الفصل الثاني

933 143 55
                                    

مر أسبوع على طلوعها مع منى للبحر. من كثر ما خاطرها أنها تشوف البحر مره تانية قعدت تتمنى أن سنها تنوض توجعها باش يطلعوها.

خشت منى اللي أول ما شافتها نادتها: "كنك مريم قاعده بروحك؟"

مريم بملل: "كساد نبي نطلع للبحر."

تنهدت منى بأسى عليها: "حبيبتي كم مره قتلك لما تبي شي ادعي ربي مش تقعدي تقولي نبي نبي."

مريم بحزن: "بنت زيي بدون أم و أب أكيد مش حتقدر تطلب الي تبيه زي باقي البنات."

حاولت منى تمسك دموعها على كلام الطفلة البريئة:" لا يابنتي حتى الي عنده أم و أب ما يقدر يحصل الي يبيه الله و حده يقدر يحقق لك الي تبيه. أنا عندي أم و أب لكن مش أي حاجه نبيها نحصلها. "

مريم:" أنتي أصلا كبيرة. "

منى بضحكة:" حتى الكبير يتمنى هلبا حاجات. المهم توا فطرتي و لا مزال. "

مريم: "ما عنديش نية."

منى بصرامه: "كم مره قتلك لازم تفطري عشان تكبري هي توا انزلي إفطري عشان نبدو حصة القرآن. "

مريم بحماس:" حتعطينا سورة جديدة اليوم؟ "

منى:" ايه عشان هكي انزلي إفطري باش مايغلبُكش باقي البنات. "

وبالفعل نزلت مريم بسرعة عشان تفطر. في هذه الدار
ميهتموش بتدريس القرآن و الدروس الدينية. كل ما يهمهم أن الأطفال ياكلو و يقرو القراية  العادية و نومهم بس.
لهذا منى طلبت من المديرة أنها تعطي البنات حصص إضافية شور الدين و القرآن. باش ما يضيعوش.

~❤️~

في هذاك الحوش القديم كانت الجارة حليمة تصبر في نوارة إلى من أول ما فتحت عينيها و هي تبكي.

نوارة: "بنتي... بنتي نبي بنتي جيبولي بنتي كيف بندير بدونها."

حليمة و هي تصبر فيها : "يا نواره والله هذا أحسن ما درتي لبنتك. من أول ما فتحت عيونها و هي متشردة. اصبري، بنتك توا تبي تعيش حياة كويسة."

نوارة و الدموع ينزلوا بقوة : "مش قادره نصبر بنتي ما عندها حد من بعدي !! أنا نبيها. "

حليمة:" صدقيني حتى بنتك لو عرفت حتشكرك على اللي درتيه لها. و أنا بروحي حنوصي عليها من يراقبها و يدير باله عليها. "

نوارة بترجي :" أرجوك حليمة لو صارت لي حاجه ديما شوفيها و ما تسيبيهاش بالله عليك."

حليمة :" بعيد السوء عليك إن شاء الله ربي يعافيك و تنوضي بصحتك و تشوفي بنتك غير لازم تصبري. "

و هذا الي بديره نواره لازم تصبر. الواقع يقول أنها ما تقدر تخلي بنتها عندها و هي مريضة لازم تأمنلها مسكن يعيشها كويس. لازم تصبر عشان بنتها.😔

أكاذيب الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن