أهلا بك يا حاصد الأرواح

401 32 6
                                    





في مشهد رهيب... ضغط الشخص المجهول بسيفه في صدر يوقام بشدة, خرج دم من فم يوقام...

و لكنه أعينه لم تستسلم بعد, فقد كانت تشتعل غضبا!

تجمدت جين مكانها, فكانت تأمل أن تنقذ يوقام, و بعدها يجدون خطة للرد على العدو...

و لكن ها هو يوقام جثة واقفة على قدمين, فماذا عساها قد تفعل الآن؟!

زوند فقدت أعينه بريق الحياة فيها... و لكنه كان واقفا يجول بعينيه في القاعة هائلة الحجم, كأنه يدرس كل حركة و أثر فيها...

و في حركة مفاجئة! أمسك يوقام بالسيف الذي غرز في صدره, و قفز الشخص المجهول بعيدا بسرعة لم تتخيل جين أن بشرا قد يصل إليها!

و لكن المفاجئة الأكبر أنه بمجرد استقرار المجهول على قدميه بعد القفزه, ظهر يوقام في وجهه رافعا قبضته مستعدا لتسديد لكمة بدت كأنها تستطيع شق السماء!

بالكاد استطاع المجهول الابتعاد عنها! ليتفاجأ أنها حولت الجدار الهائل ورائه الى كومة غبار!

كانت حركة يوقام لا تصدق! قوة تجعل الجدران هباء!

و سرعة تسابق البرق! و لكنه كان واضحا أنه يهدف أن يأخذ العدو معه, في معركة انتحارية, فقد علم أن السيف مسموم, و لكنه استطاع تأخير مفعول السم باستخدام الزيس...

لم تكن معركة على الاطلاق! بل كانت أقرب الى وحش مفترس يطارد فريسة لا حول لها ولا قوة...

كان يوقام يضرب في مكان, فيهرب عدوه إلى مكان آخر!

 العدو كان  شديد السرعه, و لكن يوقام لم يكن لديه ما يخسره, فكان يقاتل بشكل غير منطقي بالنسبة لبشر...

ترك الدفاع نهائيا, و ركز بكل ما يملك على الهجوم!

 كان يتلقى كل ضربات و هجمات عدوه وجها لوجه, و لكن مقابل كل جرح بسيط على يوقام, كان يرد مقابله بعشرة عظام مكسوره في جسد عدوه!

أصبح يوقام ملطخا بدمائه و دماء خصمه, و لكن كان من الممكن أن ترى بريق عينيه وسط الظلام و الدماء...

بريق غضب و دمار!

علمت جين أن تلك الهالة المخيفة كان معظمها من يوقام...

و أدركت أنها لا يمكنها فعل أي شيء غير التأمل بصمت...

و في لحظة بعد مناورات فائقة السرع, بين الغبار و الركام, ظهر ظل شخصين...

كان الأول هو يوقام, ممسكا عدوه من رأسه بيده, رافعا اياه عاليا في الهواء بيد واحده...

ثم في حركة خاطفة, و كأن يده هو أكثر سيوف الأرض حدة, حرك يده تجاه قلب العدو, من سرعة حركته, كان لها صرير عالي الصوت...

حاول العدو تفادي الضربة... و لكنه لم يستطع الا أن يبعدها عن قلبه... و جراء ذلك فقد يده اليسرى...

كان يوقام قد فقد الكثير من الدم, و كان من العجيب و شبه المستحيل أنه لا يزال واقفا على قدميه... كان ينزف من الطعنة التي في صدره, و كانت حتى أعينه قد أصبحت حمراء بلون الدم...

تغيرت حركته, و تثاقلت, و لكن حتى عدوه قد أصبح أضعف مما كان في بداية القتال...

كان زوند يتأمل بكل تعجب! من هذا العدو الذي فعل كل هذا بالماستر لورد يوقام, الذي دمر المملكة وحده بيديه!

بعد تبادل الضربات... وقف الخصمان أمام بعضهما البعض, تحت ضوء الشمس الذي عبر من خلال الزجاج ذا اللون الأزرق, فصنع أعجوبة  فنيه بأكثر الألوان تناقضا... الأزرق لون سماء النهار الصافية و الأحمر لون سماء الغروب المودعة... 

توقفا أمام بعض للحظة ثم قال يوقام بتثاقل و هو يسعل دما : "لقد اكتشفت كل شيء... مقتل ليبرا, و خيانتها! و أنت يا لين! بل حتى الحماة... أقسم أنني سأدمركم!"

تحدث يوقام كأن فمه هو بوابة جحيم قلبه! كل كلمة كانت بمثابة لفحة من أشد نيران العالم حرارة, كلمة الغضب لا تكفي لوصف حاله...

رد لين: " اكتشافك لا يعني فهمك... أنا آسف لما وصلنا اليه.."

سقط يوقام على ركبتيه من الألم و هو ما زال محدقا بلين بكل غضب و حرقة...

كان يحاول جاهدا الوقوف... 

اقترب لين كأنه يحاول إنهاء المهمة لقتل يوقام...

و لكن بمجرد الاقتراب منه, ظهر أمامه زوند و هو يدور في الهواء بسيفيه تجاه لين...

تفادى لين الضرب, و أمسك بيد زوند و رماه في الهواء, و لكن زوند رد الحركة عليه ليرميه هو في الهواء!

قفز زوند في الهواء ليقضي على لين, و لكنه بمجرد لمس سيف زوند بلين, تحول لين الى مياه!

بحث زوند حوله مسرعا ليجد لين, و لكنه فوجئ عندما تحولت المياه الى بخار, ابتعد عنه مسرع!

قفز الى الخلف ليجد لين خلفه بسيفه! و لكنه استطاع تفادى ضربة لين...

و رد على لين بضربة مثلها, لم يستطع لين صد الضربة لأنها كانت من جهة يده اليسرى, استقرت الضربة في صدر لين!

و لكنه تحول الى بخار...

"أنت جيد يا فتى... و لكن يبدو أنك لم تقاتل قتلة... بل قاتلت مقاتلين...أكره قتل الشباب..."

قال لين من أحد زوايا الغرفة, و حرك حركة غريبة بيده في الهواء...

فجأة! أحس زوند أن صدره يتشقق بمئة ألف طعنة من الداخل, و وجد نفسه لا يستطيع التنفس, و بدء ينزف من فمه...

كان يحس بألم لا يوصف... حاول الصمود و لكنه سقط...

سقط زوند...

سقط زوند في بحيرة من دمه...

تذكرت جين ما أحست به في بداية اليوم, و رأت الشخص ذو العباءة السوداء و الفانوس المزخرف في زاوية القاعة...

أحست أنه حاصد الأرواح الذي جاء من أجلهم...

"أهلا بك يا حاصد الأرواح..."

قالت جين في استسلام و هزيمة...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن