الفصل السابع عشر - الجزء الثاني

3.9K 391 15
                                    

الفصل السابع عشر

أبلغ الإسعاف والشرطة وبقى على حاله يفكر في الأمر فاقتربت منه شقيقته ووقفت أمام الباب دون أن تدخل وأردفت بخوف :
- حصل ايه يا زين ومين اللي عمل فيه كدا .. هو مات ؟
التفت نصف التفاتة وقال :
- لا عايش بس مليون في المية اللي عمل كدا يوسف
قطبت جبينها بدهشة لتقول متسائلة :
- يوسف ؟ ازاي يعني وليه !
وقف والتفت بالكامل وأجابها :
- أكيد نائل حس بحد في المكتب ففتح يشوف مين ولقاه هو .. حصل بينهم خناق لأن المكان متبهدل فـ يوسف طلع المطواة وطعنه وبما إن المطواة في ايد نائل يبقى شدها وحاول يقوم بس ماقدرش وفقد الوعي .. تقريبا ده اللي حصل و اشمعنى يوسف لأنه الوحيد اللي معاه مفتاح مكتبك ولا نسيتي ؟
لم تعرف بماذا تجيبه ، سندت بظهرها على الحائط وقالت :
- يعني يوسف هيقتل أخوه ! لا استحالة .. مهما توصل الخلافات ما بينهم ماتوصلش للقتل
ابتسم بسخرية وتقدم تجاهها وهو يقول :
- لا توصل للقتل .. اللي زي يوسف ده عامل زي الكلب السعران اللي ممكن يعمل أي حاجة علشان يرضي تكبره ، ليه بتعاندي مع إنك عارفة إن يوسف بيضحك عليكي !
اعتدلت في وقفتها ونظرت إليه بتحدي قائلة :
- لأني هنتقم منه وطالما دخلت الحرب دي لوحدي يبقى هكملها وأكسبها لوحدي وكله عن طريق الشغل ، مش هسمح له ولا لأبوه إنهم يشتغلوا نهائي لأني هسيطر على كل الموزعين والشركات .. هخليهم يفلسوا
تعجب من طريقة شقيقته فهو لم يكن يتوقع أن تصل لهذا الحال ، شعر وكأنها امرأة أخرى غير شقيقته التي اعتاد عليها ورغم ذلك شعر أكثر بالقلق عليها فهي في مرمى إطلاق النار ولا تدرك ذلك.

حضرت قوات الشرطة وانتشرت في المكان وأيضا حضرت سيارة الإسعاف وأخذ المسعفون «نائل» إلى الأسفل ، ترك «زين» طارق واتجه إلى شقيقته وما إن وصل إليها حتى قال :
- أنتِ واقفة هنا بتعملي ليه ؟ انزلي روحي مع عربية الإسعاف المستشفى
هزت رأسها بالرفض وقالت معترضة :
- أنا لا يمكن أروح المستشفى أبدا أو أروح معاه .. انسى أنا هروح البيت وابقى روح اتطمن عليه أنت
زاد غضبه وأوقفها قبل أن ترحل وقال بحدة :
- لازم تروحي معاه .. الناس تقول ايه ! اتضرب بسبب إنه دافع عن الشركة ومديرة الشركة سابته ولا حتى اتطمنت عليه ! هتروحي معاه يا ياسمين وكلامي هيتنفذ
ضربت بقدمها الأرض بغضب واتجهت إلى الأسفل ثم توجهت إلى سيارة الإسعاف رغمًا عنها ...

***

مرت عدة أيام على تواجد «طيف» بالمستشفى ولا جديد يُذكر ، كان «أمجد» والد «نيران» يزوره كل يومين مع زوجته للاطمئنان عليه وأيضا معرفة مستجدات الأمور حول ابنتهم.

حاول الاعتدال بصعوبة فنهضت والدته وساعدته على ذلك قبل أن ينظر لها بضعف ويقول :
- بعد اذنك يا ماما عايز أدخل الحمام ، ساعديني
- حاضر يا قلب أمك .. قوم تعال
وبالفعل ساعدته على الوقوف وسند على كتفها وأوصلته إلى الحمام وبعد مرور دقيقة خرج وسند على كتفها مرة أخرى لتوصله إلى سريره ، جلس على طرف السرير ونظر إلى نقطة بالفراغ قبل أن يقول :
- وآخرتها ! بقالي أكتر من 3 أسابيع هنا ومفيش أثر لنيران ! ياترى عايشة ولا قتلوها .. مرتاحة ولا بيعذبوها كل يوم ! هو غارم قالها .. لو مابطلناش اللي بنعمله هيخلي واحد يعيط على التاني بقية عمره .. أكيد قتلها
اقتربت «أسماء» منه وربتت على كتفيه بحب قائلة :
- ماتقولش كدا يا طيف إن شاء الله نيران ترجع وتتجمعوا تاني .. أنت طيب وقلبك صافي علشان كدا ربنا هيكرمك ويعوضك خير .. مش عايزة التشاؤم اللي بقى فيك ده .. فين طيف الكوميدي الطريف بتاع زمان !
ابتسم بسخرية وقال :
- بدون نيران مفيش طيف بتاع زمان .. دي ماكانتش مجرد زوجة ، أنا حسيتها جزء من حياتي ... لا هي حياتي كلها ولما بعدت حسيت إنى ولا حاجة ياترى عاملة ايه دلوقتي
طرقت الباب ودلفت «فاطمة» التي صافحت «أسماء» ثم جذبت مقعد وجلست أمام طيف لتقول :
- طيف أنا عارفة إنك مش قابل أي حاجة ومتضايق وكل هموم الدنيا فيك بس أوعدك إننا نلاقي نيران .. هم استحالة يؤذوها في حاجة ولو كانوا عايزين يموتوها كانوا عملوا ده وماخطفوهاش
رفع رأسه وقال معترضًا :
- وليه مايكونوش خطفوها وبعدين قتلوها علشان أفضل أموت في اليوم ألف مرة وأنا مش عارف مصيرها ايه! أنا مابقيتش فاهم احنا بنحارب مين ولا مين عدونا بس كل اللي متأكد منه هو إن خطف نيران له علاقة بخطف فهد وإن غارم ده طرف من أطراف القضية اللي كان بيحقق فيها فهد بس كل ما أقول لبابا كدا مايقتنعش .. لولا إني مش قادر أقف على رجلي كنت نزلت جريت أدور عليها في الشارع زي المجنون
نظرت إلى «أسماء» بحزن ثم نظرت إليه مرة أخرى قائلة :
- خلي عندك ثقة في ربنا إن الأزمة دي هتعدي وخليها دافع ليك إنك تقوم وتقف على رجليك تاني
هنا طرق «رماح» الباب قبل أن يفتحه ويدخل قائلًا :
- البطل بتاعنا أخباره ايه؟
نظرت إليه «اسماء» وقالت :
- كلمه يا سيادة المقدم يمكن يسمع ليك
تقدم إلى الداخل ونظر إلى «فاطمة» قائلًا :
- هش قومي خليني أريح شوية من الطريق وأكمل كلام معاه
نظرت إليه بضيق وأردفت :
- سيبتلك الكرسي اقعد يا حبيبي اقعد
جلس وبدأ كلامه قائلًا :
- فوق كدا ياطيف وروق وبعدين بص للظابط بتاعك وأنت قاعد ولا سيادتك نسيت التعليمات وكل حاجة ؟
رفع بصره وابتسم فتابع «رماح» :
- أيوة كدا .. احنا ماعندناش ظابط يقعد يحط ايده على خده زي الحريم .. مهما حصل لازم ترفع راسك لفوق وتتحمل هو ده اللي يميز ظابط الشرطة عن أي حد تاني وبعدين لما تفوق كدا هرجع أدربك أنا تاني علشان شكلك نسيت معركة السيوف وكل التدريبات اللي روحي طلعت وأنا بدربك عليها
ضحك وشعر بالطمأنينة أكثر وسط أصدقائه وعائلته لكن كل هذا كان ظاهريا فقط ، كان داخله يحترق بألم الفراق فهو لم يعد يحتمل عدم وجودها في حياته .. الآن وبعد مرور مايقارب الشهر ليس لها أثر ، شعر بأنه لن يراها مجددا وهذا ما جعله يفقد روحه
ظل الحوار قائم بينهم إلى أن دلف «مازن» وبيده حقيبتين من الطعام وصاح قائلًا :
- حماتكم داعيالكم .. جايب كباب وكفتة يستاهلوا بوقكم يا جماعة .. خدي يا ماما الشنطة دي ليكي أنتِ لوحدك علشان أكتر واحدة تعبانة
ابتسمت «أسماء» وربتت على كتفه بحب قائلة :
- تسلم يا حبيبي .. أنت ابني التاني ربنا يحميك ويحفظك
أشار إليها وقال بمرح :
- يااه هي الدعوة دي اللي عايزها يا ست الكل ، يلا يا جماعة اتفضلوا الأكل مستني اللي ياكله
ابتسم الجميع وبدأوا في تناول الطعام وسط جو أسري افتقده كلٌ منهم ، على الرغم من ألمه إلا أنه رسم البسمة على وجهه وبادلهم الحديث حتى يخفف عن نفسه قليلا

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now