الفصل الخامس عشر - الجزء الثاني

3.8K 367 16
                                    

الفصل الخامس عشر

استيقظت مبكرا لتنفذ ما خططت له سابقا ، ارتدت ملابسها بسرعة ثم انطلقت إلى الشركة وما إن وصلت حتى اتجهت إلى أحد العاملين «سعيد» وأردفت :
- بقولك يا عم سعيد عايزاك تقفل التكييف بتاع مكتب نائل ومحدش يعرف نهائي ولو سألك قُل له إن فيه عطل وهيتصلح آخر اليوم .. تمام ؟
هز رأسه بالإيجاب وأردف :
- تمام يا ست ياسمين اللي تؤمري بيه
رحل وبقت هي وعلى وجهها ابتسامة واسعة فتلك الأيام الحرارة مرتفعة بشدة ولن يستطيع البقاء لأكثر من ساعة في مكتبه بدون هواء خاصة وأن المكتب ليس به مروحة والشركة تعتمد على مكيف الهواء فقط ، أسرعت إلى مكتبها قبل أن يحضر ويراها.
مرت دقائق وحضر «نائل» بصحبة «وحيد» ، كان العرق يغطي جبينه بكثافة وأسرع للمكتب حيث مكيف الهواء لكنه ليتفاجأ بسخونة هواء المكتب وقبل أن يدخل تأكد من خلو الأرض من المياه وما إن تأكد من ذلك تقدم إلى الداخل بحذر فهو يعلم أنها لن تتركه وستظل تفتعل المقالب حتى يرحل ، وصل إلى مكتبه ولم يجد أي شيء فتنفس بأريحية ونظر إلى الأعلى حيث مكيف الهواء فلم يجده يعمل فقرر الانتظار لدقائق وبالفعل انتظر لدقائق قضاهم في العمل ولم يعمل المكيف بعد ، ابتلت ملابسه بالعرق فنهض من مكانه وخرج متجهًا إلى الفني الخاص بالشركة وما إن وصل إليه حتى قال :
- بقولك ياعم سعيد هو التكييف مش شغال في المكتب عندي ليه ؟
تذكر «سعيد» طلب «ياسمين» منه فتوتر قليلا قبل أن يجيبه :
- التكييف بتاع المكتب يا نائل بيه عطلان وهيتعمله صيانة آخر النهار إن شاء الله
صمت قليلًا ولم يعرف ماذا يقول لكنه في النهاية قرر العودة إلى مكتبه ومتابعة العمل فهو طالما عمل تحت أشعة الشمس ولن يعيقه ذلك ، دلف إلى داخل المكتب وفتح النافذة ووجد الهواء ساخن للغاية فقام بإغلاقها مرة أخرى واتجه إلى الحاسوب الخاص به ليتابع العمل.

ظل يعمل لأكثر من ثلاث ساعات وابتل القميص الخاص به بالكامل بسبب العرق وأثناء اندماجه بالعمل رن الهاتف الخاص بمكتبه فرفع سماعته قائلًا :
- أيوة ؟
فوجئ بصوتها الذي يميزه عن آلاف الأصوات :
- عايزاك في مكتبي حالا
وأنهت المكالمة قبل حتى أن يجيبها لكنه لم يتعجب فهو اعتاد على طريقتها في المعاملة ، ترك ما بيده واتجه إلى مكتبها ودلف إلى الداخل بعدما أذنت له بالدخول ، اقترب من مكتبها وردد متسائلًا :
- افندم ! في حاجة ؟
رفعت بصرها ففوجئت بقميصه المبتل مما جعلها تقول ساخرة :
- ايه وقعت في مياه تاني النهارده ولا أيه
نظر إلى القميص ثم رفع رأسه ونظر إليها ليقول بابتسامة :
- لا دي مش مياه .. ده عرق
تجهمت تعابير وجهها وقالت بغضب :
- ايه القرف ده ! عرق؟ ومش مشغل التكييف ليه بدل ما أنت قارفنا بعرقك كدا
تمالك أعصابه فهو يعلم أنها المتسببة في عطل مكيف الهواء وأردف :
- التكييف عطلان للأسف وسألت سعيد قالي إن الصيانة بليل يعني القرف ده مش بمزاجي
شعرت بالسعادة داخلها لنجاح خطتها لكنها أخفت ذلك ومثلت شفقتها عليه قائلة :
- يا حرام زمانك مش عارف تشتغل والحر مبهدلك على الآخر ومخليك مش طايق نفسك ولا طايق الشركة
ابتسم ليثير غضبها وأجابها بسعادة :
- لا أبدا بالعكس أنا كنت بشيل رمل وزلط تحت الشمس في الشارع في عز الحر ومتعود على كدا جدا .. ده بالنسبالي الجو حلو جدا وبعدين كويس ده حتى التكييف بيجيب أمراض وكدا
نجح في إثارة غضبها فهي بعد أن كانت سعيدة شعرت بالضيق من كلامه وضغطت على أسنانها وهي تقول :
- اه طيب كويس ، قُل لي بقى ايه أخبار الموزعين اللي قلت عليهم والشركة الأمريكية ردت ولا لسة
جلس على الكرسي المقابل لها وأجابها :
- الموزعين نصهم اتعاقدنا معاهم خلاص والنص التاني هيتعاقدوا النهارده وبكرا إن شاء الله ، بعت كذا حد من الشركة وهيجيبولنا الأخبار الكويسة بكرا يعني موضوع الموزعين خلصان أما بقى عن الشركة الأمريكية فهم ردوا بس عندهم شرط وهو إن حد من الشركة اللي يسافر أمريكا يمضي معاهم مش هم اللي هيجوا
صمتت قليلًا بعد أن لوت شفتيها بتفكير واتخذت قرارها النهائي :
- خلاص ابعتلهم وقولهم إني هسافر على الأسبوع الجاي
قطب جبينه بتعجب وأردف :
- والشركة !! هتروحي وتسيبي الشركة لوحدها ؟
نظرت إلي بتعجب وقالت بتلقائية :
- لوحدها إزاي يعني امال أنت بتعمل ايه هنا ! أنت مش نائب رئيس مجلس الإدارة ! هتمسك إدارة الشركة عقبال ما أرجع
شعر بالسعادة لثقتها فيه وابتسم قائلًا :
- تمام خلاص هبعتلهم ايميل وأحدد معاهم ميعاد الأسبوع الجاي
ثم نهض من مكانه استعدادًا للرحيل وقال قبل أن يرحل :
- في حاجة تانية قبل ما أمشي !
هزت رأسها بالنفي وأجابته :
- لا روح أنت
رحل وبقت هي وعلى وجهها علامات الغضب فهو لم يستاء من عدم وجود مكيف الهواء ، عضت على شفتيها بقوة وابتسمت لتقول لنفسها :
- مش التكييف بيجيب أمراض ! أنا بقى هشغلهولك ومع العرق ده هتاخد دور برد يخلص عليك إن شاء الله
وبالفعل أسرعت واتجهت إلى «سعيد» وأردفت :
- شغل التكييف بتاع مكتب نائل ياعم سعيد
هز رأسه بالإيجاب وقال :
- اللي تؤمري بيه يا ست ياسمين

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now