بداية النهاية!

330 34 3
                                    

بقي على مغادرة ميدرا لقارة سمرت ثلاثة عشر يوما...
كانت جين تحس انها تحتاج أن تتعلم عن تاريخ الفرسان اكثر، فبعد أن علمت أن مدربها هو طالب للورد ماستر ليبرا...

و عن قصته معها وقت لقائهما، علمت انها ما تزال جاهلة في كل الأمور خارج دائرة القتال و الترحال...

فقررت أن تستفيد من مكتبة ليبرا، و هي يقال انها أكبر مكتبة في العالم، كانت جين تحاول تنظيم وقتها بحيث ان تتدرب يوميا من بزوغ الفجر حتى توسط الشمس في السماء، ثم تقضي الوقت إلى الغروب في المكتبة...

كانت جين تحس ان نموها بدء يصبح أبطأ بكثير، و كانت أحيانا تقارن نفسها بزوند الذي من هيأته يبدو أنه قريب من عمرها... و لكن فرق القوة شاسع جدا...

كانت جين عادة ما تتمنى أن تجعل العالم مكان للجميع أحقية أن يعيشون برغد فيه... و أحيانا أخرى كانت تتمنى أن تملك القوة لعقاب المجرمين، و من يجعل حياة الآخرين بائسة، فكانت تتسائل هل تكون قوة العقاب و الردع، ام تكون قوة التسامح و الرحمة...

...

أما ميدرا فكان يقضي وقته في التأمل و التدرب في مكان تدريبه المعتاد...

كانت رغبته لقتال التنين أتت من إحساس في داخله أنه لابد أن يفعلها بنفسه... كان ترحاله طول حياته يعده تكفير له عن خطاياه عندما كان في جيش النبلاء، و رغبة لمعرفة مكانه في هذا العالم...

عندما رأى جين لأول مرة في قصر عائلة سارزا، في زيارة له لصديقة الذي قاتل معه ظهرا لظهر، الماستر ماكسويل سازرا، والد جين، احس ان جين هي جزء من مصيره في هذا العالم...

...

يوقام كان كالعادة يدير شؤون مدينة ليبرا، و منظمة الفرسان، و كان دائما يتامل في مدينة ليبرا من حديقته الموجودة على أعلى ارتفاع في المدينة، كان يقف هناك و يتامل فقط...

و أحيانا كانت تسقط من عينه دمعة أو دمعتان قبل أن ينتبه و يمسحها بسرعة...

كانت ملامحه دائما حزينة، حتى عندما يبتسم، و لكنه كان يرتدي قناع الحزم و الشدة ليخفي حزنه مجهول المصدر، و في أوقات قليلة جدا، تفتح بوابة على داخله فيخرج منها لهيب متوحش كأنه الجحيم...

الماستر لورد مجهول المصدر...

...

زوند كان يعيش في صراع نفسي دائما... لم يكن يحس بالانتماء... و ذلك لأنه يلوم نفسه على الفضائع التي ارتكبها عندما كان عبدا... حاول في كثير من الأيام نسيانها، و كبتها...

و لكن الأمواج حين تكبت بجدران شاهقة سرعان ما تستشيظ الأمواج غضبا و تدمر كل الجدران و لا يتوقف غضبها حتى تجعل مما أمامها شاطئ ممهدا لامواج أخرى بعدها...

كان يتذكر كل فعل فعله بكل وضوح، فكان يتذكر قتل الأب بعد تعذيبه أمام أبنائه... و قتل الطفل الباكي أمام والديه...

و امور أشد بشاعة اقنع نفسه انها لم تحدث فعلا... كان في عقله سراديب مظلمة للذكريات، أضاءت عندما أتى ميدرا ذلك اليوم و أخرجه منها...

و يوقام الذي علمه الإنسانية... فقد كان قبل يؤمن انه مخلوق مختلف عن سيده و ضحاياه، كان يؤمن انه ليس بإنسان مطلقا...

...

بقي على مغادرة ميدرا إلى قارة سمرت عشرة أيام...

قررت جين أن تطلب من مدربها أن يسمح لها أن ترافقه إلى قارة سمرت، حتى تساعده ضد التنين، ففي فجر ذلك اليوم أرادت أن تقابله و تحاول إقناعه، توقعت انها ستجده في مكان تدريبه المعتاد...

فلذلك استيقظت ذلك اليوم أبكر من العادة، ثم اتجهت إلى الشاطئ السري، في طريقها كانت تستمتع بأجواء المدينة الصباحية، من روائح الإفطار الشهية و غناء بعض الباعة المتجولون...

عندما وصلت إلى الميناء و بدأت تمشي بمحاذاة الشاطئ كانت رائحة البحر تملأ الهواء، و طيور النورس النشيطة تطير حول الشاطئ مصرة أن تشارك في جمال المنظر...

دخلت جين في الطريق السري إلى الشاطئ، كان الطريق بين غابات كثيفة تحجب معظم ضوء الشمس، و بعد فترة من المشي وصلت إلى الشاطئ، و بحثت فيه، و لكنها لم تجد مدربها في اي مكان...

عادت إلى المدينة و هي تتسائل أين يمكنها أن تجده، تذكرت مقبرة جيش الراية الحمراء، فبدأت بالسير إليها...

وصلت إليها، و مازال المنظر مهيبا كأول مرة رأته تلك الاوشحة الحمراء فوق كل قبر ترفرف، و في آخر المقبرة تمثال ليبرا شديدة الجمال و ذات المنظر القوي المتالق!

كان هنالك رجل واقف أمام تمثال ليبرا، و لكن التمثال كان بعيدا جدا... و لم تستطع جين معرفته من تلك المسافة، ثم توجهت إليه...

بعد ان اقتربت رات انه لم يكن ميدرا، كان شخصا غريب المظهر، ذو شعر اسود طويل، و لكن كانت هنالك بعض الشعرات البيضاء تتخلل شعره الأسود...

و كان على ظهره جرة كبيره، و في يده جرة صغيرة يسكب منها ماء على قبر ليبرا...

كانت حوله هاله مخيفة... فجأة نظر إلى جين، و ما أن رمشت حتى اختفى بالكامل من أمامها...

فوجئت جين! ذهبت إلى المكان الذي كان واقفا فيه، و لكن لم يكن له أي أثر! حتى الماء الذي سكبه لم يكن موجودا...

أقنعت جين نفسها انها تتوهم... فمن المستحيل حدوث أمر كهذا! حتى ميدرا لا يمكنه التحرك بهذه السرعة!

...

لم تكن جين تعلم كم سيتسبب هذا المجهول بألم و معاناة لها و للجميع...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينWhere stories live. Discover now