الاغتيال!

317 34 3
                                    

"اليوم بداية لحقبة جديدة من التاريخ... هنا في هذه المدينة، مدينة ليبرا، بقايا النضال السابق..."
...







بينما كانت جين عائدة إلى القصر، كانت تمشي ببطء في مدينة ليبرا الصاخبة...
و كانت تفكر ماذا ستقول كي تقنع ميدرا بأن يدعها ترافقه، و تتخيل كيف سيدور النقاش بينهم، و هي تمشي لمحت بين المشاة شخصا كان لافتا للنظر، كان مرتديا عبائة سوداء تغطيه بالكامل، و في يده فانوس عليه نقوش كثيرة...

و مع انه كان مغطى بالكامل بعبائته تلك، لكنه كانت تحس انه ينظر إليها...

و لكن سرعان ما اختفى بين جموع الناس الغفيرة في سوق المدينة...

كانت جين تحس ان هذا اليوم مختلف عن باقي الأيام... كانت تحس بإحساس مخيف...

و هي في طريقها للعودة، قررت المرور بالحديقة التي بجانب القصر، التي قابلت فيها زوند...

وصلت اليها، العجيب، أن زوند كان يتحرك فيها بعنف شديد، و يلوح بسيفيه في كل اتجاه بدقة و قوة...

و لكن، لم ينكسر غصن أصغر شجرة، كانت دقته لا تصدق! يمرر السيف بجانب الغصن بكل احتراف...

عندما احس بوجود جين، توقف و مسح جبينه، ثم قابل جين و انحنى مع ابتسامة لطيفة قائلا: "اهلا بك يا انسة جين"

"اوه، اسفة لم اقصد ان اشتت تركيزك، المعذرة"
ردت جين

"لا تعتذري، لقد انتهيت من التدريب من فترة، كنت فقط أريد أن اتحرك قليلا... أفضل الحركة على السكون..."
رد زوند و هو يغسل وجهه من البحيرة

"الا تحس بشيء غريب اليوم يا زوند؟"
سالت جين

"شيء غريب؟ ماذا تقصدين بذلك يا انسة جي-

"نادني جين، لا داعي للرسمية"
قاطعته جين

"المعذرة، و لكن انا معتاد على طريقة الكلام هذه يا انس- يا جين..."
قال زوند

اكمل سائلا: "ماذا تقصدين بإحساس غريب؟"

"لا أعلم و لكن احس ان شيئا سيئا سيحصل اليوم..."
قالت جين و يعلو وجهها نظرة من القلق

"ما رأيك أن نذهب للقصر و نخبر الماستر لورد يوقام عن ما تحسين به؟"
قال زوند

" حسنا... لنفعل ذلك!... اوه، كدت انسى، هل رأيت مدربي؟"
قالت جين

"نعم، لقد كان معي، تدربنا قليلا معا... فعلا انه مذهل... إنه عبقري عندما يقاتل بسلاحه و عقله... اخبرني انه ذهب لزيارة بعض الأصدقاء..."
قال زوند

"أصدقاء؟! لديه اصدقاء؟!"
قالت جين متفاجئة

ضحك زوند، و لكن جين لم تضحك... فعلم انه جادة بتوقعها انه لا اصدقاء له...

"بالتأكيد لديه اصدقاء! فهو شخص مشهور و مؤثر هنا في مدينة ليبرا!"
قال زوند

" لماذا؟ لأنه قوي؟ أو لأنه قراند ماستر؟"
سالت جين

"نعم، و ايضا لأنه يرعى الكثير من المياتم في المدينة، و كثير ما ياخذ المهمات بدون مقابل... و يعتبر من مؤسسي مدينة ليبرا... انا متفاجئ انك لم تعلمي بذلك يا انس- ... أقصد يا جين..."
قال زوند

ردت جين في خجل من جهلها بمدربها : "ليس من النوع الذي يتحدث عن نفسه كثيرا... و لم أكن طالبة مجتهدة قبل أن أذهب معه..."

...

كان جين و زوند يمشون في أوسع طريق في مدينة ليبرا، و كان كأنه لوحة مرسومة بعناية...

الأضواء ذات الأشكال الجميلة التي تتسم بالغرابة على جانبي الطريق، و أعلى الطريق أضواء بنفس التصميم ممتدة من جانبي الطريق و تلتقي في النصف لتضيئه بالكامل في المساء...

و المحلات على جانبي الطريق التي تبيع كل ما يخطر بالبال!
من أسلحة ،و أطعمة ،و مجوهرات ،و ملابس ،بل حتى بعض الحيوانات النادرة!

و نهايتي الطريق، القصر بأكبر بوابته، التي تزينت بأجمل الالوان، مع جمالها فإنها تبدو اقوى من اقوى الجبال!
و في الجهة الاخرى بوابة المدينة، التي تبهر كل من خارج المدينة بضخامتها! بارتفاع يكاد يلمس السماء!

كانت جين تستمتع بالحديث مع شخص قريب منها في العمر، و ليس مجرد ابن تاجر أو أحد النبلاء المتعجرفين...

لأن معظم من في عمرها لم يكونو حتى قريبا من قوتها... أما زوند فكان أقوى منها بمراحل... و لكنه على الأقل في نفس العالم... عالم القوة

عندما وصلو إلى بوابة القصر، زوند لاحظ شيئا غريبا... الحرس لم يكونو موجودين...

جين ارتعشت و كان ابرد رياح الأرض خرجت من البوابة...

نظر زوند في جين، و رأى الرعب في أعينها... كانت هالة مظلمة...

تمالكت جين نفسها ثم قالت: "مهما كان الذي أمامنا و لكنه لا يبشر بالخير... يجب أن نذهب لنساعد الماستر لورد يوقام!"
ثم انطلقت جين إلى داخل القصر...

و لكن زوند امسك بيدها و قال: " إن كان الذي داخل القصر يشكل خطرا على الماستر لورد يوقام، فإنه لن يمكننا حتى خدشه..."

"زوند انا أؤمن أن القوة هي ليست كل شيء... أحيانا كل ما تحتاج إليه هو خدش بخنجر مسموم!"
قالت جين ثم أشارت على الخنجر الذي في يدها بثقة

انطلقا إلى داخل القصر، إلى مصدر الهالة تحديدا!

و لكن ما رأوه كان خارج توقعاتهم...

في قاعة ضخمة كان آخرها الكرسي الذي يجلس فيه الماستر لورد يوقام...

كان الحرس متساقطين كالدمى في كل أرجاء القصر...

و كان يتوسط تلك القاعة المكسوة بلون السماء، الأزرق الباهت، شخصان واقفان، مقابلين بعضهما البعض...

كان أحدهم هو الماستر لورد يوقام...
و سيف يخترق صدره... تلون بدمه... و الشخص الآخر هو الشخص الذي رأته جين!

The legend of the prisoner- أسطورة السجينМесто, где живут истории. Откройте их для себя