IMMORTAL LOVE

By inestwila

193K 8.4K 35.4K

هذا الكتاب عبارة عن الجزء الثاني لرواية A SACRED PIECE ~♡ بدأ في : 13/3/2022 إنتهى بـ : 9/3/2024 More

INTRO
CHAPTER 1
CHAPTER 2.
CHAPTER 3.
CHAPTER 5.
CHAPTER 6 .
CHAPTER 7
CHAPTER 8.
CHAPTER 9.
CHAPTER 10.
CHAPTER 11.
CHAPTER 12 .
CHAPTER 13 .
CHAPTER 14.
CHAPTER 15.
CHAPTER 16 .
CHAPTER 17.
CHAPTER 18.
CHAPTER 19
CHAPTER 20 .
CHAPTER 21
CHAPTER 22.
CHAPTER 23.
CHAPTER 24.
CHAPTER 25 .
CHAPTER 26.
CHAPTER 27.
CHAPTER 28.
CHAPTER 29 .
CHAPTER 30.
CHAPTER 31.
CHAPTER 32 .
CHAPTER 33.
CHAPTER 34 .
CHAPTER 35.
CHAPTER 36 .
CHAPTER 37 .
CHAPTER 38 (M)
CHAPTER 39.
THE END .

CHAPTER 4.

6.5K 224 809
By inestwila

ENJOY

⚜️

" مرحباً بكَ بداخل قلبيّ ، أيها الملاك~"

صباحاً ، كان ذلك التفصيل الذي أضافه بيكهيون في مطعمه ليصفق لمن جعلوا المكان ما هو عليه من أجله بسعادة ، كانَ مثاليٌ حينما كتبوا ذلك على الجدارية الرمادية باللون الزهري و أضيفت بجانبه رسومات لأزهار الياسمين و ذلك فقط كان مثالياً ..

لوهان كان يدرك أن بيكهيون مغفل لكن ليس الى هذا الحد ، ليستعمل الجملة التي بدأ بها تشانيول قصة حبهما هنا في مطعمه ..

" أيها المعتوه ؟! هل هذا يعني أن جميع من يزور المكان سيحصل على هاته الجملة كإستقبالية؟! الجميع ملاك و مرحباً به بداخل قلبك؟!"

كان سؤالاً فيلسوفاً من شبيه الغزال و تزامناً مع تفحصه لأي عيوب بيكهيون رمقه بعدم تصديق ليهز رأسه الى الجانبين نافياً ما يعتقده لوهان ..

" لا ليس هكذا لوهان ، أنا فقط وضعتها أسفل صورتيّ لأكمل المعنى كذلك أحببت أن اكتبها باللون الزهري على الجدار الرماديّ لأن تشانيول دائماً
يخبرنيّ أنني الزهرُ الذي جعل حياته ملونة"

بيكهيون أرجع خصلاته إلى خلفِ إذنه بينما صوت تشانيول الآجشّ يرنُ بعقله كلما أخبره بهاته الكلمات الثمينة لتتوسع بسمته المستطيلة ..

" ثمَ جميع تصميم المطعم حوليّ ألا ترى إسمه ؟! كذلك لا أعلم لما سحب تشانيول وجهه من هنا
و أبى أن أعلق صورتنا معاً فجأة و غير رأيه !!"

بخيبةٍ قال فتشانيول إسترجع تلك الصورة التي رسمها لهما معاً و إكتفى بإثنين تحملان وجه صغيره فقط و بذكره هو لا يرد لكنه أخبره أنه سينهي بعض العمل و سيأتي كي يذهبا الى الرحلة فوراً ..

عينيه حدقت إلى ساعته فوجدَ أن الوقت الذيّ سيعود فيه إقترب و بهذا هو عليه الذهابّ لكي يقتني ما يحتاجانه لرحلةِ الجبل هاته ..

" اذا انا سأخذ جايسون الى قصري بيكهيون ، لكن ما يجعلني حائراً هو لما يحرص عليه سيهون و تشانيول و لما يخافان عليه أن يبقى في منزل والدتك الى ذلك الحد ؟ "

بيكهيون إبتلع حينما سأله لوهان ذلك تزامناً مع إمساكه بالمقود ليهز له كتفيه بجهل و ملامح مريحة بينما يراسل تشانيول ..

" لا أعلم شيئاً ، تشانيول يريد هذا و
جميع ما يُريده سيُنفذ و فقط"

~

تشانيول وصل الى أين طُلب منه خليفة والده و رئيس الوزراء الحاليّ الحضور لكنه تفاجئ كلياً أن المكان كان أين دُفن والده الراحل !!  إجتماع بينهما في المقبرة أم مالذي يحدث ؟!!

و عند تلك اللحظة التي وقعت عينيه على خاصة الوزير المحاط بعدد مهولٍ من الرجال و الحراسة المعتادة و المشددة حوله تحمحمَ منظفاً حلقه ليشير لحراسه الشخصييّن أن لابأس بسبب أن المكان محصنٌ بالفعل ضد اي تصوير ليدرك أن اللقاء رسميّ بينهما لكن لما في المقبرة يا صاح !!

عيني الوزير الممتلئة بالرضاء كانت تحدق الى بارك الذي كان يخطو نحوه بثبات و قبل أن يصل إليه ..
تشانيول شعر بالوزير يتقدم إليه و يعانقه فوراً ليربت على ظهره فلمعان عينيه حينما وقعت عينيه على قبر والده لم تخفىَ عنه أبداً ..

" أعلمُ من عينيك أنك تتسائل لما أحضرتك
إلى هنا بالذات ، كل ما في الأمر أنني أردت
أن أزوره فمنذ مدةٍ لم أفعل كذلك لنتحدث
قليلاً و لديَّ ما سأسلمه لك بنفسيّ"

تشانيول همهم له بوفاقٍ ليحدق الى أين يرقد والده و قلبه تغلفَ بالحزن العميق، كدمات خسارته له دون أن يراه ، أن يخسره وسط قصرهم و من طرف والدته اللعينة عادت لتؤلمه ، كان والده ليقف محل هذا الرجل على يساره إن لم يتم إغتياله من طرف داي هي السامة ..

" كان رجلاً عظيما و العظماء لا
يسقطون َ سوى بـالخيانة"

الوزير قال بصدقٍ بعدها ليومئ تشانيول فهو محقٌ تماماً ، والده تعرض للخيانة القذرة و ذلك ما أدى به الى هنا و جعله يخسره من حياته ..

تنهدات تشانيول و إيمائاته البسيطة جعلته يدرك أنه يحتاج بعض الوقت ليستطيع تجاوز الى أين أحضره فجأة و هو منحه إياه الى أن سأل هو عن سبب الدعوة ..

"هذا ينعكس عليك كذلك بارك تشانيول ، إحذر الخيانة خصوصاً من أتباعك فأنت تملك منصباً عليه الكثير من الأعين ، لا أرغب بالتدخل بكَ البتة و وعدت والدكَ أنني سأحميك إن حدث لك أي مكروه منذ اليوم الذيّ كنت يده اليمين و أقرب مستشارٍ له  و تذكر أنني لازلت أفعل و سأظل أفعل لأنني أثق بك و أثق بما جعلكَ والدك العظيم عليه"

تشانيول رفع رأسه الى السماء حينما شعر بعينيه تريدان البكاء بسبب كلماته فجأة ، و لم يوقف مدامعه عن إسقاط تلك العبرات لكنه لا يريد من أي أحد هنا أن يرى ذلك هذا الأن لكن لابأس بالوزير أن يرى فهذا الرجل هنا بمثابة والده و تربيتاته الدافئة على ضهره كانت مقوية فهو محق ، لم يجعله يشعر انه يفتقد والده في كل مرة يجتمع بها رجال الدولة، هو دائماً كان هناك لأجله و التعزيز له و ملئ الفراغ ..

" شكراً لك لأنك هنا و أقدر هذا كثيراً ، لكن
هل يمكننيّ معرفة ما مناسبة هاته الكلمات !؟"

لربما يكون الجواب بارداً لكن هذا ما إستطاع قوله وسط حزنه ، تشانيول أزاح الدمعة المتمردة عن خده و إبتلع الغصة المؤلمة التي تشكلت بحنجرته و تلقائياً بعد ذلك، عينيّه حدقت الى الأوراق التي كان يحملها الرجل بداخل مجلدٍ غليظ و قبل أن يسأل حولها هو دفعها نحوه بملامح هادئة لم تحمل أي
قلق في هاته اللحظة ..

" أنت تترأس المخابرات العامة منذ تسعةِ سنوات،
و والدك كان سبباً كبيراً في جعلك ما أنت عليه من مزايا إستثنائية الى كونك لازلت تستطيع التجول و عيش حياتك كأي شخص عاديّ عكس الجميع مٍمنّ يتراسونَ الأفرع الأخرى"

جميع فكره ذهب الى حول أن هاته التلميحات جائت بعد تعرض الآخرين لهجومٍ هو لا يعلم عنه شيئاً أم مالذي يحدث بحق الرب !! لما يتحدث عن هذا ثانيةً ؟! هو همهم له بتساؤل كي يكمل حديثه و ذلك ما فعله الوزير ..

" ما تحظى به من ميزات لا منتهية يخلق المشاكل بين جميع رؤساء أفرع المخابرات الأخرى ، و فكرة عزلهم لتفكيرهم بهذا على الصعيد الشخصي كذلك كونها خيانةً لوعدهم عن عدم التردد فيما يفعلون
و التخلص منهم لـ الحصول على أشخاص بذات كفائتك و كفائتهم تبدو متعبة نايتمر لأن الوثوق في غيركم صعب كونكم لستم بأشخاص عاديين ، لذا هاته بعض البنود التي عاودنا النظر بها حول جميع المناصب الأمنية من مراكز الشرطة الى ما تشغله أنت لذا أرجوا أن تقرأها لأنها ستساعدك في فهم جميع
ما أتحدث عنه"

تشانيول حصل على الأوراق بين يديه بعد مدة من التحديق إليها و الى الأربعة رجال الذين يقفون خلف الوزير بصف واحد بينما يستمرون في التحديق حول المكان بحذر ..

كم كانت كثيرة للقراءة !! رمش مراراً ليبتلع لعابه لأنه يحصل على هذا من طرف رئيس الوزراء شخصياً رغم أنه مقرب منه لكنه تأكد أن ما يوجد بهاته الأوراق في غايةِ الحساسية بما أن هذا يحدث بينهما في هذا المكان و بهذا الوقت ما جعله يتحمحم ليحاول فرز الكلمات التي يريد قولها و بين عينيه كان وجه رجلٍ معين لا يروق له البتة في الحقيقة ..

" رئيس ، حذرتكم مسبقاً من الإنقلاب الذي قد يخوضه رئيس المخابرات الجوية ضدكم في أي لحظة لأنني و بكل صراحة لست مرتاحاً لأي شخص تم تعيينهُ و لازال يملك منصباً من طرف وزيرُ الدفاع السابق"

تشانيول كان يقصد والد جونغ إن لا غيره ليشير له الوزير أن أكمل فيردف بنبرة في غاية الخفوت ، هو لا يثق حتى بظله هنا سوى هذا الرجل الذي يتحدث إليه ..

" أنت تعلم كم كان نذلاً و الممهد الأول لتغلغل العصابات و السموم حتى أنه كان عشيق والدتي فقط لكي يجعل أمر توغل أفراد أوجاتسيف سهلاً
إلى ذلك الحد لا أعلم كيف كان يحافظ على منصبه طوال تلك المدة"

الوزير لازال حاقداً كما هو تشانيول بالضبط و يقسم إن كانت داي هي حيةً لعذبها شخصياً جميع أنواع العذاب في كل مرة يتذكر بها أنها من أغتالت زوجها ، صديقه و رئيسه المغدور الى أن قطع تفكيره صوت بارك ..

" كذلك لم أرد التدخل فيه و في ما يقوم به لكي لا يتم إتهامي أنني نرجسيّ و لا يروق لي ما يفعله الآخرون في سبيل وطنهم سوى عملي أنا مع أن المشاعر لا يجب أن تأخذ حيزاً وسط عملنا ، إن تغفل للحظة يُقضى عليك لهذا أنا سأكرر الطلب، هل ما يوجد هنا هو أوامر للقضاء عليه أخيراً ؟!"

همس بخفوت قاصداً أحد العملاء الأخطر على الإطلاق لكنه لنّ يتردد في مهاجمته إن حصل على إذن من الوزير رغم أن الأمر سيكون معقداً و خطيراً إلا أنه عمله على كل حال ، هو يتعامل مع الوحوش في كل يوم كما أخيرا صغيره الذي طرأ بعقله فجأة  ..

كان يقلب تلك الأوراق بين صور جميع من يشغلون مناصب حساسة ليعيد إغلاقها فوراً كي لا تُلمح باي شكل من الأشكال ، هو أخيراً حصل على جميع الوجوه الجديدة و حتى من خدمت سابقاً قبل أن يتم تصفيتهم أو إقالتهم أو حتى قتلهم خفيةً ..

" و ليقل من يقلّ أنك نرجسي من يلومك !! فمن
ذا يفعل جميع ما تفعله بهاته الإحترافية و الأمانة
و الأخلاصّ !؟ ندرةٌ منهم فقط بني"

ملامح تشانيول إنفردت ثمَ إبتسم بدفئ له حينما أصابت جملته وتر العاطفة و التقدير بداخله و هذا في شدة الدفئ و الحنّو ..

عندما نفى الرئيس الى الجانبين نافياً طلبه و إقتراحه تشانيول حصل على علامة إستفهام
تحوم فوق رأسه لوهلة بدل مشاعرَ دافئة ..

" هو مدعوم كما تعلم ، و كون المقاعد تبعثرت و وزعت ثانية بعد مقتل وزير الدفاع و والدك سوى منصبه و قلة معه، أنا في حيرة من أمريّ و هذا لا يعني أنني لا أستطيع التصرف به كما أشاء ، بل بتنا نشك في الجميع و المهمة تذهب الى الأصعب ، على كلٍ يمكنك أن تفهم جميع ما يحدث عبر هاته الأوراق بارك هناك جميع الأشخاص الذين يمكنك الإطلاع عليهم و على معلوماتهم ، و بعد إنقضاء إجازتك يمكنك القدوم لنتحدث أعمق حول الأمر فأنا كذلك أملك ما أفعل الأن و لست متفرغاً تماماً بنيّ , سنجري اجتماعا على طاولة مستديرة سرية أفضل و بحضور العديد بمقرك الخاص !!"

رغم نبرته الثابتة إلى أن الشعور الخاطئ تمكن من قلبه لوهلة و هو لا يعلم لما و من أين تماماً لكن إنتباهه لما قالها الوزير آخر كلماته الطويلة جعلته يقف بثبات أكثر و يهز رأسه له ..

" المعذرة !! لكنني لن أسمح لأحدٍ أن يدخل الى المقر رئيس ، سنجتمع لديك أو في مكان آخر الأماكن كثيرة لما مقرِيّ بالضبط؟! "

الوزير إبتسم بإعتزاز ، ذلك كان فخاً سريعاّ لـ بارك و كونه رفض الاجتماع بمقره الخاص فوراً جعله يدرك للمرة الألف أنه يتحدث عن رجل لا يغفل عن شيئ و هذا ما يجب أن يحدث ليزيد من إثبات أنه يستحق المنصب الذي يشغله بجميع تلك التفاصيل التي به ،
لا أحد و حتى هو يمكنه الدخول الى تلك الاماكن سوى تشانيول و أتباعه ذويّ الإذن ..

" نبيهٌ كدائماً، على كلٍ إستغل أيام الإجازة جيداً،
القادم سيكون معقداً نايتمر ، أراكَ لاحقاً"

تشانيول همهم له حينما قال ذلك ثم إلتف و غادر الى سيارته رفقة رجاله يتركه هناك يحدق في الفراغ ثم حوَّل عينيه إلى الأوراق التي بيَّن يديه بمشاعر إختلطت كلياً حينما تفحصها و رآى جميع تلك الأسطر ليقرر قرآتها لاحقاً بما أنه يملك متسعاً من الوقت و لا يريد تشويش عقله كونها سيخصص الوقت لحبيبه الآن ..

هاته الأوراق إضافة إلى ما وصله من معلومات حول أتباع رايتشل أوجاتسيف في كوريا ،رأسه يؤلمه من الأن و من الجيد أنه سيقضي إجازة رفقة بيكهيون أخيراً ..

" رئيس بارك ، هاته الأوراق ممنوعة منعاً باتاً أن يتم تحليلها من قبلنا ، لذا من الأفضل أن تبقيها معك كونه سلمها لك شخصياً و لتقرأها أنت أولاً و إذا وجدت أن الأمر يتطلب مساعدة نحن هنا في أي وقت"

الرجل وضع يديه خلف ضهره حينما كان تشانيول سيمررها إليه ليتذكر أن مساعده محق و يمسد أعصاب رأسه كي يركز ثم أومئ له ببسمة خفيفة ..

" أنت محق ،على كلٍ أنا لن أكون متاحاً هذا الأسبوع يوجا كما تعلم، لذا حينما أعود من الإجازة سأحلل الوضع ، لا تهمل المركز في غيابيّ ولا تغادره طوال هذا الأسبوع و لا تغفل عن أي تفصيل"

بحرصٍ أمر أومره المعتادة و فتح حقيبته الفولاذية ليضع الملف هناك الى حين الملتقى ، إلى حين يعلم مالذي سيحدث معه بسببها و لما ذكر الوزير أمر كونه يتجول كشخص عادي ثانية !! هم بالطبع لا يخططون لإخفائه ثانيةً يا صاح !!

⚜️

«9 :56 AM »

في الجهة الأخرى من حياته ، بيكهيون كان سيتصل بزوجه تماماً في اللحظة التي وصل بها إلى القصر فيخفض هاتفه ما إن راح تشانيول يحدق إلى جميع ما كان يضعهُ أمامه و يقف هناك كمن تم ترحيله من مكانٍ ما و ينتظره بإبتسامة مستطيلة ..

" بيكهيون ! ما جميع هذا؟!"

ضحكةُ تشانيول تمكنت منه بسبب جميع ما يراه من أغراض و رغم ذلك هو لم يقاوم جذب خدود صغيره القطنية الى الخارج مراراً و يقبلها كثيراً من القبلات المُحبّة حينما رآى إحمرارها بسبب البرد لتدغدغ خصلات تشانيول عينيه كالعادة فهي تطول و هو لا ينتبه لها ليدعك عينيه ..

" إشتريت الطعام و أخذت جميع ما قد نحتاجه، ألم تقل أن المنزل الذي سنبقى به منعزل كما أردتُ أنا ؟! لذا نحن سنحتاج بالطبع إلى جميع هذا و كذلك  لنذهب في سيارةٍ أوسع لتكفي لـِ الأمتعة "

بيكهيون أعاد خصلات تشانيول الى الخلف مراراً بينما يحاول إقناعه بنبرة الدلال المعتادة أنه سيأخذ جميع هذا، لتعاود خصلاته الرمادية الإنسدال على جبينهِ و تحجب عينيه الواسعة عنه فيتأفأف بسبب انها تخفي عينيه عنه ..

" أخرج أكبرهم إذاً بيكهيون وإنتظرني لأحضر معدات الرسم كذلك لانني بالتأكيد سأرسمكَ
عارياً وسط النهر"

غمز نحوه لتسخن بشرة الأصغر و يقضم سفليته و قبل أن يدلف الى الداخل و جميع ما رن بعقله الأن كان العقاب ذاك الذي فلت منه ، على كلٍ تشانيول لن يعاقبه بذات الحرارة التي يكون فيها غاضباً منه و معمياً عمّا يفعل ، فهو الأن قد عفى عنه و نسيَّ بشأن الأمر ، أو بيكهيون يتأمل هذا  ..

تذكرهُ لـحقيبته الفولاذية التي تركها بداخل سيارته دفعه ليعود أدراجهُ بهرولةٍ و هناك وجد بيكهيون تماماً يحدق إليها لذا قرر أن لا يفتعل صوتاً ما يدل أنه هناك ليرى إن ما الذي سيفعله بها ..

بيكهيون ضرب كفه اليمنى باليسرى بلطف حينما وجدها فضولية لتلمسها فتذكر تحذيرات رجله لذا هز رأسه الى الجانبين كالأطفال ممتنعاً حتى عن اللمس و ليس التطفل فقط كي لا يكسر كلمة بارك ثانيةً ..

لوهلة تشانيول تذكر التحدي الذي أراه إياهُ بيكهيون مرةً ألا و هو وضع الحلوى أمام الأطفال لإختبار صبر تحملهم في عدم أكلها و ذلك بدا في غاية اللطافة ..

" نسيتَ حقيبتكَ في السيارة تشانيول"

بيكهيون لاحظ أن تشانيول يختبره أخيراً بوقوفه هناك لاذ حملها و ركضَ إليه بها ثم وضعها بين كفيه مبتسماً بملائكية كونه قاوم نفسه الفضولية أخيراً و عاد الى السيارة ليحمل الكيس الذي رآه هناك في المقاعد الخلفية ليخرجه ..

" تعلمتَ الدرسَ جيداً ملاكيّ همم ؟!"

بيكهيون أومئ ليميل رأسه حينما قبل تشانيول باطن كفه بعمقٍ مراراً و بعدها أخرج دمية بيكاتشو الجديدة التي أحضرها بارك من أجله لتلمع عينيه بحب و يضغط على صدره فوراً فتنتشر أصوات البيكاتشو في المكان و ذلك لازال المفضل لديه تشانيول يعلم ، رغم أنه بلغ الواحد و الثلاثين من عمره إلا أنه لازال مهووساً بذلك الكرتون و بكل تفاصيله ...

" هذا يرمي بذاكرتيّ إلى أول يومٍ دخلتَ فيه الى جناحيّ ،حيث كنتَ تقلدُ بيكاتشو ،حيثَ كُنتَ
تقودنيّ لـ الجنون كلياً ~"

بيكهيون تذكر ذلك لتحمر خديه يزيد من الويلات على نابض المغلوب على أمره بالعشق هنا ..

" و أنتَ كنتَ تحاولُ طرديّ أيها القاسيّ، لم
تقدر نعَّم الرب الذي رمانيّ لديك فجأة"

قال ذلك ممدداً شفتيه الى الهواء بسبب تذكره لكيف كان يسحبه تشانيول كيّ يطرده من جناحه في ذلك اليوم ، لكن ذلك لا يؤثر ولا يأخذ مكانا حتى مقارنةً بجميع ما فعله لأجله منذ إلتقى به الى الأن ..

" أجل أنا كنتُ غبياً حينها و لم أدرك قيمة ما ألقاهُ
الرب بجناحي من نعمةٍ فجأة، لِـ تُكسر يدايَّ اللتان
دفعتاكَ بتلك الطريقة و في تلك اللحظة "

تشانيول لم يستطع صد ذلك الشعور و خجل حلوهِ في إزدياد فأمسك بكفيّ بارك و قبَّل سطح كليتهاْ يجعل قلبه يكاد يُلفظُ خارجَ قفصه الصدري ، فقط شعوره بتلك الرفيعتين الجميلة على جلده كان معنى آخر من إشباع لـ للآحاسيس ..

" لا تقلّ هكذا تشانيول ،لابأس المهم أنني
هنا لأن القدر أرادني أن أكون هنا ، معكَ أنت"

بعد تفوهه بذلك غمز نحوه ليركض الى مرآب السيارات كي يخرج سيارةً أخرى تسع لما سيأخذه فيتنهد بارك لافظاً ثقل صدره ثم دخل القصر كي يأخذ ما يحتاج و بعد مكالمته لسيهون لتشديد الحراسة حول جايسون الى أن يعود هو أخيراً أقلع نحو وجهته رفقة بيكهيون الذي لم يدخل رأسه من النافذة طوال قيادته في تلك الطريق الوعرة المؤدية الى الجبل ..

" بيكهيون لا تشتكي لاحقاً أن الغثيان أصابكَ ،
أدخل رأسك قليلاً تبدو كالنعامة "

تشانيول قال بنبرة مازحة ليدخل المعنيّ رأسه و يلفه إليه بعبوس بسبب ذلك، دائما يشبهه بحبة الفول
و القطط و الأن نعامة ؟!

بيكهيون قبض على كف تشانيول بكلتا يديه ليعضها بقوة مكان أين قبلها مسبقاً كي ينتقم منه تاركاً أثر اسنانه عليها و حينما لعقَ تشانيول المكان الذي خلَّف به لعابه بشرته توهجتّ بسبب قبلته الطائرة نحوه ..

" توقف أنا سأُصاب بسكتةٍ قلبية"

حصل على عينين سوداء لامعة رغم أنه يتذمر
من حركات تشانيول التي تجعل منه خجولاً لكن صوته الذي راح ينبثق من تلك الحنجرة المثالية التي تملك بحةً آجشةً مسايراً كلمات الأغنية أخرسته عن قول شيئ سوى الصمت و تأمل هذا الرجل الخياليّ ..

" I See Forever in your eyes,I fell Okey when I see you smile~"

تشانيول همس نحوه بهيامٍ بكلمات الاغنية التي تسيطر على السيارة ليخفي وجهه بين كفيه و من
ثم يحدق إليه من بين أنامله ..

يملك أكثر أحد الاصوات جاذبيةً معه ، نبرةٌ تمزج بين العمق بمعانيّ الرقة و الحنو معه ، كـ العسل على قلبهِ و مسامعه ..

" I Think that you are the one for me
Cause it gets so hard to breathe when you're looking at me ~ "

  تلك الكلمات كان تشانيول يعنيها ، هو يشعر أنه بخير حينما يحدق إليه و تنسحب أنفاسه منه كذلك بتناقضٍ بريئ محبب ..

لا يستطيع تخطيّ هذا الشعور رغم طول السنوات بينهما ليتعجب من مقدار الحب هذا !! حب الصدفةِ الذي أبى أن يقل بينهما فيدرك في كل مرة أن الرجال التي تظن أن الحب مستحيل قد يقعون جميعهم غالباً بذات الطريقة التي وقع بها لأصحاب العيون السود هذا ..

لكنه لا يعلم إن كان هناك مهووساً و مُبّتَلَعاً في غياهب الحب و منحصراً بـ زواياه دون حيلة مثله هو ، لا يعتقد أن هناك من هو شغوف بِشريكه كما هو يفعل مع بيكهيون ..

حينما يكون فاتنهُ آمنّاً الحياة تستمر بالنسبة له في كل مرة يحدق الى عينّيه السود حبيبتيّ قلبه ، بيكهيون حدق الى الصورة التي إلتقطها لتشانيول لتوه حينما كان ينظر إليه، ذلك النوع المفضل ألا و هو إلتقاط الصور له بتلك العينين التي تغلفه بالحب ليتأملها بلمعةّ  ..

" لازال ملاكيّ خجولاً ، لازال يوقعني له أعمق فيجعلني أتسائل الى أي مدىً من عمق الحب
يريد حبيبي إغراقيّ ؟!"

بيكهيون وجد أن الطريق آمن الآن وسط الغابة و فارغ لذا فكرة تسلق حضن تشانيول و التحديق اليه مطولاً بينما يقود ليست سيئة فينفذ ذلك و عيونه صبت على وجهه ..

أنامله كانت تتّبع ملامح بارك من شعره الى شفاهه لينزل وجهه إليه فيحدق تشانيول إليه ببسمة دافئة ، بيكهيون قضم شفته ليضع سبابته على ثخيتتيه طالباً قبلةً عليه و ذلك ما فعله له تشانيول يجعله ينكمش على صدرهِ بخجل ..

" الى النهاية ، نحن لن نتوقف عن الوقوع لبعضنا البعض ، الىَ الأبد هذا الحب بيننا لن يموت تشانيوري~"

تشانيول كان مستمتعاً بلمساته الرقيقة على وجهه و مداعباته المريحة الى أن نبس بيكهيون بما جعله يرمقهُ بصمتٍ و بملامح راحت من واحدة باسمةٍ
و دافئة إلى لا شيء ..

" إلا إذا قررت أنت أن تتوقف عن حبيّ, من يعلم ؟!"

بذلك ، بيكهيون كان يغيض تشانيول لا أكثر لكنه لاحظ ان تشانيول لم يرد عليه و واصل القيادة ليهمس ..

" لما لا تقول شيئاً؟! "

بيكهيون كان مُصّراً على العبث به و بمشاعره ليرى تلك اللمعة المثيرة لكنه فقط وجد أن الأمر ينحدر الى الإتجاه المعاكس ..

"عادةً، أنا لا أرد أحبذُّ أن أرد على الكلمات
التيّ تكون بدون معنى"

رغم أنه جامد الملامح و النبرة إلا أن ضحكةً إنفلتت من شفتيّ الأصغر حينما قال ذلك نحوه ليعانقه بعمق واضعاً رأسه على كتفه متأكداً أنه لن يعيق قيادته ، يحب الشعور به و الشعور بدفئه ، يحب رائحته و جميع مابه ، هو في الوله مع هذا الرجل المثاليّ و النموذجيّ ..

" توقف عن العبث بيّ أنا أقود، تعلم أننيّ
عندكَ ضعيف"

تشانيول قال حينما بدأ بيكهيون بتقبيل عنقه بهدوء مخلفاً صوتاً لزجاً في كل مرة تنفصل بها رفيعتيه عن جلده ليشعر بالحرارة تتصاعد بداخله كونه يتنفس أمام أذنه بـرقةٍ و هو يعلم تماماً كيف يجعله مجنوناً لأجله في كل مرة ..

" لكنني لا أفعل شيئاً سيد نايتمر !!"

بيكهيون كان سيمتص تفاحة آدم خاصته و بالفعل حشر وجهه كي يفعل لكن كلمات تشانيول جعلته يغلق شفاهه و ينتقل الى مقعده مرةً واحدة بصمت دفعته ليبتسم بجانبية حتى و لو كان ليس مؤيداً أن يغادره الدفئ الذي كان به ..

" أنت تضاعفُ العقاب على نفسك
و تجنيّ على نفسك بهذا صغيري"

كان يحدق الى تشانيول محاولاً إستثارة عواطفه بسبب تهديده لكن ذلك إنقلب كلياً الى بسمة مستطيلة حينما لاحه منظر المنزل الذي كان
منيراً وسط الأشجار ..

ما إن وصل الى المنزل هو كان يحصل على هجمات من البهجة بسبب المثالية التي تحيط به ، ذلك فقط كان يقع وسط الغابة أعلى الجبل منعزلاً و هادئا..

" و أخيراً أنا هنا"

صفق بحماس مراراً بينما يهز جسده فوق المقعد ، تشانيول كان سينعته بالكنغر لكنه توقف لكي لا يعبس مدللـَهُ هو يعرفه جيداً و يعرف دلاله و له جميع الحق فإن لم يتدلل حلوه فمن سيفعل ؟!

" تمهل !! دعني أدخلُ السيارة و إنزل، ستتأذى"

قال برعب حينما كان سيفتح الباب بتهور و هو لازال لم يتوقف بعد !! بيكهيون قضم شفته و حدق الى المنزل بهيامٍ فما إن أوقف تشانيول السيارة هو نزل و ركض نحوه ليفتح الباب فوراً و يدلف تاركاً إياه ينزل الأمتعة وحيداً ..

ركضاً من غرفة الى أخرى ، بيكهيون كان يتفقد جميع ما هنا من تفاصيل دافئة رغم أنه حرفياً وسط غابة قد تتحول الى أخرى مرعبة و عويل ذئاب في الليل لكنه رفقة تشانيول و رغم كل شيئ هاته البقعة من الارض ساحرة بشدة ..

تشانيول إنتهى من إدخال الأمتعة ليشعر الأقصر
بكفه الكبيرة تصفع مؤخرته بقوة ليقفز من مكانه بهلع و يحدق إليه بعينين متسعة بينما يفرك المنطقة بإستفهام ..

" لما تفعل بها هكذا أيها القاسيّ؟؟"

" أحضرتَ جميع هذا !! يمكنني القيادة نصف
ساعة فقط لأحضر ما قد نحتاجه هنا في أي لحظة"

بيكهيون أدخل يديه أسفل ملابس تشانيول متحسساً معدته بهدوء و عينيه السوداء إتصلت بخاصته هامساً و للمرة المليون ، تشانيول يغار من الهواء حينما يحصل على قبلاً في كل مرة يتحدث فيها بهاته الطريقة  ..

" مدللكَ يريد هذا تشانيوري لا تكن متسلطاً عليه و تلك النصف ساعة ستقضيها معيّ أفضل ، لا تعرف مالذي يخبئه القدر و ستندم لأنك لم تقضيها معي"

لربما كان هذا كلاماً مبعثراً و عفوياً لكن هذا يزعج تشانيول لأنه يتحدث بهاته الصيغة مؤخراً و هذا يجعله غاضباً و منفعلاً !!

" لما تتحدث هكذا مؤخراً كثيراً ؟!
ما هذا الهراء بيكهيون "

" شعورُ الموت يزورنيّ"

بارك توقف عن لمس وجنتيّ صغيره بسبب هذا و حدق الى عينيه بعمق لا راضياً عن ما يتفوه به هذا المعتوه بحق الرب !!

" أمزح ، وجهك و أنت مرتعب يبدو قابلاً للأكل "

تشانيول لا يصدق ان هذا الأبله يفكر هكذا و هو بحق شعر بالقلق و الثقل بصدره بسبب كلماته السلبية و عينيه التي نقلت ذلك الشعور له بصدق كذلك نبرته كانت متقنة اللفظ و التمثيل !!

" و الربُ سأجعلك تلتزم السرير لأسبوع ، لما
تتحدث هكذا هل تعتقد أنك مضحك ؟!"

قلب بيكهيون إرتجف بقسوة داخل قفصه الصدري بسبب لمعة القلق في عينيه ، تشانيول يتحول الى رجل حساسٍ بشدة في كل مرة يتحدث إليه عن هذا أو يمازحه بالأحرى ..

" لن أمزح معك ثانية حسناً"

اكتاف الأقصر إنخفضت ليبتعد عنه و يتجه الى حقيبته يجرها الى الأعلى حيث الغرفة التي قرر أن ياخذها هو و تشانيول للنوم خلال هاته الأيام التي سيقضيانها هنا ..

تشانيول حدق الى الدرج بهدوء ، لا يعلم من الحساس بينهما هنا و كون صغيره كذلك أمر مفروغ منه لكنه يمزح معه بذلك الشكل الثقيل ثم يعبس كذلك !!!

بيكهيون فتح النوافذ يسمح لبعض الهواء بالتسلل الى الداخل قاضياً على رائحة الأثاث الخشبي التي تطغو على الغرفة تزامناً مع دخول تشانيول الى الغرفة ليلف رأسه إليه لوهلة ثم يعيده الى الخارج بعبوس  ..

" لما أنت عابس؟! ليس كأنني من أرعبك و
أتحدث عن أن شعور الموت يزورني؟!!"

بيكهيون نفث على غرته لتتطاير عن عينيه
و أردفَ  ..

" شفاهي تحب فعل هذا تلقائياً ، أحب العبوس"

بارك رفع حاجبيه بسبب هذا الجواب ليعيد خصلاته الى الخلف بسبب لمحه له يحاول كبت ضحكته بين كفيه الرقيقة  ..

" و أنا أتمنى أن أستطيع يوماً مقاومة هذا
الثغر العابس اللذيذ قبل أن أموت "

تشانيول لم يجد مفراً من ذلك العبوس سوى الذهاب نحو صاحبه و لفه إليه ليسحق شفتيه ممسكاً بخصره بكفٍ بقسوة ليشعر الأقصر أن ظهره يصطدم ضد الخزانة و النافذة أغلقها تشانيول بكفه الثانية ليئنَ بخدر وسط القبلة ، في كل مرة يضعف أمام تقبيله اللذيذ ..

يديه مسّدت عنق بيكهيون بـليّنٍ شديد حينما أزهرت ملامحه و من ثم وضعه لسبابته على ثخينتيه بقلق و رغم ذلك هو تلقى قبلةً عميقة عليه ..

" لا تتحدث عن الموت"

عند سماع ذلك ، بارك طبع شفاههما معاً ثانيةً فيتشبت بصدر رجله بشدةٍ و ما إن إنفصلت قبلتهما ثانيةً مخلفةً صوتا لزجاً و حاداً في المكان الفارغ إبتسم ضد شفتيه فيدرك حينها بيكهيون كم أن هذا الحديث ثقيلٌ على القلب و يعذر تشانيول حينما يصرخ عليه ألا يمزح معه كذلك ..

" إشعر بي إذا و توقف عن التصرف كأنني
أخبرك بذلك عبثاً "

للمرة المليون يقع لذلك الياسمين الآخاذّ المنبعث منه حين وضع بيكهيون رأسه على صدره مستمعاً الى دقات قلب تشانيول ، حتى صوت دقاتهِ مريح ..

" للمرة المليون سأخبرك بهذا ، في كل يوم يمر أتاكد أنني لن أستطيع المواصلة بدونك تشانيول ، لا أعلم كيف كنت لأكون دون أن أراك و أقابلك في حياتي البائسة ، كيف كنت لأكون دون هذا الوجه المريحِ و الروح الجميلة و كلُ هاته التفاصيل المثالية و الهيبة المفرطة"

بارك حصل على إشباع كامل من جرعة الياسمين حينما إندس أنفه بين تلك الخيوط الحريرية إضافةً أن كلمات صغيره تجيد ترميمه بعد بعثرته ..

هو رجلٌ يتلقى الكثير من المدح من الجميع و هو يدرك أنه مثاليّ لكنه يستمد تلك المثالية من بيكهيون بارك ، الفتى الذي جعله كاملاً و مثالياً الى ذلك الحد و سماع المدح و التغزل منه هو بالذات كافي ليلقي به الى سماء السعادة السابعة ..

" أتعلم بيكهيون !!"

تشانيول جلس على السرير ثم سحبه اليه ليميل رأسه بشكلٍ وديع كطريقته للإستجابةٍ لتساؤله ..

" ماذا ؟!"

تشانيول يريد البوح بإحساس لطالما راوده بدون مبالغة ، لأنه يشعر أن الرب كان قد خلقَ بيكهيون
فقط ليكون له و لا خيار أخر ..

" من فرطِ حبي لك أعتقد أنني كنت لأغار عليك حتى و إن لم ألتقيك و أتزوجك بيكهيون، لا اعرف كيف سأصيغُ هذا بالشكل الصحيح لكنني أشعر أنني كنت لألكمَ أي شخصٍ كُنتَ ستكون له حتى و إن كنّا لا نعرف بعضنا البعض ، قد ألكمه في الطريق دون سبب إن رأيتكما معاً و يمسك بكفك ، أرأيتَ ما يفعل الهوى و الغيرة بقلبيّ؟! قَلبني كلياً لمجنونٍ و مختلٍ لأجلك"

بيكهيون إبتسم بخجل لا يعلم لما ، لكن أحاديث تشانيول تريحه و صوته الهادئ يريحه كذلك و الطريقة التي يمسح بها بابهاميّه على وجهه الصغير و يحتويه كله بين كفيه كمن أنه خُلقَ لذلك ناهيك عن عينيه الواسعة التي كانت تعبر له عن ذلك ببراءة رغم محتوى كلماته العنيف إلا أنه يستطيع أن يرى الشغف الذي يسكنه من أجله ..

" حقاً مجنونٌ و مهووسٌ و هذا مثير ، أنا بيون بيكهيون هوسُ بارك تشانيول ، رئيس مخابرات هاته البلاد أوا هناك ما أريده أكثر ؟! صغيرُ أكثر الرجال مثالية ،ندرةً و عطاءاً و حناناً"

كان يقصد ما يقول و يخرجه من أعماق قلبه الى أن أفسد تشانيول جوهما الصريح الرومانسيّ كلياً ..

" خمسونَ صفعة على تلك الطرية ستتضاعف الى مئةٍ كاملة إن لم تصحح ما قلته, لديك خمسُ ثواني لتفعل ، سأريك كيف أنني كثير العطاء في العقاب كذلك و كم أن يديّ حنونة"

بيكهيون أمال رأسه ببلاهة حينما ترك خصره و قال ذلك بينما يفرك كفيه مع بعضها البعض ليتنفس بهلع ، أي الخطئ إقترفه !! ذلك جعله ينتفض عن حجره و يركض الى أخر الغرفة معطياً تشانيول منظراً قابلاً
لـ الإلتهام إن صحَّ التعبير ..

" آءء !! بارك بيكهيون ، أنا بارك بيكهيون !!
هذا هو الخطئ ؟!"

ذلك الخطئ في صياغة جملته كان صعباً أن يكتشفه إلا حينما أعاد ما قال بعقله ليدرك إنه عبث بشيئ يعتبر من ملكيات تشانيول ..

" لكننيّ وصلت الى خمسة ، حُسِمَ الأمر
صغيريّ قُم بتجهيز مؤخرتك "

وضع يديه على مؤخرته بحسرة عليها فكفي
تشانيول الغشاش لا تمزح البتة ، الثواني لم تتجاوز الخمسة هو متأكد ..

" أنت تتحجج بأي شيئ لتصفعها تشانيوري ،
الرحمة بابيّ أنا لن أعيد"

تشانيول تقريباً حصل على نوبة قلبية بسبب قضمه لشفته بتلك الطريقة و من ثم فراره من الغرفة الى الأسفل و لوهلة ، لاحظ أن الفرق في لفظه لتلك الكلمة " لن أعيد " الان تختلف عن خاصته قبل سنوات ، هاته أكثر جرأة و جموح بينما قبلاً كانت نوعاً من الإعتذار الخجول عن أي خطئ ..

أخطاء كانت كالعسل على قلبه كَ عبثه بالحمام و النوم في الوقت و المكان الخاطئ الى أن وصل الى العبث بإعدادات قلبهِ المهزوم كليت أمامه و لم يعتذر له عن ذلك البتة رغم أن ذلك كان أشّد العبث قسوةً ..

" سأعتقك هاته المرة لأنني هدأت بما فيه
الكفاية ، لكنك لن تنجو في المرة القادمة"

بيكهيون قرر أن يتناول الطعام هنا قبل أن يخرج و يدشن تجوله وسط الغابة رفقة تشانيول ليحضره سريعاً و بذات السرعة كان يتناول ليرمقه الاطول بغرابة ..

" حبيبيّ المكان لن يهرب ستختنق !! على مهلك"

وجنتيه كانت ممتلئة و رغم ذلك هو كان يحشر المزيد كيّ يسرع و يغادر المنزل ركضا نحو البحيرة القرمزية ليشعر بمعصمه يجذب فجأة ثم سقطت مؤخرته على فخذيّ تشانيول الذي نزع عنه الملعقة ليحدق إليه بعتب ..

" ستختنق و أنا لا أرضى أن تختنق بأيّ
شيئ سوى صديقي السفليّ"

دفعَ نحوه كأس الماء ليشرب منه مسهلاً إبتلاعه للطعام و العبوس لازال على محياه الى حين همس تشانيول بذلك الشيئ بأذنه فيجعله يتلوى خجلاً بين أحضانه ..

" تشانيوري"

همس مستنجداً فالحرارة تتمكن منه كأنه
يواعده و لا متزوج به منذ سنوات طويلة ..

" ليفتحّ وحيد تشانيوري و عيناه ثغره الجميل الأن"

بيكهيون فعل بطاعة ليدفع نحوه الطعام مزيحاً الزوائد عن جوانب ثغره الى أن إنتهيا كليهما من  ليربت على معدته ، خمول بعد الوجبة داهمه فجأة ليفرد أطرافه على جسد تشانيول متثائباً ..

" إن كنت تشعر بالتعب لنخرج مساءاً
لازال لدينا متسعٌ من الوقت"

بمراعاة همسَ متفقداً هاتفه أمام عيني الأصغر الذي لاحظ الكم الكثير من الرسائل التي تصله في كل دقيقة ليقلب عينيه ، عليه أن يطفئ هاتفه عن عمله حينما يكون معه لكن لربما تشانيول ليس الرجل المؤهل لفعل ذلك عليه أن يكون متاحاً و يقظاً طوال الوقت هو صمت عن قول ذلك  ..

" لا ، لستُ متعباً ثم أي مساءٍ تتحدث عنه
إنها الخامسة مساءاً بالفعل ؟! "

نهض من على فخذيه ثم قفز مرتين كي ينشط جسده على حسب ما يعتقد تاركاً بارك يحدق اليه بينما يضع خده على راحة كفه حينما ركض الى أعلى كي يأتي بحقيبته الصغيرة و مستلزماته ..

" لا تغسلهم ،أنا سأفعل "

الأصغر أغلق الحنفية قبل أن يشرع بارك في تنظيف الأطباق و الكؤوس المستعملة فيرمقه بغرابة ..

" و ما العيب إن غسلتهم أنا لترتاح كفيّ مدلليّ؟!"

الحنفية فتحت ثانية و على محيا تشانيول ظهرت ابتسامة لطيفة جعلت قلب الأصغر يذوب ، هذا الرجل لا يتغير و لا يفشل في جعله يقع له بأبسط
ما يفعل معه و به ..

رغم أنها سبع سنوات كاملةّ إلا أنه لازال يتمنى أنه لا يتوهم ليستيقظ فجأة و يجد أن هذا كان حلماً، لأن هاته المثالية اكثر من طاقة تحمله ، مالذي فعله ليحصل عليه بعد حياة البؤس و التعتيرِ التيّ كان بها، مالذي فعله بحق الرب ليستحقَ هاته الصفات الجميلة جميعها في إنسان واحدٍ ؟!!

يكاد يجزم أن الرحم الذي أنجبه كان رحمَ ملاك حقيقيّ من الجنة لا إمراةً شريرةً و سامةً كـ بارك داي هي اللعينة التي لا تمت له بـ صلة أخلاقياً  ..

و مايكل فقط من أخذ الكثير من تصرفاتها لا تشانيول، هو متأكد أن لوالده الفضل الكبير في جعل زوجه ما هو عليه ..

الوزير الراحل من جعل تشانيول مثالياً الى هذا
الحد لا هيَ و لم تساهم و لم بقطرة فيه و في تربيته و نشأته على هذا الصعيد المتكامل ..

" لا عيبَ في ذلك تشانيول ، العيبُ
فيَّ إن شككتُ في مثاليتك ثانيةً "

تشانيول هاجمته المشاعر حينما أمسك بيكهيون كفهِ الكبير و قبل سطحها بعمق ثم ركضته الظريفة الى أعلى كي يجهزَ ما يحتاجه تشانيول بما أنه مشغول الأن ..

الصغير إبتسم بوسع حينما لاحظ أن بارك يملك صورةً جديدة له وسط معطفه ، صوره دون إنتباه كما يحب أن يفعل دائماً و من الجيد أنه لا يبدو بشعاً بها رغم أنه دائماً ما يخبره انه و البشاعةُ خطانِ لا يلتقيان البتة و هو يصدقه ..

هويته الخاصة بعمله سقطت من المعطف ليحملها سريعاً و يحدق إليها لأول مرة دون مبالغة ، هو لم يسبق أن إلتقى بها حتى او لمسها بكفه هكذا فتشانيول دائماً يضع أشياء حساسةٍ كهاته بعيداً
عن أي يدين او أعين ..

NIGHTMARE

هذا ما كُتبَ فقط دونَ تدوين إسمه الحقيقي عليها ولا حتى تاريخ ميلاده ليتسائل أي نوع من الهويات هي هاته إن لم تحتوي على المعلومات الأساسية لـ صاحبها !؟

لوهلة ، بيكهيون أدرك انه مصيبةٌ فاضحة و معتوه تماماً حينما فكر أن يكتب عليها إسم تشانيول لأن المكان الفارغ أمام الاسم و اللقب ازعجه و سيكتب كذلك أنه ملك لـ بيكهيونيّ و يرسم أمامها قطة ..

" أيها الغبي، تريد أن تتحطم مؤخرتك حتماً !؟
يبدو أنني من أبحث عن العقاب دون شعور"

هَدّأ ذاته بتلك الكلمات طارداً بعض الأفكار السخيفة التي تزوره دون تحكم ثم أعاد النظر إليها بتفحص شامل يقلبها بين أنامله ..

كذلك رفقة خمس أرقامٍ قرر بيكهيون أن يحفظها الآن لا يعلم لما لربما بسبب إهتمامه بكا شيئ يتعلق برجله ؟! و هو بالفعل حاول إبقائها بداخل ذاكرته لكن لما حالته الإجتماعية متزوجّ كُتبت وسط دائرة حمراء ؟!

هل الزواج خطرٌ كذلك أم مالذي يحدث معهم لحق الرب لي السماوات و رغم كل شيئ إنتهى به الأمر يقطب حاجبيه حينما لم يستطع إستنتاج أي شيئٍ منطقيّ ممّا يراه ..

" بيكهيون !!"

صوته العاليّ نده من الأسفل ليرتجف جسده و يعيد لملمة ما سقط بسرعة و أخفى تلك الهوية بداخل مكانها فيتحمحم و يعدل خصلاته ثم يركض الى حقيبته هو ما إن سمع خطواته الطويلة على الدرج الخشبي متظاهراً أنه مشغول بها ..

تشانيول رآى أن فتاه يقف أمام حقيبته هو ليحاول إلتقاط ما كان بين يديه و الذي كان سيخفيه حينما رآه فأسرع و من يديه نزعها لتلمع عينيه بخبث ..

" اللعنة أنظرو مالذي لدينا هنا ؟! متى تنويّ
إرتدائها من أجلي"

تشانيول إلتقط تلك الملابس لتحمر خدود بيكهيون و كان سيخطفها من كفيه لكنه رفعها عاليا و أستغل وقوفه على أطراف اصابعه ليسرق من ثغرهِ قبلةّ سريعة جعلته يعود الى طوله القصير و يمد يده له بصمت كي يرجع له إياها ..

تشانيول لم يرد تخيله يرتديها الأن أمامه لأنه لا يريد أن يبقى على السرير يضاجع الجحيم منه كون صغيره يريد الذهاب إلى الخارج بالفعل اذا دفعها نحوه مستسلماً لتلك العينين التي فاضت إستحياءاً الآن ..

" شكراً لك"

قالَ و نظر الى وجه تشانيول بطرف عينيه بعتاب بدا ألطفَ من كل شيئ ليضعها بداخل حقيبته ثانيةً و لا يعلم لما بشرته سخنت الى هذا الحد ، تشانيول رآها بالفعل و فسد تخطيطه كلياً و ذلك فهمه ليتحمحم ..

" حسناً متى كنت تنوي إرتدائها ؟! سأفضل أن أراها على جسدك و المفاجئة لم تُدمرّ كما تفكر حلوي"

تشانيول لم يستطع إبعاد عينيه عن جسده بدون أي حيلة الأن متأملاً كيف سيكون شكلها عليه !! و ذلك شعر به بيكهيون ليفكر أنه في مأزق حقيقي الليلة إن نفذ تشانيول تهديده ..

" هيا لنذهب أنا أنهيت"

بتلكؤٍ أردف و أرجع حقيبته في مكانها ليمد يده الى خاصة تشانيول الذي لازال ينظر إليه بتلك النظرات التي يلتهمه من خلالها و حينما نهض من السرير فجأة هو جفل ..

" ما بالكَ متوترٌ الى هذا الحد؟!"

تشانيول طار فكره من أن سبب توتره كانت كلماته
و العقاب الذي توعده به الى لربما شيئ أخر جعله هكذا ..

" لست كذلك ، لما سأكون ؟!"

الباب أُغلق ليتنفس الأقصر بعمق و يبتسم حينما تمكن من إلتقاط الجو المنعش و المثالي رغم أن البرد شديد و السماء غائمة لكنه لن يفرط في الذهاب إلى
تلك البحيرة و لو أمطرت عليها الأن ..

" هل أحضرت الكاميرا تشان-- ؟!"

قطع كلماته بسبب لمحه لما كان تشانيول يحمله و هو متأكد أن معدات الرسم هناك ليعيد خصلاته الى خلف إذنه ما إن خلل بارك اناملهما معاً و أشار الى الكاميرا المعلقة حول عنقه بهدوء ..

" مباشرة إلى البحيرة"

لوح يده مع خاصة رجله ليركض فجأة يجبره على فعل ذلك و وسط الغابة الهادئة نسبياً تشانيول كان يتفحص المكان حولهما بينما بيكهيون لم يكن ينتظر ليحدق الى ما يصبو إليه ..

لكن أمر أنه قد يجد بها بعض الزوار أو بعض الناس الذين يجلسون هناك جعله خائباً ، تشانيول توقع أن يكون هو و بيكهيون فقط و سيرسمه كما يشاء لكنه وجد أن بعض الأشخاص كانوا هناك كذلك ليرمق وجه فتاه المبتسم بوسع فينتبه لنظراته ...

" ما بك تشانيول ؟! هل ستمنعهم القدوم الى
مكان عموميّ كذلك لترسمني عارياً حبيبي ؟!"

كتم قهقهته بكفه ما إن كتّف بارك يديه الى صدره و إتكئ على جذع الشجرة بهدوء و راح يراقب فتاه الذي ركض نحو المياه دون أي إنتظار ليغمس يديه بداخلها بذات البهجة التي كان بها ثم يلقي بحفنة منه في الهواء مبللاً نفسه ليضع تشانيول وجهه
بين كفه من هذا الطفل  ..

بيكهيون لم يكن مهتماً بأي كائنٍ حوله حيث كان قد بدأ في جَمع الحجارة الملونة التي توجد وسط المياه و كذلك بنطاله تبلل ، قلبه إمتلئ بالدفئ حينما حمل حصاة زرقاء اللون و اخرى شفافة تتواجد داخل تلك المياه ليركض نحو تشانيول الذي كان يقوم بتحضير أدوات الرسم بينما يتربع على العشب أسفل الشجرة كي يبدأ في إلقاء فنه هنا

" أنظر الى هاته الأحجار الملونة تشانيول !!
جمعتُ الكثير و لازلت سأجمع المزيد"

مد كفيه الممتلئة بها كالأطفال بينما يقضم سفليته بحماس ليحدق تشانيول إليها ثم الى وجه فتاه المتحمس ..

" هل تجمعها كي تَضعها في حوض الأسماك ؟!"

لاحظ أنه يضعها بكيسٍ فعلياً و حينما أماء بلهفة تأكد أنه قد يكون هنا بالفعل لأجل هاته الأحجار البهيّة و بحق هو طفل لا أكثر ..

" هاي الى أين تخطط رفع بنطالك أكثر؟!
تعال إلى هنا"

تشانيول سحبه من ساقه اليه ليطوي بنطال الأقصر إلى حد معين فبيكهيون كان يغفل عن ذلك كلما تعمق في جمع الحصاة و يكاد يصل لمنتصف فخذيه و هذا ليس مسلياً للنظر .. 

" بنطالي سيتبلل هكذا تشانيوري!!"

بيكهيون نفخ خدوده لكن تشانيول هو تشانيول حينما يأمر و قبل أن يعود الى المياه هو حذره بصوت جاد ..

" لا ترفعه أكثر، أنا لن أعيد كلماتيّ"

رغم أنه قد شرع يرسم ما يوجد في مخيلته من
إلهام حول بيكهيون في مكان كهذا عينيه لم تتوقف عن تفحص جميع تحركاته .. هو ليس هنا البتة بل كان يركض حول المكان كطفلٍ في الخامسة و لا يعلم ما المميز في هاته الغابة الى ذلك الحد إلى الأن ليتحمس إليها ، يحترم رغبته و كله طاعة لها لكن هناك أماكن أفضل هنا و حول العالم  !!!

" اللعنة"

لعن بعمقٍ حينما إهتز هاتفه بجيبه ما جعله يلطخ ما رسمه من بداية ملامح صغيره فجأة و بدون قصد ليضع اللوحة جانباً و يحدق الى الشاشة بعينين واسعة ما إن رآى رقم يوجا ..

بيكهيون أحس بكم أن الكيس ثقيل أخيراً و كم أنه أخذ الكثير من الحجارة الملونة ليخرج أخيراً من المياه ، حتى الطفلين اللذان يجلسان في الجهة الأخرى من المكان يلتزمان الصمت و لا يفعلان ما يفعله هو بهذا الحماس ..

المكان ليس مكتظاً كثيراً لذا لا يعلم لما تشانيول يكره حينما يكون غيرهما في الجوار ، رجله إعتاد أن يملكَ الأماكن و البقع كي يكونا فقط وحدهما بعيدين عن الأعين و لا يستبعد أن يشتري هذا المكان قريباً إن لم يعجبه تواجد هؤلاء من يحدقون إليه يلعب بهاته الطريقة فهو لم يكذب يوماً حينما قال أنه يملك أكثر رجل غيور على سطح الأرض ..

بذكره ، قلبه أرتجف حينما لف رأسه و لم يجده في ورائه ليميل رأسه بـ حيرةٍ محدقاً هنا و هناك حول المكان ثم يركض نحو المكان الذي ترك به تشانيول الألوان و اللوحة التي تعكس عينيه عليها !!

يديه تلقائياً حملتها و أغلق الألوان ليرجع كل شيئٍ الى مكانه و يعلقه حول ذراعه فيأخذ خطواته حول المكان قريباً كي لا يتوه و لربما يعود تشانيول الان
و لا يجده ..

قلبه غزاه الحزن بسبب هذا التصرف من تشانيول فكيف يتركه هنا دون أي كلمة او توضيح فجأة ؟! حتى كيس الحجارة التي جمعها من شدة خيبته الآن تركه أمام النهر و لم يحضره و بقي هناك ينتظر من تشانيول أن يعود فحتى حينما إتصل به وجد خطه مشغولاً !!!

" ما الذي تقصده بهربَ أحدهما؟! كيف يفر في الأصل من مكان كذلك هل تمزح معي؟! أين كنت و اللعنة يوجا ؟! أحدث هذا بسبب غيابي عن المكان ليوم فقط هل تريدون أن أشعل بكم الجحيم ؟!"

تشانيول لم يكن في مزاجٍ جيد البتة بهذا الإتصال من مساعده عن كون أحد رجال رايتشل تمكن من الفرار من المكان فجأة جعله يتعكر !!!! رغم كلمات رجاله أنهم سيتمكنون من إيجاده و هو على ثقة من هذا لكن الإنفلات الذي حدث أثناء غيابه سيدفعون ثمنه قاسياً ..

" أنا لن اتساهل حينما أعود ، و الرب لن أفعل
أهذا جزاء الثقة في كل لعين منكم !!!"

~

« 6 : 12 PM »

بيكهيون شعر بقلبه ينبض بقوة ما إن مرت عشر دقائق كاملة دون عودة تشانيول و إظطر الى النهوض من ذلك المكان ليمشي نحو كيس الحصاة كي يأخذه من يدي الطفل الذي حمله من أمام البحيرة ..

" هاته ، أنا من جمعتها"

قال بمزاج تالف و يعلم أن تحدثه الى طفل بتلك الطريقة ليس لائقاً و لئيماً لكن مزاجه تدمر بسبب تشانيول الذي غادر دون كلمة فجأة الى أين لا يعلم ..

خطف الكيس من يديّ الصغير الذي شعر بأن هذا الشخص أمامه غريب أطوار لكي ينفعل هكذا بسبب كيس يحتوي على حجرٍ ملون فقط ؟!!

" أسف، لم أكن اعلم أنه يخصك !!"

بيكهيون نظر اليه بعينين لامعة لثوانيّ ليشعر
بالذنب بسبب إنحنائه له بإعتذار صادق ..

" هل تريد ان أعطيك القليل منه لابأس؟!"

جلس القرفصاء ليومئ الصغير رغم تناقض تصرفات بيكهيون بين ثانية و أخرى فيجفل حينما ركض الى والده البعيد ليحضر أي شيئ كي يضع به ..

  و حين عودته أخرج حفنةً عشوائية ليضعها بداخل ما وضعه الطفل أمامه محاولاً القضاء على قلقه بهاته الطريقة فهو متأكد أن تشانيول لم ينساه هنا فـ رجله لا يفعل هذا به ..

" شكراً لك ، لا داعي أنا سألتقط له منه"

صوتٌ الرجل خاطبه ليبتسم بيكهيون هازاً له
رأسه بـ معنى لابأس تزامناً مع إغلاقه للكيس ..

" لاحظت أنك كنت تجمعه بحماس و من
اللئيم أن يسرق إبني ما يخصك"

بيكهيون حقا كان يجمعها بسعادةٍ و حماس لكنه ليس كذلك الأن بذات البهجة التي جاء بها فيشعر أن هاته الرحلة لوهلة مشؤومة أو أن المكان مشؤوم ؟!

لم يكن يريد التحدث الى الوالد لكن الطفل الصغير هو من شفع له لهذا حاول أن لا يبدو وقحاً و يتعامل بأخلاقه فهما لا ذنب لهما ..

لابأس أنا من أردت إعطائه منه ، ثم هو فقط حجر"

بعثر خصلات الطفل بلطافة ليستعد الى العودة من حيث أتى لكن المديح الذي تلقاه للتو لم يكن مريحاً ..

" وشمكَ جميل"

بيكهيون إبتلع بثقل ليحدق الى كاحله ثم إلى الرجل الذي إنحنى يحدق أقرب إليه دون أن يتردد ما جعله ينزل بنطاله المبلل مغطيا ذلك الوشم لا يعلم لما الان لكن هذا ليس مريح ..

" لكن ما الذي يرمز إليه ، غريب؟! "

بيكهيون لم يكن في المزاج ليتحدث و يشرح
ثم لما عليه أن يشرح في الأصل؟؟!!

" لا أعلم ، أعتقد أنني ولدتُ به"

هذا كان أغبى شيئٍ تفوه به في حياته و هو يعلم ما دفع الرجل الى الضحك بعدم تصديق و بيكهيون أدرك أنه احمق في هاته اللحظة و بادله بينما يحكُ بتوتر خصلاته لأن جوابه غبي ..

" من صاحب الأميرة؟! من الكابوس؟!"

كان سيفتح فمه ليجعله يصمت عن التطفل فيما لا يعنيه لكنه شعر بمعصمه يجذب بقسوة و لا علم له كيف أصبح جسده خلف خاصة رجله الآن ، من أين ظهر و أين كان و ما الذي يحدث  !!

" ما الذي سيفيدك إن عرفت همم ؟!"

تشانيول قال نحو الغريب ببحةٍ مظلمة و لا مزاجية
و لم يعطي أي لعنة لإبنه الذي يمسك بكفه و الذي يحدق الى والده و الى تشانيول بعينين واسعة ..

هو يدنو نحو بيكهيون بزحفٍ لا يروق له و هو يكره هذا حد الجحيم ، لا يريد من أي لعين أن يحدثَّ بيكهيون و ينظر إليه و يبتسم نحوه ..

لا يريد أي روح و ضحكات من غرباء حول صغيره و لتدعوه بالمهووس و المبالغ لكنه هكذا و هذا طبعه في التملك و الحب شاء من شاء و كره من كره و لا أحد له حق التصرف به سواه ..

بيكهيون حاول نزع يده من بين خاصة تشانيول فهو غاضب و لا يريد التحدث إليه ، هو أفسد الرحلة بغيابه المفاجئ هذا !!  لكنه شعر بأنامله تتهشم بين قبضة تشانيول الذي شعر بما يحاول الأقصر فعله ..

" أحببت الوشم فقط و قررت أن أسأل عنه
فقط لا تأخذني على محمل الخطئ !! "

بيكهيون ليس بمرتاح البتة بسبب تقلب وجه تشانيول و أدرك أنه في مزاجٍ تالف بسبب شيئ يجهله فهو يحفظه أو يتمنى أنه يفعل !!

" لا تسأل ، لا تقترب منه ولا تبتسم نحوه حتى"

كان يريد منه أن يجادله لكي يفرغ به جنون غضبه بسبب الأخبار التي حصل عليها من يوجا لكن الرجل إنسحب فوراً رافعاً كتفيه بينما يفكر بأن هذا الرجل مجنون غيرة على الأحرى فمن ذا سيغضب بسبب إبتسامةٍ و البسمة لكي لا يبدو وقحاً و متعالياً !!  كذلك طفله الصغير كان قلقاً و لم يرد جعله يرتعب ..

" أترك يدي أنت تؤلمنيّ"

بيكهيون قال بصدق فأصابعه تطلب الرحمة من تلك الكف الخشنة و محاولات تشانيول في التحديق إليه بغضب لم تجدي معه هاته المرة لأنه الغاضب هنا و الحزين كذلك ..

" إتركني أنا أريد العودة الى المنزل"

تشانيول ترك كفه لكي يرى ما الذي سيفعله الأقصر و إن حقاً سيخطو أبعد عنه و بمجرد أن فعل و افلت كفه هو بحق لف جسده و راح يمشي الى الطريق التي تقود الى المنزل بدون أن يحدق إليه حتى ..

" توقف !!"

" لما سأتوقف ؟!! هل أوقفتك أنا حينما ذهبت
دون أن تتحدث ألي حتى حول وجهتك لكي لا
أقلق عليك ؟! "

نبرته كانت صامدة أمام تشانيول فهو يرى نفسه محقاً فمهما حدث لا يحق لـ الأطول ان يغادر دون أن يعلمه حتى هو يعلم أنه يقلق عليه كثيرا فما بالك أن يختفيّ لربع ساعة كاملة ..

" لكنني لست مظطراً أن استشيرك حينما أريد
الرد على مكالمة هاتفية تخص عملي!!! ليس و كأنني ذهبت الى مكان ما و تركتك خلفي !؟؟"

تشانيول شد القبض على كفيه كون بيكهيون كان سيقلب عينيه لكنه لم يفعل رغم حدة الوضع بينهما ..

" و انا كذلك لست مظطراً لأبقى هنا في حين أنني أريد العودة الى المنزل ، إن كنت تريد البقاء إبقى تشانيول !! و لتتحدث معهم الى الأبد"

تشانيول حصل على شبه صدمة بسبب هذا الإنفعال و بيكهيون بالفعل تخطاه ثانيةً رامياً ما كان يحمله من لوحة على ذراعه أمام تشانيول في الأرض  ..

" توقف عن المشي و تجاهليّ و الرب
سأشعل الجحيم !!"

ربما ذلك كان خافتاً من فاه بارك لكن نبرته الغاضبة إصابت وتره الحساس ليتوقف لوهلةٍ عن المشي
و يرمقه بحذر ، وجهه إحمر كليا و يجزم أن انامله تكاد تحفر باطن كفه كونه يضغط عليها الى ذلك الحد ..

" لن أعود ، لا أريد ، أنت تخلط بين عملك و وقتنا الخاص الى درجة أنني بدأت أشعر أنني حتى لا أستطيع قضاء وقتٍ سليم معك إلا و تم مقاطعتنا "

" مالذي تتفوه به ؟! أي الهراء تقول ؟! أنسيتَ من أنا ؟! أنسيتَ أنني ملزمٌ بالرد في كل وقت ؟!"

تشانيول حقاً على شفا خطوة من فقدان أعصابه كلياً امامه و هذا الذي لا يريده أن يحدث أبداً ..

" لا أهتم، ثم متى تفوهت أنت بتفاصيل عملك و أنك ملزمٌ بالرد حتى وسط اوقاتنا معاً ؟! جميع ما تقوله هو أنك تريد حمايتيّ لكنني واعٍ كفاية لأفهمَ الطريقة التي تريد حمايتيّ بها أنا لست طفلاً ، أنا ناضجٌ تشانيول أنت حتى ذهبت كليا فقط لكي أسمعك كما انني سأشيّ بك أو أنني ساتمكنُ من فهم أي مما ستتحدث حوله فوراً ؟!"

لربما كان خطئاً أن لا يعلمه عن خطورة عمله الى ذلك الحد في هاته النقطة التي ذكرها و الألتزامات التي يجب عليه أن يلتزم بها و هذا جعله يمسد صدغه ليشير لبيكهيون بكفه في الهواء أن يصمت فهو لا يعلم لما هو غاضب رغم أنه كذلك كان ملتهياً بجمع تلك الحجارة اللعينة و رده على الهاتف حتى لم يقطع أي وقت بينهما فعلياً !!

" لن أصمت ، لن أفعل لا تسكتنيّ ، لديّ الحق بك أكثر من أي شخص تشانيول و هذا الوقت مخصصٌ لي ، لي--"

ذلك كان أخر كلماته التي قطعت قبل أن يصرخ بهلع و يهرب منه حينما إقترب منه بإندفاع لكن هيهات أمامَ طولِ ساقيه ، تشانيول حمله كَ كيس طحين و وضعه على كتفه الواسع كمن هو سمكة للبيع ليوسع عينيه ما إن شعر بالدماء تنزل الى رأسه كونه مقلوب على منكبه بهذا الشكل ..

" تشانيول أنزلنيّ !!"

ضرب ضهره إذ لم يستجب البتة حيث كان يحاول جعله ينزله طوال الطريق لكنه لم يتحدث إليه حتى الى أن توقف عن المحاولة و قضم سفليته برعب بسبب حالة الأطول ..

" أنت تريد أن تشعل جحيميّ ، لكَ ذلك"

يجزم أن قلبه ينبض الى درجة سيسمعها بارك حينما قال ذلك و صعد به الى الغرفة ليرمي بجسده الصغير على السرير بدون أي رحمة و يغلق الباب حتى جزم أنه سيكسره  ..

" مالذي ستفعله تشانيول؟!"

بيكهيون إنتفض و هرب من السرير الى الشرفة حينما رأى أن الوضع كلياّ لا يبشر بالخير بينما يضع يديه على صدره كمن سيتعرض للإغتصاب ما جعل الرجل يتوقف عن التحرك نحوه لثوانيٌ فهاته الحالة التي صغيره عليها من توتر و إن كان غاضباً لا يريد جعله يشعر بها ..

الرهبة منه لمعت بعينيه لكن ما ضاعفها كان الطريقة التي حمل بها الكرسي الموجود أمام منضدة الزينة و كسره على الأرض يجعله يرتجف ليجلس على الأرضية محدقاً نحوه ، تشانيول يبدو غريباً حينما يغضب، مؤخراً كثيرُ العنفوان و الهجومية ..

ام أنه دائماً هكذا و هو الذي لا يرى غضبه الحقيقي؟! كسرُ الكرسي كان فعلاً عادياً له و راح بعدها يتنفس بأقوى ما يملك شاحذاً الأنفاس الكافية كي يهدأ لدقائق طويلة تجاوزت الخمسة لم يتحدث فيها هو كذلك بحرف كي لا يضعه محل الكرسي رغم أنه يعلم أنه لن يفعل أو يتمنى هذا من صميم قلبه ..

طقوس محاولة هدوئه غريبة في هاته الأثناء و حينما إبتلع قرصين من دواءٍ لا يعلم عنه شيئا كذلك سوى أنه أخرجه فجأة من وسط حقيبته جعلته يرمش بدون إصدار أي صوت ما إن وضع تشانيول رأسه بين كفيه ضاغطاً عليه و راح يحدق اليه بعينين ثابتة حملت الغضب الذي لازال يغلفها ..

بيكهيون شعر بالرغبة في التبول فجأة ..

" تعال إلى هنا و دعنا نتحدث"

إن لم يكن يعرفه هو سيتسائل إن كان هذا الرجل منفصماً كون صوته إنخفض و هدأ فجأة مشيراً الى داخل الغرفة  ..

" أنت -- أنت تخيفنيّ تشانيول"

قال بصدق ممتنعاً حتى عن النهوض من الأرضية الباردة بينما يضم جسده بذراعيه و ذلك كان مؤذياً بشدة لقلبِ تشانيول ، أسوء ما قد يسمعه من بيكهيون في حياته لكنه من يدفعه ليفعل دون فهم مؤخراً ..

" لستُ وحشاً ، لن أعضك"

كلماته هاته حفرت عميقا و بعنف داخل روح الاصغر فهو لا يريد من تشانيول ان يفكر و لو للحظة أنه كذلك رغم جميع ما يحدث ، و لا يعلم لما رنت بذهنه أغنيته المفضلة creep الآن رغم أن الوضع كليا لا يسمح ..

" ماذا ؟!"

خطى ببطئ إليه و جلس بتردد على السرير
مراقباً تحركات بارك بعينين يقظة رغم أنه هادئ
لكنه يعلم أن البراكينَ بداخله  ..

" سأخبرك ما تريد سماعه لما أنت خائف مني؟؟"

نبرته لم تكن مريحة و الادرينالين بداخل جسد بيكهيون تصاعد ليقبض على الشراشف بأنامله منتظراً كلمات تشانيول ..

" انا المخطئ أنني استجبت على الهاتف دون أن أخبرك و أنا الوغد الذي أوهمك أنه سيخصص وقتاً كافياً لك ، أنا كذلك المذنب أنني اقحمتك حياتي المليئة بالغموض و جعلتك تشعر أنني لا أملك مسؤوليات أخرى سواك ، أنني بنيتُ لك أوهاماً لم تكن حقيقية .. أهذا ما تريد سماعه ؟!"

ذلك يملك عدة معاني ليفهمها ، هل يخبره أنه نادم على إقحامه حياته أم مالذي يقصده بالضبط بهاته الكلمات ! و رغم أمر مجادلته و هو بهاته الحال الغريبة ضائق النفس و الخلق و يحدق إليه بنظرات جامدة ..

" ما الذي تقصده بهذا تشانيول ؟! "

" ما فهمته بالضبط، أقصِده"

هل هو تحت تأثير شيئ ما !! هل تلك الاقراص المجهولة تجعله يهذي ام يقول الحقيقة؟! بيكهيون لم يستطع تحديد ذلك و ما كان عليه سوى الإقتراب من تشانيول ليجلس أمامه و يهمسّ محتوى كلمات ناقضت هدوء صوتها و تربعت بداخل عقل بارك  ...

" هل تريد جعليّ أشعر بالذنب لأنني في حياتك أم ماذا بالضبط ؟! لستُ من أخبرك أن لا تشارك معي شيئاً رغم أنني أعلم أنك كنت تراني بريئاً و معتوها لكي يفهم مالذي يحدث حوله ، اعلم أنك شعرت لوهلةٍ أنك ستجرم حينما تَجّرُ فتاً ببرائتيّ نحو مكان لا يخصني البتة حينما قررت أن تجعلني لك تشانيول"

تشانيول ركز بعينيه على بقعة معينة من الأرضية ما إن تسللت كفي بيكهيون الى خاصته و أمسك بها فيشعر بكم هي باردة و رغم كل شيئ ،قلبه نبض أقوى بسبب شده على يديه أقوى كي يصغي إليه
و لا يشرد نحو الارضية كذلك ..

تشانيول لف رأسه إليه حينما أمسك بيكهيون بوجهه كي يجعله يحدق إلى عينيه ، يريد منه أن يشعر بما يريد أن يخبره به ..

" لكنك تخلط بين البراءة و النضج ، أنتَ كنتَ منذ البداية متحفظاً عن كل شيئٍ حولك كأنني أحد اعدائك تشانيول ، حتى في تلك السنوات الأولى بيننا ،أنا لازلت لم آنسى كيف اخذوك مني حينما كنتُ الأبلهَ الغافل الوحيد عن حقيقتكَ وسط الجميع ، أوليس هذا إستغفالاً لازال يجر المتاعب و الشحنات السلبية بيننا الى هذا اليوم ؟!"

كلمات نبعت من اعماق أعماقه بصدق كتلك
تستحق رداً أفضل مما قاله بارك بعدها و جعله
يفتح شفاهه ببلاهة نحوه ليدرك أنه حقا ليس
بخير الأن ..

" أخبرتك أننيّ المذنب ، فيّ كل شيئٍ أنا هو
المذنب بيكهيون و لا تلحق بي لست بمزاجيّ الآن"

عينيه السود إرتعش بؤبؤها ما إن نهض من جواره ثم نزع ما يرتديه ليرميّ به على الأرضية و يغادر الغرفة تاركاً فوضى في المكان فعلياً و فوضى في قلب الصغير الذي يكاد ينفجر ..

وسط هذا الجو البارد ، تشانيول لم يهتم بتاتاً و يشعر بأن جسده يغلي كما هي أعصابه و حينما سمع بيكهيون صوت إلقائه بجسده وسط مياه المسبح الثلجية جسده إرتجف تلقائياً فركض الى الشرفة ليتأكد و ذلك بالفعل ما حدث .. هل هو مجنون ليفعل بل كان يسبح ذهاباً و إياباً بذات الوجه المتجهم كأنه في فصل الصيف ..

قلبه آلمه لوهلة ليشعر بالذنب رغم أن تشانيول يستحق لكي يعلم أنه لن يتسامح و لم يتحمل إستغفاله بعد الآن و معاملته كطفل بقول أنه يريد حمايته دائماً لكنه لا يستطيع جعله بهذا الحال بسببه ليس بيده التحكم بمشاعره و هو يراه بهذا الحال ..

ما إن ألقى بجسده داخل تلك المياه الباردة هو يقسم أنه يستطيع الشعور ببشرته الساخنة تسرب حرارتها وسط المسبح لشدة الضغط بداخله ..

تشانيول أعاد خصلات شعره الى الخلف ليضع وجهه بين كفيه متنفساً بأعمق ما يستطيع و حتى زفراته تخرج حارة لا بسبب شيئ سوى التولد الرهيب
لـ القلق بداخله ..

لم يعلم المدة التي بقي فيها مغمضاً لعينيه بالضبط فهو يشعر انه يسبح وسط فضاء فارغ من سواه و أفكاره السوداوية التي تداهمه حتى انه لا يشعر بالبرد إلى الأن فهو مدرب على هذا على كل حال ..

" حبيبي ~"

انامل رقيقة إمتدت الى خصلاته و صوته الهادئة خاطبه فيفتح جفونه لتلتقي عينيه بخاصة بيكهيون المعاكسة لخاصته تحت ضوءٍ خافت ليدير جسده إليه بهدوء محدقاً الى عينيه ثم الى كأس الماء و الدواء بين يديه ..

" أشرب هذا المُهدأ من أجليّ"

بيكهيون لم ينتظر موافقته و دفع الدواء نحو تشانيول بتردد ليفتح الرجل شفاهه بروية و من ثم سمح له كي يجعله يرتشف من الماء محدقاً الى ملابسه بتفحص من أسفل رموشه فما سبب هذا الرداء المخملي الأبيض وسط هذا البرد ؟! بل و يحكم الربط على خصره  ..

  بيكهيون إبتسم بنعوٍمة حيث كان ينظر اليه كذلك لكن بنظرة حنونة مليئة بالذنب بسبب أنه من جعله هكذا فرغم كل شيئ هو لا يستطيع رؤيته يضغط على نفسه وسط البرد بهاته الطريقة المؤذية له ..

يد الصغير التي إمتدت إليه جعلته يتشتت لوهلة و ما كان له سوى أن يضع كفه عليها لتختفي تلك الأنامل الوردية بين خاصته و هناك بيكهيون جذبه أقرب الى الحافة ليضع رأس بارك على فخذيه العارية و من ثم غرس انامله ثانية بين خصلاته الرمادية ممسداً إياها بطريقة قشعرت جسد الرجل الذي كان يبادله النظر بذلك الوضع المعكوس ..

الشفاه التي حطت على خاصته حينما أخفض فاتنه رأسه ناقراً ثخينتيه بحب ثم جسر أنفه هو زفر ليملئه الدفئ الذي حاول بيكهيون إيصاله إليه ..

" هل ت--"

تشانيول كان بصدد السؤال لكن إبهامٌ صغير يحتوي على شامةٍ جميلة على شفاهه قاطعه فيقبله إنقياداً خلف تلك العادة التي لن تبارحه في تقديس جمال كفيّه ..

" أنا لست هنا لكي أتحدث عن ذلك ثانيًة، أعلم ما تشعر به تشانيول لأننيّ أشعر بك حتى و إن فضَّلت الصمت ، أشعرُ بك أكثر من أي شخص~"

مشاعر قاسية هاجمته ما إن أنهى تلك الكلمات بقبلةٍ طائرة خلقت صوتاً لطيفا في الهواء ثم لشدة طراوةِ فخذيّ فتاه شعر برأسه يغوص ليقبل سطحه بعمق يدفع بيكهيون لـ الإرتعاشِ فجأة و ذلك ظهر في شده على خصلاته الرمادية أقسى فيدرك الرجل تأثيره عليه ..

و بهدوء هو رفع عينيه إليه و فرَّق شفتيه ليقبله قبلةً مبللة أخرى مخدراً إياه كليا بملمس ثخينتيه على جلده قريباً من منطقته بشدة ثم اخرى على ذات المكان فيحمر لشدة حساسيته الآن ..

ثم يعيد إغماض عينيه محتضناً وسط بيكهيون كطفلٍ وجد السلام أخيراً عالماً كلياً حال صغيره بسبب تلك القبل فمنذ متى لم يكن حساساً حينما يتعلق الامر بلمساته؟! منذ متى مات الشغف بينهما
و هما يخوضان ذلك الـولهَ المجنون ؟!

" لا مفر منكَ سوى إِليك ~"

كلمات بارك خرجت هامسةً و أنفاسه ثقيلة لينظر بيكهيون الى وجهه المسالم في هاته الاثناء عكس ما كان عليه ، يستطيع أن يهدأ فقط بلمساته الى هذا الحد ، فقط يجد الأمان و يتحول الى طفلٍ
بين يديه فقط ~

" هل هذا يعني أنكَ فررت مني لأنني أغضبتك ؟! لانني أخبرتك أنني ناضج كفاية لأحمل عنك الهموم ؟!"

تشانيول أطلق أنيناً عميقاً ينفي له ذلك ثم أخذ كف بيكهيون ليضعها على وجهه يطلب لمسات فيبتسمُ الصغير لشدة لطافته الآن و بطاعة حرك قمم أنامله على وجهه ليتآوه بارك بعمق لـ لطافة الشعور و جماله رغم أنه لازال يغوص داخل المياه بينما فتاه يجلس على الحافة ظاماً رأسه بين أحضانه و خصره الصغير كان مُحاطاً بذراعيه ..

"يكفيني أن تفعل هذا بيّ لتختفيّ جميع الضغوطات ، أن تظمني كل ليلة بين هاتين اليدين الحنونة لأرتشفَ جميع الحنان منك و أعوضَ جميع الحرمان الذي عانيتهُ في حياتيّ ، لأتنفس عبقَ الياسمين الآخاذّ من تفاصيلَ و جمال روحك و
حُسنِ ضحكتكَ البريئة ~ "

بيكهيون حصلَ على عينين زجاجية ليخفض رأسه رغم أن لا مجال لكن يد تشانيول لم تسمح له و أجبره على مبادلته النظرات ..

" هذا فقط ما أريده منكَ مُدلليّ ،إبقى بأمان معي و أترك جميع متاعب الدنيا لأحملها عنك فأنت لن تقدر الغوص وسط عالميّ إلى ذلك الحد مهما حاولتْ~"

كان هذا كلاماً صادقاً و بيكهيون إمتنع عن الإجابة لأنه لا يريد المجادلة فأنفاسُ تشانيول التي تصطدم بجلده رفقة مشاعره الحقيقية التي تتسرب من تلك العينين الواسعة جعلتهُ يرتجف ليزيد من إحكام ربطته ..

و ما إن تسللت كفيّ بارك كليهما الى أسفل ردائه مداعباً جلده الحريريّ الى أن شعر بذلك الحزام الأسود ليرفع رأسه بِسرعة من على فخذيه محدقا إليه بصمت ..

بيكهيون تمكن من رؤية تفاحة آدم خاصته إرتفع و تنخفض ما إن إبتلع بغزارة ..

بيكهيوت أشاح عينيه حينما تمكن الرجل من فهم هدوئه هذا ،ليس و كأنه ليغريه و يجعله يسامحه عن إختلاف أعصابه بهاته الطريقة أو شيئ من هذا القبيل ،بالطبع لا  ..

" ألست جائعاً !"

ذلك فقط ما إستطاع قوله بتلكؤً فينفي الرجل بعينين غائمة ما إن أدرك ما يوجد أسفل هذا الرداء الذي يسترُ جسده ..

بيكهيون كان سينهض من المكان لكن تشانيول
سحبه أقرب و ثبته قبل أن يسقط الى الماء فيجلس  القرفصاء امامه و يرتجف فجأة حينما خرج من الماء و وقف امامه بذلك الطول حاجباً عليه حتى ضوء القمر الان بينما عينيه الغائمة كانت عليه ملتهمةً وجهه دون مبالغة ..

وضع يديه على يديّ تشانيول ليتشبت كلياً بعنقه ما إن سحبه فجأة فشعر بجسده يرتفع عن الارض و ساقيه أحاطت خصره فيقشعر جلدُ بارك حينما شعر بكل تلك التفاصيل التي تحيط جسد صغيره ..

" تُريد العقاب مِن بابيّ ؟! تأتي إليه ثم تخفيّ 
حسنكَ عنه و تريد الرحيل دون جعلي أرىَ
كذلك ؟"

بيكهيون لهثَ ضد شفاهه بسبب عينيه التي تلتهم وجهه و كذلك حينما انزلقت يديه ضد صدره الصلب المبلل فيغمض جفونه بسبب سرقته لأنفاسه منه بسحقِ رفيعتيه دون هدنة ..

تشانيول شعر بالضباب يتشكل بين عينيه بسبب أنينه الخافت ضد أذنه متهاوياً بين ذراعيه بـ غنجٍ كأنه يلمسه لأول مرة و ذلك ما يجعله دائماً أسفل سحره القوي عليه ..

هذا المخلوق الملائكيّ يدمره كلياً ، هذا الصغير نقطة ضعفهِ الحساسة و الخط الاحمر بحياته ~

و ما لم يعلمه كليهما هوَ كيف وصل تشانيول الى الغرفة و متى بحق الرب ؟!! أكانت القبلة الشغوفة مخدرةً الى ذلك الحد إلى أن شعر بجسده
يُرمى على السرير ..

" دعني أرى ما تخبئهُ أسفل هاته اللعنة من جمال"

كان سيمدُ يديه كي يمزقَ الرداء فذلك جميع ما يفعله بملابسه وسط ممارسة الحب لكن ما سيحدث الآن هو عقاب فهو يدرك من طريقة تشانيول في التحديق إليه و طريقة لمسه الخشنة ..

بيكهيون ن زحف إليه ليقحم سبابته أعلى سحاب تشانيول ثم بسحبه ليلقي به على السرير و مو ثم يجلس على معدته رامقاً إياه بأكثر النظرات نشوةً ، و هناك  أنزل الرداء المخمليّ فيلهث الرجل بتعب بسبب ذلك ، بسبب تلك التحركات الرهيفةُ العذبة لكنها تقسو عليهِ و الرب وحده يعلم كم تفعل ..

و بعد سبع سنوات كاملة لازال هذا الحسن كثيراً
على رجل بقوته أن يتحمله دون أن يتخذ ردات
فعل تحت فقدانه السيطرة ..

" عاقبنيّ بابيّ ~"

بيكهيون قال ذلك محركاً وركه على منطقة تشانيول و الجحيم إستعر بكليهما إزاء ذلك الإغراء القاسي ، يكاد يبتلعه لشدة شموخه حتى رغم ما يخفي مؤخرته ، يأخذه ذهاباً و إياباً ممسكاً بكفه الكبيرة بكلتا يديه ليلعق أوسطه ثم يضيف إصبعاً أخر
مفجراً جميع مقاييس إحتماله ..

تشانيول دفع وركه الى الأعلى ليختنق الفتى وسط إمتصاصه لتلك اليد المقدسةِ بالنسبة له كذلك لكنه لم يتوقف عن إعطائه رقصة الحضن الساخنة يتركه فاقداً لأنفاسه و مدمراً أسفله ..

جميع أنظاره الغامقة كانت على ذلك اللسان الوردي الذي أخذ يلعق أصابعه و تقريباّ بيكهيون شهق مفتقداً الاكسجين حينما جذبه من عنقه و سحق فمه ليمتص لعابه بقسوة كأنه ترياق الحياة و لسانه
حتى كاد يبتلعه فيدرك حجم الخطئ في إثارته الى ذلك الحد فهو سيصبح أبكما إن واصل تقبيله بهاته الطريقة ..

" أنت من ستقضي عليَّ يوماً ما بيكهيون ، انا متأكد"

شكى بصدق فقلبه يكاد ينفجر بسبب هذا الصغير المتغنج الناعم و المثير حد الجحيم ..

جسد بيكهيون إرتّج ما إن إرتفعت أنامل تشانيول الى عنقه ليمسده بخفة ثم يضعه أسفله ضد السرير على غفلة ليقضم طرف سبابته بسبب الصمت الذي عمّ فجأة لكن لهاث تشانيول لم يسمح للجو أن أن يكون هادئاً الى ذلك الحد حينما حدق الى تلك الهلامية تناديه ..

بيكهيون يقسم أنه سمع صوت إرتفاع كف تشانيول في الهواء لشدة ترقبه لما يفعل به و حينما حطت على جلد مؤخرته بقوة تجعلها ترتجُ بقوة فتسخن بسبب تلك الصفعة القاسية التي تردد صداها
في المكان ..

" أنا سأطيح بالأرواح لأجلها ~"

تشانيول همس و إنحنى ليضع قبلة عليها ثم قضم القليل منها تاركاً أثر أسنانه عليها ، يتلمسها كشيئ نادر و مقدس و ذلك ما كانت جميع تفاصيل حبيبه الغالية عليه ..

" مؤلم ، توقف بابيّ "

رغم قوله لذلك حينما عضها بقسوة و صفعها ثانية، تشانيول تُرك مذهولاً ما إن حركها الى الجانبين ضد حوضه و لا يعلم إن كان الصوت الصغير الذي تسرب من شفاهه العسلية هو صوت ضحكة شقية لكنه تأكد حين نظر اليه من أسفل رموشه بتلك الطريقة ..

" تشانيول ؟؟"

صرخ بفزع ما إن تمزق هذا اللباس الجميل من على جسده ليعرى كلياً أمام انظاره فيعبس بسبب انه خربه و هو الذي آحبه و إشتراه بحماس لكن تشانيول ليس قابلاً ليتأمل وقت رغبته فهو معمّي عن كل شيئ سوى إنشاته المثالية إلى حد الجحيم ..

لم يتمكن من التذمر ففمه إبتلعَ كليا بسبب سيل القبلات الساخنة التي لم تنقطع حتى حينما قلَّ الهواء و جسده كان يحتك بخاصة تشانيول يجعل حالهما صعباً و مُثاراً الى حد الجحيم ، يديه كانت تبدع بتلمس جسده لكنه سرعان ما يعود الى أفخاذه و هلاميته ..

" أي مخلوق يجعلني مجنوناً فقط بسبب
صوت إرتطام شفته العلوية بالسفلية ؟؟"

هاته كانت واحدةً من أدق التفاصيل المهووس بها ، الطريقة التي  يصنع بها فمه الصغير صوتاً حينما يغلقه أو ينتهي من تقبيله دائماً ما يجبره على تقبيله  ثانية دون أن يملك القوة ليقاومه لذا هو لا يقدر التوقف عن إلتهام ذلك الثغر اللذيذ أبداً ..

" مؤخرتيّ تنبض ألماً بابيّ ، الرحمة"

همسَ بعبوس شفاهه التي تضخمت جراء جنون الاطول بها و أبعد يدي تشانيول عنها بعينين لامعة مترجية رغم أنه من أراد العقاب و رغم أنه مخفف كذلك كونها لم يأتي وراء غيرة و هو ممنون للرب أنه ليس كذلك لأنه سيحطمه حينها بالمعنى الحرفي
و سيمنعه حتى عن لمسه ..

فيمسح الرجل عليها بإعتذار كونه صفعها مرات عديدة حتى شعر بسخونتها و حرارتها على كفه ..

بيكهيون حشر وجهه بالمخدة ما إن قلبه على بطنه و حين اخذ تشانيول هاتفه فيلتقط لمؤخرته عدة صور بينما تزينت بأثار عقاب أصابعه ، منظر مشبع كامل  يستحق التقديس و فكرة رسمها لاحقا لمعت بعينيه المظلمة ..

" أنا مهووسٌ بكَ ولا أستطيع أخذ كفايتي
مهما حاولت ، انا لن أشفىَ منك ملاكيّ ~"

رمى الهاتف بسبب قلبه الذي تدغدغ ما إن أبعد بيكهيوت خصلاته السوداء عن عينيه و بقي هناك على ذات الوضعية ينتظره بخضوع بينما يأرجح ساقيه بدلال  ..

كيف لا يجن و هو يملك جحيم اللذة على سريره ؟!

" لن أشبع منك البتة~"

بيكهيون شعر بقبلة عميقة و ثقيلة الوقع على وشم كاحله ليبتسم مخفياً وجهه بين انامله و ما لبث أن رفعه من على السرير ليثبت يديه ضد الجدار و يمتص الجحيم من عنقه و ترقوته ثم طبعَ عدة قبل على ذراعه الناعمة ليضع الصغير رأسه على منكب تشانيول متنفساً بصعوبة بسبب أنه مثارٌ حد اللعنة و لا يستطيع حتى التحدث الأن ..

تلك اللوحة هي الافضل من جميع ما تبدعه انامله .. أفعال لسانه و فمه هو الأعظم على جسدٍ خُلق خصيصاً له و لا لـ لعين سواه و سيشعل الجحيم
في من يفكر فقط أن يقترب نحوه ..

بيكهيون أمسك بشعره بضعف ما إن نزل الى مستوى معدته ليقبل قرط سرته يجعله يرتجف كالسكيّر فحتى الأنين بات صعباً أن يصدره ، هذا الرجل يجيد حصره في زوايا الخدر الكليّ ..

تشانيول رفع إحدى ساقيه ليضعها على كتفه ليقحم أنامله يجعل من جسد اميرته يتشنج و كان على وشك السقوط لولا أنه أمسك بمعدته بكفه الاخرى ليثبته ضد الجدار ..

" أنا سأسقط في أي لحظة -- تشاني "

و حينما حركخت دون رحمة بداخله ليلف سافيه حول خرج الرجل مطلقاً العنان لتأوهاته العالية و ذلك قعد دفع بارك الى الجنون اكثر فامي  .

" لن تـسقـط أبداً ما دامَ رجلـكَ حياً ، حـتى وقـت
نشوتكَ لن تسقطَ يا ضـوءَ عيـنايّ"

أي السحر يفعل به هذا الرجل ، حتى وقت قسوته
حنون و في ممارسة الحب عنيف و وقت العنف دافئ ما جعله يذرف دموع النشوة و الحب في آن واحد ..

هو فقط يحبهُ بشدة ، يعشقه أكثر من أي شيء
آخر على هاته الارض الكبيرة ..

" لكنك ستسقطُ أحياناً على ركبكَ كي تمتص
ما هو لك، اليس كذلك صغيري ؟! "

بيكهيون أومىَ فوراً و لم يتردد في الجلوس بين قدميه ثم أخذه بفمه و سماعه للزمجرة العميقة التي غادرت فاه تشانيول حفزته كي يعطيه افضل ما لديه كما دائماً يجعله فاقداً لوعيه بسببه ..

" كذلك تفعل بيّ ، صغيرُ بابيّ و أميرته ~"

شعره الأسود يكاد يقتلع بسبب إمساكه له بتلك الطريقة الخشنة ثم يعيّ أن فتاه حساس فيفلته ..

و قبل أن يطلق رفعه ليلفه ضد الجدار و  يحرك حوضه ضد فتنته السفلية كي يجهزه و هاقد عاد يده دون وعي لـ النيل من إمتلائها المغريّ ..

" هذا ما سيحدث لك حينما تثيريني الى ذلك الحد "

مد يده الى كف تشانيول كي يتوقف فهو يكاد بموت من رغبته ما إن رماه على الشراشف ، تحركاته باتت فوضى كلية فوق السرير و دموع نشوته نزلت لتحلق أنفاسه ما إن شعر به يلعقه ليكتم فمه ثم يحشر يده بداخل شعره الرمادي يشد عليه بأقوى ما يملك عكس أي لمسة حنونة قبلاً ..

و المرة المليون،تشانيول في الحب مع الطريقة التي تلتف بها فخذي صغيره حول وجنتيه حينما يلعقه ، هو فقط يأخذ نعيمه الخاص المخملي ...

" تشانيول --"

برجاء قال ...

" وحيده و عينيه ~"

" لا تتغزل بيّ ، أقحمه انا اتوسل اليك "

تشانيول أردف بعد ذلك بصوت خدر من إغراء هذا الملاك الشيطان لي ذات الوقت ..

" ترجى أكثر "

تشانيول لم يكن يعلم أن ذلك سيجعل بيكهيون يفقد صبره و يدفع به على السرير ليمتطيه هو دون انتظار محركاً مؤخرته مباشرة قاطعاً انفاسه من شدة الصدمة ، ذلك الدفئ الذي إبتلعه جعله زمجرته العنيفة تملئ المكان فيحشر وججه بعنقه مقبلاً بقسوة كي يخرج لذة ما يفعل به ..

" اللعنة أنت تذهب الى الأبرع في كل مرة ؟!"

بيكهيون أرجع رأسه الى الخلف مانحاً مساحة كافيةً له كي يفعل ما يشاء بعنقه لكن تشانيول قرر اخذ زمام الأمور ما إن وضعه على السرير فصغيره بدأ يتهاوى بالفعل ..

تلك التآوهات المكتومة بثخينتيه كانت جنةً ما إن راح يدفع بأقسى ما يملك ،يقسم أن السرير سيتحطم و حيوانات الغابة ستستيقظ بسبب صوت إرتطام جسدهما و أصوات اللذة ..

" با--بابيّ "

ذلك كان التآوه الأخير قبل أن يستسلمَ كليا ،لازال ملاكه ينام في كل مرة يضاجعه بها بقسوة كونه يتعب بسرعة هذا المدلل ، و إن كان هذا عقاباً حقاّ هو لن يدعه ينام و سيضاجعه بقوة حتى و هو نائم لكنه اشفق عليه فمؤخرته إحمرت كلياً ..

" إلهي، كم أحب هاته الملامح "

بارك همس مقبلاً جميع تفاصيلَ وجهه و كفيه ثم تنهدَ بعلوٍ حينما نام أخيراً على صدره كلياً بعمق و كونه يعلم أن نبضات قلبه الصاخب ستزعجه هو وضع رأسه على المخدة تاركاً قبلة على جبينه ، هاته الملامح تذهب مع الوقت الى واحدة عنيدة و مفاجئة ..

تزامناً مع نهوضه من السرير بحذر كي يرد على إتصال مفاجئ عملي ، أوصل إحدى سماعات أذنه فقط و غادر السرير لا مهتم لعريه الأن نحو مكان أبعد كي لا يوقظ فتاه المتعب ...

النعاس يداهمه و التعب كذلك لكنه مظطر لسماع
ما هناك من أخبار و جميع ما كان يتسرب الى أذنه الأن جعله يتيقظ أن المتصل ليس يوجا بل صوت مجهول أخر لم يدرك من هو ليقبض على حافة الكرسي بكفه و يقضم سفليته بحدة ...

" كيف حال أميرتكَ نايتمر؟!"

صوتٌ متلاعبٌ به كي لا يتمكن من إلتقاط صاحب النبرة جعله يرتجف بسبب ذكره لذلك ،أميرته؟!!! خطه الاحمر؟!!!

و قبل أن يرد بأي حرف الهاتف أغلق بوجهه و لم يستطع بعدها الوصول إليه ثانية كونه حضره ما جعل منه يحاول إرسال التسجيل فوراً حيث قد يتمكنون من تعقبه لكن الهاتف رن ثانية و قبل أن يقرأ من هو شتم مباشرة حينما رأى أن المتصل كان مساعده الشخصي ..

" رئيس ، هناك بعض ما يجب أن تعلم به حول المعلومات التي وصلتنا للتو "

بكل آذان صاغية هو كان يحاول الحفاظ على مزاجه بسبب ما يتسرب من شفاه الرجل في الجهة الأخرى ، لا علم له كيف سيتعامل مع هذا حينما يعود و هل هذا ما قصده الوزير بالتغييرات المتناقش عليها !!
ذ

ههنه اختلط بين قلقٍ من ذلك المتصل المجهول الذي ذكر بيكهيون و بين ما يقول يوجا ..

جميع ما سمعه كان بكفةٍ رغم نعاسه هو نهض كي يأخذ سيجارة تصفي ذهنه و تجعله يفكر أعمق حول اللعنة التي سقطت فوق رأسه الأن فهذا لا عبث به من أي ناحية فيفرك وجهه بقسوة ممتنعاً عن لكن اي شيئ كي لا يفزع ملاكه ...

لكنه بتاتاً لم يتوقع المصيبة الأخرى التي رآها ما إن غادر المكان الذي كان به برؤيته لجسد بيكهيون العاري أمامه و عينيه الفارغة المشاعر و الدامعة تحدق إليه بهدوء و شفاه مرتجفة ...

بينما في كفه الصغيرة التي ترتعش كان يمسك بالجهة الأخرى من سماعة أذنه اللاسلكية !!!!!!!

⚜️

ضميري وقت كتابتيّ لـ السمت الصغنن في
هذا البارت :

- وش تتوقعو بيكهيون سمع و خلاه كذا؟!

_ مين تتوقعوا اتصل بتشانيول في الأول ؟!

شخصية بيك قاعدة تتحول يا أخوان امسكوه و
لو تهور محد يمسكه بعد انا حذرت🤌🏻

توقعات؟ ترا لا تسحبو عشان ما احس اني قاعدة اكتب دون محد يعطيني حتى تخمين عن وش
  بيصير 🥲🤌🏻

- ملاحظة قد كده🤏 :

( ⚠️الشخصيات اللي في الجزء الأول مو ذنبي انو البعض منكم مو متذكرها يا سكاكر !! عشان في تعليقات تقول مين ذا و من وين طلع و ما أدري و ما كان موجود و يطلبو شرح مفصل + بالنسبة لقراء الرواية الجدد هاذي جزء ثاني لرواية ساكرد بيس أما القراء لي قروها و نسو الشخصيات أقول احفظوهم عشانهم قلال أصلا مقارنة بالشخصيات الجديدة الي جاية تخرب علينا و شكرا 🤌🏻 )

__ Stay safe Angels ( ˘ ³˘)

Continue Reading

You'll Also Like

General Arn By كِنزي

Historical Fiction

194K 11.5K 27
ترجُف الأبدان لصدى خطواتِه يرجّ الجدران بصوته و يُهيب بنظراتِه أعداءَه - من كان يعلم أن الجِنرال بيكهيون آرن بعظمتِه وهيبتُه قد يتمّ بعثرته على فراشِ...
280K 17.5K 24
[مُكتمل~] سأُراقِصُك بِقُبلاتي على ألحان الثمانينات المُحببة لمسامِعك ، و سأصرُخ مِلئ سماء إيطاليا بِحُبي لك ياعزيزي ~ - Idea from : { @CB_Marbles }
137K 8.9K 24
لايعلم ذلك الكثيرون، و لكن بيون بيكهيون لديه توأم أكبر منه بأربعة دقائق؛ إسمه بيون بيك كيو. ذات يوم، عندما أتى أحدهم و إعترف لبيكهيون بحبه اللا نهائي...
616K 38K 37
مرات تندم أشد ندم على قرار تاخذة بدون تفكير -أي مثل حالتي هسه، حزام الكاميرا ملفوف على رگبتي وواگفه بمكان أظلم بعيد شوي عن الشارع الرئيسي الفارغ بهال...