الفصل السادس و العشرون

418 44 69
                                    

ركبت الدروج بخطوات ثقيلة. في يدها بانقة المية.
وصلت بصعوبة لعند باب الشقة. مع إنها كانت متعودة على تركيب البانقة لعند السطح إلا إنها تعبت هلبا اليوم.

قبل ما تفتح باب الشقة حاولت تنظم أنفاسها. وقعت عينها على اللي كان نازل من السطح. أول ما شافاته طبست راسها بسرعة.

مر من جنبها: "السلام عليكم."

"و عليكم السلام." ردت بصوت واطي شبه ما ينسمع.

بدي ينزل الدروج، و وقف فجأة، التفت في اتجاهها: "أشرف ما عنداش دوام اليوم. لو تبوا حاجة تلقوه فوق."

اومأت براسها بدون ما تنطق بكلمة و لا حتى تشوفله. كمل نزول الدروج و هو متضايق من صمتها. و متضايق من طلوعها في بدري من غير ما تقوللهم. و في نفس الوقت هو عادرهم، ما يقدرش يمنعهم من قضيتهم اليومية. مع هذا يفضل إنهم يعلموه قبل ما يطلعوا من الشقة. البنات هادوا أمانة عنده لازم يحافظ عليهم.

أما هي فأول ما كمل طريقة خشت للشقة بسرعة و تنهدت بارتياح. للسبب ما تحس بالضعف قدامهم.

"شني جبتي المية." طلعت أريام من المطبخ و هي تمسح في يديها من المية.

قربت منها مريم و حطت البانقة قدامها: "تصدقي أريام... نحس في روحي مش مرتاحة هني.."

رفعت أريام حاجبها: "و علاش؟ شفتي حاجة؟"

هزت مريم راسها: "لا لا.... غير قبل ما نخش قابلت الأستاذ خالد، شكله ماشي للشغله." تنهدت بصوت مسموع و بعدها كملت كلامها: "نحس بتأنيب الضمير.. قصدي نحن هني راقدين في شقتهم و هما قاعدين في هديكا الدار الصغيرة."

حطت أريام يديها على خصرها و بحيرة: "ايه حتى أني زيك... لكن شن بنديروا هما اللي أصروا ناخدوا شقتهم و على أساس هما بيدوروا يأجروا شقة اليومين هادوا."

تنهدت مريم للمرة التانية:  "عارفة، بس هلبا هكي! أني ما عنديش مانع يساعدونة في مشكلتنا، لكن نشوف إن نحن لازم ندوروا شقة قريبة نأجروها... على الأقل نقصوا عليهم حق الإيجار."

هزت أريام راسها بتفهم: "ايه فاهمة عليك. المبلغ اللي جمعناه يسدنا للإيجار شهر...و في خلال هذه المدة لازم أني و إياك نكثفوا جهودنا شوية."

مريم بتأيد: "ايه هكي مفروض... اليوم حنقولولهم على قرارنا و من غدوة تبدي أنتي تدوري على صيدلية تتدربي فيها و أني نشوف خدمة تنظيف البساطات."

أريام: "تمام. و توا خلينا نفطروا قريب نموت من الجوع."

مريم بابتسامة: "ايه... نصلي الضحى و نفطروا."



**★**★**★**★**★**★**★**

فاطمة أحمد

**★**★**★**★**★**★**★**

سكر الملف اللي كان يدون عليه بعض الملاحظات. على الرغم من إنه جاه بكري اليوم للخدمة، إلا إن باله مشغول من أول ما وصل.
يفكر في البنات اللي طلعوا في حياته فجأة. مسؤولية جديدة أضيفت للحياته. و في نفس الوقت ما يقدرش يتخلى عنهم و يسيبهم في حالهم، الذنيا مش آمان برا!
و مازال عالقة في باله مشكلته مع بوه و أمه. أمه اللي حتى هي ظهرت فجأة، إلى الآن مش قادر يتقبل فكرة إنها عايشة عادي. و لا يمكن يتوقع كيف بيكون اللقاء معاها...

أكاذيب الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن