انتقام ام حب

2.8K 56 13
                                    

ضائعة بين الاشجار الكثيفة التي تحاوطها في جميع الجهات والامطار التي تساقطت بشكل فجائي وكأن السماء تظهر حزنها على حال تلك الحسناء بين متاهات الحياة...تشعر بقدميها تقودها بسرعة مسابقة الرايح لا تعلم لماذا...هل هو الشعور المفاجئ بالخطر؟ام هي الرغبة بالحرية؟وكم كانت هذه الكلمة غريبة عليها بعد ان تطوقت بأغلال الذنوب والخطايا لمدة طويلة...فرغم حريتها الجسدية كانت نفسها مقيدة بأفعال لم تقصد فعلها...ان هذا اصعب الف مرة من فقدان حريتك الجسدية...وبينما هي تركض محاولة الوصول الى المكان المنشود تعثرت قدمها لتقع ارضا بقوة...وها هي جروح وخدوش طبعت على ركبتها وكفي يدها..الا يكفيها جروح روحها وحياتها...اغمضت عينيها بألم وهي تحاول ان تستقيم تحت استعجال تلك التي تسمى اختها الغير شقيقة...انها حتى لم ترأف بحالها او تسأل ان تأذت...فقط كل ما تريده التخلص منها والتقرب من دانيال ولازالت سوليا جاهلة عن السبب الذي دفعها لإعطائها فرصة التقرب منه...اليس هو حب حياتها الذي كلما ابتعدت عنه قليلا وحاولت التخلص من مشاعرها نحوه عادت اليه مسرعة بمشاعر اكثر قوة؟رغم كل شيء حصل بينهما لازالت نبضات قلبها تصرخ به كلما اقترب منها قليلا...لكن لما فعلت ذلك؟ربما ارادت ان تعرف ان كان لا يزال يحبها..هل سيبحث عنها؟هل سيأخذها بأحضانه ام سيلتفت لإمرأة اخرى...وبعد ركض استمر لربع ساعة ها هي تقف اخيرا امام تلك السيارة القديمة..اخرجت ايما من جيبها مفتاح السيارة لتردف ببرود

"يمكنك القيادة عبر هذا الطريق من دون ان تستدير يمينا او يسارا وستجدين نفسك في وسط ميلانو لا اظن ان عليي ايضا اخبارك الى اين تذهب اليس كذلك؟"

نظرت لها سوليا بحدة لتنزع المفتاح من يدها بقوة ثم ركبت بالسيارة لتنطلق...رفعت ايما يدها لتلوح بها ونظرة غرور تتملك عينيها

"اتمنى ان لا نلتقي مرة اخرى بتاتا"

............................
تمشي بذلك الشارع الشبه خالي من الناس وهي تضع يديها داخل جيوب معطفها وشعرها الاشقر يتطاير مع نسمات الهواء..لا تصدق انه حتى لم يتبعها عندما رفضت البقاء وغادرت وحدها....حتى ولو رفضت الركوب معه ليوصلها اليس من صفات الرجل النبيل حماية الفتاة التي يحبها مهما كان الثمن لما لم يتبعها ليتأكد من وصولها بأمان؟...ضربت بقدمها الأرضية بملل وهي تشعر بخيبة امل...وبينما هي سارحة بعالم افكارها ظهر من العدم امامها رجل يبدو مخمورا وليس بوعيه ونظراته الخبيثة نحوها جعلتها تشعر بلإشمئزاز...مرت بجانبه مبتعدة عنه وهي تشعر وكأنها ستتقيأ لكن ما ان تجاوزته حتى قام بإمساكها ليدفعها على الأرضية ونظراته لا توحي بخير...تراجعت للخلف بمرفقيها وعينيها تصرخان بالرعب

"ما رأيك بقضاء ليلة رائعة سويا ايتها الجميلة؟"

يا له من مختل حقيقي...بدأت بالبحث بعينيها على شيء يحميها من المخمور الذي امامها لكن لا يوجد شيء واللعنة على حظها هذا...اقترب منها لتغمض عينيها بخوف بطريقة لا ارادية..هل ستكون نهايتها على يد شخص فاقد لعقله...ولكن وقبل ان يضع يده عليها كان صوت الرصاص قد دوى بلأرجاء وصوت سقوط جسد على الأرض قد رافقه...رائع والآن ستكون نهايتها على يد قاتل...كم هي غبية لما لم تبقى فحسب في منزل رال كما اخبرها...عم الهدوء في المكان والصوت الوحيد الذي يطن داخل اذانها هو صوت انفاسها المتضاربة...فتحت عينيها بتردد وقد قررت مواجهة الحدث الذي وضعت نفسها به...وما لبثت نظراتها المترددة الخائفة الا ان تحولت الى اخرى مذهولة بعد ان رأت رال يقف امامها والقلق يسيطر على تعابير وجهه..وقبل ان تنطق كلمة واحدة حتى كان قد سارع ليضمها داخل احضانه بقوة وكأنه يريد ادخالها الى داخل قلبه ليحميها من كل ما يحدث حولها

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن