لعبة الانتقام

الثمن

"لقد تكلمت مع والدك واطمئننت عليه...انه بخير"

التقط الهاتف من يدها ليقدمه للعاملة بينما الاخرى في صدمة...لم يكن عليها ان تثق بأحد...اخذت خطوة للخلف وهي تشعر بالخوف ليشير دانيال للخادمة بالخروج...تقدم نحوها بينما يحرقها بنظراته ليردف

"للأسف لقد كانت محاولتك فاشلة"

ثم قام بشد سوليا من مرفقها ليخرجها من الحمام متوجها نحو الخارج حيث توجد سيارته...

"فلتتركني....اخبرتك ان تتركني"

اردفت سوليا وهي تحاول ان تفلت يدها من قبضته لكنه تجاهلها ليشدها بقوة اكثر ليفتح باب السيارة جاعلا اياها تستقلها ثم ركب بجانبها لينطلق نحو المزرعة..

........................

مستلقية على السرير بينما تفكر...كيف ستتمكن من اخراج صديقتها من ورطتها...بمن عليها ان تستعين؟لكن لما رفض رال مساعدتها؟بالطبع كيف سيساعدها وهو صديق دانيال...انها الآن امام حل واحد فقط...ستذهب الى ملهى red moon وستنتظر هناك الى ان يأتي دانيال....حتى لو اضطرت ان تبيت داخل الملهى فهي ستذهب فقط لأجل صديقتها..

...........................
قامت بالنزول من السيارة وهي تترنح...ان جفونها تزداد ثقلا وتشعر وكأنها ستفقد الوعي في اي لحظة..تقدمت نحو النافورة لتتكأ بكفيها عليها ثم بدأت بغسل وجهها بالماء المتواجد بداخلها...تحتاج ان تعيد نشاطها ووعيها...ترجل دانيال من السيارة ليتوجه نحوها ثم قام بإمساكها من مرفقها ليردف:

"هيا لنصعد للأعلى"

لكنها فقط ابعدت يده عنها وهي تحاول ان تتوازن....قام بإمساكها مرة اخرى لكن هذه المرة قام بجذبها نحوه لتقوم بدفعه عنها لتنفجر في وجهه صارخة:

"ابتعد عني...اتركني...اتركني وشأني لقد سئمت من هذا الأمر"

ابتعدت خطوة للخلف اثر دفعها له وهي تشعر بالدوار....تنهد الآخر بغضب ثم قام بإمساكها ليحملها على كتفه متوجها نحو الاعلى....كانت تضرب ظهره بيديها وتصرخ به ليتركها لكنه فقط كان يتجاهلها والغضب يشتعل داخله...دفع باب الغرفة بقدمه ليقوم برميها على السرير ثم اعتلاها محاصرا اياها و يثبت يديها بجانب رأسها معيقا حركتها...

"ماذا تريد مني؟لما لا تريد تركي وشأني"

صرخت بصوتها المبحوح وهي تحاول ان تفلت يديها ليقوم بالضغط على رسغ يدها لتغمض عينيها متألمة...اقترب منها حتى اختلطت انفاسهما ليقول بصوت خافت:

"ماذا اريد منك؟فلتعيدي لي ما اخذته مني"

نظرت له بصدمة...هل يفعل ذلك لأجل المال الذي قامت بأخذه؟لا تعلم لما فكرت بهذا الأمر...لكنها كانت تجهل تماما ما كان يقصده لقد كانت مشوشة تماما...

"هل تفعل كل ذلك بسبب المال الذي اخذته؟سأعيده لك بل سأرده لك ضعفه فقط اتركني وشأني"

ابتسم وهو يناظرها ليبتعد عنها بينما تعالت صوت ضحكاته شيئا فشيئا...اعتدلت بجلستها وهي تناظره بخوف

"هل تظنين انني افعل ذلك بسبب المال الذي قمت بسرقته؟هل تحاولين الادعاء انك تجهلين السبب؟"

ثم وضع يده داخل جيبه ليخرج مجموعة من الاوراق النقدية ثم قام برميها عليها..لا تصدق انه يقوم بإهانتها هكذا..نظرت الى الاموال الملقاة على الارض وهي تحبس دموعها داخل عينيها...تقاوم الدوار الذي يجتاحها من حين الى آخر وتقاوم انكسارها...لقد عاهدت نفسها انها لن تظهر ضعفها امامه بتاتا..ولن تفعل ذلك

"لا يهمني المال...ما اريده منك هو ان تعيدي لي شقيقتي التي قمت بقتلها ووالدتي التي توفت بسبب حزنها على ابنتها"

اردف بنبرة حادة وقد اصبحت نظراته كبركان هائج يكاد ينفجر ويحرق كل ما حوله...ماذا؟هل السيدة نيكول قد ماتت؟لا تصدق ذلك هل تسببت ايضا بموت الإمرأة التي كانت جيدة تجاهها...استقامت لتمشي متوجهة نحو الحمام وهي تتكئ على اطراف السرير...تريد ان تغسل وجهها لعل ذلك يكون مجرد حلم...تتمنى ان يكون مجرد حلم...وقبل ان تتمكن من تجاوزه كان قد امسكها من كتفها ليقوم بجذبها نحوه وهو يغرز اصابعه داخل كتفها...

"سأتأكد من انك ستدفعين الثمن"

ثم قام بدفعها ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه....جلست على الارضية وهي لازالت غير مصدقة لأمر وفاة نيكول...ان هذا يزيد من شعورها بالذنب..اغمضت عينيها لتذرف الدموع...دموع عذابها...الم لا ينتهي و مأساة داخلية لا احد يعلم مدى بشاعتها سوى من كان ضحية لها..لازالت صغيرة لتحتمل كل هذه الأعباء وحدها....وضعت يديها على فمها لتكتم شهقاتها...الن يكون الموت افضل بالنسبة لها...سيريحها من هذا العذاب النفسي والجسدي...سينتهي عذاب قلبها ومشاعرها...وايضا سينتهي هذا الانتقام الذي سيدمر كلاهما...

...................................
في اليوم التالي
فتحت عينيها على صوت احدى الخادمات...نظرت لنفسها وللمكان...انها نائمة على الارضية من دون ان تشعر..نظرت للخادمة التي كانت تقف بجانبها لتعتدل بجلستها...

"سيدتي ان السيد دانيال يطلب منك ان تنزلي لتتناولي الافطار"

مسحت دموعها المترسبة على وجهها لتردف بصوت متعب

"لن انزل"

"لكن هذه اوامر السيد دانيال..."

اردفت الخادمة

"اوامر السيد دانيال تطبيقها انتي وليس انا فلتخرجي من الغرفة"

صرخت بوجهها وهي مازالت تشعر بشيء من الالم الداخلي...استقامت لتأخذ الثياب المعلقة بجانب سريرها..ثم توجهت نحو الحمام لتستحم...انها لازالت ترتدي الفستان ذاته الذي كانت ترتديه البارحة...نظرت لنفسها في المرآة...انها لا تستطيع التعرف على القابعة امامها..لا تصدق كم كانت قذرة قاتلة...هل هذه هي حقا؟...لم تعد تعرف من تكون....قامت بتشغيل المياه الدافئة لتدخل اسفلها...تحاول غسل همومها والذنوب التي بداخلها...وكم تتمنى لو كانت هذه الأمور تغسل بالمياه لكانت الحياة افضل بكثير...

...................................
"اذا اندرو هل ستذهب معي ام ستبقى هنا؟"

اردفت دارلا وهي تضع ما تحتاجه داخل حقيبة يدها..

"سأوصلك الى الملهى وسأبقى معك لبعض الوقت ثم سأغادر لدي بعض الاعمال التي عليي ان انهيها"

هزت رأسها بتفهم لتتوجه نحو باب المنزل وما ان فتحته حتى وجدت رال يقف امامها وكأنه كان ينتظرها...كانت نظرات الاستغراب ظاهرة داخل عينيها لتقول:

"ماذا تفعل هنا؟ثم كيف عرفت عنواني؟"

"اريد التحدث اليك لبعض الوقت" اردف رال وهو يناظرها ثم نقل نظراته للواقف خلفها

"لا اظن ان هناك شيء لنتحدث به"

اردفت دارلا لتتجاوزه لكنه قام بإمساكها من يدها ليشدها خلفه نحو سيارته...قام بإفلاتها بعد ان وصل ليردف

"اركبي اريد ان اريك شيئا مهم"

نظرت له مطولا ثم ركبت بالسيارة من دون اي تردد..تريد ان ترى الى اين سيصل هذا الأمر وفضولها يدفعها لمعرفة ما هو هذا الامر المهم

..........................
خرجت من المنزل وهي تنظر للمكان حولها...ماذا ستفعل ان بقيت هنا لمدة اطول؟هل ستحتمل الأمر؟لا تظن ذلك...جلست على ذلك المقعد الخشبي وهي تشعر بالبرد...حاوطت نفسها بيديها وهي تحاول ان تبعث بعض الدفء لنفسها...ثوان مضت حتى شعرت بوشاح صوفي يوضع على كتفيها ليدفء جسدها...رفعت رأسها لتناظر ذلك الذي يقف بجانبها بينما ينفث دخان سيجارته

"لما لم تتناولي الافطار؟"

وقفت لتبعد الوشاح عن كتفيها ثم رمته على الأرض لتتجاوزه متجاهلة سؤاله..وقبل ان تتمكن من المغادرة كان دانيال قد امسكها من مرفقها ليجذبها بعنف نحوه ليرتطم جسدها بصدره الصلب...نظر للوزيتيها بحدة ليردف بنبرة محذرة:

"توقفي عن التصرف بهذه الطريقة....ان لصبري حدود"

وجهت له نظرات باردة لتردف بصوت هادئ:

"اذا كنت تريد انهاء كل شيء قم بقتلي...اليس هذا افضل لكلانا؟"

ابتسم وهو يراقب تعابير وجهها الباردة ليقرب وجهه اكثر من خاصتها لينبس بصوت خافت:

"ان قمت بقتلك فستشعرين بالراحة....وانا اريد رؤيتك تفقدين هذه الراحة وتتدمرين"

ثم قرب وجهه منها اكثر حتى كادت شفاهه تلامس خاصتها لكن وقبل ان يحدث ذلك ادارت سوليا وجهها للجهة الاخرى

"اذا عليك الانتظار لوقت طويل فاللتي امامك لن تتدمر بسهولة"

اردفت بثقة ثم افلتت يدها من بين قبضته لتتوجه نحو المنزل...وبينما هي في طريقها لمعت داخل رأسها فكرة قد تساعدها على التواصل مع دارلا...مشت بإتجاه احد رجال الحراسة لتتظاهر بانها على وشك ان تقع...وبالفعل حدث كما توقعت تقدم ذلك الرجل ليسندها ومن دون ان يشعر قامت بأخذ هاتفه الموجود في الجيب الخلفي لتخبئه اسفل كمها...استقامت وهي تحاول اخفاء يدها لتشكره ثم توجهت بسرعة نحو غرفتها...تريد اقفال الباب لكن لا يوجد قفل له...دخلت الى الحمام المرافق للغرفة لتفتح الهاتف وتبا كم كان حظها عثر فهناك قفل على الهاتف...اعادت شعرها للخلف وهي تفكر ماذا عليها ان تفعل حسنا يبدو ان عليها تخبئته الآن والتأكد ان كان دانيال قد غادر المزرعة ام لايزال هناك...وضعت الهاتف بين المناشف ثم خرجت من الحمام لتجد دانيال ينتظرها بينما يتكئ على الجدار...

"ماذا تخبئين في الداخل؟"

ابتلعت ريقها وهي تشابك يديها بعضها البعض...هل رآها؟

يتبع...
بتمنى يكون عجبكوا البارت قلولي رأيكوا فيه💛