❤الفصل الثالث والثلاثون❤

27.5K 889 86
                                    

_  لقاء القلوب  _
     _33_
انهي مكالمته ليجد ضجة اتية من غرفتها لينقبض قلبه ويسير باتجاه غرفتها ، وصل الي الغرفة ليندفع بهلع ليجد مجموعة من الممرضين  يقفون أمامها محاولون استمالتها لتترك ما بيدها وما كان سوي السكين الحادة !  اقترب بحذر ليهتف بتوتر :

- ميرا حبيبتي سيبي الي في ايدك ده !
رفعت بصرها تطالعة ببسمة غريبة وأعين فارغة لتتعالي دقات قلبه المنقبض بخوف حين رفعت السكين لأعلي قليلاً وهي تمد ذراعها الأخر للأمام وتديره ليكون باطن كفها والشريان الذي يتصل بالقلب في مواجهة السكين! ، لكنه اسرع وامسك يديها والقي السكين بعيداً وصفعها بقوة ! ثم جذبها ليضمها اليه وهي تبكي بشهقات متتالية كالأطفال من ألم صفعته...تنفس الصعداء ولام نفسه علي ضربه لها لكنه لم يشعر وكأنه يعاقبها علي محاولة تركها له ! يعلم انها غير واعية لكنه لن يتحمل فقدانها ليهمس بحنان :

- انا أسف يا حبيبتي أسف متزعليش..
حملها ليضعها علي فراشها وهي مازالت في أحضانه ! ربت علي رأسها بحنان وأخذ يقبل وجنتها التي صفعها من حين لأخر وهو يدلكها برفق ، تراجع العاملون وخرجوا من الغرفة ، لكنها ظلت تبكي ليهمس بأسف :

- وجعاكي يا روحي ؟ أسف والله محستش بنفسي…

فكر بإلهائها حتي تتوقف عن البكاء ليشدد من ضمها ويتنهد بعمق قبل ان يهمس بأذنها بتوتر من بكاءها الذي يزداد فهو يعلم انه لا يمكنهم اعطاءها المهدئات لخطورته علي الجنين :

- طب اغنيلك وتبطي عياط ؟ انا أنا مقولتلكيش قبل كده ان صوتي حلو صح ؟ ششش...اسمعي كده...

ليبدأ بالغناء بنبرة عذبة متألمة ويشوبها حزن عميق ورغم ارتعاش نبرته الا انها هدأت وتيرة بكاءها ولم يشعر بتلك العبرة الهاربة من أسر عينيه :

- أأ...أنا بعشق البحر...زيك يا حبيبي حنون وساعات زيك مجنون... ومهاجر ومسافر...وساعات زيك حيران...وساعات زيك زعلان...وساعات مليان بالصمت...أنا بعشق البحر.....

مسح دموعه ليجدها راحت في سبات عميق بين ذراعيه ليتمدد جوارها فيكفيه وجودها بجواره رغم عدم وعيها...سينتظر ولو مر الدهر كاملاً فقلبه لن يدق لسواها...

                 *****
وصلت الي المطار بخطوات مرتجفة وهي تبحث عنه بأعين لامعة بالدموع كالطفلة التي تبحث عن والدها لتهرع الي أحد العاملين قائلة بصوت مرتعش :

- لو سمحت هي طيارة لندن هتطلع امتي ؟

اجابها قائلاً :

- لا دي طلعت بقالها نص ساعة يا انسة !

نفت ببكاء ليبتعد الرجل باستغراب لتقف في منتصف المطار وهي تبكي بانهيار ولم تشعر بارتخاء قدميها لتسقط جاثية علي ركبتيها وهي تتطلع للا شئ وتهمس ببكاء مصدوم :
- بالسهولة دي سبتني ؟ من غير حتي ما تقولي ؟ هنت عليك يا داني ؟!

أحببت فريستي Where stories live. Discover now