IMMORTAL LOVE

By inestwila

197K 8.4K 35.4K

هذا الكتاب عبارة عن الجزء الثاني لرواية A SACRED PIECE ~♡ بدأ في : 13/3/2022 إنتهى بـ : 9/3/2024 More

INTRO
CHAPTER 1
CHAPTER 2.
CHAPTER 3.
CHAPTER 4.
CHAPTER 5.
CHAPTER 6 .
CHAPTER 7
CHAPTER 8.
CHAPTER 9.
CHAPTER 10.
CHAPTER 11.
CHAPTER 12 .
CHAPTER 13 .
CHAPTER 14.
CHAPTER 15.
CHAPTER 16 .
CHAPTER 17.
CHAPTER 18.
CHAPTER 19
CHAPTER 21
CHAPTER 22.
CHAPTER 23.
CHAPTER 24.
CHAPTER 25 .
CHAPTER 26.
CHAPTER 27.
CHAPTER 28.
CHAPTER 29 .
CHAPTER 30.
CHAPTER 31.
CHAPTER 32 .
CHAPTER 33.
CHAPTER 34 .
CHAPTER 35.
CHAPTER 36 .
CHAPTER 37 .
CHAPTER 38 (M)
CHAPTER 39.
THE END .

CHAPTER 20 .

5.2K 235 1.1K
By inestwila

ENJOY ~ ✧

~

{ الجدال مع شخصٍ تخلى عن إستخدام عقله يشبه تماماً تقديم الدواء لجثةٍ هامدة }

_ توماس بين _

__

~ 1:56 A .M ~

" مرحباً ! هل يمكنني أن أعرف
إلى أين تتجه الآن ؟"

تشانيول الذي كان جُد مرهقاً وجد أن الأمر أكثر إرهاقاً أن يجيب عن هاته الأسألة من الممرضة لأنه و من الواضح أنه يتجه نحو الطابق العلوي لذا هي تتغابى هنا بالنسبة له ..

" إلى أين يوجد صغيري"

قال جوابه المبهم بنبرةٍ وضحت كم أنه متعب و في ذات الوقت كان مستعداً لقضاء جميع الليلة في المقاعد الخارجية أمام غرفة بيكهيون و ينتظره ليفتح عينيه في اليوم الموالي ليكون أول من يراه ، الطبيب من أعطاه أملاً في أنه سيفتح عينيه خلال الأربعة و عشرون ساعةً القادمة و هو يصدقه و يعَّول عليه ..

" لكن التواجد في الأعلى ممنوع في الوقت
الحالي ، تعلم هذا أليس كذلك ؟ خصوصاً في هاته الليلة لذا من الأفضل أن تعود الى منزلك و ترتاح ثم تعود غداً أفضل لك و لمريضك "

قالت ذلك بحسن النية و النصيحة لكن ما لاقته منه كان فظّاً نوعاً ما ، مكفهر الوجه و فظُ الأسلوب الى حد كبير بسبب المزاج الذي ينعكس على تصرفاته أو كلامه على حد سواء ..

" و أنا لست هنا لأطلب الإذن ولا الرأي
منكِ لذا إبتعدي عن طريقيّ "

بارك لم يكن في المزاج المثاليّ ليتحدث إلى أي أحد و ذلك توضّح في الطريقة التي تخطاها فيها بعد كلامه و نظراته ذات الأسلوب المنعدم ..

رغم كثرة ندائها و محاولاتها في جعله يعود من ذلك المكان و لمن ستشتكي إن كان الفاعل شخصٌ كهو أحاط جميع المشفى التي تعمل به برجاله لأجل الشخص الذي ستحاول منعه من رؤيته ؟

تشانيول حدق خلفه حينما لم يجدها و إختفى صوتها المزعج الذي كان يطلب منه العودة فتقع عينيه على تلك الغرفة التي طالت أنظاره مباشرةً ، و في كل مرة يتذكر فيها مالذي حدث تعود موجة المشاعر الثقيلة إلى مداهمة صدره محدثةً الكثير هناك ..

الرواق كان فارغاً بارداً و شديد الهدوء إلى درجةٍ جزم فيها أنه كان يستطيع سماع نبضات قلبه العالية التي تزداد بعد كل خطوة كأنه سيواجه شيئاً مصيرياً حينما يقترب من تلك الغرفة ..

و هناك و بشكلٍ مستفزٍ له ، هو لم يستطع رؤية بيكهيون بسبب الستار السميك العاجي اللون حينما وصل الى ذلك الزجاج البارد و الباب كان مغلقاً كذلك فيجعله ذلك منزعجاً ..

حاول مراراً التحايل عبر طيات ذات الستار للمح القليل منه لكن جميعه باء بالفشل و إنتهى الأمر به بالإستسلام و الجلوس على أحد الكراسي معانقاً أناملها ببعضها البعض و عينيه على الارضية البيضاء ..

يُقال أن العقل الواعي هو القادر على تحمل الفكرة حتى و إن كانت قد بلغت أشدها من الصعوبة لكن الأمر برمته يبدو فقط كخيالٍ بنظره ..

قد ينتظر الطبيب المسؤول عن صحة صغيره ليأتي و يفتح الباب من أجله في هذا الوقت المتأخر من الليل ، هراء ما يجوب عقله بينما خططه و أفكاره تتجه الى أخرى يائسة لشدة الإرهاق ..

يستمر في نسج أطياف الحلول بجفون تُفتح و تغلق بفعل النعاس ، يحدق إلى الباب الرئيسي مميلاً رأسه ثم يخبر نفسه أن يتوقف عن فعل هذا لأنه سيراه غداً حتماً و صغيره يحتاج أن يرتاح هاته الليلة بشكلٍ جيد ليعود أقوى ..

الإرهاق يملئه من جميع الجوانب ، منذ بداية تأزم علاقته مع بيكهيون و قلبه مرهق و مشتت و يشعر بذلك الألم و الإرهاق يتفاقم بسبب ما حدث لصغيره ..

لا نومه الجاف كان نوماً كالذي ينامه بأحضان صغيره و عبق الياسمين يحيط به من كل جانب و لا مأكله كان أكلاً كالذي يحرصه عليه بيكهيون ليتناول الكثير من الطعام مكرراً ذلك الى أن تمتلئ معدته ..

لا حياة كانت بذلك القصر الموحش و لا في حياته هو كانت هناك حياة في الأصل و لا مشاعر زاهية و بهيجة كانت تملئ صدره ، يعترف أنه كان جد قاسياً ناحيته ليكسر القليل من تمرده ضده مؤخراً ..

لم يدري عن اللحظة التي سقطت فيها دموعه دون شعور و هو يفكر في جميع ذلك رافعاً عينيه الى السقف الممل ، موحش و مخيفٌ هو شعور الفقدِ خصوصاً إن كان هو ، ذلك الصغير الذي يرقد بالداخل يملك كل شيئٍ به حرفياً و لم يكن يوماً يبالغ إن قال أنه لن يستطيع المواصلة إن رحل عنه ..

أغمض عينيه و ضَّم يديه الى صدره و راح يتنفس بعمقٍ على أملِ أن يأتي أحدهم ليزور بيكهيون و يستطيع التحايل عليه بلمح فتاه حتى ..

يحاول أن يطرد أي مشاعر خاطئة تحاول التسلل إليه بإستشعار أن فتاه حيٌ هناك و سيفتح عينيه غداً ليستطيع النظر إليه و إنقاذه من هاته الظلمة الموحشة التي تمكنت من تغطيه حياته في ليلة واحدة عاش فيها أكبر رعبٍ قد يحدث في حياته ..

مرهقٌ الى درجةٍ لا تُطاق و الصداع ينخر عقله ، يريد النوم لكنه أبى إلا البقاء هنا ليكون بجانبه حتى و إن لم يشعر به ، يريد أن يكون الأول الذي يجده حينما يفيق و هو الذي يدري أن لوهان ينام بعين واحدة و سيكون هنا تمامَ السادسة صباحاً على الأغلب ..

قد يكون تواجده مزعجاً للمريض في نظر الطاقم الطبي لكنه يعلم أنه لا يزعج صغيره ، بيكهيون يكره الوحدة و الظلمة و هو هنا لأجله كما سيكون دائماً هناك لأجله ..

حاله كان مزرياً مشتتاً و ذابلاً ، فكان يفتح عينيه التي تريد النوم بشدة و ينهض بتلك الخطوات التي تصرخ بالخمول و التعب ليلتصق بذلك الباب ثم يعود الى الجلوس، لم يشعر بنفسه متى أغمض عينيه لأخر مرةٍ و نام فيها على ذلك الكرسي في ذات الرواق البارد ..

الطبيب الذي كان قد دخل عبر أزمنة متفاوتة ليتفقد الصغير في تلك الليلة رآى تشانيول ينام هناك لكنه لم يستطع فعل شيئ فبدل أن ينزعج لتواجده هو وجد نفسه أشفق عليه عوضاً عن ذلك ، و في ذات الوقت هو لم يستطع إيقاظه عن نومه الخاطئ بتلك الوضعية أو حتى يسدي تلك النصيحة له ، أن يعود الى منزله و ينعم بالراحة ..

الوضعية الخاطئة التي دام بها نومه اللامريح دون أن يعِ ما حوله بعد محاولاتٍ عدة للمح صغيره و بعد خطوات ذابلة هنا و هناك في ذلك الرواق بإنتظار معجزةٍ ما لتحدث و تجعل بيكهيون يفيق في تلك الليلة ، بائسٌ إلى حد كبير ..

بعد الكثير من التوسلات المزريةِ لـ الرب لكي ينتقم منه لما فعل بصغيره في لحظة يأسٍ شعر بها بأن كونهُ سينهار فوقه و هو يتذكر الدماء تنزل من جسده الصغير الضعيف في لحظاتٍ عسيرةٍ كتلك ..

إشتدت جفنيه بإنزعاج حيث سمع تلك الأصوات تتفاقم من حوله و الخطوات هنا و هناك في ذلك الرواق و غيره و عجباً لنومه الذي سحبه إلى أعماقه بذلك الشكل و هو الذي إعتاد أن يكون نومه خفيف ؟ الأرهاق أدى واجبه على أكمل وجهٍ معه على ما يبدو ..

" صباح الخير !! "

جفنيه فُتحت على صوتٍ رجولي فيحدق أولاً إلى مئزرٍ أبيض ثم إلى وجه من خاطبه فيدعك جفونه كي تتوضح الرؤية لديه و قبل أي كلمة أخرى عينيه نقلها حيث غرفة بيكهيون ليتأكد هناك أن ذلك لم يكن حلماً مزعجاً بل كابوساً يحدث في واقعه ..

" أنتَ نمت هنا ؟"

نبرته حملت من الأستغراب و اللارضى الشيئ
الكثير و تلك أخر إهتمامات بارك بصراحة ..

" أجل ، هل لديك مانع ؟"

الهجومية برزت في نبرته منذ الصباح الباكر أخذاً سؤاله على صعيدٍ شخصيّ بينما يشتم داخلياً لكِم الألم و التوعكِ الذي يشعر به في عنقه و مفاصله
بسبب طريقة نومه ..


راح يمدد ذراعيِّه بكل راحةٍ تحت نظرات الطبيب المتوسعة و بذات النظرات حدق إليه يمشي نحو تلك النافذة الواسعة و التي لا زال ستارها المستفزُ يحرمه من رؤية حبيبه ..

" لم يستيقظ بعد ؟ كم يلزمه من الوقت
بعد ليفعل؟ أنا إفتقدته "

همسَ بملامح باهتة قاضماً سفليته ، سؤاله كان تعبيراً عن الخيبة أكثر من كونه سؤال و قبل أن يحصل على أي جواب كليهما حدقا خلفهما حيث المكان الذي أتى منه صوت سيهون في هذا الصباح الباكر كأنه كان ينتظر عند الباب ليأتي تماماً في ميعاد إيستقاظه من النوم ..

" صباح الخير تشانيول"

تشانيول توقف منتصف كلماته حينما قال سيهون ذلك و طل برأسه من خلف الباب و قبل أن يتحدث بأي كلمةٍ أخرى هو حصل على نظرات لا راضية بشكلٍ واضح من الطبيب الذي إستنكر وجوده هنا في الأصل منذ البداية و الآن يحصل على شخصٍ أخر كي يعكر صفو الجو هنا !!

" أنا سأغادر لا داعي لتحدقَ إليَّ هكذا"

سيهون ضرب جبينه بيأس من تصرفاته المنفلتة و سمح لجسده بالإندفاع إلى الداخل فيمسك به من ذراعه مبعداً إياه عن ذلك الرجل الذي يرمقه بنظرات أشبه بواحدةٍ موجهةٍ لمختلٍ عقلي ثم إنحنى للطبيب بإعتذار قبل أن يغادرا الرواق ساحبا تشانيول قسراً ..

" في عوض أن تكون ممتناً لهم لحرصهم على بيكهيون و سلامته ، أنت تصنع مشاكلَ مع جميع الطاقم الطبي من عناصر الأمن إلى الأطباء ! "

صداعٌ خانقٌ ، تعبٌ و مفاصل تؤلمه ، قلب خائفٌ ينخره القلق و ضميرٌ ينهشه الذنب كذلك مشاعر سلبية و مزاجٍ في الحضيض ..

جميع ذلك كان يعاني منه بارك و لا ينقصه محاضرة في الإحترام و الأسلوب من سيهون بالتحديد حيث نظراته نحوه كانت كافية لتنويهه بذلك فيصمت الشاحب لفترة تفقد فيها مظهر بارك المزري و الفوضويّ ،إبتدائاً من شعره الأشعث إلى ملابسه المجعدة ..

" هل قضيتَ الليلة هنا ؟"

تشانيول أومئ و حسناً منظره المزري كان يصرخ أنه فعل حيث كان سيهون ليشعر بالحيرة إن لم يقضي بارك الليلة هنا رغم معرفته أن ذلك سيكون بلا فائدة فلا بيكهيون أفاقَ ولا هو شحن الطاقة اللازمة ليكمل يومه و يكون في أفضل حالاته ..

" أريد الذهاب إلى القصر كي أستحم و أغير ملابسي ثم أعود قبل أن يفتح صغيري عينيه و لا يجدني"

ذلك كان طلباً لسيهون أن يوصله ، فيضع كفه على جبين بارك لأنه يبدو مريضاً أكثر من كونه مرهقاً ، و بتَحسس بشرته الساخنة هو أصاب في شعوره فهو يشتعل ..

" أنت مريض تشانيول ، عليك أن تتناول شيئاً في قصرك و تعود إلى هنا كي تأخذ حقنةً سريعة المفعول ، وجهك مصفر يا رجل "

تشانيول تنهدَ لينظر إلى الأعلى ، حتى و لو كان لا يراه أمام عينيه فالشاحب يجزم أن جميع ما بـ بارك يرقد بتلك الغرفة بجانب الشخص المستسلم للحياة بذلك الشكل البائس ..

" صغيريّ كان يحرص على طعامي في كل وقت ، لا يسمح لي أن أفوت وجبة واحدة ، لا يأكل إن لم أفعل و لا ينام له جفنٌ إن مرضت ، أنا كنت سأخسر جميع العالم الجميل و الوحيد الذي يجيدُ إحتوائي ذلك بسبب أنانيتي أوليس كذلك سيهون ؟"

كلماته خرجت من ثغرٍ مبتسمٍ بإنكسار فيشعر سيهون بالحكة بسبب الكئابة التي تملئ الجو بشكلٍ ما لينفي بكفه في الهواء أن لا و حسناً من قال أن بارك سيصدقه ؟

" حينما تكون على وشك فقدان الشخص الذي تحب ، تدرك حينها كم يعني لك و كم كنت غبياً في كل إنفلاتٍ خرج منك نحوه "

سيهون أردف مخرجاً العجوز الحكيم الذي يظهر في شخصيته من حينٍ إلى حين ليحدق إلى الساعة و بعدها يمسك بكف تشانيول بإحكامٍ و الأخير بدوره إستسلم له فلا شيئَ بيده ليفعل في تلك الأثناء سوى ذلك ..

سيجرب أن يكون الوالدة الروحية لصديقه كما إعتاد لوهان أن يكون لبيكهيون .. لربما سيروق له الشعور من يعلم ؟

" قد يحتاج وقتاً أكثر ليفيقْ ، لذا يمكنك أخذ قسطٍ كافيّ من الراحة و النوم تشانيول لكي يجدك بحال أفضل حينما يستيقظ "

سيهون إقترحَ لكن جميع ما ركز عليه بارك الذابل هو لوهان ، كيف للوهان ألا يأتي مع زوجه منذ الصباح ياترى ؟

" أين لوهان ؟ عجيبٌ أنه لم يأتي معك ؟"

" تركته نائماً و هربت إليك لكن لا عليك هو
سيفيق بعد لحظات و يهرول الى هنا "

كلماته بدت لطيفة لمسامع تشانيول الذي إبتسمَ بخفة فيبادله الشاحب بحبٍ ، أخيراً حصل على بعض من الإبتسامات اللطيفة خاصة صديقه ، تزامناً مع دخولهما إلى السيارة ، هاتف سيهون شرع يرن قبل حتى ان يضع يديه على المقود ..

" ألم أخبرك ؟ هاهو يتصل "

تحمحم مستعداً لسماع تذمر لوهان و ذلك
بالفعل ما حصل عليه من اسألة و عتاب ..

" لما لم توقظني ؟ هل أنت في المستشفى
سيهون ؟ أعلم أنك هناك , لما لم تأخذني معك ؟"

قال بصوتٍ عالي و تشانيول ظم يديه إلى صدره و إتكئ برأسه على الوسادة خلفه بينما يتذكر جميع تهديدات لوهان الشرسة نحوه منذ البداية ، هل كان بجميع قواه العقلية حينما أخبره أنه سيأخذ بيكهيون من هنا ؟ ذلك الصغير يعتقده بتلك السهولة فقط لأنه شقيقه ؟

" صباح الخير لك أيضاً لوهان"

لوهان إبتلع لعابه ليهمس له بصباح الخير بحرجٍ جعلت سيهون يبتسم ، جميع ذلك كان تحت نظرات تشانيول الذي شعر بالغيرة، لم يحصل على مكالمةٍ طبيعية دافئة مليئة بالحب مع بيكهيون منذ مدة طويلة ..

جوهما الجميل جعل التنهد الألف يخرج منه لهذا اليوم فيضع رأسه ضد النافذة بينما عينيه على رجاله الذين لازالو يحيطون المكان ، عليه مكافئتهم بالمزيد من المال فعلى ما يبدو أنهم لم يحصلو على النوم حتى و هذا جعله يشعر بالذنب ..

" أنت في المشفى سيهون ؟"

لوهان كرر السؤال بإصرار ..

" أجل أنا هناك لأخذ تشانيول المتعب إلى قصره كي يرتاح قليلاً و قبل أن تسأل ، بيكهيون لم يفق بعد لذا لا داعي لتأتي إلى المشفى حبيبي و من الأفضل أن تتجه نحو والدة بيكهيون الأن و تخبرها بالأمر بهدوء قبل أن تكتشف ذلك و تشعر أنها مستغفلة ، هو طفلها بعد كل شيئ لوهان و هذا ليس عادل"

تشانيول أطلق تنهداً آخر و أغمض عينيه ، نسي بشأن والدة بيكهيون تماماً لشدة التشوش و الإنفلات الذي كان به البارحة ، عقله لا يعمل بشكلٍ جيد و لا يستطيع إستوعاب الأشياء بسرعة و هو بهاته الحالة المزريةِ ..

" أخذ ما يريد من جواب و أقفل الخط
بوجهي ذلك القصير المعتوه"

شكى لتشانيول تصرف لوهان ثمَ لف رأسه إليه ليجده يغمض عينيه بينما خصلاته الرمادية تمردت فوق جفنيه المرهقة، الصمت كان موقف بارك إلى أن شعر بسيهون يمد يده و يبعثر شعره بظرافةٍ ثم ينعته باللطيف فيحدق إليه بصمتٍ جعل الشاحب يعيد بعينيه إلى المقود و ينطلق بالسيارة فوراً ..

في الجهة الأخرى ، لوهان وضع وجهه بين كفيه بينما يجلس على السرير مفكراً بكيف عليه التجرأ و الذهاب إلى منزل السيد مينغجي ليخبرها بمرحباً أمي ، بيكهيون قد أُصيبَ برصاصةٍ يوم أمس و لم نخبرك لأجل سلامتكِ ؟

قد تعلم بالصدفة و ذلك سيزيد اللوم عليه و الذنب بداخله و الحل الوحيد هو أن يخبرها بنفسه على أملٍ أن يفتح بيكهيون عينيه اليوم و تستطيع رؤية طفلها بوضع أفضل من الذي كان به بالأمس ..

" عليك أن تكون شجاعاً لوهان ، لأجل بيكهيون"

ظم يديه إلى قلبه متمنياً أن يمر جميع ذلك على ما يرام و بذلك هو تفقد هاتفه و الرسائل التي حصل عليها اليوم ، لم يحصل على الكثير من كيونغسو ولا فيتالي فالجميع في الطائرة على الأغلب و هذا جعل قلبه يمتلئ دفئاً ، ذلك الشعور كان كقطرةٍ غيث أنقذ القليل من مزاجه الحزين و البليدِ لـ يلونه ..

و قبل أن يصعد إلى سيارته هو حصل على أفكار محايدة لما يركز عليه ليشرع في التحدث إلى نفسه بصوت مسموع كالمجنون ..

" علي أيضاً أن أجهز ملابس لأجل بيكهيون أم سأجعل الخادمة تفعل ؟ لربما هي لن تفلح في
وضع جميع ما يحتاجه ؟ "

أغلب ملابس بيكهيون بقصر بارك و لم يأخذ الكثير لمنزل والدته و هذا جعله يشعر بالكسل ، هو أكثر خمولاً من أن يذهب الى قصر تشانيول ليحضر المزيد من الملابس لذا غالباً هو سيتصل بإحدى الخادمات لترسلها مع تشانيول ..

إكتفى برسالةٍ منبهاً سيهون فيها حول هذا و إتجه بسيارته نحو منزل بيكهيون مباشرةً بعدها ، حيث لم تكن بنصف ساعةٍ و وجد جونغ مي تركض إليه كما كل مرةٍ تراه بوجه بشوشٍ سعيد و متحمس و قطتها تلحق بها ، جاهلةً عن أين بيكهيون و عن ما حَلّ
بشقيقها المسكين ..

" لوهان~"

في الخامسة عشر من العمر و لازالت تحمل ذات العادة التي تجعلها تتعلق بجسد جميع من تحب كالقرد في كل مرة ، فهاهي تحاول تسلق جسده و هي أصبحت تقريباً بطوله و للأن لا يعلمون من أين ورثت جونع مي جميع هذا الطول ..

" صباح الخير جونغ مي"

قبل وجنتها و جبينها لتحدق إلى ملامحه و البسمة التي كانت على وجهها راحت تختفي شيئاً فوجهه لا يبدو كلوهان المرح خاصتها ، وجهه مصفّر و مرهق بشكلٍ واضح ..

" هيا يا رفاق ، لما تبدو حزيناً أنت كذلك ؟ لما تحمل أنت و بيكهيون الكثير من الحزن مؤخراً ؟"

قالت مكتفةً ذراعيها بعبوس لأنها ملتّ منهما فيبتسم لها لوهان بإنكسارٍ و يمد يده على وجنتها مداعباً بحب ..

" لو كنت أستطيع أن أطلب من الرب أن تظلي طفلةً طوال الوقت لطلبت دون تردد ، عالم الكبار قاسيّ"

قال بصدق فتقطب حاجبيها حينما شعرت بالقليل
من الإستفزاز ..

" لستُ طفلة !!"

لوهان دحرج عينيه و ذلك جعلها تعبس ..

" أنت كذلك جونغ مي ؟ "

شفتيها تمددت إلى الخارج لتحدق إليه بإستسلامٍ لكن الشيئ الغريب أنه لا يحصل على أي بسمة واسعة أو سعيدة حتى و إن تجادل معها و تغلب عليها كما كل مرة ..

" بيكهيون ليس بخير حالياً ، لذا لا تلوميه إن أهملكِ مؤخراً صغيرتيّ ، تعلمين أنه يحبك كما أنا أفعل ، كلينا هنا لأجلكِ لكن الحياة أحياناً تأخذ منحدراً أخر لم نتوقعه أبداً "

في نقطةٍ ما ، لوهان مجبرٌ على أن يخبرهن و جونغ كبيرة كفاية كي تعلم مالذي حدث لشقيقها جسدياً و كذلك أصغر من أن تعلم عن تفاصيل شجاره مع زوجه ، لا داعي لذلك في الأصل بنظره ..

" هل هناك خطبٌ ما مع أخي ؟ "

صوتها راح من متذمرٍ إلى جاد ليبتلع لعابه ، بقدر ما جمع الشجاعة كي يخبرهن هو وجد أن ذلك تبخر في اللحظة التي حط فيها بأقدامه هنا ..

" أنت هنا صغيري ؟ أخيراً"

برغم أنها مشت إليه بسرعة كي تعانقه عينيها كانت تبحث عن بيكهيون و من تصرفها لوهان جزم أنها تشعر بشيئٍ خاطئ ، فاللهفة في صوتها واضحة ، ليس و كأنها لم تره منذ أسابيع لتعانقه بهذا الضيق
و القلق ..

مسح على ظهرها بلطف فتفصل العناق و تطل بعينيها خلف الفتى الذي شابك أنامله مع خاصتها قضم سفليته بتوترٍ لتعيد عينيها إلى وجهه الذي لا يبشر ، جميع لغة جسده تدل على طامةٍ ما ..

" أتيت لوحدك بدون بيكهيون ؟ لما
هاتفه مغلقٌ إلى الآن !!"

كان أصعب من أن يخبرها بالحقيقة فتفقد وعيها هنا لذا سيكذب عليها حتى و إن فقدت وعيها في المشفى حينما تكتشف ما حدث لطفلها حقاً ستتلقى الرعاية الفورية هناك ..

" هو في المستشفى ، لكن لا تقلقي أمي بيكهيون حصل على وعكةٍ صحية فقط بالأمس لذا أنا هنا لأخذك إليه "

ذلك جعلها تميل برأسها كطريقة بيكهيون في الإستفهام تماماً قبل أن تستوعب حينما رُبطَ
إسم إبنها هي بالمستشفى ..

" هل أخي مريض ؟ لما لم تخبرنا
بالأمس إذاً لوهان ؟"

جونغ مي تذمرت بينما تمسك بذراع والدتها التي حصلت على دوار طفيف و راحت تحاول البحث عن أيٍ تستند عليه ..

" هل أنت جاد ؟ شعرتُ أنه ليس بخير و حصلت على بعض المشاعر اللامريحة ناحيته ، فلياسمحك الرب لوهان و تخبرني الآن فقط ؟"

الوالدة قالت بتأنيب واضح فينظر إليها بأسف ما إن عادت الى داخل المنزل بخطوات سريعة عشوائية رغم الدوار و قلقٌ كبير هي به ، لم يخبرها بالحقيقة و حالها أصبح هكذا .. ستحصل فعلياً على جلطة إن أدلى بأمرِ الرصاصة ..

سيهون الذي إستغل دخول بارك إلى الحمام كي يستحم هرول إلى الأسفل حيث الخدم الذين كانو يحرصون على إعداد جميع ما يحب تشانيول رغم أن سيهون يعلم أنه لن يتناول لكنه سيحاول أن يجبره ..

" لابأس أنا سأخذ القهوة فذلك أول ما سيطلبه ،
و أنتم أحضروا الطعام و أدوية لـ الحمى و بعض الفيتامينات إلى الجناح لاحقاً"

كان واثقاً ممّا يقول و بـ نيةٍ دفينة حتى
إستوقفه صوتٌ أنثوي ..

" عذراً رئيس آوه، لكن هل يمكنني السؤال
عن متى سيعود سيدي الصغير إلى القصر ؟"

سيهون حدق إلى رئيسة الخادمات التي قالت بحزن لكم كئابة القصر حالياً ليتنهدَ سيهون و يهز كتفيه لها بجهل و من نظرته المكفهرة البائسة الذي هم به ظنت أنه أنزعج فتنحني بأسف ..

" أنا بذات نفسي أجهل الجواب ، حتى سيدكِ
الصغير و الكبير أيضاً لا يعلمان متى سيعود إلى هنا"

قال لها بيأسٍ حاملاً بعدها صينية القهوة بنفسه فيحدق خلفه ما إن وصل بها إلى الجناح بحذرٍ من خروج تشانيول من الحمام في أي لحظةٍ و رؤيته يفعل ما ينوي فعله ..

" جيد"

همس و من ثمَ أدخل يده بحذرٍ إلى جيبه ليخرج علبة المنوم سريع المفعول و يلقي بالقليل من غباره بداخل القهوة ثم يخلطها جيداً بغية جعله ينام كي يرتاح ، سيهون فكر بذلك بنية جيدة و لصالحه فتشانيول سيسقط أرضاً في أي دقيقة من فرطِ الإرهاق و الحمى و هذا لا يرضيه ..

" سيظن أنه نام بسبب التعب إذاً لن
يشك كثيراً في الأمر"

همس لنفسه و وضع الفنجان فوق المنضدة التي أمام السرير ليأخذ بخطواته نحو غرفة ملابس بيكهيون كما أخبره لوهان و يحدق إليها من أعلى إلى أسفل ، مالذي عليه أخذه من هذا المتجر بحق الرب هو لا يعلم كيف يحضر الملابس الى ما ذلك ؟ خصوصاً حينما لا تكون خاصته ..

أخرج حقيبة صفراء برسومات البيكاتشو من المكان المخصص لهم و شرع يضع جميع ما يراه مناسب للإقامة في المشفى من ملابسَ منتقلاً بعدها إلى عطوره فيأخذ منها ما يريد ،هو حقاً إنغمس في فعل ذلك حتى وصله صوت تشانيول الذي كان يناديه ..

بارك نظر إليه يحمل حقيبةً تعود لبيكهيون
ليبتلع بغزارة ..

" بيكاتشو ~"

همسَ بخفوت تحت أنظار سيهون الذي قضم سفليته بشفقة لشروده و ملامح الإنكسار بوجهه الذي لم يدم طويلاً إلا و قطعه بتحمحمه العميق ..

" أحضر لي ملابساً أنا كذلك ريثما أشرب قهوتي"

عدم رد سيهون عن تلك الجملة جعل تشانيول يعتقد أنه منزعجٌ من الأوامر فيضيف بنبرة أقل برود ..

" من فضلك سيهون"

رغم أن حسَ الإحترام منعدمٌ حرفياً بينهم لكن الأمر جِّديٌ الآن حيث شعر بالقليل من الذنب ، و لو علِم المقصد من نظرات سيهون لتوقف عن شرب تلك القهوة التي ستجعله ينام بعمق فوراً كما يظن الشاحب طبعاً ..

تشانيول توجه نحو السرير ليجلس و يمد يديه إلى الفنجان تزامناً مع سيهون الذي كان يتجه كي يحضر له ملابساً كما طلب منه ..

لكن صوت تشانيول البارد إستوقفه فوراً فيزفر بعمق قبل أن يحدق إليه ، قُبضَ عليه في وضعية التسلل ..

" هل وضعت بها منوماً ؟"

سيهون إبتلع و أجاب بما رآه أهون من
المنوم في هاته الحالة ..

" لا، إنـه كوكايـين"

تشانيول هز برأسه بيأس و شربها دفعة واحدة فيوسع سيهون عينيه لذلك الفعل منه ..

" أواتعتقد أنني أشرب جميع ذلك الدواء السام و الحاد ليؤثر بيّ شيئٌ غبيٌ كمنومٍ أو حتى كوكايين كمـا ذكرت ؟ معتوهٌ حقاً "

سيهون رطب شفتيه بلسانه ليعود أدارجه إلى الخزانة قاصداً ملابس تشانيول هاته المرة تاركاً الرجل هناك ، جميع زوايا جناحه رغم شساعته تجذب ناظريه إلى شيئٍ واحد ، تلك اللوحة الألماسية الخالية من الروح ..

كل شيئٍ في حياته خاليٌ من الروح حالياً ،
حتى هو كان كـذلك ..

شروده قُطع من قبل سيهون الذي رمى على السرير ملابس له على ذوقه فينظر إليها بارك بتنهدٍ ثم إلى سيهون الذي تحدث عن الطعام في ذلك الجهاز الصغير ..

" لا أريد الطعام"

سيهون إدعى أنه لم يسمع فيكرر تشانيول ذلك ، كان جاداً إلى أن إحتج الشاحب عن إمتناعه عن ما يفيده ..

" و ذلك لا يتعلق بإرادتك الأن تشانيول ، ستتناول و لو قطعةً واحدة من الخبز المحمص لأجل الدواء فأنت مريض، لا تهمل صحتك "

قد يفيق صغيره و يجده مرهقاً ، عليه أن يكون بصحةٍ مثالية لأجله فقط، يريد أن يكون جميع ما يحتاجه بيكهيون هناك بأنانيةٍ بحتة ، متى سيفتح عينيه السود حبيبتي قلبه ؟ ذلك جميع ما يدور بعقله ..

" سأحضر لك الطعام على كل حال ، إعتبرني بيكهيون و إخضع لي"

تلك الجملة تمكنت من أخذ إنتباه بارك فيرمقه بطرف عينه و يقول ما أصاب الشاحب بالقليل من الخيبة ثم يعود لتذكير نفسه بالوضع الكئيب الذي يعيشه صديقه بينما حب حياته طريح فراش المشفى ..

" أنتَ لست بيكهيون و مهما إهتزت الأسِّرةُ ليلاً في جميع أنحاء العالم لن يتمكن رحمٌ من إنجاب ما يشابه حلويّ~ "

سيهون عبس بتصنعٍ بينما يحدق إليه يغير ملابسه ليهز بارك رأسه أن ماذا منبهاً إياها أن يغادر الجناح أو اي لعنةٍ الأن، فلما هو ينظر إليه بفاه مفتوح بحق الرب ؟

لكن سيهون لم يخضع لذلك بسبب تحذيره ، بل بسبب الطعام الذي خرج لأجله و كان يجره بنفسه من أخر الرواق حتى جناحه ببسمةٍ واسعة بلهاء ..

" الطعام هنا تشانيوري ، جهز معدتكَ
اللطيفة لتأكل الكثير"

قال ببسمة لطيفة و راح يقترب من سريره بالطعام فيتوه تشانيول في بقعة معينة من صديقه ، هو إفتقد ذلك لكن من شخصٍ أخر تماماً ، صوتٌ آخر و روحٌ أخرى ..

فيصفعه الواقع حينما رأى وجه سيهون يقترب منه رفقة الملعقة التي في الهواء ليعيد رأسه الى الخلف بينما يرمش ..

"إفتح فمك تشانيول ، توقف عن الدلال أنت
بحجم الغوريلا يا رجل "

تشانيول سمع ذلك و كان سيأخذ الملعقة من يد سيهون ليأكل بنفسه بتذمر و هناك سيهون أراد قرص وجنتيه و عضها لكنه خاف أن يرمي به من الشرفة لذا قاوم لطافته بصمت و تذمره الذي كان كذلك ..

" لست مجبراً لتفعل إذاً ، صغيري يجيد تدليليّ ,
لا أحد منكم يجيد ذلك سواه"

ينسب كل شيئ لبيكهيون ، سيهون فكر بينما يسحب الملعقة إلى الخلف ثم يوجهها نحو ثغره ثانيةً فيغزوه الرضى حينما قبَّلَ إبتلاعها ..

" و لا أحد منا أنكر هذا لأنك من كان
سيطلقه أوليس؟"

ذلك كان كمن صب كأساً من الماء البارد فوق تشانيول ، عينيه التي نظرت الى سيهون ببرود جعلته يدرك أنه اصاب وتراً حساساً بداخل بارك و ببراءة وجه نحو فمه ملعقة أخرى من كعك الشكولاتة ..

" لا تذكر ذلك ثانيةً ، لأجل أن تبقى ملامحك ذاتها"

يبدو الوضع برمته غريبٌ أن يهدده و يأكل من يده فيسود الصمت ، سوى تنهدات تغادر فاه تشانيول كلما حدق إلى ملعقة أخرى تُوجه نحوه لكن هدفه ليس صحته هو ، هدفه أن يتحسن وضعه لأجل بيكهيون فقط ..

" الأخطاء التي نرتكبها يجب الإعتراف بها أحياناً و  إحتضانها تشانيول ، لتتبخر من حياتنا بكل سهولة كما أتت بذات السهولة"

سيهون أخرج تلك الحكمة من مؤخرته كما يعتقد تشانيول بل يراهن على ذلك ..

لكن الأهم تصديقهُ أنه حكيمٌ و مقتنع بما يقول ، الأخطاء أيضا تستحق حضناً لأنها أكثر ما يعلم المرء في حياته و يجعله يفكر مراراً قبل فعل أي شيئٍ ، سيهون يؤمن بهذا ..

لكن لما تشانيول يقترب منه و يحتضنه و اللعنة ؟؟

" هل هذا يعني أنني خطئ بالنسبة لك تشانيول ؟ أنت حقاً لعينٌ ناكرٌ لـ المعروف و الجميل !!"

هسهس مبعداً إياه عن جسده لترتسم إبتسامة خبيثة صغيرة على شفتيّ بارك و يفتح له فمه ببراءة كي يطعمه ليدخل الشاحب الملعقة بحلقه بقوة يجعله يسعل بشدة ..

" تستحق ، على الأقل كيّ تشعر بشعورِ
بيكهيون المسكين"

ليس من عادته أن لا يلتقط أشياءً قذرةً كتلك متأخراً لكن بارك حقاً إحتاج وقتا كي يفهم ما يلمح له سيهون و يهز له حاجبيه بعدها بخبث ، بعيداً عن كل شيئ سيهون يستطيع تغيير القليل من مزاجه حتى و لو كان الحزن يأكله لأجل صغيره ..

" مالذي ستفعله حيال مايكل ؟"

سؤاله جعل اللقمة تتوسط حنجرة بارك مفسداً مزاجه بذلك بعد صمتٍ طويلٍ نوعاً ما ، حسناً هو كذب في قول أنه يستطيع تغيير مزاجه ..

" هل يبدو لك الوقت مناسباً لذكر اللعين الألماني ؟ أنت قضيت على ذرة الشهية التي أحاول إمتلاكها بصعوبة أبعد الطعام عني"

أبعد المائدة عنه بدون إنتباه للطريقة
فينظر إليه سيهون بحزم ..

" لا تعامل الطعام هكذا هناك الملايين
من الجياعِ حول العالم "

تشانيول كتف ذراعيه لذلك و عادت ملامحه
المكفهرة إلى إعتلاء وجهه ..

" حسناً أيها الأم تيريزا"

" أنا جاد "

سيهون قال محاولاً قلب الموازين و جعل كفة الجدية تميل إليه هو متجنباً غضب تشانيول عليه لأنه أفسد الوضع كليًا بذكر مايكل ..

" هو بعثَ برسالةٍ أخرى بالأمس و تجاهلتها ،
بصراحة لا أعلم إلى أين يريد أن يصل بجنونه و رسائله الغبية هاته ، إلى أين يريد الوصول في هاته اللعبة القذرة معيّ ، جبانٌ يحيك أوتاده من بعيد و لم يصل الى أي نتيجة بعد "

" الجميع يعلم أنه يريد الوصول الى بيكهيون ،سواك"

سيهون كان كمبعوثٍ من أحد أعدائه ليزيد من حقن الأجواء حوله و صب المازوت على نارٍ تأججت بداخله منذ اليوم الذي تشاجر فيه مع بيكهيون ..

" أنت تصر على زيارة مركز التجميل إذاً ؟"

سيهون نظر إليه حينما رفع لكمته في الهواء مهدداً ليهز كتفيه بعدم إهتمام و يواصل في قول ما يريد ، هو يتعمد شحنه بذلك لكي يأكل المزيد فهو لاحظ أن تشوف يأكل ريثما كان ملتهياً بالجدال معه و هذا هدفه ..

" اذا أنت إستخففت بقوة رجلٍ كـ هو ؟ أعلم أنه عدونا و أجل الجميع في العائلة يكرهه و يعاديه من فالاريا الى جونغ مي لكن لا أحد ينكر أنه يحمل ذكاءاً قد يدمرنا في لحظةِ غفلةٍ"

بدأ من الأكبر إلى الأصغر ليفكر تشانيول أن جايسون هو أصغر فردٍ في العائلة و والدة بيكهيون هي الأكبر ، ثم يبعد ما كان سيوجهه سيهون نحوه فهو أكل كفايةً تجعل الدواء يؤدي مفعولاً بالفعل ..

" مالذي يجعلك تؤمن به الى أبعد حدٍ هكذا ؟"

سيهون تنهد و فرد حاجبيه ليحدق إليه بجدية ..

" رايتشل بيلوسوس"

معنى جوابه لم يخفى على تشانيول لكنه لم يتحدث بكلمة و شرب حبة الدواء المقدمة له منه و لم يدرك الى أي مدى كان يشعر بالضمئ إلى حين شرب جميع قنينة الماء ..

" أوليست من عصابته ؟ انظر مالذي فعلته
بـ بيكهيون وسط الملهى خاصتي وحدها أوتشك
في قدراته هو إذاً إن كانت له نية في أن يؤذيك ؟"

" أنت تقول أذاً أنه يملك القابلية ليدمرني أذاً ؟"

بارك قال و عينيه تتنقل بين ملامح الشاحب الجادة تمام الجدية ..

" بالطبع لا أقصد ذلك ، لكنك تتصرف بعد الغضب و هو عكسك تماماً ، يتصرف بعد التفكير بعمقٍ حتى و لو كان في أقصى حالات حنقه داخلياً هو لن يتخلى عن أسلوب الإستفزاز من الخارج حتى يجعل عدوه مَن ينفجر لشدة الغضب مرسلاً تلك الطاقة السلبية نحوه هو ، حتى يجعله يفعل ما يجعل الأمور تخرج عن نطاق تحكمه ، أمورٌ قد يندم عليها لاحقاً ، و حينها فقط ستكون متعته مرتفعة إلى حد النشوة و هو يفرغ سلبيته بغيره دون أي جهد "

تشانيول يعترف أنه عصبي لكن جميع ما يركز عليه هو سيهون الذي يتحدث بثقة تامة و نظراته كانت كفيلة ليجعل منه يفسر ..

" تعلم أن والدتيّ كانت مدربة يوغا و تجيد تفسير الحيل النفسية و لغات الجسد لذا أنا تعلمت الكثير منها ، حتى أنني أستطيع أحياناً توقع مالذي سيحدث من تصرفات الشخص"

نهض من السرير و راح يمشي أمام أنظار بارك حيث كان يرمقه بهدوء كأنه مختلٌ ما ، سيهون يصدق ما يقوله كثيراً و يندمج فيه الى أقصى حد ..

" بما أنك تدرك الحيل النفسية و لغة الجسد
و تتوقع مالذي يحدث حقاً ، هل توقعت هذا ؟"

سيهون حصل على صفعة قوية على مؤخرته ليضع وجهه بين كفيه بعدم تصديق ، هل يلكم هذا المختل و يجعله طريح المشفى رفقة بيكهيون لتلتقي عصافير الحب هناك أم يتحكم في أعصابه ؟ عليه ذلك لأنه من كان يعطي محاضرة طويلة عن التحكم بالأعصاب ..

تشانيول كان ذكياً كفاية ليقرأ المعنى الحقيقي وراء تلك الكلمات من سيهون الذي يشير إلى أن مايكل عبث به هو و إستفزه إلى أن جعله ينفجر بوجه بيكهيون مراراً و قصَد بـ الأمور التي تخرج عن السيطرة هنا علاقتهما التي كانت كذلك بصدق ..

" انا أخبرك بما هناك تشانيول أفق, كنت لأقول أنك ستستطيع أن تدخل معه في معركة دامية إن لم يكن هناك بيكهيون في حياتك لكن الجميع يعلم أن ما يستطيع تدميرك هو بيكهيون ، نقطة ضعفك هو بيكهيون و إن وصل هو إليه أتعلم مالذي يعنيه هذا ؟ أنكَ إنتهيت يارجل !!"

تشانيول حدق إلى الخاتم الذي يعود لصغيره بخنصره بعد تلك الكلمات حينما أشار إليه سيهون مقدماً له دليلَ توتر تلك العلاقة صوتاً و صورة فلربما هو لا يشعر بذلك ، لا يشعر أنه يحفر أعمق فأعمق بتلك الحفرة التي ستصل بهما إلى الهاوية ..

"أتحدث هكذا بسبب أن شرخٌ كبير كان قد حدث في علاقتكما و هذا سيدخلُ الرياح التي لا تشتهيها سفنك إن واصلتما كذلك و كلينا نعلم أن الرياح التي أتحدث عنها قادمةٌ من ألمانيا همم ؟"

سيهون همهمَ و رفع حاجبه له ليجفل تشانيول كمن حصل على صفعة فجأة ، كلام صديقه منطقٌ و حقيقة لكنه يستنكر كلمة أنه قد يصل إليه ..

" و هنا ستجد نتائج أنك أخفيت عنه الكثير من الأمور تتوضح و طبعاً لا أقصد عملك بل الأشياء المغايرة ، بيكهيون شخـصٌ متعطش لمعرفة جميع ما هناك و مايكل أعطاه ما أراد من أول محاولة كما اخبرتنيّ ، حتى و إن كان يحبك و وفيٌ لك ، أنت كنت تعامله كطفل مستغفلٍ و غبي و هذا ليس بمقبول بالنسبة له ، و للأسف أوجاتسيف أدرك هذا سريعاً و بدأ الأمر فوراً بالكشف عن ليليان التي لم تخبره بها حتى رغم أنها أختك و تفصيل مهم في حياتك ، و لا ندري مالذي سيخبره به لاحقاً ، ربما تفاصيل أكبر عن ليزليّ أو ربما عن الماضي الخاص بنا جميعاً ؟"

سيهون تحدث كثيراً فشرب من الماء ما يبلُ حنجرته المرهقة لجعل الرجل الصخري هذا يستوعب أن الأمر حقاً بتلك الخطورة و الحساسية ، أن الأمور قد تنفلت من كفيه في أي لحظة و جاهه لن يفيد في التحكم بالمشاعر ، رغم عينيه الحادة التي تثقبه هو يدرك أن تشانيول سيفكر في كلماته جيداً لاحقاً بينه و بين نفسه لذا هو لم يهتم لتلك النظرات كثيراً ..

" و هل تظن أنه سيلتقي به من الآن فصاعداً ليستطيع إخباره عن ما تحدثت عنه ؟ كفى جنوناً بحق الرب أنت تجعلني أشعر أنني طفلٌ صغير"

لوى أنامله الثخينة ضد كفه دلالةٌ على إنزعاجه مما سمعه فيخرج ذلك السؤال من ثغره شديد اللهجة نحو الشاحب الواثق مما يقول ..

"إذاً حاول أن تقلص من مشاكلك مع بيكهيون فأنتما مؤخراً تتصرفان كالحمقى حتى أنكما وصلتما إلى الطلاق "

" هل تجد الوقت مناسباً لنتحدث بهذا ؟"

ذلك جميع ما همس به تشانيول ليخفض سيهون كتفيه ، رأس الصخرة هذا لا حل له على ما يبدو ..

" اوافقك في أن الوقت ليس بمناسبٍ ،
تناول هذا الدواء الآن "

تشانيول لم يستلم الدواء من كفه بل نهض من السرير بضيقٍ بشعٍ بصدره و مباشرةً إتجه إلى شيئ من فتاه قد يستطيع فرد أعصابه و جعلها تنتعش ، و بالفعل حمل عطر صغيره من على منضدة زينته ليرش بمعصمه و يستنشق كفايته حتى إنتشت روحه ، ذلك يظل غير كافياً فهو يريده هو بجميع تفاصيله ..

" رايتشل إنفصلت عنه و عن عصابته على حسب ما فهمته و عادت لتحصل على لقبها الأصليّ ،لذا هي فعلت ذلك كونها تغار على مايكل لهذا هي إستهدفت بيكهيون ، لأنه يحب .."

توقف عن التحدث حينما شعر بالبغض و بالكلمتين ثقيلة على لسانه و روحه فيهمس بخفوت مصدراً صوتاً صاخباً بإرجاعه لزجاجة العطر ..

" لأنه يحبه"

سيهون إلتزم الصمت لأنه يعلم ذلك و اللعنة ما الجديد؟  قدم نحوه كأس الماء و حبةُ خافضِ الحرارة بإصرار أن يتناولها و ممتنعاً عن الرد لأن ما يتحدث عنه حساس بالنسبة له لذلك هو حمل جميع تلك الغصة الغيورة في نبرته ..

" على كلٍ ، لنذهب الآن لأنني حقاً لا أملك الطاقة لأناقشك عن أمورٍ كهاته بينما صغيري طريح المشفى"

قال مرجعاً خصلاته الرمادية إلى الخلف فيحمل حقيبة صغيره بنفسه و يغادر الجناح إلى الأسفل فيتنهد سيهون بإستسلامٍ قبل أن يلحق به ..

" لنشتري أولاً باقة كبيرة من الورود
البيضاء و الياسمين ، صغيري يحبها"

قال بعينين لامعة مجاوراً إياه فتعود ذاكرة سيهون به إلى الباقة التي أحضرها إلى بيكهيون قبل أيام ، على الأغلب هو تخلص منها في سلة المهملات ..

⚜️

{ 9: 13 A.M }

في تلك الغرفة البيضاء الغريبةُ عنه ، جفونه المتعبة رفرفت و صداعٌ خفيف شعر به ما إن عادت حواسه إليه فيشعر بالغرابة حتى قبل أن تتمكن سوداويتيه من أن تفتح كلياً ليرى أين هو ،هدوءٌ تام و الجو حوله صامتٌ بشكلٍ غريب ..

جسده يؤلمه بينما أنامله الرقيقة التي تحركت شعرت بأن هناك ما عليها فيفتح عينيه ببطئ ثم يغلقها بسبب الضوء الذي أزعجه و راح يتنفس بهدوء ما إن أصبحت ذاكرته تعيد عليه السيناريو الذي حدث له ، ما إن بدأ يستوعب ما حدث له ، أنه فتح عينيه لأنه نجى من الموت ..

في المحاولة الثالثة لفتح عينيه و تحمل ذلك الإزعاج المنبثق من السقف ، بيكهيون شعر بالألم حينما حاول التحرك كي يرن على ذلك الجرس الموجود بجانبه كي يأتي أي أحدٍ إلى هنا و يستفهم منه عم مالذي حدث له في الليلة المنصرمة ..

" لما أنا حيٌ مجدداً إلهي ؟ ليتني توفيتْ"

همس بيأسٍ و ألم بينما عينيه جالت ما إستطاعت لمحه من المكان ، تذكره للرصاصة التي أصابته و كلمات بارك قبلها هي ما جعلته يشعر بالألم ، كان يريد الموت بعدها حقاً ..

كان يريد أن يرتاح من ذلك الجرح الذي سببته تلك الحروف من ثغر زوجه اكثر من الأذى الجسدي الذي تعرض له و من جميع ما كان يحدث له لكي يرتاح لأنه تحمل كثيراً حتى جاء ما أسقطه نفسياً و جسدياً بتلك الطريقة البشعة ..

تنهدَ ليغمض عينيه و راح ينتظر أيٍ يدخل عليه بينما لا يشعر بأي شيئ مميز ، تشانيول حتى ليس هنا لأجله ..

" إلى أين أنت ذاهب ؟ خذنيّ معك أرجوك !!"

 

الطبيب الذي كان سَيلبي نداء بيكهيون بسعادة كون مريضهم فتح عينيه و إستعاد وعيه توقف بسبب لوهان الذي قال ذلك ما إن رآه يتجه نحو الأعلى و تشبت بذارعه بلهفة ، كان قد أمسك بعضده بكفٍ و الأخرى كانت على قلبه يرجو خبراً مطمأناً عن بيكهيون ..

والدته شعرت أنها هشةٌ و أضعف حتى من أن تسأل عن حال طفلها كما لوهان بفعل الحزن حينما إكتشفت أن بيكهيون كان على وشك أن يغادر الحياة برمشةِ عين و دون وداع كأن الوداع سيفيد لصد أحزانها ؟

" دعني أتفقد حاله و سأعود لأخبرك بما
حدث حسناً ؟ لقد فتح عينيه "

إبتسامة لوهان الغير مصدقة راحت تتسع شيئاً فشيئاً بينما يحدق إلى ظهر الطبيب و الممرضة يهرولان إلى حيث أخاه ليقفز مراراً بينما يصفق و لم يدرك متى نزلت دموعه و دموع المرأة التي كانت تحدق بصمت فتضع وجهها بين يديها ما إن إحتضنها لوهان بضيق ..

" أخبرتكِ أنه سيكون بخير ، طفلكِ قويّ و لن يتخلى عنكِ بهاته السهولة ، لازال لديه ما يعيش لأجله أمي"

لوهان مسح دموعها عن وجنتيها و قبل كلتيهما بسعادة عارمة ، قلب كليهما ينبض بقوةٍ و حماس لرؤية بيكهيون فينهض الصغير من الكرسي و راح يمشي في ذلك الممر ذهاباً و إياباً و يمسح بكفه ضد الأخرى مخرجاً طاقته و حماسه في ذلك ..

" جونغ مي تتصل , تحدث إليها بنيّ فأنا متعبة"

المرأة قالت و مدت للوهان الهاتف خاصتها ليلتقطه سريعاً بذات الإبتسامة الواسعة ، يريد الصراخ بأذنها الآن أن بيكهيون فتح عينيه رغم أنها ستوبخه كونه لم يحضرها معه و بذلك جايسون سيصر على القدوم و ذلك كلياً خاطئ ..

عيني مينغجي كانت تفرز الكثير من الدموع بسخاء بينما عقلها يعمل دون توقف ، أصغيرها يعاني الى هذا الحد في علاقته مع بارك ؟ إلى درجةٍ أوصلته إلى حافة الموت بغفلة منها ؟ أستمر في قول أنه كبيرٌ واعيّ و يدرك ما يفعل في تلك العلاقة حتى كاد الموت يخطفه منها ..

عقلها مليئٌ بالكثير الكثير من تلك الأفكار و كأن التفكير في أحدهم يسحبه إلى المكان فهاهو سيهون وصل الى حجرة الإنتظار و بالطبع تشانيول سيكون هنا بعد لحظات ..

" بيكهيون فتح عينيه ، أخي أفاق سيهوني"

سيهون لم يفهم شيئاً فبمجرد ما دخل رأى لوهان يبكي فرحاً و يقفز عليه فجأة و راح يردد تلك الجملة ببهجة فتلتقي عينيه بعيني والدة بيكهيون التي كانت الدموع تلمع بداخلها ..

" و لما تبكي أنت الآن ؟ فرحاً ؟"

أبتسم بوسع و مسح دموع لوهان فيومئ الأصغر بسرعة و راح يقفز في المكان كصغير الكنغر المبتهج ليمتلئ قلب سيهون بالدفئ ..

" لوهان ؟"

بارك دلف أخيراً و طل من وراء الباقة ذات الورود البيضاء التي كانت كبيرة كفاية لتحجب وجهه فيضعها على الكراسي ما إن رأى لوهان يقفز بسعادة في كل مكان و ذلك إشارة لشيئٍ واحد ، حب حياته فتح عينيه على الأغلب ..

غافلٌ عن المرأة التي كانت تجلس في الكراسي الجانبية و لم يلاحظها فيحدق الجميع إليه حينما وضع ما بين يديه على الأرض بعشوائية و ركض بتهورٍ الى الأعلى بينما يلهث فالمشاعر التي تفجرت بداخله أرهقت قلبه و روحه ..

ذلك الشعور بداخلـه كان فقط كأولِ نفسٍ يأخذه الغريـق بعد النـجاة من قسوة المحيـط ..

" صغيريّ"

كان يركض مردداً ذلك نحو تلك الغرفة ليطرق على الباب يجعل من الصغير الذي كان يستمع إلى أقوال الطبيب اللطيفة و تهنئات سلامته ينقل سوداويتيه إلى الباب بقلبٍ متعب حمل شتى أنواع الأحاسيس بسبب صوته الذي كان يناديه ..

"هل فتحت عينيك حبيبي؟"

" بيكهيون، أريد رؤيتك"

" حبيبيّ ، هل تستطيع سماعي ؟ "

غريبٌ أن يبكي و هو لتوه إستيقظ من وراء عملية خصره الذي يؤلمه لكنه شعر بأن المياه المالحة تتجمع بجفنيه بدون جدوى فيغلقها بقوة ، صوت تشانيول كان ضعيفاً مبتهجاً و متوسلاً في آنٍ واحد و هذا هزه بقسوة ..

يسكن بعقله ذلك الصوت و مهما حاول إبعاده عن داخله هو يزيد من ندائاته البائسة و طرقه الخفيف على الباب فيحدق الطبيب إليه بتنهدٍ عميق ماسحاً جبينه ..

" لابد أنه زوجك ، جعل الجميع تحت إمرته و لا أحد إستطاع منعه من الصعود إلى هنا كما ترى حتى أنه قضى الليلة في الخارج منتظراً إياك لتفتح عينيك "

قال بيأسٍ و إتجه نحو الباب ليفتحه فيقف تشانيول متأهباً أمامه ، تجاهل عيني الطبيب المؤنبة و طل برأسه إلى الخلف ، نحو هدفه و حب حياته ، حيث كان بيكهيون يحدق إليه بهدوء على ذلك الفراش البائس حاملاً ألمًا جسدياً و نفسياً ..

أعينهما تعانقت لتخرج زفرات بارك حاملة المشاعر معها و البسمة التي زينت ثغره بلهفة إختفت في نقطةٍ ما ..

" حُـلوي ~"

همس فسمع قلبه ينكسر ما إن أشاح الصغير عينيه إلى الجهة الأخرى بنكرانٍ و تجاهلٍ فتنخفض أكتافه ما إن أُغلقَ الباب و إختفى عن أنظاره ..

" الوقت ليس بمناسب لرؤيته"

ذات الشريط المزعج يُعاد منذ الأمس على مسامعه ..

" ألا يمكنني رؤيته حتى من النافذة ؟ أزح ذلك الستار إلى الجانب و دعني أحدق إلى صغيري"

تشانيول قال بنبرةٍ آمرة أكثر من كونها طلباً مستعيداً وقفته الصارمة لأن عينيه تحولت عن الشخص الوحيد الذي يلين له إلى هذا الطبيب الذي يملك كلمات في فمه ، هو على وشك أن يخبره بدعه يرتاح الى ما ذلك و هو لـن يتزحزح عن هنا بالطبع ..

يمكنه إزاحة الطبيب عن طريقه و الدخول إليه لكنه لا يريد ذلك لأجل بيكهيون فقط ، لا يريد التهريج و الفوضى بعدما ظمن أنه فتح سوداويتيه حبيبتي قلبه و جعله يشعر بالضغط أكثر فوق ألمه الجسدي ..

بيكهيون تنفس جميع هواء الغرفة مستمراً في التحديق الى الجهة الاخرى من الغرفة ، سمع صوت الستار ينزاح و عيني بارك تحدق إليه بلا كلل من الخارج ، هو يشعر بتلك النظرات و يعلم مالذي تحمله في طياتها حتى دون أن يبادله ، يشعر بها تخترقه من خلف الزجاج السميك ..

يشعر بعينيه الواسعة عليه و يديه الكبيرة تلمس ذلك الزجاج البارد كأنه يمسك بكفيه هو عبرها ، يشعر بكل نفس يغادر ثغر تشانيول و كل دقةٍ من قلبه الجميل الذي حمل القساوة مؤخراً ..

" بيكهيون ~"

قال بخفوت بينما يطرق بأنامله ضد الزجاج كي
يثير إنتباهه إليه و ينظر إليه ليعتقه ، طفلٌ متوسلٌ أمامه بعينين دامعة مجردٌ من جميع قواه و ليس أكثر من ذلك .

" حدق إلي و و لو لمرةٍ حُبي"

ترجى بيأس لتنزلق يده ضد الزجاج حينما رآه
ثابت الموقف لا ينظر إلى جهته البتة مهما طرق ..

" ملاكيّ ، يا من تملكني حدق إلي"

بيكهيون كان يستمع إلى تلك الطرقات بإنتظام ، تلك الطرقات كانت ندائاً له و هو يدرك هذا ، كانت توسلاً بائساً لأجل ماذا ؟

لأجل نظرةٍ مرهقة عكست جروحاً بقلبه أكثر من جسده ؟ إستهجاناً قوياً و تعباً فظيعاً ؟ مالذي يريد رؤيته بالضبط ؟

عينيه إلتقت بخاصه تشانيول بعدما توقف عن نقرهِ
لـ الزجاج فيعمق نظراته نحوه رغم تعبه لتلتهمه حدقتي بارك ، كغريقٍ وجد طوق وسيلة نجاة كان شعور الرجل بسبب السود حبيبتي قلبه التي عتقته ..

بيكهيون كان ينظر إليه بذات العمق الذي يرسله
هو نحوه و لا يعلم لما لم يفلح في مقاومة عينيه الواسعة التي حملت غشاوةً لامعة و شفتيه التي ترتجف بشيئٍ من التوتر و الحياء من ذنوبه أمام ناظريه ..

جميع ما صغيره عليه من إرهاق و شحوب يصرخ بسببك ، تشانيول رطبَ شفاهه الجافة بلسانه ، قلبه إرتجف بقسوةٍ ما إن أمال الصغير رأسه على المخدة و تنهدَ بتعب هامساً له بشيئٍ لم يفهمه و ذلك فقط كان كإنفجار بداخله ..

" أريد الدخول إليه ، لا أتحمل أرجوك"

خاطب الطبيب و لا يعلم كيف خرج ذلك التوسل منه بائساً إلا أنه يؤكد على التعامل بنظامهم إلى الآن ..

" أحتاج رؤيته ، أريد الدخول الأن"

كرَّر ذلك بينما يفرك كفيه ببعضها بسبب نظرات الرجل المتمنعة نحوه و ذلك يعكس جوابه دون لفظ ..

" هناك والدته التي تنتظر في الأسفل و شقيقه كذلك و إن علموا أنني سمحت لك بالدخول سيصرون على ذلك هم أيضاً ، إنتظر لساعةٍ أخرى و سأمنحكم زيارة--"

توقف عن التحدث بسبب بارك الذي إستعاد نظرات السخط فعلى ما يبدو أنه ترجاه كثيراً و اشار إلى الباب بسابته ..

" إفتح الباب ، ليس و كأنني سأرهق صغيري ؟
أنا لطالما كنت مصدر راحته"

تشانيول شعر بأنه كذب لتوه حينما تذكر جميع ما أذنب به مؤخراً في حق بيكهيون ليبتلع لعابه و يعيد عينيه التي حملت إصراراً كبيراً ..

بيكهيون كان ينظر إليه يتجادل مع ذلك الطبيب المسكين فيوسع عينيه ما إن رآى كليهما يتجهان إليه بعد لحظات بل تشانيول كان ينتظر منه أن يفتح له الباب ؟

" مجنون !!"

قال بصوت منخفضٍ ما إن حدق إلى الباب يُفتح ثم الى ذلك الجسد الذي دخل إليه ليتوقف تشانيول عند المدخل ملقياً نظرات نحوه كأول شيئ دارساً ردة فعل بيكهيون نحو تواجده هنا و النظرات من حبيبتيه السود لم تتغير ، كان يحدق إليه بذات الطريقة منذ مدة ..

" طـفليّ"

اللهفة و الرجفة في صوته كانت واضحة لمسامع الصغير فيقترب منه بخطوات مترددة ، تشانيول لم يكن بهذا التشتت الحزين يوماً أمامه ، فأنفاسه تخرج بصعوبةٍ بينما ينظر إلى جسده المستسلم للألم و وجهه يحمل كفايةً من التعب ..

بيكهيون أنزل رموشه حينما شعر بقبلة عميقة على جبينه و من ثم أخرتين كفه التي حملها من الفراش كأثمن ما هناك ليقبلها مراراً فيشعر بدمعة تنزلق من عين بارك عليها ..

" صغيري ، كيف تشعر الآن؟"

لا يعلم لما راوده تفكير أن سؤاله أجرأ مما يعتقد ، هو حماه بجسده و شعر بالحرج أمامه خصوصاً و عينيه السود الجميلة تحدق إليه ممتنعاً عن التحدث فحتى ذلك السؤال لم يرد عليه لفظياً سوى إيمائةٌ بسيطة عنت أنه بخير ..

أحياناً ، تكون النظرات كفيلةٌ لتحكي ما يشعر به المرء و هذا ما يقرأه تشانيول من عينيّ صغيره ..

" أنا هنا لأجلـك ، أسفٌ لأنك لم تجدني بمجرد
أن فتحت عينيك حبيبي "

قال بصدق و طريقة في غاية البراءة ، هامساً مشتتاً و معتذراً ، كف الصغير لم تبرح شفتيه ليميل وجنته عليها فتلمع عينيه أكثر ما إن رآى بسمةً من بيكهيون تلاها ما طعن فؤاده لثقل تلك الكلمات و قسوتها عليه ..

"أرى هذا تشانيول ، فـ مرحباً بمـَن كان يهزم حُزنـيّ ،
و هاهو يدخل علـيَّ اليوم و هو أشد أعوانه~"

شفتي بارك إرتجفت لذلك الإستقبال العاتيّ ، فقط كسكينٍ غُرسَ بأعماقه ، رمش فيشد من إلتفاف أنامله على كف الصغير دلالةٌ على إنهياره في نقطةٍ ما بسبب معنىً عميق خلف كلمات بيكهيون حتى و هو بهاته الحالة ..

" ششش ، مرهقٌ بشدة"

همسٌ أخرٌ غادر ثغر الأصغر ثم مد سبابته الى ثخينتيّ بارك بعدما رآه يحاول إخباره بشيئٍ فيصمت الرجل و يقبل سبابته بعمق يجعله يرمش بتوترٍ ، ستظل تعبث به تلك الحركة الدافئةُ إلى مالا نهاية ..

" تشعر بالكثير من الألم؟"

بيكهيون نفى و بارك مد يديه الى خصلاته السوداء ليبعدها عن وجهه و يداعب وجنته ممتنعاً عن الكلام كما أراد طفله الذي يحدق إليه بنظراتٍ جعلته يخجل من نفسه ليتحمحم ..

" لما أحضرتني الى المشفى تشانيول ؟ كنتَ لتتركني أموت بما أنك قلت أنك تكرهني ، يالا شفقتي على نفسي فـ ها أنا أتحدث عن الموت ليس و كأنك قتلتنيّ أضعافاً و أنا حيّ"

قال مخرجاً أول ما فكر به دون ترددٍ و مفرغاً ذهنه ، عينيه على ملامح بارك فتبهت و تصفر ثم ينظر إليه بعتاب و إنكسار لتلمع عيونه ثانيةً ، فيخفض رأسه إلى حجره لكن كف الصغير منعته من ذلك ما إن أمسك بذقنه و يجعله ينظر إليه ، مباشرةً إلى عينيه لأن العينين بوابة الروح ..

" لا تشح بنظراتك بعيداً عنيّ ، لا تفكر أنني هكذا بسببك فأنا من قرر أن يموت لتحيا أنت دون أن أفكر لأنني لازالت أعرف كيف أحبك حتى و إن كرهتني "

إبتلع غصته ما إن أنهى ذلك لتسقط دموع
تشانيول على كفه للمرة الثانية ..

" أنت تبكي بسببيّ؟"

صوته خرجَ مراعياً ، لا يحتمل دموع تشانيول البتة
و هذا جعله رغم الألم يحاول رفع رأس بارك قسراً ليحدق إليه ..

" أنت تبكي تشانيول ؟ "

مسح الدمعة التي إستطاعت يده المتعبة الوصول إليها ، رجله يريد اخباره بالكثير لكنه يمتنع لأجل تعبه ، هو لم يفتح عينيه سوى منذ لحظات و خطئ كبير أن يفعل لكن دموعه كانت كافية لجعل قلب بيكهيون يتألم و عينيه تلين إليه ..

" توقف عن البكاء أنت كبيرٌ كفاية"

همس بلطف ليبتسم تشانيول وسط دموعه المزرية فيتقرب من سرير الصغير أكثر و يضع رأسه على كفه يجعل بيكهيون يحدق إليه بصمت ، يبدو كطفل متودد لا أكثر هو يقسم ..

خلل أنامله بين خصلاته الرمادية فيربت عليها كأمٍ تحاول إسكات طفلها بأي طريقة كانت لأن هذا الرجل يشعر بالذنب و الحرج الكافي ليتحاشى أن تلتقي عينيه بخاصة بيكهيون و الذي لا تهون عليه دموع رجله مهما كان الوضع لأنه يعرفه جيداً ..

" بيكهيون "

تشانيول غمغم بتنهدٍ لكن لا ردٍ أتاه من المنادى عليه ..

" حُلوي"

كرر ذلك محافظاً على ذات وضعه ، يحدق إلى الجهة الأخرى واضعاً رأسه على السرير ..

" أنا مرهقٌ كفاية على أن أتعامل مع طفلٍ كبير باكٍ "

وصف زوجه بذلك فيرمش بارك و يحدق إليه أخيراً بملامح منغمسة جداً في منظره الذي يصرخ تعباً و لا يعلم من أين لهذا الملاك جميع تلك الطاقة ليبتسم بوجهه دون تردد ..

أكانت دموعه صادقةً الى ذلك الحد دون إعتذارٍ لفظي لكي لا يقاومها بيكهيون هكذا ؟ أم هذا شيئٌ من المسايرة كي يغادر و يتركه يرتاح ؟ الصمت كان لا مريحاً بينهما نوعاً ما، ما جعله يطبع الكثير من القبلات الدافئة على جبينه فيغمض الصغير عينيه ..

" أنتَ بهجة حياتيّ ~"

بيكهيون إبتسم بضعفٍ شديد و لا يعلم مالذي عليه أن يشعر به بسبب همس تشانيول العميق و هما حرفياً كانا على بعدِ إنشٍ من التوجه إلى المحكمة ؟

" منذ مدةٍ طويلة لم تخبرني بهذا ، لازلت تعرف كيف تغازلني تشانيول ؟ لأنك أنت رميتني بأبشع الألفاظ مؤخراً و أن--"

بيكهيون وسع عينيه بسبب شفاه تشانيول التي حطت على خاصته بحذر و سطحيةٍ قاطعاً كلماته، فعل ذلك كي يخرسه عن إرسال المزيد من الأسهم نحو فؤاده و فطره بتلك الكلمات ..

" بيكهيون !!! أنت تقبله حتى و هو مريضٌ
أيها المتعطشُ الجامح الأحمق ؟"

كأفلام الرعب و ما جعل كليهما يجفل ، يدي لوهان الذي ظهر من اللامكان إصطدمت بذلك الزجاج محدثةً ضجة و عينيه الجميلة كادت تخرج من مكانها بسبب رؤيته لتشانيول معه و هو لا !!
و يقبله علاوةً على ذلك ؟

" تشانيول ؟؟"

الصق وجهه بالزجاج ليتألم بيكهيون حينما خرجت منه ضحكةٌ مرغمة بسبب ملامحه البلهاء فينظر إليه تشانيول بقلقٍ ثم يعيد عينيه إلى لوهان الذي كان يصرخ من الخارج لكي يصل صوته إليهم ..

" أخرج من هناك تشانيول و توقف عن تقبيله بحق الرب ثمَ دعنيّ أدخلُ إليه إنـهُ دوري؟؟ الهي أيها الطبيب تعال و دعني أدخل الى أخي ، أين منظمةٌ حقوق الإنسان عن هاته المهزلة التي تحدث ؟"

لم يكن هناك أي طبيبٌ يخاطبه فهو إستسلم من مجادلة بارك في الأصل لكن لوهان هو لوهان ، و جميع ما كان يفكر به بيكهيون هو والدته ، يأمل
أنها لم تحصل على أي جلطة بسبب ما حدث له ..

" هل علمت أمي بما حدث ؟ هل هي بخير ؟"

" هي هنا حبيبي ، هل تريد رؤيتها ؟"

سؤال بارك كان غبياً نوعاً ما بينما ينهض من المكان ليفتح لذلك الذي على وشك تحطيم الزجاج الباب ..

مد يده إلى المقبض فيندفع لوهان فوراً ليصطدم بصدر بارك و يرتد إلى الخلف محدقاً إليه بعتاب ..

" ششش لا تصرخ ، هاقد فتحت الباب"

قال واضعاً سبابته على فمه ليومئ لوهان و يتنفس بقوةٍ ثم يميل رأسه كي يطل على بيكهيون و دموعه تناثرت على خده تلقائياً ما إن تبسمَ إليه بتعب ..

" أخطأت في الإستنجاد بمنظمةٓ حقوق الإنسان لوهان ، فلا أحد سيتشبت بالنافذة بتلك الطريقة سوى القرود "

تشانيول قال مبعثراً شعر لوهان الوردي
ليرمقه الأخير بشيئ من الغموض ..

" لابد أنكَ تعاملتَ شخصياً مع منظمة حقوق الحيوان لنجدتكَ قبلاً و كثيراً بما أنك تحاول أن تنصحني بهم إلى هذا الحد أيها الزرافة ال--"

بارك وضع كفه فوق فم الأصغر ليعضها فوراً تحت أنظار بيكهيون المبتسم ببلاهة دون شعور ، هو مستمتع بالمنظر ..

" أصمت ثم لا تقفز عليه ، هو مرهق"

قال قاصداً بيكهيون لكن لوهان لم يرد ما فكر
به إلى الداخل ..

" هذا يعطيني معنىً قذراً بارك"

تشانيول وسع عينيه لتفكير لوهان الذي انحرف عن المسار المطلوب فيحدق إليه بفاه مفتوح بينما كان يهرول نحو بيكهيون أخيراً فيتوقف ما إن إكتشف أنه كان لشدة سعادته يريد عناق أخاه و يؤذيه ..

" بيكهيوني ~"

شبيه الغزال أرجعَ يديه الى خلف ضهره بظرافة لأنه خاف أذيته بأي شكلٍ حين لمسه ، فيبتسم بوسع ما إن مد له بيكهيون يده في الهواء ليمسك بها و يقبلها بعمق ثم يمسك بها بيديه الإثنتين ..

" لـولو خاصتي ، إشتقت إليكَ رغم أنه يومٌ واحد ~"

ذلك الإعتراف العاطفيّ جعل تشانيول يحدق إليهما بغيرةٍ و يكتف يديه بطفولية الى صدره حيث راح يتأفأف في المكان ، هو لم يسمع ذلك منه حتى ..

" خفت عليك كثيراً ، خفت عليك أكثر مما
تتصوره أرجوك لا تفعل ذلك ثانيةً"

يحذره و كأن الأمر بيده هو ..

" لن يحاولوا قتلَ تشانيول كل يوم لا تقلق"

بيكهيون قال فيرمش لوهان بأسفٍ و يبتلع تلك الغصة المؤذية بحنجرته ما إن شعر بنظرات الرجل عليهما ثم خروجه من الغرفة لشدة ثقل ذلك عليه ..

بعد ذلك الجواب من ثغر شقيقه ، هو سيقضي على تشانيول إن لم يركع متذللاً أمام بيكهيون كي يعفو عنه ..

" مالذي حدث بينك و بين تشانيول ؟
هل أزعجك بأي شيئ ؟"

قال بقلق فيهز بيكهيون رأسه بيأس منه ..

" لن تتغير لوهان ؟"

" لن أتغير في ليلةٍ واحدة غِبتَ فيها عن الوعي بالطبع أيها الأبله ؟ "

لوهان رأى بيكهيون يعبس بدلال ليلوي
شفتيه بأسفٍ ما إن سمع تذمره..

" عليك أن تعاملني بإحترامٍ لولو ، أنا مريض !!"

كاد يتناول خصلاته الوردية ما إن نزل إليه و
عانقه بحذرٍ فيتحدث معتذراً ...

" آسفٌ عزيزي ، سأدللك كثيراً لا عليك "

تنهد فيردف بعدها بجديةٍ ..

" أمي في الأسفل بيكهيون ، سأجعلها تصعد اليك هي تريد رؤيتك بشدة ، أنا لم أخبرها بما حدث لك إلا صباحاً، كذلك كيونغسو على وشك أن يصل إلى هنا مع فيتالي و الجميع هنا يحبك و سيأتون لزيارتك"

بيكهيون حدق إليه كـ ما اللعنة لأنه شعر أنه يتحدث إلى طفلٍ صغير يتعرض للتنمر أو شيئٍ من هذا القبيل ..

فيبتسم لوهان بتوتر ، هو ظن أن بيكهيون يحاول التخلص من حياته حينما فعل ذلك مع تشانيول لذلك هو يخبره أن الجميع يحبه ..

" لما تتحدث إلي كأنني جايسون لوهاني اللطيف ؟
ثم إنني جائعٌ كثيراً أريد الكثير من الطعام "

بارك كان ينظر إليهما بحب ،الى طريقة عبوسه نهاية حديثه و تربيته على معدته ليدرك أن طفله يشعر بالجوع ، إلى الطريقة التي قرص بها وجنة لوهان بحبٍ ، جوهما المليئ بالراحة و الصدق جعله يغوص هناك بعينيه إلى أن رن هاتفه قاطعاً تأمله و شكره للرب أنه لم يُحرم من هذا ..

" أين أنت ؟ أي مسشفى تتواجدون به؟"

" وهذا أول ما يقوله الناس على الهاتف فالاريا ؟"

من الفوضى التي في الخلفية ، تشانيول بوضوح لم يكن يريد أن يخبرها بالعنوان لأن قبيلة الفايكينج الهمجية على وشك الوصول و جعل المكان في فوضى عارمة بينما صغيره يحتاج الراحة ..

" انا مرهقة و أحمل كمّاً هائلاً من الناس بالسيارة لذا
تحدث قبل أن أنفجر بوجهك أنت ايضاً "

كيونغسو الذي كان يجلس أمامها بعناد في المقعد الأمامي حدق إلى فيتالي عبر المرآة الخارجية للباب ، حيث كان يجلس بجانب كاي الأيسر و الذي يتوسطه هو و جيرمي الذي كان يلتصق بالنافذة و يتجادل هو و زوجه في شيئ لا يهمه كثيراً معرفته ..

" إخرسا فإنني أتحدث على الهاتف !!"

الصمت حل فجأة بسبب صوتها المنزعج و جميع ما فكر فيه كيونغسو هو أنه يريد أن يكون فالاريا في حياته القادمة لكي يذوق شعور أن تكون اختاً كبرى مسيطرة ، عينيه كانت تنظر إليها بإعجاب ، نادراً ما يراها غاضبة فهي مرحةٌ طوال الوقت و الجانب العصبي الجاد هذا منها جعله لا يبعد عينيه ..

" نحن في مركز آسان الطبي ثم لا تأتوا جميعاً إلى المستشفى فالاريا , بيكهيون يحتاج إلى الرا--"

المرأةُ أقفلت بوجهه ما إن اخبرها بالعنوان و كان سيقول ذلك ليتنهدَ و يحدق حوله بإستسلام ..

الإنفجار الديموغرافي الصاخب على وشك أن يصل .. سخر من نفسه كونه يتحدث عن راحة صغيره و هو الذي صنع لنفسه و لهم وقتا مقدماً لزيارة بيكهيون ضارباً بجميع اراء الطاقم الطبي عرض الحائط ..

أعاد عينيه إلى صغيره و لوهان الذي كان يتحدث مع والدة بيكهيون في الهاتف كي يخبرها أنها تستطيع القدوم و لم يكن بكثير من الوقت حتى حدق إليها تهرول في ذلك الرواق ببسمةٍ مبتهجة أختلطت مع دموعٍ لغرفة طفلها ، ذلك جعله يشعر أنه مذنب ..

ذاكرته عادت به إلى اليوم الذي كانت تخبره فيه أن بيكهيون يعتبره أمانه و الشخص الذي يستطيع الإحتماء به وسط قساوة هذا العالم ..

أنه تعلق به الى درجةٍ كبيرة و إستطاع أن يحبه في الوقت الذي كان فيه صغيرها منكسراً منخذلاً و متعباً من الحياة لكنه اليوم يقف هنا و يحدق إليها تحتضن طفلها بحذر و جميع ما بداخله من شعور كان أنه خانها و خان تلك الأمانة بشكلٍ بشع ..

بيكهيون و رغم جميع من حوله إلا أنه كان يحدق من حين إلى حين إلى ذلك الرجل الذي لم يبرح مكانه و عينيه لم يزحها عنه و لو لوهلة ، قبلات أمه الدافئة و ثرثرة لوهان لم تنجح و تلهه عن عينيه الواسعة التي تأكله بنظراتها ..

إلى أن أمال رأسه ما إن أشار تشانيول بلطافة إلى فمه فيفهم أنه يسأله عن الطعام ليومئ له دون تردد ثم يحدق إليه يهرول بسرعة مبتعداً أخيراً عن هناك ليتنهد و يعيد عينيه إلى والدته ..

و لم يكن بالكثير من الوقت حتى نظر بيكهيون بأعين متسعة إلى فيتالي و كيونغسو الذين إلتصقوا فجأة من العدم بالنافذة فتتسع إبتسامته بحب و راح يلوح نحوهم بحب و حماس ..

" أنت بخير بيكهيوني ؟ ابتعد عن الباب فيتالي !!"

كيونغسو قال محاولاً إزاحة جسد الفتى الذي كان يقف أمام الباب فينظر إليه بغير رضى ..

" دعني أدخل إليه أولاً فأنا الطبيب
و ربما يحتاج شيئاً ما ؟"

فيتالي قال بلطافة رامشاً بأهداب زرقاوتيه محاولاً بذلك إغرائه لكن أسلوب كيونغسو لطالما كان أسلوب كيونغسو..

"المعذرة؟ لكن هذا لا يعطيك الصلاحية لتراه أولاً !!
ثم ألا يوجد أطباء في كوريا لكي ينتظر جلالتكَ أن
تأتيّ من إيطاليا ليطلب منك انت ؟"

" Dio mi dia un po' di pazienza"
إلهي، إمنحني بعض الصبر "

فيتالي قال واضعاً وجهه بين كفيه ليحدق
إليه ما إن تذمر ..

" أنت تشتمني بلغتكَ ؟ أنا سأ-"

كيونغسو صمت و حدق إلى لوهان الذي فتح
الباب و فتح ذراعيه بحب ..

" هدوء أيها القصيرين ، عانقاني أولاً ثم أدخلا
كليكما إليه دون شجار"

بيكهيون أبتسم على ثقة لوهان بطوله ، يستمر في التنمر عليهم و إذلالهم بذلك السنتميتر الزائد الذي وضعه الرب بجسده أكثر من ثلاثتهم قبل أن يدلفا إلى الداخل و هاهما على وشك الشجار حول من سيعانقه بحذر أولاً ..

" لا عناق ، جسده متضرر إكتفيا بالنظر و
تقبيل وجنته ربما "

بيكهيون رمق أخيه بصمت كونه بدأ في إطلاق أوامره كالعادة فقط لأنه الأكبر بينهم ثم أغمض عينيه ببسمة  ما إن شعر بقبلتين لطيفة على كلتا وجنتيه كما أمر جلالته ..

" تعال أنت الى هنا لكي لا يتجاهلني
و ينظر اليك فقط فأنت ثرثارٌ فيتالي"

كيونغسو أشار إلى الجانب الأيسر الذي هو به فيفعل المعنيّ دون جدال فقط كونه يرى أن الوقت خاطئٌ في الأصل و تشانيول مخطئٌ أنه فتح مجال الزيارة لشخصٍ إستيقظ من عملية يا صاح ! ذلك الرجل لا يكف عن كونه جامحٌ و مجنون ..

" لن أتحدث إليه الآن في الأصل ، عليه الراحة حقاً ، بيكهيون كيف لك أن تتحمل هذا و تجعل تشانيول يدخل إليك في وقتٍ كهذا ؟"

" لا أعلم أيها الطبيب ، ربما لأن بارك
تشانيول هو بارك تشانيول ؟"

بيكهيون همس مبتسماً فيعبس فوراً بعدها حينما أصدرت معدته صوتاً ، تشانيول و والدته تأخرا عن الطعام و هو لا يريد أن يتناول طعام المشفى حتماً ..

" أنا سأصنع لك بعضاً من الكعك و أحضره لك غداً ، سمعت أنك ستبقى في المشفى لثلاث أيام فقط "

بيكهيون تنهد بمللٍ فهو يريد الذهاب من هنا اليوم لكنه مضطر للبقاء تحت الرعاية لثلاث أيام كاملة ..

" هل تجيد صُنع كعكَ لدغة النحل الألماني ؟"

بيكهيون لعق شفتيه بجوع و كيونغسو
أمال رأسه بـ حيرة  ..

" سأحاول من أجلك و أعلم أنني سأعدهُ
جيداً بيكهيوني فأنا خبازٌ ماهر كما تعلم"

فرقع أنامله ملمحاً إلى مهارته في الخبز و قبل أن يشكره بيكهيون مقدماً ، الضجيج الذي كان قادماً من الخارج جعل فيتالي يجر يد كيونغسو و لوهان إلى الخارج و يغلق الباب دون إنذار ..

" يكفي ثرثرةً يا رفاق ، بيكهيون يحتاج أن يرتاح حقاً ، فقط أنظرا إليه، هو أغمض عينيه بمجرد خروجنا "

أشار إليه حيث أغلق جفنيه وأمال رأسه على المخدة ليتفهم لوهان ذلك بشفقة على حال أخيه المسكين، الحماس أخذهم إلى أن أرهقوه لكنه لم يمانع لشدة لطافته ..

" ليسَ و كأنك المسؤول عن حالته ؟"

لوهان أراد صفع كيونغسو بسبب ذلك الآن حقاً ..

" ألا ترى أنك تهاجمني منذ الصباح دون
سبب كيونغسو ؟"

فيتالي قال بحزمٍ مكتفاً ذراعيه الى صدره تحت أنظار شبيه الغزال المتوترة ، ألا يتوقفان عن الشجار حقاً إلى هاته الدرجة ؟

" انا أحبك لكنني إشتقت إلى بيكهيون
و أنت الآن تتصرف كطبيبٍ لئيم "

شفتيه الممتلئة تمددت إلى الخارج فتلين عينيّ فيتالي و يلمس خديه جاذباً أياها الى الخارج بأنامله ..

" و أنا أحبك كذلك كيونغسو ، لكن ذلك لصالحه هو تلقى رصاصةً أتعلم ما معنى ذلك ؟ ثم لا تعبس لأنني سأعض وجنتيك الممتلئة؟"

" من هذا الذي يملك وجنتين ممتلئة تستحق
العض في الجوار ؟"

كيونغسو وضع يديه على وجهه بحماية تلقائيا بسبب فالاريا التي قالت بصخبٍ حيث لاحظ أنها كانت تمشي براحةٍ مستعيدةً مزاجها الجميل عكس الصباح ..

و ذلك فقط جاء بعدما وبخت تشانيول في الأسفل توبيخاً مثالياً مختلطاً بالمواساة و المراعاة ، لم يكذب حينما قال أنها الأخت الكبرى المسيطرة الذي يريد أن يكون عليها، فهاهي تمشي براحة عكس تشانيول الذي يحمل الطعام بعبوس خلفها ، حتى زوجه و سيهون و جيرمي يحملون وجهاً ضاحكاً فلابد أنهم حضروا التوبيخ الذي ألقته نحوه ..

إلتصقوا بتلك النافذة يحدقون نحو بيكهيون و أكثر النظرات التي حملت ذنباً كانت من سيهون ، جيرمي و كاي بريئين تماماً لكنه من ساهم هنا في جرح بيكهيون بالكلمات قبلاً و هذا جعله يضع عينيه على الارضية حتى و إن لم يحدق إليه بيكهيون ، حتى الإعتذار لم يكن كافياً لإزاحة ذلك الشعور الدفين الثقيل ..

تشانيول أغلق الباب ثم بحركةٍ جعلتهم يوسعون أعينهم و بعدما إبتسم بـ شرٍ و مكر و أنانيةٍ بصغيره ، أرجع الستار إلى مكانه الأصليّ حاجباً عنهم الرؤية ليتلقى الكثير من الشتائم و التذمر منهم دون إستثناء ..

" لا أستبعد أن يفعلها و هو مريض
كذلك، ذلك الرجل جامح"

لوهان كتم ضحكته لتلك المزحة من كاي و التي تندرج حالياً تحت مسمى "الكوميديا السوداء" فيحدق إليه كيونغسو بنظرات فهمها الجميع ، ليس
و كأنك لست كذلك هي ما عنته تماماً تلك العينين الواسعة حالياً ..

" انا أخذت الإذن لأطعمك حـلويّ ، لذا إفتح عينيك
و تناول شيئاً ثم عد إلى النوم ، لن يزعجك أحد أعدك "

بارك وضع الاكياس على المنضدة مخرجاً الكثير من الطعام و بيكهيون بعدما رأى الكمية فكر أنه يعتقده ديناصوراً كي يتناول جميع ذلك و هو بهاته الحالة؟

نظر إلى تشانيول مباشرةً نحو عينيه ليتلبك ، بات يخشى سوداويتيه أم ماذا ؟

ثم ماذا ؟ إذناً ؟ ذلك بدى مضحكاً لمسامع بيكهيون ، هل يحتاج إذناً من الطبيب بعد جميع تعاليمهم التي تجاهلها ليتوقف الأمر فقط على الطعام ؟

" أعلم أنني أزعجتك بتواجديّ هنا في وقتٍ خاطئ"

همس بصوتٍ منخفض و عّدل المخدة أسفل فتاه لكي يستطيع أن يأكل براحةٍ ليوجه نحوه أول ملعقةٍ من الطعام فيفتح بيكهيون فمه فوراً فتهاجم موجة من الدفئ قلب تشانيول بسبب جوعه الشديد و لطافة ملامحه ..

عينيه غاصت في ذلك الوجه و لأول مرةٍ يشكر الرب مراراً و كثيراً بسره ، في كل نفس يأخذه بيكهيون أمامه يفعل ، يشعر بأنفاسه هو تخرج طبيعياً أخيراً برؤيته بخير حيث روحه عادت كي تمكث بداخله كونه لمْ يُحرم من هذا الوجه ولا هاته الروح البريئة التي تتناول الطعام بنهمٍ ..

" أين أمي ؟"

لعق ما لطخ شفتيه قائلاً و تشانيول تحمحم ، أخذ ذلك كتلميح على أنه لا يتقبله هنا ، حساسٌ بشدة مؤخراً ..

" إظطرت للعودة الى المنزل لأجل جايسون و جونغ مي و ستعود لاحقاً و تحضر أختك كذلك ، أقصد حينما ترتاح جيداً"

بيكهيون همهم و رفع ذقن تشانيول بأنامله ليجعله ينظر إليه للمرة الثانية من ذات اليوم ثم يبتسم نحوه ..

" لما تتجنب النظر إلى عينيّ ؟"

تشانيول وجَد الإجابةَ بصراحة هو أفضل حل ..
ليس و كأنه يخاطب أحد غير حبيبه ليكذب عليه ..

" أنت لم يكن عليك أن تفعل ذلك بيكهيون،
لا تستحق الأذى ملاكيّ"

القشعريرة سرت بعموده الفقري كون يد بارك كانت دافئةً على جلد وجنته البارد فيميل رأسه عليها موهماً بارك قبل أن يرد عليه ..

" ماذا عن الأذىَ النفسيّ ؟ أستحقهُ تشانيول ؟"

تشانيول توقف عن إطعامه لوهلة فيفتح بيكهيون فمه حثاً له على مواصلة فعل ذلك ..

" لا أعتقد أن التحدث عن أيٍ من هذا مناسب الأن لأنك متعبٌ صغيري ، لنتجنب هاته الأحاديث فضلاً"

همهمةٌ صغيرة خرجت من شفتيّه الرفيعة بوفاق و يحل صمتٌ مطولٌ فقط من أصوات تناوله لحساء الخضار الدافئ ..

" هل أنت مريض؟ "

أبعد الخصلات الرمادية عن جبينه و تحسسه لكن بارك نفى لأنه أخذ حقنة و يشعر بشعورٍ أفضل ..

" هل تناولت الطعام إذاً ؟"

تشانيول نظر إليه بعينين لامعة حينما شعر بكفه الجميلة على وجنته ليقبل باطنها تلقائياً ، لا يتوقف عن كونه ملاكاً و يهتم لأجله بطريقة تجعله يريد تقبيله و هو مريض ؟

" فعلت سكـرْ , سيهون تقمص دورك و
أطعمني غصباً عني"

ببسمة دافئةٍ همس ليغوص الصغير بعينيه في تلك الغمازة التي تسحبه ذهاباً و إياباً لشدة جمالها فيمد سبابته إليها و يضغط هناك يجعل من إبتسامة الرجل تتسع أكثر ..

" بيكهيون"

إشتاق إلى سماع ذلك الإسم من شفتي زوجه بنبرة دافئة فيميل رأسه ..

" أجل ؟"

" أريد معانقتك"

تشانيول طلب ذلك بغصة في حنجرته و قرب نفسه منه ، شعر الاصغر بتلك الرغبة المسكينة بوضوح ليزفر بتشتت  ، طفلٌ فقط ..

" العناق بيننا أصبح يحتاج إلى إذنٍ كذلك ؟
إلى أين وصلت علاقتنا تشانيول ؟"

تشانيول عانقه بطريقةٍ لا مؤذية ليقشعر جسد بيكهيون بسبب القبلة الصغيرة على جانب عنقه فتنزلق تلك الدمعة منه لحال بارك الذي يريد التشبت به إلى الغد ثم يذكر نفسه أنه فقط متأذٍ ..

شعر به يرسم ذلك القلب الصغير الظريف على ظهره ككل مرةٍ يحتضنه فيها فينظر إلى سوداويته و يطبع قبلةً على جبينه ..

" سأصلح جميع ما كسرت بداخلكَ  ، سأتضرع عند قدميك لكي تغفر عنيّ و اتوسل اليك ، فقط لا تتركنيّ "

أيقصد بـ لا تتركني تركه حينما يموت أو يعني به الانفصال في الحياة ؟ ذلك ما كان يدور بلعقل الصغير واضعاً سوداويتيه على حالته المزرية الضعيفة أمامه ، كأنه ليس الرجل الذي رمى بوجهه الأموال بقسوةٍ قبل أيام ..

" أنت تبدو مختلفاً ، أنت تشانيول خاصتيّ
و ليس ذلك الرجل القاسي الذي كنت عليه "


ربما تلك كانت فقط كلمات عابرة من ثغره لكنها الجرح الألف الذي يصيب قلب تشانيول لليوم فيخفض رأسه إلى كفه و يقبلها للمرة  ..

يبدو أن شعور الفقدِ إحتل دواخل تشانيول و خوفه من خسارته أدى واجبه على أكمل وجهٍ فهاهو يتوسله بإلحاحٍ ، هل خاف عليه الى ذلك الحد ؟ كيف كانت ردة فعله ياترى ؟

" متى سأخرج من هنا تشانيول ؟"

قال مستقبلاً ملعقة أخرى من الحساء من يده ليزيح تشانيول الزوائد عن جانب ثغره بإبهامه و يلعقه عفوياً ثم يردف بجدية جعلت بيكهيون يقسم أنه مجنون ..

" متى ما أردت حلوي ، مستعد لأوفر لك مشفى مصغر و طاقما طبي بالقصر إن أردت الخروج من هذا المكان و مللت منه"

بعد تلك الكلمات التي كان تشانيول مستعد لتنفذيها ، بيكهيون لم يجبه بشيئ ، و بعد ثلاث أيام من المكوث في المشفى و إنتهاء فترة المراقبة الصحية بالنسبة للأصغر  ..

علم تشانيول لما لم يحصل على أي جواب منه في لك اليوم، لأنه أصر على البقاء في منزل والدته متمنعاً عن الذهاب معه للقصر يجعل منه يخيب ليدرك حينها أن بيكهيون فقط كان يسايره في المشفى على ما يبدو  ..

⚜️

~ 20 : 33 P.M ~

رحل الجميع من منزل والدته بعد زيارة ألحقت برأسه الكثير من الصداع بسبب شجار كيونغسو و فيتالي و تعليمات لوهان الثرثار ، من الجيد أن لوهان غادر أخيراً إلى قصر زوجه و لم يصر على البقاء معه هنا ..

" مهلاً ؟ إلى أين أنت ذاهب ؟ بيكهيون أيها العنيد مالذي أخبرتك به ؟ أي شيئٍ تحتاجه سأحضره لك
لا تتحرك !!'

قالت تهرول نحوه بمجرد رؤيتها له ينهض من
السرير بحذر فيعبس كعادته محاولاً إستعطافها بذلك ..

" أنا مللت من الفراش أمي ، أستطيع الم فـ العملية بخصريّ و ليس بأقداميّ، أنا بخير لا تقلقي ناحيتي كثيراً "

توجهها معه نحو الحمام و الى أي مكان يخطو إليه يجعله يتذمر فهو يستطيع المشي تماماً لكنها حريصة عليه بدقة و لا تسمح له بالتحرك لوحدة البتة ..

"أحضرت لك هاته الفيتامينات التي أحضرها لك تيفاليّ لتتناولها بعد الطعام ، فتحت شهيتك بشكلٍ جيد و هذا أعجبني"

بيكهيون أمسك بخصره بينما يضحك بسبب نطقها لإسمه بشكلٍ خاطئ في كل مرة و بكل ثقةٍ كذلك فتعبسُ ..

" أمي، للمرة الألف يُدعى فيتالي"

لم تهتم كثيراً لذلك التصحيح و غادرت من حيث أتت فيجلس على السرير أخيراً واضعاً عينيه على الأرضية و راح يعبث بزجاجة عطره و يرش في الهواء ثم في ملابسه و وضعها بضجر ..

كان يجلس مفكراً بتشانيول و فقط تشانيول ، هو يأكل عقله بالمعنى الحرفي  ..

لما لم يأتي إليه اليوم ليزوره معهم ؟ أهو مشغولٌ
إلى ذلك الحد عنه في العمل ؟ أكان العمل عذراً ليتغيب عنه اليوم كما اخبره سيهون ؟

حتى و إن كان رفض البقاء في قصره ، هذا لا يعطيه الصلاحية لكي لا يأتي إليه ؟

" مهملٌ تشانيول"

همس بتذمرٍ و مدد شفتيه إلى الهواء كطفلِ الخمس سنوات بينما يضع جسده جيداً على السرير و يحدق الى السقف مزيحاً خصلاته المتمردةِ على سوداويتيه ..

" لربما هو غاضبٌ منيّ لأنني أردت البقاء هنا ؟
بأي حقٍ يغضب في الأصل ؟"

يكره أنه لا يستطيع فعل أي شيء سوى التمدد حالياً و إن عاند سيدور حول الغرفة و يعود الى سريره مستسلماً لواقع العملية التي تتطلب الراحة ..

" مهملٌ بشدة بارك ، تترك هرتك حزينة ، حتى و إن كنت اتدلل عليك و لم أسامحك بعد ، أنت عليك أن تحاول مراراً كما كنت تخبرني في المشفى"

خاطب صورته في الهاتف الخاص به و راح يحدق إليه بعدها بعينين لامعة ، أحقاً سيستطيع تجاوز حب هذا الرجل يوماً ما ؟ الأجواء ليست صافية بينهما إلى ذلك الحد لكنه وجد هذا السؤال يتبادر إلى ذهنه تلقائياً ..

" أنت مهملٌ و عليك أن تُعاقب أكثر "

كرر ذلك للمرة الثالثة فيقفز قلبه من مكانه و يسافر نحو معدته بسبب تلك النبرة اللعوبة الهامسة التي تردتت في غرفته كأنه كان يقف امامه و ربما كان كذلك بما أنه سمعه ؟

" تُحدثُ صوريّ و أنا حينما أجاورك
تتدلل عليَّ هرة ؟"

بيكهيون قضم سفليته بتوترٍ ليغمض جفونه لشدةِ الحرج و يضع الهاتف على بطنه مميلاً رأسه على المخدة و مدعياً النوم أمام عينيه دون تردد ..

" ياسمينتيّ الفاتنُ لا يجيد التمثيل حتى "

تشانيول راح يقترب ببطءٍ قارعاً بأقدامه على الأرضية و في كل خطوةٍ تتسارع أنفاس الصغير ، هو يشعر أنه معتوهٌ قد قُبض عليه بالجرم المشهود و هو غارقٌ في تلك الملامح المثيرة ..

تشانيول وضع باقة الياسمين و دمية البيكاتشو على الجهة الاخرى ليفتح بيكهيون عينيه كي يتطفل عليها و يعيد إغلاقها تحت أنظار تشانيول الذي ذاب قلبه بسبب أبتسامته حينما رآى دمية البيكاتشو ثم عاد الى عبوسه فيما يتعلق تعامله معه هو  ..

" إلهي إمنـحني بعض الصبر لأتـحمل جميع هذا الجـمال و الحُـسنَ دون أن أكلـه يوماً ما"

قلبه نبض أقوى حينما همس تشانيول بدعوته الصادقة فيسمح بعدها لجسده بمجاورته على السرير ثم وضع وجهه بين منحنى عنقه و كتفه دون أي إنذارٍ فيقشعر جسده بسبب تنفسه العميق هناك و زفراته الساخنة جعلته يرتعش ..

" مـلاذيّ و مكانـيّ الآمن و وطنـيّ ، فاتنيّ
و مُدلليّ و جميع أوجه حـبيّ و رغباتيّ  ~"

جميع ذلك دفعة واحدة أكبر من يتحمله هو فيمسك بيد تشانيول ليبتسم ضد عنقه يزيد من تنفسه العسير و صوته حينما نده مستنجداً جعل الرجل في حالةٍ من السَّكرِ ، يحب صوته كاللعنة و مستعدٌ كي يسمعه يردد إسمه حتى تغادر روحه إلى السماء ..

" تشانيول .."

" وحـيده و عيناه ~"

منذ مدةٍ لم يسمع ذلك منه و هذا دفعه للإبتسام وسط أنفاسه المبعثرة معطياً بارك أجمل منظرٍ قد يحدق إليه فيتوه في الكلام و يبتلع بسبب عينيه السوداء التي نظرت إليه ، لف رأسه دون إذنٍ مُحدثا الكثير بقلبٍ الأطول فزفراتهما إختلطت ..

" أريد تقبيل لمعة عينيك لكنني سأكتفيّ بتقبيل هاته الجفون لأن ذلك مستحيل ، الرب وضع تلك اللمعة بعينيك للتحديق فقط و ربما لجَعل بارك تشانيول يخضع لها دون شعور ؟ ~"

أغمض عينيه بسبب القبلتين الدافئتين على الموضع الذي ذكره فيزيد من لف أنامله على كف بارك  ..

" لما كان حُبي يتذمر قبل دخوليّ ؟"

" لأنك لم تأتي لتزورنيّ ؟ بصراحة "

بيكهيون إحتاج وقتاً لإستعادة القليل من أنفاسه و إخباره بذلك وسط نظراته الهائمة و شفاهه التي طبعت العديد من القبل على كفه الصغير ..

" أخبرتك قبلاً أنني أحب عبوسك ؟ و أودُ بشدة إلتهام شفتيك لكننيّ أُفَعِلُ كل ذرة تحمل و صبر بداخليّ لانك مريض ؟ أنت أصعب إختبارٍ قد أوضع به فـ تباً لصعوبةِ العمل و قسوته أمام هاتين العينين و الشفاه"

يريد الصراخ بوجهه أن إبتعد و دعني أتنفس لأنك تخطف أنفاسي لكن انفاسه خذلته  ..

" هناك سببٌ لعدم قدومي إليك مبكراً غير العمل المستعجل الذي لم أستطع تجاهله"

أخيراً ، توقف عن الغزل الذي يقلب معدته بقسوة
و أجابه كباقي البشر ..

" ألا و هو ؟"

تشانيول نهض من تلك الوضعية و جلس أمامه فيوسع بيكهيون عينيه ما إن مال إليه و إحتكت قمم أنوفهما فيبتلع بغزارةٍ ..

" لا يلائمني بتاتاً أن أزور حبَ حياتي مع أولئك المعاتيه؟ أنا عليَّ أن أختلي بكَ كلما أراك ، أنا و أنت فقط حلوي و لا أحد سوانا~ "

بيكهيون لم يقاوم لمعة عينيه الواسعة فيضع يده على وجهه و يده الأخرى على كف بارك مبعداً إياه عنه لأنه سينفجر في أي لحظة و هو مريض بحق الرب الا يملك هذا الشخص رحمة ؟

تشانيول أبتسم و أمسك بكفه ليضعها على صدره العريض ، حيث كان ينبض ذلك الأهوج تحت يد الصغير كغريقٍ يطلب الهواء ..

" هذا اللعين لا يدعني أنامُ بالليل، فـ بين كل نبضةٍ
و نبضةٍ يصرخ و  يطالبني بك ، أشبعه قرباً عَلّه يرحمنيّ و يهدأ قليلاً ~"

بيكهيون أخذ يمسح على ذلك القلب علّه يهدأ لكنه كان فقط يزيد من إهتياجه و تقلبه بلمساته تلك فيهمس لتشانيول ..

" لا تلعن ما ليسَ لك"

قاصداً قلب تشانيول و الأخير لم يكن يوماً أكثر تأييداً أكثر من اليوم ، هو ليس له بل بصغيره يحيا و يموت ، ينبض و يهدأ ..

" يا من أخبرني أنك تكرهنيّ لا تلعن
ما هو ليس بملكك"

بارك كبح يده التي ارادت إمساك عنقه و سحق شفتيه بسبب قوله لذلك و إغماضه لعينيه بدلال بعدها متجنباً نظراته  ..


" أنا كاذبٌ لعينٌ ، تباً ليّ"

قد يفعل الحب أكثر من ذلك ، بارك كان أكثر الأمثلة عن التذلل في الحب فمهما بلغ المنصب و الجاه سيسقط ذلك أمام صغيره دون مكابح ..

" لهذا أنا هنا لوحدي ، لأحدق إليك كما أشاء"

حدق إليه و يكاد يثقب وجهه بعينيه فما الذي يريده أكثر ، تسائل و راح يتنفس بصعوبة ثانيةً كونه إستنشقَ عنقه بلهفةٍ جاعلاً شفتيه الثخينة تحتك بجلده الرقيق بكثرة في كل مكان من عنقه و ترقوته و كتفه فتبرد أطرافه و تتقلب معادته بسب الفراشات ..

" و أتنفسكَ حتى أثمل بك"

وضع يديه على منكبي الرجل الذي يفعل ذلك مراعياً منطقة ألمه و التي عادت لتؤلمه لكن ليس لأن بارك تعمد ذلك ، بل بسبب القبلة التي طبعها على جانب خصره و منتصف صدره يجعله يغمض عينيه مستنجداً لبعض الهواء ..

" و أقبلك كما أشاء و أينما أشاء "

صوته المبحوح و هو يتلو عليه مراحلَ تعبث به فيقبل ملامحه جميعها و يتوقف عند شفتيه ، بيكهيون كان ينتظر قبلة لشدة الخدر عليها لكن تشانيول لن يفعل فيحدق إليه بتذمر عكسته عينيه ..

" أخاف تقبيلك بعد جميع تلك المدة و التمادي حتى أؤذيك فأنت تعلم كيف أصبح عند مذاق شفتيك ، تعرف كي أصبح مجنوناً لأجلها "

بيكهيون لوى شفتيه و بدى غير غير راضياً فيبتلع بارك و يسرق نفسه منه بسبب قبلته العميقة و الطويلة ثم يبتعد تاركاً إياه يلهث ..

" مالذي سيشبعني الآن ؟"

مرر شفتيه على خاصة بيكهيون فيغمض عينيه و أنفاسه تبعثرت بسبب عبثه ذاك ثم شعر به يطبعها أعمق للمرة الثانية ...

" أخبرتك .."

فصلها و لهث بتلك الكلمة فيحدق إلى لمعتها الوردية التي تغيضه في كل مرةٍ يفصل القبلة فيضيف قبلة أخرى على صغيره الخدر ..

" أنني ..

بيكهيون أطلق أنيناً بفاه تشانيول بسبب القبلة الرابعة فيبتعد هاته المرة لأنه سيفقد نفسه بسببه ..

" أجُـن لأجلها ، الإدمان و الهوس شعورٌ صعب"

إستلقى بجانبه ليلهث بعلوٍ تاركاً إياه يجذب أنفاسه بصعوبةٍ ، منظره ألطف شيئ ستراه عينيه حتماً ..

" أنا هنا وحيداً لكيّ أهمس لك أن بارك تشانيول يعتذر لك و يحبك بل يُقدس التراب الذي تخطو عليه أنت "

نظر الى تشانيول بعد همسه بأذنه بتلك الحروف فيرمش بوهنٍ ظنه بارك نعاساً ..

" أنت لازالت تنام وسط أحاديثيٌ سُكر ؟"

سؤاله بدى لطيفاً بشكلٍ ما إلى أن فهم ما يلمح إليه تشانيول، هو ينام وسط مضاجعةٍ لشدة الوهن و اللذة في العادة ..

" هجرتنيّ الى درجةٍ أصبحت لا تألف فيها
تصرفاتي و تستغربها ؟"

"  لأنني عهدتك تنامُ في موضعٍ أخر ثم فليأخذ
الرب روحي إن نويت أن أهجرك يوماً "

بيكهيون رمقه بغير رضىً فيوسع تشانيول عينيه دون فهم ، هل قال شيئاً خاطئاً ؟

" هل تريد مني أن أموت ؟"

تشانيول كان سيتحدث فيضيف بيكهيون موقفاً إياه من الحديث و حتى التنفس ، فما هو أمام دلاله و تملقه اللذيذ عليه ؟

" ألم تكن تخبرنيّ أنني أنا روحك بارك تشانيول ؟ كيف تطلب من الرب أخذها إذاً ، أتريد التخلص مني , ربما أنت كنت سعيداً حينما كنت سأموت في الأصل"

بيكهيون أبعد يده عن تشانيول حينما أمسك بها لكنه اخذها باصرار و وضعها على صدره ثانيةً مشتكياً ألمَ الحب الذي اصابه من تصرفاته الحلوة ..

" إلهي ، سيتوقف فالرحمة به"

بارك كان جاداً ، ذلك الشعور بداخله أقوى من أي شيء ، تلك هي القوى التي يخضع لها في حياته فقط ، قوة حبه لهذا الشبر و النصف الذي قلب حياته و سيطر عليه ..

" أنا سأموت معك إن غادرتني ، أتظنني سأتركك تغادر إلى العالم الثاني وحيداً ليجدك احدهم غيري
و يأخذك مني ؟ لم تحزر "

بيكهيون أغمض جفنيه و كتم ضحكته مفكراً
بداخله أنه مجنون تملكِ و الرب ..

" نمت سكر ؟ دون قبلةِ تصبح على خير ؟"

قال اخذاً كفه الناعم ليحتفظ بها أمام شفتيه ، قبلةٌ عليها من حينٍ إلى حين و تأملٌ بملامحه إلى أن يخطفه النوم بعدنا تركه دون إنذار ..

" لا داعي لقبلة تصبح على الخير ، فأنا أنام
بجانب جميع الخير في حياتي"

هو كان يقنع نفسه و يصبرها على تلك الشفاه و من ناحية أخرى هو ينبس الحقائق ..

" الشيى الوحيد الذي أكرهه بك هو مقدرتك على النوم فجأة و دون سابق إنذار و تركي وحيداً بيكهيون ، غير هذا أنا أعشق جميع ما بك ، عمت مساءاً يا روحي "

نهض من السرير كي ينزع المعطف غافلٌ عن بسمة صغيرة داعبت رفيعتيه المحتالة بسبب نعته بتلك الكلمتين الأخيرة  ..

~

يتبع🤍

تتوقعو بيكهيون سامح ولا قاعد يسايره لين يتعافى و ينتقم منه بطريقته و حركاته اللذيذة و يخليه يغار و كذا و كلنا نعرف وش في بعد الغيرة؟ 🧑‍🦯

Stay safe 🌼

Continue Reading

You'll Also Like

5.5M 159K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
33.6M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
342 59 11
كان غريباً جداً ومبهماً كان عندما يشتاق يقول : شوقي إليك يشبه كثيراً حموضة البرتقال . وعندما ينتشي يقول : مصباح يخترق العالم عليك بالتعرّي وكان ي...
185K 12.9K 49
مقتل عائله بارك .....وفي قصرهم لا يعلم احد ما حصل وقتها و لماذا الجميع طعنوا في قلوبهم .. لقد تم دفن العائله في مقبرتهم الملكيه ، و ماذا عن ابن هذه...