الفصل التاسع عشر - الجزء الثالث

3K 255 18
                                    

الفصل التاسع عشر

عبدالرحمن أحمد
الرداد

يارب ألقِ على العيونِ الساهرة نُعاسًا أمنًا منك، وعلى النفوسِ المضطربة سكينة وأثبها فتحًا قريبًا.
يارب اهدِ حيارى البصائرِ إلى نورِك، وضُلال المناهِج إلى صراطكَ، والزائغينَ عن السبيلِ إلى هداك.
****************************************

"لحظات فراق شخص اعتدت على وجوده هي أصعب لحظات الحياة"

كان الحضور ضخمًا للغاية، جانب للرجال وجانب للسيدات، الحزن يخيم على الجانبين منهم من يشعل الحزن قلبه ومنهم من عبرت دموعه عن ألم الفراق ومنهم من اتعظ بالموت وقرر أن يعمل لآخرته، تم دفن «فاطمة» وبعد إغلاق باب قبرها عليها رفع الشيخ يده بالدعاء وردد بصوت مرتفع:
- اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار، اللهم أبدلها دارًا خير من دارها وأهلا خير من أهلها، اللهم اغفر لها وارحمها

استمر الشيخ في الدعاء وجميعهم يرددون خلفه إلى أن انتهى فردد «رماح» بصوت منخفض:
- اللهم آمين
بدأوا جميعًا يعزون «رماح» وشقيقتها «رهف» ومع الوقت بدأوا في الرحيل حتى تبقى «رماح» ومعه «طيف» بصحبة زوجته «نيران» ، اقترب «طيف» من صديقه وردد بصوت هادئ:
- هتروح معانا يا رماح؟
هز رأسه بالرفض وردد بهدوء:
- لا روحوا أنتوا أنا هفضل هنا شوية
تردد كثيرًا في الرحيل فـ هؤلاء القتلة يسعون لقتلهم واحدًا تلو الآخر، صمت قليلًا قبل أن يقول:
- طيب خلي بالك من نفسك
ابتسم ابتسامة هادئة وردد بجدية:
- حاضر

رحل «طيف» مع زوجته وترك رجلين من الشرطة خارج المقابر حتى لا يحدث شيء بينما تقدم «رماح» ومسح بيده على حجر قبل أن يجلس عليه موجهًا بصره تجاه قبر من تحطم قلبه لفراقها وابتسم قائلًا:
- شوفتي يا ستي مرضيتش أسيبك لوحدك إزاي وبقيت معاكي، أنا عارف إنك مش بتحبي تبقي لوحدك في مكان وانك بتحبي تتكلمي مع حد، أديني معاكي وسايب كل حاجة علشان تفرحي، كنتي دايما بتقولي امتى القضية دي تخلص علشان ناخد اجازة ونتجوز ونبقى مع بعض وأدينا مع بعض دلوقتي بس للأسف متجوزناش، والله كنت محضرلك مفاجأة يوم فرحنا، عارفة الخاتم اللي شوفتيه على الفيسبوك وعملتيلي منشن عليه! أنا جبته وكنت مستني فرحنا علشان افاجئك بيه، كنت نفسي أشوف رد فعلك ساعتها، بصي أنا جيبته معايا أهو بس للأسف مش هعرف أشوفه على أيدك لكن يكفي إني اسيبهولك
نهض من مكانه ووضع الخاتم على مقبض الباب الحديدي الصغير ثم عاد ليجلس مرة أخرى مكانه وتابع:
- تعرفي إنك وحشتيني أوي، متعود كل يوم في الوقت ده على مكالمة منك تضحكيني فيها، يارتني أنا مكانك علشان مش مستحمل بعدك عني والله، علشان محسش بكسرة القلب دي، هجيلك قريب إن شاء الله بس قبل ده هنتقم من كل واحد بعدك عني بالشكل ده، هنتقم من اللي قتلوكي غدر، أوعدك إني مش هرحم أي حد منهم، مش هرحم حد

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now