لما انا؟

2.9K 64 10
                                    

"كان عليك فعل ذلك بالفعل لأنك ستشعرين بالندم حقا لتضيعك تلك الفرصة"

بقت تناظره بنظراتها الحارقة التي تدل على غضبها مازالت نار الغضب داخلها مشتعلة ولم تطفء...انها حتى لم تتمكن من الاطمئنان على اصدقائها...ماذا لو قام بإيذائهم؟هذا ما كان يدور داخل عقلها ويزيد غضبها و قلقها....ابتعد عنها قليلا ليخرج من جيبه مفتاح ليفك قيدها...بقى يراقبها بهدوء وهي تمسد رسغ يدها لتخفيف الألم الذي سببته لها تلك الاصفاد اللعينة...

"يمكنك الخروج من الغرفة ويمكنك ايضا التجول في المزرعة..."

اردف لتوجه نظرها نحوه وهي تنتظر منه ان ينهي كلامه...لقد فهمت اخيرا اين هي...انها في مزرعة لذا لابد انها خارج ميلانو...

"لكن ان تخرجي منها....سيكون ذلك اشبه بالمستحيل"

رمى كلماته ثم توجه للخارج...لقد كان ذلك تهديد مبطن لكنها لن تستسلم لتهديداته...ستخرج من هنا واليوم قبل الغد...استقامت لتتوجه للأسفل وهي تناظر المنزل بإستغراب...انه منزل كبير جدا اشبه بأن يكون فيلا...لم تتوقع وجوده في مزرعة ما...توجهت الى خارج المنزل لتناظر المكان والدهشة ظاهرة داخل عينيها...تكاد لا تصدق ما تراه...العديد من الرجال ببدل سوداء منتشرون في جميع ارجاء المكان..حتى وان كانت تفكر بالهروب فبعد رؤيتها لهذا الأمر من المستحيل ان تتمكن من المغادرة...كما قال تماما ان خروجها اشبه بالمستحيل...تقدمت وهي تناظر المكان تتفحصه بعينيها...مرت بجانب تلك النفورة التي تتوسط مخرج المنزل ثم اكملت طريقها تتجول داخل المزرعة...انه لم يكتفي فحسب بوضع رجاله في كل مكان بل ايضا قام بوضع كاميرات للمراقبة في جميع انحاء المكان...تنهدت بإستسلام بعد ان اغلقت جميع ابواب النجاة امامها لتجلس على كرسي خشبي اسفل احدى الشجيرات...وضعت رأسها بين يديها وهي تشعر بنفسها تتدمر تدريجيا....لا تستطيع ان تستمر هكذا لما يحدث لها هذا؟لما هي؟...انها حتى لا تملك هاتف للتواصل مع دارلا ...وبينما هي غارقة بهمومها تقدم رجل كبير بالسن يرتدي قبعة من القش على رأسه ويبدو كالمزارعين وفي يده مشط الأرض....لاحظت وجود احدهم يمر امامها لترفع رأسها ناظرة له...كان يتوجه نحو منزل صغير مصنوع من الخشب موجود بالقرب من المكان الذي كانت تجلس فيه....ان كان هذا المزارع يعمل هنا منذ مدة طويلة لذا لابد انه يعلم ان كان هناك مخارج اخرى للمزرعة او اماكن خالية من رجال دانيال و كاميرات المراقبة...وان لم يكن يعرف فلابد انه يملك هاتف بحوزته..وقفت لتتوجه بخطوات متسارعة نحوه..

"يا سيد....هل يمكنني ان اتحدث معك قليلا؟"

استدار ذلك الرجل ويبدو على وجهه ارهاق السنين...لم يتحدث بل بقى يناظرها منتظرا ان تتحدث وكأن صمته كان اشارة قبول منه على طلبها

"منذ متى وانت تعمل هنا؟"

"منذ 6 اشهر"

صمتت قليلا وهي تفكر....هل من الممكن ان يعرف هذه المزرعة جيدا ام لا؟حسنا ان ارادت ان تعرف عليها ان تسأل

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن