الفصل الثالث عشر - الجزء الثاني

3.9K 399 12
                                    

الفصل الثالث عشر

عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: وَمَنْ قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو مُوقن بها، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة»

استيقظت مبكرا على غير عادتها فهى تستيقظ كل يوم في تمام السادسة صباحًا أما اليوم استيقظت قبل الخامسة وارتدت ملابسها ، لم تنتظر إعداد الإفطار وانطلقت مسرعة إلى الشركة وما إن وصلت حتى اتجهت إلى الأعلى ودلفت إلى مكتب «نائل» ونظرت في كل مكان ، انتظرت قليلا ثم اتجهت إلى الكافيتريا وأعدت وعاء من خليط المياه والصابون السائل ، عادت إلى المكتب مرة أخرى وقامت بسكب المياه في مقدمة الغرفة بعد الدخول من الباب وعلى وجهها ابتسامة واسعة ، انتهت أخيرا من سكب الوعاء بأكمله ثم اتجهت إلى الكافيتريا مرة أخرى وأخفت ذلك الوعاء قبل أن تعود وتغلق باب المكتب .. رددت في نفسها :
- يلا علشان تبقى تعاند وتغلط في أسيادك تاني ، ولسة هتشوف أيام سودا على أيدي

عادت إلى مكتبها ومر الوقت وحضر «نائل» الذي بحث بنظره عن «سهى» فلم يجدها رغم تآخر الوقت ، لم يضع هذا الأمر برأسه واتجه إلى مكتبه كي يباشر العمل وأثناء دخوله انزلقت قدميه وسقط بقوة على ظهره فصرخ بتألم :
- آآآه .. آآآه يا ضهري
حاول الوقوف بصعوبة وما إن وقف وأخذ حذره انزلقت قدميه مرة أخرى بسبب كثرة المياه ، نظر إلى ملابسه فوجدها قد ابتلت بالكامل وشعر بالألم في جسده بالكامل ، وقف بحذر واتجه إلى الداخل ثم وجه بصره إلى تلك المياه وعرف مصدرها ، لوى ثغره بغضب وردد بهدوء :
- يابنت ال.. اااه ياضهرى ، بقى كدا !! ماشي ما هو  يا أنا ياأنتِ اللي هينتصر
خرج من مكتبه مرة أخرى ونظر حوله حتى لا يلاحظ أحد الموظفين ابتلال ملابسه وأسرع إلى الكافيتريا وما إن وصل حتى هتف «وحيد» بتعجب :
- ايه ده يا نائل ايه اللي عمل في هدومك كدا ؟
خلع قميصه وهو يقول بغضب :
- هيكون مين يعني غيرها .. دلقت مياه بصابون على باب المكتب علشان تكسرني بس أنا وهي والزمن طويل ... منها لله القميص لسة جديد
ربت «وحيد» على كتفه وقال بابتسامة خفيفة :
- معلش ياابني ربنا يهديها .. ادخل الأوضة وأنا هغسل القميص وفي مكواة هنا هكويهولك علشان ينشف
- لا اغسله وأنا هدخل الأوضة علشان محدش يشوفني وهاته وأنا هكويه جوا
هز رأسه بالإيجاب وفعل ما يريده وبعد مرور وقت قليل عاد إليه بالقميص ومعه المكواة وهتف قائلًا :
- خد ياابني اهو .. والبنطلون هتسيبه كدا !!
نظر إلى البنطال الخاص به ثم رفع رأسه مرة أخرى وقال :
- مش مهم البنطلون مش مبلول أوي
أخذ منه القميص استعدادًا لكيه لكنه فوجئ بوجودها على باب الغرفة وعلى وجهها نظرات غير مصدقة ، خرجت من صمتها وهتفت متسائلة بغضب :
- ايه اللى أنا شايفاه ده
وقف على الفور وأخفى جسده بالقميص وهتف :
- القميص اتبل وبنشفه
لمعت عينيها بسبب نجاح خطتها ورددت :
- ازاي يعني احنا في عز الصيف ومفيش مطر برا !! فهمني أنت قاعد من غير هدوم كدا في الشركة ازاي ! الجو حر لكن مش للدرجة اللي تخليك تقلع
دافع عن نفسه مرة أخرى لكن تلك المرة ضيق عينيه وهتف بضيق :
- للأسف لقيت مياه على أرض المكتب ووقعت والهدوم غرقت مش عارف من الحمار اللي دلق مياه كدا
اتسعت حدقتيها بصدمة لكنها سرعان ما أخفت ذلك حتى لا ينكشف أمرها أمامه ورددت بضيق :
- اه.. طيب أنا هشوف المياه دي من ايه وهحاسب اللي حطها وأنت اخلص والبس بسرعة علشان تشوف شغلك
تجهمت تعابير وجهه وردد :
- حاضر

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now