حقيقة مخفية

2.9K 59 10
                                    

فتحت عينيها ببطء واوصالها ترتجف خوفا مما قد تراه...ثوان مرت وهي جالسة على الأرض تناظر مربيتها بصدمة....انها لم تمت بل لم يصبها الطلق الناري لازالت على قيد الحياة...لا تعلم هل عليها ان تكون سعيدة لذلك ام عليها ان تخاف مما هو قادم...لم تستطع ان تتحرك من مكانها تشعر بنفسها عاجزة عن تحريك نفسها بسبب الصدمات المتتالية التي شهدتها الا يكفيها ما تلقته بالفعل....اشار دانيال لإثنين من رجاله بالتقدم لأخذ صوفيا التي كانت على وشك ان تفقد الوعي لإعادتها الى منزلها ثم قام بوضع سلاحه على طاولة خشبية متهالكة بجانبه ليردف:

"انتهت اللعبة"

رفعت رأسها لتناظره والدموع متكتلة داخل لوزيتيها...تريد قتله واخراج روحه من جسده...ان جميع مشاعر الحب داخلها قد تغيرت في لحظات معدودة لتصبح عبارة عن مشاعر كره ممزوجة بالغضب والحقد...الخيط الرفيع بين الحب والكره قد تم قطعه الآن واكثر ما تندم عليه في هذه اللحظة هو تلك اللحظات التي قامت بمساعدته بها اللحظات التي ظنت ان حياتها السعيدة ستكون برفقته...اما هو فلم يكن بداخله سوى الغضب والرغبة بلإنتقام...لم يفكر بتاتا بللحظات التي كانت سبب انقاذ حياته تلك اللحظات التي لولا وجود سوليا بها لم يكن ليتمكن من التواجد هنا...انها اللحظات ذاتها التي وقع بحبها فيها...في بعض الأحيان الغضب يعمي الشخص عن الكثير من الاشياء ويقوده للهلاك ولا يعي ذلك الا بعد فوات الأوان....

"ان اللعب والحيل النفسية هي المفضلة لدي لكن يبدو....انها لم تعجبك"

نبس بهدوء ثم انحنى على ركبته لينظر لتلك القابعة على الأرض...ظهر شبح ابتسامة على ثغره جعل التي امامه تشتعل غضبا لتقوم بإمساكه من ياقته بقوة ونار الحقد ظاهرة داخل عينيها

"في حياتي كلها لم اقابل شخصا اقذر منك هل تظن ان الحياة تمشي على قوانينك وحيلك القذرة؟"

اردفت بنبرة هادئة على عكس بركان الغضب الذي يريد الانفجار ليدمر جميع من في المكان....بقى يناظرها بهدوء الشيء الوحيد الذي يمكن سماعه هو صوت انفاس سوليا اللاهثة...امسك يديها اللتان تقبضان على ياقته ليبعدهما عنه ثم ابعد خصلات شعرها التي تمردت على وجهها لتقوم بإبعاد يده عن وجهها لتردف بحدة:

"اياك ولمسي بيديك القذرتين"

ابتسم بسخرية لتستقيم سوليا بغضب ليقف الآخر ايضا مقابلا لها....استدارت بنية الذهاب لكنه قام بإمساكها من مرفقها ليجذبها نحوه...ارتطم جسدها بصدره الصلب ليحاوطها بيديه مثبتا اياها قربه...وضع جبينه على خاصتها بينما الأخرى تتلوى بين يديه تحاول الابتعاد عنه

"اظن ان عليك ان تبقي هادئة...لقد انقذت حياة مربيتك الآن الست سعيدة؟"

توقفت عن الحراك لتبتسم بسخرية...سعيدة؟لقد كان هو الشخص الذي سيقتلها لكن ماذا؟ انقذها؟

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن