تاريخ ليبرا، الجزء الأول

988 54 2
                                    


كان ميدرا و جين على ظهر السفينة المغادرة إلى ليبرا...

و حولهم تتراطم الأمواج في صوت جميل ساحر، و الهواء الرطب يداعب وجوههم، و طيور النورس التي بدت كأنها تسابق السفينة، و سماء صافية زرقاء...

قرر ميدرا أن يخبر جين بقصة ليبرا بما انها لم تذهب هناك من قبل...

"جين، هل تريدين ان اخبركي قصة ليبرا؟"

قال ميدرا لجين

"بالتأكيد! أريد ذلك!"

ردت جين في حماس

"حسناً إذا، لكن احذركي، فهي قصة مؤثرة"

قال ميدرا

جلس ميدرا على أحد الصناديق على سطح السفينة، و نظر بنظرة تكسوها الحزن إلى الأفق و أخذ نفس عميقاً و قال :

"ليبرا!... لقد كانت امرأة عظيمة، و قوية جداً كذلك..."

كانت جين لحظتها تنظر إليه بعيون تتلألأ اعجابا، فليبرا هي قدوتها التي لا تعلم عنها شيئاً بما انها كانت طول حياتها تتدرب...

قال ميدرا: " ليبرا ساموا، كانت فتاة فقيرة مشرفة في أحد القرى التي عذبتها المجاعة... بسبب الحرب الطويلة، كانت ليبرا فتاة قوية! و كانت قد. جمعت حولها الأطفال المتشردين... و كانت تربيهم كأخت كبيرة لهم... مع أنها لم تكن تتجاوز السادسة عشر سنة..."

"في عمرك الآن تقريباً، يا جين"

قال ميدرا

"بعد أن وصلت الحرب إلى قريتهم، كانت ليبرا تعمل خادمة في قصر لأحد النبلاء قريباً من قريتها... عادت ليبرا إلى منزلها لتجد المأساة...

وجدت معظم الأطفال الذين كانت ترعاهم جثثا قد قتلوا بوحشية! لم تتحرك ليبرا من آثار الصدمة لساعات... واقفة تتأمل، لا تجرؤ أن تقترب لترى أجسادهم الصغيرة مقطعة، و لا تستطيع أن تفارقهم فتبتعد... لم تتحرك من مكانه ذاك لأيام... كانت تنام و تستيقظ على ذلك المشهد... بعد يومين من هجوم القرية، نزل أحد النبلاء من القصر المجاور، كان ذلك نبيلا شاب يدرس الطب فقرر أن يساعد من نجى من سكان القرية بعلمه في الطب، فوجد ليبرا في حالة يرثى لها... و لاحظ انها أحد الخادمات في القصر، فقام بعلاجها و ترك عندها بعض الطعام و ذهب...

و بعدها بأيام، أتى جيش الممالك الثلاث، و كان لديه أمر بتجنيد كل من يريد أن يتجند من جميع القرى...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينWhere stories live. Discover now