IMMORTAL LOVE

By inestwila

197K 8.4K 35.4K

هذا الكتاب عبارة عن الجزء الثاني لرواية A SACRED PIECE ~♡ بدأ في : 13/3/2022 إنتهى بـ : 9/3/2024 More

INTRO
CHAPTER 1
CHAPTER 2.
CHAPTER 3.
CHAPTER 4.
CHAPTER 5.
CHAPTER 6 .
CHAPTER 7
CHAPTER 8.
CHAPTER 9.
CHAPTER 10.
CHAPTER 11.
CHAPTER 12 .
CHAPTER 13 .
CHAPTER 14.
CHAPTER 15.
CHAPTER 16 .
CHAPTER 17.
CHAPTER 18.
CHAPTER 19
CHAPTER 20 .
CHAPTER 21
CHAPTER 22.
CHAPTER 23.
CHAPTER 24.
CHAPTER 25 .
CHAPTER 26.
CHAPTER 27.
CHAPTER 28.
CHAPTER 29 .
CHAPTER 30.
CHAPTER 31.
CHAPTER 32 .
CHAPTER 33.
CHAPTER 34 .
CHAPTER 35.
CHAPTER 37 .
CHAPTER 38 (M)
CHAPTER 39.
THE END .

CHAPTER 36 .

5.2K 209 1.5K
By inestwila

{إذا كنتم نعسانين بحكم اني حدثت بوقت متأخر فلا تقرو البارت لأنه حرفيا من اطول البارتات لي كتبتها في حياتي ثلاثة و عشرين الف كلمة...
If not, make your fav drink .. Enjoy & comment 💌}

~

" تشانيوريّ عزيزيّ ~"

صوت مزعجٌ قشعر بدنه قاطع صفو جوهِ و بسببهِ بارك لف جسده يخرجُ من غرفة ملابسه متسائلاً من سيقتحم جناحه هذا الصباح و يصدر هذا الصوت الغريب بينما يناديه بتشانيوري و عزيزي !! ليجد كاي يفتح ذراعيه هناك ببسمة واسعة بلهاء و يتقدم نحوه كي يعانقه بضيق كأنه لم يره منذ سنة ..

" إشتقتُ إليكَ يا صاح ، ألم تشتق إليّ ؟"

كاي فصل العناق و أمسك بوجهه فيرمقه تشانيول بنظرة فارغة ينزل يديه عن وجهه فهو حرفياً سحقه بينهما كذلك يمقتُ أن يُفعلَ بخدوده ذلك إلا إن كان صغيره الذي يدوام على تلك العادة فذلك عادي بل لطيف ، عيني جونغ إن كانت تنظران إلى تحركاته بإستمتاعٍ فهاهو بيكهيون عاد ولا شيئ قد يصده بعد الآن من التصرف بسجيتهِ مجدداً دون أن يراقب كلماته أو حتى يديه ..

تشانيول أخذ خطواته يلتقط من خانة قمصانه الرسمية ما يريد أن يرتديه و لأن أغلبها كان أسودَ اللون كاي ضحكَ لأن تشانيول بدى و كأنه يختار و هو الذي سيختار في النهاية الأسود ، و بالفعل كان محقاً ..

إبتسم كاي على تفكيره الصائب ثم نظر إلى تلك الغرفة التي تلتصق بخاصة بارك و التي تحتوي على جميع الملابس بألوانَ تناقض جميع خاصته و لا يعلم من علم صديقه أن تفضيل ألوان زاهية للملابس مُحرّم ..

" حسناً ألن تخبرني بأنكَ إشتقتَ إليَّ
تشانيول الأحمق ؟ لازلتُ أنتظر"

كان على وشك أن يرتديّ قميصه ليجد كاي أمام وجهه يلوح بالمقص الخاص بالأوراقِ بعدما حملهُ
من مكتبهِ ، حيث كان هناك صورة له و لبيكهيون يبتسمان بوسع تأملها الأسمر لمدة بنغٍز في قلبه ..

نظراً لملامح تشانيول الآن و في الصورة فالفرق واسعٌ و لهذا هو يحاول جعله يبتسم و لو كانت خفيفةً في كل مرة فلا يقتصر الأمر على أنه عثر على بيكهيون أم لا و لا يقول كذلك أن ذلك لم يزح الحمل الأكبر عن كتفه ، بل يتعلق جميع ما به بصفوِ العلاقة بينه و بين الأصغر ..

" أخبرنيّ أنك إفتقدتني قبل أن أحلقَ حاجبيك بهذا ، تعلمُ خصوصاً و أنكَ بفترةِ إسترجاع بيكهيون سيكون صعبا أن يعود إليكَ دون أن يتوقف قلبه من الضحك على شكلكَ لا الحب هاته المرة، قُلها"

جونغ إن كان يبدو جاداً لكن تشانيول لم يعطي
لعنةً و أكمل إرتداء ملابسه متمتماً ..

" كنا معاً في ألمانيا على ما أعتقد
لما قد أَشتاق إليك بهاته السرعة؟"

هوَ لم يكن راضياً بذلك الجواب فعبست شفتيهُ و إتخذت ذراعيه صدرهُ مسنداً كالأطفالِ المدللينَ يجعل بارك يتقزز بتعابيره فيبرز كاي عبوسه أكثر..
ما زاد الوضع سوءاً هو تذمره ..

" لا أعلم كيف يخرجُ منك جميع الحب و العبارات الغزلية لبيكهيون بينما تعاملنا هكذا ، أنت أقل من يعبر عن حب الصداقة بيننا هل تظن أنك ستموت لو أخبرتني بـ آه جونغ إن عزيزي اللطيف الوسيم كم أشتقت إليك في الجوار ؟"

جميع ذلك ليعبر به ؟ تشانيول شخرَ بسخرية
و هو يقوم بأرتداء حذائه ..

" هل أنتَ بيكهيون ؟"

العبوس الغبي لازال قائما على شفتي صديقه الأسمر الذي نفى و على ما يبدو أنهُ يملك الكثير من الطاقة اليوم ، طاقة العناق بالأخص لأنه يلتصق به كالعلقِ ..

" إخرس إذاً أم تريد أن ألتصق بك طوالَ اليوم نتعانق ، أخبرك بكم أنت رائع كاي ثم نخرج لتناول الراميون معاً في أحد المحلات الشعبية، نلتقط الصور و ننشرها على الأنترنت تحت عنوان أصدقاء إلى الأبد ياي ؟"

تشانيول إستعمل يديه للتعبير عن حميمية الوضع عكس ملامحه لكن إيماءة كاي هامساً بما السيئ في ذلك جعله يقلب عينيه بينما يلتقط زجاجة عطره المفضل لصغيرهُ يرش الكثيرَ حتى شعر صديقهُ بالإختناق عوضاً عنه ، هو بوضوح لمحَ شبح إبتسامة على شفتيّ تشانيول أيقنتهُ أنه يفكر بـبيكهيون بينما اللعين هذا لم يبتسم له حتى منذ جاء !

" بالمناسبة ، هل لديكَ موعدٌ ما تشانيول ؟"

كان يقصد موعداً مع الصغير رغم إنه يعلم أنهما لم يتصالحا بعد أو بيكهيون لن يرضى الخروج معه في موعدٍ للأن و هو يشعر فقط أن التفاصيل سُتعاد بينهما منذ البداية حتى يستطيع إرضائهُ ثانيةً ..

"موعدٌ رفقةَ أختك ؟"

كاي ركل مؤخرة تشانيول الذي إبتسم بخبث ، فرغم أنهُ لا يملك واحدة إلا أنه تحسسّ و شعر أن الجملة مهينةٌ نوعاً ما ..

" إخرس بارك، ليسَ شرطاً أن يكون
المقصدُ موعداً رومانسياً !"

" و منذ متى أتأنقُ أنا فقط للمواعيد؟ أنا هكذا دائماً لا تتغابى ثم سأقابل يوجا فهو قال أنه يملك أخبار طازجة أتى بها من ألمانيا ليخبرني بها شخصياً ثم لدينا بعد ذلك إجتماع آخر مع آكسل الذي سيصل بعد يومين لا تنسوا ذلك ، اخيراً وجد فرصة ليأتي لما علينا إهدار الفرصة ؟"

كاي أماء مؤكداً لأنه تقريباً لا يملك ذات سلطة تشانيول في أخذ إجازة كما يريد و اتخاذ قراراتَ دون أن يعود إلى قمة الهرم و إن كان تشانيول بهاته الميزة و جميع الحقوق الإستثنائية التي يملكها فهي جرار منصب و فضل والده أي أنه حقاً فتاه المدلل ، و الذي سمح له بالتنقل كأي رجل حر و الخروج و الدخول كما يريد و عيش حياته مثلما أراد دون التهاون عن أداء واجباته في الكفة الأخرى محمي من عشرات رجال الظلِ و هذا ما لا يعلمه بيكهيون طوال الوقت أنه قد يكون هناك من يشاهده و يركز عليه حمايةً طوال الوقت في كل مكان في الخارج إلا أن قرر بارك أن لا يرافقوه إلى ذات المكان لكن نادراً ما يحدث هذا ، و رغم أن الكثير يضعونه بقائمة القتل لديهم لكنه ركز مؤخراً على أوجاتسيف الملعون لأنه كان الأجرأ في محاربته ببيكهيون كما فعل معه هو من قبل ، هو يستهدف من يحبون كما فعلوا معه قبلاً و كاي لا ينكر أن أوجاتسيف كان ليبقيّ الوضع معهم راضخاً إن لم يبدأو أولاً لكن الفوز لمن ينهي اللعبة فأفاقه من ذلك التفكير صوت تشانيول ثانيةً ..

" عصابتهُ أمهلتهم مدةً معينة للنظر في أمر زعيمهم و إلا أنت تعلم ماهم قادرين بفعله في المكان تنديداً و إستجابةً لإختفائهِ المفاجئ و لا أحد يعلم من الهدف القادم لهم ولا ما قد يفعلونه في أي ثانيةً إن لم يستجيبوا لهم ، هذا ما يقلقه حالياً أكثر "

دون أن يذكر التهديدات النارية التي يتلقاها آكسل من كولومبيا من قبل عصابة بيلوسوس مارتن المغدور بنظرهم و الذي غدروا به حينما غادر البلاد و على حين غرة و ذلك جميعه بسبب رايتشل التي عاشت غبية و ماتت أغبى لتتحداه هو ، حسناً ليضعوا ذلك على جنبٍ حالياً و يركزوا على أوجاتسيف فذلك يكفيهم ..

" أنانيٌ أن لا نسانده و جميع ذلك بسببنا
تشانيول ألا تعتقد ؟"

كلامُ صديقه الأسمر مضحكٌ نوعاً لذا هو وجد نفسه يضحك لأنه شعر أنه يتحدث عن طفلِ الخمس سنوات و ليس عن آكسل المُحنّك ..

" من قال أننيّ لست كذلك هل تعهدني كذلك أسحب يديّ بعد نيّل مبتغايّ ؟ مايكل غير موجود و لا أحد يعلم مكانه كاي و بما أن عصابته المتجذرة كاللعنة حتى تكاد تحكم البلاد ستثور ضدهم هل تتخيل أن ذلك يعني أنهم لا يعلمون مكان زعيمهم لأن مايكل و بسبب أنه نزيهٌ كثيراً و وفي لألمانيا يضع قانوناً يمنعهم أن يمسو الأمن العام و يظهروا أنفسهم إلا إن إختفى و فُقد ، لهذا تتم جميع صفقات السلاح و الممنوعات و بقية اللعنات التي يفعلها بهدوء و سلاسة هو تقريباً لا يؤذي أحداً إلا من ينقلب ضده .. أم تظن أن الانقلاب من عصابته هو عصيانَ و تمرد فقط ؟ لما تظن أن آكسل لا يحارب أوجاتسيف طوال تلك المدة إذاً ؟ بسبب ما ذكرته هل علي تدريسكَ مجدداً حضرةَ الجنرال ؟"

كاي حك خلف رأسهِ ليهمس بلا و لكن ...

" أعلمُ أنهم متعاقدونَ معه من تحت الطاولة لكن ليس إلى درجة سيتسامحون فيها معه بالتهريب و السلاح و ربما البشر حتى؟"

" هو لا يتاجر بالبشر أخبرتك أنه نزيه .. كان يريد ذلك لكنه شعر بالذنب و إن الجحيم ينتظره فإكتفى بالأعمال اللاقانونية الأخرى ، و جميع ما غرق فيه بسبب والده أنا أعترف لو إستطاع إحتوائه جيداً لما تمرد ضده و أنشئ عصابةً ليخرج عن طوعه ثم يجد أن دربَ ما أقحم نفسه فيه أعجبه و يكمل فيه "

تشانيول قال الشطر الأول من جملته سخرية لكن صحيحٌ هو و جِديّ شطرها الثاني ، فأوجاتسيف في بادئ الأمر كان ينشئ عصابة أشرار متمردة صغيرة لم يتوقع أحد أنها ستصل إلى ما هي عليه اليوم لتضع يدها بيد دولتهم هناك بسهولة ، و لو كان والده آرثر حياً لتفرج على مخابراتهم التي أفنى حياته يعمل عليها بوفاء تتعاقد مع إبنهِ المسالم الخنجر في آن الوقت بعلبة فشارَ في يده ..

ثم يتحدث و كأنه لم يتنمر عليه و يفتعل المشاكل معه و يكون السبب في إتخاذه أفعال لحماية نفسه و أخته ؟ لكنه يعترف أنه توقف في حد ما و كان على وشك وضع هدنةٍ رسمية معه قبل أن يبدأ أوجاتسيف شلال الدم في المحاولة الأولى لقتل سيهون كإستجابةٍ عنيفة لما كان ذلك الشاحب اللعين سيقوم بخه بليليان و تشانيول في فترة غضبه من صديقه أيد ذلك لأنها أخته كذلك لكنه أدرك لاحقاً موقفه ..

و منذها أوجاتسيف لم يقبل أن يرضخ ، يتفاوض أو يكّنَ تحت أي ظرف فردها بارك بـمهاجمة آرثر رغم أنه يعلم أنه لن يؤثر كثيراً بنفسية مايكل كونه ليس مقرباً منه إلى ذلك الحد بل يكاد يكرهه و الدليل هو تأسيس عصابة بأكملها كي يعصيه و يتمرد ضده ، لكن لا أحد كان هناك ليستهدفهُ فوالدتهما واحدةً أي أن تشانيول لا يستطيع الإجرام بـوالدته مهما كان لكنه أستطاع فعل ذلك بأختهما الجاسوسة فكان ذلك أشبه بكسر سلاسل الوحش ، أوجاتسيف لم يتوقف عن مهاجمة كاي منذها بظنٍ أنه الفاعل ..

" لو لم أقتل والده لماتَ بسكتةٍ قلبيةٍ لما كان
سيراه يبدرُ من إبنه المصون الذي لطالما أراد جعله رجل دولة !"

همس أسفل أنفاسه و نظرةٌ واحدة بلهاءَ من كاي مكنّته من معرفة أي نقطةٍ مازال عالقاً بها و أي سؤال سيكررهُ ليوسع الأسمر عينيه لأن الإجابة وصلت قبل أن يسأل حتى ..

" لن يتسامح لكنه قد يتفاوض لكيّ لا يحرقوا المكان ، لست أستهين به إن قرر ضرب الوضع بيدٍ من حديد لكنه ليس الرجل الذي قد يخاطر لتلك الدرجة بينما تتوفر له طرق أخرى و بينما حياةُ الكثير ممن يحب ستكون على المحك كذلك ! هو يعرف كيف عليه أن يتصرف لا تقلق عليه لسنا من سنعلمهُ مجاله"

كاي أماء موافقاً يلحق به في كل مكان يجعل تشانيول يتذكر ذلك اليوم الذي أتى به بيكهيون كحارس شخصيٍّ يملك جُلياً فكرةً خاطئةً عن كيف ستكون تلك الوظيفة و راح يلحق به في كل مكان بجناحه حتى أنه كان سيرافقه إلى النوم و لليوم هو لا يعرف كيف يرافقه إلى النوم ؟ يحميه في أحلامه ربما ؟!! جناحه جدُ جدُ جدُ كئيب بدونه و قصره خاليّ من الحياة حرفياً ..

" و هل تظن أن مايكل معهُ إذاً ؟"

" لا أعلم حينما يأتي سأسأله "

تشانيول تعامل مع السؤال ببساطة ليوسع كاي عينيه في نقطةٍ ما ، يظن أن آكسل حقاً سيسلمه أوجاتسيف إن كان معه ببساطة ؟ بينما بارك كان يبتسم لأن جميع من قلبُ وضع البلاد تلك كان صغيره .. صغيره هو من كاد يقتل زعيم أخطر و أعتى العصابات المتجذرة هناك هل يستوعبون هذا ؟

" تخيل أن يفلت مايكل ككل مرة و يستهدف بيكهيون ثانيةً بطريقة أخرى إنتقاماً إن أدلى لهم أنه الفاعل ؟"

" هو لن يدليّ لعصابته أن بيكهيون الفاعل ، لا أريد قول هذا لكن أوجاتسيف ليس من النوع الذي سيسلط غيرهُ لمحاربة شخصٍ أحبه حتى و لو أذاه إلى ذلك الحد كونه يعتبره مهماً حتى عند الإنتقام مثلما فعل مع ليزلي و إزاء تلك التسمية هو يملك درجاتَ للأشخاص الذي يعتبرهم أعداء هناك من يتخلص منهم رجاله و هناك من يفعل معهم هو إن خطط لذلك ، إن كان عليه أن ينتقم من بيكهيون يوماً هو سيفعل شخصياً صدقنيّ رغم أن هذا لن يحدث لكنني برهنت لك قاعدتهُ النزيهة مثله"

تشانيول أعاد تعابيره الباردة بعد إبتسامة النشوة و الفخر التي إجتاحتها ليحدق نحو كاي بصمتٍ دام خمس ثوانٍ إظطر فيه الأسمر لتغيير الحديث رغم أنه مقتنع أن سؤاله واقعي ؟ لكن لما المختل هذا ينظر إليه هكذا و هو لم يتفوه بحرفٍ بعد سؤالهُ الأخير حتى أن تشانيول أجابه بعدها أي أن الصوت الأخير في المكان يعود له ؟ هو يخاف منه أحياناً لذا يعتقد هو و سيهون على الأغلب أن صديقهما ملبوس ..

" حسناً إنسى مشاكل الجميع رأسي يؤلمني بسببهم لنركز على الأن و بما قلت أنك تخطط للقاء يوجا، إذاً أنت لا تعلم أن سيهون دعى جميع العائلة لقصره صباح هذا اليوم ؟ لوهان يقول أنه يريد أن يكون الجميع مع بعضهم هناك إحتفالاً بعودة بيكهيون لذا أنا أتيتُ لأخبرك و نذهب معاً إلى هناك !"

ذلك تمكن من أخذ الكثير من إنتباههِ فهو كان في طريقهِ مباشرةً لمقابلة يوجا قبل سماع هذا ، الموعد تلقائياً أُلغيَّ من مخططاتِ يومه حتى و إن كانت الأخبار التي يحملها المستشار معه لا تحتمل التأجيل كما قال !

"و لما لم يتم إعلاميّ و دعوتيّ أنا
أم أننيّ لستُ من العائلة؟ "

تشانيول فكرَ بقليل من الضيقة التي عكرت مزاجه و برزت في صوتهِ ،  بسرعة فكر أن لوهان الشرير من كان وراء رفض دعوته لتتجهم تعابيره قبل أن ينفي صديقه إستنتاجه المتسرعَ ذاك ..

" توقف عن التفوه بالتراهات تشانيول ! أنت مدعوٌ فسيهون لن يفرط بك و لوهان لم يقلْ شيئاً أعلم أنك تفكر بالأوهام حوله، هو دعى يوجا أيضاً بالمناسبة لذلك لا تقلق كثيراً حولَ كيف ستلغيّ اللقاء معه "

كاي قال بثقةٍ بينما يقوم بتفقد مظهرهِ كذلك في حين تشانيول غيَّر تركيزاته و أهدافه بالنسبة لهذا اليوم و برمج عقله على أشياء أخرى بسرعة ..

" لما أنتَ هنا بقصرك وحيداً بالمناسبة ألم
تخطط للبقاء مع بيكهيون في منزلهم ؟"

تشانيول تذكر ذلك الوعد لتذهب تعابير وجهه إلى واحدة هادئة عميقة جعلت جونغ إن يحاول قراءة السبي وراء إجابته تالياً .. رغم أن الكثير من الأسباب الواضحة ترتميّ إلى عقله

" غيرتُ رأييّ حول ذلك"

هو حملقَ بهِ مستغرباً فكيف لهذا الرجل الذي يعرف عقليتهُ جيداً أن يتوقف عن الإلتصاق ببيكهيون حقاً؟ هز كتفيه بصمت و لحق به حينما أصبح هو في الخلف بعدما أتى كي يأخذه وجد تشانيول يغادر الجناح دون حتى أن يقول هيا بنا أو ينوه أنه جاهزٌ للذهاب حتى ، هو يريد أن يركل مؤخرته ..

" كيف هي العلاقة بينكما إذاً ، أتمنى أنك
لم تقم بإفساد الأمور أكثر ؟"

سؤاله المباشر و صراحتهُ بعدما ركب السيارة معه تاركاً سيارته بمرآب قصره جعلته يتأفأف فالدخول في نقاش مع جونغ إن حول هذا أصعب من الدخول بذات الموضوع مع سيهون لكثيرٍ من الأسباب و أولها أنه حينما يقرر الخوض معه في نقاش جاد هو لن يتوقف عن قصفه بالكلمات مهما حدث عكس سيهون الذي قد يتصرف بلطف و يهوّن عليه حين يشعر أنه قسى بالكلمات ، هو ليس الطفل الباكِ المدلل لكن بطريقة ما تشانيول يشعر بذلك ..

و واحدٌ من أهم الأسباب كذلك التي جعلته يتقِ ذلك النقاش أنه لا يريد اللف و الدوران في ذاته الذي تناوله معية سيهون قبل يومين و الذي يستطيع إمتصاص غضبه حين يشعر أنهما وصلا إلى ما يضعُ على جراحهِ ملحاً كما ذُكِر سابقاً ، عكس كاي الذي يصارحُ بجميع ما هناك و يتركه يصارع ذنبه دون التخفيف عنه بل يخبره أن لتذهب للجحيم علاوةً على ذلك و يستطيع تركه في وسط النقاش إن رفض الإستماع إليه بسهولة دون أن يعود ، و بالمناسبة هو لم يجد أي إجابة ..

ليسَ و كأنه لا يستطيع تحمل ذلك خصوصاً و إن كان المخطئَ لكنه يفضل سيهون فهو يعطي الحلول و الإستنتاجات في نهاية النقاش كنتيجة عكس جونغ إن الذي لا يقول شيئاً سوى أنك تستحق و إن كان محظوظاً هو لن يحصل على شتيمةٍ منه كهدية ..

" حسناً لا أريد إفساد مزاجكَ منذ الصباح و في يومٍ يجب على الجميع أن يكون فيه سعيداً لذا لن أناقشك في موضوعك هذا ، لأنني صريح و أنتَ
تعلم أنني كذلك "

أحبَ إعتراف كاي و تأكيده للأفكار التي جالت عقله فيرمقهُ بنظرةٍ فارغة جعلته يهز كتفيه له أن أين ما قلته خاطئ !

" و ذلك سيكون أفضل جونغ إن الوسيم، ليس تهرباً بل لأحافظ على مزاجي لأنني أعلم جميع ما ستقول و أتوقعه منذ البداية، سيهون قال نصفهُ قبل يوم بالمناسبة"

الأسمر رفع حاجبه حينما أخذ حديثه حيّز إهتمام كبير منه بسبب أن نقاشاتهما دائماً ما تنتهي بنتيجة فهو يعرف طريقة سيهون في الإقناع إلا إن كان عقل تشانيول لازال صخرةً معهما بعد كل ذلك ..

" كنتما تنتظران عودة بيكهيون لتخبرانيّ بما تريدان أوليس ؟اجزم أنك أتيتَ إلى هنا و لم تنتظرني بقصر سيهون فقط لتقول ما كنت ستقول قبل أن تنقذ نفسك في اللحظة الاخيرة و تستوعب أنه ليس الوقت المناسب"

نبرة تشانيول خرجت ضاحكةً فالبرغم من أن الفترة الآنفة كانت شديدةً قاهرةً إلا أنه لاحظ توعدات سيهون و كاي له أن بمجرد أن يعثر على صغيره هما سيردان جميع ما كان يفعل بهما ، دلاله الزائد ذاك سيدفعه غالياً و هو يعلم لكن لا يتوقع الطريقة لأن من بين جميع الناس الرب بعث له صديقين بعقليةِ الجمل؛ محرمٌ عندهما النسيان حينما يتعلق الأمر بذلك ..

" بما أنك تضحكُ فهذا يعني أنك تعلم أنكَ كذلك ؛ ثمَ نحنُ سننتقم في الوقتِ المناسب لا تكن بذلك القدر من الراحة"

ربت على كتفه يهددُ واثقاً ليقلع
تشانيول هامساً بغبي  ..

بارك لم يستطع صدَ أبتسامته بعد ذلك ناقلاً تلك العدوى إلى كاي الذي شعر بالراحة و الحب يغمران قلبه إثر ما يراهُ خصوصاً الجوِ المريح اخيراً بعد مدة من تشنج الأوضاع و الأعصاب حتى العظام، لم تكن لتعودَ لصديقهِ هاته البسمة النابعة من القلب أبداً إن لم يعد بيكهيون و يكون أمام عينيه هو يعلم ..

في الجانب الآخر كان بيكهيون يشعر بأنه ملكٌ ما بقصر سيهون فهو يتلقى الدلال فقط منذ وصل و لم يكن ذلك الشعور ليخالجه سوى بسبب أن لوهان بنفسهِ يحترمه لليوم و يقوم برعايته بشكلٍ جيد منذ وطأت قدميه قصره ..

ليس و كأنه ليس معتاداً على تلقيّ العناية من أخيه بل هو حتى يحترمه حتى لفظياً يدلـلـهُ بكلماتهِ و يستعمل الكثير من أسلوبه اللطيف لكن لو عَلم بما يفكر به لغيّر جميع ما ذُكرَ و أخبره أنه ليس أهلاً لكذلك أسلوب ثم عاد لـِلُولو القديم خاصته ..

" لِتَعلم أن هاته المعاملة مدتها قصيرة و سيعود للتنمر عليك بعد أيام بيكهيونيّ اذا لا تفرج كثيراً هكذا هو لوهان ألا تعرفه؟"

كيونغسو ، والدة بيكهيون و حتى جايسون ضحكوا على سخرية جونغ مي سوى لوهان الذي نظر إليها بعبوس ، هي التقطت نظرات بيكهيون الزجاجية نحو لوهان و لم تستطيع التوقف عن العبث بأعصابهِ بتلك الكلمات ..

" مرحباً بكم جميعاً أتمنى أنكم تقضون وقتًا
ممتعاً، مرحباً بك بالأخصِ بيكهيون"

كان الترحيب الخاص و بسمة سيهون هي الفارق بسبب أنها جد لطيفة فحين مرر نحوه باقة الورد الجوريِّ الأحمر هو إستلمها بحبٍ و إبتسمَ هامساً بشكراً لك ..

" لما جميع هاته الرسمية سيهون ؟ تنفس"

كيونغسو قال بمزاحٍ لكن الشاحب لم يرد عليه سوى بنظرةٍ أن أصمت ثم نقر وجنة لوهان بقبلةٍ سريعةٍ جالساً بجانبه فأدرك في تلك اللحظة أن زوجه محلَ سخريةٍ في المكان بسبب أن عبوسه و دلاله زادا بمجرد أن جلس هو ليتشبت بذراعه و يميل رأسه على كتفهِ شاكياً بصمت ..

" لما أنت عابسٌ لوهانيّ من أحزنَ حبيبيّ؟"

مرّر إبهامهُ على شفتهِ تحديداً السفلية يحررها كونه كان يقضمها بغيضٍ لتحمر خدود الأم التي تنظر إليهما بهدوء فيتحمحم الشاحب مدركاً أنه لا يجب عليه أن ينسى وجودها و التصرف بإحترام أمامها لذا هناك هو قررَ أن يبقيّ يديهِ لنفسه مكتفاً إياها إلى صدره كي لا ينفلت أمام هذا المدللِ الصغير ..

" هم يقولون أننيّ متنمرٌ و أنني أهتم لبيكهيونيّ
فقط هاته الأيام هل أنا كذلك سيهونيّ؟ ألست معتاداً على أن أهتم بالجميع لأنني ودودٌ و لطيف و حُلو المعاملةِ بالفطرة ؟ أخبرهم !"

كان على وشكِ أن يتمددَ على الأرض و يسحلَ جسده ذهاباً و إياباً يتدلل بعد ذلك ، جونغ مي فكرت و قلبت عينيها تفكر في كيف ستتصرف هكذا إن دخلت يوماً في علاقةِ حب يا صاح !! هي لا تستطيع فعلَ هذا حقاً ولا تشعر مبدئياً أنها قابلةً أن تفعل في أي يومٍ حسب عقليتها الحاليةِ ، بدايةً من صوتها الخشنٌ و الذي لا يلائم حتى و إن قامت بإخضاعه قليلاً كذلك لا تستطيع فعل ما يفعل بيكهيون و لوهان لتتسائل إن كانت حقاً الفتاة أم هما ؟ ربما عليها أخذ بعض الدروس الخصوصية منهما إن فكرت يوماً في منح أحدهم فرصة في حياتها كي تعود لرشدها ..

" لا بالطبع لا ، بل طفليّ ألطفُ ما هناك َمن يقول عنكَ أنك متنمر؟ حبيبي لطيفٌ ودودٌ و حلو بالفطرة أنت محق !"

لوهان إبتسمَ لذلكَ المدحْ الحقيقيّ و أشار نحوَ جونغ مي التي قلبت عينيها بسبب تصرفاته فهي إنقلبت كلياً بمجرد أن جلس سيهون ، هي تريد ركله الأن ..

" و مالذي تُسَّمينَ ما قلتيهِ نحو صغيريّ
جونع مي أوليسَ تنمراً واضحاً؟"

سيهون قال يغمز نحوها أن سايريه ، فهمت ذلك فوراً و هناك كان بجانبه لوهان الذي يتشبت به يستفزها بحاجبيه حين يرفعها و ينزلها ثم يخرج لسانه نحوها كالأطفال فقط ، تلك واحدةٌ من أكثر التصرفات التي تنجح في جعل دمها يفور حقاً ..

" توقف عن فعل ذلك؛ واحد .."

قالت ترفع إبهامها لكنه لم ينصعْ بل زاد في إستفزازها لتنهض من على الأريكة راكلةً العدَ بعيداً
تتجه نحوه ..

" أنتَ طلبتَ هذا لوهان اللئيم ، تحملهُ إذاً"

بيكهيون كان يشعر بروحه تترمَمُ و تمتلئ بالرضى مجدداً و بما يحب أن يراه بعد أيام طويلة من الجفاء و الأجواء الباهتة المكروهة التي تنز كآبةً ..

معاناته النفسية هي أكثر ما أرهقه لذا كان سماعه لجميع تلك الضحكات الصادرة من القلوب التي إرتخت بسبب عودتهِ نوعٌ آخر من الحب و الدفئ الذي يحيط و يغلف الجميع فأدرك كذلك أن إبتسامات من يحبُ تنعش روحه لذلك كان ينقل عينيه بين وجوهمم جميعاً هنا و هناك بصمت مستمتعاً بشجار لوهان و جونغ مي اللطيف في حين كان سيهون يفك بينهما قبل أن تركض خلفه و يختفيان من المكان يرمي بخلفيةِ عقله حاجته لسماع ضحكةٍ أحدهم كذلك وسط المكان كما كان ، ذلك المكان بالفعل ينبض بالحياة لكن ما جعل أفكاره تتوقف هو أنه لازال متمسكاً بقاعدته و وعده الذي قطعه له البارحة ..

يديه تشابكتْ مخرجاً ضغط ما فكر به أخيراً هناك فتنهدَ معيداً خصلاته السوداء إلى خلف أذنه و أكمل تأمل المكان بعينين زجاجية ..

فهمَ مع كل تفاعل حبٍ منهم أن أكبر تأثير على طاقةِ الفرد و شعوره و حالات مزاجه تكون من الناس المحيطة به فرؤيتهم سعداء يجعله كذلك بدافع المحبةِ و يخلق الرضاء و البهجة حتى و لو بأصعب الأيام ، حتى في لحظات الصراع مع النفس، التشتت و المحاولة لأجل البقاء ، قد يكون وهجٌ واحدٌ يصنع الفارق ألا و هو اليد التي تمسكك بإحكامٍ لغرض أن تعيد بك للحياة ثم تسويّكَ على ما كنت عليه ثانيةً .. وجودهم هو السبب الذي يقنعه أن الحياة تستحق جميع الركض و الجهد في النهاية ، وجهٌ آخر للحب و الألفة ..

عينيّ أمه كانتا عليه طوال الوقت و لا تعلم لما شعرت بالبلل بحوافها عند ضحكاته و نظراته السعيدة المُحبة رغم أن عقله مزدحمٌ بالأفكار فينتبه بيكهيون لذلك سريعاً ما جعله يقترب منها و يلف ذراعه حول كتفها يقربه له بحب و يمد شفتيه بعبوسٍ كون عينيها دامعة ثانيةً ، هو طفلها الذي تحمل الكثير منذ صغرهِ ، هو حرفياً أغلى ما لديها لو خيّروها ..

" هل ستبكينَ في كل مرةٍ تريننيّ
أمامكِ أمي؟ يكفي هيا !!"

أمائت و كم بدت لطيفةً له و قابلة للإحتضان طوال الوقت ، تملك الكثير من عاداته بل مهلاً هو من أخذها منها لأنها من أنجبته و ليس العكس ، كإمالة الرأس حين لا تلتقط المعنى و ذات رد الفعل الجسدية حين تتوتر ، لمعان أعينها الواضح في كل مرةٍ و الكثير مما يماثله لم يستطع الوقت في مساندته كي يعدّها بسبب أنها قالت قاطعةً أفكاره ..

" أنتَ لازلتَ لن تفهم شعوريَّ بالشكل الصحيح
لذا دعني أعبر عن مشاعريّ ، هل تستطيع أن تفهم شعورَ أمٍ تجلس عاجزةً فقط دون القدرة على فعل أيّ شيئٍ كي تنقذَ طفلها الذي لا تعلم حتى أين يكون ميتٌ أمْ حي ، أكلَ أم يشعر بالجوع ؟ يشعر بالبرد و الخوف أم هو بخير ؟"

هي بالفعل قالت ذلك مراراً لكنه سيستمع إلى الأبد بذات الحب و الإهتمام ، بذات التفاعل و البسمة الدافئة ..

" أستطيع الشعور بكِ والدتيّ ، صحيحٌ أنني رجل لكننيّ أستطيع الشعور بذلك ثمَ جميع قصةُ و دوافع خطفيَّ منذ البداية جائت بسبب أنني كنت مرعوباً بشأن طفليّ و لم أستطع التفريط بجايسون و إعادتهِ حتى لمن أنجبته أوليست هاته أمومة ؟"

بيكهيون قال لتومئ له ، وسط دموعها هي إبتسمت بإتساعٍ لمشاعرهِ فيمد يديه يزيح العبرات هامساً بيكفي فتجيبه بدعنيّ أعبرُ ثانيةً ..

" أنا في الحقيقة كُنت أماً لطفليّن
لكننيّ فقدتُ واحداً"

قال بهمسٍ بائس و عينين عميقة و رغم بسمته المنكسرة ذلك جعلها تشعر بالحزن لأجله ليزيد إنتحابها عوضاً عنه فيتحرك في مكانه بغير راحة ثم يضمها إلى صدره يهشهشها عن البكاء ..

" يكفِ أمي فبالبكاء تعبرين ؟
أنتِ تؤذينَ أعينكِ الجميلة"

لم تستجب ليتنهدَ مستسلماً يتركها على راحتها إذ  جميع ما كان بيده أن يفعل هو أن يمرر لها منديلاً إلى أن تتوقف دموعها الحساسة الصامتة عن النزول  ..

صوت الضجيج قاطعَ جوهما الشاعريّ لينظرا إلى جونغ مي التي عادت إلى المكان كأحد المصارعين تقوم بفرقعة أناملها و سيهون ذلكَ مدير الأعمال الذي يشجعها و يصفق لها  ..

" عملٌ عظيم جونغ مي"

سيهون هتف و مد يدهُ إليها يدهُ فضربت كفها بخاصته في الهواء فخورةً بنفسها ، بوضوحٍ شعرها كان مبعثراً ليدرك بيكهيون أنها كانت في عراك جسدي مع لوهان و سيهون رغم أنه فك الشجار اللطيف كان بصف جونغ مي لأن ذلك اللئيم شتمه كذلك دون سببٍ فيدرك في الأخير أن لوهان هو فقط لوهان ..

" هل قمتيّ بضربِ أخاكِ الأكبر و أنتيّ فخورة ؟"

بيكهيون تسائلَ بحذرٍ فتهزُ رأسها أن أجل دون أي ترددٍ و راحت تفرقع أناملها كذلك ليبتلع محملقاً إليها ..

" إن كانَ سيضربني دونَ سبب أنا سأحطم عظامه
هو تنمر عليَّ اخبره بذلك !! ثم سيهون وعد أنه سيدربني على الملاكمة و هناك سيرى لوهان كيف سيكون العبث معي ، مقابلَ كل كلمةِ تنمر لكمة "

بعثرت شعرها الأسود الطويل بقهرٍ فيتدخل من أستنجدت به مؤكداً كلماتها ليحملق بيكهيون في الطفل الآخر الذي يشهدُ معها الموقف بحماس ..

"أجلْ سأفعل و هي محقةٌ بيكهيون فهو حقاً فعلَ ، قال أنها تشبه عامود كهرباء معطلٍ و كذلك يمكنها أن تبيعَ العلكة لركاب الطائرة من هنا و شتمني كذلك حينما حاولت أن أفك العراك القائم هناك"

سيهون عدّد بأنامله كي لا ينسى أي شيئٍ فتومئُ برضاءِ تأييدٍ كونه تفوه بالصدق دون التحيز لزوجه و هناك رفعت شعرها إلى الأعلى على شكل كعكةٍ مبعثرة و إستعادت كأس عصيرها ترتشف منه بهدوء واضعةً الساق فوق الساق فهي تركت لوهان يلتقط أنفاسه هناك على الأرضية في الأعلى ..

" حسناً أنتِ ترتفعين عن الأرض بشكلٍ جامح هو محق , ممن ورثتي هذا الطول جونغي حقاً فأمي قصيرةُ القامة و حتى والديّ ليس بطول زوجيّ ! لولو محقٌ نوعاً ما !"

أمه إبتسمت تنظر إلى نفسها عكس سيهون الذي نظر إلى بيكهيون فور سماعه لكلمة زوجيّ التلقائيةُ تخرج من شفتيه وسط الحديث السلس فجعله ذلك يبتسمُ خفيةً ما إن شعر بالدفئ و السعادة بشكلٍ ما ، هو دغدغ قلبه  ..

أما الفتاة فرمقت بيكهيون بنظرةٍ جانبية جعلته يوسع عينيه لتنقلب دموع والدته إلى قهقهات ملئت المكان حين إمتزجت مع خاصة سيهون فالفتاة هنا تصبح عنيفةً مستعدة لمحاربة التنمر ضدها بأي طريقة ، هي إكتسبت الكثير من الطول و تستعمله للتسلط عليهم و هو فخور ..

" هل يمكنني الإنظمام إلى
هاته اللمة العائلية اللطيفة ؟"

صوت كاي المرح قاطع تلك الضحكات ليبتسم كيونغسو بوسع نحوه يجعل قلبهُ يذوب بفعل القلب الذي تشكله شفتيه في كل مرة ، هو تقدم و ألقى التحية على الجميع إلى أن وصل إلى بيكهيون ينظر إليه لثوانٍ مبتسماً ثم إنحنى و عانقهُ دون أي إنتضار و هناك الصغير وسع عينيه لأنه وجد أنه مجبراً على النهوض قبل أن يسقط جونغ إن عليه ..

" من الجيد أنكَ بخيرٍ ، مرحباً بعودتكَ بيكهيون
أنت لا تعلم كم يعني هذا للجميع دون إستثناء ، أتعلم كم فكرتُ أثناء إختفائكَ بكل كلمة جرحتك بها يوماً ، أنا أسف حقاً"

كاي ثرثر كثيراً يقول ذلك دفعةً واحدة لا يعرف حتى كيف يصيغ جملتهُ لكن الأهم أنه قال بصدقٍ بينما يشدد العناق محاولاً بذلك أن يصل صدقه ذلك إلى الصغير ، بعد ثوانٍ بيكهيون شعر بقلبه يستلطف الموقف و القولَ فبادله العناق ببسمةٍ ودودةٍ و ذلك بالضبط ما رآه تشانيول بمجرد أن قاد خطواته إلى أين يجلسون متتبعاً أصواتهم العالية البهيجة ..

بمجردْ أن رفع عينيه التي كانت تتفقدانِ مظهرهِ توقفَت خطواته تدريجياً إلى أن ثبت أرضهُ يحملقُ بصمتٍ بذلك العناق المتبادل و البسمات التي تزين أفواه الجميع حتى جايسون الصغير كان ينظر إليهما بحب و يدين مضمومتين إلى صدره كأحد أبطال ديزني ، الحساسيةُ و لو أخفى ذلك بداخله رهيبة فهو يشعر أنه المنبوذ في المكان و هو لم يعتد ذلك فأين ما يحل يصنع الضجة و يكون محط الأنظار لذا أن يشعر بذلك من طرف عائلته لأمرٌ واهي فارغ إستوعب أنه كذلك بعد ثوانٍ من الشهيق و الزفير المطولان ، هو فكر ليدرك الى أي مدى ما يحدث حالياً يتلف أعصابه و كم عليه أن يزن نفسه جيداً كي يسير كل شيئٍ على ما يرام ..

سوداويتيّ بيكهيون إلتقت بخاصة بارك سريعاً فيقشعر بدنه لا يعلم لما بمجرد أن إلتقط وجوده في الجوار بل ينظر إليه مباشرة كأنه يحملق الى روحه لا إليهِ ..

كاي نظر إلى تشانيول الذي كان يحرقه بعينيه كذلك ليضرب وجهه فهذا الرجل حقاً لا يستطيع التعامل في قضية بيكهيون يكاد يغار عليه من والدته إن تحمس قليلاً هو سيمنعها تقبيلهُ و عناقه ..

الأسمرُ الفاقد للأمل مع ذلك الطويل الغيور جلس بجانب كيونغسو يترك بيكهيون فقط هناك ينظر إلى زوجهِ يتقدم نحوهم و هو يمسد أعصابه بكف بينما الأخرى تحملُ باقةَ أزهار متوسطة الحجم من الياسمين الفاتن المحبب لصغيره ..

" صباحَ الخير"

قال ببسمة لطيفةٍ أخيراً ليردها عليه الجميع سوى بيكهيون ، فقط الموقف المحرج الوحيد الذي هناك كان بينه و بين صغيرهِ الصامت إذ و من المفترض أنه الذي أخبر بارك بأن لا تخلف وعدك و كُن رجلاً كفاية كي تصون تلك الكلمة لكن ما باله يترقب أن يخصص له تحيةً خاصةً الآن ينقضُ ذلك الوعد بنفسه ؟

"بما أنك ضيفُ الشرف اليوم أودُ أن أقولُ
أنه من الجيدِ أنكَ بخير ..أقصد هنا مجدداً"

فقط بضع كلماتٍ منه زعزعت قلوبَ من يجلس هناك بطرقٍ مختلفة مبهمة فكل واحدٍ منهم حصل على فكرته الخاصة إزاء ذلك ..

مد الباقة لهُ يرفع عينيه إلى سوداويتيّهِ اخيراً و هو بهذا القرب و هل للأعين تلك القدرة و القوةُ في إيصال حوارٍ مدفونٍ إلى ذلك الحد ، حين تبعثرت حروف بارك بعدما حاول الحصول على جملة أفضل كي يقولها أمام عينيه التائهة هو وقف لثوانٍ يحدق فيهما و الى جميع المشاعر الموجودة بهما ..

ذلك بدى فقط غريباً لبيكهيون متناسياً جميع أفكاره السابقةِ ليستلمها منهُ فتتلامس يديهما يدرك حينها أن الدنياْ لعبتْ بهما جيداً إلى أن أصبح تلامسٌ طفيفٌ يخلق توتراً فيتحمحم تشانيول ما إن همسَ بشكراً لك ..

" بابا هنا اخيراً ~"

جايسون إنتظر بأدبٍ إلى أن يقدم البابا خاصتهِ الورود للماما خاصته و كان يبتسم لأنهما لا يتشاجران على الأقل مثل البارحة بل الماما خاصته إستلم الزهور و تجاوب معه على الأقل ..

ظل ينظر حتى رأى بيكهيون يتخذ مجلساً بجانب جدته و هناك هو قفز على البابا خاصتهِ بحماس فيلتقطه الرجل في الهواء ثم يجلس و يضعه على حجره مقبلاً خصلاته الحريرية الشقراء و عينيه على بيكهيون ، هو كان يحدق بصمت إلى الياسمين الآخاذ المرتب بعنايةٍ داخل الباقة و يستنشقه بين الفينة و الأخرى ليلاحظ اخيراً أن المكان يفتقد لوهان الشرير شبيه قرد ديزني و سيهون  ..

لم يستطع بيكهيون في تلك اللحضة التفكير في أي شيئٍ آخر سوى ما أحضره له البارحة و تلك الرسالة بتلك الحروف التي قلبت معدته و لم يستطع النوم جيداً بسببها كأنه في بدايات الوقوع له لتسخن بشرته ، كيف سينظر إليه تشانيول الآن و مالذي سيعتقده بشأنه ؟ سيقول أنه يريد الإنفصال عنه بينما يقبل هداياه بتلك السهولة ؟ تحرك بغير راحة في مكانه بسبب أفكاره الخاصةِ ليضع الباقة بيديّ والدته كرد فعل  ..

كيونغسو أخذ يثرثر مع كاي الذي يتفاعل معه بصوت عاليّ و بيكهيون مع والدته ثم هناك جايسون الذي يجلس بحجر بارك حين أبعد خصلاته الشقراء عن عينيه و قرر أن يفجر صفو الأجواء  ..

" ماما و بابا قالا أنهما سينفصلان عن بعضهما و حينها سيكون عليهما أن يجدا شريكيّن أخرين و سيهملاننيّ أنا كلياً، أخبروهما أن لا يفعلا ذلك
أنا سأكون جد حزين "

تشانيول قلب عينيه فالأطفال هم الأطفال حتى و لو كانوا بذكاء جايسون الذي قال أنه لن يعيد الإلحاح بذات موضوع البارحة لكن ها هو لازال يحصل على بعض الهواجيس كالتي يتفوه بها الآن مع إضافة جديدة و هي أن بابا و ماما قالا ، أقحمه كذلك في الموضوع ..

لحظة صمتٍ حرجة لم يسمع فيها سوى حفيف الأشجار بسبب بعض الرياح الخفيفة هناك ليتحمحم كاي و يفتح ذراعيه داعياً جايسون كي يذهب إليه لأن تشانيول يبدو كمن سيرسله في أي لحظة خارج الكرة الارضية نحو زحل .. لكن من يلوم طفلاً آحب و تعلق بكليهما يتألم من الفكرة اللا مُستصاغةٍ له و هو بذلك السن بعد ؟

بيكهيون في الجهة الأخرى إلتزم الصمت كذلك الأم التي لا تعلم نوايا طفلها بعد لكن موقفها واحدٌ و هو الصحي بنظرها كما قالت سابقاً ، هي ستدعم أي قرارٍ يتخذه طفلها في النهاية مادام يريحه فتلك حياته في النهاية أيّ أن الكلمة الأولى و النهائية له ..

" بابا و ماما لن ينفصلا ، هما يحبان بعضهما البعض بشدة بل مهووسين ، لا أعلم إن كنت ستلتقط معنى هذا المصطلح أم لا لكن ما يجب أن تعرفه هو أن هنالَك بعض المشاكل التي ستتبخر مع الوقت ببعض الجهود و المفاهمة ستؤهلهما أن يعودا كما كانا و أفضل ، ثم أتظن أن ماما خاصتك قد يحصل على شريك سيعيش طويلاً إن إكتشف بابا خاصتك ذلك ؟"

كاي بسط له الحديث قدر ما يستطيع ليرى أن جايسون إبتسم واضعاً يده على فمه بخجل لا يعلم لما خالجه بسبب سؤال العم جونغ إن الذي خرج كهمسٍ جد خافت بإذنه لم يسمعه سواه كحالُ جميع كلماته ..

" لا أعلم أم بابا سيقضي عليه بالطبع"

لكم أنف كاي فخوراً بعدما أخذه حماسَ ما قاله ليدرك الرجل أن تدريباته في الكاراتيه بلغت حداً مذهلاً من الإتقان لأنه شعر بالألم من قبضته الصغيرة دون أن يستعمل الكثير من قوته ، و هو يلاعبهُ فقط بالأحرى  ..

"و ما ذنب أنفيَّ أنا لتقضي عليه ؟"

تذمرَ عابساً فيحصل على قبلةٍ عليه
كإعتذارٍ لطيف دغدغ قلبه مع أنا أسف ..

" لن أسامحكَ حتى تتوقف عن ذكر هذا الموضوع جايسون كذلك أريد أن أقول أن لا تقلق كثيراً حول الأمر أنت فقط إبتعد عن إزعاج عقلك الجميل بهاته الأمور التي تعتبرُ أكبر منك أصلاً و أعدك أن كل ما هناك سيكون بخيرٍ قريباً حسناً ؟"

الطفل أماء موافقاً ليبتسم كاي بدفئٍ و يبعثر شعره الأملسَ يجعل من كيونغسو يفكر في تبنيّ طفلٍ كذلك بسبب ما يراه فتتسع إبتسامته القلبية تخطف نظرات الأسمر الذي بادله بواحدة ألطف ، هو همسُ بكلمات لم يستطع بيكهيون الذي ينظر إليهما ببسمة دافئة أن يقرأها ليقطع ذلك نهوضَ والدته التي لا تستطيع البقاء دون فعل شيئ فيدرك بيكهيون الى اي مدى تحب أن ترهقَ نفسها قائلة أنها ستساعد لوهان في الإشراف على تحضير مائدة الغداء ليس و كأنهم لا يملكون طباخاً محترفاً و خبير لذلك لكن والدته هي والدته ..

كذلك يتمنى أن تجد لوهان في المكان التي تعتقد أنه به أصلاً و في منظر لائق لأن سيهون هناك  ..فكر يحدق إلى ضهرها ببسمةٍ لطيفة ثم أعاد عينيه على كاي و كيونغسو و بعد تأمل عميق فيهما همس بودٍ شديد إجتاح صدره ..

" لا تخذلهُ جونغ إن ، الخذلانُ مؤلم لا أريد أن تختفي إبتسامة كيونغيّ القلبية اللطيفة من فمه
أبداً فهو لا يستحق "

كيونغسو  أسقط الحديث الذي كان يُقام هناك و حوّل تركيزه من زوجهِ و جايسون إلى بيكهيون فيجد النظرة المستلطفة و إيماءات الجسد التي تدل جميعها على إفتقاده لشيئٍ من هذا كالذي هو عليه مع زوجه الآن ، كان يحصل على هذا هو كذلك قبل أن يركل القدر أحلامه بعيداً ..

رغبة الإنسان اللئيمة أحياناً في كشط جروحه التي بالكاد تلتأم راودته ،بيكهيون قرر أن يركز عليهما كي يستطيع الشعور ببعض مما كان يسميه حباً في حياته لأنه أقرب من أن يجلس بجانب تشانيول ، كي يلامسَ الشبه الذي كانهُ بالأمس ..

كاي تفحص تشانيول الصامت ثم قال بكل صراحة على الأقل كما يعتقد هو يصنع فارقاً قد يقود إلى نقاش صريح ..

" أنا لستُ رئيس مخابراتٍ عصبي و كيونغسو ليس متهوراً إلى ذلك الحد إن كان الخذلان الذي تتحدث عنه هو ما فهمتهُ أنا أو ذلك الذي ظننته أنت خذلان"

ذكرَ عيوبَ كليهما بإختصار و التي يرى أنهما العامليّن الأساسيين اللذان أوصلهما إلى هذا الحال يجلسان على أرائك متباعدة حيث هناك بارك الذي كان يكره أن تتطفل ذرات الهواء بين جسده و جسده صغيره في كل مرةٍ يراه هاهو يجلس هناك بصمتٍ و بيكهيون يتخذ مقعدنُ في الجهة الأخرى كالثكلى ..

كاي فكر يعبث بإحدى خصلات شعر جايسون الطويلة فتلك بصراحة وجهة نظره لما عليه أن يكذب ؟

و هناك كذلك كيونغسو الذي فغر فاهه بحرجٍ يريد دفن نفسهُ فوراً بسبب الكلمات التي لا تصنع أي معنىً على الأقل بالنسبة له فراح يقرص فخذ كاي مراراً كي لا يقول المزيد فتمتعض تعابير زوجه ثم هرب منه زاحفاً إلى أقصى الأريكة ..

بسبب أنه قال كلمات ليست في محلها كيونغسو لم يتوقف عن رمقه بنظرات مخيفة محذرة بواسطة أعينه الدائرية الواسعة فتهرب منها إلى تشانيول فيجده كذلك يحملقُ به بملامح خاليةٍ أخفت خلفها رغبةً في اللكم و هو أدرى لذا هو نظر إلى بيكهيون الصامت ..

لهذا قال تشانيول أنه يتقِ كلمات جونغ إن فهاهو الآن جعل المكان صامتاً ثانيةً حتى بيكهيون الذي كان يبتسم توقف و أخفض رأسهُ ، يملك عادات معينةٍ عند التوتر و هي أنه يفرقعُ خنصره مراراً ثمَ يقضم سفليته و بعدها يمسكُ طرف أياً كان يرتديه كقطعة علوية و ذلك جميعه فعله تحت عينيّ بارك الواسعتين التي لم تغفل عن شيئ ..

" الأمرُ لا يتعلق بذلكَ كاي ، بل يتعلق بالقدر و ما أريد قوله أنني أتمنى أن لا يصل بكما القدر الى النهاية يوماً ما لأنكَ و سيهون الوحيدين اللذان يبقياننيّ مؤمناً بأن هناك حباً حقيقياً و أملٌ في أن أجد من يحبنيّ حقاً إلى تلك الدرجة"

المعنيّ مسد جبينه فحقيقة أن ينفي بيكهيون جميع ما فعله تشانيول من اجله و كيف أحبه كالمجنون منذ اليوم واحد جعلته يشعر بالحزن و الإنزعاج الشديد لكن ما باليد حيلة و لا قدرة له بالرد في حين بيكهيون بوضعٍ عليه أن يعاملَ فيه كالبسكوتةٍ الهشةِ حرفياً لذا وضع قبلة على شفاه كيونغسو كان منفذاً آخر مريح ..

و هناك كيونغسو أبعده عنه لأنه لازال غاضبا بسبب كلماته و بسبب جايسون الذي يجلس وسطهما ليندب كاي حظه كفاية ، سيظلان هو و سيهون ضحايا السناجب الصغار طالما بيكهيون في خصامٍ مع تشانيول ..

مباشرةً بعدها نظر إلى تشانيول فوجدهُ لازال ينظر إلى بيكهيون بصمت مبقياً ذراعيه على طرفيّ الأريكة و ملامحه جامدةٌ كأن جميع ما يُقال لا يهزه فقط يعبث بالسيجارة بين أنامله .. بسبب كلمات الأصغر الأخيرة ملامح و تعابير تشانيول بدت كلياً مرعبة ..

" أنا أحبكَ ماما لما قد تبحث عن أي آخر كي
يحبك بينما أنا موجود؟ أنت لا تشعر بذلك و كم أحبك ربما؟ "

جايسون ترك الزوجين و هرول إلى بيكهيون يعانقه مواسياً الماما خاصته بطريقتهِ اللطيفة ، بيكهيون لم يستطع حينها التركيز في اي آخر حين النظر إليه طويلاً سوى أنه يملك ملامح أوجاتسيف فأي أحد يعرف هذا الأخير سيعلم أن جايسون طفله دون الكثير من الذكاء و دقة الملاحظة ، تقاسيم وجهٍ ذاتها و كذلك ذات الأعينِ الزرقاء حتى شكل الشفاه و محيطها ، لم يركز يوماً في أعينِ أوجاتسيف تأملاً أو حباً لكنه نظر إليهما على كل حال و يستطيع الإعتراف أنهما جميلتين ، كذلكَ كي لا يشعر بذنب المدح الذي جالَ بداخله في الثانية الموالية هو سيقول أن عينيّ جوجو الصغير من أجمل درجات الأزرق التي تستطيع الأعين أن تكون عليها فبات متأكداً من الأن أنه سيصبح نسخةً عنه حين يكبر أكثر ..

" أجل حُب جوجو صغيريّ يكفيني لما عليَّ أن أحتاج لآخر أنت محق ثم كيف لي أن لا أشعر بذلك طفلي ؟ أهناكَ أمٌ لا تشعر بِحبِ بطفلها ؟"

كيونغسو إبتسم بلطف حينما قال بيكهيون بعدٍ سهوٍ بوجه الصغير يبادله الحضن الودود قبل أن يقاطع كاي ذلك بذات الصراحة و ذات الأسألة المباشرة فلما عليه أن يرواغ إن كان أستعمال الطريقة رأساً مريحٌ مُثمرٌ أكثر و هناك إختفت إبتسامة كيونغسو ثانيةً ..

" بيكهيون هل تخطط لأنَ تمنح فرصةً لآخر في حياتك ؟ هذا ما أفهمه من شطر إجابتكَ الأخير!"

كان سيقول أن لا تنسى أنك لازلت متزوجا لكنه أبتلع ذلك و كلمةٌ خلفَ كلمةٍ تستفز و تختبر صبر بارك ذلك ما فكر به كاي الذي همهم له كي يكمل رافعاً حاجبيه يتبادل النظرات الصامتة مع كيونغسو ، هو يريد إستفزاز تشانيول كي يدخل النقاش بأي طريقة و لن يتوقف حتى ينجح في ذلك فهو إكتشف أن هذا الأمر يُفتّكُ عنوةً و لن يأتي بالمسايرة ..

" لا أريد الوقوع في ذات الألم و الهواجسِ لكن إن كان يستطيع أن يمنحني ذلك الشعور أنني شخصٌ أهلٌ للثقةِ و التفهم و للحب دون شك لما لا ، فنحن بالفطرة نميل الى من نشعر معهم بالحب و الإئتمان تجاه أنفسنا أولا تعتقد ذلك ؟ كلنا بغنىً عن من يشعرنا بالإحساس الدائم بالخطيئة ! "

بعد كل نقطةٍ يحدق كاي إلى بارك فيجدهُ
على ذات الوضعية ، كلنا بغنىً تلك خصوصاً
صنعت ضجيجاً في القلوب ..

" ما أحبه بك أنك لم تجعل كيونغسو يعاني ذلك حتى حينما كان يتلقى التهديد من أوجاتسيف ، هو حكى لي جميع التفاصيل منذ مدةٍ طويلة كما تعلم أي قال كيف بدأ مايكل في أستدراجه اولاً مثلما فعل معي لكن الفارق أنه حينما كان يخبرك أنت كنت تصدقه و كنت حقاً ملجئ أمان لأنك تعرف معدن الملعون الحقيقي و هذا ما دفع ذلك القذر لتغيير نواياه و أذية كيونغسو فعلياً  ، عكسي ففوق جميع التحرش و القلق كنت أتلقى اللوم و أتهامات الخداع و هنا يكمن تأثير ردة فعل من تحبه و تلجئ له على نفسيتك لهذا أرى أن الثقة التي إستمدها كيونغسو منك كانت العامل أنه إستطاع أن يواجه ألمه و أنا أقدر هذا لك كثيراً بصراحة "

تشانيول كان صامتاً بشكل مريبٍ لا يدرك إن كان بيكهيون في خضم إفراغ صدره أم تلك تلميحات له و في الحالتين هو لازال صامتاً ينقر فوق حافة الأريكة بأنامله الثخينة فترفتع الرنة الصادرة عن ذلك إلى أن توقف الحديث ثم نظروا إليه فيقول كاي ..

" شكراً لك بيكهيون أقدّر هذا لكن إعذرني في نقطةٍ ما ، كيونغسو كان يخبرني بما يحدث معه فوراً عكسك فأنت لم تكن تخبر تشانيول رغم أنه قال مراراً أن عليك إخباريّ بأي شيئ يحدث لك فوراً و سأتصرف بل هو من كان يكتشف ما حدث معك على شكلٍ أمور مخفية كأنك تخبئ عنه شيئاً ما و ذلك لم يكن صحياً أنت إفتقدت الثقة به و هو عصبي سيفهم الأمور بمنظور خاطئ حينما يتعلق الأمر بك في لحظة غضب كيومِ أخبرته أنك لحقت به إلى الحفلة بسيارتيّ أتذكر؟ إستمع إليّ جيداً فأنا لا ألومك بتاتاً لا تفكر بذلك أنا فقط أحاول أن أتحدث بوضوح و أعطي الأمور حقها من النقاش السليم و التحليل الواضح و صدقني لست بصف تشانيول لكنني أجد إخفاءَ أي شيئٍ خصوصاً ما حدث معك مثيرٌ للشبهات و لكي لا نتحدث عن الماضي دعنا ننتقل إلى الوضع الحالي أي ما يهم لأن ما حدث مضى و ولىَ و لن يعود"

كاي و من إبداء وجهة نظره بصراحة دون نيته أن يلوم بيكهيون أو يصّفَ بجانب تشانيول إنتقل إلى الوضع الحالي كأنه لم يحدث زوابع بروح بيكهيون و تشانيول فيحدقان إلى بعضهما البعض لثانية ثم تفترق الأعين فقط كطفلين تتم المرافعة بينهما و القاضي هو جونغ إن بينما في الجهة الأخرى ؛ كيونغسو كان يحمل خفّه المنزلي بالفعل في يده إستعداداً لتلقينه درساً ..

" ماذا هناك تشانيول ؟"

كاي سأل فصمتُ تشانيول يقلقه و
يستفزه لكن ما رد به فعل أكثر ..

"لا شيئ ، أكملو أحببتُ النقاش هذا أنا أستمتع به .. يعجبنيّ عادةً أن أستمعَ إلى أشياءَ حصريةً عنيّ"

أشار بيده أن أكملوا ثمَ أسند خدهُ بكفهِ و الأنامل الأخرى تلاعب سيجارته يحدق اليهم كأنه حقاً يصغِ للحديث المتبادل و يجد المتعة في ذلك ليعدل بيكهيون جلسته أي أصبح يقابل كيونغسو و جونغ إن فقط و تشانيول يجلس على الأريكة الصغيرة يساره بحيث أصبح لا يراه لا يعلم لما فعل ذلك لكنه شعر بالراحة بعيداً عن أعينه الواسعة و العبوس يستطيع رؤيته بارك ، يستطيع رؤيته ورديتيه تبرزان بوضوح وراءَ خده الممتلئ اللذيذ من هذا الجانب ..

تلك ما يسمى بَمرحلةِ مشاكسةُ الروح و الرغبات كذلك تسمىَ مشاغبة الأعصاب و الأحاسيس و التي يبرعُ في لعبها كليهما ، جعلت كاي و زوجه يحدقان إلى بعضهما لثوانٍ بقلة حيلة قبل أن يكمل كيونغسو اللعب مع جايسون يبتسم بخفة لأجل الطفل الذي يسمع ما هو أكبر منه و رغم أنه يتجاوب معه هو يعلم أن جايسون حاد الذكاء و يستطيع إلتقاط المعنى بسهولة من الكلام ففي النهاية هو سليلُ أوجاتسيف الذي تربى عند نايتمر مالذي سيتوقعه منه غير هذا ؟

عكسَ بيكهيون الذي لم يفهم شيئاً من تبادلهما النظرات سوى أنهما قد ينظران إليه كحسودٍ رغم أنه يعلم أن لا أحد يفكر في ذلك سوى الحساسية المفرطة التي تعتَريهِ حالياً ..

" هـايّ أنتما ؟ هل تحدثتما مع بعضكما
البعض حول ذلك ؟"

سيهون إنظم إلى المكان بوجه لازال أحمرَ بخجل بعدما وجدته والدة بيكهيون يقبل لوهان بعمق في المطبخ بعدما خرج جميع من كان هناك لتهرب هي الأخرى بمجرد أن دلفت و هو الأن لا يعلم كيف سينظر إليها اليوم ..

بمجرد أن جلس بجانب تشانيول أدرك مالذي يحدث هنا فوجوهمم كانت تفسر الوضع كأنهم يجلسون في جنازةٍ  .. فقط جايسون و كيونغسو يلعبان معاً بعيداً حين قرر هذا الأخير الهرب بالطفلِ و بنفسه من صراحة زوجه المخيفة نحو تشانيول الصامت و بيكهيون ذو حساسية البسكوتة إذ أنه لن يستطيع النظر بعينيه و كاي يرميهما بصراحته بذلك الشكل المخيف، هو شعر بالحرج ..

" كاي ألا تظن أن اليوم يجب أن يخصص فقط للبهجة و محاولة الحفاظ على المزاج العالي ؟ كلينا يعلم أنه ليس الوقت المناسب للتحدث في موضوعهما بل هما يعلمان ما هو الوقت المناسب لذلك أوليس لذا لا داعي لسؤالكَ الذي سمعتهُ حالياً "

سيهون لعن نفسه لأنه ترك كاي معهما و لحق بلوهان و هاهو ما يريد تجنبه اليوم يحدث ، الأسمر دخل في صلب الموضوع مباشرة ..

"لا شيئ من التحدث حول حياتهما و مصير هاته العلاقة يؤدي لإفساد المزاج سيهون هما بالغين كذلك أعلم أن النقاش يجب أن يكون بينهما و معالجة أخطائهما يجب أن تتم بينهما لكنني أسأل بعض الأسألة التي يجب أن تُطرح من قبل آخر على كل حال .. لأنني أرى أن هذا النقاش الي يجب أن يخصهما فقط لن يكون قريباً و أن غاباتُ الياقوت و الحصان ذو القرنِ و الأجنحةِ باتا أقربَ للتواجدِ من أن يخططا كي يحظياْ بوقتٍ يتحدثان فيه كواعييّن ، إلى أين تذهب هاته العلاقة سيهون ؟ منذ عامٍ و هما غارقين في المشاكل ألا تلاحظون ذلك جميعاً أم تعودتم على الأمور تسير هكذا ؟! ليضعا حلاً نهائياً يوقف هاته المهزلة، إما المحاولة في إنقاذها أو الإنفصال"

كاي لم يكن دائماً في الجوار لكثرة عملهِ مؤخراً بقدر سيهون الذي كان هناك بكل خطوة و مشكلة خُلقت بينهما في المدة الفارطة و يجزم أنه لو كان هناك لصفع مؤخرتيّ كليهما كي يعودا الى رشدهما و يتأدبا منذ البداية لأنه يرى أن دلالَ سيهون لتشانيول لم يأتي بأي مفعول بل جعل الأمور أسوء ..

في الجهة الأخرى ، الشاحب أيّدَ القرار خفيةً و أمامهما كان يتخذ موقف البطل الذي يحاول أن لا يفسد اليوم ..و عودةً لكاي الذي تحدث بلهجة شديدة جادةٍ كان يحاول بها إنقاذ تلك العلاقة لثلاث أسباب مهمة  ..

أولاً هو لن يستطيع أن يتخيل صديقه يخسر حب حياته الذي يكون حرفياً محور كونه هو قالها لهم مراراً بفخر و أحياناً يكون الوقوع في الهيامِ بتلك الطريقة مدمراً فهو لن يصبح تشانيول ما هو عليه مجدداً من كل جانب و هذا ليس بالمبَشر أبداً بل مخيفٌ التفكير به حتى كذلك بيكهيون لأنه يعلم أنه يحبه بذات القدر في المقابل ..

بسبب أن جميع ما يحدث وسط العائلة منذ مدة يعتمد عليهما و كل كلمةٍ و تفصيل يقولها أي فرد منهم يجب أن يكون حذراً حولها كي لا يتحسسا المعنيّين و يظنا أن الجميع يلمح عنهما و يتذمرون منهما ، أي تقريباً هما يخلقان أزمة تعبير بالمعنى الأصح دون أن ينسى كيونغسو و لوهان اللذان سيبكيان و يضحكان مع بيكهيون و حالته بناءاً على علاقته مع تشانيول أي أنهما سيتعاملان معه و مع سيهون كأن الذنب ذنبهم جميعاً و الخطئ واحد ، هم تقريباً يشكلون حلفاً و منظمةً أخطر من المخابرات؛ و ذلك كان السبب الثاني ..

أما الثالث و الأخير أنه إفتقد ما كانا عليه و هو لا يستطيع تخيل الإنفصال بأي شكلٍ من الأشكال حتى و لو وضعه في خياراته بالأعلى هو يشعر أنه لن يدعمه ألا بحالات موافقةٍ كليهما حينها هو لا يملك أي سلطة كي يتدخل أكثر ..

تشانيول لم يتفوه بكلمةٍ حتى و كاي يتحدث بذلك الشكل عنه كأنه مراهقٌ و هذا ما أثار تعجب جميعهم حتى بيكهيون ، بل لازال ينظر إليهم كأن من يناقشون وضعهُ طفلاً في عامه الخامس أو غريبٌ آخر عن العائلة ..

" جميع ما قلته صحيحٌ كاي و أؤيد فكرة النقاش الواعيّ الواضح و وضع القرار النهائي لصالحهما و لصالح الجميع لكن ما أريد أن أقوله أن ليس الآن ، لنتجنب هذا اليوم بالذات لأنه خاصٌ بلمة العائلةِ لأجلِ عودة بيكهيون و أنت لا تريد من لوهان أن يأتي و يركل مؤخرة الجميع إن سمع الحديث"

سيهون قال ممازحاً محاولاً طرد الوضع الخانق هذا  الذي يراه هو فقط كذلك على ما يبدو لأنه حظى بنقاشٍ مدته ثلاث ساعات كاملة مع تشانيول أي يعلم مالذي يدور في رأسه تماماً كما يظن عكس كاي لذا حاول تهدأة الوضع و هناك صديقه الأسمر أماء بصعوبةٍ و أشعل سيجارة أخرى جذب منها الدخان بشراهة قبل أن ينزعها كيونغسو من بين أنامله ملقياً بها بعيداً بأقرب سلة نفاياتَ و هو في طريقه إلى لوهان و والدة بيكهيون بالداخل ممسكٌ بيد جايسون يبعده عن هؤلاء المجانين الذين سيعقدونه نفسياً إن بقيَّ معهم أكثر ..

" هل إنتهيتما من مناقشة حياتيّ عوضاً عنيّ
و هل يُسمح لي بإبداء رأي فيها من فضلكما ؟"

اخيراً تحدث جلالتهُ محور الكون و كسر صمته المبهم ، كاي فكر َيرفع عينيه من على الأرض إليه بسخطٍ حين بدت لهجته إستهزاءاً .. ليس تماماً لأن ذلك أسلوب تشانيول معهما دائماً ..

بيكهيون كان سيقول شيئاً في ذات الوقت و كأنهما إتفقا ليشير له سيهون بلطف بيده أن يهدأ لغرض أن يدعا تشانيول يقول ما يريد بما أن كاي تمكن من جعله يتحدث اخيراً و نجح أن إستفز حواسه كي ينطق ..

" لا أحد يناقش حياتكَ تشانيول ، نحن نبحث عن حلٍ لما تفعلانه أنا لا أطلب سوى أن تتحدثا مبدئياً بدل هذا الوضع ، ستظلان هكذا تنتظران المعجزات أن تحدث ؟ على المرء أن يفعل شيئاً لينقذ بقايا ما لديه عاجلاً أم آجلاً قبل أن يندم أكثر "

" و ما هذا الذي تراه كاي و أي المعجزات تتحدث عنها هما بالفعل متزوجان و أي زوجين يحدث بينهما مشاكل ثم تُحلُ بعد مدة إنه لأمرٌ عاديّ ؟ هل يزعجانكَ بأي شيئٍ هما حتى لا يتحدثان مع بعضهما ولا يتشاجران أيضاً بل كلٌ يجلسُ في جهةٍ لذا لا تضغط عليهما و خُذ بعينِ الإعتبار صحتهما النفسية
و إحترمْ قرار كليهما"

سيهونْ أراد لكم إصرار صديقهِ في خلقِ ذات النقاش و ذلك الفرق الذي تحدث عنه تشانيول بالضبط بين سيهون و كاي .. يستمعُ الى كلمات كليهما و يلاحظ ردات فعل بيكهيون ، ملامح و تعابير وجهه عقب ما يقولان فهو صامت مثله تماماً كأنهما ليس المعنيان بالأمر يبقيان إحتدام النقاش بين الشاحب و الأسمر بينما يستمعان إلى معلوماتَ و حلول حصرية عنهما ؛ منهما ..

" أعلم انهما زوجين و صحتهما النفسية ثمانون بالمئة متدهورة بسبب هذا الغباء الذي إقترفه كليهما في لحظات هفوةٍ غضب و عدم السيطرة على الوضع بالشكل الكافي ، و صدقني ستتحسن إن منحا بعضهما البعض وقتاً واعياً يضعان فيه النقاط على الأحرف لما يريدان في النهاية بصراحة و مهما كان مؤلماً سيهون ، كذلك أراعي بشكلٍ خاص و أدينُ ما حدث لبيكهيون لكن إلى متى يخططان أن يبقيا هكذا ؟ شهر، سبعةٌ أشهرٍ أم عامٌ آخر من المشاكل و هل يتوجب عليّ اخبارك أن كثرة المشاكل تدل على أن هناك خللٌ ما عليه أن يُصاغَ أم أن هذا الزواج أصبحَ غير صحيّ؟"

سيهون كان معه في جميع ذلك لكن وصولاً إلى جملته الأخيرة هو شعر بأنه حقاً عليه أن يصمت قبل أن يفسد اليوم و يُلغى السبب الذي إلتموا بسعادة لأجله كذلك بيكهيون يكاد يهشم أنامله بين أسنانه لذلك هو شعر بأن الصغير إكتفى سمعاً رغم صدق الكلمات لذا هو أشر لكاي أن يخرسَ فذلك يكفي حقاً ..

" لا دعه سيهون فكاي معه حقٌ فيما قال"

تشانيول قالَ معدلاً جلسته و من إسناد ضهره إلى الخلف هو شابكَ يديه مع بعضها و تحمحم ثم بنبرةٍ جادةٍ هادئةٍ عكس ما توقع صديقيه أنه سيردُ على الكلمات المتبادلة بينهما .. تنهدَ مطولاً و إستعد لذلك الحديث الطويل الذي هو على وشك قوله ..

" منذ أعوام طويلة تعلمان أنني وعدت نفسي أن أحمي قلبيَّ من الحب لأنني حينما أفعل أحب بعمقٍ و شدة أنا هكذا و أنتما تعلمان أننيّ هكذا منذ البداية لذلك كنت ارفض الوقوع في تلك الدوامة أو بالأحرى الشيئ الذي كنت أنعته بالتفاهة و المصيبة ، لأنني حين أفعلُ أغار و أتعلق بشكلٍ مخيفٍ لأنني لا أجد أي سبب قد يمنع المرء من إعطاء جميع ما يملك من مشاعر و ماديات ، وقت و إهتمام و جميع ما هناك من أصناف و أنواع المشاعر الجميلة و الكلمات العميقة العاشقة و حتى أثناء الفترات العاتية للشخص الذي تمكن من جعل قلبه ينبض ، روحه تحلق و عينيه تبتسمان .. و ما أقصد بالفترات العاتية أنني أؤمن أن الأخذ و العطاء ينبعان من المحبة كما أنهما سر إستمرارية العلاقات لذا فكرة إسقاطَ التجبر الذي يجبرك العالم على إتخاذه أمام من تحب ، فإن لم يكن هو الملجئ و الوطن و المأوى الذي تظهر أمامه ضعفك دون تردد و تشكو له الكلمات دون تفكير و الأحاسيس دون لفٍ و دوران فهذا الحب ليس بصالح منذ البداية و فيه خللٌ ما ..و أملك كذلك تلك القناعة التي تقول أنه لا يحق لغيريَّ مهما كان الحصول على ذات ما أحصل عليه أنا الواقع في الحب من محبوبيَّ و قناعةٌ شديدة كذلك لأنني أدرك أنني أقع في الهوى بطريقة عميقة قد أنعزل بها عن العالم إن وُجب وفاءاً له لذا أريد الحصول على ذات الطريقة التي أحب بها و ذات الطاقة و هذا ما قد يراه الجميع هوساً مزعجاً و تطلباً كذلك،  واحدة من الأسباب التي ربما جعلت بيكهيون لا يرتاح كثيراً مؤخراً معي كوننيّ عصبيّ غيور و لا أستطيع فرز الأمور جيداً حينما يتعلق الأمر بمن أحب و غيرتي عليه لذا أعجز أحياناً عن تقدير بعض الأمور حيث ستصبح جميع إعداداتيّ في تلك اللحظة تالفة و هذا كذلك ما حاولت مراراً تجنبه لكنه في الأخير كان عاملاً في جعل الأمور تخرج عن السيطرة , أعترف أنني كذلك لأنني لا أجد أي سببٍ يجعلني أنفِيّ هذا و أنفيّ جهلي في فرز الكلمات أحياناً ، لذا إن كانت كفة الميزان التي بها جميع تلك العيوب و النقائص التي كانت بيّ و إن كانت غيرتيّ الشديدة مشكلةٌ بل المشكلة الأبرز في هاته العلاقة تغلب الكفة الأخرى التي حاولت بها أن أحب بالطريقة الصحيحة العفوية التي أحب بها أنا كتشانيول فأنا مستعدٌ لأقولَ أنني سأحاول التوقف عن التصرف بناءاً عنها في سبيل راحته لأنني أمنت اخيراً أن بيكهيون يستحق الأفضل إن كان هذا ما يريد"

شرب بعضاً من الماء بمجرد أن إنتهى و هناك سيهون أرخى حاجبيه عن عقدتهما ناقلاً نظراته إلى كاي الذي هز رأسه بوفاقٍ على ما يسمع ثم إلى بيكهيون الذي يستمع فقط يقبض على طرف قميصهِ بخفة عابثاً به فيكمل تشانيول   ..

" بيكهيون قال بالفعل أنه يريد الإنفصال و أنني أشكلُ عائقاً في طريقه و عبئاً على مساحته الشخصية لذا أنا وعدته أنني لن أقترب من مساحته تلك ثانيةً و أنا سأبقى عند وعدي لأن سعادته و ما يريدهُ تُهمني مهما كانت طريقتها ، و من واجبي في النهاية إحترام هذا الوعد مهما كان حتى لو كان قراره هو الإنفصال ، لن أبقيه تعيساً مُكرهاً معي فقط لأنني أحبه و أنا مستعد كذلك للعمل على إرجاعه كما كان قبل أن يرانيّ من الجانب النفسيّ لكي لا ينتقل إلى حياته القادمة و هو يحمل مني عقداً أو مشاكل كما يقول ، لا يهون عليَّ ذلك بما أنه يرى أن جميع حياته معي كانت سوداءَ معقدة منذ البداية و أنكما يارفاق أكثر من .. بل الوحيدين اللذان يحبان بصدق رآهما في حياته ، من جعلاه يؤمن أن الحب موجود !"

هو مجروحٌ و بالضيقةٍ و بأنه أذنب بالصغير منذ اليوم واحد في تلك العلاقة بناءاً على أقواله!! لذلك الشعور الذي جاء جراء مما سمع لم يكن لطيفاً بتاتاً ..

  حتى و لوكان بيكهيون أكثر من عليه أن يعامل بحذر ، تشانيول شعر كذلك من تلك النقطة التي ذكرها أخر حديثه و سيهون إلتقط هذا ليقضم سفليته بإزدحام أفكار ..لم يكن ما يقول من مخططاتِه التي تحدث عنها معه لهذا الأخير ينظر إليه بغرابة حتى أنه ترك جانب كاي و إنتقل إلى جانب بارك ينظر اليه أقرب محاولاً إلتقاط أي حركةٍ أو معنىٍ خلف ما يقول هذا المعتوه عكس الأسمرِ المعجب بكل حرف ..

" مالذي تريد قوله بهذا ؟ أنت تتخلى عن
الخوض في هذا الطريق إذاً تشانيول؟ "

كان السابق سؤالاً مباشراً آخر من كاي
فيضرب سيهون جبينه بسبب غبائه ..

" أوليس جميع ما حدث نتاجُ أنني حاولت البقاء في هذا الطريق بسبب غيرتي و حبي و لم أفلح كونني تصرفت على سجيتي المتهورة المندفعة في الحب الذي تجنبته دائماً ؟ هاقد حان الوقت لإرخاء الحبل أخيراً بناءاّ عن رغبته كما قال سابقاً ..لا يصلح له أن يعيش مع شخصٍ يحسسه بالخطيئة المستمرة و أقصد كذلك أنه قد يمتد ذلك الوعد إلى تقبل رغبة بيكهيون في الإنفصال بما أنه يرى أن سعادته تكمن في البعد عني لما قد أكون أنانياً و أمنعه عن ذلك ؟ لا أحد يحبُ العيش مع شخصٍ عصبي مثلي لذا أنا لن أمنعُه البحث عن سعادتهِ بسلام ، أنا أنفعل كثيراً و ذلك كله منذ البداية خطأني كونني علقته بي و أنا بهاته الشخصية المختلة التي لا تناسبه لذا ما يريده سيكون "

بيكهيون شعر بالرغبة في البكاء رغم أن ما قاله كان ما طلبه منه لما شفتيه ترتجف هكذا و يده تكاد تمزق طرف قميصهِ و هو يسمع تشانيول يتحدث كذلك عن نفسه ؟ الشعور بداخله فضيعٍ فتمزق الرغبة الذي يشعر به يكاد يأكله ، لا يريد سماع هذا بشكلٍ ما إذا وجد يديه ترتجفان و قلبه ينبض أقوى  ..

" ما رأيك بيكهيون ؟ تشانيول لم يعتذر بعد
لكن ما رأيك فيما قال مبدئياً ؟ هل هذا ما تريد
و يرضيك ؟"

على ما يبدو أن كاي المركز في كل حرف تركيزَاً كبيراً صدق أنه ذلك القاضيّ الذي يسيِّر مرافعةً ما و إرتجل الدور بإحتراف و صدق ، سيهون فكر يتجه نحوه بسرعة يمسك بذراعه ..

" كايّ اللعنة عليك يكفيكَ لؤماً و تطفلاً بينهما ، دعهُ يفكر ملياً هذا يتعلق به فقط و إخرس أنت ثم إنهض ، إنهض و تعال معيّ أحتاجكْ كذلك يوجا وصل و هو في الخارج بالمناسبة تعال لنستقبله معاً ريثما أخبرك بما أريد"

سيهون سحب صديقهُ من المكانِ عنوةً من ذراعه خلفه مبتعدين عنهما كثيراً إلى أن إختفيا عن الأنظار ليبقياْ هما فقط هناك بعدما كان المكان يضج بالضحكات ليدرك ما يعنيه كاي أن وضع للجميع يعتمد على علاقتهما حالياً ..

و كأنه كان ينتظر أن يرفع عينيه السود من الارضية إليه لتلتقي بخاصته و لم يشحها ثم لما عليه ذلك ؟ هذا الرجل هنا وافق على ما أراد لذا لما عليه التهرب بعد الآن ؟ و لما يجد نفسه ينهض من المكان ليدخل إلى الداخل تاركاً تشانيول وحيداً هناك ؟ إن كان أعطاه ما أراد سماعه لما وجد قدميه تركضان أبعد عنه الذي يحدق إلى ذلك اللطيف الذي يهرب للداخل كالمجنون بإبتسامةٍ جانب شفتيه ؟

يديه ترتعش فذلك ما لاحظهُ بمجرد أن رفعهما في الهواء ينظر إليهما و جبينه يتعرق كذلكَ فقاد خطواته إلى اقرب مغسلةٍ ليغسل وجهه و يعيد ترتيب نفسه جيداً فهو لم يشعر خلال ذلك النقاش القصير أنه كان يجلس بل و رغم أنه لم يتفوه بأي حرفٍ هو شعر أنه كان يحارب ، يحارب مشاعرَ عاتية تآكلت داخله و قلبه الغبي  ..

" لا أحد يحبُ العيش مع شخصٍ عصبيٍ ننننن ..
رجلٌ معتوهٌ مجنونٌ و غبي، لتعشْ معكَ موظفتك في المتحف إذاً .. متخلفٌ مغرور "

قلد صوت تشانيول بطفوليةٍ يغادر الحمام و يكتف يديه لصدره بتعابير منزعجة صارخة بشعور لا يريد الإعتراف به .. القصر هناك كان هادئاً لأنهُ في جانبٍ آخر أبعد من أين يتواجد لوهان و البقية من عائلتهِ في الخارج ، لا حس يسمعه سوى صوت أحذية العاملاتِ اللواتيّ ينحنين إليه بإحترام كلما مرت واحدة فيبتسمُ بشرودٍ يأخذ خطواته دون وعيٍ إلى الطابق العلويّ الثاني و هناك كان يصعد خطوةً بعد آخرى بذلك الدرجِ الواسع و الطويل إلى الأعلى يلهيّ نفسه عن حقيقة أنه هرب كالمجنون حين حاول كاي خلق حلٍ صريح بينهما بينما هو لم يعطي حتى الرأي و الكلمة ..و بسبب كاي أصبحت تلك اللمة العائلية اللطيفة كما نعتها حين وصل مرافعةً لزوجين ..

"مرحباً ، هل يمكننيّ الحصول على قهوةٍ الكورتادو مع إضافةِ بعض الفانيلا و العسل من فضلكِ ؟ "

بعدما قادتهُ حاسةُ شمه القوية و إشتهائه للسائل الأسود الذي لا يشربه كثيراً عادةً الى ذلك الركن اللطيف، دخل إلى تلك الغرفة المطلية باللون البنيّ و المزينة بعنايةٍ حيث رائحة القهوة الشهية تملئها و تنبعث إلى الخارج بسخاء ، تقع في الطابق الثاني و هي عبارة عن كافيتريا مصغرة يملكها الشاحب في قصره بإعتباره و لوهان مهووسيين بجميع أنواع القهوة لذا ستجد باريستا محترفةٍ هناك تحت إمرتهما في أي وقتْ ، و يملك تشانيول واحدةٍ في قصره بالمناسبة لكنه لم يكن يرتادها كثيراً إلا أن كان عليه اخذ القهوة بنفسه الى تشانيول حين يقرر أن يدلـلهُ ..

" بالطبع سيديّ ، ستكون جاهزةً بسرعة لتسترحْ أم تريد أن أحضرها إلى غرفتكَ مع السيد بارك ؟"

بيكهيون توقف عن الإبتسام لينفيْ متخذاً كرسياً كي يجلس و ينتظر ،هي لم تقل ذلك سوى بسبب أن ذات الطابق يحتوي تلك الغرفة المخصصة لتشانيول في قصر سيهون، ذات الغرفة التي حظيا فيها بأول ممارسة حبٍ قبل سنوات ، أبتلع الغصة التي تشكلت لأختلاف الحال بين ذلك الوقت و الآن و في نفس اللحظة هو لاحظ أنها أرادت قول شيئ لكنها ترددت ..

" هل هناكَ ما تريدين قوله ؟ بفمكِ بعض الكلام"

نفت بيدها بخدود حمراء ليبتسمَ بلطف
يشجعها على قول ما تشاء يهمهم بإصغاء..

" لا شيئ في الحقيقة شعرت أنني أريد أن أقول أنني سعيدة برؤيتك هنا اخيراً بعد ما حدث لك ، حمداً للرب على سلامتكَ سيدي الصغير"

لوهان لا يمسك لسانه الذيّ بطول شعر رابانزل حتى جعل جميع الناس يعلمون بقضية اختفائه على ما يبدو حتى من يعملون بقصره ، هو فكر و إبتسم لها هامساً بشكراً لكِ ، كتف يديه يحدق إلى الطريقة التي تصنع بها القهوة لكن بشرودٍ لا تركيزٍ قد يؤهله ليسرد مراحل التحضير التي يضع عينيه عليها ...
عقله مزدحم بكل كلمةٍ قالها تشانيول الذي يبدو أنه فكر بعلاقتهما بجدية أخيراً و هو الذي طلب ذلك ، طلب جميع ما قاله بارك ما باله يحمل جميع هذا الضيق بصدره و ما باله يشعر بهذا الشعور المريع بحق الرب !

" سيدي ، هل تستمتع إليّ ؟ تريد ملعقةً أم إثنين ؟"

أشارت بملعقة العسل الصغيرة و هي تحدق إليه و تندهه بصوت هادئٍ لكن عمق شروده لم يكن مزحةً إلى حدٍ لم ينتبه لها لتتنهد بيأس و قبل أن تقرر نقر جسده لكي تعرف الكمية المحددة قُطع ذلك ..

" ملعقتينّ و نصف"

صوت بارك جعلها تنظر إليه بعينين متسعة تنحني بإحترامٍ ثم تومئُ واضعةً الكمية كما أخبرها لأنه زوجه و بالطبع يعرف ما يفضل ذلك الشارد للأن و هناك غير رأيهُ فيأخذ خطواته أقرب لها بينما أنظاره على كتلةٍ الخيوط الحريرية التي يسند جبينه ضد المائدة و ذراعيه ممدودتان فوقها كذلك ينتظر قهوته يبدو غائباً عن المكان ذهنياً ..

" أنا سأتكفلُ بالباقي يمكنكِ العودة لاحقاً "

تشانيول وقف أمامها قائلاً و دون نقاش هي غادرت المكانَ بخدود محمرة بسبب نظراتهِ الخفية لبيكهيون الذي يضع رأسه على المائدةِ بمجرد أن سمع صوت تشانيول و تحركاته في المكان لتبتسم تقفز في الرواق بخفة منتحبةً , هما فقط لطيفان و هي تحب علاقة الجميع هنا بصراحة ..

" What's going on That Beautiful mind?~"

بيكهيون رفع رأسه عن المائدة بسبب ذلك الصوت الملحونُ العميق الذي داهم أذنه ليرتجف يرفع رأسه إليه بمجرد رؤيته لشبح إبتسامته ..

شعر بأن اللقاء بعد هربه مما قاله تشانيول قبل لحظاتٍ مشدود لذا هو إمتص سفليته لداخل فمه  حين إلتقت عينيه بخاصته الواسعتين حينما إكتشف أنه تطوع كي يجهز قهوته ..

تشانيول رفعَ عن ساعديّه و راح يعمل بصمتٍ مسترقاً نظرةً بين الفينة و الفينة ليجده يحدق إليه دون أن يخفي ذلك أو يشيح عينيه و لما عليه أن يفعل ؟ قلبه نبض أقوى حينما رمش بيكهيون مراراً فتلك الحركة حرفياً وفاته حين يتبعها إرجاعه لبعض خصلاته بنعومةٍ لخلف أذنه قبل أن يسأله بصوتٍ بحّ أبرز التأثر جراءَ تلك النعومة المفرطة التي تفجر نابضه في كل مرة بنجاح ..

" أنا لستُ مخطئاً بعددِ ملاعق العسل أوليس ؟"

الأصغر لم يسمعه حينما قال الكمية منذ البداية لها فنهض من كرسيّهِ يتجه إلى أين هو تشانيول حين داهمه ذلك التفكير ثانيةً بكبّر مما قاله بارك قبل لحظات ..

" ملعقتيّن و نصف فقط"

وقفَ بجانبهِ قائلاً ليومئ تشانيول و هو راح يلقي نظرةً على ما يفعلُ بالتفصيل ثم راح بعدها يحوم في المكان بشيئ يغليّ بداخلهِ لا يعلم  ما هو بالضبط فغريب أنه يريد لكم تشانيول فجأة !!

سوى أن ذلك الشعور يؤثر به إلى حدٍ كبير هو لا يعلم حتى من أين يشعر به و من أين ينبعث فلف جسده و هاهو يقف أمام خزانة صغيرة هرباً من قوتهِ التي إزدادت عقبَّ التحديق بالأطول فظَّم يديه لنفسه ..

" المـعـذرة~"

تشانيول همسَ بأدبٍٍ يطلب العبور حين وجده يقف هناك و هو الذي أراد أن يحضر رقائق الشكولاتة كونه يعلم بالضبط كيف يفضل قهوته لكن بيكهيون لم يستمع إليه فسوى أنه شد قبضتيه أقوى بسبب تواجدهِ المريب خلفهُ مباشرةً و يستطيع الشعور بتفاصيل جسده حتى و تلك الإنشات بينهما .. يستطيع الشعور بالحرارة و التفاعل اللذان ينبثقان
منه و من أنفاسه التي تبعثرت هو يستطيع سماع وتيرتها تختل كما خاصته و هاهي يديه اللعينة عادت للإرتجاف ..

تفضحه مشاعره بمجرد إهتزاز وتيرة أنفاسه و الرب وحده يعلم كم يقاوم كي لا يرفعه بين ذراعيه و يقبلهُ مستبيحاً شفتيه حتى تنقطع أنفاسهما و يتنفسه هو عوضاً لكن لا حيلة ليديه العاصية التي تريد لمسه بقوة ثباتهِ الذي تلقنّه مرغماً عنه مؤخراً ..

قلبهُ يتضخمُ في كل ثانيةً تمر وبيكهيون واقفّ فقط أمامه دون حركة و ربما هو حتى شارد لكنه الذي يعاني هنا يقبضُ على يديه فقط بسبب الياسمين الآخاذ ، هو ياسَمِينتهُ الفاتن ، نعيمُ دُنياه و ترياق حياتهِ ..

" هل يمكننيّ العبور ؟"

الثقل في كلماته كان واضحاً فلم يكن النظر إليه بهذا القرب يوماً هيّناً خصوصاً الأن .. تفاصيله الصغيرة توقع به في كل مرةٍ بمجرد نظرةٍ إليها ، أغمضَ جفنيه لاثماً عطر الياسمين الحلو حبيب قلبه أكثر فقد كان مزيجاً من ذلك المخدر الي لا يفشل يوماً في تهدئة اعصابه و شرح صدره لذا أخذ الكثير لداخله بلهفٍة برزت في إختلال تنفسهِ الذي شعر به بيكهيون ، إقترب أكثر حتى شعر برئتيه تتشبعُ و تزهو بها ، بيكهيون لف وجهه إليه لثانيةٍ يلتقط نظراتهِ الهائمة التي نفت جميع حروفه قبلاً ثم يعيده الى الأمام لشعوره به أقربَ إليه فتتبعثر حينها كل الحروف الذي ألقى بها بارك أمام صديقيه قبل مدةٍ لو شاهداه هما سيفكران بذلك ..

" قُلتُ المعذرة"

القشعريرة القاسية التي داهمتهُ بعدما إنحنى و همس بإذنه يكسب المزيد من عبيره الخلاب ثم يديه التي أحاطت خصره من الخلف و كدميةٍ صغيرة رفعه عن الأرض بإنشاتٍ ناقلاً إياه من ذلك المكان لمكانٍ آخر ليس بذلك البعد و ذلك فقط جعل بيكهيون يوسع عينيه فهو شعر كأنه قطةٌ ما أو مزهرية تُنقل بسهولة ! أين إحترامه من كل هذا ؟ فكر بعبوس يظن يديه إلى صدره يحدق إلى ظهره الواسع بغيّض ..

تشانيول تنفسَ بعمقٍ ليخرج ما يريد من تلك الخزانة الصغيرة التي كان يقف أمامها بيكهيون ما يريد و عاد إلى ما كان يفعل ليشابك بيكهيون أنامله يجد قدميه تقترب تلقائياً لغرض النظر و تلك النظرات تمردت من القهوة إلى عينيه الواسعة ثم عروق ساعديه ثانيةً فجذب العسل و أكل منه ثلاث ملاعق دفعةً واحدة بمجرد أن شعر أنه يجب أن يصب ذلك الشعور في فعل شيئ ما و هو يملك مؤخراً عادة أن يفرغ جميع انواع مشاعره حين لا يستطيع التعبير عنها في الطعام ..

تناول أربع ملاعقَ أخرى تحت نظرات تشانيول و ثغره المبتسم فيختلط مذاقه الحلو مع مذاق علكة الفراولة المركزّة التي يمضغها ، كان يركز بعينيه عليهِ إلى أن تمرد القليل بجانب شفتيه و هو تائهٌ هناك بعروق كفيه التي يحب يقضم سفليته و يقحم الملعقة بداخل فمه حتى إختنق و راح يسعل لتحمر وجنتيه ..

تشانيول أحضر له كأس ماء و أكمل ما يفعل تحت نظرات الصغير الذي لم ينصعّ لإختناقه و راح يتناول المزيد من العسل مفكراً أن تشانيول يعرف كيف يكون باريستا كذلك، بالمناسبة هو متمرسٌ في كلَ شيئٍ تقريباً  ..

و في الملعقة الموالية تشانيول شعر أنه لن يستطيع التحمل أكثر و بقلة حيلة قال طالباً البعض و الرب يعلم ما يريد منه القليل .. بل الكثير الكثير حتى تنفذ أنفاسه لكن ما باليد حيلة ..

" أريدُ القليـل"

بارك فتح فمهُ ليُخرجَ بيكهيون الملعقة من فمهِ  محاولاً إخراجَ أخرى لإطعام تشانيول و هناك أغلق هذا الأخير فمه محدقاً إليه بـحقاً دعمها بكلماتٍ أرجفت الصغير و جعلته يستنفر ..

" هل تظن أنني أتقززُ من لعابك حقاً
و أنا الذي أتن.."

لما يقول هذا الآن بحق الرب ؟ بارك لم يكن ليكمل لأن بيكهيون أقحم الملعقة المليئة بالعسل بفمه يخرسه عن الإكمال ..

" أُصمت يكفيّ ، كُـل .. كُـل الكثير و
أصمت فقط لا تكمل ذلك "

تشانيول إبتلعها ليضم بيكهيون العلبة لصدرهِ بيدٍ بخدود حمراء و أعين منخفضة إلى القهوة التي لم تجهز بعد فقط بسبب الطويل هذا ..

" هل أنت خجولٌ حقاً بيكاتشو ؟"

تشانيول همسَ منحنياً إليه قليلاً ليقحم بيكهيون ملعقةً أخرى بفمه فوراً يجعله يضحكُ و هو يبتلع العسل فذلك كان سريعاً فقط كمن كان ينتظره ليتحدث كي يخرسه فوراً بالملعقة المُحاربة تلك فهو يقبض عليها بخمس أنامل و يجهزها ضده أي أنه تقريباً يحمل العلبة ككلٍ كي يدافع بها عن نفسه .. فقط بيكاتشو ظريف بخدود حمراء لذيذة~

" أنا أ--"

" إن لم تصمت أنت لن تخرج اليوم من هنا إلا
و أنتَ مُصابٌ بمرض السكريّ "

قاطع تشانيول يوجه نحوه الملعقة بتهديد يجعل بسمته تتسع و همسه زاد الوضع تعقيداً على الصغير ..

" أنا أُصبت به بالفعل منذ تسع سنواتْ ، على الواحدة نهاراً أمامَ شقتكم القديمةِ حين زرتها لأول مرة و لا أعلم مالذي تناولته بعد خروجي من هناك جعلنيّ أُصاب بالسكريّ .. ربما شفاهٌ فاتنة جد حلوةٍ و لذيذةٌ أفقدتني صوابيّ و صحتيّ ؟"

بيكهيون شد أنامله حول العلبة ليفتح الأطول تلقائياً ثغرهُ هذه المرة منتظرً إياه أن يهاجمه بملعقة أخرى من العسل قبل أن يقحمها عنوةً بفمه لكن بيكهيون لم يفعل بل أخذ يحدق إليه لمدةٍ فهز حاجبيه له أن أين ملعقة العسل قبل أن يقول ما لم يتوقعه بتاتاً ..

" و لما لم تخبرني بذلك منذ البداية ؟ و أنا الذي أطعمك العسل الحلو كثيراً الذي سيضركَ ؟ حسناً لن أفعل أغلق فمكَ ذلك يكفيّ "

تشانيول شعر بقلبه يتضخمُ ثانيةً ليحدق إليه يعيد علبة العسل إلى مكانهاِ بمشيةٍ لطيفة يقسم بسببها أنه يخطو فوق قلبهُ و ليس فوق الأرضية فرفع يده يمسح على صدره الهائج العنيف إلى أن عاد يقف بجانبه , تقريباً قهوته أصبحت منسية ..

دغدغهُ قلبه بسببِ ذلك القرب ليتحمحم ثانيةً بسبب أن بارك الهادئ و في كل تحركٍ يقوم به هو لا يستطيع أن يركز على أي آخر سوى عروق ساعديه ، عطره الحاد الذي يخترق جيوبه الأنفية و خصلاته الرمادية الطويلة نوعاً ما فهي تمردت فوق عينيه حيث راح يزيحها في كل مرةٍ بهز رأسه فتعود لتغبيش نظره بإزعاجٍ بينما يديه كانتا ملطختين بما يحضره من أجلهْ ..

" فقط ..فقط لأنكَ تحضّرُ الكورتادو من
أجليّ دعنيّ أساعدكَ "

همسَ مبرراً لنفسه لا لتشانيول على ما يبدو و هذا الأخير ظَّن أن المساعدة ستكون بخصوص القهوة ليبتعد مبقياً مكاناً له برحبٍ لكن بيكهيون جذب طرف قميصه بلطف يجعله يلتفتُ إليه ..

تشانيول فعل فاتحاً ذراعيه يفرجها أقصى الجانبين كي لا يلطخ صغيرهِ الذي وقف بينهما بصمت يحدق إلى شعره الرمادي و هناك بيكهيون بلل كفيّه ليصفف خصلات الأطول الذي إنحنى إليه كي يوازيه طولاً بأنامله إلى الخلف يحرص على أن لا تعود ثانيةً و تسقط فوق عينيه ..

تلك المساعدة كانت آخذةً للأنفاس ، أنامله بين خصلاته قشعرت جسده و وجهه الذي كان قريباً منه .. لمساته الدافئة و تواجده بين ذراعيه حتى و لو لغرضٍ آخر جعله يلهث بخفة و هو يحاول أن يزيح عينيه عن العسل الذي يلطخ جانب شفته حين تناول منه قبل دقيقة ..

تأمله عن قرب متعب , شفاههُ اللامعتين و عينيه المركزة على ما يفعل ، أنفاسهُ المبعثرة بنكهة علكة الفراولة و العسل تصطدم بوجهه ليبتلعَ ما إن شعر بأنامله تبتعد و شعره يُثبت إلى الخلف و هناك بيكهيون حدق إلى عينيه اخيراً أن إنتهيت لكن لما لا تعتدل في وقوفك ولا زالت تنحني ؟

" هناكَ ما تمردَ بجانب شفاهك ؟
آ هو بعضٌ منك ياترى؟~"

بيكهيون لم يفهم مالذي يتحدث عنه إلا حينما شعر به يقترب منه ببطئٍ شيئاً فشيئاً يحدق الى عينيه السوداء و كأنه يقرأ رد الفعل و يلتقط الشعور فتتجاوز دقاته النبض الطبيعي حينما شعر بشفاهه الثخينة تحط أسفل سفليتهِ تماماً ينثر أنفاسه الساخنة هناك يجعله على وشك أن يتهاوى ما إن شعر بلسانه يلعق بقايا العسل عن هناك ببطئ و لم يكن له حلٌ سوى التشبت بما خلفه حين شعر أنه يحلم , شعر بأن الزمن توقف عند تلك القبلةِ العميقة و الثقيلة كثقل آحاسيسه على ذات البقعة حتى شعر أنه قد يخلف علامةَ حبٍ في المكان ..فجأة عند ذلك التلامس الذي في تاريخ قبلهما و قربهما هما بالذات يُعتبر الأبسط لكنه الأن يأتي بحلةٍ جديدةٍ تؤثر على كليهما كأنها أعمق ما هناك ..

إن رآهما أحد فلن يرى سوى ضهر تشانيول الذي كان ينحني إليه و هو المخفيٌ كلياً خلفه يغمض عينيه و يحاول التنفس قبل أن يموت بينما يديه إلى الخلف ..

بارك أغمض جفنيهِ حين إحتكت شفاهه بخاصة صغيره فيقشعر جسده فأي القوة يملكها عليه ليرتجف نايتمر المهيب هكذا بسببه و يكاد ينصهر بسبب أنفاسهِ التي تخرج بوتيرةٍ لا منتظمة؟ قلبهُ كالأهوج يتراقص و تنفسُه مختلْ ..

ساحباً النعيمَ معه قبل أن يبتعدٍ بإنشٍ هو راح يتأملهُ و يتأمل ما فعل به بسبب شبه قبلةٍ قبل أن يهرب بيكهيون أسفل ذراعه بمجرد أن أفاق إلى مكان آخر يلتقط أنفاسه واضعاً يده فوق صدره المنهار بسبب هذا المعتوه الذي قال ذلك قبل مدة ذلك الكلام أماك سيهون و كاي لكن هاهو يعيده بهما إلى ذات النقطة ..

" تريدُ رقائق الشكولاتة ؟"

تشانيول قال بنبرة أعمق من المحيط بعد دقيقة كاملة من الصمت لم يسمع فيها سوى تنفسهما المتوتر و اللامنتظم يحاول كلٌ إلتقاطها بطريقته لأنهما لم يعتادا بعد القبل التنفس بطريقة طبيعية ، تشانيول إعتاد تنفس عنق فتاه حتى يثمل و يكسب من روحه أنفاس جديدة و بيكهيون كان سيقبله عدة قبل جوانب ثغره حتى يهدأ و تعود رئتيه للإمتلاء قبل أن يعودا للتقبيل لكن ليس الآن فكل منهما في ركنٍ مختلف ..

" ماذا عن رقائق الشكولاتة ؟"

تشانيول كرر و هو لازال متأثراً مما فعل ، لازال يلعق شفتيه ملتقطاً بقاياه الحلوة هناك ..

" أجل أريد بالطبع"

أجاب بسرعة بينما يلكم الهواء خلف تشانيول و ذلك مريح لأنه شعر أنه يلكم تشانيول كونه حقاً يريد لكمه لسببٍ ما إلى أن وصله صوت ضحكتهِ الخافتة العميقة فيضع يديه خلف ضهره يقف كالجندي متسائلاً هل رآه ؟ هو بالطبع رآه لأن الإبريق النحاسيّ الي يجعله يبدو و كأن قطاراً ما دعس أنفهُ يعكس ما يفعلُ لتشانيول ..

" من فاز في نزال البيكاتشو هذا ، أنت أم الهواء ؟"

" هل تستهينُ بالهواء ؟"

بيكهيون قال مجارياً و في الحقيقة ذلك كان يملك معنىً بالنسبة له ، الهواء متسلطٌ و قادرٌ على فعل الكثير كفصل قبلهما مثلاً في كل مرة ؟ لكن لم يخبره بذلك ليهز تشانيول كتفيه هامساً بربما ثم يردف ..

" هل غلبكَ الهواء بيكهيونيّ ؟ لم يكن ليفعل معي إلا حينما يظطر أن يفصل بين جسدينا كالأن ذلك ، آه حينها سيكون حقاً قاهراً "

أشار إلى المسافة بينهما عابساً بلطف و بغية رمي أرتجاف قلبه كون فكرته تقريباً تشبه خاصته ، بيكهيون أطلق نكتة أباء ميتة جعلته يضحك عليها لوحده ..

" حين تغرقُ يوماً و تجف رئتيكَ ستعرف قيمة الهواء الذي تسخر منه ، حينها سيمر عليك بقارب نجاةٍ يلوح لك ثم يرفع نحوكَ أوسطهُ"

بيكهيون ضحك على ما قال وحيداً و ربما تشانيول لم يفعل ليس لأنه لم يضحكه بل لأنه إستغل الوقت يتأمل ضحكاته فذلك ما يريد أن يسمع و يرى ، هل قال يوماً أنه يعشق ذلك الصوت و التعابير إلى درجة شعر أن الحياة تتوقف به عند عينيه التي إتخذت شكل هلالين لطيفين فشرد هناكَ ليظن بيكهيون أنه معتوه فتوقف عن الضحك تدريجياً يأخذ خطواته أبعد هو و نكتته الميتة تلك بحرج ..

رغم أنه غادر تلك البقعة التي كان يقف عليها إلا أن تشانيول لازال يحدق إليها ، من فرط أنه كان دائماً يتخيل طيف صغيره حوله بهوس و إشتياق، هو أصبح لديه إحترافيةٌ كبيرة في خلق طيفه حتى حينما يرحل من المكان لذا لازال يخُيل له أثناء الشرود أنه يضحك و تتردد ترانيمهاْ بين مسامعه حتى ، أي الجنونِ هذا ؟

" أنا غريقٌ بالفعل ، غريقٌ في بحـرِ الحب معك
دون رجعةٍ و لا أريد الرجوع منه ، الغرق الوحيد الذي سأحب أن أقع فيه مليون مرة لـو بُعثتُ إلى الحياة مليونَ مرة ~"

ذلكَ ما همس به لنفسه فقط بمجرد أن عاد إليه رشده
لكن بيكهيون تمكن من سماعه ليبتلع بصعوبةٍ يشعر بالفيّلة العملاقة لا الفراشات تتراكض بمعدته المسكينة ، فإن كان تشانيول يحدث نفسه عنه هكذا كيف لا يرتجف بحق الرب !! رمش مراراً يضع أنظاره القهوة السوداء التي تتباهىَ هناك ليتحمحم ..

" بالمناسبة أنت لم تحصل على قهوتك
بعد ، هل تريد قهوةً سوداء سيد بارك؟"

بيكهيون شعر بأنها حرب تبادل الطلبات و هاهو ينتظر الإجابة من سيد بارك الذي تنهد لذلك اللقب  ، يديه مشغولة ببعثرة رقائق الشكولاتة بالطريقة التي يحبها و أجل هو لم يشرب قهوته هذا الصباح بالمناسبة فيسأل ..

" أجل أريد ثم كيف عرفت أنني لم
أحصل على قهوتيّ بعد ؟"

بيكهيون و في خضم تحضيرها من أجله نطق بسلاسةٍ ما جعل الأطول يتوقف عن ما يفعل و يحدق إليه بعمق جعله يتحمحم بخدود سخنت و إحمرت ..

" أنت تقريباً دخنتَ أربع سجائر منذ أتيتَ و هذا العدد لا تدخنهُ في فترةٍ صغيرة إلا إن لم تحصل على قهوتك لذا أنا فقط إستنتجتُ بناءاً عن ذلك !"

تشانيول إبتسم مظهراً غمازته لينفخ علكته بإستمتاعٍ و عينيه عليه عكس الصغير الذي توتر ليندب حظه ما إن شعر بأن السائل الأسود الملتهب أحرق أنامله فيخرجها من هناك و قبل أي حركةٍ أخرى هو نطق ..

" هل طَلبتُها بِسكَر ؟"

تشانيول إقترب يضع أمامه قهوة الكورتادو خاصته ليلعق بيكهيون شفتيه لمنظرها الشهي ثم تذكر أن عليه أن يجيب تشانيول ..

" لكننيّ لم أضع بقهوتكَ سكراً ؟"

بارك رفع حاجبه أن أنت تكذب فتستغرب
تعابير وجه بيكهيون إلا أن رفع يده ماسحاً عليها برفق قبل أن يسحبها بيكهيون منه و يسحب قهوته بقلبٍ ينبض أقوى بسبب جملتهِ التالية ..

" ألم تقتـحم أنامـلك الحـلـوةُ فنـجانيّ ؟
لما الـكذبُ و أنتَ كُلكَ سُـكر ؟~"

لم يعلم أي رد فعلٍ هو الأنسب في هكذا موقف فوجد لسانه المتهور ينبس يخرج عن طوعه ..

" دبقٌ لكن جميل"

بيكهيون إبتسم يعود ليضع القهوة بصحنها الصغير يدفعها نحوه قبل أن يستوعب ما قال متفاعلاً بسلاسةٍ و ذلك تقريباً أخذ منه خمس ثوانٍ تجمد فيها بمكانه بحرج ..

هل هذا ما يقوله شخصان في وضعهما يتحدثان عن إيقاف تلك العلاقة .. شخصٌ وعد بعدم إختراق مساحته الشخصية و هو الذي ينجرُ كذلك ؟ يده إرتجفت يرى إبتسامته الخاطفة للأنفس و لم يكن له منفذاً سوى أن يحمل قهوته و يتذوق منها لتتوسع عينيه لمذاقها اللذيذ رغم أن جل وقت تحضيرها مر مغازلات منه ..

" لذيذة ؟"

تشانيول همسَ و هو يشرب من قهوته السوداء كذلك يحدق إلى تعابيره المتلذذة و دون سؤال هو يدرك الإجابة ليومئ بيكهيون ..

يستمتعان بقهوتهما بهدوءٍ تام يخفيان ضجيج يسار صدريهما الفاضح و لو أحضرتم خبيراً للغة الجسد لأخبر فوراً أن الشخصين هنا يريدان إلتهام شفاه بعضهما فوراً حتى ينفذ الهواء من الرئتين ..

يسترقان النظر كأنهما محرمين على بعضهما البعض ، يمد يده الكبيرة متتبعاً حواف الجدار الذي يتكئان عليه ليسحبها مجدداً بمجرد أن يشعر بأنه قد يقدم على ما سيزعجه و هو الذي حرفياً لعق العسل أسفل سفليته قبل لحظات لكن الآن عادت له تلك الحفيظة بشكلٍ ما ربما لأن المكان هدأ مرةً واحدة فالصمت كان السيد هناكَ و عجيب أن لا أحد بحث عنهما إلى الآن ، تنفسُ ذات الهواء مع صغيره هو النعيم بل تنفسُ صغيره هو النعيم فحتى القهوة التي تستحوذ على ثغره و تصطدم رائحتها بأنفه مباشرةً لم تستطع طمسَ الياسمين الفاتن من الجوار ..

إرتشف قهوته دفعة واحدة ليحدق إليه بيكهيون بسبب ذلكَ فأدرك أنه على وشك قول شيئ يكسر به الصمت هذا و عكس ما كان يحدث هو قال ..

" بيكهيون أريد التحدث إليك قبل أن أعود إلى عمليّ فأنا ملزمٌ بمباشرة العمل على كل حال و قد تقل لقائاتنا بسبب إلتفاتي لكثير من الأمور فيه لذا هل يمكنكَ تحديد مكان قد يكون مناسباً لكَ غداً "

لأنه سيرفض القدوم معه او حتى الموافقة على منحه فرصة في منزلهم التحدث إليه أو حتى أخذه إلى الأماكن التي يريد دعوته إليها تشانيول قرر أن يمنح بيكهيون أولوية الإختيار في أي مكان يريد ..
بينما بالنسبة للأخر فذلك لم يكن ما ينتظر بعد جميع ذلك الصمت ليبتلع مخفضاً رأسه لأن الوضع يصبح جديّ بعد ذلك العبث ، تشانيول وضع فنجانه و عاد ليقف مقابلاً يحدق إليه فيكمل بما جعله يحدق إليه بعيون سوداء تائهة  ..

" أعلم أنك لا تحب تواجديّ حولك في أي مكان و لكيّ لا أجعلك تلفُ و تدور في نفس الدائرة دون أن تتحرر من شخصٍ مثلي، لا يهون عليَّ جعلك تتدهور أكثر بما أنني العائق كما ذكرتَ أنت سابقاً "

قد يعلم أي آخر أنه يملك شيئاً برأسه وراء تلك الكلمات سوى المعتوه الصغير هنا ، بيكهيون إبتلع و وضم يديه يشابكها بقوةٍ بعدما وضع قهوته جانباً فتشانيول يتحدث بجدية ؟ اذاك يعني ما فكر به ؟

كان يتوجب عليه خلق الفرص لكن ليس و بيكهيون يراه دون كلمةٍ و مخالف للوعود ليستمر في إقتحام مساحته كي يهرب هو منه في كل مرة بحجة التحدث إليه بطريقة واضحة كما قال كاي ليس و كأنه لم يفعل ما فعل قبل مدة هنا في هاته الحجرة التي كادت حتى جدرانها تصرخ بهما أن كفاكما تهريجاً ..

هو في النهاية إستنتج أن صديقه محقٌ على الأقل هو يعترف بينه و بين نفسه و نقطة كاي بإختصارٍ كالآتي .. إن واصل هو التصرف هكذا حول بيكهيون  دون توضيح فذلك لن يكون بمجدياً أبداً بل سيستمران في ذات الدائرة يقتربان يعبثان ثم يتذكر بيكهيون أنه غاضب منه و يحقد عليه فيسحب نفسه و ذلك ليس ما يريده ..

" ما قلتهُ لكاي و سيهون لم يكن مزاحاً بيكهيون فأنا فكرت كثيراً و بما أنك تجد راحتك فيما طلبتَ سابقاً و تجدني المتهور في العلاقة و أنا كذلك إن كنتَ سترضى نعتيّ بذلك،  لا أستطيع التعامل معك على ذلك الأساس من الآن فصاعداً فشيئٌ كإجبارك على التحدث إليّ أو البقاء حولك و أنت كارهٌ تتجنبنيّ بما أن الأمر بنظرك لا يتعلق بكم سيمر من الوقت بل موقفك نحوي ثابتْ ، حدد المكان و الزمان الذي تريد و حينها سيكون جميع ما تريد و أيٌ تريد رغم أن ما قُلتهُ يكفي لأفهمَ موقفك الأخير منيّ و أحترمه"

بارك أنهى كلماته و كم كان بيكهيون يحتاج من القوة الشيئ الكثير بعد ما حدث الآن في هذا المكان ليومئ له بهدوء يجعله يتنهد ..

هو بيكهيون الذي واجه جميع الأيام الحالكة السابقة وحيداً يعجز عن أن يحرك رأسه موافقاً و لو كان قلبه يتآكل ؟ هو بيكهيون فتيلُ الإنقلابات التي تحدث حالياً بسبب إطاحته بزعيم أقوى عصابات ألمانيا بمجرد قبلةٍ ، إغراء و عبث يعجز عن ذلك ؟ هو و بكل غرورٍ و نرجسية يضعُ نفسه في خانة الجبابرة أحب من أحب و كره من فعل لأنه عايش الوضع بالفعل إذ لن يؤثر عليه الف موقفٍ مثل ذلك ..

" يمكنكَ القدوم لمقهى والدتيّ غداً ، لأنني لا أستطيع دعوتكَ لأي مكان غير هذا و لن أقبل
دعوتك بأي مكانٍ كذلك"

قال بثقة و تلك كانت نقطة تشانيول منذ البداية ، شرب قهوته دفعةً واحدة و أعاد الكأس أين كان ثم غادر المكان يترك الأطول هناك يبتسمُ بينما يضع يديه بجيوبهِ يغرق هناك فأينما حل صغيره يشعر بأنه وسط حقلٌ من الياسمين ..

" يالا البراءة~"

بيكهيون صفع وجنتيه الحمراء بخفةٍ بينما يمشي بذلك الرواق بخطوات لا متوازنةٍ حتى شعر أنه تعثر بسبب نفسه ليلعن عدم تركيزه و الأعتى و الأمّر أنه يشعر به خلفه ، يستطيع سماع وقع أقدامه بذلك الممر الفارغ من سواهما فيزيد من هرولته لكن هيهات و ساقيه بذلك الطول و هو الذي ظن أن القرب لليوم إنتهى لكن كيف و تشانيول يمسك بيده يوقفه تماماً أمام باب الغرفة قبل أن يخطو خطوة إضافية ، هو الذي ظن أنه هرب منه اخيراً؟

" أتذكرُ ذلك اليوم المقدس الجميل؟
يومٌ مليئٌ بتفاصيلكَ"

وقف بطريقه يسد عليهِ عبورهُ بالضبط حينما وصلا إلى باب غرفتهِ في قصر سيهون ، الغرفة التي تجنبها الأصغر حين عبوره منها قبلاً و ركض هارباً من ذكرياتها التي أثقلت صدره لكن هاهو  تشانيول هنا ليذكره بعدما سحبه إلى الداخل و أغلق الباب يجعل عينيه تتسعان لسرعة الموقف ..

" أفلتنيّ .. أمي تحتاجنيّ"

بعبوسٍ همس ينظر إلى تفاصيلها ، لوهان منذ تسع سنواتٍ يفرشها بذات لون الشراشف الأسود الذي مارسا على ما يماثله الحب و من ذات النوعية كذلك يستعمل ذات معطر الجو ، مزيجٌ من اللافندر و الياسمين إشتراه خصيصاً لهما و منذها لم يغيره ..

لهذا هو شعر بالدوخة بمجرد أن رأى أنها لازالت تضخُ ذات التفاصيل و ذات الأجواء الحميميةٍ الساخنة لكن يإختلافٍ كبير بين كيف دخل إليها لأول مرةٍ و الأن ..

" هل أرسلتْ لك والدتكَ رسالةً أنها تحتاجك
عبر الحمامِة ؟ كنا معاً بيكهيون بربك !"

تشانيول قال يقترب منه و بيكهيون وجد كذبته
غبية محرجة لذلك قرر أن يغلق فاهه  ..

" أستطيع أن أرانا معاً هناك على السرير ، أتتذكر ذلك اليوم بجميع تفاصيله كما أفعل ؟ ألازلت تحتفظ بجميع حبنا يومها في ثنايا عقلك كما أفعل ؟"

الهمس الأول الذي بعثره و هو خلفه ليرمش بيكهيون و هل سيتجرأ و يقول نعم إنني أتذكر كل حركةٍ و تفصيل و كيف لي أن أنسى ؟ هو يرى نفسه ينتظر تشانيول بعدما جهزه لوهان كأحد العرائس و عبث به جيداً ثم وضع قبلة بجبينه هامساً له بحظاً موفقاً و لا تنسى ما قلتهُ قبل أن يغادر الغرفة كوالدة العروس !

يستطيع الشعور به يتقدم إليه كالأن و يتذكر كيف كاد قلبه يغادر قفصه يومها لأنه لم يكن قبلاً في وضع مماثلٍ لذلك ، يتذكر كل كلمة غزلٍ محبٍّ تغزلها بجماله و به ، كل قبلةٍ و لمسةٍ رماه بها إلى السماء السابعة ليدرك حينها أن التلامس الجسدي الذي مقته طوال حياته بسبب التحرش الذي كان يتعرض سيتحول إلى شعر التحليق بالجنة حينما يكون من معشوقكَ ..

تلك ليلةٌ مقدسه لديه تعلمَ بها الكثير و أعاد بها ترتيب معتقداته عن أشياء كتلك التي حدثت و ولو وصل بهما الوضع إلى ما هما عليه الآن و أكثر هو لن ينكر ذلك ..كيف عليه أن ينسى أنه و بعد تلك الليلة حقق له سفرةَ احلامه ، ذلك اليوم لم يخلو من الجمال فكيف له أن يدفنه بسهولة بذاكرته ؟

عبثٌ و جنون ما يعيشان حتى في أحلك الأوقات يصف حالهما بذلك و هو حرفياً بين ذراعيه يستنشقه كأنه الهواء ، يتشبت به و يلمسه كأنهُ ترياق الحياة ..

تشانيول لفَّ ساعدهُ حول معدة صغيره و يدهُ الأخرى راحت تداعب ذراعه من كتفه الى أناملهِ ينكثُ وحيداً وعده الذي ينص بعدم الإقتراب لكن أين ذلك الذي يعترض و هو الغارق يتخبط بين الحاضر و في الذكريات مثله تماماً ، يشابهون اليوم بالأمس كأن خفقات القلوب المتيّمة المجنونةَ هدأت ؟!

" أنا لم أرغبْ يوماً بشخصٍ كما فعلت معكَ و دعني لا أقارن حتى فكيف لرغبات نزوة أن تُقارنَ بشخصٍ أردت أن أكون معه من جميع الجوانب؟ أردت أن أكون بجانبك لأسندكْ .. أعلاكَ لأستبيح ما يحلُ لي دون غيري و أسفلكَ لأرى ملاكيّ يقودنيّ الى الفردوس بطريقتهِ كما يريد و يشتهيّ و أنا جميعيّ تحت طوعُ أميرتيّ عبدٌ لا سلطة له ~"

بيكهيون كاد يفقد وعيه قبل أن يسترجع موقفه فيتشبت بذراع تشانيول التي تلتف حول معدته بكلتا يديه متنفساً ببطئ ما إستطاع من الهواء أمام تلك الكلمات التي تهاجم قلبه قبل مسامعه بصوته الذي شابهَ في عمقه تمّدد و إنسياب العسلِ الأصيل الخالص قبل أن يصل إلى السطحِ المرجو ، كذلك صوت بارك بتلك النبرة كان يسقط بقلبه في كل مرة ..

" لم أتوقع أن تفاجئنيّ كذلك يومها و أنا الذي إعتقدُت و أخبرت الجميع أن الممارسة تبقى ممارسةً لكنني أذنبتُ بذلك الإعتقاد بمجرد أن وضعتكَ على سريريَّ فلا أحد بعثرني بالطريقة التي جعلتني عليها"

لم يملْ يوماً من لثم عبيره و لن يفعل فيدفن أنفه بين خصلاته يشعر بالخدر يأخذه ذهاباً و إياباً يمسك بيده اليمنى ثم يرفعها إلى مستوى وجهه ليجعله يتلمسُ وجنته فهو يكاد يموت ليحصل على لمساته عليه فقربها إلى شفته يغرق باطنها الناعم بالقبلِ يدغدغ بطون كليهما بطريقة خاصة ..

" سيأتي من يفعلْ ثانيةً ، أتركنيّ"

كان عليه إبتلاع الكثير من غصته قبل قول ذلك بغية الخلاص من هاته المشاعر الأقوى منه لكن تشانيول لم يرد على ذلك و أكمل همسهُ بإذنه فيغمض عينيه بِوهنٍ تجّبر ضدَ مقاومتهِ و تسلطن ..

كان يريد من بارك أن يخبره بسيأتي الكثير كي يحقد عليه أو يدفعه كي يجمع قواه بعد ذلك ليدفعه عنه و يهرب لكن لا فلسان بارك المعسول لطالما كان كذلك فلا هو يفلته و لا أنامله الثخينة التي تعبث بجلدهِ تفعل ..

"و من أينَ ليّ بـ مثل هذا الوجه و النبرة التي تآوهتَ بها يومها و أنت تشعر بتلك المشاعر الجديدة عليك معيّ فقط تكتشف رغبات جسدك أسفلي و تذوب كالزبدِ بين يديّ ؟ أينَ ليّ بذات تصرفاتكَ العفوية التي تنبضُ حياةً و براءةً يومها ؟ أين لي بتشانيوريّ مارس معي الحب دائماً ، بـ أسفٌ لأنني دفعتك عني ؟ أين لي بشفاهٍ كالسكرٌ تتلفظ بجميع ذلك ، عطرٌ و لمساتّ من النعيم ؟هل ستلفظُ السماء بجناحيّ دائماً ملائكتها و أنا لا أستحق ذلك سوى مرةٍ ؟ و إن جئنا ليّ فإنني و ربُ عينيك السود حبيبتيّ قلبيَّ لـن أريد سوى تلك المرةِ صدقنيّ ~"

بيكهيون أفلت تآوهاً جد خافتٍ ربما إلتقطه الرجل أو لا لكن كيف لم يفعل و هو يركز به بتلك الطريقة يعبث به ، لا يعلم الغرض منها سوى أن تشانيول الذي يحدق إلى رد فعله بدقةٍ  ..

" مِن أينَ لـيّ مرةً أخرى« بـأنـا لسـتُ
جيـداً بفعـلِ هـذا ؟»"

ذلك حرفياً جعله يفتح عينيه بسبب الشعور الخانق الذي شعر به فرغم جميع الليالي الجريئة و التمرس الذي أصبح عليه هو لم و لن ينسى يوماً تلك الجملة فدفع تشانيول الخدر عنه ليمسح على ذراعيه يثبط شعيراتها الخفيفة التي إقشعرت و يلتقط أنفاسه المسروقة كأنه كان غريقاً بظلمات البحر ..

تشانيول مسح خصلاته الرمادية ينزلها إلى الأسفل بعد عبثٍ خدرٍ مشاغب فهل شعر بنفسه هذا الصغير حينما كان يمرر أنامله تلقائياً بينها بعدما كان هو من رفع يدهُ لوجهه ؟

" لا يحقُ لك أن تفعل ذلك ، أنتَ تنكثُ ..تنكثُ --

لهثَ مكرراً الكلمة مرتين ، يلتقط انفاسه و يمسح صدره كأنه كان يخوض في إحدى السباقات فيتراجع إلى الخلف أمام كل خطوة مقتربة من الآخر مصمم إذاً على سرقة الهواء الذي كان يلاكمه إذاً ؟

" تنكثُ الوعد"

أفلتها أخيراً من شفتيه يتلمس الجدار خلفه كأحد المنافذ فلما على الحياة أن تجعله في هذا الموقف بينما في ذات الغرفة قبل سنوات سلّم نفسه إليه كي يفعل به ما يشاء مكتشفاً حينها آحاسيس جديدة مع من يحب ؟

" و لأجلهِ أحضرتك إلى هنا ، لنتذكر معاً قبل أن ترى
منيّ إحتراماً كبيراً لذلك الوعد بيكهيون .. إلى حدٍ سيرضيكَ الى أن يدهشك "

لم يفهم من كلماته تلكَ و هو يحاصره بينه
و بين الجدار سوىَ معنىً واحد لترتجف أوصاله تفاعلاً معه رامياً برعشته إلى الخلف بعد ذلك ..

"لكنك ستستمر في نكثه في كل مرة !"

بيكهيون قال يريد البكاء إذ أنه أذنب في سحبه كذلك فلو أوقفه منذ البداية و لم يدخله إلى هنا لما كان شعر بأن ذلك الإلتزام واهٍ و ضعيفُ الحجة ، يخدعان أنفسهما والرب أنهما يفعلان لكنه مصمم على المواصلة و ليرى إلى أين سيصل بهما الوضع وراء مهزلة الأفئدةِ و التي يخوض فيها هو أكثر من الطرف الأخر ..

" تشانيول قد يفعل ، لكن إن دخل نايتمر إلى الخط فصدقني هو لن يفعل ، و للنجاة منك و إحترامِ رغبتكَ أنت هو يجبُ أن يتدخل فإن كان تشانيول ينكث الوعود أحياناً أمامك فصدقني نايتمر لا يفعل"

وضع قبلةً أخيرة على المنطقة بين عنقه و كتفهِ حيث مكان النبضِ المكللّ بشذّاهُ الآخاذ ليتنفس هناك طويلاً و عنده زم شفتيه بقوة كي لا يتبين أثر حركاته الصغيرة تلك ..

بينما مباشرةً بعد تلك الكلمات من الأطول، بيكهيون تذكر جملةً يقولها تشانيول له دائماً لكن هو ليس مؤهلاً ليرد بها فيبدو ذلك المتشبت و المُتخلى عنه من يحاولهُ كي يعود بكلماته طبعاً و جميع ذلك بناءاً عن تفكيره هو فقط فربما بارك يقصد معنىً مغايراً كلياً عمّا فكر به لكن تلك الجملة تترامى بين ثنايا عقله بكثرة في تلك اللحظة « كليهما يذوبانِ بين ذراعيكَ ، تشانيول و نايتمر ؛ كليهما»

عقب ذلك ، هو لا يعلم لما فهم أن ذلك تهديداً أم أنه حساسٌ حيث شيطانه الصغير بالداخل يخبره بذلك رغم أن مقصد تشانيول كان ما لن يفهمه الآن لكنه لن يتركه دون ردٍ و حسب ما فهم أي ليذهب مقصد الأطول الى الجحيم  .. بارك شعر ببيكهيون يدفعه على السرير ليجلسَ و ينظر إليه بعينين متسعةٍ مترقبة ..

و كشخصٍ لا يعلم ما هاته العاصفة التي بداخله ، عاصفة تريد من تشانيول الإبتعاد لكن عندما يخبره أنه سيفعل يشعر بها تزداد جموحاً و تقذفهُ بالإستفزاز ..

الصغير رفع قدمهُ بدلالٍ حين نزع خفهُ الأصفر و وضعها فوقَ فخذ بارك ليرفعَ بنطاله الأبيض مظهراً وشمه المقدسَ ذاكَ لعينيّ الرجل الذي نظر إليه و لم يفهم ما المقصد إن كان سيظل صامتاً هكذا لكن لا فبيكهيون أبتسمَ ثم أردف بكل ثقة ..

" و ماذا أن دخل نايتـمر المُهـيبْ إلـى
الخـط أخبرنيّ ؟ مالذي سيحدث حينها ؟"

همسَ محدقاً إلى عينيه ثم شفتيه الثخينة بطريقة أشعرت بارك بالدوخة فيبتلع ملجماً عن الحديث أمام تصرفه هذا فسوى الشعور الآنفُ الذي يعتريهِ إستجابةً لن هو لا يشعر بأيّ شيئ آخر ، بيكهيون بذات نفسه لا يعلم لما يقوم بفعل ذلك لكن إن كان شيطانه الصغير بالداخل يأمره بقوة في فعلها فكيف له أن يرضخ لجانبه الآخر المقيد في تلك اللحظة ؟

" أتهددُ بنايتمر و أنت التي وشمتنيّ تحت مُسمى أميرتهِ ؟ نايتمر بهاته القدمُ الجميلة التي ركعت لتقبيلها مراراً بارك و وضعت شفاهك هاتين بكل حرفٍ من ذلك الوشم تقديساً عكسكَ التي تضعُني أقرب لقلبكَ ؛ لذا لا تهددنيّ به بتاتاً حسناً ؟"

مسحَ على شفتيه الثخينة بإبهامه ليضع تشانيول قبلة تلقائيةً عليه جائت من إزدحام المشاعر بداخله ..

من شفتيه هو سار بأنامله الطويلة لعنقهِ مروراً بترقوتهِ إلى أن بلغ صدره الصلب فيحدق إلى عينيه الناعسةِ المتضجرة بالوله و الطاعة له ، يتحداه و بأنامله فعل هذا ؟ مسح على وشمِ صدره أي Baekhyun's property بخفة ثم نقر ذقنه بسبابته بنعومةٍ فينزل قدمه بهدوءٍ عن فخذه ، يرتدي خفه ثانيةً و يأخذ خطواته إلى خارج ذلك المكان و هناك تشانيول تُرك وحده للمرة الثانية يحدق نحو الباب بثقل يمسك الشراشف أسفل يديه يكورها  حتى كاد يمزقه لولا سُمّك القماش ..

هو يستمع لركض بيكهيون السريع في الرواق بينما لا يستطيع التوقف عن التفكير في ما قصد تشانيول بذلك الوعد الجديد الغريب الذي أقحم به شخصيته الأخرى؟ هل سيقتلهُ ؟ حسناً يبدو أن عقله غادره حقاً رغم أنه واجهه بذلك بنرجسيةٍ ما إن شعر بالتهديد لكن بينه و بين نفسه لم يلتقط المعنى الحقيقي لذا فعل ما أخبره عقله أن تصرف به و ليذهب غير ذلك إلى الهاوية ..

يمشي شارداً يفكر و يحدث نفسه ، ذلك ما رأته جونغ مي فنظرت اليه كأحد المجانين و مشت نحوه ببسمة جانبية خبيثة و صفقت أمام وجهه تفيقه من غفلته فقفز في بقعته رعباً ..

" أين كنتَ؟"

قالت تبتسم بجانبيةٍ و لفت ذراعها بذراعه تحرك جسده بإستمتاع فيهمس لها بلا شأن لك يجعلها تعبس و غصباً عنه بعدها هي جرته إلى المائدة في الخارج حيث كان جميع ما يحبه من طعامٍ يوجد هناك بعدما وضع لوهان قائمةً طويلة لطباخيّ قصره لأجله و هو لعق سفليته تلقائياً ..

" أستطيع أن أقول أن المنظر أعجبك"

لم يسأل أحد عن أين إختفيت طوال تلك المدة التي قاربت الخمسٌ و أربعون دقيقةً سوى لوهان الذي قال فخور بنفسه و إستغل فرصة عناق بيكهيون له بإمتنانٍ فيهمس له بأين كنت و انتهى به الأمر يخبره الحقيقية كاملة لأنه لن يحل عنه سوى ذلك ..

تشانيول حدق الى المائدة التي تشمل الجميع حتى رأى يوجا الذي نهض و إتجه إليه يعانقه ببسمة واسعةٍ ..

" إفتقدتكَ رئيس"

تشانيول إبتسم له هامساً بأنا كذلك ثم أشار إليه بعينينه أن يؤجل الحديث و هل يظن أن يوجا غبي ليتحدث أمامهم و في وقت الغداء حقاً مباشرةً هكذا ؟

"بيكهيون ، أعتقد أنه عليك أن تعانق الطباخ لأنه من تعب و طبخ ليس لوهان الكسول الذي لا يجيد سوى التنمر على الناس هو لم يساعد في شيئ سوى إملاء الطلبات عليهم"

كاي قال بمجرد أن وصل تشانيول كأنه كان ينتظره فقط ليقول ذلك بإستمتاعٍ ليلاحظ نظراته الحارقة الغيورة التي توجهت نحوه ليغمز نحوه بمشاكسة كذلك نظرات لوهان كانت عليه ثم عبس محدقاً إلى سيهون أن أنقذني سوبرمان خاصتي ، جونغ مي كادت أن تضرب وجهها بالملعقة الكبيرة التي يصبونَ بها الحساء بسبب ملاحظتها لذلك ثانيةً  ..

"لازلتُ أحتاج طباخيّ ، طعامه لذيذٌ كاي ، كذلك دعْ حياة الرجل و شأنها هو لديه طفلٌ و زوجة ليطعمهما"

" لا تنسى أن تنتقم لـلولو كاتي القطة المدللـة
قبل أن يبكي سيهوناه ، هو ينتظر ذلك بحماس هيا سوبرمان"

جونغ مي قالت تكتم ضحكتها الساخرة حينما ضرب لوهان قدمها من أسفل المائدة بغيضٍ و تقريباً إهتزت المائدة ليقضم بيكهيون سفليته بحرج من يوجا الذي كان يضحك كذلك ..
هو معتاد على هذا لما يظنه يرى شيئاً جديداً و هو لديه أشقاءَ توآم يركضان خلف بعضهما البعض طوال الوقت رغم أنهما في عامهما الخمسٌ و عشرون بالفعل ؟ 

" يكفي يا صغار إحترموا مائدة الغداء !!"

والدة بيكهيون قالت بهم لهما ليتوقفا كليهما لكن حرب النظرات لازالت قائمةً فتقحم جونغ مي الملعقة بغضب في فمها تنظر اليه يخرج لسانه نحوها مما إضطرها لتبادل المقاعد مع كاي قبل أن تقفز من مجلسها و تهجم عليه ثم تمسح بشعره البلاط ..

" و لا تتنمر على صغيريّ أيها الوغد"

سيهون رفع وجهه من الهاتف حين كان يقرأ رسالة عملٍ وصلته للتو مركزاً ثم قال ذلك دون أن يحدق في من جانبه بعدما تذكر أن جونغ مي ذكرته أن كاي تنمر على لوهان ..

" صباح الخير ، أسمعتَ هذا تواً ؟
نحن تبادلنا المقاعد و إنتهى "

جونغ مي بسخريةٍ قالت ليحك خصلاته مستوعباً و هناك تشانيول هز رأسه يضحك على بلاهتهِ فقرر سيهون أن يجعله يندم قليلاً ..

" لما تضحك سيد هناك ما تمردَ بجانب شفاهك ؟"

تشانيول وسع عينيه و غص وسط طعامه ما إن خاطبه سيهون بتلك الكلمات و هناك إنفجر ضحكاً ما إن أكمل كاي جملته ..

"بل السيد آ هو بعضٌ منك ؟ "

تشانيول نظر إليهما بحنق ينقل عينيه يميناً و شمالاً لأنهما يضحكان كالمجانين لسببٍ لا يعرفه سوى ثلاثتهما و هل كانا يتجسسان عليه حين كان مع بيكهيون في حجرة القهوة؟

" السيد الذي قال أنه يحترم قرار الإنفصال
أين هو؟ رأيته سيهون ؟ "

كاي قال ثانيةً بخفوت سمعه سوى الشاحب و تشانيول كذلك يوجا و جونغ مي نظراً لقربهما منه فينفجر بعدها ضحكاً على ملامح بارك المتجهمة فيشرب كأس الماء دفعةً واحدة تحت نظرات البقية المحتارة سبب ما يضحكان عليه سوى بيكهيون فهو إلتقط السبب تقريباً بل متأكد أنه كذلك فعلى الأغلب يسخران من تشانيول بسببه ..

هو بوضوح رأى سيهون يطل معيةَ كاي كالفئران بفيلم سندريلا برأسيهما من وراء الجدار حين كان تشانيول ينحني إليه قبل أن يختفيا مرةً واحدة دون عودة و هناك بارك المدرب على سماع صوت النملة تآهباً في المقابل كان يفقد عقله عندهُ و لم يأبه أثناء تلك الشبه قبلة أنهما هناك لذا ملامحه متجهمة يدفع الطعام إلى فمه بغيضٍ بسبب ضحكهما الغبي..

" شاركونا ما يضحككم ؟"

لوهان قال حين كان الجميع في خضم تناول الطعام فبيكهيون الذي جلس بجانب والدته ندم لأنها لا تتوقف عن وضع الكثير بصحنه حتى جايسون يدفع له الطعام بحب هامساً بكُل الكثير ماما ..

سيهون لم يجب فهو صمت كابتاً ضحكته هو و الأسمر فتشانيول سيغادر المكان إن أستمرا هكذا لكن المهم أنهما لم يبقيا الأمر دون السخرية منه و حررا الجملتين الأسطوريتين بأي شكلٍ لأنهما سينفجران لولا فعل ذلك ..

بعد مدة بيكهيون تسائل لما وضع نفسه في هكذا موقف ، لا يعلم لما كان عليه أن يجلس تماماً على رأس المائدة مقابلاً لتشانيول الذي يترأسها في الجهة المقابلة و أمام كل لقمةٍ هو سيجده يحدق إليه يتناولهُ مع طعامه أم ماذا ؟

أمال رأسه مستفهماً أن لما تحدقُ بيّ من تلك المسافة ليهمس تشانيول دون صوت له فقط يحرك شفتيه "بأننيّ أحتاج تحليةً "يجعله ينزل رأسه إلى طعامه بحرج ضاعفه صوت سيهون الذي خرب الوضع فينخرط كاي في الضحك بعدها هو و يوجا الذي فهم بسرعة ما الذي يحدث ..

" جميعنا نحتاج تحليةً أوليس كذلك كاي؟ "

تشانيول وضع يده على عينيه لثانيةٍ قبل أن تغلبه الضحكة كذلك فتتعالى أصوات سعادتهم في المكان فقط جايسون يحدق هناك يضحك دون فهم لكن على الأقل هم يضحكون معاً جميعاً اخيراً فأن يرى طفلٌ بعمره البكاء الكثير طوال الفترة الآنفة أثر على نفسيته لذا تجدونه الآن يبتسم بصدق و يصفق بيديه بحماس ليبعثر بيكهيون شعره و يدفع بفمه الطعام قبل أن يتفوه بشيئ محرج و كذلك مر الوقت سلساً بسبب سيهون الذي كان يركز عليهما طوال الوقت كألم المؤخرة هو منع تشانيول من الهمس لصغيره أي شيئ بعدها لأنه يبقي عينيه عليه هو و كاي و يوجا كدودِ العلق ..

جايسون تحمس ثانيةً و بلسان طفولي قال ما جعل الجميع يتوقف عن تناول الطعام بوضعيات و طرق مختلفة فهناك من كان يشرب و غص و هناك من وسع عينيه و فمه الذي كان يستعد لإستقبال الملعقة لكنها علقت في الهواء ..

" أتعلمون أن ما يحدث لبابا و ماما الآن غريب لأن هذا الشجار الذي بينهما هادئ و صامت بشكلٍ غريب ؟"

أعين الجميع إتجهت إليه بحذر و ترقبٍ ليمسح ثغره الصغير بالمنديل و يشابك يديه بشبعٍ شعر به حينها بدى فقط على وشك قول حكمة ما لكن العكس هو فقط الصحيح في تلك اللحظة ..

" هما يتشاجران الآن بشكلٍ هادئ لأنني إعتدت سماعهما أحياناً يتشاجران بصوت عاليّ و بابا كان يقول تلك الشتيمة اللامؤدبة و التي لا أستطيع قولها ، كان يقولها بصوت عالي لماما كذلك ماما كان دائما يصرخ و الضجيج كان عالياً حتى أنني اتذكر أن هناك مرة هنا حطم--"

بيكهيون وضع كفهُ حين بدأ يستوعب شيئاً فشيئاً على فم الصغير و لحظة الصمت التي سادت هناك لا يسمع بها سوى صوت الملاعق و الكؤوس ، تشانيول شعر بجبينه يتعرق و جميع ما كان يحوم برأسه هو الشتيمة التي لا أستطيع قولها ليتحمحم مخفضاً أعينه إلى طعامه، طوال حياتهِ مخابرات و إجتماعات عملٍ مع أعتى البشر و لم يكن هناكَ من وتره بذلك الشكل ليأتي جايسون و يفعل به هذا يجعل جبينه يتعرق بسهولة و كفيه تتشابك بقلة حيلة ..

مدة الصمت كانت نوعاً ما طويلة قبل أن يضحي يوجا و يتحمحم أولاً يكبت ضحكته بشدة يحدق إلى كاي و سيهون الذي إنخرطا في الضحكِ أسفل ستار المائدة لأنهما لم يستطيعا فعل ذلك أمام والدة بيكهيون لكن لو ضحكا أمامهما أفضل مئة مرة من شكل المهرجين اللذان هما عليه أسفل المائدة الآن يصنعان جلبةً أكبر، جونغ مي فكرت لتقضم سفليتها و تحدق إلى جايسون واضعة سبابتها على شفتيها أن أصمت فيهز الطفل كتفيه لها دون فهم ..

لا أحد تحدث إلى جايسون لأنه سيصر على أن يكمل لذا بيكهيون فقط أشاح يده عن فمه بصمت و أكملوا طعامهم كأن ما قال لم يكن و في كل مرة يحاولون النسيان هناك ضحكات فالتة تخرج رغماً عن الشاحب و من يجلس مقابلاً له بسبب تعابير تشانيول فهمت يركزان عليه بشدة و هو على وشك وضع وجهيهما بالطعام لولا إحترامه للمرأة الأكبر سناً ..

و بين الفينة و الفينة يهمس له سيهون بأن لما تشتم ألم تتعلم الأداب و غيرها مما جعل تشانيول يحمل بملعقة الغرّف الكبيرة بعضاً من الحساء الذي يغليّ و يأخذ به أسفل المائدة حيث لا أحد يرى ثم يصبه فوق منطقة الشاحب الذي شعر بسائل جد ساخن يتسلل إليه فيصرخ فجأة يركض من المكان ليبتسم تشانيول بخبث ثم يكمل طعامه براحة و هو يشاهد لوهان يلحق بزوجه بقلق و دون فهم ..

" تريدُ مثله ؟"

بارك همس لكاي يرفع له حاجباً لينفيّ الأسمر بعبوس فيهمس لهُ بعظيم و فتىً مطيع قبل أن يعود لوهان و هو يتذمر ..

" زوجك المجنون يريدُ قطعَ رزقيّ بيكهيون!"

لوهان قال يتذمر ولا أحد حرفياً فهم ذلك سوى تشانيول و كاي عكس بيكهيون الذي رمش نحوه أخيه بعدم فهم و حين لم يجد توضيحاً هو أكمل تناول طعامه بصمت يرى سيهون يعود اخيراً ببنطال مغاير و بتعابير حانقة يتوعد بارك و هل الأخير يهتم ؟

" فرقة مكافحة الغزل , هاته أرقامنا
إن إحتجتم أي تدخل"

يوجا قال يتجه نحوه بعد الإنتهاء من الطعام يدفع نحو بيكهيون ورقة عليها أرقامهم ليضحك الصغير مع والدته التي تجاوره واضعاً كفه فوق فمه ما إن فهم ما يرمي له ألا و هو موقف التحلية المحرج تحت نظرات تشانيول اليائسة من مساعده الذي إلتقط عدوى المعتوهين ، حسناً هو يملك ذلك الجانب بالفعل ..

" لما قد تحتاجكَ إمرأةُ عجوز مثلي بنيّ ؟"

الأم قالت مازحةً ليعبس بيكهيون نحوها قبل أن يقول يوجا ما جعل كليهما يحصل على ضربات قلب سريعة ..

" من يرى أن هذا الجمال جميعه عجوزٌ فأستطيعُ دلّهُ لأفضل طبيبِ عيونَ سيدتيّ ، ثم من أنجب جميع هذا الجمال الذي جعل رئيسَ مكانٍ مظلمٍ لن تستطيع سيدةٌ برقتكِ تخيله مهووساً ! أولستِ أنتِ ؟"

خدود والدة بيكهيون إحمرت لتبتسم تحجب ثغرها بكفها تجعل يوجا يضحك ، هي لطيفة فقط مثل أطفالها عكس بيكهيون الذي حدق خلف يوجا إلى تشانيول الذي لا يبدو منتبهاً لغزل مستشارهِ ..

"حسنا توقف عن مغازلة والدتي أيها المنحرف ..
أنا سأطلبكَ حينما تأتي فالاريا ، يمكنك منعُ نفسكَ من مغازلتك حينها ؟"

يوجا نفى متنهداً لتتسع بسمة بيكهيون ، هي تلمع بعينيه و هو لا يستطيع إنتظار زفافهما و أطفالهما
فهجينٌ كوري إيطالي و ياباني قد يكون قنبلة جمال بالفعل ليشابك أنامله بحالميةٍ يفكر في ذلك حتى رد المستشار ..

" لن أضمن لك ، أنا إشتاق إليها بشدة تقريباً أنا لم أرها منذ توقفت أنت عن التواجد بحياة الرئيس "

توقفتَ أنت عن التواجد بحياة الرئيس كانت تصنع معنىً و فارق فيوجا يعرف كيف يجعله يشعر أن ذلك القرار يعود له في البداية و النهاية .. لم يستعمل كلمة مخطوف أو مختفي بل صاغها بشكل مهونٍ لطيف و أشعر بيكهيون بالثقة في نفسهِ لذا إبتسم نحوه بلطف ليبادله الرجل يبعثر شعره خفية عن تشانيول ثم غادر المكان بعدما إنحنى بإحترامٍ لوالدته ..

هناك هو حدق إلى تشانيول يهز رأسه بيأس من سيهون الذي يتعلق بذراعه اليمنى بينما كاي يتعلق باليسرى و يدحرجان جسده ليضحك رغماً عنه فهو يعاني ، بدى كوالد يوصل طفليه الطويلين إلى المدرسة قبل أن يلحق يوجا بهما الى ذات الأرائك احيث كانوا يجلسون سابقاً ، المكان المفضل لسيهون لأنه و من المفترض أن تكون جلسة لطيفة لكنه و لوهان كذلك كيونغسو لا يظنون أنهم سينظمون إليها لعدة أسباب قادها لوهان و نظمها بعقله ثم أقنعهم بها ..

ربما هو من لا يريد من بيكهيون أن يستمع إلى أي اخبار عن ألمانيا قد تعيد به إلى تلك الذكريات النحس من يوجا و لو بالصدفة لأنه يعلم أن موضوعاً كذلك سيوضع فوق طاولة الأحاديث بأي شكل و لو بالصدفة أو الغلط لكن هل يعلم لوهان عن أن كاي بالفعل تحدث عن ذلك و أحدث إضطراباً بداخل أخاه الحبيب؟ من الأفضل أن لا يعلم لسلامة كاي إذاً ، كيونغسو فكر حينما أخبره لوهان بالسبب ليلتزم الصمت هو كذلك ..

" سأتمددُ قليلاً قبل أن نذهب ، أخبرهم أن يحضّروا لي شايَ البابونج جايسون صغيريّ، رأسي يؤلمنيّ قليلاً "

بيكهيون عبس نحو أمهِ التي أخبرتهُ بذلك هامساً بلا ترهقي نفسكِ كثيراً و هناك جايسون طارَ تلبيةً لطلب جدتهِ نحو إحدى العاملات من اللواتي يقمن برفع الأوانيّ عن المائدة فيحدق لها ببسمة ظريفة و بأدبٍ قال ..

" أهلاً أنستيّ ، هل يمكنكنَ تحضير شايّ
البابونج لجدتيّ و أخذه لها من فضلكن ؟"

يخاطبها لكنه يقصد الجميع فإن لم تفعل هي بسبب إنشغالها فستفعل أخرى دون أن يظطر ليطلب كل واحدة على حدىً أو يستعمل طريقة بابا خاصته بل يفضل طريقة ماما خاصته اللطيفة ، ذلك ما فكر به لتبتسم و تمد يديها لوجنتيه اللطيفة المنتفخة ..

" كيف لي رفض طلبَ وسيمٍ كـأنتَ
جايسون ؟ بالطبع سأفعل "

هي قرصت خدوده ليحمر خجلاً ،جايسون يعتقد أن كلمة (وسيم) تُقالُ فقط للكبار و هو الآن يشعر بالعظّمة بسبب ذلك المدح فيركض الى جدته يمسك بكفها و يتلمس وجنتيه حين تركت تلك الفتاة قبلتين لطيفة و بعضاً من ملمعِ شفتيها وراح يخبرها بما قالته له بينما يدحرج يدهما معاً و يتجهان إلى الأعلى ..

" أدخلا هيا"

لوهان فتح باب غرفته يدعو بيكهيون و كيونغسو و قبل أن يغلق الباب شعر بقدمٍ تعيق إغلاقَ الباب ثم صوتها بينما تدخل كذلك تمشي بخيلاءٍ ، تمضغ علكتها تفرقعها بينما تعبث بأحد خصلاتها الأمامية..

" تقصد أدخلوا هيا ، نسيتمْ الملكة
في الخارج ؟أي إستهتارٍ هذا أيها الخدم؟ "

جونغ مي قالت مازحةً بغرورٍ ليتنهد لوهان يصفع وجهه فمن أخبرها أنها كذلك عكس كيونغسو الذي كان ينظر إليها إعجاباً بمشيتها متجاهلاً الوصف اللئيم ، طولها الفارع في هذا السن الصغير جعل فكرةً ما تخطر برأسه فقفز من السرير و هرول نحوها يمسكُ بكتفيها بعينينِ واسعة بالأصل توسعت أكثر بسبب الحماس لترمش نحوه ..

" ما رأيكِ أن تدعِ لوهان يضع لك المكياج و نرى كيف تصبحين إن إرتجلتي دور عارضة الأزياء؟ أنتِ تبدين كواحدة جونغ مي الصغيرة "

كي يطرد فضولها إن سمعت السبب الذي أحضرهما لوهان لأجله منذ البداية إلى هنا و لكي لا تُـجرح حين يخبرها لوهان أنه لا يريد التحدث امامها و بما أن الحديث يحتمل التأجيل، كيونغسو إظطر لتحويل مسار الموضوع سريعاً لأنها في سن مراهقة قد يجعل رفض مشاركة الأشياء معها يهز ثقتها بنفسها و يجعلها تفكر أنها ليست مصدراً موثوقاً فبدلاً من محاضرات حول أن هناك أشياء أكبر منك لا تنفع للمشاركة قد يستطيع إقناعها بها لاحقاً ، هو فعّل تلك الخطة لتبتسم له بوسع و تومئ ..

