الفصل الرابع والثلاثون - الجزء الثاني

4K 389 9
                                    

الفصل الرابع والثلاثون

نظرت إليه واختفت ابتسامتها قبل أن تقول بصوت شبه مرتفع :
- العهد الخامس .. جاري تنفيذه الآن
ابتعد قليلًا عنها ونظر إليها بقلق قائلًا :
- أنتِ بتقولي ايه ؟ أنتِ نيران ؟
ودت لو تستطيع إكمال هذا لكنها انفجرت في الضحك فرفع حاجبيه قائلًا :
- مقلب ! يابنتي سيبتِ ركبي حرام عليكِ والله
خبطت بيدها على يدها الأخرى وهي تقلد صوته :
- أنتِ بتقولي ايه أنتِ نيران ! وربنا أنت مسخرة
هز رأسه وقال بتوعد :
- ماشي يا قلبي ، وعد هردهالك .. وعد طيف دين عليه
رفعت إحدى حاجبيها وهي تقول مصححة :
- قصدك وعد الحر مش طيف
خلع التيشيرت الخاص به وهو يقول :
- ما أنا لسة خارج من السجن من شوية ماخرجناش برا الموضوع .. المهم هتتردلك يابنت السلاموني

مر أسبوع كامل لم يحدث فيه شيئا جديد وفي صباح يوم جديد ارتدى «نائل» ملابسه واتجه إلى الشركة في أول يوم له بعد وفاة والدته ، اتجه إلى مكتبه مباشرة وبدأ في متابعة عمله المتوقف كما خصص وقت لمعرفة ما دار خلال الأيام الماضية أثناء غيابه وأثناء اندماجه بالعمل فتحت «ياسمين» الباب دون أن تطرقه فانتبه لها ونهض وهو يقول :
- أنسة ياسمين ! اتفضلي اتفضلي
نظرت إليه بتحدي وغضب قبل أن تقول بعدم رضا :
- سيادتك جيت وماعديتش على مكتبي ليه علشان أعرف ! عرفت من عم وحيد بالصدفة
جلس بهدوء واقتربت هي ثم توسطت خصرها بيديها منتظرة إجابته فردد :
- عادي يعني ماحبيتش أزعجك وبعدين جيت وبتابع كل حاجة أهو ولو كان في حاجة وقفت قدامي كنت هاجي أستفسر منك
لوت ثغرها بضيق وتمنت لو تضربه الآن لكنها سرعان ما تركت المكان واتجهت إلى مكتبها مرة أخرى ، تعجب من فعلتها وفكر للحظات هل ارتكب خطأ ؟ لم يجد إجابة فنهض من مكانه واتجه إلى مكتبها ، طرق الباب ثم فتحه ودلف إلى الداخل ، تعمدت عدم النظر له أو الاهتمام بوجوده فاقترب هو بهدوء قائلًا :
- بصي أنا مش شايف إني عملت حاجة غلط بس آسف لو كنت ضايقتك من غير قصد
رفعت نظرها ورمقته بضيق قائلة :
- حضرتك مش مجرد شغال هنا في الشركة احنا ..
صمتت للحظات ثم تابعت :
- أنت غايب بقالك أسبوع يعني أقلها لما تيجي تعدي تطمن وتطمني ولا أنت لسة زعلان من اللي حصل مني قبل كدا لما كنت بزعقلك ؟
فكر قليلًا في كلامها ثم ابتسم وجلس على المقعد المقابل لها وهو يقول :
- أنا قلت قبل كدا إني مسامح وأكيد مش زعلان وأنا من النوع اللي لو زعلان من حد بيقول على طول لأن اللي في قلبي على لساني ، معلش حقك عليا عندي أنا دي .. أنتِ عاملة ايه؟
رمقته بغضب ثم نظرت إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بها وهي تقول :
- مالكش دعوة روح شوف شغلك
ارتفع حاجباه بتعجب وقال بتلقائية :
- هنرجع لمعاملة زمان ولا ايه ! ما أنتِ كنتِ كويسة حصل ايه ؟
نظرت إليه بتحدي وأجابته :
- أصل في ناس مش بتحس
ابتسم مرة أخرى ولوى ثغره وهو يقول بترجي :
- علشان خاطري بلاش الوش ده بقى وحقك عليا
ابتسمت بتلقائية لكنها سرعان ما أخفت تلك الابتسامة وقالت :
- خلاص سماح .. طمني أنت عامل ايه ويارا عاملة ايه ؟
- الحمدلله أنا بخير ويارا أختي برضه بخير وبتسلم عليكِ جدا
اعتدلت في جلستها ومالت إلى الأمام أكثر وهي تقول :
- سلملي عليها وقُل لها ياسمين قريب أوي هتعملك مفاجأة بس أنتِ اتجدعني وذاكري علشان الامتحانات قربت
هز رأسه بالإيجاب وردد بهدوء :
- حاضر هوصلها السلام .. المهم أنتِ عاملة ايه وزين أخباره ايه؟
أجابته بسعادة :
- زين كويس وأنا زي ما أنت شايف كويسة أهو بس على فكرة غيابك طال ، كتير أوي أسبوع ده أنا كان طالع عيني في الأسبوع ده ، ده غير إن مفيش سكرتيرة والدنيا كانت في الضياع
رفع حاجبيه بدهشة وقال بتلقائية :
- منا قلتلك اختاري منهم وأنتِ صممتي وقلتِ أنت اللي هتختار وبعدين بعد الظروف دي كان المفروض تختاري أنتِ وماتستنيش رأيي ، عندك كل اللي اتقدم بالملفات بتاعتهم وكاتب عند كل حد منهم ملاحظات هتسهل اختيارك
لوت ثغرها وهي ترفع كتفيها قائلة :
- اللي حصل بقى المهم احنا فيها .. شوف هتختار مين وابعتلها على الايميل علشان تستلم شغلها من بكرا علشان الفترة الجاية عندنا شغل كتير أوي
هز رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه استعدادًا للرحيل لكنه تذكر شيئا وقال مسرعًا :
- صحيح سهى ايه اللي خلاها تاخد الإجازة الطويلة دي وايه برضه اللي خلاكِ تنزلي إعلان لسكرتيرة ! هي سهى استقالت ولا ايه؟
هزت رأسها بالنفي وأجابته :
- سهى خدت الإجازة ومااتواصلتش تاني ومن ساعتها موبايلها مقفول وده اللي خلاني أنشر الإعلان
وقف للحظات ليفكر في الأمر قبل أن يقول :
- معاكِ العنوان بتاعها !
رفعت إحدى حاجبيها بتعجب قبل أن تقول متسائلة :
- عايز عنوانها ليه ؟
جلس مرة أخرى وقال بتلقائية :
- علشان نطمئن عليها .. أكيد حصلت حاجة منعتها تبجي أو في كرب ويمكن لو سألنا وعرفنا نقدر نساعدها .. ده اقتراحي لو مش عايزة خلاص
فكرت لثوانٍ في ما قاله ثم رفعت رأسها وقالت بابتسامة :
- معايا العنوان .. بعد الشغل هنروح أنا وأنت نطمئن عليها مع إن دي أول مرة تحصل إن مدير شركة يروح يتطمن على موظفين بس فعلا ممكن يكون عندها مشكلة ومرواحنا ليها يساعدها
ابتسم لها ونهض من مكانه وهو يقول :
- خلاص اتفقنا ، أنا هروح أكمل بقى الشغل اللي ناقص وأشوف هختار مين قبل الضهر ولو في حاجة بلغيني على طول
هزت رأسها بابتسامة :
- إن شاء الله

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now