الفصل الرابع عشر - الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

***

حان وقت الاستراحة فقرر الذهاب إلى الكافيتريا ورغم منصبه إلا أنه وقف بجوار «وحيد» لكي يساعده على إعداد المشروبات فاعترض بشدة قائلًا :
- لا يا نائل ياابني أنت المفروض نائب رئيس مجلس الإدارة وماينفعش تبقى هنا وتقف معايا ، روح اقعد وأنا هجيبلك حاجة تشربها
لم يوافقه «نائل» وأصر على مساعدته قائلًا :
- ايه اللي بتقوله ده يا عم وحيد ! أنا عمري ما هستعر من أني كنت شغال في الكافيتريا قبل المنصب ده ومش عيب أساعدك وبعدين ليك الفضل بعد ربنا إني أشتغل هنا ، سيبني أساعدك لأني هساعدك ومش هسيبك .. يلا قُل لي أحضر معاك ايه ؟
ابتسم «وحيد» وربت على كتفه بحب قائلًا :
- اللي تشوفه ياابني .. ربنا يحميك لشبابك ويحفظك ، تعالى هقولك تعمل ايه

كانت تجلس بصحبة صديقتها «سمر» وصديقها «جاسر» وسلطت نظرها على «نائل» لتقول بغضب شديد :
- كل واحد بيحن لأصله .. وحشه شغل الكافيتريا فرايح يقف فيها .. امال ايه مهما بقى معاه فلوس وفي منصب هيفضل زي ما هو
نظرت إليها «سمر» وقالت معترضة :
- يابنتي اهدي ده لسة مهزقك النهارده ماحرمتيش !! حافظي على شغلك واسكتي
نظرت حيث يوجد وأردفت بحقد :
- حاضر هسكت ..

شعرت بالملل وقررت ترك مكتبها والتجول بالشركة وبالفعل خرجت من مكتبها لكنها قررت الذهاب إلى الكافيتريا أولا لتأخذ مشروب القهوة وترحل وما إن دخلت حتى فوجئت بـ «نائل» الذي يساعد «وحيد» في إعداد المشروبات ، ظنته في البداية يُعد مشروب لنفسه لكنها فوجئت بغسله للأكواب فتقدمت ورفعت حاجبيها متسائلة :
- أنت بتعمل ايه هنا ؟
أشار إلى ما يفعله وأجابها بتلقائية :
- بساعد عم وحيد ، تشربي حاجة ؟
تعجبت من كونه نائب رئيس مجلس إدارة الشركة ويقوم بمساعدة «وحيد» في العمل فهو لم يفكر بحاله أمام الموظفين ولم يتكبر رغم هذا المنصب .. تعجبت من شخصيته كثيرا فهو غامض بالنسبة لها ، رفع حاجبيه وعاد سؤاله مرة أخرى :
- أعملك حاجة تشربيها ؟
انتبهت لوجوده وفاقت من شرودها قبل أن تقول :
- اه عايزة قهوة
هز رأسه بالإيجاب وقام بإعداد القهوة الخاصة بها وما إن انتهى حتى مد يده بها قائلًا :
- اتفضلي
تناولتها منه ورحلت على الفور مما أثارت دهشة «نائل» الذي حيرته شخصية تلك الفتاة !

***

وصلا إلى مقر التدريب الذي حدده الرائد «هيثم» وعاينت «نيران» المكان بعينيها قبل أن تنظر إلى «هيثم» قائلة :
- ده تمام جدا .. احنا هنحتاجه النهارده وممكن على طول طول ما احنا موجودين في الغردقة
بدل «هيثم» نظراته بينهما وقال :
- المكان تحت أمركم علطول .. اللواء أيمن كلمني وفهمني كل حاجة وأي حاجة تحتاجوها في الغردقة بلغوني وأنا هساعدكم
ابتسم «طيف» وربت على كتفه قائلًا :
- تسلم يا هيثم ، لو احتجناك هنكلمك .. تقدر تمشي وتسيبنا دلوقتي
هز رأسه بالإيجاب وتركهما وحدهما ، نظرت إليه ورددت بجدية :
- شايف السور ده كله ! ده حوالي 3 أدوار ، أنا هحطلك الحبل علشان تطلع عليه وتجرب وتتدرب وعقبال ما أعمل كدا اجري شوية علشان عضلاتك تفك
ابتسم بحب وغمز لها قائلًا :
- حاضر يا قمر
ابتسمت وتابعت التجهيزات بينما ركض هو كما اقترحت عليه وما إن انتهت حتى أوقفته وقالت بجدية :
- يلا يا طيف حاول تطلع على الحبل ده لغاية فوف .. أنا عارفة إنه صعب بس أنت تقدر
نظر إلى الأعلى ثم نظر إلى نيران وأردف مازحًا :
- أنا لو وقعت من فوق هبقى أطياف مش طيف واحد .. ربنا يستر
اتجه إلى الحبل وبدأ يتسلقه بصعوبة ، كان يظن في بداية الأمر أن هذا العمل قد يكون سهلًا لكن مع تحرك الحبل وصعوده أضاف صعوبة كبيرة لكنه حاول وبعد معاناة وصل إلى قمة السور وصرخ بصوت مرتفع :
- عااااا قلتلك أنا جامد أوي ، ده احنا هنجيب غارم ده في شوال
ضحكت على فرحته المبالغة كما أنه ظل يقفز بسعادة غامرة كالأطفال ، كتمت ضحكاتها رغمًا عنها وهتفت بصوت مرتفع كى يصله :
- يلا انزل بقى
انتبه لها وبحث عن سلم كي ينزل إلى الأسفل لكنه لم يجد فقطب جبينه متسائلا :
- أنزل ازاى مفيش سلم يا نوني !
ابتسمت ابتسامة واسعة وأجابته :
- لا يا قلب نوني مش هتنزل بالسلم .. هتنزل على الحبل ، يلا انزل
- أنزل على الحبل !! استر يارب
نظر إلى الأسفل فوجد المسافة كبيرة جدا مما شعر بدوار خفيف لكنه تغلب عليه وجلس على السور بالقرب من الحبل ، ثبت قدمه على عقدة به ثم لف جسده بحذر وبدأ في النزول الذي كان أكثر سهولة من الصعود وما إن نجح في ذلك ووصل إلى الأسفل حتى صاح بصوت مرتفع :
- أخيرا ، يلا بقى نرجع .. شُوفتِ بتعلم بسرعة ازاي ؟
هزت رأسها بالرفض وفاجأته بقرارها :
- لا يا طوفي أنت هتطلع وتنزل أكتر من مرة لغاية ما أزهق أنا ، مش من مرة .. ممكن حظ مبتدئ علشان كدا مش هنمشي من هنا النهارده غير وأنت محترف تسلق حبال
استاء من هذا الأمر وقال معترضًا :
- لغاية ما تزهقي ايه يا نيران أنتِ عايزة تخليني أفطس ! ده أنا روحي طلعت في الطلوع والنزول
رسمت ابتسامة وهي تضم وجهه بكلتا يديها وأردفت :
- معلش يا حبيبي لازم .. يلا بقى اسمع الكلام بدل ما أجيبلك رماح هو اللي يدربك وأنت عارف رماح هيعمل ايه فيك
رفع كفيه أمام وجهها وردد بقلق :
- لا أبوس ايدك رماح ده ماعندوش رحمة ومجنون ده في مرة لقيته حدفلي سيف وقالي تعالى عاركني ، هطلع وأنزل زي ما تحبي .. قال رماح قال

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Where stories live. Discover now