تاريخ ليبرا، الجزء الثالث

909 48 4
                                    

...

بعد إنتهاء التدريب...

في ساحة عملاقة... أرضها من صخور كبيرة رتبت بعناية... لا تكاد ترا حدود لهذه الساحة من ضخامتها!

في وسط الساحة هنالك منبر مرتفع عن أرض الساحة...

"الدماء ستنزف...

و الرؤوس ستقطع...

و الأحباب سيفقدون...

و لكن، الأمر بايديكم! أما أن تكونوا انتم من يفقد! أو اعدائكم من يفقدها!"

صاح الجنرال روس

كان الجنرال روس يلقب باليد الحديدية لصلابته و قوته القتالية، كان يقارن بالقراند ماسترز...  بل بعضهم قال إنه أقرب إلى اللورد ماستر!

و لكن تلك لم تكن أفضل ميزاته حتى! بل ما كان يميزه هي قيادته في المعارك! فكان في أصعب اللحظات يتخذ أفضل القرارات في أقصر وقت ممكن!

كان قد عُين لتدريب المجندين الجدد، و اختيار الأجدر منهم للقيادة...

كان الجنود في الساحة منتظمين في صفوف...

"كلنا نريد الانتصار... بقدر ما تريدونه، اعدائكم يريدونه كذلك... و لكن! سببهم للانتصار هو الجشع و حب السيطرة! بينما نحن لدينا سبب نفخر بالموت لأجله!

سببنا الحرية! نقاتل كي نحمي أرضنا و أنفسنا من جشع أناس يعتقدون أن كل ما يستطيعون احتلاله فهو حق لهم!

ها نحن ننزل لساحات المعارك بأنفسنا!  و لا نختبئ خلف جيش من العبيد!...

من معي لننتصر؟!

من يريد أن يعود ليحكي قصة انتصاره لأبنائه؟!

أو يموت... فتحكى عنه القصص البطولية على مر الأجيال!"

قال الجنرال روس

تبع كلامه صيحات الجنود في حماس!

بدأ توزيع الرتب بين الجنود، و لحظتها كانت ليبرا قد غطت الدموع وجهها عندما تذكرت الأطفال الذين قتلوا... و كانت تحاول أن تغطي وجهها حتى لا تبدوا ضعيفه...

"ليبرا ساموا، تقدمي! "

تفاجأت ليبرا، و تقدمت في ارتباك، عندما وصلت إلى المقدمة... وضع الجنرال يده على كتفها و قال: " أيها الأبطال! لكل زمان أبطاله! و من حسن حظكم أن أحد أبطال هذا الزمان بينكم... ليبرا ساموا!

ستكون قائدة هذا الجيش!"

هتف الجميع في حماس: ليبرا! ليبرا! ليبرا!

انطلق الجيش لأول معركة له بقيادة ليبرا...
...

بعد عدة انتصارات لليبرا و جيشها، بدأ الناس يطلقون اسم :الراية الحمراء ! لأن الدماء كانت تغطي دروعهم و راياتهم باللون الأحمر حتى أصبحوا يحملون رايات حمراء فعلاً

كان جيش الراية الحمراء مكونا من خمسة آلاف جندي فقط و كانو يهزمون أضعاف في العدد بدون عناء يذكر!

بعد خمود الحرب لفترة طويلة بسبب الانتصارات عديدة...

كان سام طبيب فى مدينة اسمها جام و هي التي سميت لاحقاً بليبرا، و كانت ليبرا و جيشها في تلك المدينة... أمرت ليبرا جيشها بأخذ إجازة و العودة إلى أهاليهم،  بقيت ليبرا تستمع و تتدرب في هذه المدينة...

و قبل انتهاء إجازة الجنود بيومين، نادى أحد مراقبي أسوار المدينة: "جنود الأعداء يتجهون نحو المدينة! "

انتشر الرعب بين سكان المدينة لم يكن هناك أكثر من خمسة عشر جنديا في المدينة! 

ذهبت ليبرا إلى الساحة و صاحت: " هل ستخسرون أرضكم بدون قتال؟! من سيقاتل بجانبي فليتقدم!"

"انا! سوف أحمي هذه المدينة..."

ظهر صوت بين الحشود الخائفة و كان مألوفا لليبرا

تقدم شاب ذو شعر فضي و عينان زرقاوتان...

"سام!"

صاحت ليبرا في تعجب

"نعم"

قال سام و هو مطأطئ رأسه

"من معنا أيضاً؟! "

قالت ليبرا

لم يتقدم أحد، كانت أوجه الناس مليئة باليأس...

تقدمت ليبرا و سام ضد جيش يقدر بثلاثة آلاف جندي...

"أين ذهبت بعد المعسكر التدريبي؟ "

قالت ليبرا

" قرروا اني لا أصلح أن أكون جندياً "

قال سام و هو يضحك

"إذا لماذا أتيت معي الآن؟!"

قالت ليبرا

"لا يعقل أن تقاتلي جيشا كامل وحدك، و انا قوي قليلاً في الحقيقة"

قال سام

ضحكت ليبرا و قالت: " يبدو أنك لازلت مغفلا يا سام! إذاعدني انك لن تموت أو تفعل شيئاً لا حاجة له!"

"اعدك يا سيدتي"

قال سام في سخرية

اقتربوا من الجيش... تفاجأ الجيش عندما رأى ليبرا... و لكن ما فاجئه أكثر انه لم يقف أمامه سوى شخصين فقط!

كانت ليبرا تقاتل برمح، و سام كان يقاتل بأي شيء، فأخذ رمحا مثل ليبرا...

"لتكن هذه هديتي للبشرية اذا لم اعش بعد هذه المعركة..."

قال سام

"سنعيش... و نحكي القصة يا سام... لا تستسلم..."

قالت ليبرا

و مع صوت النسور المحلقة التي كأنها علمت أنها ستحظى بوليمة من الجثث مع هذه المعركة، و مع أصوات الأمواج من شاطئ المدينة... و مع توسط الشمس للسماء...

انطلق الجيش بأمر قائده: "هجووووووم!!!!"

و ليبرا و سام ملوحين برماحهم في الهواء!

...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينWhere stories live. Discover now