❤ الفصل الخامس والعشرون ❤

26.2K 790 34
                                    

_ فراق _
_25_
فتح باب غرفتها ليصدم بأحد التحف الصغيرة كادت ترتطم برأسه! دلف ليصيح بصوت صارم :

- توقفي عن هذا الجنون يا فتاة لا أود انا أعاملك بطريقة أخري !

رفعت وجهها ليصدم بمظهرها بعد ان زالت الوان التجميل فوجهها ملئ بالكدمات الذي أخفتها مساحيق التجميل المبالغ بها! يبدو انها قاومت كثيراً فاضطروا لضربها حتي تخضع لهم! لتصرخ ببكاء :

- حرام عليك هستفاد ايه من عيلة زيي ؟!

أخرج هاتفه ليأمر احد رجاله بالقدوم ، الذي وصل بعد بضع دقائق ...قطبت جبينها من عدم فهمها لما يقوله حتي ترجم لها الحارس قائلاً :

- الباشا بيقول لحضرتك تهدي وانه جابك هنا علشان يساعدك وان طريقتك هتضطره يتعامل معاكي باسلوب مش هيعجبك !

صمتت بخوف من أن يضربها كالكثيرين لتجلس جانباً منكمشة في نفسها لتجد عامل الفندق يدلف حاملاً الكثير من أصناف الطعام لتتوهج عيناها ببريق الجوع فهي لم تأكل منذ يومان تقريباً لكن كرامتها أبت الانصات حين وضع الطعام علي الطاولة الصغيرة أمامها لتشيح بوجهها بعيداً لتسمع لصوت الحارس مجدداً :

- دانيال باشا بيأمرك ان الأكل ده كله يخلص ومتقلقيش شوية وهتفهمي كل حاجة !

ارتبكت من نظراته الحادة لتبدأ بالأكل متظاهرة بعدم الجوع وانها تأكل فقط تنفيذا لأمره غير مدركه أنه راي تلك النظرة من قبل بصغيرته "ليلي" ابتسم بحنو ليأمر الجميع بالرحيل ليتركها حتي تأكل بلا خجل....

              *****
مسحت دموعها بعنف وهي تستعد لركوب الطائرة حتي أتاها اتصال لتجيب ويصدع صوته صارخاً :

- الهانم مسافرة من غير ما تقولي ! انتي ازاي تتصرفي من دماغك يا ساندي ؟ هتبوظي كل حاجة بغبائك! 
صرخت به ببكاء وهي تتحس تلك الكدمة بجانب فمها :

- كل حاجة خربت أصلاً...يوسف حكي لبابي كل حاجة وبابي ضربني وقرر يخليني أسافر أعيش مع أخويا الكبير ومش هرجع مصر تاني أنا حياتي اتدمرت...انت متعرفش مصطفي أخويا هيعمل فيا ايه بعد الي حصل ده انت لازم تتصرف !

مسح وجهه بانفعال ليقول بقسوة :

- مش مشكلتي ! روحي شوفي حد تاني تلبسيه بلوتك انا مباخدش بواقي غيري !

اغلق الهاتف بوجهه وهي تبكي بانهيار فأخيها قاسي ولا يعرف الرحمة لذلك ارسلها والدها له ليزيد رعبها حين استمعت للإنذار الأخير للطائرة لتنهض وتتجه نحو المرحاض لتنظر في المرأة فتري شبح امرأة دمرتها الأيام بوجهها الشاحب وملابسها الضيقة كيف يلوموها وقد تركها والدها بدون حسيب او رقيب فلتفعل ما شاءت لم يعلمها أحداً ما الخطأ وما الصحيح وحين أخطأت اصبحت الملامة الوحيدة بينهم!  أخرجت زجاجة الدواء الذي اشترته بطريقها لتفتحها وتغمض عيناها والدموع تنساب بقوة علي صفحة وجهها لتبتلع كل ما بالعبوة مرة واحدة وتتسارع أنفاسها وتزداد رجفة جسدها لتتشوش الرؤية وتشعر بالأرض تميد بها لتشهق بقوة وتسقط ليرتطم جسدها بالأرض بقسوة وتميل برأسها للجانب وذلك السائل الأبيض يخرج من فمها وكأنه الشئ الأبيض الوحيد بحياتها التي أظلمت معلنة عن نهايتها !

أحببت فريستي Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon