الفصل الحادي والثلاثون: أرجوكم أن تكونوا بخير

Start bij het begin
                                    

مدت لوسي لسانها له وقالت بغرور: في أحلامك!

فضحك كارل من تصرفها ذاك، لكنها وضعت يدها على كتفه وقالت بنبرة لعوبة، وهي تنظر إلى عينيه بابتسامة مرحة: إنه لشرف لي أن أقبل الرقص معك...كارلوس تشادولي...

لم يمض الكثير من الوقت حتى بدأ كلاهما يتمايلان بتناغم مع صوت الموسيقى الهادئة، في حين ينظر كل منهما إلى عيني الآخر باستمتاع.

كانا غارقين تماماً في تلك اللحظة، وقد تجاهلاً كل ما يؤرقهما آنذاك. تلك الدقائق القليلة بدت كفيلةً بأن تجعلهما ينسيان ولو مؤقتاً كل ما يفصلهما، وكل ما يبقيهما بعيداً عن بعضهما، وهما يعلمان جيداً أنه لا أمل لهما أن يكونا معاً أبداً.

كانت لوسي تعلم جيداً أن الشاب الواقف أمامها الآن، هو أكثر من يجب عليها أن تكرهه في هذا العالم. لكنها لا تدري أبداً ما الذي جعل قلبها ينبض له بجنون هكذا. ما السحر الذي تملكه هاتان العينان اللتان شعرت أنها غارقة تماماً في جمالهما، وفي غموضهما اللذان أربكاها كثيراً؟ هو أكثر من يجب ألا تثق به أبداً، لكن لماذا تشعر بكل هذا الأمان بين يديه؟

وضعت خدها على صدره، لتغلق عينيها ببطء وهي تستمع إلى نبضات قلبه المضطرب، كقلبها الآن.

لقد قال أنه يحبها...

ليست غبية حتى لا ترى ذلك في عينيه. ولقد استطاعت أن تلاحظ نظراته الحارقة، نحو الرجال الذين شاركتهم الرقص قبل قليل، مما جعل قلبها يرقص فرحاً وارتباكاً في الآن ذاته.

وفي كل مرة، تزداد رغبتها في أن تكون معه أكثر وأكثر..

لكنها لا تقدر. لا، هي لا يمكنها ذلك. أبعدت خدها عن صدره، لتنظر مرة أخرى إلى عينيه اللتان كانتا تراقبان كل حركة تقوم بها بتركيز تام.

ابتسمت بحزن وهي تنظر إليه، لكن ابتسامتها سرعان ما اختفت لما نظرت إلى ذاك الواقف أمامها مستنداً على إحدى الطاولات، وهو يحمل في يده كأساً من النبيذ..

حرك رأسه باعتراض، وهو يخبرها بعينيه أن تتوقف عن ذلك. لا يمكنها السماح لمشاعرها أن تسيطر عليها خصوصاً في هذه اللحظة.

لم يكن كارل قادراً على رؤيته فقد كان يقابله بظهره، لكنه استطاع أن يلاحظ تغير تعابير لوسي فجأة. فبعد أن كانت تنظر إليه بلهفة قبل قليل، بدا وجهها خالياً من أي مشاعر الآن، في حين ظلت تحدق بالفراغ دون أن تقول أي شيء.

بعد أن رقصا لعدة دقائق أخرى، استأذنته لوسي فجأة حتى تذهب إلى الحمام، فتركها تذهب دون أن يعلق على أي مما حدث.

بعد أن خرجت لوسي من الحمام، تنهدت بضيق وهي تتذكر ما حدث قبل قليل.

أياً كانت اللحظة التي جمعتهما معاً اليوم، فهي تدرك جيداً أنه عليها ألا تسمح لذلك بالتأثير عليها بأي شكل من الأشكال.

Amy Horiston //the rejected girl..Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu