الفصل الخامس والعشرون - الجزء الثاني

3.8K 396 45
                                    

الفصل الخامس والعشرون "العهد الثالث"

فاق من ذكرياته على صوت رنين هاتفه وكانت هي المتصلة ، ارتبك قليلا ولم يعرف ماذا يفعل لكنه في النهاية ضغط على زر الإجابة وقال :
- أنسة ياسمين ! ازيك ؟
ابتسمت وقالت بهدوء :
- الحمدلله بخير ، ازيك أنت .. كل سنة وأنت طيب
ابتسم رغمًا عنه وهو يجيبها :
- وأنتِ طيبة وبخير وسلامة .. صحيح كويس إني افتكرت علشان نسيت أسألك الصبح
رفعت إحدى حاجبيها قائلة :
- تسألني عن ايه؟
تنفس بأريحية قبل أن يقول :
- هي إجازة العيد أول يوم بس ولا أيام العيد كلها علشان أبقى عارف بس ؟
ضحكت وأجابته بغموض :
- أنت شايف ايه؟ أول يوم بس ولا الأيام كلها
صمت قليلًا لكي يفكر ثم أجابها :
- الأيام كلها ! على ما أعتقد يعني
تابعت بنفس الابتسامة :
- خلاص اديك جاوبت على نفسك أهو ، صحيح قُل لي عارف تستخدم الموبايل وتتعامل معاه ولا لسة زي ما أنت بتعرف تسجل أرقام وتتصل بس ؟
ضحك وقال بتلقائية شديدة :
- والله زي ما أنا ولا فاهم فيه حاجة .. قدامي طول الوقت ومش عارف أعمل فيه ايه أو حتى ألعب عليه ازاي كل اللي عرفته ازاي أتصور سيلفي زي البشر غير كدا مركون .. مش عارف الناس اللي بتفضل 24 ساعة ماسكين الموبايل ومش بيزهقوا دول بيعملوها ازاي
ضحكت وأجابته :
- عندهم نت وأكونت على الفيسبوك والواتساب ده غير الألعاب وباقي الابلكيشن الكتير .. بعد العيد هفهمك ازاي تتعامل معاه وهعملك أكونت على الفيسبوك
هز رأسه بالإيجاب وقال :
- إن شاء الله

انتهت المكالمة بينهما ونظر كل منهما إلى الفراغ وداخلهما سعادة لا يعرفان مصدرها.

***

مر الوقت وانتهت صلاة العيد وعاد «طيف» بصحبة عائلته إلى المنزل ونظر إلى الأعلى قبل أن يقول بأريحية :
- أنا نفسي مفتوحة أوي .. عايز آكل .. ريلي عايز أكل جامد
نهضت والدته واتجهت إلى المطبخ وهي تقول :
- غيروا هدومكم عقبال ما أحضر الفطار أنا ورنة
أسرعت «نيران» ولحقت بها وهي تقول :
- استني يا ماما أنا هساعدكم
بقى هو ووالده فقط فحاول الهروب قبل أن يفتح هذا الموضوع عليه مرة أخرى ، نهض من مكانه لكن أوقفه والده قائلًا :
- استنى يا طيف ماتهربش .. أنت متحاصر
التفت ورفع إحدى حاجبيه قبل أن يقول :
- كله متحاصر ؟ ايه يا بابا هو حد قالك إني تاجر حشيش .. أهرب ايه بس
اتجه إليه وجلس بجواره مرة أخرى وتابع :
- ايه عايزني أجيبلك كحك ! ولا أنت صح بتحب البسكويت
وقبل أن ينهض مرة أخرى أمسك والده معصمه وقال :
- اقعد هنا عايز أكلمك
جلس مرة أخرى ونظر إلى والده بحاجبين مرتفعين قائلًا :
- ماذا ! لمَ تلك النظرات ؟ أتفكر حقا في قتلي ؟
ضربه بخفة على رأسه وقال :
- اسمعني أنا بتكلم بجد .. أنا عايزك ترجع الفريق تاني خصوصا بعد ما أنت كملت تدريبك على ايد حازم .. أنت دلوقتي جاهز وأنا محتاجك جدا وماتقلقش رماح مش هيبقى له دعوة خالص بيك .. أنت هتاخد الأوامر مني أنا بس
صمت قليلًا لكي يفكر في الأمر لكنه أعرب عن رفضه وقال :
- مش حكاية رماح يا بابا .. مش عارف أوصلك قصدي ازاي بس حكاية الفريق دي صعبة جدا ومهماتها أصعب .. في لحظة كنا بننفذ مهمة برا مصر وكنت هروح فيها وأنا بدافع عن نيران ولولا ستر ربنا كان زماني انتقلت إلى الرفيق الأعلى .. أنا في مكاني كدا كويس لو في خطر تمام ولو في قضية عادية تمام برضه
لم يفهم والده مقصده فهنا خطر وهنا خطر ! حاول فهم السبب الرئيسي لكنه لم يستطع ، نظر إليه ورفع حاجبيه بتعجب وأردف :
- مش فاهمك يا طيف ! أنت كدا يعني مش في خطر ؟ أنت في الفريق زي ما أنت كظابط شرطة عادي .. الفرق إن الفريق بينفذ مهمات صعبة شوية وبرضه ده مش سبب .. أنت المفروض قبل ما تدخل شرطة عارف إن روحك شايلها بين ايدك ومهدد في كل ثانية إنك تموت !! ولا أنت فاكرها شغلانة سهلة وخلاص ! طيف أنت المفروض تحمي الناس وتحمي بلدك وممكن تعمل مهمة صعبة في الفريق وربنا ينجيك وتيجي في مهمة سهلة جدا كظابط عادي وتموت .. مش بالصعوبة ، ربنا لو مقدرلك تموت دلوقتي وفي اللحظة دي مش هتقدر تهرب من ده ولو خايف على فراق نيران فده قدر ربنا ، دي حياتنا كرجال شرطة ولازم تبقى عارف ده كويس .. أنت قدرك تبقى مهدد طول الوقت بأنك تفقد حياتك علشان تحمي الناس وتحافظ على بلدك ولو فقدت حياتك يبقى يابختك بقيت شهيد .. أنت عارف ! أنا بتمنى كل يوم أموت وأنا بأدي خدمتي كظابط شرطة علشان أبقى شهيد ومش هاممني الدنيا ولا الحياه دي .. هل معنى كدا إني مش بحبك أو بحب تنة ورنة أو حتى أسماء !! مش بالمنطق ده خالص ، لازم تفكر يا طيف وتقرر هل هتقبل حياتك كظابط شرطة ولا هترجع دكتور تاني ولو اخترت إنك تكون ظابط شرطة يبقى تعمل كل اللي قلته وتسيب كل حاجة بايد ربنا وتأدي شغلك على أكمل وجه ولو ربنا قدر واستشهدت مش هتخسر نهائي بالعكس أنت هتكون كسبت كتير أوي
فكر في كلام والده الذي أثر فيه كثيرا ثم نظر إليه واتخذ قراره قبل أن يقول بابتسامة :
- موافق يا كبير .. هنضم الفريق وهعمل كل ده ، أما أروح بقى أفتح الفريزر يمكن ألاقي أيس كريم ولا حاجة
بالفعل نهض وفتح الباب فتفاجأ بوجود الكثير ، نظر خلفه وردد بصوت مرتفع :
- ايه ده يا رنة أنتِ عاملة حفلة أيس كريم ولا ايه؟
أجابته بصوت مرتفع من الداخل :
- أيوة عملت حسابكم كلكم علشان نايبي مايتاكلش زي كل مرة .. على الله يطمر فيك

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now