حادثة

7.1K 109 5
                                    

كانت تشعر بانفاسه ترتطم بوجهها بسبب قربه منها...اما هي فكانت تحاول الخروج من ورطتها هذه لكن عقلها مشوش بالفعل...
'اين هاتفك؟' اعاد سؤاله مرة اخرى لتناظر زرقاوتيه بهدوء وبنبرة متزنة اردفت:
'هل تظن انني بذلك الغباء؟سأبقي ذلك المقطع في هاتفي رغم معرفتي انني قد التقي بك في اي مكان' بقى يناظرها وعينيه تظهر انه لا يصدقها بل انه حتى لا يثق بها...تسلل بيديه ليأخذ حقيبتها التي كانت بجانبها ثم ابتعد سامحا لها باخذ القليل من الحرية بعد ان كان يكبتها بقربه منها..اخرج هاتفها ليبدء بالبحث به...انها صادقة وهذا ما لم يكن يتوقعه...اعاد هاتفها لها لتضعه بحقيبتها وهي تحاول ان تهدأ ولا تظهر ذعرها وخوفها له...والآن قد انتهى ذلك النقاش لتتوجه نحو ذلك الباب فاتحة اياه ثم همت خارجة...
تمشي بغضب ويدها تقبض على حقيبتها التي ترتطم بالهواء تارة وبقدميها تارة اخرى..لطالما اخبرتها والدتها قصص عن رجال وسيمون وطيبون يقعون في الحب لكن يبدو انهم لا يتواجدون الا في تلك القصص الخيالية التي كانت ترويها امها لها في صغرها....استدارت لتنظر لذلك الذي كان يتبعها منذ خروجها من الملهى وهو يضع يديه داخل جيوبه...انها فقط تقابل الأوغاد لا تصدق كيف كانت تنعته بأميرها الوسيم في صغرها..لقد كانت ساذجة حقا...استدارت لتكمل طريقها ثم ابعدت خصلات شعرها المتطاير عن وجهها...تأفأفت بضجر لتستدير مرة اخرى ناظرة لدانيل الذي كان قد وقف بدوره لينظر لها
'هل ستتبعني هكذا حتى اصل للمنزل؟'اردفت وهي تعقد يديها امام صدرها ليرفع الآخر كتفيه..اذا الأمر مسلم به بالفعل...استدارت بنية اكمال طريقها لكنها توقفت وشعرت بتوقف الوقت بالنسبة لها وهي ترى تلك الدراجة النارية تتقدم نحوها بسرعة فائقة..وتلك السكينة المتدلية من يد السائق تتوجه نحوها..تريد الابتعاد وحماية نفسها لكن جسدها عاجز عن الحركة لا تعلم لماذا...ثوان مرت حتى سمعت صوت الدراجة النارية بجانب اذنها ثم بدئت بالتلاشي...اما عينيها فلقد كانت غارقة في الظلام... تشعر بأحد يحاوطها بيديه ورائحة رجولية قد التصقت بها..اخذ الأمر منها ثوان وهي تحاول استواعب الأمر وفي هذه الثوان لم تكن تسمع سوى تنفسات لاهثة بجانب اذنها..وها هي تشعر بسائل دافئ يتدفق على يديها اعادها للواقع..ابعدت ذلك الجسد الذي كان يحاوطها بخوف وهي تكرر دعواتها داخلها ان لا يكون هذا الشخص متأذي للغاية..نظرت لوجهه الذي كان قد شحب لونه والخوف قد تزايد داخلها
'تبا تبا' اردفت داخلها لتخلع معطفها واضعة اياه على كتفيه محاولة اخفاء الدماء التي لوثت قميصه ..
'دانيل هل يمكنك المشي اكثر سنصل الى المنزل بعد هذا الشارع' اردفت وهي تضع يدها خلف ظهره محاولة اسناده لكن طوله كان يعيقها في محاولة اسناده وجعله لا يترنح في المشي...رغم ان طولها ليس بقليل الا ان الفارق بينهما لا يستهان به..وها هي اخيرا تصل الى منزلها بعد جهد...توجهت الى الحديقة لتدخله من الباب الموجود في غرفتها الخاص بالحديقة كي لا تثير انتباه صديقاتها..وضعته على السرير ليتأوه الآخر بألم لتضع يدها بسرعة على فمه محاولة اخفاء صوته المتألم بينما عينيها بدئت تتجول في الأرجاء كللصوص...لولا وجود ايما لكانت الآن تشعر بإرتياح فلن يكون هناك مخابرات تراقبها وتنقل اخبارها لوالدها..
'ان المشفى بعيدة عن هنا سأقوم بتضميد جروحك الآن ويمكنك الذهاب الى المشفى غدا' نبست وهي تغلق الستائر ثم أخرجت علبة الاسعافات الاولية من خزانتها لينزع الآخر قميصه كاشفا عن جسده الرياضي ..استدارت لتتصنم في مكانها..لا تصدق هذا ان جسده رائع عضلاته و...اغلقت عينيها لتزيل تلك الافكار من عقلها محاولة التركيز فيما يحدث..وها هي تتقدم بجانبه لتبدء بتضميد جرح كتفه وعينيها تتنقلان بين جرحه وتلك الندبة الموجودة على صدره..اما هو فرغم آلامه الا انه يشعر بشيء غريب في قلبه تجاهها...اخذ يسترق النظر نحوها وهي تضمد جروحه..كيف لها ان تكون بتلك الجاذبية والجمال..بدءا من لوزتيها وصولا الى كرزتيها..ومن دون ان يشعر كان غارقا في جمال ملامحها التي بدئت بأسر قلبه...ولم تكن فقط ملامحها الآسرة بل كل شيء فيها كان آسرًا بالنسبة له..
'انتهيت' اردفت مع ابتسامة ملائكية اظهرتها على وجهها لتنظر لذلك الذي كان هائما بتفاصيلها..
'هل انت جائع؟' نبست لتعيد الآخر الى الواقع بعد ان كان في عالم الأحلام..وضعت علبة الاسعافات في الخزانة مرة اخرى ثم استدارت ناظرة له بينما احد يديها متوضعة حول خصرها
'حسنا لا تخطأ الفهم انني اساعدك فقط بسبب انسانيتي حسنا؟'
وها هي ابتسامة قد ظهرت لتزين وجهه الوسيم..لم تكن تتوقع ردة الفعل هذه لكن رغم ذلك انها تعجبها بشكل غريب...اعادت خصلة شعرها المتمرد خلف اذنها ثم اخذت قميص النوم الخاص بها لتخرج من الغرفة في مهمة جلب بعض الطعام...

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن