الحلقة الحادية والعشرون

10.6K 727 32
                                    

الحلقة الحادية والعشرون

حرك "رماح" رأسه بتفهم بعد أن أمسك الملف وتابعه بنظرة سريعة ثم رمقه مرة أخرى وردد :
- تمام سعادتك بس اشمعنا فاطمة مع احترامى ليها يعنى .. أنا من رأيى إن الأنسب للمهمة دى هى نيران
تجهمت تعابير وجهها لتقول معترضة :
- بعد اذنك يا سيادة اللواء بس اشمعنا نيران .. أنا اللى كنت بروح مهمات زى دى وخطيرة
ثم ضيقت عينيها وقالت بغيظ مكتوم :
- ما توضحلنا يا رماح سبب طلبك إنها تيجى معاك
فهم المقصد من جملتها الأخيرة فرفع كفيه أمامها ليدافع عن نفسه قائلًا :
- أنا ماقصدش حاجة ، اللى أقصده إن معظم المهمات كنت بعملها مع نيران وزين الله يرحمه وفاهمين تحركات بعض وكدا مفيش حاجة من اللى فى دماغك خالص
قاطع "أيمن" حديثهما ليقول بصرامة ونبرة حادة :
- اقفلوا الكلام ده اللى أنا قلته هو اللى هيحصل ولو اتكرر الموضوع ده تانى قدامى هتنازل عنكم وأشوف ناس عاقلة للمجموعة
نظر "رماح" إلى الأسفل وردد :
- أسف يا باشا ماقصدش
وكذلك رددت "فاطمة" :
- أسفة سعادتك

***

وقف على الفور بعد أن فغر شفتيه من الصدمة وردد بعدم تصديق :
- نعم !!!!
تابعت "رنّة" مؤكدة حديثها :
- زى ما بقولك كدا وتنّة منهارة من العياط .. بص أنا معرفش تفاصيل ولا أعرف ماما قالت ايه بس ده اللى قدرت أعرفه من ماما
صاح وهو يحاول إنهاء المكالمة :
- اقفلى يا وش المصايب اقفلى
- الله يا طيف وأنا مال...
أنهى المكالمة قبل أن تنهى جملتها وسحب مفاتيحه استعدادا للرحيل فهتفت "نيران" وهى تلوح بيدها فى الهواء :
- حصل ايه ورايح فين كدا ؟
أجابها دون أن ينظر لها وهو يأخذ أشيائه :
- مصيبة كبيرة ... أنا لازم أمشى حالًا وراجع على طول لو اللواء أيمن جه وسأل عنى قولى إنى روحت أعمل تحريات عن أدهم سمانة
ارتفع حاجبيها بتعجب قبل أن تلوى ثغرها وتردد :
- أدهم ايه ؟ سمانة !!
أدار ظهره وفتح الباب وهو يقول بجدية مستعدًا للرحيل :
- يا ستى قولى أى اسم
رحل وتركها فى حالة عدم فهم مما جعلها تحدث نفسها بتساؤل :
- هو ماله ده ؟ وأنا مالى هو اللواء أيمن لو جه هقوله راح يعمل تحريات عن أدهم سمانة واللى يحصل يحصل بقى

***

ترجل من سيارته وتقدم ليفتح الباب فتفاجأ بنسيانه لمفتاحه من جديد طرق الباب وانتظر قليلًا لتفتح له "رنّة" فانطلق مسرعًا إلى الداخل قبل أن تطلق جملتها الشهيرة عليه وأسرع إلى غرفة والدته ، ظل يبحث بعينيه فلم يجدها فتوجه إلى المطبخ ليجدها تعد الطعام فهتف بابتسامة ساخرة :
- ما شاء الله واقفة تطبخى بوش بشوش ... خربتيها وقعدتى على تلها يا ماما ؟
التفت أسماء لتتفاجئ به فعقدت ما بين حاجبيها بتعجب قائلة :
- ايه ده يا طيف .. هو باسل كلمك ولا ايه ؟
سند بظهره على الحائط ثم عقد ساعديه أمام صدره وردد متسائلًا :
- يعنى هتفرق يا ماما هو كلمنى أو عرفت منين ؟ ايه اللى حصل وازاى تعملى كدا يا ماما ! مبسوطة يعنى لما بنتك اتطلقت وقعدت جنبك ؟
لم تعيره انتباه وعادت لتتابع تقليب الطعام فى الإناء أمامها وهى تردد بضيق :
- يعنى كنت هبقى مبسوطة لما أعرف إنه اتجوز عليها ؟ وبعدين بكرا أجوزها سيد سيده
تجهمت تعابير وجهه وردد بعدم رضا :
- يا ماما الكلام اللى بتقوليه ده بطل من زمان وبعدين تنّة بتحب باسل وهو بيحبها حرام عليكِ والله .. بابا لما يعرف هيتضايق على الآخر
لوحت بيدها فى الهواء بعدما استشعرت حجم خطأها وما فعلته ورددت بضيق :
- أهو اللى حصل بقى أنتَ هتقفلى على الواحدة ؟
لوى ثغره ثم ردد :
- أنا راجع الشغل قبل ما بابا يكتشف إنى مش موجود ويسمعنى قصيدة من قصايده فى علم التهزيق

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن