لقاء مقدر

2.6K 66 14
                                    

"لم ارك منذ 34 يوما...هل تعلمين كم افتقدتك؟"

في تلك اللحظة لم تكن تعلم ان كانت تحلم ولم تكن تعلم ان كان عليها تصنيف هذه اللحظة كحلم جميل ام كابوس مخيف...مشاعرها المتداخلة مع بعضها البعض جعلتها تشعر بحيرة...هل عليها ان تبتسم بوجهه وان تخبره انها افتقدته ايضا؟ام عليها ان تغضب وتصرخ به لتعبر عن احتراق روحها الدائم بسببه؟وفي خضم هذا الصراع والفوضى الداخلية كان الصمت هو سلاحها الوحيد في تلك اللحظة...تقدم ليصعد داخل المصعد وبحركة تلقائية تراجعت للخلف لتخلق مسافة بينهما...امتلئ المصعد بالأشخاص ولم تجد نفسها الا وهي تقف بجانب دانيال الذي كان يجذبها من يدها نحوه وتعابير وجهه هادئة كما كانت دائما...كانت تحاول ابعاد يدها من بين قبضته من دون ان تلفت الانظار نحوهما لكن يبدو انه كان مصر على التشبث بها...وجهت له نظرات منزعجة لتردف بنبرة من الانزعاج:

"اترك يدي"

"لما؟لتخرجين بسرعة هاربة عندما يفتح المصعد؟"

اردف بهدوء من دون ان يلتفت لها...ليكمل بعد ان وجه نظراته اخيرا نحوها وابتسامة باردة تعتلي وجهه:

"كما اعتدت ان تفعلين دائما"

"لما انت هنا؟"

نبست بهدوء بعد ان اشاحت بنظرها عنه...تحاول دائما تفادي النظر داخل عينيه وقد لاحظ هذا الأمر في كثير من الأحيان...تنهد ليرد

"الكثير من الأعمال هنا وهناك...عليي انهائها"

ضحكت بسخرية لتجذب انظار الأشخاص المتواجدين داخل المصعد والذين يظنون ان تلك المحادثة هي محادثة طبيعية بين حبيبين او زوجين لكونهم لا يتحدثون الايطالية

"الأعمال؟ما هي هذه الأعمال المهمة؟تجارة أسلحة؟ام عملية اغتيال لأحدهم؟"

اردفت بصوت خافت ومازال الآخر يحافظ على برود تعابيره...انها تعلم تماما انه في ذهول تام لمعرفتها بهذا الأمر لكنه كان دائما ما يحافظ على اتزان تعابيره

"يبدو انك تعرفين الكثير من الأمور...لا يهم في النهاية كان عليك ان تعلمي عن هذا الأمر"

فتح باب المصعد اخيرا وكم شعرت بطول مدة وقوفها هنا رغم ان قبوعها هنا لم يكن سوى لدقائق قليلة معدودة...خرج من المصعد ليجذبها برفقته وقد تبعته بهدوء فهي لا تريد اثارة الجدل وتصويب الانظار نحوهم يكفيها ما حدث في ايطاليا...وقفت امام تلك السيارة لتبتسم

"يبدو انك تفضل هذا النوع من السيارات في ايطاليا وهنا انها ذاتها"

اردفت وهي تمرر نظرها على سيارته من نوع جي كلاس سوداء...تجاهل كلامها ليقوم بفتح باب السيارة لها..نظرت له بإستغراب..تصرف نبيل ولطيف غير متوقع منه...ركبت بهدوء وهي مستعدة لخوض هذه المخاطرة فقط لتعلم الى اين ستصل في النهاية....اتكأت برأسها على النافذة ما ان انطلق وهي تراقب بعينيها الطريق بصمت..صمت عميق يسيطر على حياتها مجددا..كم تكره هذا الصمت وكم تتمنى التخلص منه...وبين هذا الصمت ظهر صوته كاسرا اياه

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن