01:الغرابي الغامض

Start from the beginning
                                    

أردفت بنبرة ملؤها الفرح والحماس
انتهت أخيرا من ارتداء ثيابها المكونة من كنزة صوفية وردية دافئة تمتد لأعلى الرقبة و بنطال جينز واسع لكنه أنيق وفخم
والآن حان دور تصفيف خصلاتها التي تحمل لون العسل
نظرت للمرآة بتمعن لتعقد حاجبيها :
"هناك بعض السواد أسفل عيني...لا يجب عليه رؤية تعبي...هل أضع بعض الماكياج يا ترى؟"
صرحت بينما تتلمس المنطقة الداكنة أسفل محجريها

هي ليست من النوع الذي يتزين باستمرار
لكن اليوم مميز، ومن ستذهب لمقابلته يستحق أن تفعل لأجله

انتهت بوضع خافي للعيوب، ملمع شفاه وردي و بعض الماسكارا لأهدابها الكثيفة، ذلك جعل من جمال عينيها ذات لون الربيع يبرز أكثر
هي صاحبة مقلتين نادرتي الوجود ببلد ككوريا الجنوبية
كانتا بلون أخضر غامق، وبالنظر داخلها سترى فصل الربيع يتراقص أمامك....وحكايات أخرى كذلك

مشطت خصلاتها القصيرة بعناية و حرصت على منح أكبر قدر من الاهتمام لغرتها
"هل طال يا ترى ؟"
تساءلت متلمسة أطرافه التي بلغت منتصف رقبتها بحاجبين معقودين
لكنها رفعت كتفيها دون اهتمام لتنهض مسرعة
تناولت حقيبتها ثم هرولت ناحية الباب لكنها عادت أدراجها صافعة جبينها بخفة
"كدت أنسى!"

أمسكت بتلك الحقيبة الصغيرة الموضوعة بإحدى الأركان
شكلها يوحي أنها تحتوي إحدى الآلات الموسيقية داخلها

♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢

بعد نصف ساعة تقريبا، حطت حافلة المواصلات أمام المكان المنشود لصاحبة أعين الربيع
تسارعت خطواتها المتحمسة حتى بلغت المبنى الضخم الموجود وسط الشارع الرئيسي

استنشقت عميقا ثم زفرت ببطء بينما تقرأ اللافتة العريضة أعلى المبنى
"مصحة سيؤول للأمراض العقلية"
هذا ما كتب عليها
لكن هذا الاسم كان ظالما للغاية لمن يقبع خلفه
ليس كل من يتواجد هناك مجنون أو فاقد لعقله
هناك من يعانون من أمراض نفسية و أزمات مؤقتة لا غير
لكن من يلمحك تجتاز أسوار المبنى
فهذا يعني أن من خلفه مجنون، منبوذ، و لا يتساوى مع الإنسان الطبيعي
هكذا هي أحكام الناس السطحية الوضيعة!

بلغت مكتب الاستقبالات بابتسامتها المشرقة
لاحظت الوجه الجديد للقابع خلفه
يبدو موظفا جديدا
لذلك ستضطر للتعريف بنفسها له من جديد
كون الموظف السابق كان معتادا على زيارتها فعلا

"صباح الخير"
أردف الشاب بابتسامة لطيفة لترد عليه بذات الابتسامة والنبرة اللطيفة

"صباح الخير لك أيضا، إسمي كيم إيما و أنا هنا لزيارة شقيقي كيم تايهيونغ"

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now