الفصل الخامس - الجزء الثاني

4.8K 426 22
                                    

كن ملاكي
سلسلة عالم المافيا
عبدالرحمن أحمد (الرداد)

الفصل الخامس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ).

ظل منتظرًا على بعد مسافة ليست بعيدة من "مرآب السيارات" وهمس للنقيب «طارق» وهو يُعيد شرح خطته لمرة أخيرة قبل تنفيذ هجومهم على ذلك المرآب وإلقاء القبض على تجار المخدرات أثناء تسليمهم للشحنة في هذا المكان الذي اعتقدوا أنه آمن وبعيد عن أنظار الشرطة
- طارق ركز معايا ، بنسبة تسعين فى المية هم اخترقوا كاميرات المراقبة فى الجراچ علشان محدش يبلغنا بس احنا عينينا في كل مكان ، هنفضل في مكانا لغاية ما أنا اديك الإشارة مفهوم ؟
أومأ رأسه بالإيجاب وهو يقول بجدية مستعدًا لتنفيذ تلك المهمة الصعبة :
- تمام سعادتك ، القوة كلها مستنية إشارة منك بس سعادتك هتعرف إنهم بيسلموا ازاى البضاعة ؟
ابتسم «زين» بمكر وردد :
- مش شغلك يا طارق ، ركز على المهمة وسيب عليا أنا الكلام ده
- تمام يا باشا
لم يرغب في سرد خطته السرية على أحد ، ليست قلة ثقة بجنوده بل حرصًا شديدًا على نجاح تلك المهمة وعدم تعرضها للفشل لأي سبب كان فهو دائمًا ما كان حريصًا على عدم فشل المهام المكلف بها وهذا ما أثبت كفاءته كرجل شرطة وأسرع من ترقيته لرتبة رائد
قام بفتح هذا التطبيق الخاص على هاتفه وضغط عدة ضغطات ليظهر المرآب بالكامل ومن فيه فهو حرص على زرع كاميرا خفية منذ يومين في المكان كي يتحكم بها هو عن طريق هاتفه ويرى المكان ، انتظر حتى حضرت سيارة وتبعتها سيارة اخرى ، خرج الرجال من السيارة الأولى وكذلك الثانية وكل منهم ينظر للآخر حتي أشار قائد كل منهم على تبادل الحقائب فكان مع أحدهم حقيبة مليئة بالمال والآخر كان معه حقيبة مليئة بالمخدرات

فى تلك اللحظة أشار «زين» إلى رجاله وحاصروه بالكامل ، دلف إلى المرآب وأطلق رصاصة فى الهواء وأردف بنبرة حادة :
- اللى هيتحرك هضرب ، المكان كله متلغم شرطة .. يعنى أي حركة مش فى صالحكم
ترك الجميع أسلحتهم ورفعوا يدهم عاليا ليعلنوا استسلامهم فأشار إلى رجال الشرطة بالتقدم وإلقاء القبض عليهم بينما تقدم هو ليفتح تلك الحقائب فوجد الحقيبة الأولى مليئة بالمال الذى وقع منها بسبب كثرته عندما فتحها ، تقدم ليفتح الحقيبة الثانية فوجدها مليئة بأشرطة المخدرات المعروفة بـ "ترامادول" ، وقف وعلى وجهه ابتسامة نصر وردد :
- ما شاء الله ، كل ده ؟ واكلينها والعة يا ولاد ال***
أشار لبقية رجال الشرطة كي يقوموا بحمل تلك الحقائب فهو الآن قد نجح فى إحباط عملية تهريب جديدة ، تنفس بأريحية وردد بهدوء :
- الحمدلله ، ربنا عداها على خير

***

فاقت من نومها وتحسست السرير جوارها فلم تجد «طيف» مما جعلها تنهض من مكانها ، بحثت عنه لكنها لم تجده فبدلت ثيابها وقررت النزول إلى الأسفل بحثًا عنه ، بالفعل استقلت المصعد ووصلت إلى الاستقبال فى الأسفل ، ظلت تبحث عنه بعينيها إلى أن وجدته يجلس على مقعد ويبدو أنه يفكر فى شيء ما فاقتربت منه وما إن وصلت إليه حتى هتفت وهى تجلس جواره :
- طيف !! طيف ؟
انتبه لوجودها فنطق بتلعثم :
- هاا .. نيران ؟ ايه اللى صحاكى
لوت ثغرها وهى تنظر إليه بتعجب قائلة :
- أنت ايه اللى نزلك ؟
نظر إلى «يوسف» وأشار برأسه عليه مما جعلها تنظر إلى حيث يشير ، أردف بابتسامة :
- كنت براقب عمنا ده ووقعته فى الصنارة
عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم وهزت رأسها متسائلة :
- ازاى يعنى مش فاهمة
اعتدل فى جلسته وبدأ في سرد ما حدث عليها :
- نزلت علشان أراقبه واتصادفت بيه فعملت إنى بستخدم الموبايل وحطيته قدامه وأنا فاتح رسالة مازن بس ماأخدش باله وهوب لقيت مازن بيتصل وصورته نورت الشاشة ، عمك غارم أو يوسف شاف الصورة من هنا ووشه قلب مية لون من هنا لدرجة إنه لسة مااتحركش من مكانه وكل شوية يلف يبصلى بس أنا عامل نفسى من باريس
- بنها يا طيف
ابتسم وهو يداعب وجنتيها قائلًا :
- مش هتفرق يا قلبى المهم مسألتيش يعنى عملت كدا ليه
رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تقول :
- عملت كدا ليه ؟ 
ابتسم وهو يرمقه بتوعد قائلًا :
- هو كدا زمانه مرعوب ، بيتمنى شهر العسل يخلص فى يوم علشان نمشى من هنا خصوصًا بعد ما عرف إنى ظابط ، الحكاية دى هتلخبطه خالص وهتوتره وبكدا يبقى نجحت أكسر سور الحماية بتاعه ودى أول خطوة ، تانى خطوة بقى هتيجى لوحدها وهفكرك
نظرت إليه ببسمة ممزوجة بالإعجاب وأردفت :
- يعجبنى فيك ذكائك اللى مفيش زيه ده
رفع كتفيه بفخر وهو يرجع إلى الخلف قائلًا :
- يا حبيبتى أهم سلاح هو التفكير ، على رأي المثل يا شايل مسدس وجاى تقتلنى بتفكيرى هبعدك عنى
رمقته بتعجب قبل أن تعترض على هذا المثل قائلة :
- ايه ده !! مثل من أمثالك تانى ؟
- طبعا يا نونى ده فيه مثل مهم بيقول يا شايل الأمثال يا شايل اللى أغلى من المال
نهضت من مكانها مستعدة للرحيل وأردفت :
- طيف بليز كفاية أمثالك دى ويلا نطلع ننام

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Donde viven las historias. Descúbrelo ahora