زواج من الشيطان

9.3K 126 15
                                    

انها لا تعلم كيف ومتى بدأت بالجري بين هذه الازقة المظلمة والمعقدة مثل المتاهة لكن الشيء الوحيد الذي تعرفه انها ملاحقة من قبل قاتل...نعم انه قاتل لقد رأت وجهه... رأت جريمته...ستكون الضحية التالية لا محال..اسرعت في هرولتها حتى باتت غير قادرة على التحكم بنفسها وها هي اخيرا امام باب المنزل..اخرجت المفتاح من جيبها بيد مرتعشة وعينيها تتجولان في جميع الانحاء تحاول التأكد من أمان محيطها...وها هي قد دخلت المنزل مقفلة الباب خلفها..وضعت الاكياس على الطاولة ثم دخلت الى غرفتها تحت صدمة دارلا وانيتا...جلست على سريرها بعدما اغلقت الباب الآخر الزجاجي المجاور لسريرها و الذي يؤدي للحديقة ثم اغلقت الستائر....انها لا تصدق ما حدث..ولا تعلم من اين تبدأ..من الزهور المنثورة على الارضية ام من الجثة ام من القاتل نفسه...تنهدت واضعة يديها على وجهها محاولة التفكير في ما قد يحدث كونها شاهدة عن جريمة كهذه هل ذهابها للشرطة سيعرض حياتها للخطر؟ رن هاتفها معلنا عن وصول رسالة...التقطته لتنظر لمحتواه بضجر بعد ان رأت اسم المرسل...لما يحتاج والدها ان يقابلها غدا..تجاهلت الامر لتقوم برمي الهاتف جانبها على السرير ثم استلقت محاول تصفية عقلها وتهدأت نفسها وما لبثت الا ان غرقت في نوم عميق لا تعلم كيف تمكنت حتى من النوم في تلك الليلة هكذا لكن يبدو انها كانت متعبة لدرجة ان جسدها لم يتمكن من الصمود اكثر....
في اليوم التالي
انها تقف منذ نصف ساعة امام خزانة الملابس لا تدري ماذا عليها ان تختار..ملابس رسمية؟..ام فستان لأجل عملها في الليل؟...وقفت دارلا بجانبها لتخرج لها فستان اسود قصير عاري الكتفين ومزين ببعض الخرز الفضي..

'هذا من اجل العمل ويمكنك ارتداء معطفك الاسود الطويل فوقه عندما تخرجي' اردفت دارلا لتومئ سوليا لها بهدوء ان هذا اختيار مثالي تماما

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


'هذا من اجل العمل ويمكنك ارتداء معطفك الاسود الطويل فوقه عندما تخرجي' اردفت دارلا لتومئ سوليا لها بهدوء ان هذا اختيار مثالي تماما..

دخلت الى الفيلا الخاصة بعائلتها وعقلها مشتت...هل سيقوم بمناقشة ذلك الامر معها مرة اخرى...اذا كان الامر كذلك فهي تفضل ان تغادر من دون اي مقدمات..جلست على الاريكة بمواجهة والدها ان الاجواء رسمية وباردة ولا يبدو هذا كلقاء عائلي..تقدمت تلك الإمرأة التي كانت زوجة والدها...بلأحرى عشيقته السرية بالماضي وبعد موت والدتها اتخذت من هذا المنزل مكانا لها تحت مسمى زوجته....وضعت امامها كوب العصير وجلست مجاورة لوالدها...'ما سبب طلبك مقابلتي اليوم؟' اردفت بنبرة رسمية ومتزنة بعد ان ارتشفت من كوب العصير 'انه الموضوع السابق هل اتخذتي قرارك؟'نطق والدها بالكلمات التي جعلتها توقن انها ستدخل في نقاش ينتهي اما بجرحها جسديا او نفسيا 'لقد اخبرتك بالفعل نحن كنا مجرد اصدقاء طفولى انا لم اراه منذ حوالي 15 عام وايضا انا لدي حبيب...'
'لقد انتحر بالفعل' قاطعها ليرتشف من كوب القهوة الذي كان اسير يديه...انزلت رأسها وهي تفكر بطريقة لايقاف هذا الهراء الآن لكن عقلها فارغ بالفعل وهي اصلا لاتزال غير قادرة على التصديق كيف يمكن لوالدها ان يجبرها عن امر مصيري كهذا..انه حقا لا يستحق لقب الأب 'لا مزيد من الاعذار الهاوية اليوم سيأتي وستعقد خطوبتكما بين العائلتين' نبرة حازمة تخللت صوته وملامح الجدية كست وجهه الذي  كانت اثار التجاعيد ظاهرة عليه...لابد انها مجبرة الآن نعم لقد وضعها تحت ضغط الواقع..استقامت زوجة والدها انجيلا لتجلس بجانبها واضعة يدها على كتفها بمحاولة ان تبدو لطيفة...تلك الشمطاء وابنتها يحاولون دائما تدمير حياتها هل تظن انها جاهلة بخطتها هي وابنتها وانها جاهلة بان فكرة الزواج من دانيل هي فكرتها..تبا لها ولمخططاتها الخبيثة..ابعدت يدها عن كتفها وهي تشعر بتقزز لتناظرها بنظرات مشمئزة ثم وقفت متوجهة نحو الباب...وكالعادة الحظ لا يحالفها ولا يعلم بوجودها..توقفت وهي ترى 4 رجال ببدل سوداء يقفون باحترام لذلك الرجل الذي يبدو في العقد الخامس كوالدها...ثوان حتى رأت شاب يتبعه طويل القامة ذو جسد رياضي وشعر كامواج البحر في ليلة مظلمة عاصفة.. عينيه الزرقاوتين كلؤلؤات غامقة كانت تناظرها ببرود...وملامحه الحادة الجذابة التي تكاد تسلب العقل قبل الجسد..وقفت متصنمة امامهما لا تعلم ماذا عليها ان تفعل...تشعر وكأنها رأت ذلك الشاب من قبل ولكن ذاكرتها لا تسعفها....دققت في وجهه ليرسم على ثغره ابتسامة ساخرة وها هو ذا..وضعت يدها على فمها الذي فتح بصدمة وعينيها اللتان كانتا تعبران عن خوفها وهلعها مما ادركته...انها تقف الآن امام ذلك القاتل الذي نجت منه بأعجوبة...انه يقف امامها الآن ببدلته السوداء وبابتسامته الساخرة هل قد تذكرها بالفعل...'مرحبا سيد مكسمس لقد مر وقت طويل' اردف والدها وهو يتقدم ليصافح ذلك الرجل الذي كسى الشيب شعره وابتسامة سعادة قد ملئت وجهه لم ترى تلك الابتسامة من قبل على وجه والدها...لطالما كان عابسا بوجهها ووجه والدتها..'دانيل لقد كبرت بالفعل اصبحت وسيم جدا' ماذاا؟...كانت هذه ردة فعلها ما ان تفوه والدها بتلك الكلمات وهو يصافح ذلك القاتل حتى انها شعرت بفكها يلامس الارض من صدمتها..هل هذا هو دانيل صديق طفولتها الشخص الذي سيكون زوجها...لابد ان حظها تعيس دائما او من الممكن ان تكون انجيلا قد قامت بلعنها لتعيش بيأس طوال حياتها..وجه مكسمس نظراته نحوها وابتسامته تشق وجهه 'لابد انها سوليا..يا الهي انها جميلة حقا تشبه والدتها يوورا' قهقه والدها وهو ينظر لها بنظرات فهمت مغزاها...انه يريدها ان تحاول التودد اليهم وان تكون مطيعة...على جثتها..جلس مكسمس وولده دانيل على الاريكة لتفعل سوليا المثل جلست بجانب والدها انطونيو محاولة ان تعرف ماذا سيحدث في هذا اللقاء...'اذا انطونيو هل قررت متى سنقيم الزواج؟' وقفت سوليا بتفاجأ من دون ان تنتبه لنظرات والدها المحذرة لها لتردف بتفاجأ 'ماذا زواج؟' قام انطونيو بشد سوليا لتجلس مرة اخرى وهي مازالت في صدمتها بينما دانيل كان يشاهد وهو مستمتع...الآن هو ليس عليه ان يتكبد عناء البحث عنها فقد اتت اليه بقدميها ..'حسنا ما رأيك بعد اسبوعين؟' ادارت سوليا وجهها ناظرة لوالدها بينما ترقرقت الدموع في عينيها...هل يريد التخلص منها لتلك الدرجة؟الا يهتم ما ان كانت ابنته ستعاني في المستقبل...استقامت هذه المرة وهي مصرة على الخروج من هنا والغضب يجتاحها..اخذت حقيبتها لتخرج من الفيلا باحثة عن سيارة اجرة قد تقلها الى اي مكان حتى لو كان ذلك المكان الجحيم..

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن