الفصل التاسع والعشرون - سفراء الظلام

142 19 1
                                    

الفصل التاسع والعشرون (الفصل الرابع من الجزء الثاني)
------------------------------------------------------------------------------------
عن أبي هريرة رضي الله عنه: - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس». رواه مسلم.
------------------------------------------------------------------------------------

تحرك «طيف» في الغرفة ذهابًا وإيابًا قبل أن يعود إلى مقعده مرة أخرى، ظل يحرك قدمه بشكل سريع ليعبر عن مدى توتره وتفكيره الزائد وفي هذا التوقيت فُتح باب الغرفة ودلفت والدته إلى الداخل.

رفع رأسه ليرى من دلف ليجدها أمامه، اتسعت حدقتاه ونهض من مكانه وهو يقول بصدمة:
- ماما؟!

شعر أن الزمن توقف في تلك اللحظة ليس لأنه يعرفها أو يفتقدها بل لأنه لا يعرف تلك السيدة ولم يراها من قبل والغريب أنه عندما رآها أمامه انتفض وتسارعت دقات قلبه ونطق تلك الكلمات التي لا يعرف مصدرها.

ركضت «أسماء» تجاهه وحضنته بقوة وهي تبكي بصوت مسموع قائلة:
- ابني حبيبي وحبة عيني
ظلت تقبله من رأسه وجبينه ويده وجميع جسده وكأنها لا تصدق أنه هو ابنها الذي ظنت أنها لن تراه مرة أخرى، ابنها الذي قال عنه الجميع أنه لن يعود مرة أخرى، ها هو أمام عينيها من جديد ولا تصدق ذلك.

كانت ضربات قلبه متسارعة بشكل كبير ولا يستطيع الحركة لكنه ردد أخيرا:
- أنتي مين؟ أنا مش عارفك
ضمت وجهه بين كفيها وقالت بعنين دامعتين:
- أنا أمك يا حبيبي، مش فاكرني يا طيف، أنت بنفسك قولت ماما أول ما دخلت

حرك رأسه وقد بدا على وجهه التوتر والقلق:
- أنا فعلا قولت كدا بس مش عارف إزاي، أنا بجد مش عارفك ولا فاكرك
مسحت وجهه بكفيها ورددت بابتسامة:
- مش مهم يا حبيبي، المهم إنك هنا معايا وجنبي من جديد، المهم إني شوفتك تاني

كانت أصوات أنفاسه مسموعة بسبب توتره وضربات قلبه ليقول بخوف:
- أنا معرفكيش بس مش عارف ليه من ساعة ما شوفتك وجسمي بينتفض بالشكل ده، أنا نطقت كلمة ماما وده برده معرفش إزاي، أنا حاسس إني هتجنن

قبلت يده وقالت بحب واضح:
- سلامتك من الجنان يا حبيبي، أنا هنا جنبك ومعاك ومش هسيبك تاني أبدا يا طيف، أنت ابني حبيبي وروح قلبي، أنا مستعدة اخسر الدنيا كلها ومخسركش أنت يا حبيبي

انهمرت عبرة من عينيه وردد بينما كان جسده يرتجف:
- معقولة بتحبيني أوي كدا؟
نظرت له وقالت بنبرة باكية:
- ياااه يا طيف فوق ما تتخيل، هو فيه أم مش بتحب ابنها؟! أنا افديك بحياتي يا حبيبي

جلس على مقعده وضم يديه إلى جسده وارتجف بقوة وهو يقول:
- أنا بردان، بردان أوي

في تلك اللحظة خلعت الشال الذي ترتديه ليحميها من البرد وقامت بلفه حول رقبته وهي تقول:
- سلامتك من البرد يا حبيبي، استنى أنا هدفيك
لم يستطع «أيمن» أن يستمر في المتابعة من خلف الزجاج ودلف إلى داخل الغرفة على الفور قبل أن يخلع سترته ويقترب ليضعها فوق جسد «طيف» وهو يقول:
- هخليهم يشغلوا الدفاية دلوقتي

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now