ذنب الحب

2.8K 61 13
                                    

ايطاليا - ميلانو
الهواء يضرب بشرتها الناعمة ويحرك فستانها بعشوائية....لقد ارتدت الفستان الذي اهداها اياه وهذا ما جعله يشعر بالسعادة تنتشر داخله...تمشي بهدوء على رمال الشاطئ الباردة بينما هي في حالة دهشة مما تراه...العديد من الكرات المضيئة تحيطها وكأنها تمشي بين النجوم وصوت تضارب الأمواج تضيف على هذا المنظر بريقا خاصا يعجز اللسان عن وصفه....اقتربت اكثر والابتسامة تشق وجهها لتنظر لذلك الذي يرافقها ويبتسم هو بدوره بسعادة...لكنه لا يبتسم بسبب دهشته من جمال المكان بل يبتسم لأنه تمكن من رؤية تلك الابتسامة الجميلة تزين ثغرها..انها كواحة بين صحراء حياته القاحلة...توقفت اخيرا امام تلك الطاولة الخشبية التي زينت بشموع واطباق طعام شهية....اما حولها فلقد كانت هناك ورود بيضاء منثورة على الأرضية وكرات مضيئة بأحجام مختلفة....كم هذا رائع...اردفت بداخلها وهي غير مصدقة لما تراه....تقدمت لتجلس على الكرسي ليأخذ الآخر مكانا على الكرسي الذي امامها

"هذا رائع! كيف تمكنت من فعل هذا في وقت قصير؟"

اردفت دارلا وهي لازالت تناظر حولها بتعجب...تشعر وكأنها في قصة خيالية...

"انه لا شيء....فلتتذوقي الطعام"

اردف وهو يضع طبق اللحم الذي قطعه امامها ليسهل عليها اكله ثم اخذ الطبق الذي كان امامها..التقطت الشوكة لتأخذ قضمة من الطعام وهي تشعر بالحماس لتذوقه..و ما ان شعرت بمذاقه اللذيذ داخل فمها فتحت عينيها بدهشة والإعجاب واضح داخل عينيها  ليبتسم على رد فعلها اللطيف

"هذا لذيذ جدا....يذكرني بالطعام التي كانت تطهوه سوليا"

"هل الطعام الذي تعده لذيذ لتلك الدرجة؟"

اردف وهو يقطع قطعة اللحم لتومئ دارلا عدة مرات كتأكيد لتردف:

"انها مذهلة في الطهو حقا....على اي حال لما دعوتني على هذا العشاء المفاجئ؟"

"اريد توديعك"

توقفت عن تناول الطعام لتناظره بصدمة..هل اخطأت السمع ام انه يمازحها؟....هل سيتركها الآن بعد ان ادركت ما هي مشاعرها تجاهه...

"لما؟"

"سأسافر الى استراليا غدا...سيكون عليي البقاء هناك  لفترة ليست بقصيرة حوالي 6 اشهر او اكثر.... ان شركتي تواجه بعض الصعوبات هناك لذا عليي الذهاب للإطلاع على امور العمل"

لم تكن تعلم ماذا عليها ان تقول...لا تريده ان يغادر لمدة 6 اشهر...هذا كثير جدا..قلبها لن يستطيع احتمال بعدها عنه بعد ان اعتادت عليه....لكن ان هذا عمله وعليه انهاءه...لذا لم يكن بإمكانها سوى الاحتفاظ بصمتها وعندما انتبه رال للهدوء الذي سيطر على الاجواء بعد كلامه استقام ليتوجه نحو طاولة المشروبات ليأخذ قارورة النبيذ وهو يتفحصها بين يديه..ليردف

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن