الفصل الثالث والعشرون - الجزء الثاني

3.7K 397 15
                                    

الفصل الثالث والعشرون

اكتشف باب صغير فتقدم ودخل منه بحذر قبل أن تتسع حدقتيه ويقول بصدمة :
- نيران !!!
كان هذا المسلح يقوم بتوجيه السلاح إلى رأسها وهتف بلهجة مهددة :
- سيب سلاحك يا إما هقتلها
ترك «طيف» سلاحه ورفع يده مستسلمًا فحضر مسلح آخر من خلفه وأخذ السلاح الذي تركه ثم ضربه بقوة في قدمه مما أسقطه أرضا ، قيد حركة يده ووجه السلاح إلى رأسه قبل أن يقول لصديقه الآخر الذي يقيد «نيران» :
- أخلص عليه ! احنا معانا هي ونقدر نخرج من هنا لو هددناهم بقتلها 
حرك رأسه بالنفي وقال معترضًا :
- لا دي مدنية وده ظابط .. هيهتموا بالظابط اكتر ، أنا هخلص عليها
وقبل أن يطلق الرصاصة من سلاحه رجعت «نيران» برأسها بقوة إلى الخلف لتصطدم في وجهه وبحركة سريعة أخذت السلاح وأطلقت عليه الرصاص ثم التفتت بسرعة شديدة وأطلقت رصاصة من السلاح لتستقر في رأس المسلح الذي يقيد «طيف» ، اتسعت حدقتاه بعدم تصديق ونظر لها بدهشة ، كيف فعلت ذلك وهي لا تتذكر شيء ! وجه نظره إليها وقال متسائلًا :
- نيران أنتِ رجعتلك الذاكرة !
نظرت إلى نفسها وإلى السلاح الذي بيدها وتعجبت مما فعلته منذ لحظات ، لم تصدق أنها قامت بهذا الأمر دون أي تدريب أو تجهيز هي فقط شعرت بشيء داخلها يدفعها لفعل ذلك ، نظرت إليه وأجابته بسعادة :
- لا مارجعتش ومش عارفة أنا عملت كدا ازاي بس فرحانة أوي .. أنا ضربته وقتلت الاتنين
ابتسم لسعادتها ونهض من مكانه قبل أن يمسك سلاحه مرة أخرى ، وجه نظره إليها وقال بجدية :
- خليكِ هنا والمرة دي بجد .. أنا هطلع من السلم ده .. أكيد السلم ده سري وكانوا بيطلعوا منه ، نيران متتحركيش مش علشان قتلتِ اتنين تتشجعي دي حركة كدا متعودة عليها في حياتك وحضرت دلوقتي لكن بعد كدا هتبقي بطة بلدي
هزت رأسها بالإيجاب وقالت :
- متقلقش مش هتحرك من مكاني .. اطلع أنت بس الحقهم علشان صوت ضرب النار عالي جدا

هز رأسه بالإيجاب وانطلق إلى الأعلى بحذر عبر الدرج ، توجه إلى الطابق الأول فوجد قتلى ولا يوجد أحد على قيد الحياة فتابع تقدمه إلى الأعلى إلى أن وجد شقة بها مسلحين فأطلق الرصاص على الأول الذي انتبه لوجوده وحاول إطلاق الرصاص عليه ، وجه سلاحه إلى الثاني وهتف بقوة :
- ارمي سلاحك
تراجع وقام بإلقاء سلاحه فتقدم هو وقيد يده خلف ظهره بكلبش وتركه مكانه ثم اتجه إلى الأعلى وكان الطابق الأخير ، كان به أربعة مسلحين خرج منهم اثنان ووجدا «طيف» فأطلقوا الرصاص بكثافة ، اختبأ خلف الحائط وانتظر حتى هدأت النيران وخرج مرة أخرى وهو يطلق الرصاص بكثافة حتى أوقع أحدهما ثم اختبأ خلف الحائط مرة أخرى ، التقط أنفاسه وقام بتبديل خزانة الرصاص للسلاح الخاص به ثم تقدم إلى الداخل بقلب شجاع غير خائف وأطلق الرصاص بكثافة حتى أوقع الآخر وتقدم إلى الداخل إلى أن وجد أحد المسلحين يطلق الرصاص من النافذة على رجال الشرطة فأطلق الرصاص عليه وأوقعه ، شعر بحركة خلفه فالتفت مسرعًا ليجد هذا المسلح الذي كاد يطلق الرصاص عليه إلا أن نيران دلفت إلى الداخل بسرعة وأطلقت الرصاص عليه لتوقعه أرضا ، نظرت إليه بابتسامة قائلة :
- مفيش داعي للشكر .. أنقذت حياتك للمرة التانية
ابتسم ثم أتجه إليها وضمها بحب قائلًا :
- دايما وطول عمرك بطلة .. وعد مني مش هسيبك تضيعي مني تاني حتى لو فيها موتي
رغم عدم تذكرها له إلا أنها شعرت بالراحة والطمأنينة بين أحضانه ، ودت لو لم تتركه وتظل هكذا لكنه تركها واتجه إلى النافذة ثم أشار إلى رجال الشرطة ليخبرهم بأن الوضع تحت السيطرة.

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now