" إرتجالٌ فقط ، هي لن تصبح كذلك طبعا"

بيكهيون قالَ يحدق إليها بحزم و لوهان أيدَ مومئاً لذا عناداً لهما هي وافقت على فكرة كيونغسو رغم أن تلك آخر مهنةٍ قد تفكر بها فتاة مثلها، هي سمعت أنهم يمنعونهم من الأكل و يرغمونهم على إتباعِ حميّة قاسية و هي التي إن لم تأكل ستأكل إخوتها ؟ حتماً لن تتعايش مع وضعهم و ستأكل المخرج و المصورين و خبراء التجميل ثم مدير أعمالها كتحلية ..

سبحت في تفكيرها شاردة ليفرقع كيونغسو أنامله بوجهها أن اين شردتِ فتقول ما جعله يحدق إليها بغرابة فهاته الفتاة حقاً شيئٌ ما ..

" أتخيلُ نفسيّ عارضةَ أزياء يجبرونها على إتباع حمية غبيةٍ ما و من فرط جوعيّ أطبخ من قام بفرضها عليَّ ثم أتناولهْ و بعدها يقومون بصنع شريطٍ وثائقي حوليّ تحت عنوان «جيفري دامر كوريا ، بيون جونغ مي الأجمل من أن تكون سفاحة ؟ من تخيل أن هذا الوجه الملائكي قاتل؟» عنوانٌ طويل نوعاً ما لكنه يفِ بحقيّ أوليس ؟"

تقول و تشير بيديها بحالميةٍ ليحدق لوهان نحوهما أن أخبرتكم أنها مجنونة قبل أن يدفعها إلى الكرسي من يدها قاطعاً خيالها الدموي لتعبس .. لوهان فعلاً أجلسها فوق كرسيّه بداخل غرفة مكياجه الضخمة فهو يعشق ذلك فترمقه بتحذير ..

" إفعله بالطريقة الصحيحة ، لا تجعلنيّ مهرجاً لوهان حسناً لأن خياليّ لازال قائما و قد تكون الصحية الأولى حسناً؟"

هو رفعَ شعرها الطويل المزعج يخرسها حتى شعرت بأن عروق رأسها على وشك أن تنفجر و يردف ..

" لا تقلقيّ فأنا و حين يصل الأمر إلى المكياج أسامح و أرمي بحقدي جانباً صدقيني ، حتى و إن جلس أوجاتسيف شخصياً على هذا الكرسي أنا سأجعله أميرةً جميلةً بتاجٍ وردي و قطع حليَّ لامعة ثم أقتله ، لذا كوني واثقة و سلميني هاته الملامح الجميلة التي ورثتيها منيّ طبعاً و أنتي مطمأنة "

بيكهيون ضحكَ على ثقته و كذلك يتخيل أوجاتسيف أسفل يدي لوهان الإبداعية لترمي الفتاة رأسها إلى الخلف مسلمةً وجهها له كما قال ، أما بيكهيون فكان يقف عند رأسها يحدق إلى ما يفعله أخاه عكس كيونغسو الذي فتح خزانة لوهان يبحث عن ملابس مناسبة قد ترتديها جونغ مي لعرض الأزياء خاصتها ..

" ما رأيكَ بهذا بيكهيون ؟"

كيونغسو سألَ يظن أن بيكهيون في ذات المكان الذي تركه به حينما لف جسده الى الخزانة آخر مرة لكن لا هو ليس بذات غرفة الملابس و المكياج التي يتواجد بها الثلاثة ..

قاد خطواته أبعد عن أين تواجدون لا بغرض الهرب ولا بغرض آخر يشابهه لكن الرغبة في التطفل كانت أقوى منه و خطواته إنجذبت نحو النافذة كأنها المغناطيس ؛ بيكهيون فتح الستائر الشفافة حينما شعر بها تستفز نظره ليحدق من خلفها إلى تشانيول يجلس مقابلاً للمكان الذي يطل منه رفقة الثلاثة البقية ، صحيح أن المسافة كانت بعيدة لكنه يستطيع أن يرى تفاصيله حين يكون في نقاش جاد و يحفظ جميع ردات فعله ، كم من مرة سيرتشف من القهوة حين يحتد الوضع و تزدحم أفكاره و ما معنى تقليبه للسيجارة بين أنامله .. يعرف ما سيقول من ملامحه و إيماءات جسده جميعها يحفظها ..

لم يعلم كيف و كم أبقى عينيه هناك و لا يستطيع عد دقائق الساعة التي مرت و هو يتطفل عليه بتلك الطريقة كأنه يعيد رسم تفاصيله الوسيمة بعينيه و يعيد حفظ حركاته بداخله لكن ما يعلمه أن كيونغسو كان يشاهده جميع تلك المدة دون كلل و هو يعقد ذراعيه لصدره يجلس على الكرسي خلفه ..

" هل تشعرُ بالحنين ؟"

كيونغسو نهض و قال بصوت جد هادئٍ إلى درجة أرخت أعصابه المتشنجة طوال الوقت تجنباً لكي لا يراه تشانيول هو كان يختفي و يعود ليطل عليه حين يشعر أنه سيرفع عينيه إليه و هل مشاكسة رغبته بتلك الطريقة ظناً منه أنه نجح كانت تجدي نفعاً ؟

" أخبرني ؟"

كرر لترتجف أنامله بشيئٍ نوه أن ما سمعه لم يكن وهماً بل صوت كيونغسو حقاً لأنه تكرر لذا و برد فعل لا داعي لها بالنسبة للآخر المتفهم كلياً موقفه هو أغلق الستائر و لف جسده إليه يترك عينين واسعة تحدق هناك بإبتسامةٍ خطفت إنتباه أصدقائه الثلاثة فتحول بارك من جدية الموضوع الذي يتحدث فيه يوجا إلى بسمة تصهر القلوب كتلك كان مفاجئاً ، هو رآه يتطفل عليه لوقتٍ طويل لذا لم يرفع عينيه حتى لا يختفي صغيره من المكان و يبقي عينيه عليه ..

" حتى و إن أتقنت الكلماتُ لغةَ الكذب و الإنكار ؛ العيونُ مرآةُ الروح لم و لن تفعل و ستظل جاهلةً بهكذا أمور ~"

لم يجبه عن تلك المقولة الحقيقية لكن عينيه تكفلت فهو لا يظطر أن يكون بذات الهيئة التي يتصنعها مع تشانيول أمام أصدقائه و تلك النقطة منذ البداية بالنسبة لكيونغسو .. المقصد هنا أنه لن يكذب و يقول أنه لا يتأثر بما يفعل بارك و يحاول أن يكابر أمامه لكن لما عليه أن يكذب مشاعره أمام كيونغسو ؟

" لابأس أن تكون الإجابة أجل بيكهيون لأن الإنسان لن ينسى من يحبُ في غضون أيام فقط لأنه قرر التوقف عن ذلك خصوصاً ما عشته مع تشانيول ذلك لن يكون سهلاً أبداً أن تمحيه كما فهمتُ منك أن نيتك كذلك ؟ "

بيكهيون للأن لم يثبّت كلياً نفسه فيما يتعلق بذلك لذا الصمت كان كفيلاً كي يجعل كيونغسو يكمل ممسكاً بيديه الناعمتين بين خاصته ..

" إمنح نفسك وقتاً إن كان ذلك قراركَ ، يمكنك النظر إليه بقدر ما تشاء و التواجد بقربه و فعل جميع ما ينصه عليك قلبك و عقلك دون الحاجة لأن تخفي ذلك أمام أي أحد لأن لا أحد يشعر بما تشعر به تماماً سواك ولا أحد يعرف ما يريد أن يفعل في حياته سواك حسناً ؟"

كيونغسو يعلم أن ما يسديه من نصائح ينفع بيكهيون فقط في شيئ واحد ، كي لا يشعر بالحرج و الضعط لأنه ككيونغسو يعلم أن المعتوهين سيسقطان في الحب أعمق كل ما قرر كليهما الإبتعاد  ..

الطريقة التي أحاط بها وجنتيهِ كانت جد دافئة و لطيفة ليجذب الستار من أجله و يشير لتشانيول يجعل بيكهيون يوسع عينيه فبارك كان يحدق إلى هناك و يبتسم قبل أن يشعر بأن النافذة أُغلقت كلياً و ليس فقط الستائر ما أُسدلت هاته المرة ليهز رأسه و يعود للتحدث إلى أصدقائه لكن ببعض التشتت سيتلاشى شيئاً فشيئاً ..

" مادمتَ تتصرف هكذا فطريقتك ليست بصحيحة و لا صحية و هذا فقط رأييَّ الخاص ليس عليك العمل به لكنني شعرت أنني أريد قول هذا لك، فحقيقة أنك تنتفض نافياً رغبتك حتى في النظر إليهِ كالمراهق الذي قُبضَ عليه يحاول أن يحب غريبة ، في النهاية هو زوجك بعيداً عن كل شيئ آخر و الى أن تقررا مالذي عليكما فعله بهاته العلاقة بجدية ، أنظر إليه كما تشاء حين ترغب في ذلك تحت حجة أنه لازال زوجك قانونياً و ستكون مرتاح الضمير صدقني أنا مررت بهاته التجربة قبلاً أنت تعلم أنني كذلك أوليس؟"

إبتسم نهاية كلماته بلطف و بيكهيون أماء لأن كيونغسو حقاً عايش شيئاً من هذا معية جونغ إن لكن إستوعابه أنهما لازالا متزوجان و يحبان بعضهما بشدة و لم يحصلا على ذلك الإنفصال الذي أوهما نفسهما به قبلاً كما يفعل هو الآن جعله يتحمحم و ينظر نحو الأرضية بشرود حين صفعه شيئاً من الإدراك ..

" هو يعلم أنك تحدق إليه و ذلك طبيعيّ ، تشانيول ليس غبياً لكي لا يدرك مشاعركَ فأي الجبابرة هو أنت لتمحيه من حياتك بين ليلةٍ و ضحاها ؟ هو الرجل الذي علمك كيف تخطو في الحب لتسع سنوات فأي يومٍ هذا قادرٌ على الإطاحة بتلك الحقيقة ؟"

كيونغسو بقدر ما يهون عليه و يلاطفه بالكلمات هو يملك شيئاً من زوجه ، الصراحةُ و إتيانُ الأمور بشفافيةٍ كانت نهج كليهما .. و ذلك يشعره بالحرج رغم أنها الحقيقة ليس كـلوهان الذي إن كان ليس منشغلاً بمكياج جونغ مي حالياً لكان ركل مؤخرته و أعطاه دروس عن الكرامة لا يفهمها أحد سواه ،لأنه يدرك أن لوهان لا يسعى لشيئٍ سوى الحفاظ على راحته النفسية و الإنتقام من كل أذى يصيبهُ حتى لو كان تشانيول لذا تجدونه عنيفاً مشاغباً بشدةٍ كلما تعلق الأمر به و يحاول أن يكون درعاً له ضد أياً كان و تحت أي ظرفٌ كان ..

"أحياناً في المشاكل التي تحدث في علاقتك يمكنك إستبدال سؤال لما يحدث هذا لي بآخر بيكهيون ، ألا و هو مالذي تحاول هاته المشكلة التي وقعت بها أن تعلمني لأن المواقف تُعلم و المشاكل تربي و تصقل الشخصية أكثر .. و بناءاً على هذا السؤال أنت ستتمكن من فرز بعض الأمور بعقلك حين تجيب عنه بأول ما يترامى إلى عقلك دون تفكير ، إكتشاف النقائص ذاتياً و التفاصيل الجديدة التي لطالما غفلت عنها ، و أعلمُ أنك تستمتع إلي و تفكر في جميع تلك الأشياء التي حدثت لك و ما غيّرتك إليه أنت و طريقة تفكيرك و رؤيتك للأمور و الأشخاص، ذلك صحيّ فقط لا تتهور في الحكم كثيراً و أنظر بعين البصيرة قدر ما تستطيع , هيا الآن سأدعك لحنينك"

" كيونغيّ ~"

بيكهيون قال متدللاً عابساً بسبب غمزته حين ذهب و تركه بسبب أن لوهان أخبره أنه إنتهى من وجه جونغ مي و حان وقت الملابس ، و أجل بيكهيون سرعان ما فعّل نصائح كيونغسو كطير جريح إنتظر من يجبر ذلك الكسر أن يُجبّر بطريقة ما ، كل فرد من عائلته يملك رأياً حول علاقته بتشانيول لكن الفوز لقلبيهما في النهاية هل يعلم هو بهذا ؟

هو لا يعلم لأن جميع ما يعرفه كان أن جونغ مي التي تخطو أمامه متفاخرةً واثقة جعلته يحدق إليها بإنبهار لأن لوهان الماهر يعرف كيف يجعلهم في كل مرة يقعون في الحب مع أنفسهم و تاني لا تتوقف عن التصفيق بسعادة لأنها حصلت أول مرة على هذا النوع الثقيل من المكياج ..

" أعجبتك أخي ؟ ما رأيكَ إذاً ؟"

دارت حول نفسها مراراً ليلتقطوا الصور لها من كل جانب يجعلونها تقع في الحب مع نفسها علاوة على أنها كذلك بالفعل إلى درجة تظن فيها أن قد تتزوج بنفسها في المستقبل ..

" لم أجد ما قد يكون على مقاسكِ لكن يكفي وجهكِ الجميل الآن كي يجعلنا نغض البصر عن ملابسك هاته ، تبدين رائعة حقاً "

كيونغسو صفق قائلاً بصدق فحدقت بعبوس لسروالها الفضفاض و ملابسها التي لا تليق لوجهها حالياً لكن لابأس فهي ليست مظطرة لتغييرها لتبدو جميلة هي واثقة أنها كذلك و لو بـِكيس بطاطا ..

هناك أنزل بيكهيون هاتف لوهان الذي كان يلتقط به الصور لها مستوعباً في تلك اللحظة أنه لازال لم يشتري هاتفاً بعد ليتنهد بسبب أن جميع الصور اللطيفة و الحميمية التي كان يملكها بهاتفه القديم مع تشانيول إختفت عند اللعينة رايتشل حين أخذت الهاتف منه ، شعر بالرغبة في البكاء على تلك الصور التي ذهبت سدىً كذلك دون مبالغةٍ فمن أين عليه أن يحصل على أخرى مثلها ؟ طبعاً ذلك التفكير جاء حينما تذكر كلمات كيونغسو ليتنهد بأسى ..

جونغ مي إرتجلت الدور كما أراد كيونغسو لتدرك أنها حصلت على معجب بالفعل و هو لم يتوقف عن مدحها و إغاضتها عن كيف أن لوهان جعلها أنثى أخيراً  ..

" هيا لترى أمي كيف أبدعت أنامليّ بكِ جونغي"

لوهان أمسك يدها و ركض بها إلى أين تتواجد الأم و لما هم مستعجلون هكذا بها فالفتاة شعرت بالدوخة ؟ بيكهيون هز رأسه بيأس منهم يغادر المكان آخر واحد لاحقاً بهم رغم أنه وصلوا ربما هذا إن لم تركل والدته مؤخرة جونغ مي و لوهان لأن المكياج صارخٌ بشكل سيجعلها تصاب بسكتة قلبية بما فعلوه بطفلتها الصغيرة ..

و هو ينزل الدرج إلتقى بالأربعةِ يتجهون إلى مكتب سيهون في الأعلى لغرض إكمال الحديث مع مستندات و شاشةٍ و تفاصيل لكن بمجرد أن لاحظو وجوده ، بيكهيون رأى أن يوجا أمسك بذراع سيهون من جهة و كاي من الأخرى و جعلهما يسرعان إلى الأعلى يهرولان في الدرج كالعساكر و تشانيول خلفهم ..

هو كان يحدق إلى هاتفه و لم يلاحظ بيكهيون يقف في الأعلى يحدق إلى مكرهم فيوجا يبدو فقط كالطفل يركض بهم إلى الأعلى ليمروا من أمامه و هم يضحكون خفيةً يتهامسون و يضحكون ليبتسم بقلة حيلة ، فقط أطفال بأجساد مفتولة ..

تشانيول شعر بالنعيم يداعب حاسة الشم لديه ليرفع رأسه لصغيرهِ بسبب أن عطر يميزه بين الملايين إحتل أنفهُ فينظر للذي تحمحم ينزاح أقصى اليمين و ينزل ببطئ تاركاً المكان له كي يمر رغم أن الدرج شاسعٌ تستطيع شاحنةً الصعود و النزول منه ..

راح ينزل درجةً و الآخر يصعدُ في المقابل بدرجةٍ حتى وصلا أقرب إلى بعضهما البعض متعاكسٌة هي إتجاهاتهما ليجد تشانيول يحدق إليه أقرب في تلك اللحظة و فعلاً لا يعلم لما كان عليه أن يتوقف عن إكمال طريقه كما هو تشانيول الذي إنزاح لليمين كذلك يسد عليه العبور يأكله بعينيهِ الواسعة اللامعة
يجعله يتذكر فجأة كلمتي سترى مني إحتراماً لذلك الوعد بطريقة ستدهشك جعلته يبتسمُ مميلاً رأسه
و هناك تشانيول شعر بالمكان يتحول إلى جنة حرفياً أمام تلك البسمة التي لا يعرف سببها ..

لكن لما عليه التفكير بذلك و هو حرفياً كان يتطفل على تشانيول من النافذةِ كذلك ؟ شعر بأنه يجلد ذاته فتحمحم و حاول أن يهرب من المكان لسوء أفكاره حيال نفسه ..

" هل يمكنني العبور سيد بارك ؟ هل أمنيتكَ
أن تسدَ طريقي في كل مرة ؟ "

همس بغنجٍ طبيعيّ يتذمر فينفي بارك ذلك و بسبب نبرته تلك بالذات هو عانى كثيراً في تهدئة نفسه ، فيتذكر بيكهيون في الجهة المقابلة أن آخر كلماتٍ بينهما قبل همسِ الغداء كان حركته التي لا تملك أيّ تفسيرٍ لديه حين أخبره بلا تهددنيّ بنايتمر فإبتلع يعيد خصلاته إلى خلف أذنه و عندها يفلت الأطول تنهداً أثقل صدره  ..

" هل يمكنني الإجابةُ بشيئٍ خارجَ
إطار ذلك الإلتزام ؟ "

بيكهيون لم يجب و لا يعلم لما أخذها تشانيول على أنها موافقة فقط لأنه لم يذهب ؟ كيف يذهب و هو يمسك يده حين حاول تجاوزه ، أولا يعني هذا أنه بأكمله خارج الإلتزام و ليس فقط ما سيقوله تالياً ؟

" كيف تسألُ عن الأمانيّ و أنتَ الأمنيةُ ذاتها ؟~"

همسَ بأذنه فتلامسها شفتيه و أنفاسه الساخنة ليميل رأسه بوداعةٍ فهو يضعف عند تلك القشعريرة الأقوى منها و هناك هو إنساب من بين ذراعيه كزبدِ البحر أخذاً الكثير منهُ معه هذا و إن بقيَّ منه شيئٌ كي يفعل ، لكن تشانيول يعلم أنه أبقى له فقط ياسمينهُ هناك ليسكرَ به و عينيه التي تحدق إلى جسده الذي يركض إلى أن إختفى عن نظرهِ بغرفةِ الضيوف ..

لقاءٌ صغير احدث زوابعَ و تقريبا بيكهيون دلف إليهم يلهثُ كذلك تشانيول الذي كان مظطراً ليعود جميع ذلك الرواق الطويل كالأبله حين وجد نفسه يمشي في طريق خاطئٍ كلياً دون وعي فيتنهد واقفاً في مكانه لوهلةٍ كي يفرز موقفه و بعثرتهُ بسببهِ ثم يقود خطواته إلى مكتب سيهون في الجهة المغايرة ..

و منذها هو لم يرى بيكهيون لأنه و ثلاثتهم لم يلبثوا الكثير بمكتب الشاحب حتى غادر أربعتهم القصر بعجلةٍ من أمرهم نحو منزل يوجا لأسباب ستتوضح لاحقاً حتى انهم لم يتناولول العشاء معهم لكن جميع ما يعرفه بيكهيون أن جايسون عليه أن يصمت بأي طريقة كما جعل لوهان الذي توسله كي يبقى بقصره تلك الليلة يصمت و هو الذي يعلم أن البقاء بقصره يعني البقاء مع تشانيول لأنه كان سيبقى هناك في الأصل لولا جايسون الذي نقل المشكلة إلى المنزل و غير الخطة و بين رغبة سيهون و الطفل ، تشانيول إختارَ نفسية الصغير ..

كانت العاشرةُ ليلاً حين كان جايسون يمسك بعنق تشانيول الذي يحمله إليه و بشدةٍ يلحُ و يكرر أمام بوابة منزل والدته إن يبقى معهم هاته الليلة إلحاح الأطفال المعتاد لكن بالنسبة لجايسون الذي يفتقد الماما خاصته و البابا خاصته ببراءة كان ذلك طلبه الوحيد البسيط بالنسبة له ..

" أرجوك بابا ، أرجوكْ أنا سأحزن إن لم تفعل حقاً
أنت لم تبقى معي و مع ماما كعائلة منذ مدة لما عليك أن تبقى عند العم سيهون أتحبه أكثر منيّ ؟!!"

بارك نظر إلى بيكهيون الذي دلف إلى الداخل برفقة أخته يتركه و الطفل معية والدته التي حدقت الى تشانيول مومئةً بلطف لكن المشكل ليس بها ،المشكل بطلب جايسون و ببيكهيون ..

" جونغ مي ، أغلقيّ هاتفكِ و مباشرة إلى النوم الوقت متأخر و غداً لديكِ مدرسة"

بيكهيون المتسلط قال بأمر بينما لازال ينعت ذلك بالمدرسة لتقلب عينيها ، تقبل وجنته و تغلق باب غرفتها تساعد للنوم فهي حقاً متعبة على كل حال كذلك ستنهضُ باكراً و ذاك تقريبا جعلها تريد البكاء ..

" عمتِ مساءاً أميّ"

قال من وراء الباب و لا يعلم إن سمعته أم لا وسط صخب المرشِ لأنها كانت تستحم فيغلق الباب و يتنفسَ مجهزاً نفسه كي تمر هاته الليلة بخير بعدما فاز عناد جايسون و إصراراه و هاهو يتواجد معه في غرفته حالياً ..

طرقات منتظمة على باب غرفته بعد مدة جعلته يحدق إلى الباب بحذر يضع يديه على جسده لأنه عرف أنه هو من صوت الخاتم ليرتجف بدنه و قبل أن يقول أدخل او غادر هذا المعتوه دخل هكذا فقط ؟؟

" لما تطرق الباب منذ البداية إن كنتَ
ستدخل سيد بارك ؟"

تذمر بوضوح يشد رداء الحمام حول جسده ينظر إلى تشانيول الواقف بغرفتهِ فيتحمحم الأطول يشيح عينيه عن بيكهيون إلى مكان آخر ، ربما الى ذلك البيكاتشو الضخم الذي جعله يبتسم و جعل الصغير يشعر بالحرج فيقول متلكئاً ..

" بالمناسبة ، أنت لم يكن عليكَ إرسال هذا سيد بارك"

تشانيول إقترب من البيكاتشو و بسبب ملاحظته لأحمر شفاهه و شكل شفتيه الجميل على شفتي الدب هو إبتسم ليقول حاسداً جماداً الآن ، عظيم ..

" حسناً إن لم يعجبوكَ أُنقلهم إلى غرفة
جايسون هو يحب البيكاتشو كذلك "

بيكهيون لم يجب و ظل واقفاً هناك ينتظر ما الذي أتى به و لما هو هنا أصلاً في غرفته ؟

" إرتديت بيجامتيّ برسومات سوبر ماريو و وضعتُ عطري اللطيف بعدما إستحممت و فرشت أسنانيَّ كذلك كما أخبرتني ماما لذا أنا جاهز للنوم معكما "

بيكهيون نظر إلى الطفل الصاخب الذي إقتحم الأجواء الموترة تلك يشير إلى نفسه لكن جميع ما يفكر به هو ما تلك « للنوم معكما ؟» بحق الإله ؟

" جوجو ؟ ألن تنام معه في غرفتكَ ؟"

همس بإذنه ليحملق به بزرقاوتيه الواسعة و ينفي يجعل بيكهيون يلعن ..

" هل يمكنني الإستحمام هنا ؟"

تشانيول قال و بمجرد أن لف بيكهيون وجهه كي يجيب بـلا هو وجده عارياً من الأعلى بالفعل لتحمر وجنتيه و يعيد وجهه إلى جايسون فلما هذا الرجل يسأل إن كان سينفذ ما يريد ؟ و هاهو أغلق باب حمامه بالفعل ..

" جايسون أخبره أنني لا أريد منكما البقاء هنا بغرفتيّ، أقنعه إن يبيتَ معك هاته الليلة طفلي في غرفتك أنت!"

بيكهيون رأى شفته السفلية ترتجف و تلك واحدة من نقاط ضعفه ليتنهد و يتحرك بقهر فوق سريرهِ لأن الصغير هذا يدخله في مشاكل ..

" أنا أبقيتُّ بابا هنا لليوم لكي ينام معي و معك بالفعل لذا لما علي فعل ذلك ماما ؟"

بيكهيون نهض بقهرٍ و قلة حيلة كي يرتدي بيجامته فلا قرار سيمشي اليوم سوى قرار جايسون و إلا هو سيقيم الجنائز و المناحة ، رشَ من عطره ، سرح شعرهُ و وضع ملمع شفتيه بنكهة الفراولة ليحدق لنفسه في المرآة بعمق قبل أن يشعر بصمتٍ وتره ..

جايسون كان قد مدد جسده يحتضن دب سوبر ماريو المفضل كذلك يدير جسده على الجانب الأيمن و يغمض عينيه و ذلك تقريباً كان يصيب بيكهيون بجلطة ليركض إليه و يهز جسده بخفة ..

" جوجو !!! لا تنم قبل أن يخرج من تشانيول
من الحمام أرجوك .. جوجو هل تسمعنيّ ؟"

قال بخفوت ليحدق إليه الطفل بخمول و
يفتح عينيه بصعوبة فيهمسُ ثانيةً بيكهيون ..

" لا تغمض عينيك ، أنت طلبت أن ينام معك لذا حين يخرج إلتصق به أقصى سريري و نمْ معه حسناً ؟"

جايسون ربما أجل و ربما لا إستوعب ما قال ليقضم بيكهيون سفليته بشدة بسبب غباء الصغير هذا لكن لما ينعت ذلك بغباء و ميعاد نوم جايسون الإعتيادي هو التاسعة و النصف كأقصى حد ؟ صموده للعاشرة و النصف بعد يوم طويل و متعب بالنسبة له لمعجزة نوعا ما ..

" هل ليّ بمنشفة ؟"

طلب بصوت عميق جعله يوليّ إهتمامه من معضلة جايسون الذي يقاوم النوم لأجل ماما خاصته لتشانيول الذي يمد يده من وراء الباب ليلعن وضعه و يمشي ضارباً الأرض بقدمه يخرج له منشفة عليها رسومات بيكاتشو بعشوائية ثم يعطيه إياه ..

تشانيول إستلمها مقاوماً رغبته في سحبه لداخل الحمام بصعوبة ليحدق إليها ببلاهة ، هل عليه أن يلف هذا الشيئ كي يستر أسفله الآن ؟

لم يكن أمامه خيار سوى التجول عارياً او لف هذا البيكاتشو كي يستر جسده و بمجرد أن خرج من الحمام بيكهيون لف جسده إلى الجهة الاخرى يضع يده فوق فمه كاتماً ضحكتُه ليدعيّ أنه ملتهٍ بتنظيم الفوضى فوق منضدة زينته معيداً أشيائه إلى مكانها ..

تشانيول لاحظ أن جايسون نكث وعده لبيكهيون بالصمود و هاهو بسابع نومٍ ثم هناك صوت الضحك اللطيف الذي يصدر من الجهة الأخرى مع إهتزاز كتفيه بخفة ليبتسم مرجعاً خصلاته إلى الخلف ..

" هذا أفضل من التجول عارياً ألا تعتقد ذلك ؟"

بيكهيون كان يعاني كي لا يحدق إليه و هو في كل جهة يشعر أن عينيه تحيط به حتى حين جلس على سريره أقصى اليسار يعبث بخصلات جابسون ملتهياً بها عن الرجل الذي لازال يقف أمام باب الحمام بمنشفة بيكاتشو فقط تستره ..

" لم يكن عليك البقاء هنا و أنت تدريّ
أنك لا تملك ملابس هنا !"

" لابأس سأنام عارياً لما تضخم المواضيع ؟"

بيكهيون تقريباً كان على وشك أن يفقد وعيه بسبب ذلك ألرد الذي كان في الأصل متوقعا منه ..

" هل إعتدت أن تنام بمنازل الغير عارياً و الأدهى و الأمر أن جايسون هنا ثم أزل ذلك من عقلك و إنتظرني كي أعود لأنني أعتقد أن حارس الڤيلا يملك بالفعل بنطالاً قد يكون بمقاسك بغرفته سأطلب منه أن يعيرك واحداً "

بيكهيون نفذ ما بعقله و هرول بالفعل قبل أن ينطق تشانيول حتى لأنه يعلم أنه سيفعلها و ينام عارياً حقاً لذا لم يعد سوى بعد دقائق ببنطال قطنيّ منزليّ مريح مطوي بعنايةٍ بين يديه ليدفعه نحوه و هو يشيح بعينيه إلى جانبه الأيسر يلتزم الصمت ..

" خُذ ، هو كان لطيفاً و وافق على أن يعيركَ واحداً "

تشانيول بدل أن يستلمه أمسك بيدي الصغير الذي أغمض جفنيه بقوة حين قربه إليه حتى إصطدم بصدرهِ الصلب و ذلكَ الشد العضلي الذي كان به إرتخى شيئاً فشيئاً حين شعر به يمرر أنفه أسفل أذنه حتى شعر بأنه على وشك أن يتقيء فراشات و فيلة و حتى لسانه خذله .. لم يستطع تشانيول مقاومة رغبته في إستنشاق الجحيم من الياسمين المنعش الذي يغرق غرفته من فوق جلده البارد إثر الحمام تحديداً ليقشعر الصغير بسبب همسهِ ..

" شكراً لك على البنطال و على مجهودكَ  "

" تستطيعُ تقديم الشكرَ دون لمسيّ أفلت يديّ"

حرك يديه مراراً يحاول التخلص من شده القوي المحكم بصمت كأنهما يمثلان مسرحية هزلية صامتة فبقدر ما حافظ على جايسون مستيقظاً هو يخاف أن يفيق الآن و يراهما بهكذا موقف ..

تشانيول أفلتهُ وسط تحركه الكثير كطفل صغير ليوسع بيكهيون عينيه حين كان سيسقط إلى الخلف و لم يجد نجدةً سوى أي شيئٍ من تشانيول لكن لو سقط هو و تحطمت مؤخرته أفضل من سحب المنشفة من ذلك اللئيم الذي أبى أن ينقذه و تركه يسحبها بتلك الطريقة !

بيكهيون أطلق صرخةً عالية مرتعبة و كأنه يراه عارياً
لأول مرة ثم وضع يديه فوق عينيه جعلت جايسون يفيق من نومه منتفضاً برعب فيضع تشانيول يده فوق فم صغيره و يلصقه بالحائط موسعاً عينيه و بيكهيون أراد الصراخ أكثر لأنه يشعر بالكوبرا خاصته السفلي ضد جسده بوضوح  ..

" بابا لما أنت عاريّ ؟"

جايسون قال يجلس على السرير ليلعن تشانيول بخفوت و بيكهيون أراد البكاء في تلك اللحظة ليحشر وجهه بحرج بعنق تشانيول الذي لم يجد سوى الإنبطاح أرضاً الحل أمام عيني جايسون الزرقاء الذي ينظر إليهما يظن أنه يحلم و ربما هو كذلك ؟

" نمْ صغيري ، هل أنت تحلم؟"

بيكهيون ركض إليه قائلاً يضمه إلى صدره حاشرا إياه هناك كي ينام و لا يحدق خلفه يربت على رأسه و عينيه على تشانيول يريد قتله لأنه يضحك بصمت بينما يقوم بإرتداء ذلك البنطال قبل أن ينظم إليهما على السرير ..

جايسون عاد الى النوم فوراً ليتنهد بيكهيون براحة ثم ينظر إلى تشانيول بلؤم و بعدها قال بخفوت ..

"هل أنت مجنون لتفعل ذلك ؟ هل تعتقد أن جايسون سيصدق غداً أن ما شاهده حلماً فقط أنت تعلم أن جزءٌ منه تربية لوهان و سيسرد حلمه هذا للجمي

تشانيول أتكئ على مرفقه واضعاً كفه أسفل رأسه يحدق إليهما بحب ، الى الطفل الذي يحشر وجهه بمعدة بيكهيون و يلف ذراعيه حوله و إلى صغيره الذي لازال عابساً بسببه و بسبب الحرج الذي وضعه به ..

" أخفض صوتك سكر هو سيستيقظُ مجدداً ثم دعنا من جايسون ، لما تحمل هذا هذا القدر من الجمال حتى أثناء عبوسك ؟"

بيكهيون لم يردْ و تحت عينيه هو كان يحاول فك يدي الصغير عن معدته لأنه لن يفعل إن لم يبادر هو سيظل هكذا حتى الصباح بينما بيكهيون يجلس بطريقة لا مريحة على حافة السرير ..

" دعني أحمله الى غرفته إذاً "

تشانيول قال يقترب منهما ليوسع بيكهيون عينيه صارخاً بلا لينتفض جايسون ثانيةً لأنه يعلم أنه سيضعه و يعود إلى هنا طبعاً  ..

" لما تستمرُ في الصراخ ماما هل أنت بخير ؟"

جايسون شعر بالإنزعاج لأنه يقدس النوم و ندم لأنه نام معهما نوعاً ما فكشرت ملامحه بينما المستمع الوحيد من الوضع و في المكان هو تشانيول الخبيث ..بيكهيون رمقه بلؤم ثانيةً لأنه يبتسم كالمعتوه ..

" لا عُد الى النوم أنا أعدك إنني لن أزعجك ثانيةً طفليّ لابأس أنا أعتذر "

وضع قبلة على جبينه و للمرة الثانية بعد قطع نومه الطفل همهم و أغلق جفونه لكن هاته المرة هو عانق ذراع بيكهيون من جهة و تشانيول من الأخرى يقربهما إليه ليبتسم وسط نومه بخمول ..

" أحب حينما تنامان معي معاً أشعر حينها بالأمان، شكراً لأنك وافقت على البقاء بابا "

حقيقة أن طفلهما اصبح يشكر تشانيول على أمر بسيط إعتيادي كهذا ألحق الألم بكليهما لكن ما من حيلة سوى الثبات بتلك الوضعية التي يريدها جايسون ، بيكهيون أغمض عينيه يقترب منه أكثر و تشانيول إقترب كذلك لكن ليس من جايسون فقط .. إرتجى القرب من طفليّهِ كليهما و في وضعه هذا هو وضع طفله الأكبر كهدفٍ أكبر لذا ضخامته كانت مساعدةً في جعله يستحوذ على السرير جميعه تقريباً ..

" حين ينام جايسون بعمق خذهُ إلى غرفته
و نم معه ، سريري صغير و لا يحتمل ثلاثتنا "

" سريركَ هذا يكبر و يصغرُ حسب الوضع ، الموقف و النوايا صغيريّ ؟ يالا السرير الذكي المتطور الذي لم يكتشفه اليابانيون بعد !"

تشانيول همس يمسح بإبهامه على وجنة جايسون لكن القشعريرة تصيب بيكهيون لينظر إليه طالباً شرحاً فيكمل بارك بهمس لكن هاته المرة هو قلد صوته ..

" سريريّ هذا قويٌ واسع و سيتحملُ جميع الوضعيات PAPI ،فقط أرني ما تملك ~"

حفاظاً على نفسه و لكي لا يشعر جايسون أنه مجنون بيكهيون أغمض جفنيه بشدة و حافظ على موقفه الهادئ بصعوبة كي لا يصرخ بوجهه و يطرد ذلك الذي يضحك بإستمتاع من غرفته ..

" أنت على وشك أن تموت إن لم تخرس فوراً"

بيكهيون صفع رأس تشانيول بخفة من فوق جسد جايسون ليمسك بيده و هاهو ندم لأنه لن يرجع يده له الآن لذا نسيانها قد يكون أفضل ..

قاهرٌ أنه لا يستطيع حتى التحرك ليفلتها بسبب الطفل النائم وسطهما و أي صراخ آخر منه سيجعل جايسون يضعه حينها في قائمة المختلين و ربما ستكون قصته القائمة التي يحكيها في اللمة العائلية القادمة على طاولة الغداء ...

" أرجع يديّ لي سيد بارك!"

بيكهيون و بعدما أمسك كفه لأكثر من نصف دقيقة قال لكن هل يعلم أن ذلك الطلب واحد من ألطف الطلبات التي سمعها تشانيول ، لكن أسيكون رده كذلك لطيف هيّن على قلب الصغير ؟

" أرجــع قـلبـيَّ لــيّ صغيرَ بارك ؟"

" أَرجعهُ و خُذ كفك"

تشانيول وضع قبلة على شامة إبهامه فيتراقص نابض الصغير كراقصة السالسا و ماذا عن إغماض عينيه فقط و تجاهله حتى يتعب و ينام ؟

بيكهيون تخلى عن سيلٍ من النظرات عن ذراع جايسون ليلف جسده إلى الجانب الآخر و يرفع اللحاف يغطي رأسهُ هرباً من كل شيئ يحدث خلفه يحاول بصعوبة الذهاب إلى النوم ..

" نمتَ صغيريّ ؟"

تشانيول قال لكن ما جعله يفتح عينيه حين شعر به خلفه و مهلاً أين جايسون ؟ هل ركلهُ الى الجهة الأخرى من السرير و توسطهما هو بجسده الضخم هذا ليصبح خلفه يهمس هكذا ؟ لكن إن لف جسده كي يتأكد هو سيعرف أنه لم ينم فإلتزم الصمت و الهدوء مغمضاً جفنيه ..

" عِمتَ مساءاً أيـها المـلاك~"

شعر بقبلةٍ على رأسه و بعدها السكون التام في المكان لكن ليس بقلبه فهو هاج بمجرد أن تمردت ذراعيه السميكة و حاوطت خصره من الخلف بينما وجهه وجد عنقه مسنداً ليغمض تشانيول عينيه المرهقة اخيراً بالمكان الذي يريد و مع الشخص الذي يريد و رغم تعبه هو لم يمنع فمه من الهمس بأخر  كلماته قبل النوم بقلب يحتفل يشعر به بيكهيون بوضوح ضد ضهره ..

" ما للـجنديّ الخاضع الجريح بعد حربٍ طاحنةٍ سوى حضنُ الوطن ملجئاً ، كذلك نايتمر .. مالهُ و لو جال العالمَ سوى حضنُ أميرتهِ محميةٌ ، دفئٌ ملجئٌ و وطـن،  ~"

⚜️

~ اليوم الموالي ~

" مرحباً أميّ ، أنا إستيقظت معية جايسون
و لم نجد أحداً بالمنزل !؟"

غريب أن يدلف تشانيول إلى مقهى الأم تلبية لموعد بيكهيون بغية التحدث بينما هما حرفياً كان ينامان معاً بحميمية جائت من طرفه فقط على ذات السرير الليلة الماضية ، السرير الذي نهض منه مع جوجو ليجدا أنهما فقط هناك فلا بيكهيون الذي أفاق قبلهما موجود ولا حتى والدته التي يعلم أنها ستكون في مقهاها طبعاً لكن ماذا عن بيكهيون ؟

" إجلسْ بنيّ سأحضر لك قهوتك ريثما يأتي"

قالت لتشانيول الذي نظر إليها محاولاً إلتقاط أي شيئ يربطه بأين هو ببكهيون دون أن يظطر ليسأل لكن هي لن تخبره لأن تشانيول ليس من الأشخاص المؤهلين لمعرفة ذلك بالنسبة له ..

" الا تعلمين أين هو بيكهيون أمي؟"

هي لم تجد أي فكرة افضل سوى من أنه ربما قد يكون بمطعمهِ حتى و لو لم يملك المفتاح فلا كذبة أنه عند لوهان سيصدقها أو حتى أنه مع جايسون لأن الطفل هنا ، و جواب أنها لا تعلم لن يكون مستصاغاً لذا أخبرته بذلك ببساطة ليهمهم تشانيول و يجلس بأقرب كرسي يحدق إلى الباب بكل ثانيةً ثم إلى الساعة ..

~

بيكهيون و بعد المبلغ المالي الذي طلبه من والدته خرج من موعده مع الطبيب النفسي الذي قرر مباشرة الحصص كل إثنين و أربعاء معه ، بعد تفكير هو وجد الحل لطيفاً فلا عيب في أن يطلب المساعدة من شخصٍ خبير ربما سيعينه في معرفة و تثبيت رغباته و قرارته و معالجة ما يشعر به من تراكمات و إزدحامات الفترة السوداوية التي عايشها مؤخراً
بشكلٍ مثالي و بما أنه خطط لذلك الحديث مع تشانيول الذي كان حرفياً ينام معه البارحة و أعطاه موعداً في مقهى والدته ، هو بالتأكيد ينتظره هناك فالساعة تشير إلى العاشرة و نصف و كعقاب هو قرر جعله ينتظر أكثر ..

حين مرور الحافلة من مطعمه المهجور منذ مدة طويلة هو انتفض يطلب من السائق التوقف ليدفع الأجرة و ينزل يهرول نحوه بمشاعر كبيرة و كثيرة ، ذلك المطعم الذي بناه تشانيول من اجله بسعادة و خطط لإفتتاحه بحب بعدما عمل عليه كثيراً و صمم ديكوره و وضع الخطط من جميع الجوانب و في كل مرةٍ كان يحاول مباشرة العمل فيه يقع في مشكلة جديدة تلهيه عنه ، خطوات الحنين قادته إليه و لو رأى أحد عينيه الدامعة بينما يقف أمام بابه يمسح الغبار عنه لجزم أنه مجنون..

" آه يا مطعميَّ الفخم الحبيب ، ياشغفيَّ الذي لا حظ لك لتعيشَ شعور أن تمتلئ بالزبائن"

قال بآسىً حقيقية أن المفتاح ليس معه و لا يمكنه الدخول حتى و إن دخل هو سيفقد وعيه من تراكمات الغبار و الاوساخ بالداخل لذا التحديق إليه من هنا إلى اشعار آخر ليس سيئاً ..

" بيكهيون ؟! لا أصدق عينايّ حقاً!!"

من هذا الذي يتحدث إليه كأنه مقرب و يناديه هكذا بإسمهِ فجأة ، هو ربما تذكر الصوت و ربما لا لكن بمجرد أن لف جسده إليه تذكره .. ذلك المصور المزعج الذي كان يزعجه في كل مرة يأتي بها إلى مطعمه..

" لما لم تظهر في المكان منذ مدة جد طويلة !! هل تراجعت عن إفتتاح مطعمكَ و أنا كنت انتظرك كل يوم ربما ستظهر لكن مرت أيام طويلة و انت لم تباشر العمل به ! "

ثرثر كثيراً ببسمة واسعة يقترب منه ليكتف
الصغير ذراعيه و جميع ما قاله كان ..

" ألازلـت حـياً و ثرثاراً مثل ما تركتك آخر مرة ؟"

بيكهيون قال بصراحة ليوسع المصور عينيه فلم يتوقع ذلك ثم أماء له ليتنهد الصغير و لا يعلم لما تذكر واحدة من نصائح طبيبه النفسي ، إفتح دائرتك لأشخاص جدد لكي لا تشعر بأنك تدور في ذات الحلقة لأن التعافي لا يكون في بيئة الجلاد إن كان فهمي لحالتكَ صحيحاً ..

" أنا لم أباشر في العمل به لأنني كنت مسافراً و كذلك لا أعتقد أنني قد أباشر فيه أبداً ربما سيُباع من يعلم ؟"

بما أنه ليس المالك بل تشانيول هو لن يهتم بأي قد يفعله به حتى و لو باعه ، حتى و لو كان المطعم هذا حلمه شغفه و تعبه هو عبس حين داهمه الألم بسبب الفكرة ..

" حقاً ستبيعه ؟ أتذكرُ أنك كنت سعيداً في التخطيط له كنت أراك كل يوم من مكتبي في الأعلى تأتي لتشرف على أي تفصيل يُضافُ إليه بنفسك ، لا أجد فكرة بيع مكانٍ كنت شغوفاً بتجهيزه صائبة إلا إن كنت قد غيرت رأيك ؟"

أشارَ لوكالته الخاصة بالتصوير تحديداً إلى مكتبه الزجاجي الذي يطل على جميع الشارع هذا ليتنهد بيكهيون لأن كلماته صحيحة ، الشعور ليس هيّنا لكن إن كان سيحظى بحديث مصيري مع من فتح له المطعم فأين يظهر ألم شغفه بهذا المطعم أمام توتره ذاك قبل التحدث إلى تشانيول ؟

" غيرت رأيي أجل و لا أحد طلب
رأيكَ لتجد القرار صائباً أم لا "

أهكذا يمنح المرء فرصاً في دائرته للأشخاص كما قال طبيبه النفسي ؟ بيكهيون فكر يعد جوابه و جميع توتره و عدم إتزانه يصرخ بأن خبر سفره كذب و قرار غلق مطعمه يوضح أن هناك ما يحدث في حياته فهو ليس ذلك المبتهج الذي اعتاد أن يكون عليه ثم أين ذلك الرجل الذي كان يرافقه دوما إلى هنا ؟

بيكهيون الذي كان يحدق إلى مطعمه شعر به يقترب منه أكثر إلى ان تلامس كتفه مع منتصف ذراع المصور الذي يحدق معه إلى ذات المكان فيوسع عينيه حينما بدون تردد هو قالَ بصوت مسموع يفضح حاله أمام الناس ليس فقط ..

" إن كنت تريد بيعه فأنا سأشتريه منكَ بأي سعرٍ تريده فهو يستحق، أنا معجب بالمكان و التفاصيل التي جعلتهُ بإبداعك عليها كذلك هو قريب من وكالتي لذا فكر بعرضيّ بجدية و إمنحه وقتاً إن كانت نيتك حقاً بيعه! "

بيكهيون أخذ وقتاً لم يكن يفكر به بل لا يملك الصلاحية ليجيب أصلاً لا الآن ولا لاحقاً لأنه ليس مطعمه بعد الآن و هل هذا المصور ذكي الى ذلك الحد ليقرأ أفكاره أم سؤاله ذلك من البداية و عرضه كان تسللاً ليسأل سؤاله التالي منذ البداية ؟ لأنه يبدو أنه يعرف شيئاً ما فكلماته ليست طبيعية ..

" أم هناك ما يحدث بينك و بين من أهداكَ هذا المطعم لذا تريد التخلص منه ، هل علي مفاصلةُ ذلك الرجل في الأمر إن كانت نيتيّ حقاً شرائه ؟ و ربما بعد ذلك مفاصلتهُ بك إن كانت المشاكل ستأخذ منحدراً أعتى و جاد ؟"

جاد كانت كلمته الاخيرة قبل أن يرى بيكهيون جسد المصور يطير حرفياً إلى الأمام ليلتصق وجهه بالحائط ثم يسقط أرضاً بالدماء تسيل من انفه و فمه من شدة الإرتطام ضد الجدار ليوسع عينيه و يحدق إلى تشانيول الذي كان يحدق إليه على الأرض ..

" قبل المفاصلةِ في المطعم و في صغيريّ هل تحب ألعابَ فصل الأعضاء و الرأس عن الجسد ؟ "

همسَ يجلس أمامه القرفصاء ليبصق المصور الدماء من فمه يحدق إليه بغضب ليمسك بارك بخصلاته بين قبضته بقسوة  ..

" سأفصل رأسك عن جسدك في المرة القادمة و وكالتك تلك سأهدها فوق رؤوس موظفيكَ فإحذر العبث معيّ أنت لا تعلم ما تقحم نفسك بهِ و مع من لذا إبتعد عنه و إتقِ غضبيّ هل تستمتع إليّ ؟"

اللعين لم يرد ليترك تشانيول شعره بقسوةٍ ما إن شعر ببيكهيون يسحب ذراعه إلى الخلف يقيمهُ و يبعده عنه و قبل أن يتفوه بكلمةٍ هو أمسك بوجنتيه بقوة و ضد الجدار أمام عيني المصور هو إلتهم شفتيه لتسقط حصون دفاعاته و يزلق يديه ضد صدر بارك
مغمضاً جفنيه بقوة لأن شفتيه تُأكل و انفاسه تُختطف .. كانت من اقسى القبل التي يحصل عليها و رغم ذلك هو يشعر بالفراشات تلتهمه ليتنهد وسط القبلة فيسحب بارك سفليته يمتصها بعمق حتى إنتفخت ..

المصور ألقى برأسه ضد الأرض حين فُصلت القبلة و أسند بارك جبينه ضد خاصة صغيره يمسك بعنقه من الخلف بكف و بـخصره بكفٍ ليهمس ضد رفيعتيه التي إنتفخت ..

" هل عليَّ تقبيلكَ أمام جميع من يريدك ؟
أنت لي هل تسمع ذلك؛ مِلكـي"

مسح على شفتيه التي تنبض ليعبس بيكهيون و يقولَ ..

" لكن نحن لم تتحدث بعد بمقهى والدتيّ
لتقول ذلك ، لا يحق--"

تشانيول قاطعه و وضع قبلة أخرى عميقة رغم سرعتها و من بعدها بيكهيون أصبح يرى المصور الطريح أرضاً مقلوباً لأنه حمله فوق كتفه ككيس الطحين الغبي و هكذا أمام المارة هو راح يمشي به إلى السيارة ؟؟

اجلسه بداخل سيارته و إنظم بمقعد السائق ليقول بيكهيون بصوت عالي بعدما عادت الدماء التي نزلت لرأسه لأماكنها الطبيعية ..

" لما قلت أنه و إن دخل نايتمر إلى الخط هو لن يخلف الوعد ، هاقد دخل الخط و ضرب الرجل و كذلك قبلتني و أخلفت بالوعد !؟؟"

قهقهة تشانيول الساخرة من كلماته جعلته يعبس اكثر ليكتف ذراعيه بشفاه مؤلمة منتفخة لكن ردهُ جعله يحدق إليه رغماً عنه لأنه أصلا امسك بذقنه بين إبهامه و سبابته ..

" صغيريّ ، هرة و يا أبرء خلق الرب ، هل تظن أن نايتمر و إن دخل إلى الخط كان سيركله ضد الجدار فقط ؟"

بيكهيون استفهم بعينيه ذلك الكلام التي توسعت بمجرد أن مرر تشانيول إبهامه ضد عنقه يلمّح على فصل الرأس عن الجسد و أماء بعدها مؤكداً له ذلك التفكير ليختم ذلك بقبلة طائرةٍ قبل أن يقلع ...

و هناك بيكهيون لف رأسه بجزعٍ و حدق إلى المصور الذي كان يتكئ ضد الجدار يحدق إلى السيارة كذلك  ، هو بأسى يتخيل رأسه منفصل عن جسده و جميع ذلك الخيال بسبب هذا الطويل الذي بجانبه ليتنهد حين بدأ يتلاشى منظره عنه شيئاً فشيئاً ..

" مجنونٌ حقاً !"

يتبع✨

ما تقبلو يا بنوتاتيّ الحلوات غير بشخص مثل نايتمر؛ يدافع بشراسة و بدمه عن وطنه بينما لما يوصل عندكم ما عنده مانع يخون الوطن و يسميكم ✨وطنيّ✨🤌🏻

كونوا بخير ⁦>⁠.⁠<⁩

Continue Reading

You'll Also Like

10.4K 888 23
همسات القصص عن آخر أمير على قيد الحياة تتدفق في شوارع سيول ، بعد عشر سنوات من ثورة نونغبو وسقوط العائلة الملكية الكورية. معظم الهمسات كانت مجرد صدأ ف...
260K 2.7K 5
السّر الذي يربطنا ... Kaihun Cover by: @matelda88 Début : 24_05_2019 Fin : 18_12_2019
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
3.8M 57.8K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...