فأجاب مجدي: الشهادة لله يا بني ما سمعناش عنك إلا كل خير.

فتابع: من فضلك جاوبيني! ده أنا بعرف ربنا وبصلي الوقت بوقته، لا سيجارة ولا كاس الحمد لله!  عندي شغل وأقدر أتحمل مسؤولية وأفتح بيت، وإن شاء الله أقدر أعيشها في مستوى أحسن وتحت أمركم في أي طلبات.

فأجابت: وإحنا ماتهمناش الفلوس، إحنا بنشتري راجل ووالله لو مش معاه إحنا نديله!

- جميل! وحضرتك مش شايفاني راجل!

فسكتت ولم تعقب، فتابع: طب السؤال بطريقة تانية، حضرتك عايزة عريس بنتك ده يكون موصفاته إيه؟

فأجابت: لا مواصفات ولا غيره، يكون ابن حلال ويعرف ربنا ويحافظ عليها ويصونها وما يبهدلهاش.

- لا إله إلا الله!
طب ما أنا أدامك، وأتحدى إنك تلاقي أي حد يحافظ عليها ولّا يصونها ولّا يحبها أدي.

سكت قليلًا ثم تابع: أنا عارف إن حضرتك رفضاني عشان جوازتي الأولانية، طب أعمل إيه إن كنت اتجوزت كام شهر وبعد كده اتوفت! يعني عمرها إنتهى وإرادة ربنا! يعني مثلًا مش مطلّق فيبقى في إحتمال إني أكون ظالمها أو سودت عشيتها مثلًا.

أخذ نفسًا عميقًا وأغمض عينيه ثم أكمل بمرارة: أنا فضلت سنين عايش على ذكراها ورافض أي واحدة تدخل حياتي، وفعلًا أخدت وقت لأني كنت بعاند نفسي عشان أستسلم لحب كارما، يعني يا إما كارما يا إما بلاش، طب والله العظيم بحبها وهشيلها في عيني!

ثم ابتلع ريقه وأكمل محاولًا الحفاظ على هدوءه: أما لو على ابني، فما حدش له في نفسه حاجة ولا بيختار قدره، لا ذنبي ولا ذنبه.

فصاحت فيه: بس ذنب بنتي...

ثم ابتسمت بسخرية وقالت: لاقيت دادة لابنك ببلاش، بنتي ذنبها إيه تشيل الهم بدري بدل ما تفرح بشبابها!

- والله يوم ما لجأت لها! لجأت من قبل ما أعرف هو ماله ولا إيه مشكلته! وهي اللي طلبت ده واتبرعت مشكورة إنها تعمل ده بطيب خاطر من غير ما أطلب منها ده، حتى وأنا بثق فيها ثقة كبيرة عمري ما هثق في حد زيها، لكن والله! والله يوم ما أحس إن الشيلة تقيلة عمري ما هقولها حتى ليه، وهعفيها من الحمل ده لأنه فعلًا مش ذنبها.

فتنهدت قائلة: وأنا بنتي خايبة وعمرها ما هتشتكي.

فأسرع قائلًا: بس أنا بحبها وهحس بيها وهعرف، ومش هسمحلها تيجي على نفسها، أرجوكِ وافقي، أنا يهمني إن حضرتك كمان تكوني موافقة عشان الجوازة دي تتم.

- بس أنا مش موافقة ولا مقتنعة بكلامك.

قالتها بعناد وجمود، فأغمضت كارما عينيها بقهر وانفلتت منها شهقة وقد انهمرت دموعها بغزارة، فصاح مجدي: بس أنا أبوها وموافق ومش هستنى لما البت تروح مني عشان عِندك وشوية هواجس في دماغك لوحدك.

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن