اختفاء

3.5K 72 0
                                    

"هل قمت بسرقة معلومات القرص لإيثان تلك الليلة؟"

تنهدت بملل وهي تستمع لذلك السؤال التي سئمت منه حقا...انها المرة المئة التي يعيد طرح هذا السؤال عليها

"لقد سئمت حقا من تكرار الاجابة نفسها لما تستمر بسؤالي عن هذا الأمر؟"

اردفت وهي تناظره بضجر منتظرة اجابة قد ترضي فضولها

"اريد ان اعلم من تكونين"

ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها...ولأول مرة قررت ان تتفوه بتلك الكلمات التي لطالما كرهت سماعهم تشعر بغصة بمجرد التفكير بهم لتردف:

"الست تلك القاتلة التي تريد الانتقام منها؟ القاتلة التي تحاول انت جاهدا ان تدمرها رغم انه ليس لديك اي دليل على انها قامت بجريمة مروعة كما تتهمها"

كانت تشعر بالدموع تتجمع داخل مقلتيها وهي تتكلم بأنفعال..لازالت لا تصدق كيف تمكنت من التفوه بتلك الكلمات امام ذلك المتصلب امامها...انه حتى لم يرف له جفن رغم انفعالها اغمضت عينيها وهي تحاول ان تتماسك...انها ليست قاتلة...ليست قاتلة...لقد كان حادث غير مقصود لقد كانت تحت تأثير المخدر انها ليست قاتلة...كررت هذه الكلمات في عقلها لينبس الآخر بعد ذلك الهدوء الذي طال الاجواء:

"انت مازلتي تصرين على كونك بريئة...هل تظنين ان الاكاذيب ستتحول الى حقيقة ان اصرينا عليها؟مهما حصل فحقيقة كونك قاتلة ستظهر لا يمكنك اخفاءها اكثر من ذلك..."

"لا تتصرف وكأنك تعرف كل شيء هناك امور انت تجهلها تماما توقف عن رمي اتهاماتك الواهية"

انفجرت بوجهه صارخة بمجرد ما ان انتهى من كلماته....مررت يدها المرتجفة داخل شعرها وهي تحاول ان تهدأ....ورغم الاجواء المضطربة ودخول الممرضة بسرعة بسبب صراخ سوليا الذي كان يدل على انها في حالة غضب واهتياج الا انه لم يتحرك بتاتا من مكانه...اشار للممرضة بالخروج ليقوم بإشعال سيجارته بكل برود....نفث دخانها لينظر لتلك التي استقامت بغضب وبخطوات مترنحة تجاوزته وقبل ان تخرج من الغرفة دخلت الخادمة لتردف بنبرة هادئة وهي تضم يديها امامها باحترام

"لقد وضعت جميع حاجيات الانسة في الغرفة المجاورة"

نظرت سوليا لذلك الذي اومئ للخادمة ببرود والصدمة تكاد تخرج من عينيها لقد عقد لسانها لا تعلم ماذا عليها ان تفعل....هل تصرخ عليه الآن؟ام تسأله لما يفعل ذلك بها؟ لكن ماذا ستستفيد من كل ذلك انها تعلم تماما انه في النهاية ستخسر النقاش...لكنها بالطبع لن تخرج من هنا دون ان تخرج ما بداخلها من غضب وصدمة مما يفعله...تقدمت نحوه لتقف امامه مباشرة وهو لا يزال في مكانه...جالسا على تلك الاريكة بينما يدخن بهدوء...وها هي مستعدة لاخراج غضبها لتردف بنبرة عالية وغاضبة:

"دانيال ما كل هذا الهراء؟من سمح لك ان تدخل الى منزلي وتحضر اغراضي الى هنا؟  فلتعد كل شيء الى منزلي قبل ان اتصل بالشرطة اقسم..."

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن