تاريخ ليبرا، الجزء الرابع

837 48 6
                                    

صرخات الجنود التي كادت أن تكون أسلحة بحد ذاتها!...

و خطواتهم المتتباعة التي زلزت الأرض بقوتها!

ياله من منظر... مهيب!

سكان المدينة كانو يترقبون من وراء الأسوار... و كثير منهم قد هرب من المدينة...

ليبرا كان تعتري وجهها نظرة حماس و قلق في نفس الوقت... كانت مبتسمة كأنها ترحب بالموت...

أما سام فكان وجهه عديم المشاعر و الأحاسيس... كأنه شخص آخر!

لحظات حتى وصل الجيش الهائل إلى ليبرا و سام...

بمجرد وصولهم بدأت الدماء بالتطاير في الهواء كأنها حبر يكتب رواية نضال!

بدأ الجنود بالتجمع حول ليبرا و سام، كانت ليبرا تلوح برمحها بسرعة أقرب للضواري من البشر!

أما سام فكان بطيئا و ضعيفا و لكن بشكل غريب كان يرسل أضخم الجنود محلقين في الهواء!

و كانا كاعصار حاملين الجنود في الهواء و مدمرين كل ما يقابلهم...  و لكنهم في النهاية مجرد بشر...

كان القتال أكثر من مرهق، ليبرا ربيبة المعارك لم تخضع في حياتها معركة بهذه الضراوة... و في قرارة نفسها كانت تعلم أن هذه هي معركتها الأخيرة، في البداية كانت تحاول أن تحمي سام... لكنها كانت منشغلة بأن تحمي نفسها...

كانت أصوات الأسلحة تلتحم كأنها أصوات جيوش تتقاتل، و ليست أصوات جيش ضد شخصين فقط...

صار رمح ليبرا أحمر يقطر دما، و وجهها تلون بلون الحياة... باللون الأحمر

اما سام، فكان قد ارهق من كثر القتال...

بدأت الشمس تزيح عن مكانها شيئا فشيئا...

ليبرا ابنة المعارك كانت مثخنة بالجراح...

كان في كل جزء من جسدها طعنة سيف...

أما سام فكان يعاني بمجرد الوقوف... لم يتبقى من الجنود سوى عشرهم على الأكثر...

"يبدو... إنني لن أستطيع... إن أحافظ على... الوعد"

قالها سام و هو يترنح و يلهث

"اذا لنجعلها تذكر كاسطورة... الاثنان ضد الجيش... اسم رنان..."

قالت ليبرا و هي تضحك...

انعكاس لمعان الشمس على الدماء على الأرض...

و الجثث التي رسمت لوحة تصف الحرب بأدق وصف... و بقايا الجنود في رعب تجمعوا حول بعضهم... و أمامهم وحشان مغطين بالدماء و الجروح...

ساحة معركة أبكت أهل المدينة الذين يشاهدون من بعيد...

"لا تستسلمي...  انتي من سيغير العالم يا ليبرا..."

قال سام و هو موجه رمحه المتهالك جهة الأعداء

"آسفة لاني لم أستطع أن احميك..."

قالت ليبرا في حزن

"لن أستطيع أن اسمي نفسي رجلا اذا احتميت وراء فتاة"

قال سام و هو مبتسم...

تشجع الجنود للهجوم بعد أن رأو من حال ليبرا و سام... فقرروا أن يهاجموهم...

كانت ليبرا بالكاد تستطيع الوقوف...

نظر سام جهة ليبرا و قال " آسف، و لكن انتي أهم للعالم..."

وجه سام ضربة خاطفة إلى رقبة ليبرا مما جعلها تسقط أرضا...

حاولت ليبرا الكلام و لكن لم تستطع... في آخر اللحظات قبل أن تفقد وعيها شاهدت سام... مثخنا بالجراح، و الدم صبغ شعره بالأحمر، متجهاً نحو الأعداء بجسده الهزيل و ملابسه الممزقة...

ثم فقدت الوعي...

...

و عند الغروب كان مشهد سام فوق الجثث مهيب...

و مبكيا كذلك...

جسد هزيل لا يصلح للمعارك...

مغطى بالدماء...

كان ثابتاً كجثة متجمدة...

مع هبوب رياح المساء الباردة...

تحركت تلك الجثة...

تحرك سام بثقل، و كان في جسده بعض السيوف لا تزال مغروزه...

اتجه إلى ليبرا... و هو يترنح، و يسقط و ينهض مواصلا مشيه...

وصل إلى ليبرا و كان جسدها بارداً و شفاهها فقدت لونها لتصير زرقاء اللون...

علم أنها فقدت الكثير من الدماء... و أنها على حافة الموت...

ذهب يبحث في مؤونة الجنود ...

و عاد إلى ليبرا حاملا أدوات طبية...

...

بعد غروب الشمس على ذلك المشهد الحزين... وصل بعض جنود ليبرا إلى المدينة

ليشهدوا أعجب حدث رأته أعينهم...

مشهد رسخ في أذهانهم... بعضهم بدأ بذرف الدموع لهول ما شاهد...

أرض مغطاة بالجثث و في النصف رجل جالس و في يديه فتاة...

كانت يد الرجل متصلة مع يد الفتاة بانبوب ينقل لها فيه من دمه...

هرع الجنود إلى هذين الاثنين... ليجدوا الفتاة هي قائدتهم ليبرا...

استيقظت ليبرا مع نداءات جنودها، لترى سام حاملها و هو أصبح أقرب إلى قطعة خشبية لتدريب الجنود... جسد بارد في كل جهة سيف قد اخترق جسده

صاحت ليبرا: " انقذوه! "

و اعينها مليئة بالدموع

حمل الجنود ذلك الجسد البارد إلى الطبيب في المدينة...

...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