرهقاً مما حدث و قد يتكاسل في النزول "

بيكهيون همهم لها بحبْ و إمتنانٍ ..

" شكراً لكِ أميّ رغم أنني أعلم أنه سيفضل النزول كي يشارك الجميع العشاء , مهلاً أنا سأسألهُ على كل حال"

لوهان كان يبتسم بخبث طوال الطريق الذي توصله للدرج و لا يعلم بيكهيون سببه فيخرج له لسانه و يهرول نحو الأعلى يجد رجله هناك يقف محدقاً إلى الهاتف بحاجبين معقودة ..

" من الجيد أنك انتهيت من الإستحمام ، تشانيول هل تريد تناول العشاء مع الجميع في الأسفل أم احضره لكَ إلى هنا إن كنت لازالت تشعر بالإرهاق ؟"

" لا هنا ولا في الأسفل ، علينا أن نتجهز أنا
و أنت فقط لا تخبر احداً بهذا "

بيكهيون شعر بأن عقله لم يفسر ذلك فأمال رأسه طالباً شرحاً ..

" يوجا قال أنه يريدنا في المكان لأنه --
حسناً فقط تعال معي "

بيكهيون كتم فمه بيدهِ يهيم بعالمه الخاص سعيداً لأنه تذكر نيةِ يوجا بسبب كلمات بارك سابقاً و يظن تم ذلك يتحقق اليوم أخيراً ، لا يعلم لما هو حساس إلى درجة أن عينيه تبللت بالفعل و شعر بقلبه يتضخم سعادةً و هناك قبل حتى أن يقول شيئاً تشانيول حمله و ركض به إلى الأسفل يجعل الرعب يدب في قلوب المجتمعين على مائدة العشاء لأن ذلك الركض أخافهم ..

" ماذا هناك بنيّ ؟"

" إلى أين أنتما تهربان ؟"

" هل ستنفجر قنبلة ما لما تركض به كالمجنون؟"

" مالذي يحدث؟!"

هما سمعا جميع ذلك و أكثر لكنهما لم يهتما و إستمر تشانيول يركض به إلى الخارج و حسناً ، فقط بسمة بيكهيون الواسعة و عينيه اللامعة كانت تكفي لتخبر أنه لم يحدث أي شيء سيئ فعاد الجميع كي يتناول طعامهم يمنحان العاشقين وقتهما الخاص فبعد جميع ذلك الحرمان و المشاكل لا يحق لأحد محاسبتهما في رغبة البقاء بمفردهما ؛ هم فكروا جميعاً بذلك فحتى لوهان المتنمر شعر بقلبه يمتلئ دفئاً بسبب أن أخيه الجميل و عامود الإنارة عادا لبعضها البعض بعد ملايين المشاكل ..

لكن هناك عبوس واحد ملحوظ في المكان يعود لجايسون الذي كان حزيناً كونَ بابا خاصته و ماما خاصته ذهبا بدونه ..

..

" هل ما أفكر به صحيح تشانيول ؟"

" أجل حبيبي ، فقط اسرع و إنزع جميع
هذا عن رأسي"

بيكهيون قهقه بصوت عالٍ متحمساً ليرى ذلك و في ذات الوقت كان يحاول فك تلك الضفائر جميعها عن شعر رجله في السيارة ليتلقى بارك صفعة صغيرة على رأسه فجأة بينما يقود  ..

"لما تضربني و تتسلط عليَّ كثيراً مؤخراً ؟"

" أنت إستحممت بالفعل لما لم تفكْ الظفائر
تشانيول كيف أمكنك غسل شعرك دون ذلك ؟"

إنتهى من آخر ظفيرةٍ بصعوبةٍ فيرمي جسده على الكرسي متنهداً يفكر فيما قد يرتديه منذ الآن ، هما قاربا على الوصول إلى قصرهما بالفعل على كل حال فزوجه المتسلط لا يخاف من أن تّنزع من رخصة سياقته و يقود كالمجنون  ..

" أنا لم أُرد فك تلك الظفائر لأجلك ، لأنني أعلم
أنك ستبكي إن فعلتُ أيها المدلل الجميل "

حسناً على الأقل هو نعته بجميل ، بيكهيون رأى البوابة تُفتح لأجلهما و هل يظنه تشانيول قصيراً إلى ذلك الحد ليحمله ككيس طحين كي يسرعا كل دقيقة ؟ صرخ بهلع حين فتح الباب و حمله على كتفه ليركض به ثانيةً إلى الأعلى ..

" بارك المغرور أنا أستطيع الركض لما تستهين بي ؟ سيقانيّ ليست قصيرتين إلى ذلك الحد الذي يجعلك تحملني كل مرة تريد الوصول فيها بسرعة فيها هذا تقليلٌ من إحترامي !"

تذمر و صفعة من تلك اليد الضخمة على مؤخرته كانت جواباً كافياً ليصمت يفكر أن ذلك أيضاً تقليل إحترام !!

" إرتديّ ملابسك و توقف عن التذمر
نحن لا نملكُ مُتسعاً من الوقت~ "

تشانيول قال بصوت عالٍ بينما يتجه إلى خزانته و بيكهيون كذلك فعل يفكر بدفئ حول يوجا فـحقيقة أنه يحب تشانيول و اراده أن يكون هناك معه حتى في الليلة الإستثنائية التي سيتقدم فيها لخطبة أخته  جد لطيفة  ..

" لكن مهلاً تشانيول !! أين فالاريا أصلاً ؟"

" تلك المجنونة معه في منزله "

حسناً لما ينعتها بمجنونة و هو كان يلتصق به كذلك حين كانا غير متزوجين بعد و يسحبه معه إلى كل مكان !!! تشانيول هذا متسلط شرير ؛ نظراته إليه كانت تصرخ و تترجم أفكاره ..

" ماذا سكر، لما تحدقُ إليَّ هكذا !"

إستفسر يعري جسده العلوي يشرع في إرتداء احدى بذلاته المفضلة يلاحظ نظرات بيكهيون الساخطة عليه بينما يتمتمُ بكلمات لا مفهومة و هو متأكد أن ذلك يخصه بشكلٍ ما ..

" هل تقرأ عليَّ بعض التعاويذ بيكهيون؟ هل أبقيتَ بي شيئاً ليس بمسحورٍ بك أيها المشعوذ الفاتن أم تريد جعلني مجنوناً بشكلٍ فعليّ ؟"

شكى بصدق يحدق إلى جسده العاري امامه ، يحب اثار فمه على جلده المقدس بل هو يعشق تلك التفاصيل ..

"لست اقرأ تعاويذاً بل أنا اقول أنك متسلط ، أنت كذلك حطمتني مراراً قبل أن نتزوجَ إذاً لما ترى أن بقائهاً معه غريب و تنعتها بالمجنونة هل هذا يعني أنك كنت تراني مجنوناً لأنني كنت أبقى معك كذلك؟"

تقلب هرموناته القوية ليس بمزحة و تشانيول
يكاد يشك أنه حامل أحياناً ، لولا ضيق الوقت لإستفزَ هرته الجميل لكن لا وقت بيده فيوجا منحه مدة معينة ليكون هناك ..

" أنت مجنونٌ و هي مجنونة و أنا مجنون و الجميع مجانين فقط أسرع حبيبيّ علينا الذهاب ~"

تقريباً هو غنى كلمته الأخيرة بصوت عالٍ مجدداً يركض بعدها إلى مكان عطوره يرش القليل ثم يرتدي حذائه و بعدها يسرح شعره بشكلٍ فائق السرعة ..

في الجهة الأخرى بيكهيون كذلك انتهى لكن من رش عطره فقط ، فقد كان لازال يختار إكسسوارات مناسبة ليضعها قبل أن ينظر عبر المرآة إلى بارك  واقفاً خلفهُ بكامل أناقته يحدق إليه ..

" تشانيول ما الذي تظن أنه مناسب
لأصابعيّ و عنقيّ اليوم؟"

" خاتم زواجنا يكفيّ و عنقك تلائمه فقط
علامات حُبي ذلك هو المهم"

هو يستطيع أن يذيب قلبه بلسانه المعسول حتى أثناء ضيق الوقت ، بارك حمله للمرة الثالثة من ذلك المكان يركض به لأنه يعلم أنه لن يتحرك دون إكسسوار و هناك الأقصر صرخ بهلع ..

" حسناً إنتظر لأرتديّ حذائي تشانيول ، أيها
المعتوه أنا بدون حذاء !!"

بارك إظطر كي يعود أدراجه إلى أين وضع الحذاء الذي إختاره ،هو فكر أنه من الجيد أن بيكهيون إنتهى من إختيار حذاء فلولا ذلك هو كان ليبكي كي يتركه يختار واحداً لأن صغيره يعشق الأحذية و يجدها أكثر ما يكمِّلُ المظهر ، إن خيروه يوماً بين أن يخرج حافياً أو عاريا هو متأكد أنه سيخرج عارياً لا حافياً ..

" إهدأ ساندريلا ها قد أحضرنا حذائَكَ
توقف عن النحيب"

إنحنى كي يلتقط حذاء صغيره و يعطيه له ثم يركض إلى الأسفل مجدداً ، الأقصر شعر أن أمعائه أصبحت خليطاً و الدماء نزلت جميعها إلى رأسه فيتنفس الراحة فقط حين شعر بجسده يوضعُ على مقعد السيارة مرة أخرى ...

" قبل أن نقلع ، لا تقم بأي شيء يدل على أن يوجا سيتقدم إليها أمامها حسناً ؟ لا أعلم كيف خططَ فربما اوهمها أنه عشاء بيننا نحن الأربعة أو قد تأتي هي لتجدنا هناك ثم يتقدم هو لها !! أياً كان فقط التزم الصمت"

بعض توصيات تشانيول كانت ضرورية لأنه يعلم كيف هو صغيره و ما هي رد فعله في هكذا أمور ، فمن الآن هو يظم يديه إلى صدره و يحدق إلى الطريق بحالميةٍ مالذي قد يفعله حين يراها ؟ أخته حادة الذكاء و ستنتبه بسرعة و يفسد مخطط مستشاره أيا كان ...

" تشانيول ألا تثقُ بي أنا أستطيع
حفظ السر لا عليك !!؟"

من منظره المُستلطف حتى قبل أن يصلا لحقيقية أن يوجا المثالي يحصل على حبه اخيراً كذلك فالاريا اللطيفة حصلت على رجلٍ يستطيع أن يعطيها القدر الكافِي من الحب و التقدير اللذان تستحقهما ، و هناك عينيه التي كانت عللى وشك انزال الدموع ، لواضح لتشانيول أن بيكهيون يستطيع حفظ السر حتى بلغة جسده ..

" بحق الرب صغيريّ كيف أثقُ أنكَ ستحفظُ السر
و أنت تحدقُ إليَّ أنا كذلك الهامستر المشهور على تطبيق التيك توك حالياً ذلك ما اخبرتني جونغ مي أنه يشبهك و هي محقة ، كيف ستنظر إلى فالاريا إذاً فـ أياً كان سيلاحظ عينيك اللامعة و يعلم أن هناك أمرٌ ما على وشك أن يحدث "

بيكهيون قهقه بصوتٍ عالٍ و العدوى انتقلت لبارك بسرعة ، حقيقة أنه كاد أن يفقد عقله تفكيراً أنه لن يرى هذا ثانية في حياته تهاجمه بقسوة رفقة كل تفصيل من حب حياته ...

بيكهيون توقف عن الضحك و خديه سخنت ما إن مال و إمتص الحياة من شفتيه ، حتى أنه إمتص ضحكاته  ..

" إشتقتُ إليك ، كدتُ أفقد عقليّ بدونك"

لم يجد ما يجيب ليلهثَ فذلك الإعتراف خرج من مشاعر بارك الكبيرة كهمسٍ ساخن هاجم قلبهُ فينظر إليه بذات العيون اللامعة تلك ، اشتقت اليك تذيبه أكثر من كلمة أحبك في وضعهما هذا ..

" أبعدْ تلك النظرات لأنني قلقٌ من حقيقةُ أننيّ قد أتوقف بالسيارة و أتناولك أكثر من قضيةِ فضحكَ الأمر لفالاريا "

هو لف وجهه إلى الجهة الأخرى يتصارع مع الهواء  يلهث بسبب حركات زوجه التي لا تتقاعس عن جعله يحمّر حرجاً و لو بعد سنوات كأول مرة..

و هناك تشانيول الذي كان يبتسم بدفئ لاعقاً المذاق العالق فوق شفتيه ليمد يده الحرة يمسك بكف صغيرهِ بقوة ما إن تذكر أولى ايامهما معاً و كلمات بيكهيون حول مكابرته ، هو كان يعلم أنه في طريق الوقوع لذلك و اليوم هو مستعدٌ أن يقول ذلك بجميع قواه العقلية ، يقول أن فتى صدفة الزقاق المظلم الذي أخبر عنه سيهون يفتنه و يأكل قلبهُ بذات الطريقة في كل مرة  ..

" تركتكَ لأنني أمنت أن عجلة الحياة ستعيدكَ إليّ إن كنت قدري يوم إصطدمت في ذلك الزقاق المبارك.."

همسَ فجأة لينظر إليه الأقصر فصوته البحّ داعب مشاعره كأنه يطوف به فوق غيومَ ملونة فيلف تشانيول رأسهُ إليه يأكله بنظراتهِ ..

" و ها قد عُدت إليّ حتى بعد جميع تلك العواصف الأخيرة بيننا لأنكَ لا تنتمي لسوايّ تلك حقيقةٌ لكن أتَعلم ما هي الحقيقة الأكبر سُكر ؟ حقيقةَ أن حتى الرب أشفقَ على حاليَّ المزريّ بدونكَ يا أجمل الصدف و أقدسَها ~"

____

~ 20:00PM ~

" تشانيول أين هي فالاريا ؟"

بيكهيون كان مستمراً في النظر حوله بإنبهار منذ جلسا بعدما قادهما يوجا بنبل إلى قاعة العشاء و حقيقة أن جميع تلك كانت ورود بنفسجية نظراً لأنها تعشق ذلك اللون جعلته قلبه يمتلئ حباً ..

كيف لم تشك بعد إن كانت هنا أم لم تصل بعد ؟ هو لم يحصل على أي معلومة عن أين هي الشخصية المهمة لهاته الليلة !!

" لا أعلم حلوي أنا أجلس معك على ذات المائدة و لا أريد السؤال عمّا لم يقله لذا دعنا نستمتع بذلك كفيلم رومانسيّ ثم توقف عن صنع هاته التعابير أنت تبدو مضحكاً !"

تشانيول ضحك على وجه صغيره الابله ليطبع قبلة على فمه كي يغلقهُ تحت نظرات المستشار المستلطفة ، هو أراد أن يتقدم لها منذ زمن لكن حقيقة أن رئيسه فقد حب حياته اجلت ذلك و هو اليوم سعيد كونه هنا ، في خضم نظره إلى كليهما بسعادة يخوضان ذلك الشجار اللطيف بل بارك كان يغيض صغيره ، هو يريد أن يخبر بيكهيون عن أن رئيسه لم يضحك هكذا منذ مدةٍ طويلة ..

كان سيقول ذلك الى أن خطف دخول حب
حياته إلى المكان لتلمع عينيه رغم أنه لاحظ أنها لازالت مشوشة من فكرة أن كيف يدعوها لموعد ولا يأخذها هو في سيارته بما أنها معه في منزله لكن رؤيتها لتشانيول جعلتها تنسى وجوده و هو عبسَ لذلك ..

" صغيريّ هنا كذلك؟"

صوتها الصاخب السعيد و المتفاجئ قاطع تشانيول المتألم بشكل مزيف من عضة بيكهيون حول معصمه ليحدقا إليها تركض نحوهما بسعادة من بعيد و صوت قرع كعبها ثقب طبلته ليوسع عينيه حين نزعته و حملته بيدها كي تركض أفضل فيضرب تشانيول وجهه ..

" بربك صغيري هل هذا منظر شخصٍ يستحق أن يتم خطبته ، هاته المجنونة تركض كشخص أبله؟"

بيكهيون ضرب ركبته هامساً بدعها تفعلُ ما تشاء و لا تقل عنها مجنونة و كان سيضيف شيئاً لولا صوت يوجا الذي قاطعه ..

" رئيس لا تتحدث عن زوجتي المستقبليةُ هكذا ! صلاحيتكَ كأخ كمتنمرٍ ستنتهي قريباً ثم دعها تركض كما تشاء لازالت الأجمل بعينايّ"

قال ينقل عينيه إليها ليبتسم تشانيول بدفئ محدقاً إلى بيكهيون الذي بادله بسعادة ، هو يشعر بسعادته فيما يتعلق بأخته لكن قبل أن يقول شيئاً تم قطعه للمرة الثانية لكن هاته المرة كانت يدي فالاريا التي جذبت خدود تشانيول بقوة إلى الخارج تجعل يوجا و بيكهيون يكتمان ضحكتهما لشكله ..

" انتما كذلك هنا هل هو موعد رباعي يوجا لما لم تخبرني ؟ يا إلهي أنا إشتقت إليكما و إشتقت إلى الجميع"

إنتحبت مستمرةً في العبث بوجه تشانيول حتى دفعها عنه برفق يتذمر و جانبه ذلك وجده بيكهيون قليلاً للأكل فقرص خده حتى هو ..

" من يشتاق لأخيه يأتي لزيارته لا يبقى ب--"

بيكهيون قرصَ فخذ تشانيول هذه المرة فقط ليخرس يذّكره أنه كذلك كان يحجزه لديه أيام المواعدة فتنتقل فالاريا تعانقه بضيق و هناك هو بادلها بكل حب يحدق نحو عيني يوجا التي كانت عليهما بشفقة ، الرجل أصبح مهملاً ينتظر دوره الأخير ..

" فالاريا يوجا المسكين ينتظر دوره أنا أشفقُ عليه"

همس لتفصل العناق تلف رأسها إلى حبيبها
ببسمةٍ واسعة ثم تقترب منه مقبلةً شفاهه بعمق ليتحمحم تشانيول مشيحاً عينيه الى الجهة الأخرى تحت عيني الأقصر المستمتعة ..

" هما مثاليين معاً فقط أنظر إليهما تشانيول..
البسمة على شفتيها تملئُ قلبيّ بالحب"

بيكهيون همسَ يعقد يده حوله ذراع بارك بعدما إستعاد نظرات الهامستر السعيد مكملاً ينظر إليهما ، هي جاورت حبيبها بسعادة غامرة لأنها تحمل بعض الأخبار السعيدة له و لا تعلم ما ينويه في ذات الليلة ، كليهما كان يريد أن يفاجئ الآخر بطريقته الخاصة ..

" إذاً ، تشانيول أنت تخلصت منه اخيراً "

يوجا شد على يدها فحتى هو لم يرد السؤال عن أوجاتسيف و هناك ملامح تشانيول إمتضعت ليحدق إليها بيكهيون هامساً بشيء لم يفمه سواها ..

" لا أريد التحدث عن أي شيء حوله خصوصاً
هذه الليلة ، دعينا سعداء و مزاجنا عالي إلى أن يحين الوقت المناسب و اخبرك بكل شيء أختيّ"

تشانيول قال يرفع كأس نبيذه في الهواء فيجد الإيماء المتجاوب معه منها لكنها لم تشرب ما وُضع بكأسها ، هي في الحقيقة توافقه الرأي و لا تريد إفساد الجو لكن أرادت فقط الاستفسار عما حدث منه هو كون ليزلي في الأصل لم تتوانى عن نقل حالة تشانيول لها و ما فعله بأوجاتسيف بالحرف الواحد ..

" كما تريد صغيريّ ، إذاً حدثنيّ عنك أنت و هذا القصير !! أنتما لن تتشاجرا بذلك الشكل مجدداً
بما أن مصدر الشر و المشاكل في حياتكما رحل عن عالمنا لذا أنا سأقرص مؤخرة كلاكما إن رأيت --"

هي حذرت و لوحت بيدها في الهواء لكن تشانيول لم يسمح لها بإنهاء جملتها حتى بعدما حشر بعض الطعام بفمها يجعلها تغص هامساً بأفضل فهو لو يريد التحدث عن هكذا مواضيع حساسة ..

" أيها اللئيم أنا لا أستطيع أن أتن --"

توقفت عن التذمر فجأة تنهض عن الكرسي تجعل من القلق يدب في قلوب الثلاثة و الاعين جميعها تعلقت عليها ، هي وضعت يدها فوق فمها و ركضت إلى الحمام تحت أعين يوجا و تشانيول القلقة و هناك بيكهيون الذي كان يحدق بشك فينهض من مكانه فوراً يلحق بها ...

" لابأس لا تقلق يوجا سأتفقدها"

بيكهيون طرق على باب الحمام الذي هي به مرتين مكرراً هل أنت بخير قلقاً إلى أن فتحت الباب ، وجهها محمرّ و شعرها مبعثر ليدرك أنها افرغت جميع معدتها لتوها ..

" يا إلهي هل أنتِ مريضة عزيزتي؟"

القلق تضاعف بداخلهِ لتنفي له تتجه نحو المغسلة لتغسل وجهها و حتى مساحيق التجميل التي كانت تضعها زالت..

" أنت جميلةٌ جداً دون مساحيق و تعلمين ذلك
لكن أنا أملك أحمر شفاه إن كنت تريدين ، يجب ان تضعيّ القليل فالليلة إستثنائية "

إبتلع كلماته التي أراد أن يكمل بها جملته برعب يتذكر تحذيرات تشانيول من أن يفضح أمر يوجا فيتأكد في تلك اللحظة أن رجله محق حين كان يشدد في التوصيات ..

فتح حقيبة يده ليخرج أحمر شفاهه و يشرع في وضعه على شفتيها غصباً كما تفعل معه هي عادةً و بسبب إبتسامتها الجميلة نحوه ، هو تأكد من تفكيره و لم يصّر على السؤال حول حالتها كثيراً لكن الفراشات التي كانت تحوم ببطنه لا تُحصى ..

" فاتنة ،هل يمكنني تذوقُ أتعابي فاليري؟"

هي تقريباً سعلت بقوة بينما ترش من عطرها بسبب كلماته تلك و نظرته الخبيثة نحوها ، حسناً هو سرق ذلك منها فهي عادة ما تخبره بذلك كلما نظرت إلى شفتيه الجميلة بعد طلائها بملمع الشفاه لكن أن تسمع ذلك هي منه !!!

" أخرج من هنا أيها الجرذ !! هل تظنني سأسمح لشخصٍ لا يتجاوز طولهُ شبراً تقبيليّ ! حسناً أنا قد أستطيع أن أحاصرك ضد الجدار و فعل ذلك لكن أنت بحجم فخذي بيكهيون !!"

هي قالت جميع ذلك التنمر نحوه و دفعته إلى خارج الحمام ليعبسَ محدقاً إليها عبر شق الباب بعدها بعيون لامعة يتمتم ببعض التذمرات التي لم تستطع فهمها لكنها تعلم أنه يشتمها ، هو كذلك قرر أنه لن يتحرك من هنا حتى يطمأن عليها و تعود لتنزل معه إلى الأسفل ..

" يا صاح ، تقدم لأختي بطريقة صحيحة
أنت يجب أن تركع لها يوجا !!"

يوجا عبس بطريقة لم تناسبه يضرب وجهه بعدها، ذلك ما رآه تشانيول الذي كان يعلمه الطريقة الصحيح للركوع لكنه قال أنه يريد أن يعرض عليها الخاتم أثناء الرقصة الخاصة بينهما ..

"أخطط لذلك تشانيول أنا سأركع لأختك لكن
الركوع سيكون بعد الرقصة "

يوجا قال ليومئ له تشانيول راضياً مبتسماً و يرفع إبهامه له كذلك ليفكر يوجا أن رئيسه هو رئيسه ذو رأس الصخرة لكنه يحبه و يحترمه كثيراً ..

" هل غيرتَ رأيك و تريد الركوع لي بدلاً عن أختيّ يوجا مابال تلك النظرات الهائمة نحويّ لا تتحمس يا صاح !!"

بارك فرقع إصبعيهِ أمام عينيّ المستشار الذي أفاق من شروده به ، هل كان يحدق إليه هائماً أثناء تفكيره بكم أن رئيسه شخص رائع !! لكنه لن يخسر شيئاً في مجاراته اللعبة إلى أن تنزل حبيبته ..

" أجل بصراحة أنا كنت معجباً بك كرجل في السابق لكن بعد كلماتك هذه أنا أحسُ أن المشاعر التي لطالما حاولت طمسها بنقطة ما في قلبي عادت لتنبع نحوك ثانيةً رئيس I'm on my knees for you daddy "

قال مبتسماً ساخراً ليقترب منه يحاول لمس وجهه كبائعة هوى ليضرب بارك يده يحدق إليه بعيون واسعة متقززة ، مالذي يقوله هذا المقزز بتلك النبرة المغرية البشعة بحق الرب ..

" إبتعد عني هذا مقزز يا إلهي هل
أصابك سيهون بالعدوى !؟"

قبل أن يطلق يوجا العنان لضحكاته عقب وجهه المصدوم ؛  فالاريا قالت ما جعل كليهما يفغر فاهه .. حتى بيكهيون الذي كان يمشي بجانبها ببسمة واسعة بسبب الموقف وجد نفسه متورطاً بكلمات هذه المختلة ..

" أرأيتَ أن الكارما حقيقيةٌ و سريعة بيكهيون ؟ أنت أردت َتقبيلي و تذوق أتعابك في الأعلى و هاهو زوجك هنا يخونكَ مع حبيبي أنا !!"

تشانيول نظر إلى صغيره يكتف يديه بعدما أشار له بسبابته أن تعال لأنه يعلم أنها من تقول ذلك عادةً لهُ و لن يتفاجئ إن قبلت شفاه صغيره يوماً لكن أن يقول هو لها هذا !!

الأقصر كان يمشي نحوه و ينفي له بسبابته طوال الطريق رغم أنه يعلم أن بارك لا يأخذ مزاح فالاريا على محمل الجد ، بارك سحبه إليه حين بقي خطوة واحدة تفصلهما ليرفع بيكهيون عينيه إليه ..

" صغيري أنت بحجم فخذها ، على الأقل
تحرشْ بفتاة أقصر منك إن أردت ذلك !!"

همس ببسمة مستمتعةٍ محبة يضع قبلة على شفتيه ثم يحشره بين أحضانه يترك بيكهيون يفكر أنه تنمر عليه ذات ما قالته هي ، هل اخبرته فالاريا يوماً أن صغيرك بحجم فخذي ليتشاركا هذه الفكرة عنه ، هو فكر بعبوس ليشعر تشانيول ان أضافره الطويلة غِرست بباطن كفه يحاول أن يوجعه ..

بيكهيون إبتسم بخبث حين همس له تشانيول أن يمكنك أن تفعل ذلك الى الصباح فهذا غير مؤلم لأن كفوف الهرَرة لا تؤلمنيّ لذا هو قرر أن يعطيه ما يفعل دون أن يفكر بالعواقب ..

" و لما تتحرش أنت بيوجا رغم أنه أطول منك قليلاً انا رأيتُ ذلك لتويّ أم هل تريد أن تجرب شعور أن تكون بالأسفل ؟"

بيكهيون شعر به يضع يده على فمه ليوسع عينيه هو و تشانيول الذي شعر بأن كلماته اللاذعة تلك كدلو ماء مثلج سُكب عليه ، هو لم يكذب حين قال أنه أصبح ينطق مالا يستطيع مجاراته به ..

" ما هذا اللسان السليط بيكهيون يا إلهي !؟"

لفهُ إليه يقول متفاجئاً مما قاله فيهز له كتفيهِ ..

" و هل أنت من يُسمح لك فقط أن تتنمر على طولي ؟ أنا كذلك لي حق الرد"

هذا السليط سيكون يوماً نهايته هو متأكد ..

" تنمر على طوليّ في المقابل إذاً !  أخبرني أننيّ نخلة ، عامود إنارة أو حتى برجَ إيـفل لكن لا تخبرني أننيّ أستطيع أن أكون أسفل يوجا بحق الرب  !!"

لازال ذلك يستفزه بوضوح ؛ بيكهيون أدركَ ذلك فأفلت ضحكة شريرة صغيرة حين تخيل ذلك ، المنظر مقزز حتى بعقله ..

" ثمَ من لقنك أن الأطول هو من يكون بالأعلى ؟"

"نحن !! تعلمتُ هذا منّا نحن فإن لم يكن ذلك صحيحاً فهذا يعني أنكَ تستطيع أن تكون أسفلي
بما أن الطول لا يهم ؟"

تشانيول يشعر بالدوخة ، ليوقف أحدكم
هذا الطفل عن التحدث رجاءاً !! هو يشعر بالمرض

" لا صغيري لا لا لا !!!  هناك معايير أخرى لا تمت
لـلطول بـ صلةٍ و بناءاً عنها؛ نحن نستطيع تحديد من يكون بالأعلى و من يكون بالأسفل همم ؟"

بيكهيون رفع رأسه إليه لتتقابل عينيه مع خاصة تشانيول بشكلٍ عكسي و الذي كان ينظر إليه بدوره ، بحكم أنه يعانقه من الخلف و يحشره بين ذراعيه ذلك جعله يشعر بالدوار  ..

" لما هل ما لديكَ يفِ بالغرض و عُضويّ
قشةُ عصير تشانيوريّ؟"

بيكهيون قال ليوسع تشانيول عينيه للمرة
التي لا يعلم كم ، هذا الصغير يفكر ببعض الأفكار الغبية و هو يشعر أنه على وشك أن يفقد وعيه حقاً لذا قرر أن يقول ما يجعله يتوقف عن التفكير بغرابة مرةً واحدة ..

"حسناً أخبرني حلويّ ، هل تستطيع أن تتخيلني أرتدي بعضا من ملابس نومك المثيرة و أنتظرك على السرير لأخبركَ بـ بابي بيكهيون فقط مارس الحب معي حتى أفقد وعيي ؟"

الأقصر صرخ بهلع فجأة بسبب أن تلك الكلمات جائت على حين غفلة فتقزز بوضوح ليبعد وجه بارك عنه يرفعه إلى الأعلى يجعله يضحك هامساً بهذه هي المعايير التي أتحدث عنها ..

حسناً هو محق ، بيكهيون فكر لكن قبل أن يقول شيئاً يوجا همس لبارك بأذنه بعض الكلمات ..

" أنا على وشكِ التقدم لخطبة اختك رئيس ، هل ترى أن القضبان موضوعٌ أهم من ذلك الآن بحق السماء ؟"

بيكهيون تمكن من سماعها فضحك كذلك لحقيقة أن يوجا قد تمكن من فهم ما كانا يتحدثان عنه و بارك تعرق بتوتر مفكراً أن هل سمع يوجا ما قاله بيكهيون منذ البداية؟ هو يتمنى أنه لم يفعل ..

تشانيول تحمحم كابتاً ضحكته يحدق إلى مستشاره يمد يده نحو أخته ليسحبها إلى ساحة الرقص بعدما
شرعت الأغنية الرومانسية في الإستحواذ على المكان ..

Julio iglesias - when you tell me you love me ~

تشانيول مهم لذوق يوجا معجباً و إحتضن صغيره أقرب ينظر إلى أخته التي كانت تحيط عنق رجلها بحب و تحدق إليه ، قلبه كان سعيداً لأجل ذلك فراحا يحدقُان إليهما يراقصان بعضهما كفيلمٍ رومانسيٌ ملفت ، الثنائي سكنَ فجأة كأنهما لم يخوضا في نقاش غريب للتو و في الحقيقة يوجا و فالاريا اخذا جميع إنتباههما ..

" أشعر أنني سأبكي ، هما فقط جميلين للغاية~"

إنتحب يضرب ذراع رجله التي تحيط خصره
مراراً ليخرج بارك هاتفه ..

" وفّر دموعكَ حُــلوي ، هو سيركع لها بعد الرقصةِ كي يطلبها رسمياً و يمكنك البكاء بالقدر الذي تريد حينها "

تشانيول قال بصوت عاطفي يشعر أن عينيه تحرقانه كذلك ليخرج هاتفه و يشرع في تصوير تلك اللحظات المميزة ، مفكراً كذلك أنه ليس من العدل بتاتاً أن لا يرى جيرمي هذا  !! يا صاح أختهما المجنونة على وشك أن تُتزوج بعد هذه الليلة لأنه يعلم أن يوجا لن يتأخر في إقامة الزفاف حسب ما أخبره !!

" تشانيول أريد الرقص كذلك لكننيّ أريد التحديق إليهما في نفس الوقت ، مهلاً أنت تقوم بالتصوير ؟"

انتهى من الدوران حول نفسه كالأميرة الراقصة فيقترب من هاتف تشانيول يغطي الكاميرا مخرجاً لسانه بإغاضةٍ لأنه يعلم إلى من سيرسلُ هذا الفيديو

" فيتالي أيـها المعتوه أنا أرى هذا و أنت
لا ، دع عملك المزدحم ينفعك !"

تشانيول هز رأسه ضاحكاً ثم رفع الهاتف إلى الأعلى بإغاضةٍ إلى حد لا يستطيع صغيره الوصول إليه مهما حاول أن ينقذ نفسه و يرفع طوله ..

" أنت حرفياً شبرٌ و نصف توقف عن
رفع جسدك لن تستطيع الوصول"

" أستطيع أخذ الهاتف منكَ في أي لحظة
لا تتحدانيّ سيد بارك"

تشانيول أخرج له لسانه هو هذه المرة مغيضاً يتناسيان الثنائي الذي يرقص بسعادةٍ و حب غامر يتركانهما كي يندمجا بعالم غرامهما الخاص ..

" حتى و إن قفزت أنت لن تستطيع الوصول
إليه لذا إستسلم لواقعك صغيريّ "

" لما عليّ فعل ذلك ؟"

همسَ ببحةِ إغراء فيبتلع بارك قبل أن يبدأ حتى في تطبيق ما يريد ليسعل ما إن مرر كفه على معدته نزولاً إلى رجولتهِ ضاغطاً هناكَ بخفةٍ بينما إمتص تفاحة آدم خاصته حتى شعر بها تنبض ..

" لا تتحدانيّ ~"

همسَ بأذنه يضع قبلةً أسفلها ليسرق الهاتف من يده التي أخفضها ضعيفاً و يكمل هو التصوير ببراءةٍ و يهتف للثنائي الراقص ليس و كأنه أجبر صديقه السفلي على الإستيقاظ ..

" من سيعتني بمشكلة صديقيّ السفلي
الذي أيقظته الآن سُكر ؟ "

بيكهيون إدعىَّ أنه لم يسمع ذلك الهمس المثير و حسناً تشانيول صرف نظره عن مشكلتهُ في اللحظة التي رأى بها مستشاره يركع اخيراً لأخته ..

" أنا أحب مشاهدة عروض الزواج تشانيولي ،
يا إلهي فالاريا بدأت في البكاء !!"

صرخ يصفقُ بيديهِ سعيداً و الدموع بالفعل
بدأت في النزول من عينيه سعيداً بما يرى و قبل أن يركض إليها تشانيول سحبه من خصره إليه مالذي ينوي هذا المعتوه فعله ، المشاهدة عن كثب ؟

" أفلتني أريد المشاهدة"

هو تحرك بفوضويةٍ ليبتلع بارك لأن مؤخرته تحتك برجولته و ذلك ليس مساعداً بتاتاً ..

" ألا تنوين ذلك حبيبتيّ؟ عتقُ نابضي و الموافقة على الزواج مني ؟ كفِ عن البكاء لا أريد رؤية دموعك في ليلةٍ كهذه "

يوجا قال برجاء يغرقها بعينيه المحبتين، لازال راكعاً منذ دقيقة كاملة يطلب منها الزواج فاتحاً علبة الخاتم ذو الألماسةٍ البنفسجية الكبيرة أمام عينيها المعجبة و قلبها العاشق ثم عيونها التي لم تتوقف عن البكاء ..

" أقبل بالتأكيد أقبل هل هذا سؤالٌ حتى ؟"

" يجب على هذا السؤال أن يكون كيف
سنتزوج دون عرض زواج؟"

ضحكت وسط دموعها الكثيفة تراه يعتدل في وقوفهِ يخرج ذلك الخاتم الذي أخذ قلبها حرفياً من علبتهِ لترفع عينها بعدها مباشرة نحو تشانيول الي كان يقف أبعد عن المكان يحدق إليها ببسمةٍ لطيفة راضية غلفتها بالدفئ و هناك بيكهيون الذي لازال يصفق وحيداً في المكان ..

" تعال لنقترب منهما لا أريدُ الوقوف هكذا بعيداً ، أشعر أنني أشاهد أكثر الأفلام رومانسيةً "

يوجا رأى تشانيول بعدها يقترب منه كي يعانقه مهنئاً و هناك في الجهة الأخرى بيكهيون الذي كان ينتحب لكم أن لون الخاتم جميل و بدرجة البنفسجي الذي تحبه فالاريا تحديداً ..

" أنا سعيدٌ لأجلك يوجا ، أختي عوضتك عن تلك السامة التي وقعت لها ديسمبر الماضي لذا عامل--

" عاملها جيداً أو سأقضي عليك ، أنا
حفظتُ هذا بارك "

يوجا قال ضاحكاً يبادله العناق الضيق فيهمهم له بارك مؤكداً ، هو بالتأكيد سيقضي عليه !!

بارك قالَ يطبعُ قبلة على جبينها و ينظر إلى بيكهيون الذي دفن نفسه بين أحضان يوجا في نفس الوقت ليتحمحم يجعل ذلك العناق يُفصل فوراً ..

" توقعتُ أنني الوحيدة التي كانت تحضر لك مفاجأة لكنني أستطيع الآن أن أقول أن سعادتي إكتملت ، دعني أخبركم بهذا إذاً .."

رفعت الخاتم في الهواء مبتهجةً لتصرخ بما
جعل منهم يتوقفون عن ما كانوا يفعلونه ..

" أنا حامل ~"

لحظة الصمت التي سادت هناك كانت لا تفسر ، هي فقط من كانت مستمرةً في الضحك بسعادةٍ تنقل عينيها الزرقاء بينهم تنتظر أي رد فعل و بيكهيون أول من إستوعب لأنه كان يملك القليل من الشك منذ ركضت بتلك الطريقة إلى الحمام قبل مدة لذا وجدته يلتصق بها بالفعل كي يعانقها و ينتحب بالقدر الذي يريد و بالكثير من الكلمات عن متى اكتشفت ذلك حتى ثم راح يهز جسمها مراراً مبتهجاً حتى شعرت بالدوار ..

لكن هناك أمرٌ واحد بشأن تشانيول و يوجا اللذان أخذا يحدقان إلى بعضهما البعض بصمت لا أحد يعلم مالذي يفكر فيه الآخر بالضبط .. تشانيول كان يفكر أن يوجا جعل أخته حاملاً بغرابة في حين المستشار لم يستوعب شيئاً بعد ..

" قُلت أنني حامل ، لديَّ طفلكَ ببطني
يوجا أنا سأصبح أماً قُـم بأي رد فعل"

هي صفعت رأس خطيبها المصدوم و بيكهيون كان ينقل الهاتف بين وجوه الجميع يوثق تلك اللحظات الثمينة و هناك كذلك بارك الذي مسد رأسه ، هل أخته حقاً حامل وهو سيصبح خالاً اليس كذلك ، مهلاً ماذا ! فالاريا حامل !! فالاريا ستتكاثر !!

" أنا سأصبحُ بابا ؟"

همسٌ خرج من المستشار مقترباً منها اخيراً ، عينيه البنية أصبحتا فجأة تلمعان تنذران البكاء لتومئ له و بيكهيون كاد يفقد وعيه لجمال الوضع متجاهلاً رجله المصدوم ، هو لازال يحاول هضم فكرة أن فالاريا تتكاثر ..

" ببطنكِ هنا يوجد طفل حقاً الآن ؟"

خطيبها تلمّس بطنها برقة يخاف حتى وضع يده كلها فتتأذى بأي شكل لتهز رأسها إيجاباً و لا أحد منهم الثلاثة توقفت دموعه سوى تشانيول الذي كان لازال يعالج الفكرة في رأسه ..

" أنتِ ستصبحين والدة طفليّ فالاريا !"

سأل للمرة الثالثة لتنتحب ..

" هيا يوجا بربك الطفل ببطنيّ أنا فمن ستكون
أمَه سوايّ ؟ أنا بالطب-- تمهل سأسقط !!"

صرخت فجأة حين حملها و راح يدور بها جميع القاعة يصرخ بأننيّ سأصبح أباً يكرر ذلك ليركض بيكهيون خلفهم في كل مكان يذهب إليه بها و يصور ذلك كالمجنون يتركون تشانيول يبتسم ببلاهة بشكلٍ تدريجي تتسع ضحكته إلى أن أفلتها فبدى كالمختل ..

لتوه إستوعب كلياً فكرة أنه حقاً سيصبح خالاً و ان هناك طفلٌ صغير على وشك أن ترحبَ به العائلةَ
بعد تسع شعور من الآن ؟؟

" أنزلني أصابني الدوار يوجا !"

قالت تستنجد عطفه لكن خطيبها المبتهج
لم يفعل سوى حينما وجد تشانيول بوجهه ...

" لا تركض بأختي ، حذراي فطفل أختي
بالداخل علّه يتأذى هاتها "

تشانيول الذي ركض فجأة نحو يوجا أخذ أخته من بين ذراعيه ليتجه نحو الموائد ثم وضعها على الكرسي بحرص يحدق إليها بعيون واسعة إمتلئت عاطفةً فتسقط دموعها أكثر لمنظره اللطيف ..

" بدأتَ تتسلط عليه منذ الآن صغيريّ؟"

" هو لن يلمسكِ حتى إلى أن تلدي بسلام ..
أنا لا أستطيع التصديق"

بيكهيون الغارق بدموعه نظر إلى يوجا المسكين العابسِ بضحكة بينما يقوم بمسح مياه انفه بالمنديل مبقياً عينيه على حديثهما اللطيف ، القبلة التي وضعها تشانيول فوق بطنها كانت ألطف من كل شيء بالنسبة لبارك ، هذا الشعور اليوم قضى على ما عايشه من آلام بسبب ما فعله بأوجاتسيف المجرم و المشاعر السامة التي نتجت عقبَ ذلك الفعل ..

لطيف ، لكن مهلاً ليس ألطفَ من الطريقة التي إحتضن بها زوجه معدتة فالاريا يحدق إلى يوجا مغيضاً لتقحم يدها بين خصلاته الرمادية التي تبللت كون دموعها لم تتوقف عن النزول بغزارة ليهمس لها أن لا تبكِ لأن البكاء يؤذي الطفل ، حسنا تشانيول على وشك أن يتحول لطبيلة نسوة و توليد ، يوجا فكرَ مبتسماً لمنظر رئيسه اللطيف بعدها هو قرر أن يحاول و يقترب لكي يحصل على دوره من إحتضان خطيبتهِ لكن تشانيول نفى و إحتضن خصرها أقوى ليتأفأف ..

بيكهيون أراد تناول وجنتيّ تشانيول من فرط لطافته حتى أن عيونه الواسعة اللامعة أثرت بقلبه ، ليلاحظ أن دموعه هو كذلك لم تتوقف و الكحل الذي لطخ خديه يثبت ذلك ، وجهه تقريباً أصبح مدمراً بمياه أنفه و عبراته فقرر أن يغتسل كي يمنح بارك الذي تحول لطفل وقته مع أخته بعدما إنتهى من إلتقاط الكثير من الصور لذلك حتى أنه وضع واحدةً منها خلفيةً لهاتفه ..

هناك هو لف جسده كي يقود خطواته إلى الأعلى نحو الحمام تحديداً لكن ما سمعه قبل أن يختفي وراء الباب جعله يبتلع ..

" أنا أحسدكَ على هذا الشعور يوجا "

ذلك تقريباً جعله يلهث فالألم الفضيع الذي شعر به بصدره بسبب ذلك غريب حسب تحليله الخاص .. الحساسية التيّ لازال يعاني بها نتاج ما حدث لم تتلاشى بعد و هو تقريباً شعر بالدموع تنزل في تلك اللحظة لسببٍ يغاير سعادته بفالاريا و يوجا ..

تشانيول الذي لازال يحتضن وسط أخته كطفل أكمل قول مقصده فعقب تضخم مشاعره من حقيقة أن فالاريا تملك طفلاً بداخل ما يحضنه هو لا يمانع مدحها بصدق ..

" أنا أحسدكَ لأنكَ تمكنت من جعل هذه الخرقاء تحترمكَ على الأقل ، كذلك أنت ستكون والداً لطفلِ أكثر النساء لطفاً، محظوظ يا رجل"

يوجا همسَ بأعلم و في الثانية الموالية هو كسر الإحترام و سحبَ جسد بارك من ذراعه لتشعر فالاريا أنها إلهٌ ما في بلدٍ بوذي تؤخذ منها البركة لأن يوجا إنحنى ليصبح بذات الوضعية التي كان بها تشانيول يعانق خصرها و الاختلاف الوحيد أنه كان يهمس لها كلمات الحب فقط و عن كم انهم سيشكلون عائلة رائعة رفقة طفلهم القادم لتفكر أن الدموع لن تجف من عينيها..

بل تأكدت في اللحظة التي رأت فيها وجه تشانيول و هو يلف الهاتف لها لتحدق عبر الشاشة إلى فيتالي المصدوم و جيرمي الساخط ، لما هما ليس هناك و فالاريا يحدث لها جميع هذا..

بارك سلم الهاتف لها حين بدأو في شتمها و تهنئنها و قول الكثير من الأشياء في وقتٍ واحد بفوضويةٍ لم تفهم هي منها شيئاً لتختفي إبتسامته حين إستوعبَ شيئاً ، أين صغيره ؟؟

"بيكهيون ؟"

هتفَ بقلقٍ يحدق حوله أولاً في حين لا يستطيع منع ذلك الشعور نظراً لما عايشه مؤخراً في التسلل إليه في كل مرة ..

هو ركض نحو الحمام بسرعة كأول خيار ليشرع في طرق الباب قبل أن يُفتح و يوسع عينيه لأن صغيره كان هناك لكن ما يبدو وجهه كأنه بكى كثيراً ؟ حسناً هو يعلم أنه بكى كما فعل الجميع في الأسفل حتى هو لكن نظرات صغيره هذه ليست ذاتها اللامعة التي كانت في الأسفل لذا هو متأكدٌ أن هناك خطبٌ ما ..

" حلوي لما لم تخبرني أنك ذاهبٌ إلى الحمام أنت تعلم أنني لازالت لم اتعافى كلياً من كونك إختَفيتَ من أمام عينايّ فجأة في آخر مرة "

تشانيول قربه منه يحتضنه لكن حقيقة أن بيكهيون لم يبادله ككل مرة جعلت عمر ذلك العناق قصيراً ليبتعدَ الأصغر نحو المغسلة ينظف وجهه من تلك الدموع ثم يعود ليقف بجانبه يردف بما أوقفَ عقلَ بارك ثوانٍ عن العمل ..

" لم أرد قطع سعادتكَ فأنت كنت تبدو جد سعيد و الجميع سعيد بحملها حتى أنا ، لكنك! سعيدٌ لدرجةٍ حسدتَ فيها يوجا على ذلك الشعور الذي لن أستطيع أنا منحك إياه أوليس كذلك ؟"

هذا كان جميع ما قاله ليغادر الحمام يترك الرجل يتسائل عماّ يحدث و مالذي يتحدث عنه اصلا؟ مهلاً ما الذي يحدث حقاً هما كانا سعيدين !! تشانيول ركض خلفه يمسك بمعصمه قبل أن ينزل إلى الأسفل ليسحبه إليه فيصطدم صدره بخاصته ...

" عمّا تتحدث بيكهيون ما هو الشعور الذي لن تستطيع أنت منحيّ إياه ! أنا لم أفهم مقصدك لأجيبك بإن كان كذلك أم لا !؟"

بيكهيون حاول تحرير معصمهِ يقاوم الدموع المؤذية لكنه لن يسمح له بالتحرر منه حتى يشرح له ..

" أفلتنيّ"

تشانيول لم يفلته بل أحاط وجنتيه ليزيل الدموع التي كانت تحاول النزول يقول بنبرة ليّنةٍ لأن المنظر يؤلم قلبه ..

" لما قد أفلتك دون أن أعرف سبب بكائك المرير فجأة ؟ كنا سعداء في الأسفل أوليس كذلك صغيريّ هل حدث لك شيءٌ ما ! أنت تشعر بالتعب ربما هل تريد الذهاب نحن على وشك الذهاب في الأصل هما عليهما أن يأخذا وقتهما الخاص"

تشانيول قال و بعدها لم يتوقف عن تكرار ذلك بقلق يتلمس حرارة وجهه و عنقه فهو لا يستطيع أن يشعر بالراحة حين يرى دموعه و يخاف عليه من المرض و برودة الجو ، لكن بيكهيون الذي أبعد يده عنه جعله يجفل ..

" أنا سمعت ما قلته ليوجا ، لما اخترت فتاً إن كنت تريد الشعور بذلك و تنعته بالمحظوظ ؟ هل تريد الحصول كذلك على طفل مثله ؟ أنت تحسده على ذلك الشعور أليس كذلك ؟ "

شخصٌ بذكاء بارك إلتقط ذلك سريعاً لكن هل سمع بيكهيون نصف الحديث أم ماذا و بناءاً عن ذلك هو إستنتج و راح يبكي بهذا الشكل حقاً دون حتى أن يتحدث إليه !! لازال يفعل ذلك و يتخذ موقفا كاملاً من البكاء و أذية عينيه بناءاً عن سوء فهم ، دون أن يطلب منه شرحاً حتى  ..

" أنت تعبث بي إن كنتَ تريد أن تحصل على طفل كذلك إذهب فلا أحد سيمنعك من ذلك هو حقك الكامل في النهاية "

قال كلمات لم يفهمها تشانيول بسهولة لأنه لا يفكر بها و لم يقصدها أصلاً لذا وجد الموضوع الذي يتحدث عنه موضوعاً غريباً ولج من العدم و يظطر هو كي يتحدث إليه فيه ، يراعي حساسية صغيره لكن ما هذا حقاً ؟ يعبث به و يحصل على طفل و أي حق يتحدث عنه فجأة !!

الحساسية هاته لم يكتسبها بيكهيون فقط بسبب ما حدث معها مؤخراً بعد خطفه بل لطالما كان هكذا يفهم الأمور من منظور ناقص و هو كان هناك دائماً كي يشرح له و يراعيه و يدللـه بالقدر الذي يريد لكن موضوعٌ كهذا اليوم وجده بارك أكثر حساسية بالنسبة لصغيره لذا قرر أن يشرح له بكل حب و هدوء و لو إظطر الشرح من البداية لكن رد الفعل الذي تلقاها لم تكن مساعدةً فحين كان على وشك أن يحتوي وجهه بلطف بيكهيون أبعد يديه فجأة من وجهه و ركض إلى الأسفل يتركه هناك وحيداً ..

" يا إلهي"

أعاد خصلاته الرماديةِ إلى الخلف بقلة حيلة يقرر أنه  لن يتركه لسوء فهمه رغم أنه لم يتوقف عن كونه متسرعاً بارك لحق به قبل أن يسمع الحوار الذي كان يتبادله الأصغر مع فالاريا بمجرد أن لاحظت وجهه ..

" ما جميع هاته الدموع لا تقل أنكما تشاجرتما
مجدداً في الأعلى ؟ أولم يمت أوجاتسيف اللعين ما هو السبب هذه المرة ؟"

هي حاولت جعل نبرتها مرحةً أكثر لكن
بيكهيون لم يتفاعل مع ذلك ..

" لم نتشاجر أنا فقط إكتشفت شيئاً لتوي"

إكتشف شيئاً لتوه ! بعد صفر حوار هل ينعت ذلك بإكتشاف هذا الصغير على وشك أن يدفعه للجنون ..
تشانيول كان سيقول كلماتٍ يدافع بها عن ذلك الإتهام ثم لما يعتبر ذلك إتهاماً ، هو كان يراهُ دلالاً من صغيره مستعد كي يتحمله .. سوء فهم مستعد كي يوضحه أو إكمال ما سمعَ نصفه قبل أن يقول بيكهيون ما جعله يشد على يده بقوة يتراجع عن ذلك ..

" ثم ليس أوجاتسيف من كان السبب في
المشاكل دائماً ، مثل اليوم !"

تشانيول توقف عن محاولته في أن يخطو نحوهُ و كن جسده في تلك اللحظة التي إستنتج فيها أن بيكهيون يرمي عليه لوم سوء فهمه كذلك دون حتى أن يدخل معه في نقاش أو يسمح له أن يشرح !!

بيكهيون و فالاريا و يوجا الجالس بصمت حدقوا جميعهم إلى تشانيول الذي خرج من المكان بوجهٍ لا يُفسر  ..

" ماذا هناك أنت لن تغادر المكان حتى تخبرني !!"

لم تسمح لبيكهيون بالتحريك فتجبرهُ على الجلوس فوق الكرسي بينما جميع عينيه كانت على يوجا الذي ينتظر فهم ما حدث كذلك ، هما حرفياً قط و فأر ..

" يوجا يريد بعض الخصوصية أنا عليَّ -"

" لن اتركك دون هذا بيكهيون ليذهب يوجا إلى الجحيم الآن ، لما عدتما للشجارِ و في ليلةٍ سعيدةٍ كهذه بالنسبة لي ؟"

يوجا وسع عينيه يشير بسبابته لنفسه هامساً بما ذنبي الآن حقاً !!! حسناً هو عليه أن يستعد لأنه لا يستطيع تخيل أن فالاريا المزاجية أصلاً ستعاني من تقلب الهرمونات الحاد كذلك بسبب حملها لكن هو هنا ليتحمل جميع ذلك برحب ..

" حسناً أنا سمعت ما قاله ليوجا، سمعت أنه يحسده على ذلك الشعور ، شعور الأبوة لذا أخبرته أنه لم يكن عليه أن يختار فتاً إن كان يريد أن يكون له طفلاً من صلبه هل أنا مخطئ بذلك ؟"

يوجا ضرب وجهه لينهض من الكرسي فوراً يتجه لرئيسه في الخارج و فالاريا كانت تحدق ببلاهة نحو بيكهيون تتسائل عن متى سيتوقف هذا الصغير عن سوء فهمه في كل مرة مسترجعةً حادثة وشم ليزلي ، بيكهيون عدوٌ لدود مع إكمال سماع الجمل أو الرؤية بشكلٍ واضح و هاهو أقحم نفسه في سوء فهم أكبر من مؤخرته بسبب حساسيته و دلاله ..

"لكن الأمر ليس كما فهمته أيها المعتوه المتسرع و أنا الآن لا أستطيع الدفاع عنكَ حتى أمام تشانيول خصوصاً قولك أن ليس أوجاتسيف سبب المشاكل دائماً"

المعنيّ رأى أنها بدأت تنتحب قهراً ثم شعر كذلك بقرصة على مؤخرته فيقفز بألم ..

" هو كان يتحدث عن كم أن يوجا محظوظٌ بسبب أنه إستطاع السيطرة عليَّ قليلاً و أقبل الزواج به ، ثم قال أنه يحسده على إحترامي له هذا ما في الأمر ليس هناك شيءٌ مما نسجه عقلك لك من تخيلات ، أخبرنيّ أكان صعباً أن تبقى لثوانٍ أخرى كي تسمع البقيةَ من حديثهِ بيكهيون !"

حسناً ماذا تقصد بهذا ؟ هل ما قاله لتشانيول في الأعلى لا يمت لمقصد بارك بصلةٍ و هل اخبره حقاً أنه يعبث به بعد جميع ذلك ؟؟ بيكهيون وضع أنامله على فمه بشعور غريب يتذكر كيف دفع يد تشانيول القلق على حاله في الأعلى ، هو جرح مشاعر رجله ذاته الذي لجأ له ليلة البارحة كي يقضي على ذكرياته السامة ..

" هل يمكنكِ مساعدتيّ ؟"

همس بقلة حيلة لتهز رأسها نفياً فيقضم سفليته ، كيف عليه النظر إلى رجلهِ الآن أو الركوب معه في ذات السيارة دون الشعور بالحرج من تهوره للمرة المليون ؟

" لا أنا لدي ليلة لأكملها مع خطيبي إبتعد عن وجهي و حل مشاكل تهورك بنفسك ، يوجا ~~"

يوجا الذي كان يدخن مع رئيسه الصامت في الخارج لم يستطع مواساته بأي كلمة لأن وجهه كان مخيفاً لذا قرر الصمت و الوقوف فقط معه حين كان ينتظر من بيكهيون القدوم ..

قبل أن يسمعا صوت صراخ فالاريا التي ندهتهُ ليهرول إلى الداخل تحت أعين تشانيول المعجب بذلك الإهتمام السريع منه لكن بداخله ، هو متأذٍ مما حدث و لا يعلم متى سيتخلص صغيره من هذه العادة ..

كذلك من حقيقة أنه عاد ليذكر أوجاتسيف اللعين الذي حاول كثيراً إستبعاد التفكير به عقب تلك المشاعر التي شعر بها ليلة البارحة حيث لجئ إليه كي يطردها بعيداً عنه لكنه يقول اليوم أن ذلك اللعين ليس سبب المشاكل دائماً بعدما أعطاه صفر فرصة كي يشرح سوء فهمٍ حدث من طرفه هو !!

" بيكهيون إستمعْ إليَّ عزيزيّ"

احاطت كتفيه بيديها تشير ليوجا بعينيها أن لا تقترب أكثر كي لا يشعر الصغير بالحرج مما ستقوله و خطيبها نفذ برحبٍ يفكر أن ذلك الصغير المدلل يجلب العواقب لنفسه في كل فرصة ..

بيكهيون نظر إلى وجهها بتعابيرَ لطيفة
لتهمسَ برفق ..

" أنا أتفَّهم حساسيتكَ عزيزيّ لكن تشانيول كذلك لا يستحق أن تسيئ فهمه و تخبره بأشياء كأنه يعبث بك و ما يشبهها ، قلبه يتأذى بسرعة خصوصاً حين يكون الأذى منك أنت فهو لا يستطيع التعامل مع ذلك جيداً ولا يستطيع هضم فكرة أنك تقول تلك التراهات عن حبكما في كل مرة تسمح فيها لمشاكلَ واهيًة كهذه أن تتسلل لصفوِ ودكما حيث ستجعله يشعر أنه يعطي الحب الصادق هباءاً ، هو يحبك كالمجنون ليس على أي أحد قول هذا أو التشكيك به أو حتى التدخل بينكما في كل مرة صحيح ؟لذا أنت واعٍ كفاية لتحدد أنك لا يجب أن تنفعل بهاته الطريقة في كل حادث بسيط يمكنك حلهُ بالتفاهم و السماح له بالتحدث إليك ليس الهرب كالمجنون في كل مرة !!"

بسمته الحرجة إختلطت مع واحدةً جاءت بسبب أنها تراه مجنون في كل مرة يركض فيها هارباً من تشانيول بينما المذنب هو ، الذنب زاد في قلبه فتضيفُ بعض الكلمات التي تتمنى أن يقدرّها و يحافظ عليها بعقله ..

" بعيداً عن الخيانة و عدم الإهتمام لأن هذين العنصرينِ ليسا قابلين للنقاش حتى , من حقك أن تطلب شرحاً لكل شيءٍ آخر لا يعجبك لكن ليس هكذا أمور تعتبر تافهة أمام حبكما العظيم ، صدقني أنت لا ترى كم النسوة و الرجال الذين يحسدونك عليه منذ السنة الأولى من علاقتكما و هو لا يرى سواك و لا يصدق أن من يحبه بهذه الطريقة المهووسة لازال معه بعد الملايين من الكوابيس حول خسارتك لعدة أسباب أنت أدرى بها ، هو له ثقله الذي تعلم عنه في المجال ولا احد كان يصدق أن نايتمر البليد القاسي قابلٌ لأن يقدس احدهم بتلك الطريقة يوماً لذا لا تسمح لهذا أمور أن تعكر ذلك مجدداً حسناً ؟"

إرتشفت القليل من العصير لتستطيع إكمال إملاء بعض الكلمات على هذا المدلل الذي يشكك دائماً بأشياء تعتبر بديهيةً في حياته ..

" ثم بذكرك للعبث مجدداً !! صدقني أخي ليس من الأشخاص الذي سيرغم نفسه على تحمل أحدهم إن لم يكن يحبك بذلك القدر و الهوس ، هو وقح و جريء و لا يعطي الفرص على حساب راحة بالهِ  .. هو كان لينهي العلاقة بسهولة لما عليه أن يواصل في ما هو ليس مرتاحٌ فيه إن لم يكم هائما بك بيكهيون !  أنظر إلى جميع تلك المشاكل الجحيمية التي مرت عليكما و ها هو هنا يحبك بذات القدر و يتشبت بكَ و لأنني أعلم أنك تحبه في المقابل و تهتم به بذات القدر و الهوس ؛ أنت عليك أن تتوقف عن التصرف هكذا ايها الصغير فمن أين خرج سيناريو الطفل فجأة في ليلةٍ إستثنائيةٍ هكذه ، ماذا عن جايسون طفلكما هل نسيته أنا سأخبره "

هو وسع عينيه حين فكر أن جايسون سيعلم عن هذا ، هو متأكد أنه سيتأذى من حقيقة أنه لم يفكر به كطفلهما الحقيقي حتى بعد جميع تلك السنوات و هناك بسمة فالاريا الخبيثة التي كانت تدرك مالذي يدور بعقله عقب ذلك ..

أخذ معطفه و حقيبة يده فجأة و راح ينقل عينيه بينها و بين يوجا المبتسم نحوه ..

"هنيئاً لكما مجدداً ، آه أنا سأحضر لكِليكما هديةً مناسبةً لاحقاً ثم ما رأيكما أن تكملا سهرتكِما الثمينة ؟ أنا ذاهب إستمتعا~"

تشانيول رأى بيكهيون يخرج من القاعة اخيراً ليشغل المحركَ حتى شعر به يركب بجانبه ، الأصغر نظر إلى عيني رجلهِ بحرج فهو كان يتوقع أن بارك لن ينظر إليه لكن لا ، الأذية كانت واضحة بعينيه و التنهدات التي كانت تغادر صدره بين كل فينة و فينة تثبت ذلك تحت صمتٍ تام سيطر على جو السيارة ذاتها التي كانت ممتلئة بالضجيج قبل ساعة و نصف ..

" هل جايسون نائمٌ جونع مي ؟"

بيكهيون سمع ذلك بمجرد أن توقف تشانيول عند بوابة منزل والدته ، هو يعلم أن كلٌ من لوهان و سيهون و كاي و كيونغسو عادوا إلى منازلهم الخاصة  ..

" جيد ، أخبريه أن ينزل أنا سأخذه معي للقصر
و متعبٌ كفاية كي لا أنزل من السيارة"

بيكهيون وجد ذلك التجاهل منذ أقلع من القاعة إلى هنا مؤذي و في الحقيقة تشانيول لا يتجاهله هو يعطيه وقته الذي أرادهُ لذا قرر أن يلتزم الصمت فقط ، لا يعلم أي الحلول عليه أن يختار لذا فضل الصمت كي يشعر بيكهيون بغلطه قليلاً و كلماته المتهورة أمام يوجا و فالاريا عن مايكل بتلك الطريقة ..

" لما تتجاهلني تشانيول ؟ تتحدث عن جايسون و
انا أشعر أنك ستأخذني معكما إلى القصر قسراً "

تشانيول أرجع رأسه إلى الخلف لا يعلم مالذي عليه أن يقول حقاً بينما ينظر إليه  ..

" لم أتحدث بأي حرف يوحِ بذلك بيكهيون ، أنا فقط اخبرت جونغ مي أن ترسل جايسون إلى هنا كي نقلع"

بيكهيون كان على وشكِ أن يقول شيئاً لكن ركض جايسون السعيد نحو السيارة أوقفهُ  ..

" لم أكن لأتي لأنني حزين لأنكما هربتما إلى أين
لا أعلم بدوني لكنني إشتقت إليكما و خفت أن تهر إلى القصر يبدوني ، من الافضل أنك اتيت لتأخذني بابا "

هو وضع قبلاً على وجه بيكهيون أولاً ثم جلس على حجر بارك يحتضن عنقهُ يسمح لنفسه البقاء هناك طوال الطريق إلى القصر لكنه لاحظ أن بابا و ماما خاصته غريبين ، هو تمكن من ملاحظة سكون الجو الغريب فيرتعب مفكراً بأن تلك الكوابيس السابقة و الأفكار حول الإنفصال عادت لتدور بينهما !!!

" لما لا تتحدثان مع بعضكما البعض بابا ؟"

بعد ثرثرته بالكثير حول نفسه و سكون الماما خاصته النشيط عادةً ، جايسون قرر أن يهمس بذلك في أذن تشانيول و للأسف هو لم يحصل على أي إجابة ..

" الوقت متأخرٌ كثيراً هيا إلى النوم
مباشرةً ايها البطل تناولت عشائك صحيح ؟"

" أجل ان--_

الطفل كان على وشك أن يجيبَ لكن
صوت بيكهيون قطع ذلك ..

" هل تظن أن والدتي ستبقيه دون طعام ؟ أنت رأيت انهم كانوا يتناولون عشائهم قبل أن نذهب إلى حفل يوجا ثم هو تربى هناك لديها أكثر مما فعل هنا !"

تشانيول مسد رأسُه ، هو متأكد أن صغيره
هو الحامل و ليس فالاريا فالحساسية و تقلب الهرمونات ليس بمزحة بتاتاً  ..

" هيا إلى النوم هيا "

تشانيول ربت على شعر الطفل الأشقر فيطبع جايسون قبلة على يد كليهما ثم يركض إلى الغرفة خاصته يفكر أنه على الأقل أحضراه معهما  إلى هنا ..

" إذاً أنا سأنام معه بعد الإغتسال و إن كنت
تنوي أن تنام معه يمكنك ذلك"

الصمت الموتر الذي حل بعد تلك الجملة أوجع قلب بيكهيون ، سرير جايسون هنا يكفي لثلاثتهم بالفعل لما يقول ذلك ؟

فكر بشفاه مرتجفة بينما جلس على السرير بجناهما الخاص يراقب بارك الذي خرج بعد خمس دقائق من الحمام بملابس مريحة و توجهَ نحو غرفة جايسون مباشرة بعدما لمحهُ لثانيٍ لتُغلقَ البوابة يبقى هو هناك يسترجع كلمات فالاريا بالحرف الواحد ..

هل يتأذى تشانيول منه كذلك إلى تلك الدرجة ؟ حسناً شعور أنه أفسد فرحته العارمة و سرق بسمتهُ السعيدة بحمل أخته و خطبتها تسلل إلى قلبه
ليشرع في قضم أنامله بحزن ..

" هل ستنام معيّ بابا ؟ مرحباً بك"

تهذيبهُ اللطيف بينما يفتح له الملائة ببسمة واسعة تظهر فقده لسنه الأمامي ثانيةً جعل بارك يومئ له ثم ينضًم إليه على السرير يعانقُ جسده و هناك جايسون شعر بالراحة الوافرة ما إن وضع رأسه على صدر البابا خاصته الآمن و أحاطته رائحته الجميلة ليهمهم بدفئ ..

" هيا أغمض عينيك و توقف عن النظر إليّ ،
تنتظرك المدرسة غداً صباحاً "

تشانيول قال فهو لم يتوقف عن النظر إليه عن كثب بعيون زرقاء معجبة ، هو يعلم أنه يتطلع إليه في كل مرة لكن عليه النوم فالوقت متأخر ..

" أنا لا أشبهك لكنني أريد أن أصبح
أنت بالتفصيل حين أكبر "

كلمات بريئة نبسها جايسون لكن التفكير حول والده الحقيقي عاد لعقل تشانيول الذي شرع في التربيت على ظهره بلطف ، هو لا يستطيع السيطرة على تلك الأفكار .. هو لم يرد أن يصل به الامر كي يحتضن طفل شخص قتله هو لكنه يعلم أنه يستحق ..

" أين ماما لما لم يأتي للنوم معنا ؟"

جايسون قال بنعاس وسط تثائبهِ لكن لم يجد إجابةً فتشانيول لم يقل شيئاً و إستمر يهزه حتى غادر الطفل إلى عالم النوم العميق .. هو يشبهه بشكلٍ مرعب ، يشبهه إلى درجةٍ اصبح متأكد فيها أنه سيصبح نسخةً عن مايكل لكن بشخصيته هو فجايسون بدأ بالفعل في إستنساخِ جميع طباعه منذ سنه هذا ...

بعد ربع ساعة أخرى ، شخير صغير بدأ يتسرب من جايسون ليحدق تشانيول إليه بإستلطافٍ ، هو سحب جسده عن السرير برفق ليجلس على حافته واضعاً وجهه بين يديه يفكر بما حدث ..

هو يفهم صغيره ولا يعتب عليه لكن عليه أن يفهم أن هناك مالا يستطيع قوله دائماً أمام اي شخصٍ غيرهما ، هو كان يستطيع أن يخبره بما يزعجه ، بسوء الفهم الذي حدث ليعالجه معه لكن --

الباب الذي فُتح قاطع أفكاره ليحدق إلى بيكهيون الواقف عند مدخل غرفة جايسون بصمت فقط ينظر إليه دون أن يقوم بأي رد فعل ، تشانيول أشاح عينيه بصعوبة عن بيجامة البيكاتشو اللطيف و يده التي شد عليها تدل على كم أن ذلك يؤثر فيه بشكلٍ خاص ، هو لا يستطيع تجاوز ذكرى أول يوم عمل به لديه حين أدرك أن الطفل كان يلاعب نفسه على المرآة ..

" هل نام ؟"

إقترب منه خطوةً تلو خطوة بهدوء يحدق إلى جايسون الذي كان غارقاً في نومه ، تشانيول نهض فجأة ليجفل بيكهيون ، هو لا يستطيع حتى ترتيب كلماته كي يبدأ في الإعتذار منه لأنه أفسد سعادته و إتهمه بناءاً عن سوء فهمه الغبي ..

" هل يمكنني التحدث إليك ؟"

همس حرجاً و هناك بارك إنحنى ليطفأ المصباح ليسمع بيكهيون ما جعله يقضم سفليته بقلق ..

" الطفل نائم "

قال و توجع نحو الباب يغادر غرفة جايسون
أولاً فيفكر بيكهيون أن ذلك لم يكن رفضاً تماماً من زوجه لكن تذكره بأنه أخبره بأفلتني و هو إستمر يتشبت به في حفل يوجا و فاليريا يطلب تفسيراً لدموعه اوجعه أكثر ..

تشانيول توجه نحو مكتبهِ فوراً يجلس هناك بعدما سحب زجاجة نبيذ و بيكهيون كان هناك كذلك بعد لحظات يجلس على الكرسي ناقلاً عينيه بين انامله توتراً تارةً و بين رجله الذي كان يحتسي كأسهُ بصمت ..

" هل أصبُ لك القليل فهو مركز على كل حال !"

جفلَ فهو كسر ذلك الصمت الرهيب فجأة لينفي له و بارك همهم يكمل الإستمتاع بكأسه يحدق إليه و ذلك ما وتر الصغير أكثر ، هو يحدق إليه ..

" هل أزعجك بوجودي ؟"

قال حين كثرت تنهدات رجلهِ و هناك تشانيول الذي يكره احياناً حقيقة أنه يريد تقبيله فقط بسبب هذا رغم أنه يريد جعله يشعر بخطأه و عادته تلك التي يجب عليه أن يتخلص منها لأنها ليست بصحية لعلاقتهما..

" لا ! "

بارك إحتسى جميع ما في كأسه ليجد بيكهيون يقف أمامه فجأةً ينظر إليه بعيون لمعت أسفل الأضواء الخافتة ..

" أنا دمرت سعادتكَ بالفالاريا أوليس ؟"

ذلك السؤال الذي خرج بصوت منخفض شق قلبه رغم أن شعوره بخطأٍ إرتكبه جيد كي لا يتهور ثانيةً و يدعم التحاور بينهما و يعتاد على أن يطلب شرحاً لكل شيئٍ بعيداً عن الخيانة ، الجميع يملك هذا الإيمان لذلك ما لا يبرر ولا يغتفر ولا يجد أن طلب شرح له مجدٍ أصلاً ..

" أنا سمعت ذلك بشكلٍ سيئ لكنني حسبتُ أن رغبتك في الحصول على طفل منكَ إستيقظت فجأة بسبب يوجا"

تشانيول لم يقم برد فعل يستذكر كيف كان صغيره يستشيط غضباً دون أن يسمح له في الشرح بناءاً عن تحليل خاطئ ..

" لن اخذ الكثير من وقتك ، لذا انا أريد أن أخبرك أنني أسفٌ لجعلك تشعر بالحرج أمام صديقكَ و أختك و لإخباركَ بأنك تعبث بي ، أنا لا أرغب في تأجيل الإعتذار إلى الغد ثم أنت حرٌ كي تقبله أم لا "

قال يقترب منه أكثر فصمت بارك يوتره ، الأطول
إبتلع بغزارةٍ ما إن شعر بركبته تحتك بخاصته هو فينظر إلى لطافته الفائضة فيما يرتديه ، صوته اللطيف المعتذر و النادم و عينيه التي تستسمحه بنظراتها ، هو حر ليقبله أم لا !! عبوس بيكهيون أكد ذلك ليبتلع ثانيةً ..

تشانيول صمت طويلاً و بيكهيون شعر بأنه يزعجه خصوصاً بعدما صب كأسا ثانياً و شربه دفعةً واحدة مكملاً تناوله بنظراته و ذلك جعله يريد تقبيله لكنه لن يبارد حتى و إن كان هو المخطئ في وضع هكذا ؟ ماذا إن دفعه عنه كما تلك المرة قبل أن يرحل ! و لعن حساسيته التي تسيطر عليه كونه ذرف تلك الدمعة التي جعلت بارك يمسد جبينه بقلة حيلة ، عليه مراضاة أميرة حتى حينما يكون هو المخطئ ..

" حسناً أنا أخبرتك بما أريد ، أنا
سأذهب عمتَ مساءاً"

قال بسرعةٍ يضرب الأرض بقدمه ، يشعر بالحزن بسبب أن بارك لم يتفاعل معه لذا لف جسده كي يغادر المكان فعلياً قبل أن يشعر به يسحب كفهُ فيسقط بحضنهِ فتتوسع عينيهِ لأن ذلك كان سريعاً و قمم انوفهما تحتكان بينما يده التي كانت على صدر بارك شعرت بكم أن ذلك الأهوج المحتفل بين اضلعه قارب على الخروج ..

" و رب عينينك أنني لا أملك حيلةً إلا كي أستسلم لإبتلائي بدلالك حتى و إن كنت مخطئاً ، مالي سوى الخضوع "

قال بقلة حيلة يركل الرغبة في جعله يتعلم الدرس إلى مؤخرة عقله فهو يهلوس أمام تلك الدموع و بيكهيون العنيد يعلم ذلك ..

بيكهيون همس "بهل تعتبر ذلك بلاءاً" حيث كانت نبرته الطف من أن يقاومها فيلعن كل شيء و يسحق شفتيه يضمه اقرب ليشعر بأن الكرسي على وشك الإنقلاب به لشدة إندفاعه و لهفته فيقهقه لأنه يعلم هذا ، يعلم أن رجله هو رجله في النهاية و بارك أدرك أنه يضحك ضحكةً النصر لا سواها و لا جميع الأحقية في ذلك بما أنه يستطيع جعل قلبه على وشك الخروج من بين أضلعه في كل مرة ..

" خِلتكَ غاضباً تشانيوريّ ؟"

عدّل جلسته فوق حجره بالطريقة التي تريحه تخرج نبرته متغنجةً و يديه تكفت تداعب صدره الصلب نزولاً حتى منطقته ليرسل إليه أنعم النظرات لديه ، حتى و إن كان غاضباً هو ليس جباراً امامه هو فقط إلى ذلك الحد , هذا الصغير يملك سره ، دليل السيطرة عليه و طريقة التحكم به ، هذا القطعة المقدسة هو الداء و الدواء لقلبه  ..

شفتيه الرفيعة إندمجت مع خاصة زوجه يقبله كما يشاء ليرتفع لهاث بارك في المكان يحيط خصره بقوة يقربه إليه حتى كادا قلبيهما يندمجان فالنبضات التي تلتقي في منطقةٍ ما كادت تفجر المكان ، هو لازال لا يستطيع الإعتياد على كم هي لذيذة و ينبهر في كل مرة كأنها الأولى عند باب شقتهم ، هو لم يكذب حين قال أن رجله و زوجه اليوم يملك ذات اعجاب و هوس رئيسه بالأمس  ..

تشانيول كذلك لم يستطع مقاومة فكرة أنه كان على وشك ان يغادر المكتب بعدما تأسف منه و هو لم يتفاعل معه لأنه كان يحاول المكابرة و عدم التهام البيكاتشو اللذيذ كي يجعله يدرك خطأه ، لكن ذكرى آخر مرة غادر بها بيكهيون من هذا المكان بالذات جعلته يشعر بالرعب ، هو لن يجعله أبدا يفعل ذلك
و لوحدث ما حدث بينهما ثانيةً ، هو لن يفلته بتلك الطريقة مجدداً ..

" اخبرتني بأنني حر كي أقبل الإعتذار أم لا هرة ؟"

همس يفصل القبلة العميقة فيهمهم له صغيره الذي عاد لتقبيله بشغف يتذمر من فصله للقبلة فهو الآن ينفذ و يطرح رغبته في تقبيله بعمق ..

" سأقبل الإعتذار فقط حين تسمح لي بتناول البيكشاتو اللذيذ هذا طوال الليل !"

مسح على نعومة ظهره يقحم كفه الباردة اسفل البيجاما ليعض برقةٍ على عنقه في المنطقة التي تخرج تآوهاته بصخب  ..

" و من أخبرك أن بيكاتشو يرفض
هكذا عروض بابي ؟"

قال بصوت مُثار ليتشبت بعنق بارك الذي نهض فجأة من الكرسي و ازاح جميع ما على المكتب ليطرح صغيره هناك ينزع ما تبقى من ملابسه بينما بيكهيون تخلص من تلك البيجاما اللطيفة ليفتح ذراعيه ينادي رجله الذي إندفع يقبله بحرارة ممتن لحقيقة أنه يملك افخم انواع المكاتب و الاثات لذا هو لن يتحطم إن ضاجعه عليه على كل حال ..

" هيا أنا لا أستطيع الصبر"

بيكهيون قال يدعوه لكي يقتحمه من الوهلة الأولى و بارك تقريبا إختنق للغابة حين بدأ صغيره في لعق  رجولته أولاً يجعل زمجراته المنتشيه تغزو المكان ، هذا الصغير اثاره بحفلة يوجا و لكنه يعتني بصديقه السفلي الآن لذا هو تراجع عن صفع مؤخرته التي يرفعها أمام عينيها بإغاضة ..

تشانيول لم يرد أن يصل أوجهُ لذا إقتحم صغيره فجأة بعدما طرحه على سطح المكتب ثانيةً ليكتم صراخه بفمه فهو يحب ٱمتصاص الحياة من نشوته و أنينه الذي يشعره كيف أنه يستطيع أن يمتعه في كل مرة بشكلٍ عظيم ..

' ببطئ ، خذ وقتك الكامل انا أريد
الشعور بك تشانيوريّ"

همس بأذنه يلقي به إلى عالم الهوس لينفذ طلب صغيره يعطيه ما يريدهُ و كما يريده ، ذلك المكتب كان يصدر صوتا خفيفاً و جميع ما يسمع هناك هو صوت ارتطام اجساد خفيف لكن قبلاتهما العميقة المحمومة بعراك الألسن تخلفان ضجيجا كافياً  ..

" صغيري هل سمعت ذلك ؟"

توقف فجأة يتوقف عن صنع حبه به يعود إلى عالمهما ذلك مجبراً لأنه شعر بالخطر و كيف يسمع شيئاً صغيره و هو يرسله إلى السماء السابهة في كل مرة؟"

" لا لم أسمع شيئاً "

بيكهيون سحبه إلى قبلة ثانية لكن جميع حواس بارك كانت تحاول أن تلتقط ذلك الصوت الذي يقترب منهما لكن قبل أن يفعل أي شيء أو يتجنب ذلك ..

" أنا لم أجدكما في الغرفة بابا --"

جايسون الذي كان واقفاً عند الباب يدعك عينيه حملق إليهما بعيون ضبابية من فرط النعاس لكنه إستيقظ كي يشرب و لم يجد تشانيول بجانبه و ذلك أزعجه..

هو دعك عينيه يحاول تصفية نظره لكي يتأكد مما يرى لكنه لم يرى شيئاً حين فتح زرقاوتيه على وسعها مجدداً بل سمع إرتطاماً قوياً بالأرض نظرا لسقوط جسديهما ..

ملامح تشانيول إمتعضت حين قلب وضعيتهما لكي يسقط هو على الأرض و لا يتأذى صغيره بعدما وجد أن لا حل يستر ذلك سوى هذا و هناك بيكهيون الذي لم يجد ما يفعل سوى القهقهة للفضيحة التي حصلا عليها لكن بصوت منخفض ..

" لما لم توصد الباب خلفك بيكهيون نحن كدنا نحصل على أكبر فضيحة بين العائلة غداً ، أنتَ تعلم أنه يكون مذياعاً أحياناً حين تستيقظ به أثار تربية لوهان"

تشانيول همسَ لينهض ببكهيون عنه ليزحف يحاول أن يسحب ملابسه الملقية هناك بهدوء من أمام المكتب كذلك يسترق النظر على جايسون الذي لازال يقف هناك بملامح بلهاء ناعسة و شعر مبعثر ..

" ليس وقتك تشانيول لترتدي ملابسك قبل أن يتوجه إلى هنا ، يا إلهي أنه قادم !!"

بيكهيون صرخ بهلع لأنهما و اللعنة عاريين. فشرعا في ستر جسديهما يتصارعان لذلك اسفل المكتب لكن في عوض أن يتقدم جايسون من المكان كي يتأكد هو هرب باكياً برعب من المكتب صارخاً بـ

"بابا هناك أشباح أسفل مكتبك ."

تشانيول أفلت ضحكته عكس بيكهيون الذي وجد حال الطفل مقلق  ..

" اذا هو ليس متأكداً إن رآنا أم لا ؟ آه هذا جد مريح و توقف عن الضحك هو يظن أن القصر مليء بالأشباج الآن!!"

" صغيري أنا بالفعل أخبرتك أنني سمعت حِساً ما
لكنك لم تقاومني و قررت أن تكمل في جعليّ أحبك فوق هذا المكتب"

ضرب سطح المكتب بفخر و هناك تلك الـ " جعلي أحبك " التي دغدغت قلب بيكهيون لكنه لم يجد الوقت الكافي لذلك ضربه بخفه الأصفر ذو رأس بيكاتشو الضخم ثم لحق بالطفل الذي هرب مرعوباً كي يطمأنه أنه يحلم ككل مرة، الكذبة التي لن تصبح نافعةً بمجرد أن يكتشف جايسون درس التكاثر البشري ...

بارك هز رأسه بمرح و الضحكة لازالت فوق شفتيه ، ستر نفسه و لحق بهما ليجد بيكهيون يدفن جايسون بأحضانه يحاول جاهداً كي يمحي حقيقة ما رآه من عقله .. و هناك رأى تشانيول رمى بجسده على السرير يلقي برأسه فوق فخذيه يطلب بعض الدلال و الإهتمام كذلك ليجد بيكهيون نفسه مظطر للتعامل مع طفلين فجأة لمدة عشر دقائق ..

" نام ؟"

قال بعد عشر دقائق كان يحدق فيها بهدوء إلى بيكهيون الذي يجيد إعطاء كليهما الحب فيهمهم له ..

" أجل لكنني لا أستطيع أن اغادر جانبه
تشانيول، هو قد يتستيقظ مجدداً مرعوباً"

تشانيول لم يجادل لكنه يعلم كيف يغير رأيه ودياً ، بيكهيون ما قال إلا كونه يخاف على جايسون لكن عبوس بارك و الحاجة التي عادت لتنتشر بجسده كما الحرارة جراء قبلات زوجه العابثة الراغبة على عنقه من الخلف أجبرته على النهوض بحذر من السرير ، سحب يد رجله و المغادرة خارج غرفة الصبي النائم دون ضجيج  ..

" صغيري زوجةٌ صالحة ~"

ذلك آخر ما سمعه بيكهيون قبل أن يغلق بارك الباب خلفه ، يرمي جسد صغيره إلى السرير يعود لتقبيلهِ يكملان ما بدأ كليهما به على أمل أن لا يفيقَ جايسون ثانيةً ..

⚜️

~ بعد ثلاث اسابيع ~

18:45 pm

" أنت تتعامل معي بلطف فقط لأنك لم ترني منذ وقتٍ طويل و ستعود للتنمر عليَّ بعدها كيونغسو!"

بيكهيون ضرب وجهه ففيتالي و كيونغسو لا يتوقفان البتة عن كونهما قطاً و فأراً حتى في أيام مباركة بالنسبة له كهذه فهو إفتتح مطعمه منذ اسبوع بالفعل و هاهو بالفعل يحتوي على الكثير من الناس منذ اسابيعه الاولى كون موقعه الاستراتيجي مساعد كذلك مظهره الملفت ليختتم بلذة ما يقدم هناك ..

" انتم يا رفاق مصدر صداع و ألم
في المؤخرة سأطردكما "

تذمر لأنهما يتشاجران أمام مكتبهِ ليتذمر كيونغسو لأن بيكهيون اصبح مديراً متسلطاً ..

" نحن في الأصل ذاهبين فتشانيول قادم !"

في حقيقة الأمر كان هناك ما يجهزه هذا الثنائي المتصارع مع لوهان و باقي العائلة للمغفلين اللذان لا يشعران بشيئ و لم يكن كيونغسو و فيتالي هنا سوى لإلهائه  ..

تشانيول رأى كيونغسو يحدق إليه بنظرة حرجة كذلك فيتالي بمجرد أن وصل إلى مكتب صغيره في الطابق العلوي و سمعهما يتحدثان عنه ليركضا إلى الأسفل نحو سيارة فيتالي بخجل ..

هما لم يتعلما من لوهان كيف يشتمانه و يتنمران عليه في وجهه كذلك !!

" مساء الخير أيها المدير هل يمكنني الدخول ؟"

تشانيول طل برأسه بلطف ليبتسم بيكهيون و يركض نحوه فحقيقة أنه يعيش حلمه اخيراً و بارك المتسلط راضٍ عن هذا عظيمة ..

" لا يمكنك الدخول لأنني نازلٌ إلى الأسفل بالفعل ، كيف كان يومكَ تشانيولي"

تشانيول لم يسمح لبيكهيون الخروج من المكان سوى بعدما يخبره بما يريد ..

" اليوم مر عظيماً لأنني أخذت إجازةً لأجلك سكر، سنحلق إلى المالديف غداً كما تريد منذ مدة فأنت تعلم أن عيد زواجنا بعد يومين اليس كذلك ؟"

عيون بيكهيون توسعت بمجرد أن سمع ماقال ليتعلق برقبتهِ سعيداً فهو كان يحتاج لهذا ، ذلك المكان الساحر يحمل ملايين الذكريات لهما سوياً و فكرة أنه سيحصل على وقت تشانيول الكاملة في اجازته القادمة كي يحظيا ببعض الإستجمام رائعة ..

" أحبك ، احبك كثيراً ، كذلك شكراً لأنك
أخذتَ اجازةّ لأجلنا إذاً "

شكره على أخذه إجازة لتوه ؟ تشانيول شعر بالفراشات و لم يستطع ضد نفسه عن التهام شفتيه كونه احتاج أصلا جرعة حبه بعد ساعات طوال من العمل ..

" أنزلني أنا في مكان عملي !"

تذمر يقول حين تحمس تشانيول و حمله إليه حيث كان سينزل به إلى الأسفل فيتذكر الزبائن ليضعه ارضاً .. بذكر الزبائن هو لازال يتأفأف كالطفل في كل مرة يرى بيكهيون يبتسم نحو الرجال بلطف سواء موظفيه الكثر أم زوار مطعمه هذا ..

" ماريس أنتِ ستغلفين المطعم حسناً ؟"

بيكهيون أعلم رئيسة موظفيهِ التي إنحنت له بطاعةٍ تحت اعين بارك الذي كتف ذراعيهِ ليتسائل بيكهيون عن متى على رجله أن يعتاد على هذا ؟ كما إعتاد على فكرة أنه إفتتح شغفه اخيراً و هاهو يزدهر هو عليه كذلك أن يتعامل مع فكرة وجوب لطفه البالغ دائماً مع زبائنهِ و موظفيه جميعهم دون إستثناء ..

" مرحباً بك ، زرنا مجدداً"

تشانيول كان يلحق به كشخص عاطل من مكان إلى مكان يرى كيف يتعامل مع زبائنه الذين يعج بهم الطابق الأرضي ، يلحقه كظله و لولا تلك الملابس لظن أي أحد يدلف إلى هنا أن بارك موظف بوجهٍ لا بشوش ..

" مرحباً بك زرنا مجدداً ننن"

بيكهيون سمع ذلك ليوسع عينيه ، زوجه يبدو كطفل متذمر حقاً لكن قبل أن يجذب خدوده مستلطفاً غيرته تلك رسالةٌ وصلت لهاتف كليهما في ذات الوقت تجعلهما بداخل سيارة بارك فوراً ناهيك عن أن تشانيول لم يكن هناك سوى كي يأخذ صغيره معه إلى القصر فكفى عملاً لذلك اليوم ..

بالأحرى ، كفى مرحباً بك و زرنا مجدداً
مع بعض البسمات اللطيفة ..

" لما قد يطلب منا سيهون
القدوم إلى هنا ؟"

تشانيول ترجل من السيارة يمسك بيد صغيره بإحكامٍ
و حذر ، فلما قد يطلب سيهون منهما القدوم إلى ذلك الزقاق المظلم !  ذات الزقاق الذي إصطدم به لأول مرة مع حب حياته الذي كان يحمل ذات الإستغراب و النظرات المستفهمة قبل أن يقفز رعباً بمجرد أن أنار المكان فجأة و صرخ الجميع من عائلته بعيد زواجٍ سعيد يجعلون من بارك و بيكهيون يحدقان إلى بعضهما البعض دون فهم ..

هذا المكان ليس ذاته الزقاق المهجور بعد الآن فهم حرفياً قاموا بتحويله إلى بقعة احتفالَ فائقة الجمال ليقهقه الأصغر سعيداً بمجرد أن إستوعب ما يحدث و قرا اللافتة المعلقة ، بمجرد أن رأى وجوه جميع عائلته دون إستثناء من جايسون إلى والدته ...

تشانيول أراد أن يقول أن عيد زواجهم ليس اليوم لكنه فكر أن ذلك سيكون لئيما بعد جميع هذا الجهد في جعل المكان جميلاً و جميع تلك الهدايا التي تصطف فوق المائدة و جميع تلك الضحكات المبتهجة و الحب من أصدقائه إلى عائلته ..

" أعلم أن عيد زواجكما بعد يومين صغيري ، لكنني أعلم كذلك أنكما مسافرين لذا لا وقت لنا لنحتفل معكما سوى اليوم "

فالاريا قالت تعانق كليهما ثم تسحبهما أقرب ليمسك تشانيول يدها كي لا تركض فهو لازال يصر كذلك على يوجا أن لا يلمسها و هي حامل إلى الآن ، يوجا فهم ذلك بمجرد أن نظر إليه ليتنهد بعبوس لا يلائمه ، بارك فكر ...

" آه أنا سأبكي هذا جد جميل ، شكراً
لكم جميعاً أنا احبكم حقاً !!"

بيكهيون غطى وجهه بيديه يبدأ في البكاء بسبب جمالخما يراه فصوره هو و تشانيول تملئ المكان و جميع أنواع الورود التي يحبها موجود، الطعام الذي يفضله كذلك و جميع من يحب من البشر في هذه الحياة حوله ، أمه و اخته و أخيه ، اصدقائه ، طفله زوجه و عائلته جميعها تحيط به .. هو ممتن لأنه يحصل على هذا مجدداً في حياته ، لا يوجد ما هو أثمن من هذا ..

" من فكر في أن هذا المكان سيكون
الأنسب لإقامة الحفلة ؟"

تشانيول قال بعدما إنتهى من توزيع عناقه على الجميع ببسمة ممتنة هو و بيكهيون فترفع والدة الأخير يدها بلطف و خدود حمراء ..

" أنا ، أنا من إقترحت هذا لأنه أول مكانٍ التقيتما فيه معاً أو إصطدمتما فيه ببعضكما البعض بالأحرى، ذات المكان الذي غير حياة طفلي و حياتك للأبد بني"

بيكهيون بكى بعد كلماتها أكثر بحساسية مفرطة تحت اصوات تصفيرهم العالي و بهجتهم التي ملئت المكان ليحشر وجهه بحضن تشانيول الذي إحتوى وجهه يرفعه إليه و يحدق إليه بحب  ..

" توقف عن البكاء حلُوي ، الجميع يحبك و حتى والدتك بنفسها إختارت هذا المكان المقدس لتحتفل بعيد زواجنا فيه ، أرأيت إذاً أن فكرة شراء المكان و تحويله لمتحف يقدس لقائنا فقط ليس بفكرة غريبة ؟ بل ذلك ما سأحققه بمجرد أن نعود من المالديف هذا أمر قطعي "

بيكهيون إسنشق مياه انفه بلطف بعدما إنحنى و قبلهم امامهم بعمق فتتعالى الهتافات من الجميع المبتهج لأجل هذا المنظر الذي عاد اخيراً لحياتهم و توقفت تلك المشاكل الضارية .. هناك فقط جايسون الذي وضع يديه على عينيه بحرج و خدود حمراء ..

تشبته به يكمل نحيبه ذكر بارك بأول مرة لهما هنا، حيث سلب منه عقله من أول مرة .. حيث التقى بالفتى الذي لم يكن عابراً بداخله و لن يكون ، الملاك الذي أصبح هوسه إلى ذلك الحد المجنون ..

تنهد بارك الذي انذر أنه على وشك قول بعض الكلمات التي تزلزل معدته غادر شفاهه ليرتعش بيكهيون بمجرد أن قال كلمات حفرت أضلعه بصوت منخفض يحاور روحه فيها ..

" أنتَ طلبت منيّ قبل سنوات بهذا الزقاق أن أدعكَ قليلاً لأنني دافئ و أنت كنت تشعر بالأمان ؟ أنا تركتك ، ظظنتك عابراً و سأنسى ، صدفةً ستتلاشى لكن أنظر إلى حاليَّ اليوم بسببَك ، مبعثرٌ ولا يلمُ بعثرتي سواك يا روحيّ ، سواك يا وحيديّ و عينايّ ، هوسي اللذيذ ، هيامي المجنون و جميع أوجه إدماني و خطوطي الحمراء .."

" يكفي تشانيوريّ أنا اذوب ، هل ستتسمر في
التغزل بي أمامهم إلى الأبد ؟"

بيكهيون لم يجد ما يقول كي يوقفه عن قصف معدته بالحب قبل قلبه فتشانيول ربما كذلك نسي بشأن المتفرجين السعداء و إختلى به أمامهم فوضع سبابته فوق شفتي بارك الذي قبلها أولا ليخلل يديهما معا بعدها يصر على إكمال جملته بأذنه ، يقول ما يخرج من القلب و يقتحم القلب ..

" للأبد و ما بعد الأبد ، في هذا العالم و في العوالم الأخرى أنا دائما سأجدك و أُجن بك ، سأغازلك و أحبكَ يا قطعتي المقدسة و حُـبي الخـالد ~"

⚜️

Immortal love is finally done 🤍

Byyyyy 👋🏻💕💕

Continue Reading

You'll Also Like

267K 14.9K 47
فَقطْ كـ كلِ مرةٍ أنظُرُ إليه من بابِ الكنيسةْ، لأشعُرَ أنَ كلَ شيئٍ و إنشٍ بداخليّ يَصرخُ حباً و رغبةً لكَ رجُلَ الكنيسة المُبجلْ، ياَ رمزُ الهيبةِ...
349K 30K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
516K 24.2K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
22.5K 1.5K 8
حبنا مضى بين التشتت والفراق كلينا أعلن الحرب ضد هذه المشاعر مُعتقدين انه النصر ، الجِراح تلتئم مع الايام لكن جُرحك يا عزيزي جعل مني شخصًا أخر يُسيء ل...