القدر؟

2.7K 63 6
                                    

"اريد الانتقال الى فرنسا"

ابتسمت انيتا ببلاهة لتستقيم متوجهة الى ذلك الرف الموضوع عليه علبة الاسعافات الاولية لتردف بسخرية وهي تنتشل العلبة من عن الرف:

"ان كندا افضل للمعيشة لما لا تنتقلي الى هناك وايضا انها قريبة"

"انا لا امزح انيتا "

اردفت سوليا بنبرة منفعلة عالية وتعابير وجهها تعبر عن جدية الموقف لتتلاشى ابتسامة انيتا تدريجيا ..مشت بهدوء ثم جلست بجانب سوليا لتضع علبة الاسعافات الاولية على الطاولة المقابلة لهما

"لما؟اقصد انك عدت الآن بعد ان اختفيت لمدة وتخبريني انك تريدين الانتقال الى فرنسا بهذه الطريقة المفاجئة؟هل تواجهين مشكلة ما؟"

تنهدت سوليا لتعيد شعرها المبلل للخلف

"انيتا ارجوك فقط ساعديني للمغادرة....لا اريد التكلم الآن بخصوص اي شيء آخر"

اومئت لها انيتا بتفهم لتستقيم متوجهة نحو غرفتها...دقائق مرت حتى عادت وبين يديها ملابس للنوم ومنشفة

"استحمي وغيري ملابسك وايضا فلتعالجي جروحك"

............................
في اليوم التالي

مستلقية على الاريكة وهي تراقب تساقط الامطار على زجاج النافذة بينما يدها تعبث بقلادتها...لقد كان الشتاء هو اكثر شيء تحبه بعد النوم والطعام لكنها كانت تجهل مدى قسوة ايامه العاصفة...والآن باتت تعلم تماما بعد ان عانت بين عواصفه ورياحه الشديدة لكن رغم ذلك..لازالت تحب الشتاء تحب رائحة امطاره وصوت زقزقت العصافير بعد يوم ممطر..صفاء السماء ونسمات الهواء المنعشة..كل هذه الأمور تجعلها تنسى جانبه المظلم من العواصف...

"سوليا؟!"

استقامت بجلستها لتناظر دارلا التي كانت منصدمة من وجودها هنا ويكاد فكها يلامس الارضية من ذهولها..فركت دارلا عينيها غير مصدقة وبعد لحظات قليلة قامت بالهرول نحوها لتعانقها بقوة

"لا اصدق انك عدت اخيرا"

ابتعدت عنها لتقوم بضم وجه سوليا بين يديها وهي تقوم بتحريكه يمينا ويسارا تتفقد ان كانت تأذت ام لا

"هل تأذيتي؟يا الهي لقد فقدت الكثير من الوزن"

نفت سوليا برأسها وهي ترسم على وجهها ابتسامة هادئة لتقف دارلا وهي تعقد يديها امام صدرها لتردف

"هيا فلتقف سأقوم بإعداد الطعام لك سأعيد لك كل الوزن الذي خسرتيه....لكن تحت اشرافك"

ضحكت سوليا لتتبع دارلا التي توجهت نحو المطبخ..

.........................
يقف امام ذلك القبر بينما يمسك مظلة سوداء بيده ووردة الاقحوان بيده الاخرى ونظاراته السوداء تخفي زرقاوتيه...انحنى بركبته ليضع تلك الوردة ثم وضع يده على قبر والدته بهدوء وكأنه يصافح روحها...كم هي الحياة مظلمة بعد فقدان والدته...لقد فقد عائلته كلها بمجرد رحيلها...لقد كانت الأم والأب بالنسبة له بعد ان كان والده يتجاهله منذ الصغر وحتى الآن..هو فقط يحتاجه عند الصفقات يعتبره كشريك في صفقاته واعماله القذرة حتى نسى انه ولده...كانت والدته تعبئ هذا الفراغ بداخله لكنها الآن رحلت وصار الفراغ اكبر..

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن