الفصل السابع عشر - الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

***

دلفت إلى سيارة الإسعاف رغمًا عنها وجلست أمامه قبل أن تنطلق السيارة في طريقها إلى المستشفى ، رمقته بنظرات مجهولة ثم اشاحت بصرها عنه وأمسكت بهاتفها كي تتصفح حسابها على "فيسبوك" وأثناء ذلك بدأ «نائل» يستعيد وعيه مرة أخرى وحرك يده حركة عشوائية دون قصد فسقطت على يد «ياسمين» التي صرخت وأبعدت يده عنها وظلت تضربه بيدها على ظهر يده وهي تقول :
- ايه قلة الأدب دي .. ما تحترم نفسك
لم يصدق ما حدث فتدخل المسعف الذي كان بداخل السيارة وصرخ فيها بغضب قائلًا :
- ايه اللي حضرتك بتعمليه ده ! ده مطعون ومايقصدش علشان تتهجمي عليه بالشكل ده ؟ لو هتكرريها يبقى اتفضلي انزلي وحصلينا على المستشفى
هنا تدخل «نائل» الذي رغم ألمه وضعفه قال معترضًا :
- حضرتك هي ماتقصدش هي بس اتخضت ومش مستاهلة كل الزعيق ده .. أنا مسامح خلاص
تعجبت من دفاعه عنها رغم أنها هاجمته منذ قليل فابتسمت لأنه أعاد إليها هيبتها وأوقف المسعف عند حده مما جعلها تقول معتذرة :
- أنا آسفة ماكنتش أقصد بس اتخضيت من ايدك اللي اتحطت على ايدي مرة واحدة بس حصل خير
ابتسم وصمت أما هي فغلبها الفضول لمعرفة ما حدث لذلك قطعت هي الصمت وقالت :
- هو ايه اللي حصل في المكتب ومين اللي عمل فيك كدا ؟
نظر إلى نقطة بالفراغ وتذكر ما فعله أخيه به وتحدث بألم :
- نسيت المفاتيح بتاعتي في المكتب وبعد ما مشيت رجعت تاني علشان اخدها فلاحظت إن في نور خارج من تحت باب المكتب بتاعك .. افتكرت ساعتها إنك ممكن تكوني رجعتي ولما فتحت الباب فوجئت بيوسف كان قاعد قدام الكمبيوتر بتاعك .. شدينا شوية مع بعض ولما مارضيش يمشي شديته ووقعته في الأرض فهو قام وخرج مطواة من غير ما اخد بالي وضربني بيها .. وقعت وأغمى عليا بس سبحان من فوقني قبل ما يطعني بالمطواة مرة تانية علشان يخلص عليا .. سحبتها منه وسيبته يمشي بعد ما هددته علشان حسيت إني هيغمى عليا تاني وفعلا هو جري وأنا ماحسيتش بنفسي غير دلوقتي
ضيقت ما بين حاجبيها بصدمة فهي لم تتوقع أن يقتحم مكتبها للحصول على معلومات تمكنه من القضاء عليها وهزيمتها ، لوت ثغرها وقالت :
- يوسف! وصلت بيه الجرأة والوقاحة يقتحم المكتب بتاعي ! ياترى خد حاجة من على الكمبيوتر بتاعي ولا لا
هز رأسه بضعف قبل أن يجيبها :
- للأسف معرفش عمل كدا ولا لا
هزت رأسها وعادت بظهرها للخلف وشردت بينما هو أغلق عينيه بتعب ليريح نفسه حتى يصل إلى المستشفى ...

ترك ما بيده واتجه إلى «طارق» وأردف متسائلا :
- ها بصيت على الكاميرات ؟
لوى ثغره بحزن وأجابه :
- للأسف سيستم الكاميرات كان مقفول الوقت اللي حصل فيه الجريمة .. هنعتمد على شهادة نائل والبصمات
هز رأسه بالإيجاب وربت على كتفه قائلًا :
- طيب تمام خلص أنت الإجراءات وأنا هروح المستشفى أتطمن عليه واخد أقواله
- تمام سعادتك

***

نظر إلى عينيها بتحدي وركض تجاهها بسرعة شديدة وما إن وصل حتى قفز ومد قدمه كي يركلها بقوة لكنها تفادتها وبسرعة شديدة ركلها بقدمه الأخري في قدمها وأوقعها على الأرض وهتف قائلًا :
- الضربة التانية بتبقى أهم من الأولى وأقوى .. مش ده كلامك يا سيادة المدربة !
نهضت من على الأرض ونظرت إليه بابتسامة واقتربت منه ومثلت أنها ستلكمه في وجهه لكنها التفت ومدت كلتا يديها وأطبقت على رقبته وتركت نفسها تقع على الأرض لتجذبه بقوة شديدة وأوقعته ، وقفت مرة أخرى وقالت :
- وقولت برضه تتوقع الضربة جاية منين وامتى بالظبط .. شكلك نسيت
نهض ونفض الأتربة من على ملابسه وتقدم ليلكمها لكنها صدت لكمته وحاولت هي لكمه فصد لكمتها وظلا يتبادلا اللكمات والضربات إلى أن حضر اللواء «أيمن» وصفق بيده لهما قبل أن يقول بجدية :
- برافو عليكم .. دلوقتي سيبكم من التدريب واسمعوني كويس لأن وقت المهمات الجد جه
نظر «غيث» إلى «ليان» بابتسامة ثم نظر إلى «أيمن» وقال :
- تمام سعادتك احنا جاهزين لأي حاجة
هز رأسه بالإيجاب قبل أن يلتفت مستعدًا للرحيل وهو يقول :
- تمام تعالوا ورايا
بالفعل تبعوه إلى داخل مركز التدريب وانتظروا جلوسه وما إن جلس حتى جلسوا هما أيضا ، شبك أصابع يديه مع بعضهما وقال :
- طيف عنده شك إن اللي خطف نيران هو نفسه اللي خطف فهد والصراحة أنا كنت شاكك في كلامه في الأول لكن طريقة اختفاء نيران فجأة نفس طريقة اختفاء فهد .. ممكن غارم على علاقة بالناس دي أو هو قائدهم مثلا .. في كل الحالات غارم ليه علاقة بالقضية اللي كلفت بيها فهد وبما إن فهد اختفى يبقى وصل لأصل القضية وحلها علشان كدا بعدوه نهائي .. دلوقتي بقى أنتوا الاتنين اللي هتمسكوا القضية دي بس تاخدوا حذركم لأن اللي بنواجههم ماينفعش معاهم قوة وعضلات .. عايزين دماغ والف عين تتوقع كل حاجة وفي أي مكان ومفيش أنسب منكم للمهمة دي
تحدثت «ليان» وقالت بثقة وهي تبدل نظراتها بين «أيمن» و «غيث» :
- تمام يا أيمن باشا المهمة دي هتتنفذ وتنجح على ايدينا إن شاء الله وفهد ونيران هيرجعوا .. احنا هندرس القضية كويس أوي قبل ما نتحرك وننفذ
ابتسم اللواء «أيمن» وهز رأسه بالإيجاب ليقول :
- إن شاء الله .. أنا واثق فيكم وده ملف القضية زي اللي كنت مديه لفهد ، ادرسوه كويس وركزوا مع الشخصيات اللي فيه علشان حاسس إن ليهم دور

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now