الفصل السابع عشر (2) - الجزء الثالث

2.5K 260 24
                                    

الفصل السابع عشر (الجزء الثاني)

بقلم عبدالرحمن أحمد
الرداد

فى حياتنا دخل بعض الأشخاص
منهم من كبر مع الزمان
ومنهم من نسى أنه إنسان
ومنهم من اتخذ من الغيبة مكان
ومنهم من رحل بدون استئذان
ومنهم من سيبقى في القلب مهما جرى أو كان

****************************************

ظل محدقًا في هاتفه منتظرًا تواصل والده معه فهو قد تأخر كثيرًا عن الوقت المتفق عليه وفجأة صرخ قائلًا بسعادة:
- بابا بعتلي ايميل
أسرعت واقتربت منه وهي تقول بتساؤل:
- قالك أيه؟
نهض من مكانه ووضع هاتفه في جيب بنطاله وهو يقول:
- بعتلي عنوان وهنتقابل هناك كمان ساعتين بالظبط، اجهزي

***

امتلئت عربة التسوق فردد «بارق» بتردد:
- ما كفاية العربية اتملت على الآخر
امسكت بزجاجة عصير ووضعتها بالعربة قبل أن تقول:
- كفاية أيه لسة حاجات كتير أنت تعبت ولا أيه
هز رأسه بالنفي ليقول مسرعًا:
- لا لا متعبتش براحتك
ابتسمت وأشارت إلى خلفه ورددت:
- روح عند الكاشير وحط العربية عنده وهات واحدة جديدة وتعالى ورايا
- حاضر

تحرك بعربة التسوق وقام بتسليمها للكاشير قبل أن يجر عربة أخرى وهو يقول بعدم رضا:
- أخرتها هجر عربية في سوبر ماركت! يارب يحصل هجوم مسلح علشان أعيش شوية أكشن وأخرج من الملل ده وبعدين هجوم مسلح أيه اللي هيحصل على سوبر ماركت! هيجي يسرقوا طماطم ولا زبادي، امشي يا بارق امشي
عاد إليها مرة أخرى وهو يقول بابتسامة واسعة:
- النهاردة حققت رقم قياسي جديد
رفعت أحد حاجبيها وقالت بتساؤل:
- رقم قياسي أيه
ترك العربة وفرك يده بقوة وهو يقول بجدية:
- أول مرة أقعد جوا سوبر ماركت 3 ساعات متواصلة
ابتسمت ورددت بتلقائية:
- أها طبعا ما أنت متعود على الأقسام وضرب النار
دفع العربة بخفة قبل أن يقول بعدم رضا:
- والله لسة بقول يارب يحصل هجوم مسلح علشان الملل ده
اتسعت حدقتيها لتقول باعتراض شديد:
- حرام عليك متدعيش بحاجة كدا أحسن تتحقق والدعوة تستجاب وساعتها هنموت
سحب سلاحه من مخمده وشد أجزائه ليقول مازحًا:
- لا ما هو أنا مش سوسن علشان نموت وأنا هنا، مش تكبر على قد ما هو ثقة في النفس
ابتعدت قليلّا عنه وأشارت إلى سلاحه قائلة:
- ياريت تشيله علشان السلاح ممكن يطول
وضع السلاح في مخمده مرة أخرى قبل أن يقول:
- مش رافع صمام الأمان متقلقيش، يلا بينا نكمل تسوق أنا رجعت للفورمة تاني

***

- يعني أيه يا زين وبعدين أنت سيبتني كدا ومشيت ليه؟
قالتها «ياسمين» هاتفيًا لشقيقها الذي أجابها بإيجاز:
- اسمعي الكلام وروحي يا ياسمين، خدي معاكي يارا أخت نائل لغاية ما نفهم اللي بيحصل، أنا مشيت علشان فيه اجتماع مهم، هخلص وأكلمك
أنهى المكالمة ونظرت إلى «يارا» التي قالت بعينان دامعتان:
- نائل فين يا ياسمين! مش هشوفه تاني؟
اقتربت منها وضمت وجهها بين كفيها وهي تقول بجدية:
- أهدي يا يارا نائل هيرجع تاني إن شاء الله، نائل كويس علشان كدا ربنا هيحفظه وهيرجعه سالم إن شاء الله، يلا بينا نرجع البيت ولو حصل حاجة جديدة زين هيقولنا

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Onde histórias criam vida. Descubra agora