❤الفصل الخامس والثلاثون(والأخير)❤

39.2K 1.3K 266
                                    

_تحرر (الأخير)  _
     _ 35_
لتنهض وتخرج من الغرفة فلم تجد أحد سارت ببطء وخطوات مترنحة فهي علي الأغلب لم تنهض منذ شهور لتصعد الي الدور العلوي حتي وصلت الي سطح المبني ، سارت بخطوات متمهلة...شاردة بذلك الرداء الأبيض الخاص بالمرضي وخصلاتها السوداء تغطي ظهرها وغروب الشمس ينعكس علي عينيها الزرقاء لتقترب من الحافة وترفع قدمها ببطء ليصلها صوته الساخر :

- لسه بردو بتحاولي تهربي مش بتزهقي ؟

التفتت له بحده قائلة وهي ترفع القدم الأخري :

- ملكش دعوة بيا !

اقترب بهدوء لتحذره بحده :

- اياك تقرب ! ومتحاولش تقنعني اني انزل...انا بقيت جثة من غير روح فوفر كلامك ملوش لازمة !

نفي برأسه لتصدم به يصعد ويقف بجوارها قائلاً ببرود :

- لا فاكس الجو القديم بتاع انزلي ولااا متسبنيش وبتاع...دلوقتي في حاجات اجدد واحسن زي...اننا هننتحر مع بعض دلوقتي ... !!!

صدمها بحديثه ليخفق قلبها وتتحول عيناها للضياع والتشتت هامسه :

- طب وولادك ؟

اجابها بلا مبالاة مشدداً علي كلمته الأولي :

- ولادنا...ربنا يتولاهم ، ايه الي هيحصلهم مثلا ؟ هيترموا في دار أيتام ؟ هيشوفوا ايام سودا ؟ هيتحرموا من جو الاسرة والاب والام ؟ طب وايه يعني ما احنا كمان اتحرمنا منه !

ابتلعت ريقها بتعب ليكمل :

- انت عيشتي مع اب وحش وبيكرهك ومامتك تعبت من الوجع وربنا رحمها وانا مفرقتش كتير امي كانت مشغولة ازاي تأذي اخواتي وتاخد بتارها وابويا كان مشغول بتأنيب ضميره وسلبيته !

اجابته بضعف وأعين شارده وكأنها طفلة مذنبة وتبرر فعلتها :

- انا...تعبت...وهي وحشتني أوي!

طالعها بأعين حزينة فهو أدري بحالتها وان حديثها صادر من قلبها المتعب والرياح تلامس وجههم بقوة ليهتف :

- وانتي فاكرة ان الموت بالطريقة دي راحة ؟ عذاب الدنيا ومهما شوفتي فيه ارحم مليون مرة من عذاب جهنم !

سالت دموعها هامسه بتقطع :

- انا م...مريضة ! هأذيك وهأذي عيالك...انا حمل تقيل محدش ينفع يستحمله...انا شوفت محسن بيموت قدام عنيا ومتحركتش ! انت كنت بتموت قدامي ومساعدتكش ! انا مش فاكرة ايه الي حصل بس الي متأكدة منه اني مش السبب في انقاذك...

سالت دموعه رغماً عنه من حديثها المتألم خاصة عند حديثها عن "والدها" الذي لم يعلم عنه شيئاً ليخفي صدمته قائلاً :

- لو كنت فعلاً مؤذية كنتي سيبتي ابنك يموت !
Flash back.        

وضعه بجوار فراشها وخرج من الغرفة لتغمض عيناها بقوة محاولة تجاهل وجوده وهي تحتضن جسدها بحماية ليتسلل الي مسامعها صوت بكاءه الأشبه بمواء القطط ، ضعيف...خافت...متألم! وهي خير من يميز الأصوات المتألمة نفت برأسها وهي ترفع الغطاء علي وجهها وتضع كفيها علي أذنها حتي لا تستمع له حتي بدأت تبكي هي الأخري! ثم مددت كفها بارتعاش ورجفة تعتريها لتتلمس وجهه بحذر ورهبة! قربته قليلاً من جسده ليفتح عيونه الزرقاء المماثلة لعينيها ليخفق قلبها بشدة! لتهمس بتقطع وارتباك كطفلة صغيرة :

أحببت فريستي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن