موت سام: التضحية الحمقاء

462 39 4
                                    

ليبرا بعد ان حققت ما ارادت من انضمام الى منظمة الفرسان...
كان هدفها ان تعيد المنظمة الى قوتها و تجعلها منتشرة حول العالم، ليصبح في كل مكان فارس لحماية الابرياء...

"ياله من قتال... يبدو انك لست مجرد عضلات في المعركة... "
قال لين و هو يمشي مع ليبرا في طريقها للعودة إلى جيشها

"ساتجاهل الشطر الثاني من كلامك... كيلا تتاذى "
قالت ليبرا في انزعاج

كان راثراك واقفاً عند بوابة القلعة، و خلفه جنوده...

"ليبرا!"
صاح راثراك لليبرا من بعيد

نظرت ليبرا جهة راثراك ثم قال في صوت عال: " اريد ان اصدق... انك من سيغير العالم... لا تخيبي ظني"

" و من قال لك اني ساغير العالم؟! سافعل ما استطيع، و لن اعد بشيء..."
ردت ليبرا

...

بعد ايام، وصل لين و ليبرا الى معسكر جيش الراية الحمراء...

وصلوا في الصباح، بمجرد رؤية ليبرا تجمع الجنود لتحيتها...

كانت ليبرا وسط الجنود الهاتفين بعودتها،  و لكن ليبرا كانت تبحث عن سام...

"اين سام؟ "
سالت ليبرا روسيل، قائد الكتيبة الاولى و هو من اقدم جنود الجيش منذ تأسيسه

"في الحقيقة...  القائد سام، كان يقود في احد المعارك، و لكن كان جيش النبلاء المنفيين قد نصب كمينا... كانت اعدادهم هائلة... لم نكن نستطيع فعل شيء! "
رد روسيل

صدمت ليبرا مما سمعت، و في ارتباك سالت: "لا اريد سماع كل هذا الكلام! اخبرني فقط... هل هو حي ام ما-

قاطع كلام ليبرا صوت موسيقى جميلة ساحرة...
سكت الجميع مع صوت هذه الموسيقى...

نظرت ليبرا الى مصدر هذه الموسيقى فاذا به سام!

كان سام جالس على صخرة و في يده قطعة حديدية غريبة الشكل مجوفة من الداخل، و كان سام يلوح بها ليصدر تلك الأصوات...

توقف سام عندما رأى ليبرا ثم قال بوجه مبتسم: "اهلا بعودتك يا ليبرا"

ارتاحت ليبرا عندما رأت ان سام بخير
"يالك من مغفل... اهذا وقت الموسيقى؟! "
قالت ليبرا في غضب...

ضحك سام ثم قال: " لقد وجدت هذه الآلة الموسيقية بين غنائم احد المعارك، و احببت ان اتدرب عليها..."

"مذهل! مستعد ان تتدرب على اتفه الأشياء،  على ان لا تتدرب على القتال! يبدو انك لن تتغير... ابدا!"
ردت ليبرا في سخرية

لاحظت ليبرا ان سام مصاب اصابات كثيرة، و لكنها ليست بالغة... و ان بقية الجنود قليل المصابين فيهم...

"روسيل، مالذي حدث بعدها؟... ان سالت سام سيقول لم يحدث شيئا رغم اصاباته... "
سالت ليبرا

"كان الكمين عبارة عن جيوش هائلة في العدد... و لم يكتفوا بذلك، بل استخدموا وحوش الغابة كذلك، كان ذلك الجيش هو اضخم جيش رايته في حياتي... كان الامر مهيبا!  كان عددهم اكثر من اربع مئة ألف جنديا و وحش! بينما كان عددنا لا يتجاوز العشرون الفا!"
قال روسيل

"و لكن عندما راى ذلك القائد سام، امرنا بالتراجع الى قمة الجبل، اما هو فبقي وحده ليرد الجنود عنا، حتى نصعد فوق الجبل، كان وحيداً امام الجيش كامل...

لكنه لم يكن هناك ليقاتل،  بل كان هناك ليدافع عن رفاقه...
بعد ان صعدنا جميعاً،  لحق بنا سام، و امرنا ان نبدأ بتكسير الصخور البركانية السوداء و اسقاطها على الجيش المعادي...

ثم صرخ سام سائلاً: " ايها الابطال! من منكم يجيد استخدام الزاس فليتقدم! "
تقدم عدد كبير من الجنود، اما الاخرون فكانوا يرمون الصخور، جيش الاعداء قدم حاملي الدروع لتلقي الصخور، و بدا بالتقدم شيئا فشيئاً...

تقدم سام و خلفه مستخدمي الزاس، ثم صرخ في الجنود: "ضعوا ايديكم على الأرض ثم اطلقوا كل ما تملكون من قوة على شكل زاس نار، او على شكل طاقة خام ان لم تعرفوا...

استغرب الجنود، و كانو مترددين، و ينظرون في بعض بنظرة شك...

لأول مرة ارى فيها سام يغضب...
صرخ في غضب: " ايها الجبناء!  ان لم تنووا المساعدة فانصرافكم اولى!"

دوى صوت سام المنخفض عادة لأول مرة، ليحس الجنود انه لا مجال للشك، ففعلوا مثل ما امرهم سام...

و في حركة واحدة صرخوا كلهم مع اطلاق كل طاقتهم في الارض!
و اولهم في الصف، سام!
بدأت الأرض بالاهتزاز و التشقق...
و فجأة!  خرجت من الارض حمم بركانية تجاه جيش الاعداء!
تفاجأ الجميع من ذلك، بعض الجنود توقفوا من الرهبة عندما راو الحمم، و لكن سام امرهم ان يكملوا!

و ما هي الا دقائق، حتى التهمت الحمم جيوش الاعداء!
تحولت ساحة المعركة الى تماثيل تصف قوة سام كقائد... المساحة الهائلة التي كانت ملأى بالجنود صارت رماد و بقايا اجساد متفحمة...

سام... انه مخيف جداً!  كيف استطاع تغيير مجريات معركة واضحة النتيجة...
سقط معظم الجنود من التعب بعد اطلاق قوتهم، اما سام فنهض ليعالج المصابين، مع انهم كان اكثرنا جراحا... "
اكمل روسيل

"... سام هو سام... لن يتغير..."
قالت ليبرا و على وجهها ابتسامة خفيفة

...

في مساء ذلك اليوم...
كان سام و ليبرا جالسين قرب النار طلب للدفئ في برد الليل القارص...

"سام.."
نادت ليبرا

"لماذا... لماذا لم تطلب من بعض الجنود ان يدافعو معك عن البقية؟..."
سالت ليبرا

بعد لحظة من الصمت قال سام: " لأنني اعلم قدر اهمية جنودك بالنسبة لك..."

"و انت كذلك... باهميتهم... بل اكثر قليلاً "
قالت ليبرا في صوت خافت...

"ماذا؟ لم اسمعك جيداً "
قال سام

"لا شيء...  لكن اعلم انني اكره التضحية بحماقة... "
قالت ليبرا

...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينWhere stories live. Discover now